عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 24 مايو 2010

الحرب العالمية على الحجاب من أين بدأت؟

الحرب العالمية على الحجاب من أين بدأت؟


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 23 - 05 - 2010
نقلا عن : عبد الباقي خليفة



حسبنا ولوقت قريب أن السطات في تونس قد عادت لرشدها، وأدركت أنها تحارب روح الإنسان وأشواقه وقناعاته، وأنها تدوس على حقوق المرأة من خلال وضعها في قوالب جاهزة، حتى وإن سميت تلك القوالب (تحرير المرأة)، فالتحرير يستوجب رغبة ذاتية، ومساع عملية، ومطالب للمساعدة من الجهات المعنية، وإلا سمي تدخلا في الشؤون الشخصية، وذلك يتعلق بالأفراد، والمجموعات، والشعوب، وحتى الدول.



إن التاريخ يعلمنا، أن الكثير من الجرائم ضد الإنسانية تم تبريرها، من خلال إعطائها مسحة إنسانية، فسمي الاحتلال (حماية)، والاستعمار (انتدابًا)، وسرقة ثروات الشعوب (تطويرًا)، وتدمير الدول (تحريرًا)، ولا تزال الكثير من كتب التاريخ، وحتى المدرسية منها، كما هو الحال في تونس، تروج لتلك الأكاذيب (كالحماية الفرنسية !). كما حوربت الكثير من الفضائل والقيم والحقوق الخاصة والعامة، بأسماء براقة، فصودرت حقوق الإنسان، وانتهكت آدميته، باسم الحفاظ على (الثورة كما في مصر، سوريا، ليبيا...) أو (النظام) وربما (استمرارالدولة، كما حصل في الجزائر، تونس، المغرب...) أو (محاربة الإرهاب)، وقد بررت روسيا جرائمها في القوقاز وخاصة في الشيشان، تحت نفس اللافتة، وهو ما قام به الصينيون في تركستان الشرقية، والهنود في كشمير، والصرب في البلقان، فقد كانوا يرتكبون المجازر بحق المسلمين، وقتلوا عشرات الآلاف قصفًا بالدبابات، ورميًا بالرصاص وذبحًا بالسكاكين، تحت لافتة (محاربة الإرهاب الإسلامي).



الحرب العالمية ضد الحجاب تنطلق من تونس:


وإذا كانت الحرب العالمية الأولى قد انطلقت من سراييفو سنة 1914 م، والحرب العالمية الثانية (1939/1945 م) اشتعلت بعد احتلال ألمانيا لبولندا، فإن الحرب العالمية الثالثة ضد الحجاب (الإسلام عمومًا) قد بدأت في تونس، التي كانت منطلقًا للفتح الإسلامي من صقلية وحتى الأندلس، وفي تركيا، التي كانت قلعة الخلافة الإسلامية لما يزيد عن خمسة قرون، ولذلك نجد اليوم أن الحرب على المظاهر الإسلامية في البلدين، لا سيما الحجاب، لا نظير لها في أي بلد إسلامي آخر، في عملية انتقام من التاريخ، ومحاولات هيستيرية للحيلولة دون دورة حضارية إسلامية جديدة تبدو ملامحها في الآفاق، مع مفارقة كبيرة و واضحة، وهي أن الحرب على المظاهر الإسلامية في تركيا يقودها كل من الجيش الذي لم يتطهر بعد من العقلية الديكتاتورية الأتاتوركية، والنظام القضائي وهو أحد مخلفات التطور في القرن الواحد والعشرين، بينما تشارك جميع المؤسسات في تونس في تلك الحرب، وهذا يشمل الجيش والقضاء والتعليم، لا سيما التعليم الجامعي، والمؤسسات الصحية، وحتى القطاع الخاص.



في تونس تبرر الحرب على الحجاب بعدة لافتات خادعة، مثل وصفه ب: (الزي الطائفي)، و(المستورد)، وترتكب أبشع الجرائم بحق المحجبات، تحت لافتة أكثر خداعًا وهي (محاربة التطرف)، فمظاهر الالتزام بالإسلام تعد تطرفا، وقد رأينا في بعض الدول وفي فترات تاريخية سابقة أن (المتطرف) هو الذي لا يشرب الخمر ولا يأكل لحم الخنزير، وبالتالي تعطي السلطات المستبدة للمصطلحات مفاهيم متطرفة تخرجها عن السياق المنطقي، وتصادم القيم وحقوق الإنسان والحرية، لتبرير القمع والأساليب الديكتاتورية. وليست سلطات الاستبداد وحدها من تقوم بإعطاء الكلمات والمصطلحات مفاهيم مغلوطة، بل إن بعض النخب اللائكية، والتي ترعبها الحرية، تستبدل أقفاصا بأقفاص أخرى، فتضع أقفاصها مقابل أقفاص أخرى، في الوقت الذي تدعو فيه للقضاء على أقفاص الآخرين، تضع لهم أقفاصها الموازية، وتدعوهم للعيش فيها (ليصبحوا أحرارا) على طريقتها، فهناك من يضع نفسه في مركز الوصي على الآخرين، ويمارس أبوية مقيتة في تبرير القمع، أو يقترح وضع أشكال قانونية لاختيار نوع اللباس للراشدين، كما هو الحال بخصوص اللباس الموحد لبعض المدارس.

في تونس تعاني المسلمات المحجبات من الاستبداد الحكومي اللائكي السلطوي، والاستبداد اللائكي النخبوي المتماهي معه في هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بتنميط المجتمع على طريقة المحاكاة القردية (للغرب).



حملات متواصلة ضد المحجبات:


وقد توالت في المدة الأخيرة التقارير التي تتحدث عن زيادة جرعة القمع في تونس، بما في ذلك ازدياد وتيرة قمع المحجبات، كالحملة التي شنتها السلطات التونسية على المحجبات في المعهد الثانوي بالشابة، وفق منظمة (حرية و إنصاف)، حيث قامت إدارة المعهد بحملة ضد الطالبات المحجبات على مدى أسبوع كامل، وذلك بإكراههن على خلع الحجاب، ومنعهن من الدخول للفصول الدراسية، كما أجبرت الكثير من الطالبات المحجبات على إحضار أوليائهن من قبل القيم العام فوزية بسباس، ومدير المعهد، بحيث يبدو أن النظام الحاكم قد نسي أنه ( حرر المرأة)، ولم تعد ملزمة بالخضوع لولي حتى إن كان الأب أو الأخ أو الزوج، فكيف يستعين بأولياء الطالبات للضغط عليهن من أجل خلع الحجاب!!! أما إذا تمردت المرأة على القيم والدين والأب والأخ والزوج، عندها فقط تصبح حرة وغير خاضعة لأي ولاية غير ولاية النظام الحاكم، الذي يحررها إذا كانت معه، ويقمعها إذا خرجت عن أوامره حتى وإن كانت لائكية!!!



وما حصل في الشابة في الجنوب تكرر في الشمال الغربي، وتحديدا في محافظة نابل، فقد جاء في تقرير للجنة الدفاع عن المحجبات في تونس، وهي متخصصة في رصد الانتهاكات بحق المحجبات في تونس، أن القيم العام بالمعهد الثانوي ويدعى محمود المسعدي، قام بمضايقة الطالبة سلمى عبدالحميد، وحاول إجبارها على خلع الحجاب. وفي نفس اليوم قام مدير المعهد ويدعى صالح الجملي بإخراجها من الصف وأمرها بخلع الحجاب، ثم اقتادها إلى مكتبه وأجبرها على توقيع التزام بعدم تغطية شعرها، ولم تنته معاناة الطالبة عند ذلك الحد، فقد اعترضها وهي في طريقها من المعهد إلى بيتها عناصر من الشرطة، اقتادوها إلى أحد مراكز القمع، حيث تم التحقيق معها بخصوص التزامها الديني، كما سئلت عن شقيقها ماهر عبد الحميد.



وقد أكدت "لجنة الدفاع عن المحجبات في تونس" في تقريرها بأن "استهداف السلطة التونسية للمحجبات لم يتوقف يوما واحدا"، وهذا يؤكد أننا كنا مخطئين في حساباتنا بأن الحملات التي تستهدف المحجبات "تستعر في بداية السنة الدراسية و خلال فترات الامتحانات، وهي سياسة تنتهجها السلطات على الدوام و دون توقف". وقد عبّرت اللجنة عن تنديدها الشديد بالممارسات القمعية للسلطات التونسية ضد المحجبات، واعتبرت أن القمع الذي تتعرض له المحجبات في تونس يتم "بإذن ومباركة من كافة دوائر اتخاذ القرار في البلاد"، كما دعت المحجبات إلى رفع قضايا عدلية، وجددت دعوتها لكل الضمائر الحية ولكل المهتمين بالدفاع عن حقوق الإنسان في تونس وخارجها بإدانة ممارسات السلطات التونسية التي لا تعترف بحقوق المرأة المحجبة، ولا حتى غير المحجبة إذا غردت خارج سرب السلطة، كما طالبت علماء الأمة ودعاتها في البلاد الإسلامية وغيرها، بالعمل على تخفيف المعاناة التي ترزح تحت وطأتها النساء التونسيات المحجبات.



محاكم تفتيش حكومية ضد الحجاب :


لقد شرح تقرير آخر صادر عن "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" في تونس بتاريخ 9 مارس 2010 م معاناة المحجبات من خلال ما تعرضت له الطالبة تقوى حسني، في السنة الرابعة رياضيات بالمعهد الثانوي في الحرايرية في العقبة في تونس، حيث "تعرضت لحادث شنيع يوم 3 مارس 2010 م على يد مدير المعهد"، ونقلت الجمعية رسالة وصلتها من المتضررة، هذا نصها (مع التصرف في الصياغة لا المعنى)، "عندما كنت في طريقي إلى المعهد الساعة الثامنة صباحًا، اعترض طريقي أحد عناصر الشرطة وأمرني بنزع الحجاب، ولما رفضت ضربني وأجبرني على الذهاب معه إلى مدير المعهد مراد موسى، الذي واصل ضربي بيديه ورجليه على وجهي وجسمي عندما أخبره عنصر الشرطة باحتجاجي على ضربي وجري إلى داخل مكتبه عنوة، وقد تمزقت ثيابي أثناء الاعتداء علي، كما أسقطني أرضًا، ووجه إليّ كلاما بذيئا، وسبّ الجلالة (سب الله سبحانه)، وهددني بتمكين عنصر الشرطة من الاعتداء على شرفي، فأغمي عليّ ولم أفق سوى بسكب الماء على وجهي و وضع بعض السكريات في فمي"، وتابعت: "لقد تم الاعتداء علي بالعنف الشديد أمام عامل بمختبر المعهد و سكرتيرة المدير".



لقد حول (نظام بن علي) ما يفترض أنها مراكز تربوية إلى سلخانات تعذيب واعتداءات على القاصرات، وأقبية لمحاربة الفضيلة و حقوق الإنسان، ومصادرة حرية المرأة، وهي الممارسات التي تشجع الدول غير الإسلامية والمنظمات العنصرية في الغرب على محاكاتها، والاستشهاد بها، وتبرير القمع الذي يطال المحجبات في هذه الدولة أو تلك، مثل تصريحات وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني الذي أعلن أن برلمان بلاده يدرس فرض حظر ارتداء النقاب على غرار فرنسا، معتبرا ذلك "تهديدا للأمن في إيطاليا"، وقد اعتبر الحجاب والنقاب تهديدا للثقافة الغربية، بعد أن اعتبر في تونس (لباسًا طائفيًا)، وهو الشعار الذي يخفي الحقيقة التي أفصح عنها في أوروبا. فوزير الداخلية الايطالي اعتبر أن "ارتداء النقاب قد يكون الإشارة الأولى لرفض المسلمات تقاليد وعادات البلد المضيف ورفضهن الاندماج فيه". ولأن الغرب يعمل على ترويج مركزيته المفاهيمية فإن بلدا مثل تونس يحتاج لمبررات أخرى لتبرير قمع الاتجاه الاسلامي التعبدي للتونسيات، مثل رفض الزي الطائفي أو محاربة التطرف!!!



تونس نموذج قمع المحجبات في العالم:

إن فرنسا، ودول أوروبية أخرى تبحث عن مبررات لاجتثاث مظاهر الالتزام بالإسلام، ولم تجد وسيلة أفضل من الاستشهاد بقمع السلطات التونسية للمسلمات المحجبات في البلاد، وهو ما جعل لجنة برلمانية فرنسية تطالب بضرورة تحرك حكومي لمنع ارتداء النقاب، وهو ما مهد له الرئيس الفرنسي ساركوزي في يونيو 2009 م بالقول إن "النقاب ليس مرحّبا به في البلاد". وإذا كان هناك أحرار حقيقيون في الغرب يدافعون عن حق المسلمات في الحجاب والنقاب كالأستاذ بجامعة مونبلي، دومينيك روسو، الذي اعتبر الحديث عن قانون لمنع النقاب سيكون ظالما على حد قوله، وما وصفت به صحيفة نيويورك تايمز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بأنه "يؤجج مشاعر الكراهية في بلاده عندما لم يعترض على توصية برلمانية بحظر النقاب في الأماكن العامة"، وقالت الصحيفة: "لا يمكن لأي مكسب سياسي أن يبرر التحريض على الكراهية"، وقالت "إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية و الثقافة و العلوم (اليونيسكو): إن "المنظمة تدافع عن حرية النساء في ارتداء النقاب"، مشيرة إلى وجوب مراعاة الحرية الشخصية. قلت إذا كان هناك أحرار في الغرب وداخل حزب ساركوزي نفسه و الشعب الفرنسي و اليونيسكو من يعارض حظر النقاب و ليس الحجاب، فتونس اليوم غابة تعبث فيها الهوام المفترسة بأحرار وحرائر تونس دون صوت حر غير تلك الأصوات الخارقة للأسلاك الشائكة، والمارة عبر شبكة الإنترنت، وبعض الفضائيات، والسماوات المفتوحة لدعاء المظلومين .



28/5/1431 هـ

من أشد منا قوة.. بين أمريكا وإيران

من أشد منا قوة.. بين أمريكا وإيران


ناصر بن سليمان العمر
أضيفت بتاريخ : : 23 - 05 - 2010





قال تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت:15]، يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: افتخرت عاد لقوتها فقالوا {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} ولكن الله بيّن أنهم ضعفاء أمام قوة الله فقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً}، فأرسل عليهم هذه الريح وأهلكهم الله جل وعلا عقوبة على قولهم {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}.


وقفتي اليوم أيها الإخوة مع هذه المسألة بما يناسب الوقت:

{وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً}، هذا المنطق هو الذي كان يستخدمه الروس الشيوعيون -قبل سقوط دولتهم- حتى إن واحدًا من حكامهم المتغطرسين قتل في سنوات حكمه قرابة ستين مليونًا من البشر من المسلمين وغير المسلمين، واجتاح أوروبا الشرقية كما تعلمون وقصة المجر وربيع براغ معروفة.. كانوا لا يبالون ولسان حالهم يقول: من أشد منا قوة؟.. فتك وظلم وطغيان وجبروت. مارس الشيوعيون أبشع الجرائم في وقتهم ومع ذلك، ومع كل هذه القوة العظيمة الضخمة الهائلة والجبروت والطغيان الذي أودى كما قلت بحياة ستين مليون شخص في عهد حاكم واحد من حكامهم قُتلوا بغير حق..

بعد كل ذلك الجبروت والطغيان ماذا كانت النتيجة؟ خاوية على عروشها.. انتهت الشيوعية في لحظات، لم تلبث طويلا، وإن بقيت ستين أو سبعين سنة، فالسنة في عمر الدول لا تعد شيئًا، وخاصة إن كانت دولة في غاية القوة.. كان الاتحاد السوفيتي في غاية القوة، بل كان المنافس الأول لأمريكا وأوروبا الغربية وغيرها.. وصل المد الشيوعي إلى داخل أوروبا الغربية وحكم الشيوعيون بعضًا من بلاد أوربا الغربية كما حكموا بلادا من أمريكا الجنوبية و لا يزالون الآن في بعضها مثل كوبا. حتى الدول التي لم تغزها بالسلاح مباشرة غزتها بالأفكار ووجدت الأحزاب الشيوعية ولو سميت تلطيفًا اشتراكية في قلب الدول الرأسمالية وحكمت الأحزاب الاشتراكية إيطاليا وفرنسا ودخلت حتى إلى أمريكا لكن لم تصل إلى الحكم. أما أمريكا الجنوبية فاجتاحتها الشيوعية بشكل قوي جدًا..دول كبرى عظيمة اجتاحتها الشيوعية تحت شعار (من أشد منا قوة). استخدموا فقط سلاح القوة فقط، اجتاحت دولا عربية، دول عربية كثيرة أعلنت الشيوعية والاشتراكية مذهبًا للحكم.

بل حتى وصل التأثر بالمد الشيوعي والتأثر بالأفكار الاشتراكية إلى بعض العلماء و الدعاة والأخيار فسعى بعضهم -وقد توفى رحمه الله- ليراعي الوضع ويؤلف كتاب (اشتراكية الإسلام) لأن الجو كان مشبعًا بالحماس والدعوة للشيوعية والاشتراكية، فحين ألف ذلك الكتاب كأنه أراد أن يقول: إن كنتم تريدون الاشتراكية فتعالوا إلى الإسلام فإن فيه اشتراكية. طبعًا ما تحدث عنه في كتابه إنما كان مبادئ وتشريعات إسلامية لا خلاف عليها مثل التراحم والتعاون والتكافل.


لكن يبقى أن العنوان (اشتراكية الإسلام) فيه مشكلة، ويدل على التأثر بالجو السائد آنذاك.

الحقيقة أن الإسلام ليس فيه اشتراكية. نعم.. الإسلام يقدر حقوق الناس ويسعى إلى العدالة والمساواة بضوابطها (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) و فيه الزكاة وفيه مظاهر التكافل الأخرى، لكن ما نسميها اشتراكية.

