عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

خالد حربي ( التهمة رجل )

خالد حربي ( التهمة رجل )


خالد الشافعي
أضيفت بتاريخ : : 23 - 11 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام



خالد حربى ربما لا يعرفه ألوف الملايين من المسلمين، ربما أنت أيها القارىء الكريم لا تعرفه ولكن الأكيد أن ربه يعرفه .

خالد حربى ، أنا أيضاً لا أعرفه ولم ألتقيه يوماً لكن قرأت وسمعت كما قرأ وسمع المكلومون ، قرأنا وسمعنا أنهم اعتقلوه فجر أمس بأشرف تهمة فى التاريخ ، تهمة خالد حربى هى أنه يساعد من دخل فى الإسلام ويهتم بأمره ، تصوروا ؟؟

يقضى على المرء أيام محنته حتى يرى حسناً ماليس بالحسن

نحن لا نراه الآن ولكن الذى جاهد فيه ، وسُجن فيه يراه ، والظن بالرب الكريم أن يثبته ويربط على قلبه ، وأن يحفظه وأن يكون له ناصراً يوم فقد الناصر، وأن يكون له معيناً لما فقد المعين .


خلف أسوار السجن يقبع خالد حربى مدير موقع المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير ، شريف آخر غيبته السجون لأنه شريف ، لأن عنده نخوة ، لأنه يقوم بما كان فرضاً لازماً على الدولة أن تقوم به ، الدولة التى تعالج اللاعبين الفاشلين على نفقة الشعب – الشعب الذى يأكل من مقالب القمامة - وتعالج الفنانة الراقصة، وتعالج زوجة الوزير الملياردير ، الدولة العظيمة وسعها أن تقوم على رعاية هؤلاء ولم يسعها أن تقوم على أمر فتيات فى عمر الزهور جريمتهن أنهن يقلن ربنا الله مع أن هذا حق كفله لهن دستور الدولة !! هذا والذى بعث محمداً بالحق هو عين قهر الرجال ! يا شيخ الأزهرو يا مفتى الديار ما هو عملكم ؟ وما هى وظيفتكم ؟ وأى إجابة أعددتم ليوم تبلى فيه السرائر ؟ حين تقفون بين يدى جبار السموات والأرض فى يوم مقداره خمسين ألف سنة فيسألك يا شيخ الأزهر عما فعلته لامرأة مصرية نصرانية دخلت فى دين الله ثم راودوها عن دينها وسمعت بها وأنت من أنت فى منصبك فماذا فعلت لها ؟

خالد حربى الذى يقبع فى غياهب السجن لأنه قام بفرض كفائى أسقط به الإثم عنا جميعاً ، ومع ذلك فلا يجد من يهتف باسمه ويتبنى حملة للإفراج عنه ، فأى عجز هذا وأى قهر وذل ومهانة ؟ من أحق بأن تقوم الجماهير لأجله ولا تقعد ، خالد حربى أم خالد سعيد رحمه الله ؟


يا أخ خالد بصراحة ووضوح أنت وحدك وليس معك و لك إلا الله ، والأمة خارج الخدمة حتى إشعار آخر ، يا أخ خالد لا تعول على واحد من الخلق كائناً من كان ، إغسل يدك من الجميع ، وآيس من الكل ، واشخص ببصرك إلى السماء ، وتذكر إبراهيم الخليل ليكون السجن برداً وسلاماً ، وانزل حاجتك بالله ، ولا يشغلنك ولد ولا زوجة فليس الله بالذى يسلم أولياءه .

يا خالد حربى إن كنت فعلت ما فعلت لله فلا تنتظر المدد والعون إلا منه ولا يتعلق قلبك بسواه .

يا خالد حربى لا نامت أعين الجبناء ، أنا أشعر بالعار وأنا بين أولادى وفى غرفتى وعلى فراشى آمناً مطمئناً .


سامحنى يا أخ خالد ، سامحنا جميعاً ، فقد استمرئنا الخنوع ، واستسغنا الذل ، ولم نعد نستقبح العار، وأدمنا مشاهدة الذئاب تختطفنا واحداً تلو الآخر .

يا خالد حربى أقول لك ما قيل للإمام أحمد فإنه لما كان فى أيام محنته وبينما هو محمول إلى الخليفة عبر إليه لص فقال يا إمام إنى ضربت ألف سوط فى الشيطان وها قد برئت وأنت تضرب فى الله فاصبر.


يا خالد يا حربى الدنيا تمر والعمر إلى فناء ومهما طالت المحن فإلى نهاية ويبقى الأجر إن شاء الله .

يا خالد حربى تذكر أن الذى قمت لأجله ، وجاهدت فيه ، وخوفت فى جنبه يراك ، وهو مطلع عليك الآن ، ولعله يذكرك بالإسم فى ملأ كريم ، بل لعله قال لملائكته أشهدكم أنى أحب عبدى خالد حربى ، وأنى رضيت عنه، وغفرت له ، فليعمل ما شاء .


