عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 28 فبراير 2010

حدود وضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء

حدود وضوابط لباس المرأة أمام محارمها وأمام النساء

عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
أضيفت بتاريخ : : 27 - 02 - 2010
نقلا عن : موقع صيد الفوائد




لباس المرأة بين النساء وأمام المحارم مما تساهلت به بعض النساء، ولا شكّ أن لهذا التساهل آثاره الخطيرة التي وقفت على بعضها بنفسي، وسأذكرها لا حقاً بعد بيان الحُكم.


عورة المرأة:

الصحيح أن عورة المرأة مع المرأة كعورة المرأة مع محارمها؛ فيجوز أن تُبدي للنساء مواضع الزينة ومواضع الوضوء لمحارمها ولبنات جنسها. أما التهتك في اللباس بحجة أن ذلك أمام النساء فليس من دين الله في شيء، وليس بصحيح أن عورة المرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل, أي من السرة إلى الركبة؛ فهذا الأمر ليس عليه أثارة من علم ولا رائحة من دليل فلم يدل عليه دليل صحيح ولا ضعيف، بل دلّت نصوص الكتاب والسنة على ما ذكرته أعلاه، قال سبحانه وتعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور31]
ووجه الدلالة أن الله ذكر النساء بعد ذكر المحارم وقبل ذكر مُلك اليمين؛ فحُكم النساء مع النساء حُـكم ما ذُكِرَ قبلهن وما ذُكِرَ بعدهـنّ في الآية.

ولعلك تلحظ أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر الأعمام والأخوال في هذه الآية، وليس معنى ذلك أنهم ليسوا من المحارم، قال عكرمة والشعبي: "لم يذكر العم ولا الخال؛ لأنهما ينعتان لأبنائهما، ولا تضع خمارها عند العم والخال فأما الزوج فإنما ذلك كله من أجله فتتصنع له بما لا يكون بحضرة غيره".

وهذه الآية حـدَّدَتْ مَنْ تُظهـر لهم الزينة، فللأجانب {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}؛ قال ابن مسعـود رضي الله عنه: "الزينـة زينتان: فالظاهـرة منهـا الثياب، وما خفي الخلخالان والقرطـان والسواران" رواها بن جرير في (التفسير)، والحاكم وصححه على شرط مسلم، والطبراني في (المعجم الكبير)، والطحاوي في (مشكل الآثار).

قال ابن جرير: "ولا يُـظهرن للناس الذين ليسوا لهن بمحرم زينتهن".


أما الزينـة المقصـودة في قوله تعـالى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ}، فهذه يُوضِّحهـا علماء الإسلام.

قال البيهقي: "والزينـة التي تبديهـا لهـؤلاء الناس قرطاهـا وقلادتهـا وسواراها، فأما خلخالها ومعضدتهـا ونحرهـا وشعرهـا فلا تبديه إلا لزوجهـا. وروينا عـن مجاهـد أنه قـال: يعني به القرطين والسالفة والساعـدين والقدمين، وهـذا هو الأفضل ألاّ تبدي من زينتها الباطنة شيئا لغير زوجهـا إلا ما يظهر منها في مهنتها" اهـ.

وقوله (لهؤلاء الناس): أي المذكورين في الآية من المحارم ابتداءً بالبعل (الزوج) وانتهاءً بالطفل الذي لم يظهر على عورات النساء، ثم استثنى الزوج، والمعضدة ما يُلبس في العضد.

ويؤيد هذا قولـه صلى الله عليه وسلم: «المـرأة عورة» [رواه الترمذي وغيره، وهو حديث صحيح]، فلا يُستثنى من ذلك إلا ما استثناه الدليل.

وأما قول إن عـورة المـرأة مع المرأة كعورة الرجل مع الرجل فليس عليه أثارة من علم، ولا رائحة من دليل، ولو كان ضعيفـاً.

إذاً فالصحيح أن عورة المرأة مع المرأة ليست كعورة الرجل مع الرجل، من السرة إلى الركبة، وإن قال به من قال، بل عورة المرأة مع المرأة أكثر من ذلك.

ويؤيّد ذلك أيضـا أن الأمَـة على النصف من الحُرّة في الحـدِّ؛ لقوله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [التساء: 25].


والأمَـة على النصف في العورة لما رواه أبو داود من حديث عمر و بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظـر إلى ما دون السرة وفوق الركبة» [وحسّنه الألباني وزاد نسبته للإمام أحمد].

وإذا كان ذلك في الأمَة التي هـي على النصف من الحـرة في الحدِّ والعورة وغيرها، فالحُـرّة لا شك أنها ضِعف الأمَة في الحـدِّ والعورة وغيرها مع المحـارم والنساء، قال البيهقي: "والصحيح أنها لا تبدي لسيِّدها بعدما زوّجها، ولا الحـرة لذوي محارمها إلا ما يَظهـر منها في حال المهنة، وبالله التوفيق".

وقال شيخ الإسـلام ابن تيمية: "والحجـاب مختص بالحرائر دون الإماء، كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه إن الحـرة تحتجب، والأمَـة تبرُز، وكان عمر رضي الله عنه إذا رأى أمَة مختمـرة ضربها، وقال: أتتشبهين بالحـرائر!! أيْ لكـاع. فَيَظْهَر من الأمَة رأسها ويداها ووجهها وكذلك الأمَـة إذا كان يُخاف بها الفتنة كان عليها أن ترخي من جلبابهـا وتحتجب، ووجب غض البصر عنهـا ومنهـا، وليس في الكتاب والسنة إباحة النظر إلى عامة الإماء ولا ترك احتجابهن وإبداء زينتهن، ولكن القـرآن لم يأمرهـن بمـا أمر الحرائر فإذا كان في ظهـور الأمَة والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك كما لو كانت في غير ذلك، وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء: لـو كـان في المرأة فتنة للنساء، وفى الرجل فتنة للرجال لَكَانَ الأمر بالغض للناظر من بَصَرِهِ متوجِّها كما يتوجَّه إليه الأمر بِحِفْظِ فَرْجِه" انتهى كلامه -رحمه الله-.

وقول عمر هذا، قال عنه الألباني: "هذا ثابت من قول عمر رضي الله عنه".

وهذا الفعل من عمر رضي الله عنه من أقوى الأدلة على اختصاص الحرائر بالحجاب -الخمـار، وهو غطـاء الوجه- دون الإماء، وأن من كشفت وجهها فقد تشبّهت بالإمـاء!!


قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- : "بل كانت عادة المؤمنين أن تحتجب منهم الحرائر دون الإماء".

وما أعظم ما تفتتن به النسـاء بعضهـن ببعض، خاصة الفتيات في هذا الزمن، فيما يُسمّى بالإعجاب نتيجة التزيّن والتساهل في اللباس ولو كان أمام النساء، والشرع قد جاء بتحصيل المصالح وتكميلها، وتقليل المفاسد وإعدامها.

ومما يَدلّ على أنه لا يجـوز للمـرأة أن تُبدي شيئاً مِن جسدها أمـام النسـاء إلا ما تقدّم ذِكره من مواضع الزينة ومواضع الوضوء إنكار نساء الصحابة على من كُنّ يدخلن الحمامات العامة للاغتسال، وكان ذلك في أوساط النساء.

والحمام هو مكان الاغتسال الجماعي سواء للرجال مع بعضهم، أو للنساء مع بعضهن، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الحمام حرام على نساء أمتي» [ رواه الحاكم، وصححه الألباني].

وقد دخلت نسوة من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها فقالت: "فلعلكن من الكورة التي تدخل نساؤها الحمامات؟!"، قلن: "نعم". قالت: "أما إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من امرأة تخلع ثيابها في غير بيتها إلا هتكت ما بينها وبين الله تعالى» [قال الألباني إسناده صحيح على شرط الشيخين].

ولذا كان عمر رضي الله عنه يكتب إلى الآفاق: "لا تدخلن امرأة مسلمة الحمام إلا من سقم، وعلموا نساءكم سورة النور".

ومثل الحمامات: النوادي النسائية التي يُنادي بها أشباه الرجال فإن النساء تُمـارس فيها "الرياضة" وتنزع المرأة ثيابها من أجل السباحة،
ومثلها المشاغل النسائية وما يدخل في حُـكمها.


فإذا كانت المرأة تُمنع من دخول الحمّام، ولو كان خاصاً بالنسـاء، وتُمنع من نـزع ثيابهـا ولو بحضرة النسـاء، كان من المتعيّن أن عـورة المرأة مع المرأة كعورة المـرأة مع محارمها، لا كعورة الرجل مع الرجل فلا تُبدي لمحـارمـها ونسـاءها إلا مواضع الـوضوء والزينة، وهي: الوجـه والـرأس والعنق واليدين إلى المرفقين والقدمين.

ثم لو افترضنا -جدلاً- أن عورة المرأة كعورة الرجل مع الرجل -لو افترضنا ذلك افتراضاً-... فأين ذهبت مكارم الأخلاق؟!... أليس هذا من خوارم المروءة؟!


إن عورة الرجل مع الرجل من السرة إلى الركبة، ومع ذلك لو خرج الرجل بهذا اللباس لم يكن آثما، إلا أنه مما يُذمّ ويدعو إلى التنقص؛ فإن الأطفال بل والمجانين لا يخرجون بمثل هذا اللباس!!

بل حتى الكفار الذين لا يُراعون دين ولا عادة لا يلبسون مثل هذا اللباس عند ذهابهم لأعمالهم أو اجتماعاتهم ونحو ذلك.

فلو كان لباس المرأة كذلك... فأين مكارم الأخلاق؟!

هذا بالإضافة إلى أنه تبيّن مما تقدّم من الأدلة أن عورة المرأة مع المرأة ليست كعورة الرجل مع الرجل.


إن نساء السلف حرصن على عدم لبس ما يشف أو يصف، ولو كُـنّ كباراً.

ولذا لما قَدِمَ المنذر بن الزبير من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب رقاق عتاق بعدما كف بصرُها. قال: "فلمستها بيدها، ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته". قال: فشق ذلك عليه، وقال: "يا أمه إنه لا يشف". قالت: "إنها إن لم تشف، فإنـها تصف"، فاشترى لها ثيابا مروية فقَبِلَتْها (رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى).

وبناء عليه فيُمنع من لبس الضيق والشفاف حتى في أوساط النساء وعند المحارم.

والله أعلم.


كتبه
(عبد الرحمن بن عبد الله السحيم)
الرياض – 1423 هـ
assuhaim@al-islam.com

إتحاف الأريب بسقوط شبهات أهل الصليب

إتحاف الأريب بسقوط شبهات أهل الصليب

خالد عبد المنعم الرفاعي
أضيفت بتاريخ : : 25 - 02 - 2010



الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:

فقد اعتادت جماعات تنصيرية "Christian groups" على التحرش بالمسلمين عن طريق شبكة الإنترنت بإرسال رسائل للتَّشكيك في الإسلام، وبث الشبهات بين المسلمين.

ومحور تلك التهافتات ينحصر في التالي:

1- أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يسبُّ ويلعن الكفَّار.

2- أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يسبُّ ويلعن اليهود والنَّصارى.

3- أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يأمر زوجاتِه بسبِّ بعضهن البعض، وأمر بلعْن نساءِ أمَّته.

4- أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يسبُّ ويلعن المسلمين.



ثم ذكر بعض الأحاديث ليثبّت بها شبهته الداحضة وهي:

ما رواه مسلم عَنْ عائِشةَ قالَت: دخَلَ على رَسُولِ اللَّه - صلَّى اللَّهُ عليْه وسلَّم - رَجُلان، فكلَّماهُ بِشَيْءٍ لا أدْرِي ما هُو فأغْضَباهُ، فلَعَنَهُما وسَبَّهُما، فلَمَّا خَرَجا، قُلْتُ: "يا رَسُولَ اللَّه، مَن أصَابَ مِن الخَيْرِ شَيْئًا مَا أصَابَهُ هذَان"، قالَ: «وما ذَاكِ؟»، قالَت: قُلْتُ: لعَنْتَهُما وسَبَبْتَهُما، قَالَ: «أوَمَا عَلِمْتِ ما شَارَطْتُ عَلَيْه رَبِّي، قُلْتُ: اللَّهُمَّ إنَّما أنا بَشَرٌ، فأيُّ المُسْلِمِينَ لَعَنْتُه أوْ سَبَبْتُه فاجْعَلْه لَهُ زَكاةً وأجْرًا».

وعن أبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم -: «اللَّهُمَّ إنَّما أنَا بَشَرٌ، فأيُّما رَجُلٍ مِن المُسْلِمينَ سَبَبْتُه أوْ لَعَنْتُه أوْ جَلَدْتُه، فاجْعَلْها لَهُ زَكَاةً ورَحْمَةً» [رواه مسلم].

وعن عبد اللَّه: قال النَّبيُّ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم -: «سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ وقِتالُهُ كُفْرٌ» [رواه البخاري ومسلم].

فهل سباب محمَّد - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - للمسْلمين كان فسوقًا منه؟!

وفي غزوة تبوك: قال: خرجنا مع رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - عام غزوة تبوك، فكان يجمع الصَّلاة؛ فصلَّى الظهر والعصر جميعًا، والمغْرب والعشاء جميعًا، حتَّى إذا كان يومًا أخَّر الصَّلاة، ثمَّ خرج فصلَّى الظهر والعصر جميعًا، ثمَّ دخل ثمَّ خرج بعد ذلك فصلَّى المغرب والعشاء جميعًا، ثمَّ قال: «إنَّكم ستأتون غدًا - إن شاء الله - عين تبوك، وإنَّكم لن تأْتوها حتى يضحي النَّهار، فمَن جاءها منكُم، فلا يمسَّ من مائها شيئًا حتَّى آتي»، فجئْناها وقد سبقَنا إليها رجلان، والعين مثل الشراك تبضُّ بشيء من ماء، قال: فسألهُما رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «هل مسسْتُما من مائِها شيئًا؟»، قالا: "نعم"، فسبَّهما النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقال لهما ما شاء الله أن يقول، قال: ثمَّ غرفوا بأيديهم من العين قليلاً قليلاً حتَّى اجتمع في شيء، قال: وغسل رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيه يدَه ووجهَه، ثمَّ أعاده فيها، فجرتِ العين بماء منهمِر - أو قال: غزير، شكَّ أبو علي أيَّهما قال - حتَّى استقى الناس، ثمَّ قال: «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة، أن ترى ما ههُنا قد مُلِئَ جنانًا» [رواه مسلم].

وقوله: «ثكلَتْك أمك يا معاذ»، «ثكلَتْك أمك زياد»؛ [رواه أحمد وابن ماجه، وروى الترمذي عنه نحوَه، وصحَّحه الألباني].

وعن أُمِّ المُؤْمِنينَ عائشة - قالَت: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ علَيه وسلَّم - وعِنْدَنا زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ، فجَعَلَ يَصْنَعُ شَيْئًا بِيَدِه، فقُلْتُ بِيَدِه حتَّى فطَّنْتُه لَها، فأمْسَكَ، وأقْبَلتْ زَيْنَبُ تَقَحَّمُ لِعائِشَةَ - رَضِي اللَّهُ عَنْها - فنَهاها فأبَتْ أنْ تَنْتَهِيَ، فقَالَ لِعائِشَةَ: "سُبِّيها" فسَبَّتْها فغَلَبَتْها، فانْطَلَقَتْ زَيْنَبُ إلى علِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقالَتْ: إنَّ عَائِشَةَ - رضِي اللَّهُ عَنْهَا - وقَعَتْ بِكُمْ وفَعَلتْ، فجاءَتْ فاطِمةُ فقَالَ لها: "إنَّها حِبَّةُ أبِيكِ ورَبِّ الكَعْبةِ"، فانْصَرَفَت، فقَالَت لَهُم: إنِّي قُلْتُ لَهُ: كَذَا وكَذا فقَالَ لِي: كَذا وكَذَا، قالَ: وجاءَ عَلِيٌّ - رضِي اللَّهُ عنْه - إلى النَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - فكَلَّمهُ في ذَلِكَ" [ضعفه الألباني].

قال المنصرون: هل هكذا كان يعلِّم زوجاته، ومن بعدهن المسلمين؟!

وعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي - صلَّى اللَّهُ علَيه وسلَّم -: «سيكون في آخر أمَّتي رجال يرْكبون على سروجٍ كأشْباه الرحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤُهم كاسيات عارِيات، على رؤوسهم كأسمنة البخت، العنوهنَّ فإنهنَّ ملعونات، لو كانت وراءكم أمَّة من الأُمم، لخدم نساؤكم نساءَهم كما خدمتْكم نساء الأُمم من قبلكم» [حسنه الألباني].


وفي صحيح مسلم عن أبي هُرَيْرَة - رضِي الله عنْه - قال: قِيلَ: "يَا رَسُولَ اللَّه، ادْعُ على المُشْرِكينَ"، قالَ: «إنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وإنَّما بُعِثْتُ رَحْمَةً» [رواه مسلم].