أقول: بسبب سيطرة الشيوعية على بعض البلاد العربية في السبعينات الهجرية، الخمسينات الميلادي، حكم في بعض البلاد العربية شيوعيون حمر.. أسالوا الدماء وقتلوا الأبرياء وكل ذلك تحت شعار (من أشد منا قوة). ماذا كانت النتيجة؟ سبحان الله.. والله سنوات معدودة ثم لم تلبث الشيوعية أن انهارت خاوية على عروشها.

وأصبحت روسيا الآن، وقد كانت قلب الشيوعية، ذنبًا لأمريكا والغرب -أكرمكم الله-، واجتاحت أمريكا و معها أوربا روسيا و جمهوريات الاتحاد السوفيتي الأخرى سياسيًا وثقافيًا بل وحتى عسكريًا! فأين ذهب قولهم: من أشد منا قوة؟


وفي وقتنا هذا.. جاءت أمريكا لتقول بنفس القول وتأخذ بذات المنطق ونفس الأسلوب: من أشد منا قوة ؟

كنت في جامعة الإمام أدرس سورة يس وأفسر قوله تعالى في آخرها {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يّـس:74-75].. المشركون يقولون اتخذنا هذه الأصنام حتى تنصرنا والحقيقة أن من المشركين هم من نصر الأصنام وليس العكس. فالأصنام لا تدافع عن نفسها.. هل دافعت عن نفسها لما دخل عليها إبراهيم عليه السلام وجعلها جذاذًا إلا كبيرًا لها ؟! المشركون في قريش يقولون نحن نتخذ الآلهة من أجل أن تنصرنا، قال تعالى {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ} يعني ينصرونهم، {لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ} أي لا تستطيع هذه الأصنام نصرهم. ثم يقول تعالى {وَهُمْ} أي المشركون ﴿هُمْ﴾ أي للأصنام ﴿جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾ يدافعون عنهم.

هذه الآية تتمثل الآن معانيها في أمريكا وحلفاء أمريكا.

بعض من يقف إلى جانب أمريكا يقولون نحن مع أمريكا حتى تنصرنا، و الحقيقة أنهم هم الذين ينصرون أمريكا! والله لو تخلى حلفاء أمريكا عنها لسقطت.. كم تبعد أمريكا عن ديار المسلمين يا إخوان؟ آلاف الأميال.. لا تستطيع أن تصل إلينا طائراتها ولا سلاحها.. حتى أعظم سلاح عندها ما يمكن أن يصل إلينا.. لكنها اتخذت من بلاد المسلمين قواعد فاستقوت هي بحلفائها وليس العكس. نعم بعض المسلمين و بعض العرب الذين يوالون أمريكا يتعللون بأنهم ضعفاء ويسعون إلى أن ينصرهم الأمريكان و يدافعون عنهم، بينما الصحيح هو العكس فهم من يدافع عن أمريكا، وإلا لو تخلت كل دولة عن أمريكا وطلبت كل دولة من أمريكا أن تخرج من أراضيها، فماذا تستطيع أن تفعل أمريكا؟! {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ}. لو أنهم قاطعوا أمريكا ولم يسمحوا أن تنزل في أراضيهم ما استطاعت أمريكا أن تفعل شيئًا.. أمريكا في أقصى الأرض، ليست مجاورة لنا وليس منها تهديد مباشر.


أمريكا الآن تريد أن تدخل حربًا مع إيران، و إيران تستخدم نفس المنطق و ذات اللغة.. من أشد منا قوة.. بصواريخها وقوتها النووية.. لكن ماذا تريد إيران؟ هل تريد إيران بقوتها أن تسيطر على أمريكا؟ لا. هل تريد أن تحرر الأقصى و ديار المسلمين الأخرى المحتلة ؟ لا. دعوى إيران بالعمل على تحرير الأقصى وفلسطين هي أكذوبة، والرافضة هم أكذب الناس. الرافضة في إيران هم حلفاء لليهود وهذا بتصريح اليهود أنفسهم، والتاريخ يثبت ذلك، بل الرافضة هم من أقوى حلفاء اليهود مر التاريخ.. ألم يقل شيخ الإسلام ابن تيمية "لو قامت دولة لليهود في العراق لكان أقوى أعوانها الرافضة، أو لو قامت دولة للرافضة في العراق لكان أقوى أعوانها اليهود؟" الآن قامت دولة للنصارى في العراق فصار أقوى أعوانهم الرافضة.كلام شيخ الإسلام صادق في واقعنا الآن، و الحِلف بين الرافضة وبين اليهود والنصارى قديم تحدث عنه شيخ الإسلام ابن تيمية ولا يزال قائمًا.

انظروا الحلف القوي الآن في العراق بين الرافضة وبين أمريكا. بل حتى رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية اليهودي في إسرائيل يقول نحن لا نخشى من الرافضة، و لا نخشى من حزب الله لكن نخشى من المسلمين.


والجعجعة التي صارت في العام الماضي مع كل أسف و ذهب وقودها بعض الطيبين والأخيار كانت مأساة. الآن إيران تعلن بل تطلب من أمريكا أن تكون هي المندوب الإقليمي في المنطقة. لو قامت الحرب بين أمريكا وإيران ماذا ستفعل إيران.. هل ستضرب أمريكا؟ لن تضرب أمريكا. هل ستضرب إسرائيل؟ لن تضرب إسرائيل.. ماذا ستفعل إذن ؟ ستضرب دول الخليج! نعم.. هذه حقيقة يا إخوان تنشر الآن في الصحف ووسائل الإعلام. الآن مقابلات في القنوات الفضائية وفي الصحف وتصريحات لمسئولين كبار في إيران يقولون بوضوح أنهم سيضربون منابع البترول في دول الخليج.. سيضربون دول الخليج.. لن يضربوا إسرائيل مع أنهم يستطيعون أن يصلوا إليها.. ولن يضربوا أمريكا..سيضربون دول الخليج!


إيران تقول بنفس المنطق: (من أشد منا قوة).. و بهذا المنطق تريد إيران من أمريكا أن توليها أمر الخليج العربي، يقولون ولونا على الخليج فلا أحد في المنطقة أشد منا قوة! نحن وإياكم نجحنا في إقامة حلف في العراق ويمكن أن نكون حلفًا ناجحًا في المنطقة كلها!

الأمر خطير للغاية.. نحن ضد الحرب سواء من أمريكا أو من إيران، والله لسنا مع أمريكا ولا مع إيران.. بدأت طبول الحرب تدق، نسأل الله أن يكفينا شرها.. وبدأنا نسمع من يقول: إذا قامت الحرب فلا تقفوا مع الأمريكان بل قفوا مع إيران.. نقف مع إيران؟! والله مع خطورة أمريكا وشر أمريكا وبلاء أمريكا إلا أن الرافضة أشد منهم شرًا، أدين الله بهذا وألقى الله به، نعم أمريكا هي شر وطغيان وبغي وظلم، لا أشك في هذا، لكن الرافضة والله أشر منهم.

ثم لا يلزم أن أكون مع أمريكا أو مع إيران.. أنا لست مع أمريكا ولا مع إيران.. أنا مع ديني، مع بلدي، مع عقيدتي، مع الدفاع عن بلادنا. هم يريدون بلادنا يا إخوان ويثيرون الفتن والقلاقل في كل مكان. من قام بالتفجيرات كما حدث في الشرقية قبل قرابة 12 سنة؟ أليسوا رافضة وهم موجودون في إيران الآن وفي حمايتها؟ الذين فجروا في الخبر أين يعيشون الآن؟ في إيران.. هذا واضح! وتعلمون خبر الذين أرادوا أن يفجروا في مكة عام 1407 من هم؟ ومن يدعمهم، رافضة مدعومون من الرافضة. كانوا يريدون أن يعملوا جرائم داخل الحج. وكل سنة يعدون المؤامرات لإفشال الحج وحاولوا كثيرًا ولكن الله رد كيدهم في نحورهم، قال تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} [التين:1-3]، نسأل الله أن يبقيه أمينًا، نعم لا يريدون بنا خيرًا، والله لا الأمريكان يريدون بنا خيرًا ولا الرافضة يريدون بنا خيرًا.


أنا أخشى يا إخوان من فتنة تقع كما وقعت في مثال مصغر في مواجهة حزب الشيطان مع دولة الصهاينة قبل عام ونصف، حين نشرت بيانات من أناس أخيار تدعو للوقوف مع (حزب الله).. لماذا؟ قالوا لأن (حزب الله) وقف ضد إسرائيل وضد أمريكا. ثم حين قيل لهم ألم تنظروا إلى جرائم الرافضة في العراق بحق أهل السنة من العراقيين والفلسطينيين، قالوا لا علاقة بين حرب لبنان وما يجري في العراق! ثم تبين بعد ذلك أن من يدرب الرافضة في العراق هو حزب الله!

نحن نقول إنهم كلهم أعداء، اليهود والرافضة وأمريكا، كلهم أعداء لا شك في عداوتهم. أنا أخشى عندما تأتي الفتنة وتقع الحرب أن لا يوضع للناس إلا خياران: إما مع أمريكا أو مع إيران!

يا أخي لا مع أمريكا ولا مع إيران، أعوذ بالله أن أكون مع هؤلاء، كلهم أعداء الله، هذه حرب مصالح بينهم إن قامت فنحن وقودها، نحن الذين ندفع الثمن، بلادنا أموالنا أهلونا ديننا، هذا ما يريده أعداؤنا. علينا أن نكون في يقظة قبل أن تقع الحرب ونسأل الله ألا تقع.


البعض يسألني: هل تعتقد أن الحرب ستقع فعلا؟ فأقول: لا أدري. هذه مصالح.. حرب مصالح.. ما هناك سياسات دائمة بل مصالح دائمة.. طبول الحرب تدق ولكن يمكن التراجع عنها في آخر لحظة. لو خضعت إيران لمطالب أمريكا في موضوع المفاعل النووي أو اتفقوا على صفقة أخرى لانتهت المشكلة ولم تقم الحرب. وقد تقع الحرب. لماذا ارتفع سعر الأرز؟ أتعلمون لماذا ارتفع سعر الأرز؟ من أسباب ذلك أن إيران عقدت مع الهند اتفاقا لشراء حاجتها من الأرز لعشر سنوات قادمة وتخزينه ترقبًا للحرب. الذين ذهبوا لإيران يرون الاستعداد للحرب في تخزين الأطعمة والأموال وعقود طويلة الأجل.. ناس يعملون بجد لتحقق أغراضهم مع كل أسف، وكل وقت يعلنون عن صواريخ جديدة واستعراض للقوة, نفس المنطق: من أشد منا قوة، أي نحن أقوى دولة في المنطقة، وأمريكا تقول نحن أقوى دولة في العالم، يعني الحرب تكون بين من يدعي أنه أقوى دولة في العالم مع من يدعي أنه أقوى دولة في المنطقة، ونحن نتفرج!

الله الله يا إخوان.. هذه فتن عظيمة، فحذار أن تزل قدم بعد ثبوتها. وقد مرت علينا فتن وزلت فيها أقدام و أفهام ولولا أنني اطلعت قبل أسبوع على كتابات لبعض الأخيار يدعو فيها إن قامت الحرب أن لا نقف مع أمريكا بل نقف مع إيران بحجة أن إيران ضد إسرائيل! من قال إن إيران ضد إسرائيل؟ لا ليست ضد إسرائيل ولا ضد اليهود ولا ضد أمريكا.. هي مصالح معينة، قد تقول كيف؟ فسرها لي؟ فأقول: في البيت الواحد ألا يقع خلاف؟ ألا يقع الخلاف بين الأخوين بسبب مصالح معنية؟ ألا يقع الخلاف بين الأب وابنه؟ والله كم قضية دخلت فيها بين أب وابنه.. قضية حقيقية.. مشكلات حقيقية بسبب مصالح بين أب وابنه، مع أنهم كلهم إذا جلست معهم يقولون نحن عائلة واحدة ونريد لقضيتنا أن تكون محصورة، لكن فيه خلاف بين الأب وابنه أو بين الإخوة، فيقع الخلاف بل يقع القتال.. ألم يقتتل أبناء آدم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} [المائدة:من الآية 27]، واحد قتل الآخر بسبب الحسد.
قول البعض كيف يقع بينهم قتال وهم حلفاء؟ أنا ما أقول أنهم حلفاء بل أقول إن بينهم مصالح. ما أقول أنهم حلفاء بل كل واحد يمكر بالآخر لكن بينهم مصالح وأقوى دليل على ذلك هو اتفاقهم في العراق. على مر التاريخ ماذا فعل الرافضة مع اليهود؟ ماذا فعلوا مع النصارى؟ تضليل وكذب وحرب إعلامية. ولو وقعت الحرب فهي حرب مصالح.


إذن يجيب أن لا يضطرنا الناس إلى أن نكون إما مع أمريكا أو مع الرافضة. نحن لسنا مع أمريكا ولا مع الرافضة. نحن مع ديننا، مع عقيدتنا وبلادنا. نحن نسعى لاستتباب الأمن في هذا البلد والأمن مسؤولية الجميع ومن أعظم الأمن أمن العقول أمن العقيدة. قد تقع فتن ما ندري ماذا يحدث جراءها.. فتن أيها الإخوة والله تدع الحليم حيرانًا، فدعونا ننتبه لهذا الأمر:
أولا: ننتبه للخطر قبل وقوعه.

ثانيًا: لا أحد يضطرنا إلى خيارين لا ثالث لهما: أنت مع هذا أو مع هذا؟ أنا لست مع هذا ولا مع ذاك، نحن مع ديننا، مع عقيدتنا، مع بلادنا، مع أمننا. لا مع أمريكا ولا مع الرافضة. لا يحدد لنا الأعداء أين نكون. هم يتقاتلون علينا، أمريكا والرافضة يتقاتلون علينا يا إخوان على مصالحنا على بترولنا على أمننا فلنكن بهذه اليقظة.


لغة (من أشد منا قوة) هي السائدة، ماذا كانت نهاية قوم عاد؟ الهلاك، {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَرا} [فصلت:من الآية 16]، نعم أرسلها الله جل وعلا عليهم كذلك كما انتهت عاد وانتهت قريش وكانوا يرون قوتهم.

فهذا دعوى (من أشد منا قوة).. الروس قالوا من أشد منا قوة، أين الروس، أمريكا الآن تقول من أشد منا قوة، سنرى ما سيؤول إليها أمرها. سمعت أمس تصريحًا للشيخ حارث الضاري يقول فيه أن أمريكا الآن في أسوأ أحوالها في العراق والحمد لله. أمس القريب! هذا الخبر أمس القريب، يقول فيه الشيخ الضاري أن الاحتلال في أسوأ أوضاعه. وهو لما يقول الاحتلال فإنه يقصد الأمريكان والرافضة أيضًا، هم حلفاء لبعضهم.. الحكومات العراقية التي تم تشكيلها منذ أن جاءت أمريكا هي حكوميات رافضية.
فلا تغتروا بقوتهم؛ لأن الله أقوى منهم، عظّموا الله جل وعلا، املئوا قلوبكم بتعظيم الله جل وعلا. إن انتصروا مرة فالحرب سجال، وجولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.


أخشى ما أخشاه اللهَ.. أن تضعف القلوب.. وإن أتينا فمن أنفسنا {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران:من الآية 165]، إذا كان هذا يقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أحد فماذا نقول عن أنفسنا؟
مجموعة كتبوا بيانًا قبل أقل من شهر ونصف أو شهرين وقّع عليه أكثر من مئة شخص. خطاب للغرب بلغة ضعيفة.. فيهم ناس نحسبهم أخيارًا وفيهم أناس لا نعرفهم.. يا إخوان هذا من الضعف أمام العدو..ضعف! سبحان الله تألمت والله يا إخوان: هذا مؤلم، لماذا نخاطب الغرب بهذه اللغة الضعيفة؟ لماذا نخاطب الغرب بلغة الهزيمة؟ هذه الهزيمة التي نخشاها! الهزيمة ليست هزيمة الأرض مع خطورتها إنما هزيمة القلوب فأخشى على الأمة من أن تُهزَم في قلوبها أخشى أن لغة (من أشد منا قوة) التي قالتها عاد وقريش وقالتها روسيا وتقولها أمريكا اليوم دخلت في القلوب!

كما ضرب الله في آخر سورة الحج مثل الذباب، {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: من الآية73]، أين هي أمريكا وما هي قوة أمريكا؟ قوة أمريكا جاءت بسبب ضعفنا -مع كل أسف- بسبب {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يّـس:74-75]، هنا الخطورة.

ألا فلنكن على يقظة ونلتجئ إلى الله جل وعلا أن يحمي بلادنا وبلاد المسلمين من هذه الأحداث التي لا مصلحة لنا فيها، الحرب لا مصلحة لنا فيها ونحن خاسرون سواء انتصرت إيران أو انتصرت أمريكا. نحن الخاسرون وهذه كارثة. فلنكن على بينة ولا يُمتحن الناس ويضطروا إلى أن يكونوا مع أمريكا أو مع إيران. لا مع أمريكا ولا مع إيران أنا مع ديني وعقيدتي وبلادي وأحافظ على بلادي وتلك هي مسؤولية الجميع. هذه بلاد الإسلام وما يقع فيها يؤثر في بلاد العالم كله. امتن الله على عباده بهذا الأمن {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ . إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَـٰذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش:1-4]، والأمن ليس مسؤولية جهة واحدة بل الأمن مسؤولية كل واحد رجل، امرأة، مسؤول، وزير، أمير، صغير، كبير، كلنا مسئولون عن هذا الأمن. !


والإرهاب ليس في الجانب الذي تتحدث عنه الصحف فقط، الجانب الآخر الإرهاب الفكري من هؤلاء المنافقين والعلمانيين، بأذني سمعت أحد أساتذة كلية الشريعة يقول: قام طالب في الكلية وقال يا شيخ دخلت على موقع يديره أناس من أهل هذه البلاد قرأت فيه مقالا لأحدهم يقول فيه: إن كان الله موجودًا فكذا وكذا !