اللهم إنا نشهدك فيما نعلم وأنت الأعلم أن عبدك خالد حربى حُبس فيك ، اللهم واربط على قلبه فلا يحس جزعاً ولا خوفاً ، واربط على بطنه فلا يجد جوعاً ولا عطشاً ، واربط على عقله فلا يصيبه هم ولا قلق ، اللهم واجعله فى فرح وسرور وطمأنينة ، وانزل السكينة عليه وعلى أهله وأحبابه ، واغفر له بذلك ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وارزقه عز الدنيا ونعيم الآخرة ، واخلفه فى ماله وأهله وولده ، اللهم واغفر لنا التقصير والعجز، ومكن لدينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين

أما من حبسوه فأقول لهم وماذا بعد ؟ ماذا بقى ؟ سقطت آخر ورقة توت ، ولم يعد هناك ما يقال ، الأمر أوضح من أن يوضح وأعظم من أن يسكت عنه ، وأخطر من أن يستهان به ، ماذا بعد ذلك ؟ أين تذهبون بنا ؟ إلى الله المشتكى .

kaledshafey@yahoo.com

غثيان ..

غثيان ..
د. أحمد خالد توفيق
"ليت الكلاب لنا كانت مجاورة.. وليتنا لا نرى ممن نرى أحدا"الإمام الشافعي


الشارع مسدود تمامًا والسيارات توشك على أن تمتطي بعضها بعضا، بينما هناك سيارة نصف نقل كئيبة المنظر عتيقة الطراز تسدّ الشارع، وعليها سمّاعتان بحجم خزانة الثياب، ومن السماعتين يدوي صوت شادية مترنمًا: يا حبيبتي يا مصر.. يا مصر..

الأغنية جميلة بل رائعة، وفي ظروف معينة قد تدمع عيناك لسماعها، لكن خشونة السماعات والصخب وارتفاع الصوت جعلوها شيئًا حكوميًا سوقيًا منفّرًا، دعك من قدرتها العجيبة على تنشيط الأمعاء لتتحول إلى أغنية (مليّنة) بالمعنى الحرفي للكلمة.

فوق السيارة يقف عدة رجال وقد بدت عليهم الخطورة والإرهاق، وهم يعلّقون صورة رجل راضٍ عن نفسه بشكل مرعب.. "معًا من أجل مش عارف إيه.. ومن أجل إيه..."..

تتحرك السيارة أخيرًا فتكتشف أن وراءها موكبًا من راكبي الدراجات البخارية.. نوعية الفتية الذين يطلقون على ما يركبونه "مَكَنة"، وكل وجه فيه ندوب جرح مطواة قديم.. وفي لحظة يتحول الشارع إلى جحيم هو خليط من غاز العادم وصوت المحركات والكلاكسات وسباب الأمهات!


"ليت الكلاب لنا كانت مجاورة.. وليتنا لا نرى ممن نرى أحدا"


الإمام الشافعي العظيم في لحظة قرف حقيقية من البشر، يتمنى فيها ذلك الأمل العزيز: ألا يرى أحدًا ممن هو مرغم على أن يراهم، وألا يجد من حوله سوى الكلاب بوجوهها الحساسة ونظراتها الذكية.



لم أعد صغير السن.. يمكن القول إن لي أربعين عامًا من الوعي إذا اعتبرنا السنوات الأولى فترة غيبوبة. طيلة الأربعين عامًا يتكرر نفس المشهد السخيف المملّ.. نفس الصخب.. نفس الوجوه القبيحة.. تتغير الأسماء بينما لا شيء يتغير..



لا.. لقد تغيّرت أشياء كثيرة.. في الحملة الانتخابية الحالية تقدّم فنّ طباعة اللافتات جدًا، والإعلانات تملأ الشوارع عن طرق جديدة لطباعة "البانر".. وفنون الجرافيكس واضحة في كل لافتة، والجديد هو الأغاني الملحّنة والمؤلّفة بالكامل تمجيدًا لمرشح بعينه.. لو على الانتخابات ناوي.. خليك مع الششماوي.. اللي يحب المساكين.. ينتخب عبده أمين... إلخ..







ضوضاء بصرية تدمي العينين فعلاً.. بعض الوجوه يوحي لك بأن هذه ليست حملة انتخابية بل هي قائمة طعام "مصمد" يعرض قائمته من "لحمة الراس"... وجوه تمزق سلامك النفسي وتخدش حياءك (هناك وجوه تخدش الحياء في حدّ ذاتها). أذكر في إحدى الحملات أن أحدهم وزّع كتيبًا بعد صلاة الجمعة يقول فيه: "يقولوا (هكذا في الأصل) ان انا أزرع البانجو وأنا لا أزرع البانجو لأن زرع البانجو ممنوع"!!.. منطق مقنع جدًا ويقضي على أية فكرة تساورك..