وعن عبداللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عن أبِيه، قَالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه - صلَّى اللَّهُ علَيْه وسلَّم - يَوْمَ أُحُدٍ: «اللَّهُمَّ العَنْ أبا سُفْيَانَ، اللَّهُمَّ العَن الحَارِثَ بْنَ هِشامٍ، اللَّهُمَّ العَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ»، قالَ فنَزَلَتْ: {لَيْسَ لَكَ مِن الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} [آل عمران: 128]، فتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِم فأسْلَمُوا وحَسُنَ إسْلامُهُم [صححه الألباني].

وروى عَلِيٌّ - رَضِي اللَّه عَنْهُ - قالَ: يا رَسُولَ اللَّه، لا عَلَيْك ألاَّ تَأْتِيَهُم (أي: اليهود)، فإنَّهُمْ يَشْتُمونَك، فقالَ: «كَلاَّ إنَّها سَتَكُونُ تَحِيَّة»، فأتَاهُم النَّبِيُّ - صلَّى اللَّه علَيْهِ وسلَّم - فقالَ: «يا إخْوَة القِرَدَة والخَنَازِير»، فقالُوا: يا أبَا القاسِم، ما كُنْت فحَّاشًا" .


ثم قال المنصرون: من قال: إنَّ اليهود سبُّوا العذراء واتَّهموها بالزنا؟! هل نجد عند حضرتك أيّ دليل من كتابات اليهود: أنَّهم اتَّهموا العذْراء بالزنا وقْتما ولَدَتِ المسيح؟!

هل عندك دليل من كتابات المسيحيِّين بأنَّ اليهود قالوا بهذا؟!. اهـ. من المنشور التنصيري.

فهذه السَّخافات والحماقات، ممَّا تَزيد المرء يقينًا في كوْن النَّصارى ضُلَّالاً، فعلى الرَّغم من ظهور صدْق المنهج الإسلامي، وشهود العِلْم الحديث لصحَّة القضايا العلميَّة المذْكورة في القرآن منذ أكثر من أرْبَعَةَ عشر قرنًا، إلاَّ أنَّ موانع الهداية تَمنع الكثير منهم من الدُّخول في الإسلام، وإن كان كلُّ مَن تحلَّى بالعقل لا يسعُه إلاَّ الدخول في الإسلام بعد البحث، ويكفي للعاقل المتأمِّل لواقعه المعاصر في معرِفة عظمة هذا الدِّين، أنَّه على الرَّغم من الحرب الشَّرسة المعْلنة على الإسلام كدين، فأعداد الدَّاخلين فيه في ازدياد يومًا بعد يوم، وفي كل بقاع المعْمورة، وممَّا زاد نار الحقْد عند المنصِّرين في الشَّرق الإسلامي، ما صدر مؤخَّرًا عن مركز "بيو" الأمريكي للأبحاث أنَّ المسلمين في مصر تصِل نسبتُهم إلى 95 % من سكَّان مصر 78.5 مليون شخص، بينما يصل عدد النَّصارى على اختِلاف مذاهبهم إلى 4.5 ملايين شخص من عدد سكَّان مصر البالغ 83 مليون شخص، فقد انهارت نسبة النَّصارى الَّتي كانت تتجاوز 10 % إلى أقلَّ من 5 % في السَّنوات الأخيرة، فدفع هذا الضلاَّل لمحاولة الطَّعن في الإسلام - وهيهات - مستغلِّين جهل كثير من المسلمين، وسوء أحوالهم الاقتصادية.


أمَّا طعن المنصِّرين في سيِّد ولد آدم وأكمل الخلْق - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِما رواه البخاري ومسلم عن أبي هُريرة - رضي الله عنه - أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: «اللهُمَّ إنَّما أنا بشر، فأيّما رجُلٍ من المسلمين سببْته أو لعنتُه، أو جلدتُه، فاجعلها له زكاة ورحمة»، وفي لفظ: «اللهُمَّ إنَّما محمَّد بشر، يغضب كما يغضب البشَر، وإنِّي قد اتَّخذتُ عندك عهدًا».


فمن المعلوم أنَّ قوى الإنسان ثلاث: قوَّة العقل، وقوَّة الغضب، وقوَّة الشَّهوة.

فالقوَّة الغضبيَّة التي كمالها بالغلَبة ليس في ترتُّب أثَرِها عليْها شرٌّ من حيث وجودُه، بل الشَّرُّ عدم ترتُّب أثرها عليها البتَّة، فتكون ضعيفة عاجزة مقْهورة، والشَّرّ الوجودي الحاصِل منها شرٌّ إضافي بالنِّسْبة إلى المظلوم، والقوى الغضبيَّة تعْتري الأَسوياء كلَّهم من بني آدم لردْع مَن يستحقُّ الردع، ورفع الظلم، وغير ذلك.

ولمَّا كان رسولُ الله بشرًا رسولاً، كان فيه تلك القوَّة، إلاَّ أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم، لكَمال شفَقتِه ورحمته بأمَّته، وجميل خلقه وكرم ذاتِه - قصد مقابلة ما وقع منْه بالإحسان والتَّكريم، فشارَطَ ربَّه - سبحانه - إن كان المدعوُّ عليْه ليس لذلك بأهل، أن يفْعَل بالمدعوِّ عليه ضدَّ الدعاء، فلو كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مريدًا لِما دعا به في الغضَب، لَما شرط على ربِّه وسأله أن يفعل بالمدعو عليْه ضدَّ دعائه؛ إذ من الممتنع اجتماع إرادة الضدَّين، وقد صرَّح بإرادة أحدِهِما، فدلَّ على عموم إرادته لِما دعا به في حالِ الغضَب، فالحديث يدلُّ على خِلاف ما أرادَه المنصِّرون.

وكذلك النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان مأمورًا من ربِّه بالغلْظة على الكفَّار والمنافقين؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ} [التوبة: 73]، ولا مانعَ عقلاً أن يكون من الإغْلاظ سبُّهم ولعنهم، ومن هذا المعنى دعاؤُه على رجالٍ من المشْركين آذَوا الله ورسولَه ويسمِّيهم بأسمائهم؛ لأن هذا مما أباحه الله له، حتَّى أنزل الله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} - وهو ما حدث مع بعضهم - {أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128]، وليس في الآية الكريمة نهيٌ عن اللَّعن، وإنَّما النَّهى عن تعْيين أسماء مَن يلعنهم؛ لعلَّ الله أن يتوب عليْهم، أو يعذِّبَهم في الدُّنيا بقتلهم، وفى الآخرة بالعذاب الأليم.

فمَن قال قولاً أو فعَل فعلاً استحقَّ به اللَّعن، لُعِن، سواء كان من عُصاة الأمَّة، أو من الكافرين، أو المنافقين، وهذا لا يخالف عِصْمَتَه ولا سماحته وحسن خلقه البتَّة؛ قال تعالى: {وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا} [المائدة: 64]، وقال سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [المائدة: 78]، وقوله تعالى: {فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [الأعراف: 44]، وقوله - عزَّ وجلَّ -: {أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18].


وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور: 23].

وجاءت السنَّة المطهَّرة، وعلى لسان صاحبِها المعصوم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - تلعَن مَن لعنهم الله في كتابه، ومنهم بعض عصاة المؤمنين بصفَتهم دون تعْيين أشْخاصهم، فلعن السَّارق، والمتبرِّجة، والواصِلة، والواشِمة، ومَن لعن والديْه، ومَن ذبح لغير الله، ومَن آوى محدثًا، ومَن غيَّر منارَ الأرض، وشارب الخمر، والرَّاشي والمرتشي، ومَن مثَّل بالحيوان، وغيرهم.

والحكمة البالغة في هذا هو الزَّجر والتَّخويف؛ ليرتدِعوا عن تلْك الصِّفات الذَّميمة الضَّارَّة بالمجتمع، وليضرب على يد الظَّالِم؛ ليخشى عاقبة فعلِه فيمتنع عن تكْرارها، فيسعد المجتمع، فالخير المتحقِّق من جرَّاء هذا له ما يؤيده من السِّياسة الشَّرعيَّة؛ وإلا فليس من السياسة الشرعية السليمة، اللين في جميع الأحوال ومع كل الأشخاص حتى في موضع الشدة، فهل هذا من حكمة القائد؟! اللهم لا ، وصدق القائل:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازمًا فليقسُ - أحيانًا - على من يرحمُ


وقول الآخر:
وضع الندى في موضوع السيف بالعلا مضر كوضع السيفِ في موضع الندى

وكان النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُحاسب النَّاس بما يظهر منهُم، ودعوته على مَن يستحقُّ، أو سبّه أو جلده كان ممَّا خيِّر بين فعله عقوبةً للجاني أو ترْكه، وكلّ هذا مع ندْرته غضب لله - تعالى - وليس لنفْسِه؛ ففي الصَّحيح عن عائشة قالت: "ما انتقم لنفسه قطّ إلاَّ أن تنتهك حرمات الله"، وعنها قالت: "ما خيّر رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين أمرَين إلاَّ أخذ أيسرَهُما ما لم يكن إثْمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد النَّاس منه، وما انتقم رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لنفسه إلاَّ أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها"؛ رواهما البُخاري، وفي صحيح البخاري عن أنس - رضي الله عنْه - قال: خدمت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عشر سنين، فلا واللهِ ما قال لي لشيء صنعته: لِمَ صنعته؟ ولا لشيء لم أصنعه: ألا صنعته؟ ولا لامَنِي، فإن لامَنِي بعضُ أهله قال: «دعه، وما قدّر فهو كائن أو ما قُضِي فهو كائن».

وقال: "لم يكُن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاحشًا، ولا لعَّانًا، ولا سبَّابًا، كان يقول عن المعْتبة: «ما له ترب جبينه».

وقد أجمعت كتُب السير على أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان أعظم النَّاس خلقًا، فما كان باللعَّان ولا الفاحش ولا البذِيء، يؤيِّده عفْوه عن المنافقين وترْكه لقتل كثيرين مما يستحقُّون القتل، كعبد الله بن سلول رأس المنافقين، وغير ذلك كثير.

وقال - عزَّ وجلَّ – في وصف نبيه المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ القَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159]، وقال - سبحانه -: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 215].

وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم – في الحديث: ((ليْس بأهل لذلِك))؛ يعني: عند الله تعالى، وفى باطن الأمر، ولكنَّه في ظاهر الحال هو مستحقٌّ للَّعن، إمَّا بكفره وقتال المسلِمين كأهل مكَّة، أو إظْهار نفاقه ويكون في باطن الأمر ليْس كذلك، وهو - صلَّى الله عليه وسلَّم - مأْمور بالحكم بالظَّاهر، والله يتولَّى السَّرائر، وتأمَّل ما رواه أبو سعيد الخدْرى - رضي الله عنه - قال: بعث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من اليمن بذُهيبة فقسمها بين أربعة، فقال رجل: "يا رسول الله، اتَّق الله"، فقال: «ويلك! أولستُ أحقَّ أهل الأرض أن يتَّقي الله؟!»، ثمَّ ولَّى الرجُل، فقال خالد بن الوليد: "يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟"، فقال: «لا، لعلَّه أن يكون يصلي»، فقال خالد: "وكم من مصلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه!"، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إني لم أُومر أن أنقِّب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم» [رواه مسلم].

فغضبه - صلى الله عليه وسلم - لله - عزَّ وجلَّ - فكان دعاؤه في تلك الغضْبة ممَّا خير بين فعله عقوبة للجانى، أو تركه، والزَّجر له بما سوى ذلك، ولكن لا يحمله الغضَب على ما لا يَجب، ومع هذا من كمال شفقته سأل ربَّه - عزَّ وجلَّ - أن يجعل دعاءَه مغفرة ورحمةً لمن دعا عليْه من أمَّته ممن لا يستحق ذلك في باطن الأمر.

هذا؛ ولا تعارُض بين الأحاديث التي خيّر فيها رسول الله رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – بلعن من يستحق اللعن، وبين قولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «إني لم أبعَثْ لعَّانًا، وإنَّما بعثت رحمة» [رواه مسلم]، وحديث: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» [رواه البخاري ومسلم]؛ لأنَّها أحاديث مطلقة أو عامَّة، وما فيها اللَّعن مقيَّدة أو خاصة بمن يستحقُّ الغضب واللَّعن في ظاهر الحال، ومع هذا فمِن كمال رحمته احتاط لمن لم يكن أهْلاً باشتِراطه على الله أن يكون دعاؤُه عليهم رحمة، وكفَّارة، وزكاة، إذا لم يكن المدعوّ عليه أهلاً للدعاء عليه، وكان مسلمًا، بخلاف الكافرين والمنافقين، فلا يكون ذلك لهم رحمةً.

ولذا؛ لما قالُوا يا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ادْعُ على دوس، قال: «اللهُمَّ اهد دوسًا وائت بهم» [رواه البخاري ومسلم]، وقال عبد الله: "كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه، فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: «اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»؛ متفق عليه، ونزل إليه جبريل ومعه ملك الجبال ليأمره بما شاء في هلاك المشركين، فقال ملك الجبال: "يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟"، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم –: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا» [رواه البخاري ومسلم].

وأيضًا فإن أحاديث الدُّعاء أو اللعن نادرة، وهذا ما أثارَ تعجُّب أم المؤمنين عائشة، والوصف لا يلحق بالموصوف إلاَّ بأن يكون عادةً متأصِّلة فيه اشتهر بها، والنَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - كان على العكْس من ذلك.

وبهذا تُفهم النُّصوص في ضوء بعضِها البعض بإذن الله تعالى.



ثمَّ إنَّ ضلاَّل النَّصارى يعترضون على موقف واحدٍ من سيرة رسولِ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - التى نقلت إليْنا كاملة، شاملة جميع أقواله وأفعاله وأحوالِه على مدى ثلاثٍ وعشرين سنة، فماذا يقولون على كتبهم الطَّافحة بالسبِّ واللَّعن والفحش والوقاحة، بل والجنس الفاضِح الذي يصف أدقَّ التَّفاصيل في جسد المرأة.

ففي نشيد الإنشاد، وهو سفر جنسي بحْت، تفاصيل جنسيَّة لا يتخيَّلها عقْل، بالرَّغم من محاولات تفْسيره تفسيراتٍ رمزيَّةً، ولولا خشية إشاعة الفاحِشة، واشمِئْزاز النفوس الطَّاهرة، لنقلْتُ بعضًا منْه، فضلاً عن اكتظاظ ما يسمى بالكتاب المقدس بالعديد من القصص والنُّصوص الفاضحة.

منها فرْية زنا لوط - عليه السلام - بابنتيْه، وادِّعاء الكتاب المقدَّس أنَّ داود - عليه السلام - زنى بزوجةِ جارِه ورئيس جيشه، ثمَّ خطَّط لقتله.

وكذلك ادّعاء الكتاب المقدس أنَّ إبراهيم - عليْه السَّلام - استخدم جَمال زوجتِه ليحْمي نفسَه من المصريين، وقصَّة إغراء راعوث لبوعز جنسيًّا بإيعازٍ من حماتِها.

كل هذا والأناجيل لم تتناول سِوى فترة قصيرة جدًّا من حياة المسيح، تتراوح بين العام والنِّصف وثلاثة أعوام، بل وحتَّى هذه الفترة تناولتْها باختصار شديد جدًّا، ومع هذا خرجْنا منها بقاموس مكتظّ بالسفالات، منها:

• يسوع يسب أنبياء الله قاطبة:
"أنا باب الخراف وجميع الَّذين جاؤوا قبلي سارقون ولصوص!" (يوحنا 7:10).

• يسوع يسب المؤمِنين من اليهود (الحواريين):
قال لبطرس كبير الحواريِّين: "يا شيطان" (متى 16: 23).

• وشتم آخرين منهم بقوله: "أيُّها الغبيَّان والبطيئا القلوب في الإيمان!" (لوقا 24 : 25).

• بل شتم أحد الَّذين استضافوه ليتغدَّى عنده: "سأله فريسي أن يتغدَّى عنده، فدخل يسوع واتَّكأ، وأمَّا الفريسي فلمَّا رأى ذلك تعجَّب أنَّه لم يغتسل أوَّلاً قبل الغداء، فقال له الرَّبّ: أنتم الآن أيها الفريسيون تنقون خارج الكأس، وأمَّا باطنكم فمملوء اختطافًا وخبثًا، يا أغبياء! ويل لكم أيها الفريسيون! ... فأجاب واحد من النَّامسيين وقال له: يا معلم، حين تقول هذا تشتمُنا نحن أيضًا، فقال: وويل لكم أنتم أيّها الناموسيون!" (إنجيل لوقا 11 : 39).

• يسوع يسب المؤمنين من غير اليهود:

سبَّ المرأة الكنعانيَّة المؤمنة ووصفها بالكلبة لمجرَّد أنَّها ليست من بني إسرائيل، "وخرَجَ يَسوعُ مِنْ هُناكَ وجاءَ إلى نواحي صورَ وصيدا 22 فأَقبلَتْ إلَيهِ امرأةٌ كَنْعانِيَّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَت: "ارْحَمني، يا سيِّدي، يا ابن داودَ، ابنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذِّبُها كثيرًا" 23 فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ، فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: "اصرِفْها عنَّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها" 24 فأجابَهُم يَسوعُ: "ما أرسلَني الله إلاَّ إلى الخِرافِ الضَّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ" 25 ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: "ساعِدْني، يا سيِّدي" 26 فأجابَها: "لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ" 27 فقالَت لَه المَرأةُ: "نَعم، يا سيِّدي، حتى الكلابُ تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذي يَتَساقَطُ عَنْ موائدِ أصحابِها" 28 فأجابَها يَسوعُ: "ما أعظَمَ إيمانَكِ، يا امرأةُ! فلْيكُنْ لَكِ ما تُريدينَ" فشُفِيَت ابنَتُها مِنْ تِلكَ السّاعةِ".