إحدى الصحف الأسبوع الماضي نشرت كلامًا مؤداه أن ليس كل ما في القرآن من كلام الله، كيف؟! قال {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} [آل عمران:من الآية 36]، هذا ليس من كلام الله هذا من كلام امرأة عمران ليس من كلام الله و أن الله جل وعلا ساقه في مقام النعي! لا حول ولا قوة إلا بالله.. يكتب هذا الكلام في إحدى صحفنا ومن أحد أبنائنا.. هذا هو الإرهاب يا إخوان، هذا التطرف هذا هو الغلو. يجب أن لا نفهم الغلو من وجه واحد فقط، هناك غلو في الطرف الأخر.. وكل ذلك غلو، الذين يفجرون في البلاد غلاة، الذين يكفرون العلماء غلاة، وفي الوقت نفسه هؤلاء غلاة وهؤلاء إرهابيون. نعم.. الذين يقولون في دين الله هذا الكلام في صحفنا علانية يجب أن يحاكموا ويعاقبوا كما عوقب أولئك. كل دلك إرهاب بل ربما كان إرهاب الغلاة بسبب إرهاب الجفاة والمنافقين والمعتدين على دين الله.

ديننا عظيم يا إخوان ومسؤوليتنا عظيمة في المحافظة على ديننا وعقيدتنا وبلادنا، والفتن لا خير فيها، إذا جاءت البلاء يقول حذيفة رضي الله عنه: "فابتلينا حتى أصبح أحدنا لا يصلي إلا سرًا" كما في صحيح مسلم، الأمر عظيم، فلنعد إلى الله، نتقي الله، نحذر من تأثير المعاصي والذنوب، نعظّم الله جل وعلا.


وأخيرًا.. أروي قصة إنسان بسيط لكنه والله عظيم: لما ذهب الملك عبد العزيز إلى جدة ومعه المجاهدون من الإخوان وغيرهم قال بعضهم متخوفًا : إن الإنجليز -وقد كانوا في جدة- معهم طائرات. فهذا الرجل العامي البسيط سأل: ما الطائرات؟ قالوا: الطائرات تأتي من فوق الناس وتسقط قنابل. ما كان الناس يعرفون الطائرات يعني تسقط عليهم قنابل طبعًا هم ما كان عندهم لا مدرعات ولا عندهم شيء. فسأل سؤالاً بسيطًا جدًا فقال: طيب الطائرات هذه فوق الله أم تحت الله؟ طبعًا هو سؤال له معنى. قالوا: استغفر الله، بل هي تحت الله. قال :إذا لا تهمكم.

بعض الإخوان يقسم بالله أن في أيام الحرب الهندية الباكستانية، في عام 65 ميلادي تقريبًا يقسمون بالله أنهم يرون القنابل تسقط من الطائرات الهندية ولا تصل إلى الأرض يقول والله ما تصل إلى الأرض أين ذهبت؟ الله أعلم..

نعم.. يمكن أن تحدث المعجزات وتتهاوى القوة المادية.. لكن متى؟ عندما نعود إلى الله، الملائكة قاتلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم كما في سورة آل عمران كما في سورة الأنفال. نعم اقرؤوا هذا القرآن. من قال أنهم لا يقاتلون إلا مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ هم يقاتلون مع النبي ومع المؤمنين، هذا من الكرامات. لكن عندما يكونون فعلاً متبعين للنبي صلى الله عليه وسلم.. ملتزمين بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم.. عندما يعدلون.. حين لا يكيلون بمكيالين.. عندما يصدقون مع الله..عندما تتحرر قلوبهم من الرق للعبد أيًّا كان، بهذه يُنصرون بإذن الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي

بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي


عبد الرحمن بن عبد الخالق اليوسف
أضيفت بتاريخ : : 18 - 05 - 2010
نقلا عن : موقع الأقصى



العناوين الرئيسية:
-المقارنة بين شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عربي هي مقارنة بين الصديق والزنديق.
-عامة علماء الإسلام قد قالوا بكفر ابن عربي وزندقته.
-لا يزكي ابن عربي إلا جاهل بحاله، أو من هو على دينه.
- العز بن عبد السلام: ابن عربي شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، لا يحرم فرجاً.
-البالسي: من صدق هذه المقالة الباطلة أو رضيها كان كافراً بالله تعالى يراق دمه.
-السبكي: ابن عربي وغيره ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام.
- الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهلة.
-ابن المقري: من شك في كفر طائفة ابن عربي كفر.
-سراج الدين البلقيني: ابن عربي كافر.
-الإمام الذهبي: إن كان لا كفر في كتاب الفصوص فما في الدنيا كفر.
-ابن خلدون: تواليف ابن عربي مشحونة من صريح الكفر.. وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة.
-محمد الغزالي: ابن عربي من عصابات الباطنية والحشاشين وفتوحاته المكية ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية!
-د.عبد الوهاب المسيري: من أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات ابن عربي.
- د.محمد عبد الغفار: تكفير ابن عربي تطرف وإرهاب !!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد،،


مدخل:
عمد د.محمد عبد الغفار في مقاله بالقبس عدد 11831 المؤرخ في 12/5/2006 إلى عقد مقارنة جائرة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبين ابن عربي قائلاً: "كنا سابقا يخوفوننا من اسم ابن عربي كثيراً، وكنت أتحاشى كتبه، حتى ملكت بعض كتبه فوجدت نفسي أقف أمام طود عظيم، عقلا وثقافة شرعية، وقال عن ابن تيمية أنه عالم من العلماء، وأن الخلاف حوله أعظم من الخلاف حول ابن عربي".
ولما كان تقديم ابن عربي وهو أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية في كل عصورها، على هذا النحو من رجل يحمل درجة في الشريعة، ومن قبل دعا الناس إلى التصوف المعتدل -في زعمه-، وافتخر بأنه يدرس كتاب شرح الحكم العطائية لابن الرندي، ومعلوم أن مؤلف العطائية على خطا ابن عربي.
من أجل ذلك كان لا بد لمن حمله الله أمانة العلم والكتاب أن يذبوا عن الدين وأن يبينوا الحق للناس، وإلا كانوا مسئولين أمام الله عن السكوت والكتمان، ومن أجل ذلك أقول:
كيف يجمع بين ابن تيمية وابن عربي؟!
هل يصح أن يجمع بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين ابن عربي، فتجعل هذا عالم وهذا عالم، وكلاهما قد اختلف الناس فيه، وخلاف الناس حول ابن تيمية أشد كما يقول د.عبد الغفار؟!


كيف يقرن بين إمام من أئمة الهدى وعلم من أعلامهم الذي لم يترك بدعة في الدين منذ ظهور البدع وإلى زمانه إلا وبينها، ودحضها ومن ذلك بدع الخوارج، والمرجئة، والقدرية، والزنادقة، والجهمية بكل تفريعاتهم وخلوفهم، والمتصوفة، والمشركين من عبدة القبور والأولياء والاتحادية، وأهل الوجود، وكل ذلك في مجلدات ضخمة، حيث لم يجعل لهم حجة إلا ودحضها، ولا شاردة ولا واردة إلا وبينها، ولا شبهة إلا أجاب عنها، وظل يدافع عمره عن دين الإسلام بالقلم واللسان، والسيف والسنان، ولم يترك ديناً من أديان الباطل إلا ورد على أصحابه فرد على النصارى، ورد على الفلاسفة والدهرية ومنكرة الصانع. وأفتى المسلمين في كل مشارق الأرض ومغاربها في نوازلهم وأحداثهم وخلافاتهم وأقضياتهم أعظم فتاوى وجدت في الإسلام إلى يومنا هذا.
وغاية ما نقمه عليه مخالفوه من الفتيا قوله بإيقاع طلاق الثلاث واحدة إن كانت في مجلس واحد, وقوله بمنع شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين, وعند التحقيق يتبين أن الحق والصواب معه.
فكيف يقرن من عاش عمره يدافع عن دين الإسلام ويذب عنه كل عقائد الباطل، وبين كافر زنديق لم يترك عقيدة من عقائد الكفر إلا وأدخلها إلى الإسلام، وألبسها من الآيات والأحاديث ما يروجها على عقول أمثاله من أهل الزندقة والنفاق.
فابن عربي جمع كل عقائد المشركين والوثنيين واليهود والنصارى والزنادقة الذين سبقوه استطاع هذا الخبيث أن يجمع هذا كله ويؤلف بينه، ويلبسه لباس الإسلام فيحمل آيات القرآن، وأقوال الرسول في ثعلبية ماكرة، وعبارات ملتوية خبيثة، يعجز عنها كل شياطين الإنس والجن!!
فهل يسوي بين ابن تيمية وابن عربي إلا جاهل بحاله، أو من هو على شاكلة ابن عربي؟!



ابن عربي أكبر زنديق عرفه تاريخ الإسلام بل تاريخ الإنسانية كلها:
قد كان في تاريخ الإسلام كفار حاربوه كأبي جهل وأبي لهب وكفار الفرس والروم، واليهود، والنصارى، ومن قبلهم قوم نوح، وعاد، وثمود، وفرعون، وقد كان في تاريخ الإسلام زنادقة أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، ونقلوا عقائد الكفار وألبسوها لباس الإسلام كالحلاج، وابن الراوندي، وعبد الكريم الجيلي، وابن الفارض، والتلمساني، وابن سبعين، وعبد العزيز الدباغ، وابن المبارك السلجماسي وغيرهم وغيرهم، ولكن أحداً من هؤلاء لم يكن كابن عربي قط، ولم يبلغ شأوه ودرجته في الكفر والزندقة والمروق من الدين، فإن الكفار الأصليين وأعظمهم فرعون الذي قال {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ}[النازعات: ٢٤] لم يجعل رباً للناس جميعهم إلا نفسه، وقال لموسى عليه السلام: {لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}[الشعراء: ٢٩]، وأما ابن عربي فقد جعل كل موجود في الوجود هو الله، يجمع درجات الوجود وحتى الشياطين والنجاسات -تعالى الله سبحانه وتعالى عما يقول هذا الأفاك- ونستغفر الله من حكاية قول هذا المجرم الخبيث، فأين كفر فرعون من كفر هذا الخبيث، وكل الذين أشركوا بالله عبدوا معه إلهاً أو إلهين أو ثلاثة أو مائة من الأصنام والأوثان والكواكب، وأما هذا المجرم فقد جعل كل معبود عبد هو الله لا غير، وأن كل من عبد شيئاً فلم يعبد إلا الله... فأين كفر المشركين من كفر هذا المجرم الخبيث؟!


وكل الزنادقة الذين كانوا في تاريخ الإسلام أولوا بالتأويل الباطني نصاً أو أكثر من القرآن، وهذا الخبيث لم يترك آية في كتاب الله ولا حديثاًَ من أحاديث رسول الله إلا حملها على عقائد الكفار جميعاً وعقيدة وحدة الوجود على الخصوص (انظر أمثلة ذلك في ثنايا المقال).
وإن كل الزنادقة الذين كذبوا على الله وعلى رسوله لم يكذبوا كما كذب هذا الأفاك الذي ادعى أنه يتلقى عن الله من اللوح المحفوظ بغير واسطة.
وأما النبي محمد فهو يتلقى عن الله بواسطة وهو جبريل، وأنه لذلك أفضل من الرسول، وأن محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، وأما هو فخاتم الأولياء، وجعل خاتم الأولياء يعني نفسه أفضل من خاتم الأنبياء.
والزنادقة الذين كذبوا على رسول الله، قد افتروا عليه في وضع بعض الأحاديث أو تأويل بعض منها ،وأما هذا المجرم الخبيث فقد ادعى بأن النبي هو الذي سلمه كتاب فصوص الحكم يداً بيدـ وهو أعظم كتاب في الكفر والزندقة ظهر في الأرض إلى يومنا هذا ...
وعامة الزنادقة الذين مروا في تاريخ الإسلام لاحقتهم اللعنة، وذاقوا حد السيف، ولكن هذا الخبيث بثعلبية ماكرة والتفاف خبيث ومظاهرة مريديه استطاع أن يفلت من القتل على الزندقة، ووجد من المجرمين من يطبل له ويزمر، ويرفعه فوق مصاف الأنبياء والمرسلين، فضلاً عن جميع علماء المسلمين، ولقد وجدت فيه دوائر الكفر ضالتهم المنشودة لهدم الإسلام بل لهدم جميع الأديان، فنشروا تراثه لهدم تراث الإسلام، واعتنوا بكتاباته ..ومن أجل ذلك كانت فتنة ابن عربي من أعظم الفتن التي مرت بالمسلمين.
ولذلك كانت المقارنة بين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وابن عربي هي مقارنة بين الصديق والزنديق، بين إمام من أئمة الهدى والصدق والإيمان، وإمام من أئمة الضلال والكذب والكفر.



أقوال أهل العلم في ابن عربي:
1- قال العز بن عبد السلام: "هو شيخ سوء كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجاً" (سير أعلام النبلاء 23/48).
وقال أيضا: هو شيخ سوء كذاب، فقال له ابن دقيق العيد: وكذاب أيضا؟ قال: نعم. تذاكرنا بدمشق التزويج بالجن، فقال: هذا محال؛ لأن الإنس جسم كثيف والجن روح لطيف، ولن يعلق الجسم الكثيف الروح اللطيف. ثم بعد قليل رأيته وبه شجة، فقال: تزوجتُ جنية فرزقت منها ثلاثة أولاد، فاتفق يوما أني أغضبتها فضربتني بعظم حصلت منه هذه الشجة وانصرفت فلم أرها بعد هذا.اهـ. (ميزان الاعتدال 5/105)
2- قال الحافظ ابن حجر:وقد كنت سألت شيخنا سراج الدين البلقيني عن ابن عربي؟ فبادر بالجواب: هو كافر.اهـ. (لسان الميزان4/318)
3- الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر.اهـ. (سير أعلام النبلاء23/48).
4- قال تقي الدين السبكي كما في(مغني المحتاج للشربيني 3/61): "ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر".


5- قال القاضي بدر الدين بن جماعة: "حاشا رسول الله، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام -يشير إلى زعم ابن عربي أنه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوباً-، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: أنه إنسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه.. وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد.. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب، من أوضح طرق الصواب، فإنها ألفاظ مزوّقة، وعبارات عن معان غير محققة، وإحداث في الدين ما ليس منه، فحُكمه: رده، والإعراض عنه".(عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي/ ص 29،30).
6- قال نور الدين البكري الشافعي:"وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه"(مصرع التصوف ص/144).


7- قال ابن خلدون: "ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة، وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلاً أو شهادة من كل أحد، وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في أيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها إذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب". (مصرع التصوف ص/ 150).
8- قال نجم الدين البالسي الشافعي:"من صدَّق هذه المقالة الباطلة أو رضيها كان كافراً بالله تعالى يراق دمه ولا تنفعه التوبة عند مالك وبعض أصحاب الشافعي، ومن سمع هذه المقالة القبيحة تعين عليه إنكارها" (مصرع التصوف ص/146).
9- قال المفسر أبو حيان الأندلسي عند تفسيره لقول الله{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ}[المائدة:17]: "ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهرا، وانتمى إلى الصوفية حلول الله في الصور الجميلة، ومن ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة: كالحلاج والشعوذي وابن أحلى وابن عربي المقيم في دمشق".اهـ.


10- قال الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الجزري الشافعي: "الحمد لله، قوله: فإن آدم عليه السلام، إنما سمّي إنساناً: تشبيه وكذب باطل، وحكمه بصحة عبادة قوم نوح للأصنام كفر، لا يقر قائله عليه، وقوله: إن الحق المنزّه: هو الخلق المشبّه، كلام باطل متناقض وهو كفر، وقوله في قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب، افتراء على الله وردّ لقوله فيهم، وقوله: زال البعد، وصيرورية جهنم في حقهم نعيماً: كذب وتكذيب للشرائع، بل الحقّ ما أخبر الله به من بقائهم في العذاب.. وأمّا من يصدقه فيما قاله، لعلمه بما قال: فحكمه كحكمه من التضليل والتكفير إن كان عالماً، فإن كان ممن لا علم له: فإن قال ذلك جهلاً: عُرِّف بحقيقة ذلك، ويجب تعليمه وردعه مهما أمكن.. وإنكاره الوعيد في حق سائر العبيد: كذب وردّ لإجماع المسلمين، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وإنكار المعاد". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص31،32).
11-قال الحافظ العراقي: "وأما قوله فهو عين ما ظهر وعين ما بطن، فهو كلام مسموم ظاهره القول بالوحدة المطلقة، وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء" (مصرع التصوف ص/64).
12- قال أبو زرعة ابن الحافظ العراقي:"لا شك في اشتمال (الفصوص)المشهورة على الكفر الصريح الذي لا شك فيه، وكذلك فتوحاته المكية، فإن صحّ صدور ذلك عنه، واستمر عليه إلى وفاته: فهو كافر مخلد في النار بلا شك". (عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي ص /60).
وممن أفتى بكفره من علماء الإسلام أيضاً: شهاب الدين التلمساني الحنفي، وابن بلبان السعودي، وابن دقيق العيد، وقطب الدين القسطلاني، وعماد الدين الواسطي، وبرهان الدين الجعبري، والقاضي شرف الدين الزواوي المالكي، والمفسر الشافعي ابن النقاش، وابن هشام النحوي وقد كتب على إحدى نسخ (الفصوص):


هذا الذي بضلالـه ضلت أوائل مع أواخر
من ظن فيه غير ذا فلينأ عني فهو كافــر


وأيضاً الشمس العيزري، وابن الخطيب الأندلسي، وشمس الدين الموصلي البساطي المالكي، وبرهان الدين السفاقيني، وابن تيمية، وابن خياط الشافعي، والمقري الشافعي، وعلاء الدين البخاري الحنفي.