في النهاية أنت تعرف النتيجة، وأحد أصدقائي تلقّى علقة من الأمن عندما توجّه للجنة الانتخابات ليمارس دوره كمواطن، وواحد آخر (أستاذ جامعي) قال له الضابط: "امشِ يا له.. مافيش انتخابات هنا..". دعك بالطبع من المسجّلات خطر اللاتي "يحشون" الفتيات بالشطة إذا دنون من اللجنة، كما حكى لي مخرج سكندري معروف رأى هذا المشهد مرارًا بعينه ومنذ كان في العاشرة من عمره، وهو مشهد عرضه بلال فضل مخففًا جدًا في فيلم "خالتي فرنسا"..



إذن لماذا؟ ما جدوى هذه التمثيلية السخيفة؟ وما جدوى الإنفاق والضوضاء والعرق؟ هل الغرض إنعاش حالة الخطاطين ومكاتب الكمبيوتر والمطربين والملحّنين وبائعي الشطة اقتصاديًا؟ هل الغرض هو إقناع الغرب بأننا ديمقراطيون؟ لا أعتقد أنك قادر على خداع "فيسك" وأمثاله؛ فهم ليسوا بُلهاء.. السفير الأمريكي السابق كان يهوى حضور مولد السيد البدوي في طنطا، فعلّقت جريدة العربي الناصري قائلة: "يعني هذا أنه رجل (موالدي صايع) ولا يستطيع أحد خداعه.. فقط هو يلاحظ ما يريد ملاحظته".



منذ أعوام كان اسم اللعبة الديمقراطية، لهذا جاءت "أبلة كونداليزا" حاملة الخيزرانة للمنطقة، ومن ثم أفلت ثمانون مرشحًا من الإخوان بمعجزة ما.. دخلوا المجلس، لكن أمريكا تلقّت درسًا: اتركوا كل شيء كما هو وإلا سيطر الإخوان على مصر، لهذا تعلمت ألا تتدخل ثانية إلا ببضع كلمات لا طائل من ورائها.



"ليت الكلاب لنا كانت مجاورة.. وليتنا لا نرى ممن نرى أحدا"..



كيف يملك إنسان هذه القدرة العبقرية على ممارسة الهراء؟ ولماذا تبلغ القدرة على خداع الذات هذا المبلغ العبقري؟



أربعون عامًا من هذا.. نفس الكلام والوعود بالمزيد من الشرف والجرأة البرلمانية وحياة أفضل للجميع.. تكلّم السادات كثيرًا عن الرخاء الذي سينهال علينا عام 1980.. لا أشعر أن هذا الوعد تحقق حرفيًا في الواقع. هناك الكثير من الهواتف المحمولة، وحسابات فيس بوك، والكليبات على القنوات الفضائية.. لكن لا أرى ما هو أكثر..



ثم المحليات! هذه الكلمة التي صرت أكرهها بجوارحي، وأشعر أنها مرادف للفظة "فساد"، بعد ما قاسيت منها أربعين عامًا.. كلما سمعت الكلمة تخيلت رجالاً بالبذلة الصيفية طويلة الكمين إياها ينزلون من سيارة نصف نقل حكومية، ويقفون بوجوه مليئة بالجدية لساعات عند مطعم الكباب، يعدّون الوجبات التي ستقدم في الغداء أو حفل الإفطار الجماعي. نفس الوجوه الخبيثة، والعيون الزائغة التي تبحث عن فرصة للكسب غير المشروع في موضوع الانتخابات هذا.. الكل سعيد.. الكل مفعم بالأمل ما عداي. كل الوجوه تصيح بحماس: هذا بلدنا! هذه مصالحنا.. نعم من القلب لزراعة البانجو.. نعم من القلب للاختلاس وغشّ حديد التسليح.. نعم من القلب للأطعمة الفاسدة المسرطنة.. نعم من أجل تجريف الأراضي.. نعم.. نعم.. نعم....



ترى في وجوههم رائحة التهريب، والتأشيرات المضروبة، وتقسيم الأراضي غير القانوني، وأذون الاستيراد والمضاربة و... و... ترى في وجوههم كل ما أفقرك، وعذّبك، وبهدل كرامتك، وأهانك بين الدول، وملأك بالخوف على مستقبل أطفالك، وجعل أعزة أهلك أذلة..



"ليت الكلاب لنا كانت مجاورة.. وليتنا لا نرى ممن نرى أحدا"..