فالمرأة الكنعانية - وفْق هذا النص - كانت مؤمنةً بأنَّ المسيح هو ابن داود المبشَّر به، وأنَّه يملك بإذن الله أن يساعدها، ومع هذا أعرض عنها المسيح، وقال: إنه لم يرسل إلاَّ لليهود، وحين توسَّلت إليه وتضرَّعت بذلٍّ لتنقِذ ابنتها، قال: إنَّها كلبة أممية، ولا يجوز أن يُؤخذ طعام الأبناء (اليهود) ليطرح للكلاب أمثالها، حينها تنازلتْ عن آخِر قطرة في كرامتها وإنسانيَّتها، فاعترفت على نفسها أنَّها كلبة تحت أقدام أسيادها تنتظر أن تأكل من فتات طعام موائدهم… حينئذ - وفقط - رضي عنها يسوع النَّصارى واعتبرها صالحة!


• يسوع النَّصارى يصف سائر الأميِّين بالكلاب والخنازير، وينصح اليهود بعدم هدايتهم:
"لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا دررَكم قدام الخنازير؛ لئلاَّ تدوسها بأرجلها وتلتفت فتمزّقكم" (متى 7 : 6).

ويسب معلمي الشَّريعة قائلاً لهم: "يا أولاد الأفاعي" (متى 3 : 7).

• وشتمَهم في موضع آخَر قائلاً لهم: "أيُّها الجهَّال العمْيان" (متى 23 : 17).

مع أنَّ بولس نفسه اعتذرَ حين سبَّ أحدَهم، وقال: "ما كُنتُ أعرِفُ، أيُّها الإخوةُ، أنَّهُ رَئيسُ الكَهنَةِ، فالكُتُبُ المُقَدَّسَةُ تَقولُ: لا تَلعَنْ رَئيسَ شَعبِكَ" (أعمال 23 : 5).

فإمَّا أنَّ بولس جاهل بنسخ إلَهه لرأْيِه، وإمَّا أنَّ إلَهه خالف حكمه.

وفي رؤيا يوحنَّا التي وصف الله فيها بأنَّه خروف ذو سبعة قرون!

فضلاً عن أنَّ الأناجيل الَّتي بين أيدي النَّصارى ليس لها سند، ولا يُمكن أن يقال عنه: إنَّه الإنجيل الذي نزل على عيسى - عليه السلام - فقد كتبت جميعًا بعد رفْع عيسى - عليه السلام - إلى السَّماء، وهي أشبه بكتب الحكايات الخيالية وألف ليلة وليلة.

والباحث في الأناجيل الأربعة يعلم قطعًا أنَّه لا يمكن نسبتُها إلى هؤلاء الأربعة بدليلٍ صحيح، فلا يُعْرَف مَن كَتبها ولا ما هي اللُّغة الأصليَّة التي كتبت بها، حتَّى قال فهيم فؤاد في "مدخل للعهد الجديد" عندما سُئِل عن مؤلف إنجيل يوحنَّا: "لا يعلم إلاَّ الله وحْده مَن الذي كتب هذا الإنجيل!".


لقد كتبت أصول هذه الأناجيل باللغة اليونانيَّة فيما عدا (متى) الَّذي كُتِب بالعبرانيَّة، لكنَّ أيًّا من اللُّغتين لم تكن لغةً للمسيح، الَّذي كان يتكلَّم السريانيَّة كما دلَّت على ذلك الأناجيل، فمَن الَّذي ترجم هذه الأناجيل؟! وأيْن النُّسَخ الأصليَّة؟! فهذه أسئِلة لا تجدون لها جوابًا وهي تُفقد أي ثقة في هذا الأناجيل.

ولذلك تجد التناقُض الظَّاهر، والاختلاف البيّن، والأغلاط الواضحة في هذه الأناجيل، ممَّا يقطع بأنَّها من عند غير الله، وقد عدَّ صاحب كتاب "إظهار الحق" 125 اختلافًا وتناقُضًا فيما يسمَّى بالكتاب المقدَّس، ووجود 110 من الأغلاط التي لا تصحّ بحال، ووجود 45 شاهدًا على التَّحريف اللفظي بالزِّيادة، و20 شاهدًا على التَّحريف اللفظي بالنقصان.

أمَّا نسبة العظائم والقبائح إلى أنبياء الله ورسلِه الكرام، فحدِّث ولا حرج، كالباطل الذي ينسبونَه إلى لوط، ونوح، وداود - عليهم السلام - وغيرهم.

وقضيَّة التثليث، والصَّلب وهي من ركائز دين النَّصرانيَّة المحرَّف، وممَّا أجمعتْ عليه طوائفهم، ومع هذا فما أشدَّ التَّناقض والاضطراب الواقع في الأناجيل في هاتَين القضيَّتين!!

ففي (إنجيل لوقا 4 : 29 - 30) أنَّ الله عصم المسيح - عليه السلام - وحفِظه من كيد اليهود ومكرهم، فلم يستطيعوا أن يصلبوه، قال (يوحنا : 8 : 59): "فرفعوا حجارة ليرجموه، أمَّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا".

وقال (يوحنا 10 : 93): "فطلبوا أيضًا أن يُمسِكوه فخرج من أيديهم"، وفي (يوحنا 36 : 19): "وقد حدث هذا ليتمَّ ما جاء في الكتاب: لن يكسر منه عظم!".

وفي سفر (أعمال الرسل 1 : 11): "إنَّ يسوع هذا الَّذي ارتفع عنكم إلى السَّماء".

وفي (متى 4 : 6) و (لوقا 4 : 10 - 11): "مكتوب أنَّه يوصي ملائكتَه بك فعلى أياديهم يحملونك".

هذا العبارة في الإنجيل يُقصد بها المسيح، وهي كافية لإثبات عدَم صلبه.

مَن تأمَّل المجامع النصرانيَّة وتاريخها ودور بولس في تحْريف وتبديل النَّصرانيَّة، حتَّى حوَّلها إلى دين الشرك والوثنيَّة - علِم أنَّ اختيار الأناجيل الأربعة دون سواها، وتقْرير ألوهيَّة المسيح وبنوَّته، وألوهيَّة الروح المقدَّس - لم يكن لها سند إلاَّ هذه المجامع التي أخذ فيها بكلمة الرومان الوثنيِّين، وعوقب كلُّ مَن تمسَّك بالتَّوحيد.

أمَّا قول النبي لمعاذ بن جبل: «ثكِلَتْك أمك يا معاذ» [رواه البخاري]، وأن هذا دعاء عليه بالهلاك والموت - فهو قولُ مَن لا يعرف العربيَّة الحقَّة، ولا يعرف إلاَّ لغة الأناجيل الهابِطة، فهذه الكلمة ممَّا جرت به عادة العرب في وصل كلامِها بغيره بلا نيَّة، وكانت تضمِّن وتدغم بعض كلامِها بما ظاهرُه خلافُ ما تقصِده، كقولهم: "لا أمَّ له ولا أب"، و "تَرِبت يمينك"، و "يا ويله، أو ويل أمِّه" ونحو ذلك، لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقةَ الدعاء، وكذلك قولُه - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «ثكِلَتْك أمُّك يا معاذ» [رواه البخاري]، فلم يقصِد النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الدُّعاء عليْه أن تفقِده أمه، فالعرب كانوا يقولون تِلك الكلِمة ولا يريدون حقيقتها.

فهي كلِمة تقولُها العرب للإنكار، ولا تُريد بها حقيقتَها، فتجري على ألسِنة العرب من غير قصْد الدُّعاء به، ومن ثم قيل: وقد يُوحش اللفظ وكلُّه ودٌّ، ويُكْرَه الشَّيء وليس من فعله بدٌّ، هذه العرب تقول: "لا أبا لك" للشَّيء إذا أهم، و "قاتَله الله".

أمَّا حديثُ زيْنب "سبِّيها فسبَّتْها" فضعيف؛ قال الألباني: "وهذا إسناد ضعيف؛ لضعف ابن جُدْعان، وامرأة أبيه أم محمَّد مجهولة لم يوثِّقْها أحد".

قال المنذري: "علي بن زيد بن جُدْعان لا يحتجُّ بحديثه، وأمُّ ابن جدعان هذه مجهولة".

ولو صحَّ الحديث، فليس فيه إلاَّ مشروعيَّة الرَّد على من يتقحَّم في الأمور بغير تثبُّت ولا رويَّة؛ قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا} [النساء: 148]، ومَن تأمَّل هذه الآية العظيمة أدْرك كيف أنشأ الإسلام أمَّة جديدة من المجموعات المسلِمة، التي التقطها الإسلام من سفوح الجاهليَّة التي كانت تهيم فيها؛ ليأخذ بيدِها إلى القمَّة السامقة، وليسلِّمها لقيادة البشريَّة بعد بناء وتطْهير ضمائرها، وتطهير المجتمع ورفع المستوى الخلقي والنَّفسي، فتفوقت في أخلاقها الفرديَّة والاجتماعيَّة بقدر تفوُّقها في تصوُّرِها الاعتقادي على سائر أهل الأرْض، فقادت البشريَّة إلى النور والهدى، وتفوَّقت في العلم والحضارة والاقتصاد والسياسة، وكان هذا التفوُّق ثمرة للتفوُّق الاعتِقادي والأخلاقي؛ {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ}، فالجهر بالسوء في أيَّة صورة من صورِه سهْل على اللسان ما لم يكن هناك تحرُّج في الضَّمير، وتقوى لله، وشيوع هذا السوء كثيرًا، مما يترُك آثارًا عميقة في المجتمع، فقالة السُّوء حين تنتشِر وحين يصبح الجهر بها هيِّنًا مألوفًا، فيسقط الحياء النفسي والاجتماعي الَّذي يمنع الألسنة من النُّطق بالقبيح، فكره الله للأمَّة الإسلاميَّة أن تشيع فيها قالة السوء، ولكن يقتصر حقّ الجهر بها على مَن وقع عليه ظلم يدفعه بكلمة السوء، في حدود ما وقع عليه منْه من الظلم؛ فقال سبحانه: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}، ففي هذه الحالة يكون الوصْف بالسوء انتصارًا من ظلم، ودفعًا لعدوان، وردًّا لسوء معيَّن قد وقع على إنسان معيَّن، وتشهيرًا بالظلم والظَّالم في المجتمع؛ لينتصف المجتمع للمظلوم، وليضْرب على يد الظالم وليخشى الظالم عاقبة فعله، فيتردَّد في تكراره، فالخير الذي يتحقَّق بالجهر بالسوء في تلك الحال له ما يبرِّرُه لتحقيق العدْل، والنصفة هو الهدف لا مطلق التَّشهير.



إنَّ الإسلام يحمي سمعة النَّاس - ما لم يظلموا - فإذا ظلموا لم يستحقُّوا هذه الحماية، وأُذن للمظلوم أن يجهر بكلمة السوء في ظالمه، وكان هذا هو الاستثناء الوحيد من كفِّ الألسنة عن كلمة السوء، وهكذا يوفِّق الإسلام بين حرصِه على العدل الذي لا يطيق معه الظلم، وحرصه على الأخلاق الَّذي لا يطيق معه خدشًا للحياء النَّفسي والاجتماعي؛ {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}، وهذا القول يصلح بمفرده ردًّا مستقِلاًّ.

أمَّا قول النَّبيِّ ليهود بني قريظة: «يا إخوة القردة والخنازير»، فإنَّهم – أي: اليهود - نقضوا مواثيقَهم وما عاهدوا عليه النَّبيَّ، وغدروا بالمسلمين، وتحالفوا مع إخوانِهم من المشركين عبَّاد الأصنام، من قريش وغطفان، ضدَّ سيِّد الخلق أجمعين، بل هم مَن ألَّب الأحزاب على المسلمين، وكانت المهادنة بين اليهود وبين المسلمين تنصُّ على ألاَّ يغْدروا ولا يفْجروا، ولا يتجسَّسوا ولا يُعينوا عدوًّا، ولا يمدُّوا يدًا بأذًى، ولكنَّ جبلَّتهم النكِدة الشرّيرة، والحسد والحقد والغلّ في صدورهم على الإسلام، وعلى نبيِّه - دفعتهم للغدْر، ولم يغلب هذه الجبلَّة النكدة الشّرّيرة إلاَّ الإسلام وأهله يوم أن كانوا أهلَه، ولن يخلِّص العالم المعاصر من هذه الجبلَّة النكِدة إلاَّ الإسلام يوم يفيء أهله إليْه.

فلمَّا فضَّ الله جموع الكفْر، ودارت الدَّائرة على المشركين واليهود من بني قريظة، ذهب إليْهم النبي ليعاقِبَهم على غدْرِهم وخيانتهم للعهد.

أمَّا ما زعمه المنصر من سلام اليهود على النبي وقوله - صلَّى اللَّه علَيْهِ وسلَّم - "كَلاَّ إنَّها سَتَكُونُ تَحِيَّة"، فليس هناك حديث بهذا المعنى، وإنما ما ثبت في صحيحَي البخاري ومسلم عن عائشة - رضِي الله عنْها - قالت: دخل رهطٌ من اليهود على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالوا: "السام عليكم"، قالت عائشة: "ففهمتُها"، فقلت: "وعليْكم السَّام واللَّعنة"، قالت: فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «مهلاً يا عائشة، إنَّ الله يحبُّ الرفق في الأمر كلِّه»، فقلت: يا رسول الله، أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «قد قلت: وعليْكم»، قال: «رددتُ عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يُستجاب لهم فيَّ».


أمَّا مَن رمى مريم البتول العذْراء بالزِّنا بهتانًا وظلمًا، فاليهود؛ حيث يقولون: المسيح ابن يوسف النجَّار، ويقولون عن مريم: إنَّها بغي بعيسى، وهذا ممَّا أوْجب لعنتَهم وطرْدَهم وإبْعادهم عن الهدى، فاليهود لم يؤْمِنوا بما بعث الله به عيسى ابن مريم وكذَّبوه وخالفوه، وسَعَوْا في أذاه بكل ما أمكنهم، حتَّى جعل نبي الله عيسى - عليه السلام - لا يُساكِنُهم في بلدة، بل يكثر السِّياحة هو وأمُّه - عليهما السلام - ثمَّ لم يقنعْهم ذلك حتَّى سعَوا إلى ملِك دمشق في ذلك الزَّمان - وكان مشركًا من عبدة الكواكب - وقالوا: إنَّ ببيت المقدس رجُلاً يفتن النَّاس ويضلُّهم، ويفْسِد على الملك رعاياه، فغضب الملك من هذا، وكتَب إلى نائبه بالقُدس أن يَحتاط من هذا المذْكور، وأن يصْلبه ويضع الشَّوك على رأسه، ويكفّ أذاه عن النَّاس، فلمَّا وصل الكتاب امتثل مُتَولِّي بيت المقدس ذلك، وذهب هو وطائفة من اليهود إلى المنزِل الَّذي فيه عيسى - عليه السلام - وهو في جماعة من أصحابه - اثنا عشر أو ثلاثة عشر، وقيل: سبعة عشر نفرًا - وكان ذلك يوم الجمُعة بعد العصر ليْلة السبت، فحصروه هنالك، فلمَّا أحسَّ بهم وأنَّه لا محالة من دخولهم عليه، أو خروجه عليْهم، قال لأصحابه: أيكم يُلْقَى عليْه شبهي، وهو رفيقي في الجنَّة؟ فانتَدَب لذلك شابٌّ منْهم، فكأنَّه استصغَره عن ذلك، فأعادَها ثانيةً وثالثةً، وكلُّ ذلك لا يَنْتَدبُ إلاَّ ذلك الشَّابّ - فقال: أنت هو - وألقى اللهُ عليْه شبه عيسى، حتَّى كأنَّه هو، وفُتحَت رَوْزَنَة من سقف البيت، وأخذت عيسى - عليه السلام - سِنةٌ من النَّوم، فرفع إلى السَّماء وهو كذلك.

فلمَّا رفع خرج أولئِك النَّفر، فلما رأى أولئِك ذلك الشَّابَّ ظنُّوا أنَّه عيسى، فأخذوه في اللَّيل وصلبوه، ووضعوا الشَّوك على رأسه، فأظهر اليهود أنَّهم سعَوا في صلْبِه وتبجَّحوا بذلك، وسلَّم لهم طوائفُ من النَّصارى ذلك لجهلهم وقلَّة عقلهم، ما عدا مَن كان في البيت مع المسيح، فإنَّهم شاهدوا رفْعَه، وأمَّا الباقون فإنَّهم ظنُّوا كما ظنَّ اليهود أنَّ المصلوب هو المسيح ابن مريم.