الإمام ابن حجر يباهل على ضلال ابن عربي فيهلك مباهلة:
قال السخاوي في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني: ومع وفور علمه -يعني شيخه الحافظ ابن حجر العسقلاني- وعدم سرعة غضبه، فكان سريع الغضب في الله ورسوله ... إلى أن قال:واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك، وعلَّمه شيخنا أن يقول:اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك. وقال شيخنا:اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا. قال:وكان المعاند يسكن الروضة (وسط القاهرة)، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور(قارب)، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه:مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي، وما أصبح إلا ميتاً. وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة، وكانت المباهلة في رمضان منها. وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة". (الجواهر والدرر/ 3/1001-1002)وكذلك نقل قصة المباهلة صاحب (العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين / 2ـ 198)



محمد الغزالي: الفتوحات المكية ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية:
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "إنني ألفت النظر إلى أن المواريث الشائعة بيننا تتضمن أموراً هي الكفر بعينه. لقد اطلعت على مقتطفات من الفتوحات المكية لابن عربي فقلت: كان ينبغي أن تسمى الفتوحات الرومية! فإن الفاتيكان لا يطمع أن يدسَّ بيننا أكثر شراً من هذا اللغو.. يقول ابن عربي في الباب (333) بعد تمهيد طويل: "إن الأصل الساري في بروز أعيان الممكنات هو التثليث! والأحد لا يكون عنه شيء البتة! وأول الأعداد الاثنان، ولا يكون عن الاثنين شيء أصلاً، ما لم يكن ثالث يربط بعضها ببعض فحينئذ يتكون عنها ما يتكّون، فالإيجاد عن الثلاثة والثلاثة أول الأفراد".. لم أقرأ في حياتي أقبح من هذا السخف، ولا ريب أن الكلام تسويغ ممجوج لفكرة الثالوث المسيحي، وابن عربي مع عصابات الباطنية والحشاشين الذين بذرتهم أوربا في دار الإسلام أيام الحروب الصليبية الأولى؛ كانوا طلائع هذا الغزو الخسيس، ولكن ابن عربي يمضى في سخافاته فيقول عن عقيدة التثليث:"من العابدين من يجمع هذا كله في صورة عبادته وصورة عمله، فيسرى التثليث في جميع الأمور لوجوده في الأصل!!" ويبلغ ابن عربي قمة التغفيل عندما يقول:"إن الله سمى القائل بالتثليث كافراً أي ساتراً بيان حقيقة الأمر فقال: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}[المائدة:73] فالقائل بالتثليث ستر ما ينبغي أن يكشف صورته، ولو بيّن لقال هذا الذي قلناه!! واكتفى الأحمق بذكر الجملة الأولى من الآية، ولم يُردفْها بالجملة الثانية: {وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ}[المائدة:73] وذلك للتلبيس المقصود !. هذا الكلام المقبوح موجود فيما يسمَّى بالتصوف الإسلامي! وعوام المسلمين وخواصهم يشعرون بالمصدر النصراني الواضح لهذا الكلام". (تراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل ص 60 – 61)
والعجب بعد ذلك أن د. محمد عبد الغفار لما سئل عمن يكفرون ابن عربي قال:"هذا هو التطرف وبذور الإرهاب" (الأنباء 18/3/2006)



نماذج من كفر ابن عربي:
وحدة الوجود أعظم عقيدة في الكفر وهذه العقيدة التي لم تعرف الأرض أكفر ولا أفجر منها والتي فصلها هذا الخبيث في كتابه الفصوص، قد نثرها وفرقها في موسوعته الكبيرة الفتوحات المكية والتي تقع في أربع مجلدات كبار.
* بدأها في مقدمته بقوله "ولما حيرتني هذه الحقيقة أنشدت على حكم الطريقة للحقيقة:


الرب حق والعبد حـق يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت وإن قلت رب أنى يكلف
فهو يطيع نفسه إذا شاء بخلقه..." الخ.


*ثم فرق هذه العقيدة الكفرية في كتابه هذا قائلاً:"وأما عقيدة خاصة الخاصة في الله تعالى... جعلناه مبدداً في هذا الكتاب لكون أكثر العقول المحجوبة تقصر..." (الفتوحات/47).
* وقال هذا الأفاك فيما قال:"إن الله لا ينزه عن شيء، لأن كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، أي جهل ذاته ونفسه... قال: "اعلم أن التنـزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب" (الفصوص/86).
* وقال في وصف نوح عليه السلام:"لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، فأجابوه مكرا {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}كما دعاهم فقالوا في مكرهم: {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}. فإنهم لو تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء. فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه ويجهله من يجهله. {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاه}أي حكم فالعالم يعلم من عَبَد وفي أي صورة ظهر حتى عُبِد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء في الصورة المحسوسة والقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود"(الفصوص/72).
* ولما جعل هذا الخبيث قوم نوح الذين عبدوا الأصنام لم يعبدوا إلا الله وإنهم بذلك موحدون حقاً فلذلك كافأهم الله الذي هم نفسه وذاته بأن أغرقهم في بحار العلم في الله. قال:{مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ}فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، فأدخلوا نارًا في عين الماء {إِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}فلم يجدوا من دون الله أنصاراً فكان الله عين أنصارهم فهلكوا فيه إلى الأبد" (الفصوص/73).
* وقال أيضاً: "ومن أسمائه العلي: على من، وما ثم إلا هو، فهو العلي لذاته أو عن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه، ومن حيث الوجود فهو عين الموجودات فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها وليس إلا هو" (الفصوص/76).


* وقال: "ومن عرف ما قررناه في الأعداد، وأن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلـوق، والأمر المخلوق الخالق. كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة. فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعـل ما تؤمر والولد عين أبيه. فما رأى يذبح سوى نفسه. وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان: وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد. وخلق منها زوجها: فما نكح سوى نفْسِهِ". اهـ (الفصوص/78).
* وقال أيضاً:"فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً. وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة" (الفصوص/79).
* وهذا الخبيث لا يكذب الرسل فقط في إخبارهم عن الله والغيب، بل يكذب ويكابر في المحسوس فإنه بما زعم في وحدة الوجود وأنه ليس إلا الله، مدعياً أنه هو عين المخلوقات، وبذلك لا يكون هناك فارق بين الملك والشيطان والمؤمن والكافر، والحلال والحرام، ومن عبد الشمس والقمر، ومن كفر بعبادة الشمس والقمر... بــل ادعى كذلك أن الجنة والنار كليهما للنعيم، وأن أهل النار منعمون كما أهل الجنة، قال:


وإن دخلـوا دار الشقــاء فإنهم على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد، فالأمر واحد وبينهما عند التجـلي تبـاين
يسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له كالقشر والقشر صاينُ



ولا يخجل هذا الأفاك من وصف الرب الإله سبحانه وتعالى بكل صفات الذم تصريحا لا إجمالا وتلميحا وفحوى... فهو يصف الجماع بل الوقاع نفسه أنه دليل هذه الوحدة، فالله عنده هو الطيب والخبيث -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- فيقول: "والعالم على صورة الحق والإنسان على الصورتين".
* وقال: "ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أُمِرَ بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة. فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك. فإذا شاهد الرجل الحق في المـرأة كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوَّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة. فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة. فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن، إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فإن الله بالذات غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعاً، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله" (الفصوص/217).



أسلوب ابن عربي في كتاباته:
وبنى ابن عربي كتاباته كلها على الثعلبية والمكر والخداع وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه تحريفاً معنوياً للقرآن الكريم والحديث الشريف، والكذب وادعاء العلم الإلهي، والرؤى، والاطلاع على ما لم يطلع عليه أحد من الخلق سواه، مع ادعائه بالعلم والدين والتقوى والصدق، وقد لا يوجد على البسيطة كلها من هو أكذب منه. ووالله إني عندما أقرأ كتابه وأقارن بين ما قاله إبليس في أول أمره عندما امتنع عن السجود لآدم، واستكبر وأبى فلعنه الله إلى يوم القيامة وإن عليك لعنتي إلى يوم يبعثون وبين هـذا الكذاب الأفاك الذي قال عن الله وفي الله ما لم تقله اليهود والنصارى ولا مشركو العرب والعجم فأرى أن إبليس في وقت لعن الله له، كان أخف ذنباً وجرماً، وإن كان قد أصبح بعد ذلك هو محرك الشرك كله وباعثه، وابن عربي وأمثاله وإن كانوا غرساً من غراس إبليس اللعين فإنهم قد فاقوا بكفرهم وعنادهم وعتوهم وقولهم العظيم علـى الله ما لم يقله إبليس، فإن إبليس كان يفرق بين الخالق والمخلوق، وبين الرب الإله القوي القاهر، وبين المخلوق الضعيف الفقير المحتاج إلى إلهه ومولاه، وأما ابن عربي هذا ومن على شاكلته فقد جعلوا إبليس وجبريل والأنبياء والكفار والأشقياء، وكل هذه المخلوقات هي عين الخالق وأنه ليس في الوجود غيره، يخلق بنفسه لنفسه، وأنه ليس معه غيره، وأن الكفر والإيمان، والحلال والحرام، والأخت والأجنبية، وإتيان النساء، وإتيان الذكور شيء واحد، وكل هذا عين الرب وحقيقته وأفعاله -فتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- ونستغفره سبحانه وتعالى من ذكر أقوالهم ونقل كفرهم، ولكننا نفعل ذلك لأن هؤلاء المجرمين هم عند كثيـر من الحمقى المغفلين، والزنادقة المخادعين هم عندهم أولياء الله الصالحين.
وقد قام علماء المسلمين الصادقين في كل وقت يردون إفك هؤلاء المجرمين.



ابن تيمية يرد على إفك ابن عربي وعقيدته وحدة الوجود:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فيهم:"حتى يبلغ الأمر بأحدهم إلى أن يهوى المردان، ويزعم أن الرب تعالى تجلى في أحدهم، ويقولون: هو الراهب في الصومعة؛ وهذه مظاهر الجمال؛ ويقبل أحدهم الأمرد، ويقول: أنت الله. ويذكر عن بعضهم أنه كان يأتي ابنه، ويدعي أنه الله رب العالمين، أو أنه خلق السماوات والأرض، ويقول أحدهم لجليسه: أنت خلقت هذا، وأنت هو، وأمثال ذلك.
فقبح الله طائفة يكون إلهها الذي تعبده هو موطئها الذي تفترشه؛ وعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منهم صرفاً ولا عدلاً.
ومن قال: إن لقول هؤلاء سراً خفياً وباطن حق، وأنه من الحقائق التي لا يطلع عليها إلا خواص خواص الخلق: فهو أحد رجلين -إما أن يكون من كبار الزنادقة أهـل الإلحاد والمحال، وإما أن يكون من كبار أهل الجهل والضلال. فالزنديق يجب قتله، والجاهل يعرف حقيقة الأمر، فإن أصر على هذا الاعتقاد الباطل بعد قيام الحجة عليه وجب قتله. ولكن لقولهم سر خفي وحقيقة باطنة لا يعرفها إلا خواص الخلق. وهذا السر هو أشد كفراً وإلحاداً من ظاهره ؛ فإن مذهبهم فيه دقة وغموض وخفاء قد لا يفهمه كثير من الناس" (الفتاوى 2/378-379).


ويقول أيضاً شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى، فيها من التناقض من جنس ما في أقوال النصارى ولهذا يقولون بالحلول تارة، وبالاتحاد أخرى، وبالوحدة تارة، فهو مذهب متناقض في نفسه، ولهذا يلبسون على من لم يفهمه. فهذا كله كفر باطناً وظاهراً بإجماع كل مسلم، ومن شك في كفر هؤلاء بعد معرفة قولهم ومعرفة دين الإسلام فهو كافر كمن يشك في كفر اليهود والنصارى" (الفتاوى 2/368).
وقال أيضاً:"ولا يتصور أن يثني على هؤلاء إلا كافر ملحد، أو جاهل ضال" (الفتاوى 2/367).
ولما سئل شيخ الإسلام عن كتاب فصوص الحكم قال: "ما تضمنه كتاب (فصوص الحكم) وما شاكله من الكلام: فإنه كفر باطناً وظاهراً؛ وباطنه أقبح من ظاهره. وهذا يسمى مذهب أهل الوحدة، وأهل الحلول، وأهل الاتحاد. وهم يسمون أنفسهم المحققين. وهؤلاء نوعان: نوع يقول بذلك مطلقاً، كما هو مذهب صاحب الفصوص ابن عربي وأمثاله: مثل ابن سبعين، وابن الفارض، والقونوي ،والششتري، والتلمساني، وأمثالهم ممـن يقول: إن الوجود واحد، ويقولون: إن وجود المخلوق هو وجود الخالق، لا يثبتون موجودين خلق أحدهما الآخر، بل يقولون: الخالق هو المخلوق، والمخلوق هو الخالق. ويقولون: إن وجود الأصنام هو وجود الله، وإن عبّاد الأصنام ما عبدوا شيئاً إلا الله. ويقولون: إن الحق يوصف بجميع ما يوصف به المخلوق من صفات النقص والذم.
ويقولون: إن عبّاد العجل ما عبدوا إلا الله، وإن موسى أنكر على هارون لكون هارون أنكر عليهم عبادة العجل، وإن موسى كان بزعمهم من العارفين الذين يرون الحق في كل شيء، بل يرونه عين كل شيء، وأن فرعون كان صادقاً في قوله: أنا ربكم الأعلى بل هو عين الحق، ونحو ذلك مما يقوله صاحب الفصوص. ويقول أعظم محققيهم: إن القرآن كله شرك، لأنه فرق بين الرب والعبد؛ وليس التوحيد إلا في كلامنا.


فقيل له: فإذا كان الوجود واحداً، فلم كانت الزوجة حلالاً والأم حراماً؟ فقال: الكل عندنا واحد، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام. فقلنا: حرام عليكم" (الفتاوى 2/364-365).
وقال ابن تيمية أيضاً: "وقد صرح ابن عربي وغيره من شيوخهم بأنه هو الذي يجوع ويعطش، ويمرض ويبول ويَنكح ويُنكح، وأنه موصوف بكل عيب ونقص لأن ذلك هو الكمال عندهم، كما قال في الفصوص ؛ فالعلي بنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستقصى به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية: سواء كانت ممدوحة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة" (الفتاوى 2/265).
ويعتذر شيخ الإسلام عن الإفاضة في بيان عقيدة هؤلاء القوم والتحذير منهم قائلاً:"ولولا أن أصحاب هذا القول كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل التوحيد والتحقيق. وأفضل أهل الطريق، حتى فضلوهم على الأنبياء والمرسلين، وأكابر مشايخ الدين: لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال، وإيضاح هذا الضلال.
ولكن يُعلم أن الضلال لا حد له، وأن العقول إذا فسدت: لم يبق لضلالها حد معقول، فسبحان من فـرق بين نوع الإنسان؛ فجعل منه من هو أفضل العالمين، وجعل منه من هو شر من الشياطين، ولكن تشبيه هؤلاء بالأنبياء والأولياء، كتشبيه مسيلمة الكذاب بسيد أولي الألباب، وهو الذي يوجب جهـاد هؤلاء الملحدين، الذين يفسدون الدنيا والدين" (الفتاوى 2/357-358).


وقال في وجوب إنكار هذه المقالات الكفرية، وفضح أهلها: "فهذه المقالات وأمثالها من أعظم الباطل، وقد نبهنا على بعض ما به يُعرف معناها وأنه باطل، والواجب إنكارها؛ فإن إنكار هذا المنكر الساري في كثير من المسلمين أولى من إنكار دين اليهود والنصارى، الذي لا يضل به المسلمون، لا سيما وأقوال هؤلاء شر من أقوال اليهود والنصارى وفرعون، ومن عرف معناها واعتقدها كان من المنافقين، الذين أمــر الله بجهادهم بقوله تعالى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}[التوبة:73] والنفاق إذا عظم كان صاحبه شراً من كفار أهل الكتاب، وكان في الدرك الأسفل من النار.
وليس لهذه المقالات وجه سائغ، ولو قدر أن بعضها يحتمل في اللغة معنى صحيحاً فإنما يحمل عليها إذا لم يعرف مقصود صاحبها، وهؤلاء قد عرف مقصودهم، كما عرف دين اليهود والنصارى والرافضة، ولهم في ذلك كتب مصنفة، وأشعار مؤلفة، وكلام يفسر بعضه بعضاً.
وقد علم مقصودهم بالضرورة، فلا ينازع في ذلك إلا جاهل لا يلتفت إليه، ويجب بيان معناها وكشف مغزاها لمن أحسن الظن بها، وخيف عليه أن يحسن الظن بها أو أن يضل، فإن ضررها على المسلمين أعظم من ضرر السموم التي يأكلونها ولا يعرفون أنها سموم، وأعظم من ضرر السراق والخونة، الذين لا يعرفون أنهم سراق وخونة.
فإن هؤلاء غاية ضررهم موت الإنسان أو ذهاب ماله، وهذه مصيبة في دنياه قد تكون سبباً لرحمته في الآخرة، وأما هؤلاء: فيسقون الناس شراب الكفر والإلحاد في آنية أنبياء الله وأوليائه، ويلبسون ثياب المجاهدين في سبيل الله، وهم في الباطن من المحاربين لله ورسوله، ويظهرون كلام الكفار والمنافقين، في قوالب ألفاظ أولياء الله المحققين، فيدخل الرجل معهم على أن يصير مؤمناً ولياً لله، فيصير منافقاً عدواً لله" (الفتاوى 2/359).