لكن الكلاب صارت عزيزة جداً.. لن تجدها بسهولة؛ لأن أصحاب مطاعم الكباب قضوا عليها جميعًا من أجل تحضير عزومات المحليات.. فقط أدعو الله ألا يختفي الليمون، أو عقار "الميتاكلوبراميد" المضاد للقيء؛ لأنني بصراحة لم أعد أتحمل

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

الكافر والمنافق والغافل في أحداث التنصير

الكافر والمنافق والغافل في أحداث التنصير


محمد جلال القصاص
أضيفت بتاريخ : : 29 - 11 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:
الهدف من هذا المقال هو الإشارة -فقط الإشارة- إلى دور الكافر والمنافق والغافل، في أحداث التنصير الدائرة في مصر الآن، وبيان كيف أن الكافر يقوم بتفعيل المنافق، والمنافق يقوم بتفعيل الغافل، والثلاثة يصطفون في مواجهة الطيبين.

الكافر:
في الساحة نوعان من الكافرين، أحدهما خارجي والآخر داخلي، الخارجي قام بتفعيل الداخلي في سياق لعبة الأقليات وفي سياق (خطة تقسيم الدول الإسلامية)، والداخلي له مجهوده الخاص المتمثل في تاريخ وفعاليات (جماعة الأمة القبطية)، ولكنه ما كان ليكون شيئاً مذكوراً لولا الحبال التي مدت له من قبل الغرب، أو السياق التاريخي الراهن الذي يثير البلبلة بتفعيل ما يسمى بالأقليات.

ومن فضلة القول أن ظهور القلة القبطية الأرثوذكسية مخالفةٌ صريحةٌ لمبادئ العلمانية في جميع صيغها وخاصة الديمقراطية التي تنادي بأنها حرية وأن الأمور تكون على هوى الأغلبية، فأول ما يواجهنا من حقائق هو أن القوم لا يحترمون ثوابتهم هم، والسياق العام عداوة لله ورسوله وعباده المؤمنين، والكافرون يتولى بعضهم بعضاً كما أخبرنا العليم الخبير سبحانه وتعالى: {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73]
وفي كل عداوة للدين والمتدينين يبدأ الكافر، ثم يقوم الكافرُ بتفعيل المنافق، ويقوم المنافق بتفعيل الغافل. فنحن في قضايانا اليوم نواجه هؤلاء الثلاث مجتمعين، الكافر والمنافق والغافل.

وقضية الأخت الكريمة كاميليا شحاتة نموذجٌ واضحٌ. كانت البداية من الكافر، هو الذي أثار الغبار بتجميع عشرات الأفراد داخل أسوار كنيسة، وراح "يهدد" متكئاً على إخوانه في الكفر بالخارج ممن يدعمونه ويرهبون أهل النفاق، ومتكئاً على الحبال الممدودة بينه وبين غير قليلٍ من المنافقين المتنفذين في الدولة.
"هدد" الكافر فارتعد المنافق وارتبك ورأى أن تسليم المسلمة له أمر حتمي فقبض عليها وسلمها له!!

وبعضهم يجد حيرة من هذه الاستجابة المطلقة من المنافقين وطواعيتهم العمياء للكافرين، وتكبدهم كل هذه المشاق في سبيل تلبية طلبات هؤلاء.
ولا حيرة.
المنافق حسي بليد لا يثق إلا فيما ملكت يداه، فإن كان يتعاطى مالاً من هؤلاء أو كان صاحب وظيفة أو منصبٍ "رفيع" فهو يخاف على "مصدر تمويله" ويخاف على وظيفته ومنصبه "الرفيع"، ولذا يسارع في هؤلاء يخشى أن تدور عليه الدوائر وينزع ما في يده. وركن الله أشد، {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:56]
المنافقون يجتمعون على مطلبين -أو أحدهماـ (الأمن) و(المال)، فهم مع من غلب وهم مع من يأتيهم بحظٍ من الدنيا. هذا هو مفتاح شخصية جل من تراه عينك الآن ممن يتعاونون مع الكافرين. ينصرهم لا حباً فيهم بل ربما يبغضهم ويجاهر ببغضهم ولكنه محب للدنيا وحظوظها طالباً السلامة في نفسه وماله وأهله وحسي بليد لا يثق إلا فيما ترى عيناه ولذا يخاف من يحسب أنه القوي. وقد فصلت هذا الأمر وناقشت الوارد عليه من تساؤلات في عشرات الصفحات في بحث بعنوان (تفعيل المنافقين) يخرج قريباً إن شاء الله.

وكذا: الأمر يدار بأفراد. وعامة الناس لا يصنعون الحدث وإنما يصنع بهم الحدث، فكما ترى: جماهير الناس تساق رغبة أو رهبة لما يحبون أو لما يكرهون. قد فعل الجهل المركب بالناس فعله.