ففي (موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، ج 14 / ص 436 - 437):
"يُشار إلى المسيح (عيسى ابن مريم) بكلمة "يشو" العبريَّة، ويُشار إليه في التلمود بوصفه "ابن العاهرة"، كما يُشار إلى أنَّ أباه جنديٌّ رومانيٌّ حملت منْه مريم العذراء سفاحًا.

أمَّا كلمة "ماشيَّح"، فإنَّها تشير إلى المسيح المخلِّص اليهودي الَّذي سوف يأتي في آخر الأيام.

ويُشير التلمود إلى أنَّ صلب المسيح تمَّ بناءً على حُكْم محكمة حاخاميَّة (السنهدرين) بسبب دعوته اليهود إلى الوثنيَّة، وعدم احتِرامه لسلطة الحاخامات، وكلُّ المصادر الكلاسيكيَّة اليهوديَّة تتحمَّل المسؤوليَّة الكاملة عن ذلك، ولا يُذكَر الرومان بتاتًا في تلك المصادر.

وظهرت كتب مثل توليدوت يشو (ميلاد المسيح)، وهي أكثر سوءًا من التلمود نفسه، وتتَّهم المسيح بأنَّه ساحر.

وقال: "توليدوت يشُّو" عبارة عبريَّة تعني "حياة المسيح"، وهي عنوان كتاب كان متداولاً بين أعضاء الجماعات اليهودية في العصور الوسطى في الغرب، ويُقدِّم هذا الكتاب التصوُّر اليهودي لمولد وحياة المسيح، وقد تداخلت عدَّة عناصر لتكوِّن هذه الصورة، من بينها بعض أقسام التلمود (سوطه أو المرْأة المشبوهة - السنهدرين) وبعض الفتاوى في عصر الفقهاء (جاؤون)، وبعض العناصر الفلكلوريَّة المنتشرة بين أعضاء الجماعات اليهودية.


ويُقدِّم الكتاب أحيانًا صورة إيجابيَّة إلى حدٍّ ما للعذراء مريم أمّ المسيح، فهي من عائلة طيِّبة وتعود جذورُها لبيت داود، أمَّا أبو المسيح فهو رجُل شرّير قام باغتصابها ثمَّ هرب.

وتُبيِّن القصَّة أنَّ المسيح شخص يتمتَّع بذكاء عال، ولكنَّه لا يحترِم شيوخ البلد وحكماءها، وهو يتمتَّع بمقدَّرات عجائبيَّة لأنَّه سرق أحد الأسماء السريَّة للإله من الهيكل، ومع هذا ينجح أحد فقهاء اليهود في إبطال سرِّه، وتوجد تفاصيل أخرى في الكتاب أكثر بشاعة وقبحًا.

ويهْدف الكتاب إلى تفريغ قصَّة المسيح من أي معنى روحي، كما أنَّها تحاول تفسير المعجزات التي تدور حول المسيح بطريقة تكشفُها وتنزع عنها أيَّ سحر أو جلال أو هالات دينيَّة.

وهذا الكتاب يُسبِّب كثيرًا من الحرج للجماعات اليهوديَّة حينما تكتشِف السلطات أمره؛ ولذا كان بعض الحاخامات يحْرِصون على تأكيد أنَّ يسوع المشار إليْه في الكتاب ليس المسيح، وإنَّما هو شخص يحمل هذا الاسم عاش قرْنين قبل الميلاد، وقد أُعيد طبع كتاب توليدوت يشّو على نطاق واسع في إسرائيل".

وقد استمرَّ الصراع بين النَّصارى واليهود، قتلة الرَّبّ - كما كانوا يسمُّونهم - وأنَّهم تشتَّتوا عقابًا لهم على ما اقترفوه من ذنوب، حتَّى استحمر اليهودُ النصارى.

أما الموسوعات اليهودية فتطلق على المسيح Ben-Pandera وتصِف أمَّه بالزنا:
يسوع إله النَّصارى ابن زنا، وأبوه جندي روماني.

تذكر الموسوعة اليهودية عن يسوع أنَّه كان يلقَّب بلقبي المجهول وابن الزنا (bastard):
The two expressions so often applied to Jesus in later literature “that anonymous one,” the name of Jesus being avoided and “bastard”.

وتنكر الموسوعة اليهودية أن يكون يسوع قد وُلِد من عذراء، وتذْكر أنَّه ولد ولادة عادية:
The Jews, who are represented as inimical to Jesus in the canonical Gospels also, took him to be legitimate and born in an entirely natural manner.

وتذكر أنَّ أباه جندي روماني يدْعى بانديرا، وأنَّه غرَّر بالسيدة العذراء مريم - حاشا لله:
The seducer was a soldier by the name of Panthera.

وتقول: إنَّه كان معروفًا بين اليهود باسم Ben-Pandera ابن بانديرا:
It is certain, in any case, that the rabbinical sources also regard Jesus as the “son of Pandera”.


أمَّا التلمود فيصفُ السيِّدة مريم العذراء - حاشا لله - أنَّها عاهرة (harlot):
She who was the descendant of princes and governors, played the harlot with carpenters.

والتلمود يصِف يسوع بابن الزنا الَّذي ولد نتيجة علاقة غير شرعيَّة:
So-and-so is a bastard having been born from a forbidden union with a married woman.

ويطلق التلمود على يسوع اسم Ben Pandera أو Ben Padira وتعني: ابن بانديرا نسبة إلى الجندي الروماني بانديرا الَّذي يوصف بأنَّه عشيق (paramour) السيدة مريم - حاشا لله:
Ben Stada was Ben Padira. R. Hisda said: ‘The husband was Stada, the paramour Pandira.


ويذكر الفيلسوف اليوناني كلاسيوس أنَّ أمَّ يسوع ارتكبت الزِّنا مع بانديرا، وأنجبت ابن الزنا يسوع وكانت تعيش في خزي وعار:
Jesus had come from a village in Judea, and was the son of a poor Jewess who gained her living by the work of her own hands. His mother had been turned out of doors by her husband, who was a carpenter by trade, on being convicted of adultery [with a soldier named Panthéra]. Being thus driven away by her husband, and wandering about in disgrace, she gave birth to Jesus, a bastard. Jesus, on account of his poverty, was hired out to go to Egypt. While there he acquired certain (magical) powers which Egyptians pride themselves on possessing. He returned home highly elated at possessing these powers, and on the strength of them gave himself out to be a god.

وتستمر هذه الاتِّهامات حتَّى يومنا هذا، حيث تصِف مواقعُهم الإلكترونية يسوع بابن الزنا الذي ولد نتيجة علاقة غير شرعيَّة:
According to the Talmud, Yeshu was the son of a Jewish woman named Miriam who was betrothed to a carpenter. “Betrothed” means she was legally married to him, but she was not yet living with him or having sexual relations with him. The story says that Miriam was either raped by or voluntarily slept with Pandeira, a Greek or Roman soldier. Miriam than gave birth to Yeshu, who was considered a “mamzer” (bastard), a product of an adulterous relationship. The Talmud describes Yeshu as a heretic who dabbled in sorcery and lead the people astray. Later, the Sanhedrin (the Jewish “Supreme Court”) ordered Yeshu stoned to death and his dead body was hung from a tree until nightfall after his death, in accordance with the ancient Jewish punishment for heretics.

بل ما يسمَّى بالكتاب المقدس ينسب يسوع إلى يوسف النجَّار عدَّة مرَّات، مثلما ورد في (يوحنا 6: 42): "وقالوا أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الَّذي نحن عارفون بأبيه وأمه، فكيف يقول هذا: إني نزلت من السَّماء؟!".

في حين أنَّها كانت مخطوبة له فقط، كما جاء في (لوقا 1: 27) "إلى عذراء مخطوبة لرجُل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم".

كلّ ذلك ولم يرد على لسان يسوع كلمة واحدة تبرئ أمه!


ومن نظر إلى نسب يسوع في العهد الجديد، وجد أنَّ يسوع من نسل زناة:
ففي متى العدد (3: 1): "ويهوذا ولد فارص وزارح من ثامار، وفارص ولد حصرون، وحصرون ولد آرام".

ويهوذا حسب الكتاب المقدس كان قد زنَى (زنا محارم) بزوجةِ ابنه ثامار، كما في القصَّة التي وردت في (سفر التَّكوين الإصحاح 38: 13)، "فأخبرت ثامار، وقيل لها: هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجزَّ غنمه، 14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطَّت ببرقع وتلفَّفت وجلست في مدخل عينايم الَّتي على طريق تمنة؛ لأنَّها رأت أن شيلة قد كبر وهي لم تعْط له زوجة، 15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية؛ لأنها كانت قد غطَّت وجهَها، 16 فمال إليْها على الطريق وقال: هاتي أدخل عليك؛ لأنَّه لم يعلم أنَّها كَنَّته، فقالت: ماذا تعْطيني لكي تدخل عليَّ؟ 17 فقال: إنِّي أرسل جدي معزى من الغنم، فقالت: هل تعطيني رهنًا حتَّى ترسله؟ 18 فقال: ما الرَّهن الذي أعطيك؟ فقالت: خاتمك وعصابتك وعصاك الَّتي في يدك، فأعطاها ودخل عليها، فحبلت منه، 19 ثمَّ قامت ومضت وخلعت عنْها برقعها ولبست ثياب ترمّلها، 20 فأرسل يهوذا جدي المعزى بيدِ صاحبه العدلامي ليأخذ الرهن من يدِ المرأة، فلم يجدها، 21 فسأل أهل مكانِها قائلاً: أين الزانية التي كانت في عينايم على الطريق؟ فقالوا: لم تكن ههُنا زانية، 22 فرجع إلى يهوذا وقال: لم أجدها وأهل المكان أيضًا قالوا: لم تكن ههنا زانية، 23 فقال يهوذا: لتأخذ لنفسها لئلاَّ نصير إهانة، إنِّي قد أرسلت هذا الجدي وأنت لم تجِدْها، 24 ولمَّا كان نحو ثلاثة أشهر أخبر يهوذا، وقيل له: قد زنت ثامار كنَّتك وها هي حبلى أيضًا من الزِّنا، فقال يهوذا: أخرجوها فتحرق، 25 أما هي فلمَّا أخرجت أرسلت إلى حميها قائلة: من الرَّجُل الذي هذه له أنا حبلى؟ وقالت: حقِّق لمن الخاتم والعصابة والعصا هذه، 26 فتحقَّقها يهوذا وقال: هي أبرُّ منِّي لأنِّي لم أعطِها لشيلة ابني، فلم يعد يعرفها أيضًا، 27 وفي وقت ولادتها إذا في بطنِها توءمان، 28 وكان في ولادتها أنَّ أحدهما أخرج يدًا فأخذت القابلة وربطت على يده قرمزًا، قائلة: هذا خرج أوَّلاً، 29 ولكن حين ردَّ يدَه إذْ أخوه قد خرج، فقالت: لماذا اقتحمت عليك اقتحامًا، فدعي اسمه فارص، 30 وبعد ذلك خرج أخوه الَّذي على يده القرمز، فدعي اسمه زارح.

وفي متى العدد (5 : 1) ورد نسب يسوع:
"وسلمون ولد بوعز من راحاب، وبوعز ولد عوبيد من راعوث، وعوبيد ولد يسى".

وراحاب امرأة زانية حسب ما ورد في سفر (يشوع 2 : 1): "فأرسل يشوع بن نون من شطّيم رجلين جاسوسين سرًّا قائلاً: اذْهبا انظرا الأرض وأريحا، فذهبا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب، واضطجَعَا هناك".

وفي متى العدد (6: 1): "ويسى ولد داود الملك، وداود الملك ولد سليمان من الَّتي لأوريا".

وداود - حسب الكتاب المقدَّس - زنى مع زوجة أوريا (الَّتي لأوريا) كما ورد في سفر صموئيل الثاني الإصحاح 11 : 2:"وكان في وقت المساء أن داود قام عن سريرِه وتمشَّى على سطح بيت الملك، فرأى من على السطح امرأة تستحمّ، وكانت المرأة جميلة المنظر جدًّا، 3 فأرسل داود وسأل عن المرأة فقال واحد: أليست هذه بثشبع بنت اليعام امرأة أوريا الحثِّي، 4 فأرسل داود رسُلاً وأخذها، فدخلت إليْه فاضطجع معها وهي مطهّرة من طمثِها، ثمَّ رجعت إلى بيتها 5 وحبلت المرأة، فأرسلت وأخبرت داود، وقالت: إنّي حبلى".


ثمَّ خطَّط داود لقتل أوريا زوجها:
"14 وفي الصباح كتب داود مكتوبًا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا، 15 وكتب في المكتوب يقول: اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشَّديدة، وارجعوا من ورائه فيضرب ويموت، 16 وكان في محاصرة يوآب المدينة أنَّه جعل أوريا في الموضع الذي علم أنَّ رجال البأس فيه، 17 فخرج رجال المدينة وحاربوا يوآب فسقَط بعض الشعب من عبيد داود، ومات أوريا الحثِّي أيضًا".

فهذا هو نسب يسوع - إله النَّصارى - كما جاء في العهد الجديد، وكلُّه زناة ومرتكبو فواحش بحسَب كتابهم المقدَّس، وهو ما يُظْهِر يدَ التَّحريف ودور اليهود الجلي في دسّ تلك القاذورات.

وأمَّا المسلِمون، فيقولون عن المسيح عيسى ابن مريم: هو عبد الله ورسولُه وكلمته ألقاها إلى مريم العذْراء البتول، وروح منه، وهو وجيهٌ في الدُّنيا والآخرة ومن المقرَّبين، ويصِفونه بما وصفه الله به في كتابِه، لا يغْلون فيه غلوَّ النَّصارى، َولا يتهمونه اتهامات اليهود الكاذبة.

ولمن أراد المزيد في معرفة خبايا ما يسمى بالكتاب المقدس، يراجع ما صدر مؤخَّرًا بعنوان:
“الكتاب المقدس بلا رقابة: الأجزاء الفاجرة والداعرة في الكتاب الجيد! The Uncensored Bible: The Bawdy and Naughty Bits of the Good Book”.

حيث يدرس النُّصوص والقصص الإباحيَّة في الكتاب المقدَّس بدون توْرية، مع البعد عن التَّفسيرات الرمزيَّة لبعض اللاهوتيِّين، الذين كلَّما خجلوا من نصٍّ في الكتاب المقدَّس ادَّعوا أنَّه رمز، وهم بذلك يثبِتون - بطريقة غير مباشرة - أنَّ هناك عجزًا في نصوص الكتاب المقدس حيثُ الفهم المباشر لا يستقيم، فعلماء اللاهوت في الغرْب لا يخجلون من الاعتِراف بالمعنى الصَّريح لتلك النصوص الإباحيَّة، كما في هذا الكتاب وغيره الكثير، بخلاف الشَّرقيِّين الَّذين يعيشون في خرافة "التفسير الرمزي"، ويُلزمون النَّصارى بتلقّي قول الكنيسة بالقبول، وافق العقل أو خالفه، وعلى المسيحي إذا لم يستسِغْ عقْلُه قولاً قالتْه الكنيسة، أو مبدأ دينيًّا أعلنتْه، عليه أن يروِّض عقله على قبوله، فإذا لم يستطع، فعليه أن يشكَّ في عقله ولا يشكّ في قول البابا.

هذا؛ وكان الواجب على النَّصارى التفرُّغ للبحث عن جواب لمشاكِلِهم الدينيَّة، أو الاعتِراف بأنَّ كتابهم محرَّف كما فعلت المجامع الغربيَّة، والبعد عن المحاولات اليائِسة للطَّعن في الإسلام، أو التَّلْبيس على الأغْرار، فالشَّريعة الإسلاميَّة بُنِيَت على موافقة صحيح المنْقول لصريحِ المعقول، وليس كما يأمُر القساوسة أتْباعهم أن يعتقدوا وهم عمْيان.

وراجع على موقعِنا الرابطين: (أكبر موجة تحول من المسيحية إلى الإسلام)، (دفاعًا عن النصارى).

هذا؛ وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم.

الِإخْوةُ في الإسلام ما عليهِم وما لهُم

الِإخْوةُ في الإسلام ما عليهِم وما لهُم

السيد العربي بن كمال
أضيفت بتاريخ : : 21 - 02 - 2010




الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].

وفى الحديث:
«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يُسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 2442 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]].

«حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام و عيادة المريض و اتباع الجنائز و إجابة الدعوة و تشميت العاطس» [الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 1240 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]].

«حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه و إذا دعاك فأجبه و إذا استنصحك فانصح له و إذا عطس فحمد الله فشمته و إذا مرض فعده و إذا مات فاتبعه» [الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2162خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«خمس من حق المسلم على المسلم: رد التحية و إجابة الدعوة و شهود الجنازة و عيادة المريض و تشميت العاطس إذا حمد الله» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 1832 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].



ثم هذه بعض مقتضيات الإخوة وما يلزم فيها ومعها:

الخلق الحسن:
فى الحديث:
«أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذئ» [الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 135 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة القائم الصائم» [الراوي: عائشة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4798 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].

«ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن فإن الله تعالى يبغض الفاحش البذئ» [الراوي: أبو الدرداء المحدث: الترمذي- المصدر: سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2002 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].

«إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه و كرم ضريبته» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: المنذري- المصدر: الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم: 3/353 خلاصة حكم المحدث: رواة أحمد ثقات إلا ابن لهيعة].



إدخال السرور على المسلم والسعي في قضاء حاجته:
فى الحديث:
«أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا أو تقضي عنه دينًا أو تطعمه خبزًا» [الراوي: أبو هريرة المحدث: البيهقي- المصدر: شعب الإيمان- الصفحة أو الرقم: 6/2607 خلاصة حكم المحدث: [فيه] عمارة بن محمد فيه نظر، وللحديث شاهد مرسل].

«من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن يقضي عنه دينًا، يقضي له حاجة، ينفس عنه كربة» [الراوي: محمد بن المنكدر المحدث: البيهقي- المصدر: شعب الإيمان- الصفحة أو الرقم: 6/2607 خلاصة حكم المحدث: مرسل].

«أحب الناس إلى الله أنفعهم و أحب الأعمال إلى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينًا أو تطرد عنه جوعًا و لأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرًا و من كف غضبه ستر الله عورته و من كظم غيظًا و لو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة و من مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام و إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل» [الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان- المصدر: المجروحين- الصفحة أو الرقم: 2/393 خلاصة حكم المحدث: [فيه] النضر بن معبد ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد].

«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 2442 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]].



ستر المسلم:
في الحديث:
«يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه و لو في بيته» [الراوي: أبو برزة الأسلمي المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4880 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].


«المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 2442 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]].

«من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة و من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيتمي المكي- المصدر: الزواجر- الصفحة أو الرقم: 2/126 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].

«من ستر أخيه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الهيتمي المكي- المصدر: الزواجر- الصفحة أو الرقم: 2/126 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].



عيادة المسلم:
فى الحديث:
«إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في مخرفة الجنة حتى يرجع» [الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2568
خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن كان عشيًا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح» [الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أحمد شاكر- المصدر: مسند أحمد- الصفحة أو الرقم: 2/42 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].

«من أتى أخاه المسلم عائدًا مشى في خراف الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة فإن كان غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي و إن كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح» [الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني- المصدر: صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 1191 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



صون عرض المسلم:
فى الحديث:
«ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: المنذري- المصدر: الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم: 3/395 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد].

«ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذي» [الراوي: عبدالله المحدث: أبو نعيم- المصدر: حلية الأولياء- الصفحة أو الرقم: 4/262 خلاصة حكم المحدث: تفرد به إسرائيل عن الأعمش].

«المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4918
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].

«المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي- المصدر: سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2627 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].

«إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق» [الراوي: سعيد بن زيد المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4876 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].

«الربا ثلاثة و سبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه و إن أربى الربا عرض الرجل المسلم» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البيهقي- المصدر: شعب الإيمان- الصفحة أو الرقم: 4/1931 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح ومتنه منكر، ولا أعلمه إلا وهماً].

«كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4882 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].

«المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يكذبه و لا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه التقوى هاهنا- و أشار إلى القلب- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 6706 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



عظم الإهتمام بأمر الدين:
فى الحديث:
قال تعالى: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (63)[البقرة: 63].
{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 93].
{يَايَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12].

فى الحديث:
«أعظم الناس هما المؤمن الذي يهم بأمر دنياه و أمر آخرته» [الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن ماجه- المصدر: سنن ابن ماجة- الصفحة أو الرقم: 2143 خلاصة حكم المحدث: غريب تفرد به إسماعيل].

«إن المؤمن يجاهد بسيفه و لسانه» [الراوي: كعب بن مالك المحدث: ابن مفلح- المصدر: الآداب الشرعية- الصفحة أو الرقم: 2/97 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من الجنة أحد» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 3542 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



الدعاء بظهر الغيب:
فى الحديث:
«دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه بخير قال الملك: آمين و لك بمثل ذلك» [الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 3380 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



أداء الأمانة:
فى الحديث:
«أد الأمانة إلى من ائتمنك و لا تخن من خانك» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الإمام الشافعي- المصدر: السنن الكبرى للبيهقي- الصفحة أو الرقم: 10/271 خلاصة حكم المحدث: ليس بثابت].

«أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث و حفظ الأمانة و حسن الخلق و عفة مطعم» [الراوي: عبدالله بن عمر و عبدالله بن عمرو بن العاص و ابن عباس المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 873خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«أول ما تفتقدون من دينكم الأمانة» [الراوي: شداد بن أوس و أنس بن مالك المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 2570خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«أول ما يرفع من الناس الأمانة و آخر ما يبقى من دينهم الصلاة و رب مصل لا خلاق له عند الله تعالى» [الراوي: زيد بن ثابت المحدث: السفاريني الحنبلي- المصدر: شرح كتاب الشهاب- الصفحة أو الرقم: 304خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].

«المؤمن من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب»[الراوي: فضالة بن عبيد الأنصاري المحدث: الألباني- المصدر: صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 3193 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«الخازن المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملًا موفرًا طيبة به نفسه فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين» [الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 3336 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4918
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].



الألفة.. وما أدراك ما الألفة:
فى الحديث:
«المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف و خير الناس أنفعهم للناس» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 426
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].

«المؤمن يألف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف» [الراوي: المحدث: الزرقاني- المصدر: مختصر المقاصد- الصفحة أو الرقم: 1129خلاصة حكم المحدث: ضعيف].

«المؤمن مُكفَر» [الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الساجي- المصدر: تعليقات على المجروحين- الصفحة أو الرقم: 239خلاصة حكم المحدث: [فيه] محمد بن عبد العزيز منكر الحديث].

«إذا جاء أحدكم إلى مجلس فأوسع له فليجلس فإنها كرامة أكرمه الله بها و أخوه المسلم فإن لم يوسع له فلينظر أوسع موضع فليجلس فيه» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الخطيب البغدادي- المصدر: تاريخ بغداد- الصفحة أو الرقم: 2/131خلاصة حكم المحدث: منكر، لم أكتبه إلا من هذا الوجه].

«إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل و لا يسأل عنه و إن سقاه من شرابه فليشرب من شرابه و لا يسأل عنه» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 627خلاصة حكم المحدث: صحيح بمجموع طرقه].

«مستريح و مستراح منه العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا و أذاها إلى رحمة الله تعالى و العبد الفاجر تستريح منه العباد و البلاد و الشجر و الدواب» [الراوي: أبو قتادة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5872خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 6651 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

صون مال المسلم:
قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 188].

{وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2].
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29].

فى الحديث:
«كل المسلم على المسلم حرام ماله و عرضه و دمه حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 4509 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«المسلم أخو المسلم و لا يحل لمسلم باع من أخيه بيعًا فيه عيب إلا بينه له» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: ابن كثير- المصدر: إرشاد الفقيه- الصفحة أو الرقم: 2/27 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].

«حرمة مال المسلم كحرمة دمه» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: أبو نعيم- المصدر: حلية الأولياء- الصفحة أو الرقم: 7/390 خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث الحسن والهجري].

«من باع ثمرًا فأصابته جائحة فلا يأخذ من مال أخيه شيئًا علام يأكل أحدكم مال أخيه المسلم» [الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني- المصدر: صحيح ابن ماجه- الصفحة أو الرقم: 1818خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«من حلف على يمين مصبورة كاذبًا متعمدًا ليقتطع بها مال أخيه المسلم فليتبوأ مقعده من النار» [الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 6213خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا جعل الله يوم القيامة في عنقه شجاعًا أقرع و من اقتطع مال أخيه المسلم بيمين لقي الله و هو عليه غضبان» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5719 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 1414خلاصة حكم المحدث: صحيح].

« المسلم أخو المسلم و لا يحل لمسلم باع من أخيه بيعًا فيه عيب إلا بينه له» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: ابن كثير- المصدر: إرشاد الفقيه- الصفحة أو الرقم: 2/27 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].

«نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» [الراوي: عقبة بن عامر المحدث: ابن كثير- المصدر: إرشاد الفقيه- الصفحة أو الرقم: 2/27 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].



ألا يُجنىَ من ورائه إلا الخير:
فى الحديث:
«مثل المؤمن مثل النحلة إن أكلت أكلت طيبًا و إن وضعت وضعت طيبًا و إن وقعت على عود نخر لم تكسره و مثل المؤمن مثل سبيكة الذهب إن نفخت عليها احمرت و إن وزنت لم تنقص» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5846 خلاصة حكم المحدث: حسن].

«مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 2285 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح رجاله ثقات].

«المؤمن غر كريم و الفاجر خب لئيم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4790 خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].

«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا» [الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2585 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو داود- المصدر: سنن أبي داود- الصفحة أو الرقم: 4918
خلاصة حكم المحدث: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]].



حسن الجوار:
قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} [النساء: 36].

فى الحديث:
«أوصيكم بالجار» [الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 2548 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» [الراوي: عائشة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الترمذي- الصفحة أو الرقم: 1942 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه» [الراوي: طلق بن علي الحنفي المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5380 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«ليس المؤمن بالذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أبو زرعة الرازي- المصدر: العلل لابن أبي حاتم- الصفحة أو الرقم: 3/432 خلاصة حكم المحدث: أبو نعيم أثبت في هذا الحديث [قال فيه عبد الملك بن مساور]].

«ثلاثُ خصالٍ من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار الصالح و المسكن الواسع و المركب الهنيء» [الراوي: نافع بن عبد الحارث المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 3029 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



الثبات عند الشدائد:
فى الحديث:
«مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيؤها الريح مرة و تعدلها مرة و مثل المنافق كمثل الأرزة لا تزال حتى يكون انجفافها مرة واحدة» [الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5841 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تفيؤه و لا يزال المؤمن يصيبه بلاء و مثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا يهتز حتى يستحصد» [الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5842 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيم مرة و تخر مرة و مثل الكافر مثل الأرزة لا تزال مستقيمة حتى تخر و لا تشعر» [الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5844 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«مثل المؤمن مثل السنبلة تميل أحيانًا و تقوم أحيانًا» [الراوي: أنس بن مالك و أبو هريرة المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 2284 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد رجاله ثقات].



المسارعة إلى التوبة والإنابة:
قال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء: 27].

{أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 74].

{وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} [هود: 52].

{فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 39].

{أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ} [التوبة: 104].

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

فى الحديث:
«ما من عبد مؤمن إلا و له ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا إن المؤمن خلق مفتنا توابًا نسيًا إذا ذكر ذكر» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5735 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيؤها الريح مرة و تعدلها مرة و مثل المنافق كمثل الأرزة لا تزال حتى يكون انجفافها مرة واحدة» [الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5841 خلاصة حكم المحدث: صحيح].



المؤمن لا يكون مغفلًا:
في الحديث:
«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين» [الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن القيسراني- المصدر: تذكرة الحفاظ- الصفحة أو الرقم: 396 خلاصة حكم المحدث: [فيه] عبد السلام بن أبي فروة النصيبي سرقه وركبه].



ترك العداء والمقاتلة وشهر السلاح والتكفير:
في الحديث:
«المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم» [الراوي: أبو هريرة المحدث: عبد الحق الإشبيلي- المصدر: الأحكام الصغرى - الصفحة أو الرقم: 82 خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]
].

«ليس المؤمن بالطعان و لا اللعان و لا الفاحش و لا البذي» [8- ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام- الصفحة أو الرقم: 5/300 خلاصة حكم المحدث: حسن غريب وله طريق أحسن].

« إذا قال الرجل لأخيه : يا كافر فهو كقتله و لعن المؤمن كقتله» [الراوي: عمران بن حصين المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 710 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة» [الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 3586خلاصة حكم المحدث: حسن].

«قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» [الراوي: بريدة بن الحصيب الأسلمي المحدث: عبد الحق الإشبيلي- المصدر: الأحكام الصغرى- الصفحة أو الرقم: 907 خلاصة حكم المحدث: [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]].

«ليس على رجل نذر فيما لا يملك و لعن المؤمن كقتله و من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة و من حلف بملة سوى الإسلام كاذبًا فهو كما قال و من قذف مؤمنًا بكفر فهو كقتله» [الراوي: ثابت بن الضحاك المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5404 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«لا يكون المؤمن لعانًا» [الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الترمذي- المصدر: سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم: 2019 خلاصة حكم المحدث: حسن غريب].

«إذا شهر المسلم على أخيه سلاحًا فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمه عنه» [الراوي: أبو بكر المحدث: الهيثمي- المصدر: مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم: 7/294 خلاصة حكم المحدث: فيه سويد بن إبراهيم وهو لين‏‏].

«سباب المسلم فسوق و قتاله كفر» [الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري- المصدر: صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم: 6044 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]].

«قتال المسلم كفر و سبابه فسوق و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» [الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: ابن عساكر- المصدر: تاريخ دمشق- الصفحة أو الرقم: 45/38 خلاصة حكم المحدث: [فيه] أبو إسحاق لم يسمع من عمر [بن سعد]].



التواضع المفقود فى كثير الأحيان:
في الحديث:
«إن الله أوحى إلي: أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد» [الراوي: عياض بن حمار المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم: 570 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«إن الله تعالى أوحى إلي: أن تواضعوا و لا يبغي بعضكم على بعض» [الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني- المصدر: الأمالي المطلقة- الصفحة أو الرقم: 93 خلاصة حكم المحدث: حسن وله شاهد صحيح].

«ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته و إذا تكبر قيل للملك: دع حكمته» [الراوي: أبو هريرة و ابن عباس المحدث: الألباني- المصدر: صحيح الجامع- الصفحة أو الرقم: 5675 خلاصة حكم المحدث: حسن].

«ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفٍو إلا عزًا و ما تواضع أحدُ لله إلا رفعه الله» [الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم- المصدر: صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2588 خلاصة حكم المحدث: صحيح].

«من تواضع لله رفعه الله» [الراوي: أبو هريرة المحدث: أبو نعيم- المصدر: حلية الأولياء- الصفحة أو الرقم: 8/48 خلاصة حكم المحدث: غريب من حديث إبراهيم].

«من ترك اللباس تواضعًا لله و هو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يَلبسُها» [الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث: المنذري- المصدر: الترغيب والترهيب- الصفحة أو الرقم: 3/144 خلاصة حكم المحدث: [فيه] عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ].



الجمعة 02 شعبان, 1422هـ [‏19‏‏/‏10‏‏/‏2001‏م 03:25:24 ص].

هذا وما توفيقي الا بالله العلي الكبير، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وصلّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


جمعه ورتبه وكتبه الفقير
د/ السيد العربى بن كمال

الاثنين، 22 فبراير 2010

ألم و ســاد !

ألم و ســاد !


حامد بن عبد الله العلي
أضيفت بتاريخ : : 21 - 02 - 2010





كأنَّ جهاز الموساد الصهيوني، وهو وكر الشيطان بعينه، لم يُؤسـس إلاَّ ليجعل الألـم هو وحـده سيّد الموقـف في حياة الفلسطينيين، كذا العذاب، و المعاناة، و القتل، والإغتيـالات، إنه كاسمه ( ألمـ ) و(سـاد).

لكن يبدو أنـّه قـد أصابه الخرف أخيرا، فتسللت الشيخوخة إلى دماغه، والرعشة إلـى جسده المتهالك، ولهذا فشل فشلا ذريعا في عملية إغتيال الشهـيد المبحوح رحمه الله، إذ جعل الكلفـة أعلى بكثيـر مما يحتمله الكيان الصهيوني، والفضيحة أشد وطأة عليه مما لو ترك المبحوح وشأنه، وقد ترك وراءه صورة لكلِّ فضيحة، فمشكلة سياسية عويصـة وراء كلِّ صـورة.


لكـن تعالوا .. دعونـا لاننسـى .. دعونا لانخدع أنفسنا، فالموساد لايتحرك من فراغ، ولا يغـرد خارج السـرب، فليس هو إلاَّ أحد المؤسسات السريِّة للإستعمار الجديد الذي إنطلق القرن الماضي، واكتملت صورته بعد حرب الخليج قبل عقدين، وكم يعجبني قول جارودي في أوائــل كتابه البديع (حفارو القبور ) : ( عام 1992م سجلت حرب الخليج، إستكمال العمل الذي بدأ في عام 1492م، وهو إنقسام العالم إلى نصفين، وكشف تدمير العراق، عن حرب من نوع جديد، حرب قائمة ليس فقط على دول أوربية متنافسة، مثل ما كان من إنجلترا وفرنسا، لكن عن إستعمار جماعي متعدد الجنسيات، متآلف تحت سيطرة الأقوى : الولايات المتحدة الأمريكية، إنها أول حرب إستعمارية عالمية، حرب تحالف كلَّ المستعمرين القدامى دون إستثناء، ومعهم عملاؤهم التقليديون المشتَروْن، والمجندون في المواقع ) .

نعم إنَّ إغتيال المبحـوح ـ في مشروع سري يجري على قدم وساق للقيام بإغتيالات كثيرة في المنطقـة ـ هـو جزء من هذا الشـرِّ المستطيـر، ولم يورِّث المسيري ـ رحمه الله ـ في ميراثه الذي لايقدر بثمن عن (الصهيونية )، كلمة أصدق من قوله : إنَّ الكيان الصهيوني ليس سـوى جماعة وظيفية للإمبريالية الغربية، لتحقق له أهدافه، وليس العكس كما يظن الكثيرون .