شبهات المدافعين عنه:
والمدافعون عن ابن عربي إما أن يكونوا جاهلين بحاله، أو هم على شاكلته في الكفر والزندقة ومما دافعوا به عن قولهم إن كلماته وعباراته جاءت على وجه الشطح والسكر وغلبة الوجد، أو أنها عبارات دقيقة ومعاني عميقة لا يعلمها إلا المتخصصون الراسخون في العلم أو أنها مدسوسة عليه وكل هذه الأقوال من الكذب والتلبيس، أما أنها شطح وغلبة سكر، وكتبها في غير صحو ووعي فكذب فإنها كتب مدونة، مقسمة الأبواب منسقة الفصول, مسبوكة العبارة، ومن طالعها لم يشك في مكر وخبث مصنفها وقد ملأ كل صفحة فيها بكفر.
وأما قولهم كتب بلغة لا يفهمها إلا أهلها فكذب مبين، فإنها مكتوبة شعراً ونثراً بعربية فصيحة بمعاني محددة ومفصلة ظاهرها وباطنها الكفر والزندقة، ولا يخفى معناها إلا على جاهل لا علم له بلغة العرب، وقد علم ما فيها علماء الإسلام ممن قرءوها، وخبروها، وعلموا مراد صاحبها على الحقيقة.


ورحم الله نور الدين البكري الشافعي إذ يجيب على هذه الشبهة بقوله: "وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه" (مصرع التصوف ص/144)
وقال أبو حامد الغزالي:"فإن الألفاظ إذا صرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله" (إحياء علوم الدين ج1/ص37).
وأما أنها مدسوسة عليه فكذب، وقد شهد معاصروه عليه بها، وما زال المدافعون عنه يفخرون بنسبة الفتوحات والفصوص إليه ويمتدحونه بها.
وقد ذكر الشيخ الأديب علي الطنطاوي-رحمه الله- حادثة طريفة في معرض رده على من أنكروا عليه بأنه يقول بكفر الكلام الموجود في كتب ابن عربي ما نصه: " أما قوله في أنني لا أعرف شيئاً عن ابن عربي وعن عقيدة وحدة الوجود فأخبره ولا فخر في ذلك أن الذي جلب كتاب الفتوحات من قونيا ونقله من النسخة المكتوبة بخط ابن عربي نفسه والمخطوطة الآن في قونيا هو: جدنا الذي قدم من طنطا إلى دمشق سنة 1250هـ فإن كان أخطأ فإني أسأل له المغفرة وإنني قابلت مع عمي الشيخ عبد القادر الطنطاوي نسخة الفتوحات المطبوعة على هذا الأصل المنقول صفحة صفحة.. وأنا أستغفر الله على ما أنفقت من عمري في قراءة مثل هذه الضلالات" منقول من كتاب (فتاوى علي الطنطاوي).

ما وراء إحياء أفكار ابن عربي:
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: "وفي هذه الأيام يوجد تعاون بين قسم الدراسات الإسلامية في السوربون وبين المسئولين عن العلوم والآداب والفنون عندنا على إخراج كتاب الفتوحات المكية في بضعة وثلاثين سفراً، في نسخ أنيقة فاخرة لتيسير تداولها بين الناس، ولنشر فكر ابن عربي الذي تحتاج إليه أوروبا في هذه الأيام...
والسعي لإحياء أفكار ابن عربي جزء من تضليل أمتنا وتعتيم الرؤية أمامها أو هو عرض لدين مائع يسوي بين المتناقضات إذ قلب ابن عربي -كما وصف نفسه- دير لرهبان وبيت لنيران وكعبة أوثان، إنه تثليث وتوحيد ونفي وإثبات.. هذا الكلام الغث هو قرة عين الصليبين وأمثالهم وهو ما يراد الآن نشره على أوسع نطاق...
إن علماء الأزهر في العصر الأيوبي أنكروا تفكير هذا الرجل وحكموا بكفره وأودع السجن ليلقى جزاءه لكن أصدقاءه نجحوا في تهريبه" (تراثنا الفكري ص/72-74 )
قال الباحث الموسوعي الدكتور عبد الوهاب المسيري:"العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي. وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية.

وفي الختام نسأل الله أن يرينا الحق حقاًُ ويرزقنا إتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

الأربعاء، 19 مايو 2010

اليونان مأزومة.. لماذا لا "تستعمرنا" ؟!

اليونان مأزومة.. لماذا لا "تستعمرنا" ؟!


أمير سعيد
أضيفت بتاريخ : : 17 - 05 - 2010
نقلا عن : موقع المسلم



مسكينة بلاد الإغريق إذ لفها الفقر وأحاط بعنقها طوق الديون، وغدت تستجدي جيرانها الأوروبيين لإنقاذها من أزمتها المالية الشديدة، بما جعلها ثقباً أسود ربما جذب إليها اقتصادات أوروبا ثم امتصها.


من رائدة أوروبا إلى متسولته، صارت اليونان..ومن نبرة الاستعلاء التي كان يرددها ديموسيثينين في الثلث الأخير من ألفية ما قبل الميلاد: "إن البرابرة عبيد أما نحن الهيلينيين فرجال أحرار" إلى كلمات الاستجداء واسترضاء الجيران الأغنياء، ومن السيادة المالية إلى التفريط فيها ووضع الاقتصاد اليوناني العليل تحت الوصاية الاتحادية الأوروبية.

وبـ110 مليار يورو، منها 30 ملياراً وافق عليها صندوق النقد الدولي (10 مايو الحالي) كقروض لبلد الديموقراطية الأول في العالم، باع "الرجال الأحرار" أنفسهم لـ"العبيد"، ومضوا في الطريق إلى نفق الدين المظلم وثقلة الربا الماحقة، سابقين آخرين في بلاد الأندلس البائدة بشقيها الإسباني والبرتغالي، وغيرهم.


ويتداعى "الأصدقاء"، ليس لإنقاذ اليونان، وإنما لكيلا لا تعطب تفاحتها الفاسدة كل رفيقاتها في الصندوق، تقاريرهم تؤكد ذلك، وتحذر بشدة من امتداد رقعة الأزمة اليونانية لتشمل أوروبا كلها، ومن مغبة التأثيرات الاجتماعية الواسعة التي قد تضرب أجزاء أخرى من أوروبا إذا لم يتم تدارك الأزمة اليونانية، ومن مظاهرات قد تندلع في أكثر من بلد يكاد يقترب من الحافة التي وصلت إليها اليونان فجأة، يتفقون في خطورة الأزمة، ويختلفون في تفاصيلها، ومن بين أهم ما يثير الجدل هو تهاوي هذا الاقتصاد الذي ظُن متعافياً بعد تسعة أعوام فقط من الانضمام لمنطقة اليورو العملاقة، وحينها ظن اليونان أن "الحظ قد ابتسم لهم" وصاروا أقراناً لدول مثل ألمانيا وبريطانيا، على الأقل في عضوية الاتحاد الأوروبي، بما تمنحه تلك من امتيازات اقتصادية كان مفترضاً أن تقود إلى متانة اقتصادات الدول المنضمة حديثة في المدى القريب، فكان العكس!

لا أحد تقريباً التفت إلى حقيقة مؤلمة وقاسية، وهي رغم ألمها صادقة؛ فالخبراء قد شرقوا وغربوا في أسباب الأزمة وتعسفوا في اختلاق أسباب وجيهة لهذا الانهيار؛ فلم يجدوا إلا الفساد وكثرة "فوائد" الديون، وتجاهلوا سبباً جوهرياً يجعل عدداً من دول أوروبا لا تشاطر نظيراتها الثراء والرفاه.


إنه عجز اليونان عن امتصاص اقتصاداتنا العربية ورؤوس أموالنا الغبية، مع أننا بكل جدارة تداعينا لأزمتها بالاضطراب المالي في أسواقنا وبورصاتنا رغم عدم ارتباطنا المباشر باقتصادها الواهن.

تلك مسألة أخرى عرضية، لكن لا بأس من ذكرها، وهي تلك المتعلقة باعتلال اقتصاداتنا العربية كلما أصاب الاقتصاد العالمي خيراً أو شر!! وكلما ارتفع سعر النفط أو هبط!! وكلما انتعشت البورصات العالمية أو تهاوت؛ فنحن الصدر الحنون لهذا الاقتصاد العالمي، ونحن ضحية صعوده وهبوطه معاً، ولا أحد بوسعه الآن الإجابة عن سؤال جوهري نتجاهله عمداً، وهو عن المستفيد من "حلب" تريليوناتنا في الأزمة المالية العالمية، ولمن ذهبت الأموال التي خسرها العرب، أكبر متضرر حقيقي في الأزمة المالية العالمية التي ظهرت فجأة واختفت أيضاً فجأة، تماماً مثل قضية إنفلونزا الخنازير وأمصالها التي اشتريناها بملياراتنا السائبة، وأحجم العقلاء عن ذلك في العالم كله!!


اليونان مأزومة الآن لأنها ما أنشأت جيشاً يحتل بلادنا، ولم تمنحنا "معاملة متميزة" في اتفاقاتنا الأمنية، وهي لم تفعل ما تفعله أمريكا ولا بريطانيا ولا فرنسا، حتى ولا ألمانيا التي انهزمنا دونها نفسياً لا عسكرياً ونجحنا ـ غير مشكورين ـ في إنقاذ اقتصادها قبل عام من الاضطراب والتأثر جراء الأزمة العالمية، وانتثرت تقارير إبان انتخاباتها الماضية تلمح إلى دول عربية بعينها تدخلت لإنقاذ هذا الاقتصاد "العربي" من التراجع، بضخها أموالاً سائلة في وقت الأزمة، مع أن الألمان بعد ذلك امتعضوا من مشاركة بعض أصحاب رؤوس أموالنا في صفقات شراء شركات السيارات الألمانية الموشكة على الإفلاس كفولكس فاجن وبورش وأودي وأخيراً مرسيدس، وتمنوا ألا يعقدوا صفقات مع عرب إلا حالما شعروا بصعوبة الموقف، وحينها قال السفير الألماني السابق المعتمد في أكثر من بلد عربي بلغة عربية فصيحة "الصديق وقت الضيق"؛ فأنعم بنا من أصدقاء!!

واليونان تعالج أزمتها بصعوبة بالغة لأنها لم تعقد معنا شراكات اقتصادية ولم تستقبل رؤوس أموالنا السائبة في بلدها ولم تفلح في إقناعنا بالمساهمة بنسب لا تتجاوز 30% في شركاتها الكبيرة لكي نمارس دور قنطرة العبور إلى التعافي من الأزمة، والشريك القادر على ضخ السيولة عند جفاف الأموال.


قد كان بإمكان اليونان إغراءنا بالسياحة في بلادها ولدينا ما يكفي من المال لضخه في خزائن أموالها السياحية، وقد كانت تستطيع دبلجة بعض مسلسلاتنا وجرنا لرؤية أماكن تصوير "أبطالها"، أو كان بوسعها أن تشاركنا في تطوير مؤسساتنا التعليمية وإرشادنا للطريقة الصحيحة التي ينبغي علينا أن نربي بها أبناءنا.

وإذا كان "الصديق وقت الضيق" ـ كما يقول السفير الألماني المخضرم ـ فكيف لم يفكر ساسة اليونان في عرض تقديم مساعدة إلينا في مجالات الصناعات الحيوية للعبور إلى الألفية الجديدة بإنشاء مصانع العلكة والبسكويت؟!


ولماذا لم تغرنا بتعلم اللغة اليونانية وحزم حقائبنا بعشرات الآلاف للتعلم في جامعاتها ومعاهدها حتى نستنير بنور علم اليونان وأفكار أفلاطون، ولا مانع من تحديث الفلسفة القديمة لفتح شهيتنا أكثر لتعلم علوم الإدارة الحديثة وتنمية الذات؟!

أبواب الخير لدينا كثيرة ومشرعة على مصراعيها ولا أحد كان يمنعها سوى "المستعمرين" الأصليين، وقلة ولهنا وإعجابنا وتتيمنا بالأمريكي والبريطاني، وبوسع ساسة أثينا ـ وهم لذلك أهل، وهم أهل الحكمة والمنطق ـ أن يقنعوا هؤلاء بقطع صغيرة من كعكتنا مثلما نجح الصغار في إفساح بعض المجال لهم والتقاط بعض اللقيمات المشبعة من اتفاقات نفط العراق المؤسسة على قانون النفط العراقي الذي خطه التحرريون المستقلون الجدد في بغداد..

مخطئة أنت يا بلاد الإغريق، وتستحقين بغبائك كل ما يحدث لك الآن!!


أمير سعيد - 27/5/1431 هـ
amirsaid@gawab.com

وفاء سلطان مصلحة اجتماعية أم مجرد انتهازية؟ رحلة مثيرة من الفقر إلى الغنى ..

وفاء سلطان مصلحة اجتماعية أم مجرد انتهازية؟ رحلة مثيرة من الفقر إلى الغنى ..

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 18 - 05 - 2010
نقلا عن : المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير



مجلة (إن فوكاس) الأمريكية والتي تصدر في لوس أنجيلس في جنوب و لاية كاليفورنيا حيث تقيم وفاء قامتبهذا التحقيق الصحفي حول وفاء سلطان أعده للمجلة الكاتب عبد السلام محمد وترجمه المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير.
وُصِفَت بأنها بطلة، مصلحة، محاربة، وشجاعة أعلنت عن تحدَّيها للعالم الإسلامي وناضلت من أجل ما تعتقد أنه الحقيقة. اختيرت في عام 2006 من قبل مجلة التايم من بين 100 شخصية الأكثر تأثيرًا ممن«يتغير العالم تحت وقع النموذج القوي والموهوب والأخلاقي الذي يمثلونه. » لقد كرمت د. وفاء سلطان عددًا لا يحصى من المرات لظهورها الشهير على فضائية الجزيرة في مواجهة عالم الدين الإسلامي د. إبراهيم الخولي في 21 فبراير 2006.

في هذا المقطع المشهود الذي وزعته معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (ميمري) على نطاق واسع، أشارت د. سلطان إلى الصراع الجاري بين الغرب وبين المسلحين المسلمين باعتباره«صدام يدور بين عقلية تنتمي إلى العصور الوسطى وأخرى تنتمي إلى القرن الواحد والعشرين. . . صراع بين الحضارة والتخلف، بين المتحضرين والبدائيين، بين البربرية والعقلانية. » انتشر هذا المقطع على الإنترنت كانتشار النار في الهشيم وجعل مركب وفاء سلطان تحط بسلام على صفحات اللوس أنجلوس تايمز والنيويورك تايمز والسي إن إن جنبًا إلى جنب مع الآخرين. وقد قدرت (ميمري)عدد مشاهدي هذا المقطع بما لا يقل عن مليون مشاهد.
فجأة، وبطريقة يلفها الغموض، وجدت وفاء سلطان نفسها محط الاهتمام والخلافات. من ناحية، أصبحت الطفلة المدللة لكثير من خبراء الإعلام ممن ينتمون إلى اليمين المحافظ في أمريكا وبشكل أساسي للمجموعات ذات التوجه المناصر لإسرائيل الذين أظهروها باعتبارها منارة الإصلاح التي وقفت في وجه أخطاء الإسلام والمسلمين. من ناحية أخرى، رأى المسلمون أن سلطان عبر ترديدها المزاعم البذيئة والعارية عن الصحة بل وحتى التي تقطر جهلا بحق دينهم، فإنها ليست إلا بيدقًا يتلاعب به أعداء الإسلام، وانتهازية تعمق عن عمد الانقسام الموجود بالفعل بين العالمين الإسلامي والغربي لأسباب خفية بعيدة تشمل تطلعها إلى الشهرة والثروة .

وسواء أكانت مصلحة أم انتهازية، فإن سلطان تواصل الاستمتاع بالأضواء حيث تظهر بشكل روتيني كضيف متحدث في كثير من الفعاليات ومؤتمرات جمع التبرعات بطول أمريكا وعرضها. وكلما اتسعت حدود شهرتها، كلما زاد عدد معجبيها وكذلك شانئيها.
ولدت وفاء سلطان في مدينة بانياس الساحلية السورية في عام 1958 ونشأت في أسرة علوية بسيطة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة . التحقت د. سلطان بجامعة حلب حيث تخصصت في ميدان الدراسات الطبية. [1]
في حوار لها مع النيويورك تايمز، ادعت وفاء سلطان أن مسلحين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين في عام 1979 اقتحموا حجرة التدريس في الجامعة وقاموا بقتل أستاذها أمام عينيها. ومنذ هذه اللحظة بدأ الشعور بالغضب تجاه الإسلام يتملكها الأمر الذي ساعدها على التحرر من أوهام الإيمان.

وفقًا لما جاء في المقابلة ذاتها، فقد تقدمت وفاء وزوجها مفيد، الذي يعرف الآن باسمه الأمريكي ديفيد، وطفلاهما بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة في عام 1989 ليقبل طلبهم وليستقروا في النهاية مع أصدقائهم في مدينة سيريتوس بولاية كاليفورنيا.
بعد الحادي عشر من سبتمبر، بدأت وفاء، وفقا لبعض التقارير، في الكتابة في موقع «الناقد» وهو موقع يديره إلحادي على الشبكة العنكبوتية يديره مهاجر سوري يعيش في مدينة فوينيكس في ولاية أريزونا الأمريكية. كتبت وفاء مقالا غاضبا عن الإخوان المسلمين ما جعلها تلفت أنظار القائمين على أمر قناة الجزيرة الذين دعوها لمناظرة، مع أحد الإسلاميين الجزائريين أولا ثم مرة أخرى مع د. إبراهيم الخولي أحد علماء جامعة الأزهر الشهيرة، وكان ذلك في فبراير 2006 . [2]

لقد كانت مناظرة وفاء سلطان الثانية التي جرت ترجمة مقاطع منها ونشرها بمعرفة معهد(ميمري) هي التي لفتت إليها أنظار العالم! لقد انتقلت وفاء من خمول الذكر إلى عالم الشهرة الفسيح في بضع أسابيع.
وفي الوقت الذي لا يملك محبوا سلطان سوى الإشادة بها، يتهمها شانئوها بأن كثيرًا من مزاعمها العلنية لا تتفق مع الحقيقة. فوق ذلك، يؤكد أعداؤها أن الأسباب التي تقف وراء شهرتها تتعلق في الغالب بحياتها الخاصة أكثر من تعلقها برغبتها في إصلاح الإسلام.
عدنان حلبي[3]، مهاجر من أصل سوري التقى آل سلطان وتعرف عليهم حينما وصلوا الولايات المتحدة للمرة الأولى، تحدث إلينا بإسهاب عما لا يعرفه إلا القليل جدا من معلومات عن وفاء سلطان.
وفقا لحلبي، وصلت د. وفاء أحمد(اسمها قبل الزواج) إلى كاليفورنيا بصحبة زوجها مفيد(ديفيد حاليا) في أواخر الثمانينات بتأشيرة سياحية. وقد دخلا البلاد كزوجين، وهو عكس ما صرحت به للنيورك تايمز، وتركا طفليهما وراءهما في سوريا.