ولذا سيطرةُ هؤلاء على عددٍ قليل من هذه النوعية من المنافقين المتنفذين أدى إلى توجيههم للحدث والسير بالمركب عكس التيار، وبعد قليل يتكسر مركبهم ويغرق بهم بحول الله وقوته، فلا يصح إلا الصحيح.
فهذا هو دور الكافر في الحدث، هو الذي يبدأ، وبيده أسباب مادية وأمنية يوجه بها قوماً من المنافقين.

المنافق:
مناطات النفاق متعددة، حتى كان كبار الصحابة يخافون على أنفسهم النفاق، فلا يلزم من وصف أحدهم بالنفاق الحكم عليه بالكفر الأكبر المخرج من الملة، تلك تفاصيل مُجْهِدَةٌ ولا طائل من ورائها اليوم، ولذا لا أشغل بالي بها، ولا تشغل بالك بها، دعنا نقف مع الحدث خطأ هو أم لا؟ ومع الفاعلين من حيث الجملة لا من حيث التفصيل مخطئون أم لا؟! ثم ننشط لتصحيح الخطأ ورد المخطئين بما نستطيع ونبدأ بالتي هي أحسن.
ولا تحمل في صدرك من إطلاق لفظ النفاق فقد أطلقه بعض الصحابة على بعضهم في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم،ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم، أشير إلى ما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه يوم خرج المسلمون لفتح مكة، وما قاله أسيد بن حضير رضي الله عنه لسعد بن عبادة في قصة الإفك. وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في إطلاق وصف النفاق على من أتى شيئاً منه واضح.
ودعك مني هل أعتقد كفر هؤلاء أم لا؟! هيا معي نبصر الخطأ لنصححه والمخطئين لنردهم، لا لنقف سوياً أمام الخطأ والمخطئين نضيع جهدنا في تحديد أينا مصيب وأينا مخطئ؟

"المنافق" في الحدث مربوطٌ بالكافر، يتحرك بحركته أو بأمره، أو في رأس "المنافق" قرني استشعار نصبت صوب الكنيسة وتتحرك بحركتها.. وفقاً لما تحب وترضى، بل إن المنافق -كعادته- يسارع في رضا الكافر، وربما أتى أكبر مما يتوقع الكافر، وممن رأينا كمثال وجوهاً من صفوف المسلمين في أحداث العمرانية حيث سارع هؤلاء في إيجاد أعذار للكنيسة والتدخل من أجل إتمام مشروع البناء الجائر والدعوة لضبط النفس وحل الأمر سلمياً....
وكذا مواقف وزير الأوقاف الداعمة للنصارى، في كل صغيرة وكبيرة يقفز هذا أمام الكافر ويترس عليه بما ملكت يداه. ألا خسر وتبت يداه.

و"المنافق" في الحدث هو الفاعل (المنفذ)، هو الذي قبض على الكريمة كاميليا شحاتة وسلمها للكافر. ووقف حول الكافر يحميه.

و"المنافق" في الحدث ذو وجهين، غليظ شديد على المؤمنين هين لين على إخوانه من الكافرين، يتضح ذلك من جرأة الكافر على "المنافق"، وفي موقف أسقف محافظة المنيا من محافظها وأحداث الشغب التي يثيرها صبيان الكنيسة، داخل أسوارها وتعامل "الأمن المركزي" معهم بيان لحال المنافق.
ولا تغتر بما حدث في أحداث العمرانية فقد تعدوا على كبرائهم ولو فعل المسلمون معشار ما فعله هؤلاء لفعل المنافق بالمسلمين ما تحكيه الأجيال.

و"المنافق" في الحدث يخدع المؤمنين، ويصر على خداع المؤمنين كان هذا محوراً رئيسياً في تحركات أهل النفاق، فقد عدا المنافق للكريمة كاميليا شحاتة يرخص لها الردة.. يحضها على أن تعود للكفر بعد أن أنقذها الله منه.
وخرج أحدهم في الفضائيات معتمداً على وصفه بـ"المفكر الإسلامي" يحدث الناس بأن كاميليا لم تسلم، وأن هذا يقين عنده، وأنه "صادق يقول الحق ويهدي السبيل" فلو كانت آمنت لقال للناس كما فعل يوم وفاء، وحين ناقشه الناس وجد أنه لا يملك دليلاً على عدم إسلام كاميليا سوى حدثني صديق!!
يخدع الطيبين. وبالفعل خدع نفراً من الطيبين.