وكذّاب هـو ديفيد ميليباند، وزير خارجية بريطانيا، وأكـذب منـه هـو فاليرو المتحدث بإسم الخارجية الفرنسية، فلم يسؤْهما قـط، ما فعله الصهاينة من قرصنة على جوازات البلدين، في عملية الاغتيال، وليس ما يقولانه على وسائل الإعلام من طلب توضيحات من الصهاينة، أو تهديد بوقف التعاون الإستخبارتي، إلاَّ لذر الرماد في العيـون، بعدما حدث غير المتوقع من إنكشاف الصور، والمعلومات بهذه السرعة أمام العالم .

كذب هذان المأفـونان، ولكن صدق من قال : إنَّ الفضيحة صارت مدويـّة، وسيكون لها تبعات على الصهاينة، مثلما حدث لهم بعد حربهم على غزة، وكلُّ ذلك إيذانٌ بما ذكرنـاه مرارا، من دلائل كثيـرة تدلّ على قرب نهاية الكيان الصهيوني، ومثله الهيمنة الأمريكية العالمية .

وإنـَّه لمن من عجائب المقادير، إقتران فضيحة سلطة عباس، بفضيحة الموساد، في أسبوع واحـد، فهـو بحق أسبوع الفضائح بالنسبة لأولئك الشياطين.


وليتأمل العاقل البون الشاسع بين تضحيـات القسَّام ـ الجناح العسكري لحركة حماس ـ التي تمثلـت بإستشهاد أحد مؤسسيها، وهو الشهيد المبحوح، فعطـَّرت روحه الطاهرة، قـلوب جميـع الشـرفاء في فلسطين خاصة، والعالم الإسلامي عامة، في نفس الأسبوع الذي ينشر فيه ( شبانه ) الذي ( شـبَّ ) نـار فضائـح سلطة عباس، ينشـر أفلامه، ووثائقه، فأزكمـت الأنـوف، ولطخـت صورة النضال الفلسطيني .

ولاريـب أن إنكشاف فضيحة (الجوازات الأوربية) بهذه السرعة، والإنتشار الإعلامي، هو سبب التصريحات البريطانية، والفرنسية المندّدة، فإنَّ فشل عملية الإغتيال من أن تكون نظيفة، وظهور الكيان الصهيوني عالميـا مستعملا جوازات أوربية، في عملية قذرة، إنتهكت ببشاعة، ووقاحـة، كلِّ ما ينافق الغرب في إظهار إحترامه، في وقت يعلن فيه الغـرب حربا لاهوادة فيها على ما أسماه ( الإرهاب الإسلامي الذي يهدد العلاقات بين الدول، والسلم الدولي )، هذا كلُّه قـد أوقع الأوربيون في (حيص بيص )، ويُتوقـع أن يزداد تأزم المشكلة .


ولقد عُقدت مؤتمرات كثيرة تتحدث عن إنتهاكات الصهاينة لكلِّ القوانين الدولية، لكشف حقيقتها، وخصـَّت الموساد بأبحاث كثيرة، فلم تصنع شيئا يذكر، كما صنعه دم الشهـيد القائد القسَّامي المبحوح .

ولقد رأينا خاصية عجيبة في الجهاد الفلسطيني المبارك، وهو أنـّه كلَّما استشهد قائد، قام بعـده أسـودٌ تجـاهد، وكلّما اشتدت الوطأة على الجهاد، إزداد من القوة، والبأس، والرشاد، فبعد شهداء إنتفاضة الحجارة، جاءت إنتفاضة العمليات الإستشهادية، وبعد إستشهاد ياسين، تمـَّت السيطرة على غزة، وبعد حرب الفـرقان، أظهر الله تعالى نـقاء خط المقاومة، وشهد العالم صدقه، وصموده، وإنتشـر في الناس دعمه، وتأييده، وإنتشرت فضائح خط ( أوسلو ) خط الخنوع، والإستسلام، والذلّ .


وهكذا ما زالت بركات الجهاد، يرينـا الله بها آياته، ويكرم أمّتنا بكراماته .

وإذا كان بن غوريون يقول : ( هذه الدولة تختلف عن بقية دول العالم من حيث عناصر قيامها واهدافها )، فقد صدق بن غوريون، وإنه لكذوب،

لأنهـا تختلف عن بقية دول العالم، فهي ابن الحرام الذي ولد بالخطيئة، ويعيش على الخطيئـة، وهي كذلك تختلف بأنها ستكون أقصر دولة عمراً بإذن الله تعالى .

ولن يعجل بنهايتها إلاَّ دماء الشهداء، وتضحيات الأبطال، وصمـود المجاهـدين، أمثال الشهيد المبحوح رحمه الله، والله تعالى حسبنا، عليه توكلنا، وعليه فلتوكل المتوكلون.

ما حكم المولد النبوي؟

السؤال:
ما حكم المولد النبوي؟ وما حكم الذي يحضره؟ وهل يعذب فاعله إذا مات وهو على هذه الصورة؟


المفتي: عبدالعزيز بن باز
الإجابة:

المولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به؛ لا مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققون من أهل العلم أن الاحتفالات بالموالد بدعة لا شك في ذلك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله لم يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون، ولا غيرهم، فلو كان حقا وخيرا وسنة لبادروا إليه ولما تركه النبي صلى الله عليه وسلم ولعلمه أمته أو فعله بنفسه ولفعله أصحابه، وخلفاؤه رضي الله عنهم، فلما تركوا ذلك علمنا يقينا أنه ليس من الشرع، وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ""من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "وقال عليه الصلاة والسلام: ""من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد "في أحاديث أخرى تدل على ذلك.
وبهذا يعلم أن الاحتفالات بالمولد النبوي في ربيع الأول أو في غيره، وكذا الاحتفالات بالموالد الأخرى كالبدوي والحسين وغير ذلك؛ كلها من البدع المنكرة، التي يجب على أهل الإسلام تركها، وقد عوضهم الله بعيدين عظيمين: عيد الفطر وعيد الأضحى ففيهما الكفاية عن إحداث أعياد واحتفالات منكرة مبتدعة.
وليس حب النبي صلى الله عليه وسلم يكون بالموالد وإقامتها، وإنما حبه صلى الله عليه وسلم يقتضي اتباعه والتمسك بشريعته، والذبِّ عنها، والدعوة إليها، والاستقامة عليها، هذا هو الحب الصادق كما قال الله عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[آل عمران: 31]، فحب الله ورسوله ليس بالموالد ولا بالبدع. ولكن حب الله ورسوله يكون بطاعة الله ورسوله وبالاستقامة على شريعة الله، وبالجهاد في سبيل الله، وبالدعوة إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيمها والذب عنها، والإنكار على من خالفها، هكذا يكون حب الله سبحانه وحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون بالتأسي به؛ بأقواله وأعماله، والسير على منهاجه عليه الصلاة والسلام، والدعوة إلى ذلك، هذا هو الحب الصادق الذي يدل عليه العمل الشرعي، والعمل الموافق لشرعه. وأما كونه يعذب أو لا يعذب هذا شيء آخر، هذا إلى الله جل وعلا، فالبدع والمعاصي من أسباب العذاب، لكن قد يعذب الإنسان بسبب معصيته وقد يعفو الله عنه؛ إما لجهله، وإما لأنه قلد من فعل ذلك ظنا منه أنه مصيب، أو لأعمال صالحة قدمها صارت سببا لعفو الله أو لشفاعة الشفعاء من الأنبياء والمؤمنين أو الإفراط.
فالحاصل أن المعاصي والبدع من أسباب العذاب، وصاحبها تحت مشيئة الله جل وعلا إذا لم تكن بدعته مكفرة، أما إذا كانت بدعته مكفرة من الشرك الأكبر فصاحبها مخلد في النار -والعياذ بالله-، لكن هذه البدعة إذا لم يكن فيها شرك أكبر وإنما هي صلوات مبتدعة، واحتفالات مبتدعة، ليس فيها شرك، فهذه تحت مشيئة الله كالمعاصي، لقول الله سبحانه في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }
وأما الأشخاص الذين يجعلون لأنفسهم عيدا لميلادهم فعملهم منكر وبدعة كما تقدم، وهكذا إحداث أعياد لأمهاتهم أو لآبائهم أو مشايخهم كله بدعة يجب تركه والحذر منه.
وأما ما أحدثه الفاطميون المعروفون، فإن ذلك كان في مصر والمغرب في القرن الرابع والخامس، وقد أحدثوا موالد للرسول صلى الله عليه وسلم، وللحسن والحسين، وللسيدة فاطمة، ولحاكمهم، ثم وقع بعد ذلك الاحتفال بالموالد بعدهم من الشيعة وغيرهم، وهي بدعة بلا شك، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المعلم المرشد، وأصحابه أفضل الناس بعد الأنبياء، وقد بلغ البلاغ المبين، ولم يحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام، ولا أرشد إلى ذلك، ولا احتفل به أصحابه أفضل الناس، وأحب الناس للنبي صلى الله عليه وسلم، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة الثلاثة.
فعلم أنه بدعة، ووسيلة إلى الشرك والغلو في الأنبياء وفي الصالحين، فإنهم قد يعظمونهم بالغلو والمدائح التي فيها الشرك بالله، الشرك الأكبر، كوصفهم لهم بأنهم يعلمون الغيب، أو أنهم يدعون من دون الله، أو يستغاث بهم، وما أشبه ذلك، فيقعون في هذا الاحتفال في أنواع من الشرك وهم لا يشعرون، أو قد يشعرون. فالواجب ترك ذلك، وليس الاحتفال بالمولد دليلا على حب المحتفلين بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى إتباعهم له، وإنما الدليل والبرهان على ذلك هو إتباعهم لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام، هذا هو الدليل على حب الله ورسوله الحب الصادق، كما قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }[آل عمران: 31].
فمن كان يحب الله ورسوله فعليه بإتباع الحق، بأداء أوامر الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، والمسارعة إلى مراضي الله، والحذر من كل ما يغضب الله عز وجل، هذا هو الدليل، وهذا هو البرهان، وهذا هو ما كان عليه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان.
أما الاحتفال بالموالد للنبي صلى الله عليه وسلم، أو للشيخ عبد القادر الجيلاني، أو للبدوي، أو لفلان وفلان، فكله بدعة وكله منكر يجب تركه، لأن الخير في إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع أصحابه والسلف الصالح، والشر في الابتداع والاختراع ومخالفة ما عليه السلف الصالح، هذا هو الذي يجب وهذا هو الذي نفتي به، وهذا هو الحق الذي عليه سلف الأمة ولا عبرة لمن خالف ذلك وتأول ذلك، فإنما هدم الدين في كثير من البلدان، والتبس أمره على الناس بسبب التأويل والتساهل، وإظهار البدع، وإماتة السنة، ولا حول ولا قوة إلا بالله - والله المستعان.

حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي

حقيقة الاحتفال بالمولد النبوي


عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
أضيفت بتاريخ : : 13 - 04 - 2005
نقلا عن : موقع صيد الفوائد



- الاختلاف حول الاحتفال بالمولد النبوي ليس اختلافاً بين من يحب الرسول ويعظمه وبين من يبغضه ويهمل شأنه بل الأمر على العكس من ذلك تماماً.

- الفاطميون الإسماعيليون هم أول من ابتدع بدعة الاحتفال بالمولد النبوي.

- (الحقيقة المحمدية) في الفكـر الصوفي تختلف تماماً عما نؤمن به نحو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.


مقدمة:

اطلعت على بعض المقالات التي يـروج أصحابها لفكرة الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، واتخاذ يوم ولادته عيداً ليكون ملتقى روحياً للمسلمين - على حد تعبيرهم - ومحاسبة النفس على مدى الاتباع والتمسك بالدين الإسلامي كما يزعمون..

وبالرغـم من أن هذا الموضوع قديم، وقد كتب فيه المؤيدون والمعارضون، ولن يزال الخلاف فيه - إلا ما شاء الله - إلا أنني رأيت من واجبي تجلية بعض الحقائق التي تغيب عن جمهـور الناس عند نقاش هذه القضية.. وهذا الجمهور هو الذي يهمني الآن أن أضع مجموعة من الحقائق بين يديه ليعلم حقيقة الدعوة إلى الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.. ولماذا ترفض هذه الدعوى من أهل التوحيد والدين الخالص والإسلام الصحيح.

ماذا يريد الدعاة إلى الاحتفال بالمولد النبوي على التحديد؟

يصور دعاة الاحتفال والاحتفاء بيوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه هو مقتضى المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يوم مولده يوم مبارك ففيه أشرقت شمس الهـداية، وعم النور هذا الكون، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، ولما سئل عن ذلك قـال: «هذا يوم ولدت فيه وترفع الأعمال إلى الله فيه، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، وأنه إذا كان العظماء يحتفل بمولدهم ومناسباتهم فالرسول صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أعظم العظماء وأشرف القادة..

ويعرض دعاة الاحتفال بالمولد هذه القضية على أنها خصومة بين أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أعدائه وخلاف بين من يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم ويقدرونه وينتصرون له، وبين من يهملونه، ولا يحبونه ولا يضعونه في الموضع اللائق به.

ولا شك أن عرض القضية على هذا النحو هـو من أعظم التلبيس وأكبر الغش لجمهور الناس، وعامة المسلمين، فالقضية ليست على هذا النحو بتاتاً فالذين لا يرون جواز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم خوفاً من الإبتداع في الدين هم أسعد الناس حظاً بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته، فهم أكثر الناس تمسكاً بسنته، واقتفاءاً لآثاره، وتتبعاً لحركاته وسكناته، وإقتـداء به في كل أعماله صلى الله عليه وسلم، وهم كذلك أعلم الناس بسنته وهديه ودينه الذي أرسل به، وأحفظ الناس لحديثه، وأعرف الناس بما صح عنه وما افتراه الكذابـون عليه، ومن أجل ذلك هم الذابون عن سنته، والمدافعون في كل عصر عن دينه وملته وشريعته بل إن رفضهم للإحتفال بيوم مولده وجعله عيداً إنما ينبع من محبتهم وطاعتهم له فهم لا يريدون مخالفة أمره، ولا الإفتئات عليه، ولا الإستدراك على شريعته لأنهم يعلمون جازمين أن إضافة أي شيء إلى الدين إنما هو استدراك على الرسول صلى الله عليه وسلم لأن معني ذلك أنه لم يكمل الدين، ولم يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم كل ما أنزل الله إليه أو أنه استحيا أن يبلغ الناس بمكانته ومنزلته، وما ينبغي له، وهذا أيضا نقص فيه، لأن وضع الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانته من الدين الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغه وقـد فعل صلى الله عليه وسلم، فقد بين ما يجب على الأمة نحوه أتم البيان فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [أخرجه البخاري ومسلم].

وقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: «لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقـال - أي عمر - : فأنت الآن أحب إلي من نفسي، فقال: «الآن يا عمر» [أخرجه البخاري]..

والشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يستحي من بيان الحق، ولا يجوز له كتمانه، ولا شك أن من أعظم الحق أن يشرح للناس واجبهم نحوه، وحقه عليهم، ولو كان من هذا الحق الذي له أن يحتفلوا بيوم مولده لبينه وأرشد الأمة إليه.

وأما كونه كان يصوم يوم الاثنين وأنه علل ذلك أنه يوم ولد فيه، ويوم ترفع الأعمال إلي الله فيه، فإن أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم على الحقيقة يصومون هذا اليوم من كل أسبوع اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.

وأما أولئك الملبسون فإنهم يجعلون الثاني عشر من ربيع الأول يوم عيد ولو كان خميساً أو ثلاثاءً أو جمعةً.

وهذا لم يقله ولم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يثبت أنه صام الثاني عشر من ربيع الأول، ولا أمر بصيامه.

فاستنادهم إلى إحيـاء ذكرى المولد، وجعل الثاني عشر من ربيع الأول عيداً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صام يوم الاثنين تلبيس على عامة الناس وتضليل لهم.

والخلاصة: أن الذين يُتهمون بأنهم أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم ومنكرو فضله، وجاحدوا نعمته، كما يدّعي الكذابون هم أسعد الناس حظا بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ومحبته، وهم الذين علموا دينه وسنته على الحقيقة.

وأما أولئك الدعاة إلي الاحتفال بالمولد فدعوتهم هذه نفسها هي أول الحرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأول الكذب عليه، والاستهانة بحقه.
لأنها مزاحمةٌ له في التشريع واتهام له أنه ما بيّن الدين كما ينبغي، وترك منه ما يستحسن، وأهمل ما كان ينبغي ألا يغفل عنه من شعائر محبته وتعظيمه وتوقيره، وهذا أبلغ الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذه نقطة الفصل في هذه القضية، وبداية الطريق لمعرفة من اهتدى ومن ضل فيها.