مصدر آخر يدعى «نبيل مصطفى»، سوري أيضًا، قال لنا إنه قد تعرف على مفيد سلطان عن طريق صديق شخصي يعرف الأسرة جيدًا وأنهما قد انتهى بهما الحال يتناولان الشاي في شقة آل سلطان ذات حجرة النوم الواحدة في إحدى أمسيات 1989 . بعد ذلك حكى مفيد لمصطفى كيف اجتمع شمله مرة أخرى بطفليه. وفقًا لما أخبرنا به مصطفى، أخبره مفيد سلطان أنهما بعد أن دخلا البلاد بفترة قصيرة، أرسلت زوجته، وفاء سلطان، بالبريد جواز سفرها إلى أختها إلهام أحمد في سوريا(كان تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة التي يحملها الجواز ما تزال صالحة).
ولأن إلهام كانت تشبه أختها كثيرًا، كانت خطتها أن تذهب إلهام إلى سفارة المكسيك في دمشق لتحصل على تأشيرة دخول إلى المكسيك وأن تتأكد أن الطائرة التي سيحجزون للسفر على متنها ستقف ترانزيت في أي مكان داخل الولايات المتحدة .

وفي وجود التأشيرة الأمريكية سارية المفعول في وثيقة سفر وفاء سلطان، لم يكن هناك ما يمنع إلهام سلطان من الحصول على إذن دخول إلى المكسيك. بعد ذلك بوقت قصير، حطت الطائرة التي تقل إلهام بصحبة ابني وفاء سلطان إلى «هيوستن» بولاية«تكساس». ثم استطاعت هي وطفلاها (في الظاهر) في الخروج من المطار ليقلهما مفيد سلطان من هناك وليصطحبهم إلى كاليفورنيا.
وقد تقدم آل سلطان للحصول على إقامة كاملة، مستفيدين من قانون ييسر هذا الأمر للمزارعين، وذلك عبر سيدة مكسيكية تعمل كعاملة في مزرعة. هذه المرأة ساعدت مفيد في استخراج أوراق عمل عبر ادعائهم أنه كان قد عمل كمزارع مدة أربع سنوات. وقد نجح الأمر وحصل آل سلطان على بطاقة إثبات الشخصية(الجرين كارد).

بقدر ما تبدو القصة غير عجيبة، أخبر مصطفى مراسل«إن فوكس» أن هذه القصة بحذافيرها قد سمعها من مفيد سلطان نفسه. حلبي أكد القصة كذلك رغم أنه لا يعرف مصطفى وقد سمعها هذه المرة من د. وفاء سلطان نفسها ولكن بقدر أقل من التفاصيل. لقد رفضت وفاء سلطان مرارا وتكرارا طلبات موقع«إن فوكَس» لإجراء حوار أو أخذ تعليقات من جانبها على هذه الادعاءات. وقد اتصلت «إن فوكس»بإدارة الهجرة والجوازات(ICE) لكي يؤكدوا أو ينفوا صحة هذه القصة لكنَّ أحد المسئولين أخبرهم أنهم سينظرون في هذه الادعاءات وهذا سيستغرق شهورا من البحث.
حلبي يزعم أن إلهام أحمد عاشت في الولايات المتحدة بطريقة غير شرعية لدى أختها وفاء لسنين حتى التقت مسيحيا عربيا يدعى خالد موسى شهادة تزوجته في النهاية (تزوجا في نيفادا يوم 12 / 8 / 1991 وتطلقا في 2002). في هذه الفترة حدث وأن توطدت علاقة حلبي بآل سلطان.

يقول حلبي أن آل سلطان عاشوا في فقر مدقع. يقول حلبي:«كانت قيمة الإيجار المستحق عليهم أكثر من 1000 دولار شهريا وكان كل ما يحصل عليه مفيد 800 دولار فحسب». اضطرت د. وفاء سلطان أن تؤجر غرفة من شقتها وأن تعمل في محل بيتزا في «نورووك» بولاية«كاليفورنيا» حيث كان أحد الأصدقاء يوصلها إلى عملها ويعود ليأخذها يوميا. هذا الصديق نفسه كان يحسن إلى آل سلطان في ما يتعلق بالبقالة ومن حين لآخر كانوا يقترضون منه مالا يسدوا به حاجتهم فيما تبقى من الشهر. يتذكر حلبي هذه الأيام:«لقد كان نضالا عصيبًا. ويضيف:«لقد قضت العائلة سنوات متتالية لم يكن بمقدورهم خلالها أن يدخروا أي أموال. » ويضيف حلبي أنه في هذه الفترة لم يحدث أن تنامى إلى علمه أن آل سلطان ناقشوا أبدًا أيَّ أمور تتعلق بالدين أو بالسياسة أو أي موضوع له صلة بنشاطاتها الحالية. يقول حلبي:«وفاء امرأة ذكية ومتحدثة لبقة وذات شخصية قوية، لكنها أبدًا لم تحشر أنفها في أمور الدين أو السياسة كما هو حالها الآن. »
وفيما يتعلق بادعائها مقتل أستاذها (يعتقد البعض أنه هو نفسه يوسف اليوسف)رميًا بالرصاص في غرفة التدريس بالكلية في جامعة حلب، قال حلبي إن هذه الحادثة غير صحيحة بالمرة. يقول:«كان هناك أستاذ قتل بالفعل في 1979 تقريبًا، هذا صحيح، لكن هذا حدث خارج الحرم الجامعي ولم تكن وفاء سلطان حتى على مقربة من مكان مقتل في لحظة وقوع الحادث، »

ولقد اتصل موقع «إن فوكَس» بجامعة حلب وتحدث مراسله إلى د. رياض أسفاري، عميد كلية الطب، الذي أكد رواية حلبي. يقول د. سفاري « نعم، حدث إطلاق النار على أحد الأساتذة ولكن كان هذا خارج الحرم الجامعي، » .

وقد كان د. سفاري حريصًا على أن يضيف أنه لم يحدث أن قتل شخص ما في غرفة تدريس في أي وقت وفي أي مكان بالجامعة.
غادة مؤذن، مهاجرة من أصل سوري كانت طالبة بجامعة حلب في عام 1979 في السنة الدراسية الثانية، قالت لمراسل«إن فوكَس»أنها لم تسمع أبدًا عن حادثة الاغتيال. تقول غادة:«كنا سنعلم بوقوع حادثة قتل لو حدثت بالفعل، ». وتضيف:«كان هذا ليعدُّ حدثًا كبيرًا داخل الجامعة وأنا لا أتذكر أني سمعت أبدًا بوقوعه. » غادة مؤذن، التي تعيش في «جليندورا» بولاية «كاليفورنيا»، أضافت أن أمن الدولة كان حاضرًا على الدوام حول أسوار الجامعة نظرًا للمناخ السياسي في سوريا في هذا الوقت.


ما في هذا الأقوال التي حكتها سلطان من تناقضات وأنصاف حقائق مثل هذه الحادثة رسخ عند منتقديها قناعة بأن الدافع وراء هجومها على الإسلام والمسلمين هو شئ آخر بخلاف رغبتها المزعومة في الإصلاح.

منتقديها هؤلاء أنفسهم يؤكدون أن أعداء الإسلام والمصابين بفوبيا الإسلام بالتأكيد هم من يقفون وراء وفاء سلطان وأمثالها. وهم يؤكدون دعواهم من خلال الإشارة إلى أن المقطع الذي حقق لها الشهرة كان قد وُزِّع بمعرفة معهد «ميمري» وهي مجموعة إعلامية تزعم أنها تترجم وتوزع أخبار من الشرق الأوسط بطريقة مستقلة وهي في الحقيقة تناصر الاتجاه الداعم لإسرائيل. في مقال معنون ب:«انتقائية «ميمري»» نشر في 12 أغسطس 2002 في صحيفة الجارديان البريطانية، كتب صحفي التحقيقات برايان ويتاكر يقول:«الروايات التي تختارها «ميمري» للترجمة تمضي على وتيرة واحدة:فهي إما تعكس بصورة سيئة صورة العرب أو بطريقة ما تعلي من شأن الأجندة السياسية لدولة إسرائيل. »

وفقًا لما ذكره واتياكر، مؤسس معهد«ميمري»هو شخص إسرائيلي يدعى «ييجال كرمون». يقول بريان في مقاله:«السيد، أو بالأحرى، العقيد «كارمون»قضى 22 عامًا في المخابرات الإسرائيلية وخدم فيما بعد كمستشار لشئون مكافحة الإرهاب لرئيسي وزراء إسرائيليين وهم إسحاق شامير وإسحاق رابين. . . ومن بين ستة أشخاص يوصفون بأنهم ضمن«طاقم العاملين في «ميمري»»، هناك ثلاثة أشخاص، أحدهم العقيد كارمون، يوصفون بأنهم ممن علموا لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي. »


وجه آخر من أوجه التحامل المتعمد وقصر البصر الإعلامي، كما يقول المنتقدون، هو أن المقطع الذي تظهر فيه وفاء سلطان على قناة الجزيرة كان قد تعرض عن عمد لعملية تعديل «أخرجت الكلام عن سياقه» ليؤكد وجهة نظر واحدة ولينصر مزاعم وفاء سلطان من خلال أسلوب خاص يتميز به الإعلام الأمريكي في عرض مقاطع قصيرة، و في الوقت نفسه يظهرون المناظر الآخر في صورة المهزوم.

وقد استطاعت «إن فوكَس»أن تحصل على نص مترجم للمناظرة التي جرت على فضائية الجزيرة. أحد الأمثلة على التحامل الذي يزعمه المنتقدون لوفاء سلطان هو أكثر اقتباسات «ميمري» من كلمات وفاء سلطان سخونةً:«إنه صراع بين الحضارة والتخلف، بين المتحضرين والبدائيين، بين البربرية والعقلانية. »

في النص الكامل للمناظرة، يرد الشيخ إبراهيم الخولي بقوله:«هنا ينبغي أن نسأل سؤالا. . . من الذي ساعد على التعجيل بهذا الصراع؟ ومن الذي بدأه، هل هم المسلمون؟المسلمون الآن في موقف دفاعي يردون به العدوان . . . ومن الذي قال إن المسلمين كانوا متخلفين؟ربما هم متخلفون على المستوي التقني، ولكن من قال إن هذا هو معيار إنسانية الإنسان؟إن المسلمين أكثر تقدمًا من الغرب على المستوى الإنساني، وعلى مستوى القيم والمبادئ التي يعززونها. »

كذلك اكتشفت«إن فوكَس» أن موقع «الناقد» الذي من المفترض أنها كانت تكتب فيه قبل أن تلفت انتباه فضائية الجزيرة ليس «موقع إصلاحي إسلامي»كما ذُكِرَ في مقال النيويورك تايمز، بل هو بالأحرى مدونة قومية عربية يديرها مسيحيٌّ سوريٌّ يصفها بأنها«تتطابق مع الأخلاق والمبادئ المسيحية» وهي تطفح بالكتابات المعادية للإسلام.

قائمة منتقدي وفاء سلطان لا تقتصر على من يدينون بالإسلام، بل إن بينهم من ينتمي للديانة اليهودية كذلك. في مقال كتب في صفحة الآراء الشخصية نشر على صفحات صحيفة لوس أنجلوس تايمز بتاريخ 25 يونيو 2006 تحت عنوان«آن كولتر المسلمة»، كتب ستيفن يوليوس شتاين، الحاخام بمعبد ويلشاير بولفارد، والذي كان من بين الحضور في مؤتمر لجمع التبرعات لصالح منظمة يهودية محلية كانت وفاء سلطان حاضرة فيه كمتحدثة:« كلما تحدثت وفاء سلطان، كلما بدى جليًّا أن تقدم العالم الإسلامي ليس من بين اهتماماتها. . . فهي لم تقدم أبدًا أيَّ بديلٍ إسلامي صحيٍّ أو سلميٍّ. »

وقد ذكر الحاخام أن «جوديا بيرل»، والد الصحفي المقتول في باكستان «دانيال بيرل»:« كان واحدًا من بين الأصوات القليلة المنضبطة والدقيقة التي سمعتها خلال ظهيرة هذا اليوم. في معرض رده على تأكيدات سلطان أن القرآن يتضمن فحسب آيات تدعو إلى ارتكاب الشرور والقهر، قال بيرل إنه يعلم كذلك أن هذا الكتاب يتضمن «آيات تدعو إلى السلام» يتخذها أنصار الإسلام دليلاً على الهدف الحقيقي لهذا الدين. أما الآيات التي تتناول الحرب فهي تعبر عن «موروث ثقافي» ولها مثيلاتها في آيات التوراة. »

ويضيف:« أنا لا أدافع عن الإسلام. لكن إشارات وفاء سلطان الزائدة عن الحد والتي لا يمكن التسامح معها أثناء هذه المحاضرة، جنبـًا إلى جنب مع إغفالها ذكر الجهود الهامة والحثيثة التي يبذلها المركز الإسلامي، أهانت كل المسلمين واليهود في لوس أنجلوس وبطول البلاد وعرضها ممن يحاولون كسر الهوة الثقافية التي تفصل الدينين. وهذا سببي الأول الذي من أجله خرجت شاعرًا بالسخط تجاه هذا الحدث. »
في النهاية، ستظل د. وفاء سلطان مثارًا للجدل . وهي لا تخشى أن تجاهر بآرائها.

قالت ذات يوم:«لا أعتقد أنه من الممكن إصلاح الإسلام. » وادعت أن القرآن ممتلئ بالحض على العنف وكراهية النساء والأفكار المتطرفة. منتقدوها يعتقدون أنها لا يمكن أن يطلق عليها لقب مصلحة مسلمة فهي نفسها جحدت الإسلام علانيةً وأعلنت أنها ملحدة.
فيما يتعلق بالمشكلات المالية التي كان آل سلطان يعانون منها، قال حلبي ل«إن فوكَس»إنه بمجرد أن بدأت وفاء تجد لها موطئ قدم تحت سماء الشهرة أصبحت هذه المشكلات في خبر كان. يقول حلبي:«لقد اشترت منزلا لنفسها وآخر لابنها. . . »

وعندما سألنا حلبي عن مصدر ثرائها المفاجئ، قال إنه لا يعلم تماما.
وعن الأسباب التي دفعت وفاء سلطان للهجوم على الإسلام في عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر، قال لنا حلبي بأسى:«إنه الفقر الذي يجبر الناس على أن يبيعوا أرواحهم. »

ترجم هذا التقرير بمعرفة المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير
ولا يجوز نقله دون ذكر المصدر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] وفقا لما جاء في موسوعة ويكيبيديا المفتوحة.
[2] هذا الجزء مأخوذ عن عدد النيويورك تايمز الصادر في 11 مارس 2006
[3] عدنان حلبي هو اسم مستعار. وقد وافق على الحديث مع (إن فوكَس)بشرط عدم ذكر شخصيته الحقيقية. حتى يومنا هذا، يؤكد عدنان أنه ما يزال صديقًا لآل سلطان.

الاثنين، 17 مايو 2010

نجوى طالبة مسكينة

نجوى طالبة مسكينة


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 16 - 05 - 2010
نقلا عن : خالد المصري - المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير





نجوى طالبة إسبانية من أصول مغربية في السادسة عشر من العمر، في بدايات المرحلة الثانوية وقبل بداية العام الدراسي أبدت لأبويها رغبتها في لبس الحجاب وأن تبدأ به العام الدراسي، لم يمانع أبواها وبدأت نجوى بالفعل الذهاب إلى المدرسة بالحجاب يومياً حتى بدأت إدارة المدرسة تكره شكلها بالحجاب وسط زميلاتها فسلطت عليها المدرسين للتحرش بها ومضايقتها طوال فترات الدراسة، بل والاستهزاء بها بالغمز واللمز أثناء الحصص وبينها، كانت نجوى تصبر وتكتم في نفسها وتصر على الذهاب بالحجاب يومياً وتعود للبيت ولا تخبر أبويها بما حدث لها، فلما وجدت إدارة المدرسة أن هذا الأسلوب فشل معها، قررت منعها من دخول فصلها الدراسي، وزيادة في إذلالها صرحت لها بدخول المدرسة ولكن لم تصرح لها بدخول الفصل ولا بالدراسة مع زميلاتها ..

كانت نجوى تذهب إلى المدرسة كل صباح فيتم منعها من دخول الفصل فتتجه إلى غرفة استراحة الزوار وتجلس فيها طوال النهار وهي صامتة حزينة، حتى ينتهي اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها ....
وتأتي في اليوم التالي وتُمنع من دخول الفصل فتذهب إلى غرفة الاستراحة جالسة (لتجلس فيها) حتى انتهاء اليوم الدراسي ثم تعود إلى بيتها، ظلت نجوى أسبوعين كاملين على هذا المنوال، وإدارة المدرسة رافضة لدخولها الفصل مادامت ترتدي الحجاب، وهي تأتي في اليوم التالي في تحد لكل الظلم السافر الذي تتعرض له، بدأت زميلاتها يتضامَنَّ معها فينتظرن انتهاء الدروس ويجتمعن معها في غرفة الاستراحة...

منهن من تحاول إضحاكها ومنهن من تأتي لها بطعام تأكله ومنهن من تتطوع وتشرح لها دروس اليوم، أصبح التجمع يومياً ويزداد يوماً بعد يوم، ولم يقتصر الحضور على زميلاتها في الفصل بل شمل الحضور الفصول الأخرى من نفس المرحلة ومن مراحل أخرى ...