الغافل:
في المشهد من يتحدث عن أن القوم أهل ذمة لهم ما لنا وعليهم ما علينا!!
يحسب أنه في القرن الثاني الهجري بين السلف الصالح، ويعمى عن أن القوم يجاهرون بأنهم أصل وأننا ضيوف.
ويعمى الغافل عن أنهم قد اجتمعوا -بلا معارض- على سب الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بأوقع الألفاظ، بل وعلى الدعوة للكفر، وقد كفر نفر بالفعل؟!
ويعمى الغافل عن أنهم فتنوا المؤمنين والمؤمنات، وأن بأيديهم أخوة لنا يعذبونهم ليردوهم عن دينهم. بل وقتلوا من لم يجيبهم للكفر.
ويعمى الغافل عن تفاصيل الأحداث وتنطق في كل مرة أن البداية منهم وليست منا.
ويعمى الغافل عن أن الجهة التي تفرض الجزية على هؤلاء غير موجودة، وأن أحكام أهل الذمة غير موجودة، وأنهم لا يقرون بهذا. بل ولا يرضونه.

ويفاخر الغافل بأنه "صمام الأمن"في الفتنة!!
وخرج وقد اجتمع الناس على نصرة الكريمة كاميليا يقول" للأمر عواقب وخيمة"، يهدد أو يخذل الناس!!
{أَلَا يَظُنُّ أُولَـٰئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين:4-6]؟؟!!

يتكئ الغافلون على أنهم قد تركوا مرجوحاً لأرجح، والأرجح عندهم أن (تستمر الدعوة)، وعند التحقيق نجد الجملة غير صحيحة وتحتاج لتصويب لتدل على حال الغافلين حقيقة فتصبح: تركوا واجباً ليستمروا على شاشات التلفاز. يحسبون أن الدعوة أوصدت أبوابها إلا من التلفاز، يحسبون أن بإمكان هذا أو هذا أن يمنع الدعوة أو يسمح بها!!
ويضحكون على أنفسهم، فلا تنقطع الدعوة ولا تقف على شخص أو أشخاص، ولا على وسيلة واحدة. ولا يسمح لها إن ظهر لها أثر في حياة الناس أيا كان القائم عليها، {قَالُواْ يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّا قَبْلَ هَـذَا} [هود:62]، وقد نالت اليد الآثمة القنوات حين ظهر لها أثر في حياة الناس، ووقف "الغافل" يتعجب كيف صفعته اليد الآثمة وهو لم يفارق تقبيلها؟!

المسافة المسموح بها محدودة جداً، ويتم محو آثار الغافلين بقليل من الجهد، وحتى يمشي الغافلون هذه المسافة القليلة المسموحة يكون النصارى (أو العلمانيين) قد مُكنوا -لا قدر الله-ونخسر أضعاف أضعاف ما كسبناه.
فهل يتعظ هؤلاء من غلق القنوات مع أن جلها لم ترتكب محرماً في عرفهم ولم تأت بعشر معشار ما تفعله قنوات الكفر من التعرض لمعتقد الآخرين؟!

أيجهل هؤلاء أن ليس أرجح من التصدي لمن يسب الدين وسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ولا أرجح من رد الكفر عن الناس، ولا أرجح من رد هؤلاء وقد ملأت صدورهم حقداً وأيديهم سلاحاً واصطفوا على قلب رجلٍ واحدٍ ولا يريدوننا؟!

ولا يطلب من معشر الغافلين أكثر من البيان، وهو كثير لو فعلوه، ويكفي البيان لرد كثير من شر هؤلاء عن أنفسهم قبل غيرهم.

أُتي الغافلون من قبل "مصلحة الدعوة"، ومن قبل حالة الحصر الوهمي التي دخلوا فيها حين ظنوا أن لا وسيلة غير القنوات، وحين ظنوا أن القنوات وسيلة للتمكين، وهي وسيلة للتثقيف لا تزيد. ووسيلة لتهوين الفتوى والمفتين وقد فعلت. ووسيلة لخلط أوراق الدعوة والقضاء على تميزها بالمسجد والسمت الظاهر وقد فعلت.

ما الغافلون؟
يشتد بعضهم فيحسب أن الغافلين من المنافقين. والفرق بين الغافل والمنافق واضح جلي، فالغافل يتملق المنافق، والمنافق يتملق الكافر. والغافل بعيد تماماً عن الكافر لا يحبه ولا يخطب وده، ولا يصل ما بينه وبينه، بل في الجملة محب لله ورسوله، يرجو الخير من غير ما نرى أنه طريقه، أو أتته الدنيا فأثقلته. لا أقصد شخصاً بعينه بل هي شريحة عريضة في الساحة الآن ومنهج في التفكير لا يرتبط بشخص بعينه، وفي الحديث "لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم" وفصيل المخذلين يكون من الداخل وهو غير المخالفين.

قد يرحل الغافل لصف المنافق، فالمعصية تتحول لبدعة ثم قد تخرج البدعة صاحبها من الملة والعياذ بالله، وقد يرحل الصالح أيضاً فلا يأمن على نفسه إلا جاهل، ولذا علينا أن لا ننشغل بالحكم على بعضنا ونجتهد في النصح وإصلاح ما تبين فساده.