فدعاة المولد - بدعوتهم إليه - مخالفون لأمره صلى الله عليه وسلم، مفتئتون عليه، مستدركون على شريعته، ونفاة المولد متبعون للرسول صلى الله عليه وسلم، متابعون لسنته، محبون له، معظمون لأمره غاية التعظيم متهيبون أن يستدركوا عليه ما لم يأمر به، لأنه هو نفسه صلى الله عليه وسلم حذرهم من ذلك فقال: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد» [أخرجه البخاري ومسلم] و«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» [أخرجه البخاري ومسلم].

مَنْ هَؤُلاَءِ؟ ومَنْ هَؤُلاَءِ؟

وهنا يأتي السؤال من الداعون إلى المولد ومن الرافضون له؟ والجواب أن الرافضين للمولد هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الكـرام، ونقول الرافضين - تجوزاً - فالمولد هذا ما كان في عصرهم قط، ولم يعرفوه أبدا، ولا خطر ببالهم أصلا، وعلى هذا كان التابعون وتابعوهم وأئمة السلف جميعاً ومنهم الأئمة الأربعة أعلام المذاهب الفقهية المشهورة.

وعلماء الحديث قاطبةً إلا من شذ منهم في عصور متأخرة عن القرون الثلاثة الأولى قرون الخير، وكل من سار على دربهم ومنوالهم إلى يومنا هذا.

وهؤلاء هم السلف والأمة المهتدية الذين أمرنا الله باتباعهم والترضي عنهم، وفيهم الخلفاء الراشدون المهديون الذين أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم فقال: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» [أخرجه ابن أبي عاصم في (السنة) والترمذي وابن ماجه من حديث العرباض بن سارية وصححه الألباني].

فهل كان هؤلاء من جعل يوم مولده عيداً، ومن خصه بشيء من العبادات أو العادات أو التذكير أو الخطب، أو المواعظ.

وإذا كانت الأمة الصالحة هي ما ذكرنا وهي التي لم تحتفل بيوم مولده، وتركت ذلك تعظيماً للرسول صلى الله عليه وسلم لا إهانة له، ومعرفة بحقه لا جحوداً لحقه، فمن إذن الذين ابتدعوا الاحتفال بمولده، وأرادوا - في زعمهم - أن يعظموا الرسول صلى الله عليه وسلم بما يعظمه به سلف الأمة الصالح، وأرادوا أن يحيُّوُهُ صلى الله عليه وسلم بما لم يُحَيِّه به الله؟

والجواب: أن أول من ابتدع ذلك هم ملوك الدولة الفاطمية في القرن الرابع الهجري ومن تسمى منهم باسم (المعز لدين الله) ومعلوم أنه وقومه جميعا إسماعيليون زنادقة، متفلسفون. أدعياء للنسب النبوي الشريف، فهم من ذرية عبد الله بن ميمون القداح اليهودي الباطني وقد ادعوا المهدية وحكموا المسلمين بالتضليل والغواية، وحولوا الدين إلى كفر وزندقة وإلحاد، فهذا الذي تسمى (بالحاكم بأمر الله)، هو الذي ادعى الألوهية وأسس جملة من المذاهب الباطنية الدرزية، وأرغم المصريين على سب أبي بكر وعمر وعائشة وعلق ذلك في مساجد المسلمين ومنع المصريين من صلاة التراويح، ومن العمل نهاراً إلى العمل ليلاً ونشر الرعب والقتل واستحل الأموال وأفسد في الأرض، مما تعجز المجلدات عن الإحاطة به. وفي عهد هؤلاء الفاطميين أيضا وبإفسادهم في الأرض أكل المصريون القطط والكلاب وأكلوا الموتى، بل وأكلوا أطفالهم.

وفي عهد هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة المولد تمكن الفاطميون والقرامطة من قتل الحجاج وتخريب الحج، وخلع الحجر الأسود.

والخلاصة: أن بدعة المولد نشأت من هنا، وهل يقول عاقل أن هؤلاء الزنادقة الملحدون قد اهتدوا إلي شيء من الحق لم يعرفه الصديق والفاروق وعثمان وعلي والصحابة والسلف الأئمة وأهل الحديث؟ هل يكون كل هؤلاء على باطل وأولئك الكفرة الملاعين على الحق؟ وإذا كان قد اغتر بدعوتهم بعض من أهل الصلاح والتقوى وظن - جهلاً منه - أن المولد تعظيم للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبة له هل يكون الجاهلون المغفلون حجة في دين الله؟!

ماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟

ونأتي الآن إلى سؤال هام: وماذا في المولد؟ وما الذي يصنع فيه؟

والجواب: أن الذين يحتفلون بالمولد هم في أحسن أحوالهم مبتدعون، مفتئتون على رسول الله صلى الله عليه وسلم مستدركون عليه. مجهلون لسلف الأمة وأئمتها. هذا في أحسن الأحوال إذا صنعوا معروفا في الأصل لتذكر لنعمة الله بإرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، وقراءة في سيرته وصلاةٍ وسلامٍ عليه، وإظهارٍ للفرح والسرور بمبعثه، ونحو ذلك مما هو من الدين في الجملة ولكنه لم يشرع في هذه المناسبة. ولكن الحق أن أهل الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هم في العموم ليسوا على شيء من هذا أصلا.

فالمولد عندهم بدعة أنشأت بدعاً منكرة، بل شركاً وزندقة، فالاحتفال بالمولد عند أهله المبتدعين نظام وتقليد معين، واحتفال مخصوص بشعائر مخصوصة وأشعار تقرأ على نحو خاص، وهذه الأشعار تتضمن الشرك الصريح، والكذب الواضح، وعند مقاطـع مخصوصة من هذا الشعر يقوم القوم قياماً على أرجلهم زاعمين أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة ويمدون أيديهم للسلام عليه، وبعضهم يُطفئ الأنوار، ويضعون كذلك كأساً للرسول صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فهم يضيفونه في هذه الليلة!! ويضعون مكاناً خاصاً له ليجلس فيه بزعمهم - إما وسط الحلقة، وإما بجانب كبيرهم.. الذي يدَّعي بدوره أنه من نسله...

ثم يقوم (الذِكر) فيهم علي نظام مخصوص بهز الرأس والجسم يميناً وشمالاً وقوفاً على أرجلهم، وفي أماكن كثيرة يدخل حلقات (الذِكر) هذه الرجال والنساء جميعاً.

وتذكر المرأة هزاً على ذلك النحو حتى تقع في وسط الجميع ويختلط الحابل بالنابل، حتى أن شعوباً كثيرة ممن ابتليت بهذه البدعـة المنكرة اذا أرادت أن تصف أمرا بالفوضى وعدم النظام يقولون (مولد) يعنون أن هذا الأمر في الفوضى وعدم النظام يشبه الموالد.

والعجيب أن هذه الزندقة التي ابتلي به العالم الإسلامي منذ الفاطميين وإلى يومنا هذا - وإن كان قد خف شرها كثيراً - والتي ابتدعها القوم تعظيما للرسول صلى الله عليه وسلم في زعمهم لم يقصروها على رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جعلوا لكل أفاكٍ منهم مولداً، ولكل زنديق مدع للولاية مولداً، وبعض هؤلاء يعظم مولد هؤلاء ما لا يعظمون مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
فهذا مولد من يسمى (بالسيد البدوي) الذي لا يعرف له اسم ولا نسب والذي لم يثبت قط أنه صلى جمعة أو جماعـة والذي لا يعرف أيضاً أكان ذكراً أم أنثى حيث أنه لم يكشف وجهه قط!! وكان ملثماً أبداً!! هذا (السيد البدوي) والذي أنكر أهل مكة أن يكون منهم أو يعرفوه - يحتفل بمولده أعظم من الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإلى اليوم يجتمع بمولده في أسبوع واحد أكثر من سبعة ملايين شخص وهو عدد أعظم من العدد الذي يجتمع في الحج.

فإذا كان أمثال هؤلاء تُعظم موالدهم واحتفالاتهم على نحو ذلك، فهل يكون هذا أيضاً من تعظيم الرسول؟!

وهل من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل (المعز الفاطمي) وهو الذي ابتدع بدعة المولد النبوي. لنفسه مولداً كمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهل أراد تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبته حقا؟! وإذا كانوا قد نافسوه في هذه العظمة بل احتفلوا بغيره أعظم من احتفالهم به صلى الله عليه وسلم فهل هذا دليل محبتهم وتوقيرهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

فليتهم اذا ابتدعوا بدعة المولد أن يكونوا قد حرموها على غير رسـول الله صلى الله عليه وسلم وقصروها عليه لمنزلته ومكانته، ولكنهم ابتدعوه قنطرة يقفزون عليها لتعظيم أنفسهم واتباع أهوائهم، وجعل هذا مناسبة لترويج مذاهب بعينها وعقائد مخصوصة يعرفها من قرأ شيئا عن الفكر الصوفي والفكر الباطني..

عقيدة الأمة في الرسول غير عقيدة هؤلاء!

والحق أن عقيدة الأمة الإسلامية المهتدية في الرسول صلى الله عليه وسلم غير عقيدة هؤلاء المبتدعين.. فرسـول الله صلى الله عليه وسلم عند المسلم الحقيقي هو النبي والرسول الذي تجب طاعته قبل كل أحد وبعد كل أحد، ولا تجوز معصيته، والذي يجب محبته فوق كل أحد والذي لا دخول للجنة إلا بمحبته وطاعته واقتفاء أثره، وأنه النبي الخاتم الذي جاء بالتوحيد والإيمان والدين الصحيح الذي يعبد به الله وحده لا شريك له..

وأما أولئك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم عندهم غير ذلك تماما فالرسول صلى الله عليه وسلم عند هؤلاء هو أول من خلق الله من الهباء - في زعمهم - وهو المستوي على عرش الله، والذي من نوره هُوَ خلق العرش والكرسي والسموات والأرض، والملائكة والجن والإنس وسائر المخلوقات وهذه عقيدة ابن عربي صاحب الفصوص والفتوحات المكية، واقرأ في ذلك (الذهب الإبريز لعبد العزيز بن مبارك السجلماسي) وانظر كتابنا (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) باب: (الحقيقة المحمدية) (ص 151) وانظر فيه ما قاله محمد عبده البرهامي في كتابه (تبرئة الذمة في نصح الأمة)!!

والذي يدعي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لجبريل من يأتيك بالوحي يا جبريل؟ فقال جبريل تمتد يد من خلف الحجاب فتعطني الآيات فآتيك بها.. فكشف الرسول صلى الله عليه وسلم في زعمهم - عن يده وقال مثل هذه يا جبريل؟! فقال جبريل متعجبا: (منك وإليك يا محمد) فانظر هذه هي عقيدتهم في الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أنزل الوحي من السماء وتلقاه في الأرض.
وقـد فصَّل هذه العقيدة عبد الكريم الجيلي الصوفي الزنديق في كتابه (الإنسان الكامل).. فانظره إن شئت. فالرسول صلى الله عليه وسلم عندهم ليس هو الرسول عندنا بل هو عند أساطينهم ومحققيهم هو الله المستوي على العرش، وعند جهلائهم وأغبيائهم هو المخلوق من نور العرش، أو من نور الله وهؤلاء ربما يعتقدون أن الله موجود قبل الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن العرش مخلوق قبل الرسول صلى الله عليه وسلم.. ولكن أولئك (المحققين في زعمهم) يعتقدون أن وجود الرسول صلى الله عليه وسلم سابق على وجود العرش بل وجود كل مخلوق لأنه أول (التعينات) أي أول من أصبح عيناً أي شيئاً معيناً ومن نوره تخلقت كل الخلائق بعد ذلك.

وأما المغفلون منهم فيقـول يا أول خلق الله ظانين أنه مخلوق قبل كل البشر فهو عندهم مخلوق قبل آدم نفسه وأولئك يقولون يا أول خلق الله على الأرض قبل العرش والكرسي والسموات والأرض والجنة والنار بل كل هذه في زعمهم خلقت من نور الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن هذا كفر وهذا كفر، فالرسول صلى الله عليه وسلم قد خُلِق بشَراً كما يُخلق سائر البشر وكان خلقه في وقت تكونه نطفة فعلقة فمضغة.. ووليداً {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [سورة الكهف:110].

ولا يخفى أيضاً أن هؤلاء المبتدعين لم يخطئوا فقط في حقيقة النبي صلى الله عليه وسلم بل كذلك أخطئوا في إعطاء كل ما يجب لله أعطوه للرسول صلى الله عليه وسلم، من دعاء له واستغاثة به، وعبادة بكل معاني العبادة.

وهذه أمور لا يتسع المقام لذكرها.

والخلاصة: أننا يجب أن نفهم هـذا الأمر الذي يبدو صغيراً في أوله ولكنه عظيم جداً في نهايته فالاحتفال بالمولد: أوله بدعة وآخره كفر وزندقة.

والاختلاف فيه ليس كما يصوره الداعون إلى المولد أنهم ورَّاث الرسول صلى الله عليه وسلم وأحبابه يدافعون عن شرف النبي صلى الله عليه وسلم ويخاصمون من يتركون فضله ومنزلته، بل الأمر على العكس تماماً: إن المنكرين للمولد منكـرون للبدعة، محبون لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يريدون مخالفة أمره، والاستدراك عليه، متبعون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة خلفائه الراشدين، والأئمة المهديين وأما أولئك فهم على سنة الزنادقة الإسماعيلية سائرون وببدعتهم وكفرهم معتقدون، {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الأنعام: 81].

هذا والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة في العالمين إلى يوم الدين.



سلسلة العلامتين

الأحد، 21 فبراير 2010

التحذير من الزنا والمعاكسات

التحذير من الزنا والمعاكسات

أبو الهيثم محمد درويش
أضيفت بتاريخ : : 20 - 02 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام




يقول سبحانه: {وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [الإسراء: 32].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيرها: "يَقُول تَعَالَى نَاهِيًا عِبَاده عَنْ الزِّنَا وَعَنْ مُقَارَبَته وَمُخَالَطَة أَسْبَابه وَدَوَاعِيه {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَة} أَيْ ذَنْبًا عَظِيمًا، {وَسَاءَ سَبِيلًا} أَيْ وَبِئْسَ طَرِيقًا وَمَسْلَكًا.


وَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد بْن هَارُون حَدَّثَنَا جَرِير حَدَّثَنَا سُلَيْم بْن عَامِر عَنْ أَبِي أُمَامَة أَنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: "يَا رَسُول اللَّه اِئْذَنْ لِي بِالزِّنَا"، فَأَقْبَلَ الْقَوْم عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: "مَهْ مَهْ"، فَقَالَ: «ادْنُهْ»، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا فَقَالَ: «اِجْلِسْ»، فَجَلَسَ فَقَالَ: «أَتُحِبُّهُ لِأُمِّك؟»، قَالَ: "لَا وَاَللَّه, جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك"، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ»، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِك؟»، قَالَ: "لَا وَاَللَّه يَا رَسُول اللَّه جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك"، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ»، قَالَ «أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِك»، قَالَ "لَا وَاَللَّه, جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك"، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ»، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِك؟»، قَالَ: "لَا وَاَللَّه", جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ»، قَالَ: «أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِك؟»، قَالَ: "لَا وَاَللَّه، جَعَلَنِي اللَّه فِدَاك"، قَالَ: «وَلَا النَّاس يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ»، قَالَ فَوَضَعَ يَده عَلَيْهِ وَقَالَ: «اللَّهُمَّ اِغْفِرْ ذَنْبه وَطَهِّرْ قَلْبه وَأَحْصِنْ فَرْجه»، قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْد ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِت إِلَى شَيْء، وَقَالَ اِبْن أَبِي الدُّنْيَا حَدَّثَنَا عَمَّار بْن نَصْر حَدَّثَنَا بَقِيَّة عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي مَرْيَم عَنْ الْهَيْثَم بْن مَالِك الطَّائِيّ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «مَا مِنْ ذَنْب بَعْد الشِّرْك أَعْظَم عِنْد اللَّه مِنْ نُطْفَة وَضَعَهَا رَجُل فِي رَحِم لَا يَحِلّ لَهُ».

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿٦٨﴾ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿٦٩﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} [الفرقان: 68-70].

قال الإمام ابن كثير: "قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة حَدَّثَنَا الْأَعْمَش عَنْ شَقِيق عَنْ عَبْد اللَّه هُوَ اِبْن مَسْعُود قَالَ: سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيّ الذَّنْب أَكْبَر؟"، قَالَ: «أَنْ تَجْعَل لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك»، قَالَ: "ثُمَّ أَيّ؟"، قَالَ: «أَنْ تَقْتُل وَلَدك خَشْيَة أَنْ يَطْعَم مَعَك»، قَالَ: "ثُمَّ أَيّ؟"، قَالَ: «أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِك».

وَقَالَ النَّسَائِيّ حَدَّثَنَا قُتَيْبَة بْن سَعِيد حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ مَنْصُور عَنْ هِلَال بْن يَسَاف عَنْ سَلَمَة بْن قَيْس قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّة الْوَدَاع «أَلَا إِنَّمَا هِيَ أَرْبَع»، فَمَا أَنَا بِأَشَحّ عَلَيْهِنَّ مُنْذُ سَمِعْتهنَّ مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ; «لَا تُشْرِكُوا بِاَللَّهِ شَيْئًا وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْس الَّتِي حَرَّمَ اللَّه إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا تَزْنُوا وَلَا تَسْرِقُوا»

قال جل وعلا: {ٱلزَّانِى لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ} [النور: 3].