الكل أصبح متعاطفاً معها بطريقة صدمت إدارة المدرسة، حدث أثناء هذه الأحداث موقف في منتهى العجب، فوجئت إدارة المدرسة بخمس طالبات إسبانيات كاثوليكيات قادمات إلى المدرسة بالحجاب، فتم حجزهن في إحدى غرف المدرسة وبسؤالهن قلن أنهن فعلن ذلك ليشعرن بنفس الشعور الذي تشعر به زميلتهن نجوى المسلمة، بعد هذا الموقف قررت إدارة المدرسة اتخاذ قرار حاسم وفوري، قررت على الفور طرد نجوى نهائياً من المدرسة وعدم السماح لها بالدخول، فكان القرار صادماً بشدة للرأي العام الذي تعاطف معها، فقرر وزير التعليم عودة نجوى إلى المدرسة فوراً ولكن إدارة المدرسة رفضت تنفيذ القرار، فمكثت نجوى في بيتها مصدومة بعد قرار المدرسة بفصلها نهائياً ...

في حقيقة الأمر، القضية استفزت الرأي العام الإسباني، بل قد تقول إنها كانت صادمة له بعنف وبدأ الرأي العام يستنكر قرار المدرسة، وسحبت نجوى أوراقها من هذه المدرسة وتقدمت لمدرسة أخرى عربية موجودة في نفس المدينة .

هذا الحال يا سادة هو حال المحجبات في الغرب، الشهر الماضي قامت محطة إيه بي سي (ABC) الإخبارية الأمريكية بعمل تحقيق في منتهى الروعة لتعرف به رد فعل المجتمع الأمريكي على المحجبة، قامت بالاتفاق مع سوبر ماركت (متجر) ووضعت فيه شخصاً يقوم بدور البائع واتفقت مع ممثلة أمريكية مغمورة لتمثل دور المسلمة المحجبة، ويكون السيناريو هو دخول الفتاة الممثلة الأمريكية لتشتري بعض الأشياء من زميلها الممثل الآخر البائع في السوبر ماركت، ثم ينتظر حضور شخص غريب يقوم بالشراء -وأثناء شرائه يدور الحوار بين الزميلين الممثلين أمام الشخص- ويقوم خلاله البائع بشتم المحجبة واتهامها بالإرهاب ويرفض أن يبيع لها لأنها محجبة ومسلمة، ثم ينتظر رد فعل الشخص الآخر والكاميرا في مكان لا يرى ترصد كل حركاته والمفاجأة أن أكثر من تسعين بالمئة من الناس كانوا متعاطفين بشدة معها ومنهم من دافع عنها ورفض الشراء وهناك من كان يتصدى له وينهره ويبلغه بوجوب التعامل معها باحترام، بل منهم من بكى تعاطفاً، قالت المحطة بأنها تفاجأت بردود أفعال الناس بهذه الطريقة .

بالأمس أصدرت بلجيكا قرارا يمنع النقاب في الشوارع وكذلك فرنسا وسويسرا والنمسا والسويد في طريقها بل وإسرائيل أيضاً في طريقها، ما تتعرض له البلاد الغربية من محاولات طمس الهوية الإسلامية ومحاربة كل الأشكال الإسلامية شئ لا يدعو إلى الاستغراب بقدر ما يبين لنا ما مدى الحال الذي بدأ يتعامل به الغرب النصراني مع الإسلام المتنامي، وهذا يفسر بوضوح بعض المصطلحات الحديثة مثل الإسلاموفوبيا أو أسلمة أوربا .
الغرب مرعوب من انتشار الإسلام بهذه الصورة خاصة بعد تلاشي دور الكنيسة الغارقة في الشذوذ.

الكنيسة التي هجرها النصارى بسبب فضائحها التي لا تنتهي. الإسلام قادم وبقوة في قلب الغرب، منعوا الحجاب أو منعوا النقاب لا يهم فالمجتمعات نفسها بدأت تتقبله وتدافع عنه وهذا له مقال منفرد آخر إن شاء الله .

الخميس، 13 مايو 2010

أرقام العرب القياسية ـ الحمص نموذجاً

أرقام العرب القياسية ـ الحمص نموذجاً


شريف عبد العزيز
أضيفت بتاريخ : : 11 - 05 - 2010
نقلا عن : موقع مفكرة الإسلام




يـوم الطين

مفكرة الإسلام: ذكر المؤرخون الأندلسيون أمثال ابن بسام في الذخيرة ، والمقري في نفح الطيب ، وابن عذاري في البيان المغرب : أن ( اعتماد الرميكية ) زوجة أمير اشبيلية الشهير ( المعتمد بن عباد) أيام حقبة ملوك الطوائف ، قد رأت ذات يوم باشبيلية نساء البادية يبعن اللبن في القرب وهن رافعات عن سوقهن في الطين ، فقالت لزوجها : اشتهي أن أفعل أنا وجواري مثل هؤلاء النسوة ! فأمر ( المعتمد ) بالعنبر والمسك والكافور وماء الورد بكميات ضخمة ، وصيّرها جميعاً بحيرة كبيرة من طين في حديقة قصره المنيف باشبيلية ، وصنع لها القرب من خيوط الحرير النادر المشغولة بالذهب ، وخرجت هي وجواريها يخضن ويلعبن في بحيرة طين المسك والعنبر والكافور ، فلعبن قليلاً ثم مللن منها وخرجن ، وقد أنفق ( المعتمد ) أموالاً طائلة علي ذلك الموقف حتى لا يدرك شأوه أحد ويكون مثلاً سائراً في الجزيرة كلها .

ــ وبالفعل صار المعتمد و زوجته اعتماد مثلاً سائراً عبر التاريخ ، ولكن مثلاً في السفاهة والبذخ والإسراف والانغماس في الشهوات والملذات والأفعال الغريبة والفاشلة ، ودفع كلاهما ثمن ذلك غالياً جداً بعد أن سقطت اشبيلية في يد المرابطين ، وقضيا آخر سنوات عمرهما في بيت وضيع ضيق بعد أن ضاع ملكهما وعزهما وكان عاقبة أمرهما خسراً .


وما زالت الإنجازات تتوالى

ـ واليوم ورغم مرور مئات السنين علي تلك الحادثة الغريبة ما زالت انجازات العرب في ميدان السفه والتفاهة والبذخ والإسراف تتوالي ، ومازال العرب يسطرون كل يوم أمجاداً جديدة تضاف لسجل أمجادهم في فترة الاستيلاء الاستهلاكي علي العقلية العربية الكليلة والأسيرة ، بل قل المفتونة بكل عجيب وغريب ، وموسوعة الأرقام القياسية المسماة بموسوعة ( جينيس ) تحفل بالعديد من الأسماء العربية في مجالات قل وندر أن تجد أحدها فيها من غير العرب .

ـ ففي حين تتقدم الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الأرقام القياسية ب4412 رقم قياسي ، تليها انجلترا ب2268 رقم ، ثم ألمانيا ب530 رقم قياسي ، نجد أن العرب لهم حضور لافت بالإمارات علي رأس القائمة العربية ب 53 رقم ، وتليها مصر ب28 رقم ، ثم السعودية ب 17 رقم ، ثم قطر ب 11 رقم ، ثم لبنان ب 10 أرقام .


ـ ولكن الأرقام العربية كلها أرقام قياسية استهلاكية فارغة ، فأغلي سيارة وأغلي رقم سيارة للإمارات ، وأكبر عدد حوادث سيارات لمصر ، وأكبر صحن فتة وطبق حمص وطبق فلافل للبنان ، وأطول علم مصنوع من قماش مغربي ، وأكبر طبق كبسه سعودي ، وأضخم قالب حلوي وأكبر رغيف مسخن فلسطيني ! ، وأكبر مطعم سوري ، وأكبر صحن فته لحم بالخضار أردني ، أكبر لوحة مذهبة من قطر ، أكبر قبعة تخرج من البحرين ! ، أكثر المغنيين بيعا للشرائط من الجزائر ، أكبر علبة محارم من الأردن ، أكبر طبق كنافة من نابلس ، أكبر خاتم ذهبي من السعودية، وأرقام أخري حجبناها لتفاهتها الشديدة .

- وقد يقول قائل أن هناك العشرات بل المئات من الأرقام الغريبة والتافهة عند أمريكا وانجلترا وغيرها من الدول الغربية ، فلم اللوم للعرب وحدهم ؟ وهذا الكلام قد يكون صحيحاً إذا كان للعرب بجوار انجازاتهم القياسية في كل ما سفيه وتافه ، أرقام أخري في مجالات الزراعة والصناعة والتقدم العلمي والتقني ، مثلما هو الحال عند الدول الغربية التي يوجد فيها النوعان النافع والفارغ ، ولكن للآسف أرقام العرب كلها في النوع الثاني فقط !


وأرقام أخري لم تذكر

ـ غير أن للعرب أرقاماً أخري لم تذكر موسوعة الأرقام القياسية ، ولم يذكرها العرب أنفسهم ، لأنها أرقام في الألم والذل والمهانة والعار ، أرقام في قلة الحيلة وتفرق الصف واضطراب الأحوال ، وهي نتيجة طبيعية لانشغال العرب بتحصيل الأرقام القياسية في المجال الأول .

ـ فأقدم بلد محتل علي وجه الأرض بلد عربي هو فلسطين ، وأقدم أسير في السجون هو الأسير الفلسطيني أثال البرغوثي 32 سنة اعتقال في السجون الإسرائيلية ، أكبر عدد من قتلي الحروب في العراق قرابة المليون ، وأقدم رئيس في العالم القذافى! ، أكبر عدد من المعتقلين السياسيين في العالم في بلد عربي كبير ، أكثر البلاد انقلاباً في العصر الحديث موريتانيا ، أفقر بلد في العالم الصومال ، وكذلك أكثر بقاع العالم اضطرابا وخطرا ، أكثر المناطق التي يوجد فيها جنود أجانب المنطقة العربية ، أكبر القواعد الأمريكية العسكرية في العالم في قطر ثم الكويت ، أكثر المشاكل الحدودية في العالم في المنطقة العربية ــ تقريبا كل الدول العربية دون استثناء ــ ، أغلي مدينة سكانية في العالم دبي ، المدينة الثامنة علي مستوي العالم في الخطايا المنامة ، أما أعلي نسبة فساد حكومي ففي العراق ، وأكبر بلد فيه أيتام وأرامل وبطالة في العراق أيضا ، وأكبر عدد لاجئين فبالقطع في فلسطين قرابة السبع ملايين لاجئ .


لماذا يتفوق العرب في السفه ؟

ـ عندما أعلنت لبنان عن مشروعها لتحطيم الرقم القياسي لطبق الحمص المتبل كانت تريد بذلك أن تحقق لنفسها نصرا معنويا يكشف عن طبيعة التدهور الذي العقل العربي الذي كان في يوم من الأيام معدنا لخير الناس وقادة الأمم ، ويكشف لنا عن أثر الاحتلال في الترويج للنمط الاستهلاكي للشعوب العربية التي لا يري فيها إلا سوقا لتصريف منتجاته البائرة علي أرفرف المتاجر الأمريكية والأوروبية ، تماما مثل منتجات السلاح الذي تكتظ به المخازن الأجنبية في انتظار العرب المغفلون لشرائه بالمليارات في حين تذهب أحدث الأسلحة وأكثرها تطورا للصهاينة .

ـ السر وراء تفوق العرب في السفاهة يرجع إلي العقلية العربية التي جري تشكيلها في فترة ما بعد الاحتلال العسكري لبلاد الإسلام والعرب ، بواسطة الغزو الثقافي والفكري ، فهي تري الآن أن قمة انجازاتها أن تضارع الكيان الصهيوني في صنع طبق الحمص المتبل ، وتتفوق عليه بضعف كميته ــ طبق حمص لبنان 11 طن ، وطبق حمص إسرائيل 4,5 طن ــ للتأكيد علي التفوق العربي والهيمنة الإقليمية علي صناعة من أخطر الصناعات ، وسلاح من أشد الأسلحة فتكاً ( بالصحة العامة ) سلاح التبولة والفلافل الفتاكة التي ستعيد للعربي كرامته وعزته و بلاده المحتلة ومقدساته الأسيرة .

ـ العرب الآن يتفوق في السفاهة لأنها بمنتهي البساطة لا يملكون غيرها ، بعد أن قطع عليهم أعداء الأمة كل أسباب التقدم والرقي وكرسوا أسباب الفساد والاستبداد فيها ، بدعم بعض الأنظمة الاستبدادية ، والترويج للديمقراطية الجديدة ، وكل فنون اللذة واللهو والعبث بالعقول .


ـ العرب يتفوقون في السفاهة الآن لأنهم يرون أن الوطنية الحقة في تشجيع منتخبات الكرة والتناحر والتدابر من أجلها ، والولاء والبراء عليها ، وقطع العلاقات والتشاتم بسببها ،و يرون أن البطولة والشجاعة والرجولة في المسارح وعلي شاشات التلفاز والسينما حيث تعبث الأفكار الوهمية بخيال الشباب وتؤجج نار الشهوات والملذات عندهم ، العرب الآن يرون أن التصويت علي مسابقات ستار أكاديمي أهم بكثير من التصويت علي الانتخابات الرئيسية والبرلمانية والتي تحدد سير الأمم والبلاد ، مما فتح المجال لوصول المنحرفين والمفسدين وأيضا الجواسيس الذين يعملون لصالح أمريكا وإيران للوصول إلي أماكن حساسة وخطيرة ، وما أمثال ما وقع في الكويت والبحرين ببعيد ، العرب الآن يرون أنه لا علاقة العروبة أقوي وأعلي من علاقة الإسلام ، فهم لا يهتمون إلا قليلاً بما يجري لإخوانهم المسلمين في شتى بقاع العالم ، ففي حين تضطهد الصين المسلمين بأقسى المثلات ، تفتح البلاد العربية أبوابها علي مصراعيها للشركات الصينية لتنهب خيرات المسلمين بالمليارات ، ومع ذلك الصين الآن تبني السدود علي نهر النيل بالتعاون مع إسرائيل لتعطيش مصر والسودان ، العرب الآن يفتحون وسائل الأعلام عندهم والصحف والجرائد لطابور طويل من العملاء والمندسين والتغريبيين باسم التنوير والليبيرية والتحررية ليصبوا جم سمومهم عبر مداد الأقلام ضد الإسلام وعلمائه ودعاته .


ـ العرب الآن بأمثال هذه الأرقام القياسية في حالة أزمة حقيقية قبالة عدو لدود يمضي قدما في مخططاته الرامية لتهويد المقدسات وإقامة دولة إسرائيل الكبرى ، ففي حين نجد أن روحا دينية عميقة تتجذر في المجتمع الصهيوني وتدفعه نحو مزيد من الالتزام والتدين ، نجد أن العرب الآن يسيرون بعيدا عن أسباب القوة والتمكين ، مما يجعل الوعي العربي حيال الأزمة المحيطة بالمنطقة غائبا تماما عن تلمس سبيل النجاة وكيفية المواجهة ، وبالتالي يبحث عن انجازاته في طبق حمص متبل ! ، ويعلق علي ذلك ( دان إشتيفان ) البروفيسور الإسرائيلي في العلوم السياسية بجامعة حيفا مستهزئً بالعرب في محاضرة له بالجامعة في 21 أكتوبر 2009 فيقول : العرب هم الأكثر فشلا في التاريخ الإنساني ، وعندما ترسل إسرائيل قمرا صناعيا للفضاء ، يصنع العرب نوعا جديدا من سلطة الحمص ، وطبعا هذا الحاقد الصهيوني يقصد عرب اليوم وليس عرب الأمس .

وأخيرا نقول لمن يتهمنا بالتحامل والعصبية والشعوبية وإلي آخر هذه الاتهامات المعروفة ، ويقول لم تنكر علي العرب وحدهم صنع طبق حمص متبل عملاق ، ولم تنكر أو تهاجم الصهاينة وقد صنعوا من قبل مثل ما صنعه العرب ؟

يكفي أن أقول لهم أن صانعي الطبق الإسرائيلي هم من عرب سنة 48 من قرية أبي غوش الفلسطينية المحتلة .

ولا تعليـــق !!!!

الاثنين، 10 مايو 2010

خليل عبد الكريم مستعار

خليل عبد الكريم مستعار


محمد جلال القصاص
أضيفت بتاريخ : : 10 - 05 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام




خليل عبد الكريم ( 1930م ـ 2002 م ) أحد أهم المصادر التي يعتمد عليها زكريا بطرس ، ويقدمه للمسلمين على أنه شيخ أزهري ـ هكذا يصفه زكريا بطرس ـ .
استدل بكلامه كثيراً . واعتمد عليه في كثيرٍ من أكاذيبه التي رددها على الإسلام . ودائماً ما يحمل بطرس اللئيم كتاب من كتب ( خليل عبد الكريم ) ويعرضه للناس على الشاشة ، وينادي في الناس بأن هذا هو كلام المسلمين .. كلام الشيخ الأزهري خليل عبد الكريم .

فمن هو خليل عبد الكريم ؟
وهل هو شيخ أزهري كما يدعي بطرس ؟!
وهل يتحدث بالإسلام الصحيح كي يتكئ عليه زكريا بطرس ؟!
أم أن زكريا بطرس كذاب ، يكذب ، وينقل عن الكذابين من أمثاله ؟؟



خليل عبد الكريم ليس بشيخ أزهري ، ولا غير أزهري . كما يدعي بطرس ... بطرس يكذب .
خليل عبد الكريم درس القانون في جامعة الملك فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حالياً ) ، وعمل محامياً ، وظل يعمل بالمحاماة إلى وفاته . وكان له حضور في الدفاع عن ( نصر حامد أبو زيد ) في العقد الماضي .
كان خليل عبد الكريم عضواً بحزب يساري ليبرالي ، هو حزب التجمع ( الوطني التقدمي الوحدوي اليساري ) . وادعي أنه صاحب خلفية إسلامية . يساري إسلامي .
والإسلام لا يعرف يسار ولا يمين .. ليس بيننا ولا فينا مَن نقره على دعوى ( يساري ) أو ( يميني ) ، وسنرى بعد قليل ما هي خلفيته الإسلامية المزعومة .