العمل على جبهتين:
هذه الجبهة المركبة من الصفوف الثلاثة المتوالية المتعاضدة فيما بينها (كافر منافق غافل)، تعمل على محورين: محور فكري، ومحور حركي، فهم يواجهون الدين والمتدينين بجدالٍ (فكر) وقتال (حركة).

ولك أن ترصد تحركات النصارى وتحركات المنافقين وتحركات الغافلين ستجد أنها في الاتجاهين.
فالفاعليات في كل حدث صغر أو أكبر ومن كل فاعل كان منافقاً أم كان كافراً أم كان من الغافلين ليست فقط كلام (فكر) أو (شبهات)، وإنما أيضاً حراك عملي، يحركون صبيانهم للضغط على النظام من أجل القبض على كاميليا، ويقبضون على كاميليا، ويعذبونها، ويتلون علينا شيئا من عذابها.يذبحوننا. ويتحرشون بالطيبين اعتقالاً وتعذيباً.

ويوازي هذا الحراك العملي حراك فكري، يكذب الملأ من الكافرين على عوامهم وعلى عوامنا فيتحدثون بأنها خلافات عائلية وأنها وجدت عند أهلها في القاهرة، ويتحدثون بأنها كافرة لم تسلم، ويأتي المنافقون بهالة من الكذب يدعمون قول الكافرين فيضللونها هي بنفسها، ويضللوننا بالقول بأنها لم تسلم، ويضللون الرأي العام، ويخرجون الغافلين ليقولوا بأن للحوادث عواقب وعليكم بأن تتجنبوا الفتنة وكأننا من يشعل نارها، وهكذا.

وشيء آخر: ذات الطرف المجادل هو هو بأم عينه الطرف الذي يمارس الحرب على الدين والمتدينين.
هكذا في كل مرة، وفي كل حدث ترقبه، تجد من يدعو للحوار والتعقل ويضلل الناس بلسانه هو هو بأم عينه الذي يفتن المؤمنين عن دينهم!!

أيهم أقوى تأثيراً؟
الكافر أم المنافق أم الغافل؟
الثلاثة مجتمعون يعملون سوياً أو لا يعملون سوياً، فوجود شوكة للكفر يوجِد النفاق في الصف الإسلامي، ووجود النفاق يوجد الغافلين إن لم يتنبه المؤمنون للمنافقين، إذ أن من عواقب السكوت على المنافقين وعدم فضحهم -كما هو ثابت في حال القرآن الكريم وحال السنة النبوية معهم- يؤدي إلى تفعيلهم من قبل الكافرين وتفعيلهم للغافلين. وبالتالي تصطف هذه الصفوف الثلاث علينا وتقابلنا في ساحة جدالٍ وساحة قتال، أو بلسانها وأيديها، كما ترى الآن ويعظم البلاء.

والحل؟
البيان للناس، البيان يفكك هذه الحالة، ويخرج الله به من صفوف الغافلين بل والمنافقين والكافرين من ينصر به دينه، وأقل ثمرات البيان هو تهوين عزم هؤلاء.
وزوال غفلة الغافلين تأتي بعرض تجارب عملية تبين لهم ما تناسوه.. تبين لهم أن {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76]، تبين لهم أن {الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} الإسراء:

فالقوم فئران وما خرجوا من جحورهم إلا حين خلى البيت من أهله.



وختاماً: في كل حدث هؤلاء الثلاثة : الكافر والمنافق والغافل، وفي كل حدث يُفَعِّلُ الكافر المنافق ، ويفعل المنافق الغافل.ويصطف ثلاثتهم في مواجهتنا.

سحر الفضائيات وما يجهله الناس في زماننا

سحر الفضائيات وما يجهله الناس في زماننا

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : فايز حمود اللميع - الوطن الكويتية