قال ابن كثير: "وَقَوْله تَعَالَى {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} أَيْ تَعَاطِيه وَالتَّزْوِيج بِالْبَغَايَا أَوْ تَزْوِيج الْعَفَائِف بِالرِّجَالِ الْفُجَّار . وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ حَدَّثَنَا قَيْس عَنْ أَبِي حُصَيْن عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس {وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}، قَالَ: "حَرَّمَ اللَّه الزِّنَا عَلَى الْمُؤْمِنِينَ". وروى الإمام أحمد عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو" أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِسْتَأْذَنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اِمْرَأَة يُقَال لَهَا أُمّ مَهْزُول كَانَتْ تُسَافِح وَتَشْتَرِط لَهُ أَنْ تُنْفِق عَلَيْهِ قَالَ فَاسْتَأْذَنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ ذَكَرَ لَهُ أَمْرهَا قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {الزَّانِي لَا يَنْكِح إِلَّا زَانِيَة أَوْ مُشْرِكَة وَالزَّانِيَة لَا يَنْكِحهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}.


في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن».

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة، فإذا أقلع رجع إليه» [صححه الألباني].

قال صلى الله عليه وسلم: «لاتزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا، فإذا فشا فيهم ولد الزنا؛ فأوشك أن يعمهم الله بعذاب» [قال الألباني حسن لغيره].

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا ظهر الزنا والربا في قرية؛ فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله» [قال الألباني حسن لغيره].

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم، وما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز وجل عليهم الموت» [قال الألباني صحيح على شط مسلم].

وفي حديث ابن عمر أيضًا رضي الله عنهما، قوله: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط؛ حتى يعلنوا بها؛ إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا» [صححه الألباني].

فالزنا لحظة عابرة، وشهوة عارمة، ونزوة شهوانية عاقبتها وخيمة، وآثارها سيئة، فهي لذةٌ تذهب سريعًا، وتضمحلّ عاجلاً، فيبقى العار ، وغضب الخالق الجبار.

جاء في صحيح البخاري في حديث المنام الطويل أنه صلى الله عليه وسلم قال: «فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور - قال: وأحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات، قال: فاطلعنا فيه، فإذا فيه رجال ونساء عراة ، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟... قال:... هؤلاء الزناة والزواني».

والأعظم أن يقوم بهذه الجريمة من اقترب من القبر ولا يتذكر سوء الخاتمة والمصير، قال: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم (قال أبو معاوية: ولا ينظر إليهم)، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر» [رواه مسلم].

وليبشر كل شاب تقي نقي عفيف بقول رسول الله فيما رواه الشيخان: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه»، وذكر منهم: «رجل طلبته ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله».



فحفظ الفروج عن الفواحش مما تزكو به النفوس، وتسلم به المجتمعات، وتصان به الأعراض، قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30-31].

قال الإمام ابن كثير: "هَذَا أَمْر مِنْ اللَّه تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارهمْ عَمَّا حُرِّمَ عَلَيْهِمْ فَلَا يَنْظُرُوا إِلَّا إِلَى مَا أَبَاحَ لَهُمْ النَّظَر إِلَيْهِ وَأَنْ يُغْمِضُوا أَبْصَارهمْ عَنْ الْمَحَارِم فَإِنْ اِتَّفَقَ أَنْ وَقَعَ الْبَصَر عَلَى مُحَرَّم مِنْ غَيْر قَصْد فَلْيَصْرِفْ بَصَره عَنْهُ سَرِيعًا كَمَا رَوَاهُ مُسْلِم فِي صَحِيحه مِنْ حَدِيث يُونُس بْن عُبَيْد عَنْ عَمْرو بْن سَعِيد عَنْ أَبِي زُرْعَة بْن عَمْرو بْن جَرِير عَنْ جَدّه جَرِير بْن عَبْد اللَّه الْبَجْلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: "سَأَلْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي". وَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد عَنْ هُشَيْم عَنْ يُونُس بْن عُبَيْد بِهِ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ مِنْ حَدِيثه أَيْضًا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَسَن صَحِيح وَفِي رِوَايَة لِبَعْضِهِمْ فَقَالَ: «أَطْرِقْ بَصَرك»، يَعْنِي اُنْظُرْ إِلَى الْأَرْض وَالصَّرْف أَعَمّ فَإِنَّهُ قَدْ يَكُون إِلَى الْأَرْض وَإِلَى جِهَة أُخْرَى، وروى أَبُو دَاوُد من حديث عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَة عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيّ لَا تُتْبِع النَّظْرَة النَّظْرَة فَإِنَّ لَك الْأُولَى وَلَيْسَ لَك الْآخِرَة»، وَفِي الصَّحِيح عَنْ أَبِي سَعِيد قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوس عَلَى الطُّرُقَات»، قَالُوا: "يَا رَسُول اللَّه لَا بُدّ لَنَا مِنْ مَجَالِسنَا نَتَحَدَّث فِيهَا"، فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ أَبَيْتُمْ فَأَعْطُوا الطَّرِيق حَقّه»، قَالُوا: "وَمَا حَقّ الطَّرِيق يَا رَسُول اللَّه؟"، - قَالَ: «غَضّ الْبَصَر وَكَفّ الْأَذَى وَرَدّ السَّلَام وَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر». وَفِي صَحِيح الْبُخَارِيّ: «مَنْ يَكْفُل لِي مَا بَيْن لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْن رِجْلَيْهِ أَكْفُل لَهُ الْجَنَّة»، وعَنْ عُبَيْدَة قَالَ: "كُلّ مَا عُصِيَ اللَّه بِهِ فَهُوَ كَبِيرَة، وَقَدْ ذَكَرَ الطَّرَفَيْنِ فَقَالَ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارهمْ}، وَلَمَّا كَانَ النَّظَر دَاعِيَة إِلَى فَسَاد الْقَلْب كَمَا قَالَ بَعْض السَّلَف: النَّظَر سَهْم سُمّ إِلَى الْقَلْب. وَلِذَلِكَ أَمَرَ اللَّه بِحِفْظِ الْفُرُوج كَمَا أَمَرَ بِحِفْظِ الْأَبْصَار الَّتِي هِيَ بَوَاعِث إِلَى ذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارهمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجهمْ}، وَحِفْظ الْفَرْج تَارَة يَكُون بِمَنْعِهِ مِنْ الزِّنَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَاَلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} الْآيَة، وَتَارَة يَكُون بِحِفْظِهِ مِنْ النَّظَر إِلَيْهِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث فِي مُسْنَد أَحْمَد وَالسُّنَن: «اِحْفَظْ عَوْرَتك إِلَّا مِنْ زَوْجَتك أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينك»؛ {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} أَيْ أَطْهَر لِقُلُوبِهِمْ وَأَتْقَى لِدِينِهِمْ كَمَا قِيلَ مَنْ حَفِظَ بَصَره أَوْرَثَهُ اللَّه نُورًا فِي بَصِيرَته. وَرَوَى الْإِمَام أَحْمَد بسنده عَنْ أَبِي أُمَامَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِم يَنْظُر إِلَى مَحَاسِن اِمْرَأَة ثُمَّ يَغُضّ بَصَره إِلَّا أَخْلَفَ اللَّه لَهُ عِبَادَة يَجِد حَلَاوَتهَا»، وَقَدْ قَالَ كَثِير مِنْ السَّلَف إِنَّهُمْ كَانُوا يَنْهَوْنَ أَنْ يُحِدّ الرَّجُل نَظَره إِلَى الْأَمْرَد وَقَدْ شَدَّدَ كَثِير مِنْ الأَئِمَّة فِي ذَلِكَ وَحَرَّمَهُ طَائِفَة مِنْ أَهْل الْعِلْم لِمَا فِيهِ مِنْ

ولقد امتدح الله جل وعلا الحافظين فروجهم والحافظات، وجعل ذلك من سمات الفلاح، وعلامات الفوز والنجاح فقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 1ـ 7].


وفي المسند بسند صحيح أنه قال: «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت».

فاتقوا الله عباد الله واجتنبوا محارم الله والتزموا حدود الله وإياكم والعبث في الأعراض ففيها فساد للمجتمع كله.

وإن من الممهدات لهذا الفعل القبيح فعل اجتماعي خاطئ انتشر في ديار الإسلام ألا وهو المعاكسات, سواء في الطرقات أو الهواتف أو عن طريق المحادثات الالكترونية.


لذا أحببت أن نقف على هذا الحوار الهادئ لمناقشة مغبة المعاكسات وهو من بحث على الشبكة العنكبوتية عالج هذا المرض الخطير من كافة جوانب؛ فقد يقوم البعض منا بأعمال يكون دافعه لها الشهوة المجردة دون التفكير المتعقل لعواقبها ومن ذلك ما يقوم به المعاكس للنساء لذا نقول له: دعنا نقف معك قليلا ونلقي الضوء على ما تقوم به:

1 ـ إن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ويعني ذلك أنك تساهم في إفساده إرضاء لشهوتك وكان من المفترض ـ وأنت ابن الإسلام ـ أن تسهم في إصلاحه... فهل ترضى لمجتمعك وفتياته الفساد؟!

2 ـ إن الفتاة التي تعاكسها وتسعى إلى أن تفعل بها الفاحشة أو أنك قد فعلت: إنما هي في المستقبل إن لم تكن زوجة لك فهي زوجة لقريبك أو لأحد من المسلمين وكذلك الفتاة التي عاكسها غيرك وساهم في إفسادها قد يبتليك الله بها عقوبة لك في الدنيا قال تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} [ النور: 26].

3 ـ إن فساد النساء يعني فساد المجتمع وقد يبدأ من شخصك أو مما تساهم في تنشيطه وينتهي في المستقبل مع قريباتك ومن أفسدتها اليوم أنت أو غيرك، قد تكون صديقة لزوجتك أو أختك أو قريبتك ويقمن بإفسادها ودلالتها على طريق الغواية.. فهن جزء لا يتجزأ من مجتمعك وقد حذر نبيك من مغبة الأمر فقال صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء» [رواه مسلم].

4 ـ إن كانت الفتاة ترضى أن ترتبط معك في علاقة محرمة فما ذنب أهلها بتدنيس عرضهم؟، ثم هل طواعيتها لك عذر مقبول لاعتدائك؟... بمعنى آخر لو أن أحداً من الناس بنى علاقة غير مشروعة مع أختك ثم اكتشفت ذلك فهل يكفيك عذرا أن يقول لك من هتك عرضك: هي التي دعتني لذلك لتغفر له خطيئته؟


وأسوق لك حديث رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، ائذن لي في الزنا"، فزجره الصحابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أترضاه لأمك؟»، قال: "لا يا رسول الله، جعلني الله فداك، ومن يرضاه لأمه؟"، قال صلى الله عليه وسلم: «وكذلك الناس لايرضونه لأمهاتهم»، أترضاه لزوجتك؟»، «أترضاه لخالتك؟»، «أترضاه لعمتك؟»، وفي كل مرة يقول الشاب: "لا يارسول جعلني الله فداك ومن يرضاه لأخته"، "ومن يرضاه لزوجته"، "ومن يرضاه لخالته وعمته"، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له: «وكذلك الناس لا يرضونه» ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده الشريفة على صدر هذا الغلام فقال: «اللهم طهر قلبه واغفر نبه وحصن فرجه»، يقول الشاب: "فما عاد شيء إلى أكره من الزنا" [رواه أحمد عن أبي أمامة].


يا هاتكاً حرم الرجال وتابعــاً *** طرق الفساد فأنت غير مكرم
من يزني في قوم بألفي درهم *** في أهله يزني بربع الدرهـــــم
إن الزنا دين إذا استقرضتـــه *** كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

5 ـ لو خيرت بين الموت أو أن يهتك عرضك ماذا تختار؟، إذًا كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم الناس؟!

6 ـ ما هو الشعور الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه وأفسدت نسائه؟!

7 ـ هل يكفيك من الفاحشة أن تقوم بها مرة ـ مرتين ـ ثلاث أم أن الشيطان يريد لك الهلاك؟!؛ فالأمر لا يتوقف وهو مسلسل سقوط خطير في دنياك وأخرتك قال تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [سورة فاطر: 6].

8 ـ سمعت عن القول المأثور: "الجزاء من جنس العمل".. فهل أنت مستعد أن تبتلى في عرضك الآن أو حتى بعد حين مقابل التنفيس عن شهواتك؟!

قد تقول: "أتوب قبل أن أتزوج أو أرزق بنتًا"، فأسألك: "هل تضمن أن الله يقبل توبتك ولا يبتليك،
قال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [سورة الشورى: 40]، واعلم أن الذئاب كثير ولك أم وأخت وزوجة وبنت وابنة عم وابنة خال.. فاحذر وانتبه!!

قال الشافعي رحمه الله:
عفوا تعف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا ما لا يليــق بمســـلم
إن الزنى ديــــن فإن أقرضته *** كان الوفاء بأهل بيتك فاعلم


9 ـ إذا صنف الناس إلى صنفين: مصلحين ومفسدين فأين تصنف نفسك؟، وقد نهى الله عز وجل عن الفساد قال تعالى: {وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا..} [ الأعراف: 56].

10 ـ ما هو شعورك وأنت تفعل الفاحشة بزانية يدخل عليك والداك وإخوانك وكل صديق يثق بك ويحبك وكل عدو يود أن يشمت بك ثم الناس كلهم ويرونك على هذه الحال بل ما هو موقفك وأنت بعيد عن أعينهم في مأمن لكن عين الله تراك؟، وهل تذكرت وقوفك بين يدي الله في أرض المحشر عندما «ينصب لكل غادر لواء فيقال: هذه غدرة فلان» كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري.

11 ـ إن كنت ذكيا وحاذقا واستطعت بذكائك التلاعب بأعراض المسلمين دون أن يكتشف أمرك فما هو موقفك من قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42].

12 ـ هل تظن أن ستر الله عليك في هذا العمل كرامة؟، لا بل قد يكون استدراجا لك لتموت على هذا العمل وتلاقي الله به كما جاء في الحديث «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» [رواه البخاري]، «ومن مات على شيء بعثه الله عليه» [صححه الألباني].


13 ـ ثم لنفترض أن الله ستر عليك، أفلا تستحي منه وتتوب، وإلى متى وأنت تفعل الذنوب؟

14 ـ نهاية طريق حياتك الموت {ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ} [البقرة: 281]، فهل تستطيع أن تشذ عن الخلق وتغير هذا الطريق؟‍، إذاً لماذا لا تستعد للموت وما بعده والقبر وظلمته والصراط وزلته؟، واعلم أنك تموت وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك.

15 ـ روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق ـ وذكر الحديث حتى قال : فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا»، فلما سأل عنهم الملائكة قالوا: «وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني».


فهل تود أيها الشاب أن تكون منهم؟!

16 ـ قد تقول لا أستطيع الزواج لغلاء المهور فهل الحل الوقوع في الحرام؟، ثم إن سلوكك طريق الحرام تواجهك فيه مصاعب وتسعى جادا لتذليلها بجهدك ومالك وفكرك وأنت مأزور غير مأجور فلماذا لا تكون لك هذه الهمة في طريق الحلال فتواجه الصعوبات، وأنت مأجور لك الأجر وحسن المثوبة والذكر الحسن؟، قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث حق على الله عونهم» ـ ذكر منهم ـ «الناكح يريد العفاف» [أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني].


فمـــاذا تختـــــار؟

إن ممارسة الشيء والاستمرار عليه مدعاة لحبه والدعوة إليه فيخشى على من داوم فعل هذه الفاحشة أن يستسيغها حتى في أهله بعد حين فيصبح ديوثا والعياذ بالله من ذلك.



أخي المسلم... قد تكون المرأة التي بدأت معها علاقة غير مشروعة عن طريق الهاتف متزوجة وفي لحظة ضعف أو غياب وعي استرسلت معك في الحديث ثم قمت بالتسجيل كالعادة ثم بدأت بتهديدها.. الخ، هل تعلم أنك بهذا العمل قد ارتكبت جريمة شنعاء؟!! ليس في حق المرأة فقط بل وفي حق زوجها الذي أفسدت عليه زوجته والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من خبب ـ أفسد ـ امرأة على زوجها» [رواه أبو داود وصححه الألباني]، ثم في حق أطفالها إن كان لديها أطفال فما ذنبهم أن يدنس عرضهم ويفرق بين أبويهم وقد يكون ذلك أيضا سببا في ضياعهم وانحرافهم... والمسؤول عن ذلك كله هو أنت فما هو عذرك أمام الله؟



وختاما ... نتمنى أن لا تكون أخي الشاب ممن قال الله فيهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]، ولكن عد إلى الله واعلم أن التوبة تَجُب ما قبلها واسع إلى التوبة النصوح قبل أن توسد في قبرك وتحصى عليك أعمالك.

قال تعالى: {فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 39].

وقال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ..} [الزمر: 53-54].

هذا وبالله التوفيق, أترككم في رعاية الله وأمنه...