خليل عبد الكريم وأبي موسى الحريري :
كتابات خليل عبد الكريم وخاصة التي يستدل بها زكريا بطرس ، هي هي بأم عينها كتابات قس نصراني مشهور عرف باسم مستعار ( أبو موسى الحريري ) ، واسمه الحقيقي جوزيف قذى . ألف هذا القس عدداً من الكتب في سلسلة تعرف باسم ( الحقيقة الصعبة ) ، هذه الكتب هي ـ حسب ترتيبها في السلسلة ـ : ( قس ونبي ) ، و ( نبي الرحمة وقرآن المسلمين ) و( عالم المعجزات ) ( أعربي هو ؟! )

ـ كتاب ( قس ونبي ) لأبي موسى الحرير أو جوزيف قذى كَتَبَ تحته بخط صغير على غلاف الكتاب ( بحث في نشأة الإسلام ) ، ويقابله من كتابات خليل عبد الكريم كتاب (فترة التكوين في حياة الصادق الأمين ) . وهذا الكتاب ( فترة التكوين ) يستدل به زكريا بطرس كثيراً .
ـ كتاب ( نبي الرحمة وقرآن المسلمين ) لأبي موسى الحرير أو جوزيف قذى كتب تحته : بحث في مجتمع مكة ، و كتاب ( عالم المعجزات ) لأبي موسى الحرير أو جوزيف قذى ـ أيضاً ـ كتب تحته بحث في تاريخ القرآن ، وهذان الكتابان يقابلهما عند خليل عبد الكريم كتاب ( النص المؤسس ومجتمعه ) وهو في جزأين .

ذات الأفكار وذات المفاهيم التي عند النصراني جوزيف قذى أو ( الأب أبو موسى الحريري ) كما يسمونه ، هي هي بأم عينها التي في كتب خليل عبد الكريم ، وإن اختلفت العبارة قليلاً .

هل كان خليل عبد الكريم يحمل أفكاراً إسلامية . أم يحمل أفكارَ المعادين للإسلام ؟!


أعرض عليك :
ـ ادعى أن ورقة بن نوفل هو الذي أوحى بالقرآن للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاصة في فترة مكة . وهو كذاب .
ـ وادعى أن السيدة خديجة ـ رضي الله عنها ـ شاركت هي الأخرى في صناعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وهو كذاب .
ـ يقول بتاريخية الإسلام ، بمعنى أن النصوص الإسلامية كانت تعمل في فترة معينة ، وكانت متأثرة بتلك الفترة ، ولم يعد لها داعٍ هذه الأيام ، أو علينا أن نغير دلالتها لتواكب هذا العصر العلماني . وهو كذاب .


ـ يتهم الصحابة بأنهم كانوا أصحاب شهوات ، لا شغل لهم إلا الجنس ، بل يرميهم بالزنا ، ويفتري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يخترع الوحي من أجل تسهيل الزنا ( هذا في كتابه مجتمع يثرب ) . وهو كذاب .


ـ يدعي أن القرآن الكريم لم يغير شيئاً في المجتمع الذي نزل فيه .وأن تيار الزنا والشهوات ظل باقياً بعد نزول القرآن . وهو كذاب .
ـ في كتابه ( قريش من القبيلة إلى الدولة المركزية ) يدعى أن الدعوة ما هي إلا أطماع في الرئاسة ، وخطة سابقة وضعها قصي بن كلاب وأبناؤه هاشم وعبد المطلب ، ونفذها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وبالتالي سيطر على العرب .


ـ وفي كتابه ( الجذور التاريخية للشريعة الإسلامية ) زعم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ دينه من عرب الجاهلية !!
وغير هذا كثير .

هل هذا مسلم ؟!
أو : هل يقر الإسلام بهذا الكلام ؟
هل نجد شيئاً من هذا في كتبنا ؟!
إنه يكذب . وإنه ينقل عنهم ، وإنهم ينقلون عنه . ليضللوا قومهم .

خليل عبد الكريم كانت كتبه تترجم للغات أخرى ، لتعرض على عوام الناس في الغرب على أنها هي الدين الإسلامي ، ذكر ذلك هو بنفسه في مقدمة كتابه ( الإسلام بين الدولة الدينية والدولة المدنية ) ، يقول : ( هذه دراسات متنوعة بعضها نشر في مجلات ودوريات مصرية وعربية . وبعضها الآخر ألقي في ندوات داخلية وخارجية . وبعضها الثالث كتب خصيصاً ليترجم إلى اللغة الفرنسية ليطالعه القارئ الفرنسي خاصة والأوروبي عامة . )


لاحظ يستكتبون خليل عبد الكريم . !
أو يكتب خليل عبد الكريم خصيصاً لهم .
أو يستكتب الغرب أمثال هؤلاء ممن بضاعتهم من عندهم ثم يفعلون كتابته عندهم. . يخاطبون بها قومهم ن ليصدوهم عن دين الله .

ونفس الشيء مع زكريا بطرس . يأتي الكذاب اللئيم زكريا بطرس ويستدل بخليل عبد الكريم ويقول شيخ .. أزهري .. مسلم ..!
إنه يكذب .. إنه كذاب لئيم .
فهو تيس مستعار ، استعملوه ليمرروا أفكارهم السيئة عن الدين وسيد المرسلين ، هم كتبوا ، ثم حملوا أفكارهم على هذا ثم عادوا وأخذوها وقالوا أفكار المسلمين وحديثهم !!
وأنى لكذابٍ أن ينتصر !!



ـ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعلمه بحيرى الراهب ، ولا ورقة بن نوفل ، ولا السيدة خديجة ـ رضي الله عنها . فلم يكن يقرأ ولا يكتب . ولا خرج من بين قريش إلا مرة أو مرتين قبل البعثة بكثير بغرض التجارة . وكان معهم يخالطهم هم ، ولذا احتج عليهم القرآن بأن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ صاحبهم .. أي يعرفوه معرفة الصاحب بصاحبه : {وما صاحبكم بمجنون} {ما ضل صاحبكم وما غوى} . {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقط لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون}


وورقة بن نوفل توفي بعد نزول الوحي مباشرة ، لم يحضر إلا بداية يسيرة جداً .
وفوق هذا كله فإن الوحي فيه أمارات على صدقه ، منها الإخبار عن الغيب مما كان ومما سيكون ، ومما هو حاصل بينهم لا تراه العيون . كأحاديثه عن ما في صدور المنافقين ، وعن أخبار المشركين يوم بدر {إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى .. }. فكيف يكون هذا كلام بشر ؟!

والشريعة الإسلامية غيرت العرب كلهم . بل غيرت الدنيا كلها . بل وقف التاريخ عند محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينسب إليه يقول : قبله .. وبعده ...



والمقصود هو بيان أن زكريا بطرس ينقل عن الكذابين الذين ينقلون عن النصارى .
والمقصود هو بيان أن بطرس كذاب حين يدعي أن خليل عبد الكريم شيخ ، وأزهري ، ويصوره للعامة على انه من علماء الإسلام .

والمقصود هو بيان أننا نواجه لئيم .. مكار .. يمكر بقومه ، ويمكر بقومنا . فهل يعقل قومه ؟ ، وهل يعقل قومنا ؟؟



أبو جلال / محمد جلال القصاص
29 / 4 / 2010 م

الأحد، 9 مايو 2010

أحمد ديدات .. شيخ المناظرين

أحمد ديدات .. شيخ المناظرين


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 08 - 05 - 2010
نقلا عن : شعبان عبد الرحمن - إسلام أون لاين



ربما لا نعرف كثيرا من البلدان إلا بأشهر شخصياتها، ولا شك أننا حين نذكر كلمة "جنوب أفريقيا" فإن اسم "نيلسون مانديلا" سرعان ما يندفع إلى أذهاننا، ليس وحده، ولكن بالطبع سيكون معه اسم "أحمد ديدات" ففي الحين الذي كان يخوض فيه الأول نضالاً سياسيا لتحرير البلاد من داخل زنزانته، كان الثاني يقود نضالا عقديا لتحرير العقول من الخلط والغلط…

وأجدني -بعد أن تعرضت لشخصية ديدات بالكتابة- أستطيع أن أقول بلا وجل: إن أحمد ديدات قد أحدث دويا في الغرب بمناظراته الشهيرة التي ذاعت منذ منتصف السبعينيات وما زال صداها يتردد حتى اليوم.. فالحديث حول تناقضات الأناجيل دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والعديد من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مكتباتها لمناظرات ديدات وكتبه وإخضاعها للبحث والدراسة سعياً لإبطال مفعولها.

ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تام في كل جسده -عدا دماغه- يلزمه الفراش منذ عام 1996 فإن الرجل واصل دعوته... فسيل الرسائل المتدفق عليه يوميا من جميع أنحاء العالم لم ينقطع ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف، أو الفاكس أو عبر الإنترنت والبريد.



الحانوت الجامعة
أكمل "ديدات" تعليمه في المرحلة الابتدائية، لكنه عند نهاية السنة الثانية من المرحلة المتوسطة، توقف عن التعليم واضطرته ظروف الحياة إلى البحث عن عمل لكسب قوته ومساعدة أسرته، فلم يجد سوى ذلك الحانوت الصغير ليعمل به نظير أجر شهري. وقطع ديدات صلته تماماً بالمدرسة، وانهمك في عمله، ولم يكن يدري أن ذلك الحانوت الصغير سيكون بمثابة جامعة كبرى، فقد بدأ في شراء نسخ من الأناجيل المتنوعة، وانهمك في قراءاتها ثم المقارنة بين ما جاء فيها فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه: أي من الأناجيل هذه أصح؟ وواصل وضع يده على التناقضات وتسجيلها لطرحها أمام أولئك الذين يناقشونه بحدة كل يوم في الحانوت.



رفاق على طريق الدعوة
يبدو أن ديدات حين كبر وأصبح شاباً يافعاً واتسعت ثقافته ونضج فكره وواصل تعليم نفسه.. أدرك حينئذ أن خير وسيلة للدفاع عن الإسلام هي الهجوم.. وذات يوم تعرف ديدات على صديق عمره الأول "غلام حسن فنكا" من جنوب أفريقيا الحاصل على الليسانس في القانون والذي يعمل في تجارة الأحذية، وقد جمعت بين الرجلين صفات عديدة.. أهمها: رقة المشاعر.. والاهتمام بقضايا الإسلام.

التقى "غلام" مع ديدات في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان، وساعد ديدات كثيراً في التحصيل العلمي وصقل الذات.

وفى تلك الآونة كانت ملكة المناظرة قد نضجت لدى أحمد ديدات من خلال مناقشاته اليومية التي تطورت إلى مناظرات على نطاق ضيق مع القساوسة في مدن وقرى صغيرة داخل جنوب أفريقيا، وحين أصبحت الدعوة تملك "غلام" قرر التفرغ تماماً عام 1956، واتفق الرجلان في نفس العام على تأسيس "مكتب الدعوة" في شقة متواضعة بمدينة ديربان، ومنه انطلقا إلى الكنائس والمدارس المسيحية داخل جنوب أفريقيا حيث قام أحمد ديدات بمناظراته المبهرة والمفحمة.

لقد جاب البلاد بطولها وعرضها ومعه رفيق دربه "غلام" وأحدث اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم ومعتقدات راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد أن تحول المئات بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أو بعد زيارته في مكتبه الذي تحول إلى منتدى للزائرين والوافدين من كل مكان.



كيب تاون .. أم أحمد ديدات تاون؟!!
ثم تعرف ديدات بعد ذلك على "صالح محمد" وهو من كبار رجال الأعمال المسلمين، وكيب تاون مدينة ذات طبيعة خاصة، حيث تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية، لكن أوضاع المسلمين ليست على ما يرام، وبالمقابل تتميز بأغلبية قوية ومنظمة جدًّا من المسيحيين، بالإضافة إلى أنها ذات موقع مهم ولها أهميتها التجارية والسياسية.

لكل هذه الأسباب قام "صالح محمد" بدعوة "ديدات" لزيارة المدينة، حيث رتب له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة، ولكثرة عددهم ورغبتهم في المناظرة فقد أصبحت إقامة ديدات في كيب تاون شبه دائمة، وتمكن ديدات من خلال مناظراته أن يحظى بمكانة كبيرة بين سكانها جميعاً الذين تدفقوا على مناظراته حتى أصبح يطلق على "كيب تاون".. أحمد ديدات تاون!!

وهكذا صار غلام حسن وصالح محمد ملازمين لديدات في حله وترحاله، وأصبح الرجلان يمثلان جناحي طائر ينطلق به إلى الفضاء محلقاً في جولات ناجحة ومناظرات فتحت عشرات الآلاف من القلوب والعقول للإسلام فاهتدت إليه، الجناح الأول: غلام حسن الذي لازمه في البحث والدراسة والقراءة فكان كمزود الوقود.

والجناح الثاني: صالح محمد الذي تولى ترتيب المناظرات من الألف للياء متحملاً كل الأعباء، فكان كممهد الطريق أمام ديدات.



التواضع .. أقصر طريق إلى القلوب
إن أهم ما يتمتع به ديدات "تواضعه".. ورغم ما حققه من شهرة واسعة، فقد ظل محتفظاً بتواضعه وبساطته في كل شيء بدءًا من ملبسه حتى سيارته الصغيرة من طراز (فولكس فاجن) القديم، وكل من عايشه أو تعامل معه عن قرب انتبه إلى هذا الملمح فيه؛ ما ساعده على نجاح دعوته وجذب الناس إليه، بالإضافة إلى ذكائه الاجتماعي فهو دقيق الملاحظة، لا يترك شاردة ولا واردة إلا لاحظها بدقة وتوقف عندها.

هذه العوامل الشخصية والبيئية المحيطة به تضافرت مع إخلاص ووفاء أصدقائه الذين جردوا أنفسهم للوقوف وراءه في رحلته الدعوية.. تضافرت في صياغته وإنضاجه وجعلت منه نموذجا للداعية المسلم، ولذلك فإنه قبل أن يخرج إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة لندن الكبرى "ألبرت هول" كانت جنوب أفريقيا كلها تعرفه جيداً بعد أن عاينت فيه مناظراً من طراز فريد.. وللأسف فإن رفيقيه غلام حسن فنكا وصالح محمد قد توفيا قبل أن يصحباه في رحلته هذه إلى لندن، لكنهما تركا إلى جانب ديدات تلامذة كُثْرا، يعد أقربهم اليوم إليه هو "إبراهيم جادات".



الدعوة لآخر رمق ..
500 رسالة يوميا تصل لمكتبه في ديربان، يطلب معظمها نسخاً من مناظراته وكتبه كما أن زائري مسجده الكبير في ديربان من الأجانب يصل تعدادهم إلى أربعمائة سائح أجنبي يوميا، يتم استقبالهم وضيافتهم من قبل تلامذة ديدات، كما يتم إهداؤهم كتبه ومحاضراته ومناظراته التي جاءوا يطلبونها.

يحاول ديدات فيما يخص منهجه أن يقوم بـ "التوريث" لضمان استمرار نهجه في الدعوة إلى الله بالمناظرة، فأنشأ 6 وقفيات في ديربان من بينها المركز العالمي للدعوة الإسلامية، والذي يقوم على "الدعوة على طريقة ديدات"، ويجري تنظيم دورات لمدة عامين تتضمن (8 كورسات) ويقوم بالتدريس فيها علماء ودعاة، ويشارك فيها دارسون من جميع أنحاء العالم رجالاً ونساء لتعلم هذه الطريقة الفريدة.

كما أن ثمة وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف جديدة، مثل النجارة والكهرباء يكسبون بها قوتهم. ويطمح المسئولون في مؤسسات ديدات إلى مد يد الرعاية والتطوير لتواكب هذه المؤسسات.



حلم الرجل ..
كانت أهم أمنية لديدات هي ما عبر عنها بقوله: "لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية، وخاصة كتب معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية".

لقد كان ديدات يتطلع لطباعة معاني القرآن الكريم، وقد أكد ذلك لأعضاء مجلس أمناء المركز في زيارتهم الأخيرة له حاثاً إياهم على ضرورة طبع معاني القرآن الكريم ونشرها في العالم: "ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي…".

وفي سعيه الدءوب لطباعة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية كثيراً ما يستشهد الشيخ ديدات بجهود الكنيسة في ترجمة وطباعة الإنجيل إلى 2000 لغة، ولا يزال الشيخ متفائلا بأن المسلمين سيطورون قدراتهم وإمكاناتهم لطباعة معاني القرآن الكريم بالملايين، وتوزيعها في العالم، إن شاء الله.



هل تتحقق البشارة؟
وقد تعلق ديدات بهذا الهدف منذ أن رأى رؤيا في منامه، يرويها رفيقه إبراهيم جادات قائلاً: "في عام 1976م روى لنا الشيخ ديدات أنه رأى في منامه أنه يقدم بيده مليون نسخة من القرآن الكريم لكل من يناظره حول الإسلام.. وبعد أن استيقظ من منامه أخذ على نفسه عهداً بطباعة وتوزيع مليون نسخة من معاني القرآن الكريم في كل مكان يذهب إليه من العالم".

وعندما أصيب بالمرض عام 1996م كان الشيخ قد أتم توزيع 400 ألف نسخة من معاني القرآن الكريم مترجمة بواسطة العالم البارع "يوسف علي" أشهر مترجم لمعاني القرآن، يضيف السيد إبراهيم جادات: "وقد استدعاني الشيخ بعد مرضه، وحمّلني أمانة إكمال هذه المهمة، والحمد لله ما زلت أقوم بإكمالها بالتعاون مع المركز العالمي للدعوة الإسلامية برئاسة الأستاذ أحمد سعيد مولا الذي أكد مراراً أن المركز تعهد للشيخ بضمان استمرار نشر رسالة القرآن الكريم على نطاق واسع ودون انقطاع…".