يعيش الناس في زماننا هذا هموما ومواقف تحسب عليهم ويحاسبون عليها بالخير خيرا وبالشر شرا، وقد يلجأ البعض إلى وسائل فيها إغضاب شديد لله سبحانه الذي يملك الضر والنفع لعباده لحكمة هو أعلم بها، ومن هذا الوسائل ظاهرة الفضائيات التي انتشرت تحدث الناس عن حياتهم ومستقبلهم وقدرة المتحدثين على جلب الخير للناس في أيام أو أشهر معدودة، إلى آخر هذا الكلام وضمن اهتمام (الوطن الإسلامي) بهذه الظاهرة كان اللقاء مع الشيخ فايز حمود اللميع، الذي حدثنا عن هذه الظاهرة وسلبياتها فقال: اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن العالم اليوم أصبح متقاربا وأصبح الذي يحصل في الغرب يصل إلى الشرق بسرعة هائلة، وما يحصل في الشرق يصل إلى الغرب بنفس السرعة، وهذا وإن كان في ظاهره خير فان في بعضه شر، وهي من الفتن التي يُبتلى بها الإنسان فقد قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35]، وقد كثرت في هذا الزمان أنواع الفتن وأصبحت الفتنة تدخل إلى البيوت المغلقة، وظهرت في هذه الأيام بعض القنوات التي أصبحت تظهر لنا الكفر والضلال والعياذ بالله وقد أصبح لها جمهور كثير وواسع، فقد قامت هذه القنوات بالترويج للسحرة والعرافين عن طريق بعض البرامج التي يظهر فيه شخص يقوم بعمل طلاسم وخرافات على الهواء مباشر للمتصلين وكذلك يدعي أنه يعلم الغيب وأنه قادر على شفاء الناس وهو خلف الشاشة، والناس في بيوتهم، بل إنه في إحدى المرات قال لأحد المتصلين -والعياذ بالله-: "إن القرآن لن ينفعك وعليك بما في هذه الورقة" وهو عبارة عن طلاسم شركية، وهناك قناة أخرى تقوم بعرض امرأة تقوم بسؤال المتصلين والمتصلات عن أعمارهم وعن لون بشرتهم وغيرها من الأسئلة ثم تقوم برمي الحصى وتخبرهم بما سوف يحصل لهم في المستقبل، وهذا من الكذب وخداع الناس، لأن هؤلاء الكذابين هم من أعوان الشياطين على الناس، وقد تعددت طرق السحرة والعرافين والدجالين وكذلك حيلهم على الناس لابتزاز أموال الناس وإضلالهم وما زاد كثرتهم في هذه الأيام إلا بسبب جهل الناس بالآيات والأحاديث التي تحذر منهم وتكشف ألاعيبهم، وقد انجرف خلفهم الكثير من الناس وأصبحت بيوت هؤلاء السحرة والدجالين مزدحمة بالناس وأصبح الشخص يحصل على موعد للقاء الساحر بعد عدة أيام لكي يقوم بعمل له سحر أو يفك عنه سحر، بل ذكر أحد المتصلين أنه اتصل على إحدى القنوات التي يعرض عليها برنامج عن السحر وقد تم أخذ رقم هاتفه وقالوا له بأنهم سوف يقومون بالاتصال عليه بعد أسبوع وذلك لكثرة المتصلين، وهذا يدل على كثرة الزحام لديهم وقد جهل الناس أن الذهاب إلى هؤلاء السحرة والدجالين أو الاتصال عليهم محرم شرعا فقد جاء في صحيح مسلم عن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة»، وجاء في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» وقد صرح أهل العلم بأن الذهاب إلى السحرة والعرافين من أنواع الكفر وكذلك الاتصال عليهم هاتفيا آو عن طريق الشبكة العنكبوتية آو قراءة مقالاتهم في الصحف والمجلات والكتب ولا يجوز ذلك لما فيه من فتن قد يفتن البعض بها ومنها طريقة سحر الساحر الشيطانية وهذا آمر خطر فقد يخشى عليه الحرمان من الجنة فقد جاء في الحديث الصحيح: «ثلاثة لا يدخلون الجنة ومنهم: مُصدق بسحر.. الحديث» (رواه احمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)، وعلى هذا فقد أحببت أن أبين للمسلمين ما هو السحر؟ وما ذكر في بعض الأحاديث التي تذم السحر والسحرة وحكم الساحر، وحكم تعلم السحر، وحكم الاستعانة بالسحر لفك السحر ثم حكم مشاهدة هذه القنوات الخبيثة والله المستعان.


بعض الأحاديث التي تذم السحر والسحرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر... الحديث» (رواه البخاري) الموبقات أي: المهلكات.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» (رواه أبو داوود وقال الألباني إسناده جيد). معنى زاد ما زاد: أي كلما زاد من تعلم علم النجوم المحرم زاد في الإثم، قال المناوي رحمه الله: وفي الحديث تحريم الآخذ وتحصيل العلم من النجوم وهو من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن النجوم والكواكب عندها علم الغيب وعلم الحوادث.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تَطير، ولا تُطير له، أو تَكهن، أو تُكهن له، أو سَحر، أو سُحر له» (رواه البزار وحسنه الألباني في غاية المرام).
والأحاديث في هذا الشأن كثيرة ويكفي قوله الله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} ]طه:9] فهذا دليل على أن الساحر لا يحصل له الفلاح والفوز لا في الدنيا ولا في الآخرة.

هل يكفر الساحر؟
الذي عليه جمهور العلماء تكفير الساحر الذي يتعبد بذلك الكواكب أو الشياطين ويتقرب إليهم، واستدلوا بهذه الآية: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة:102]، قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: وقد استدل بهذه الآية على أن السحر كفر وتعلمه كفر.
وكذلك قال النووي: عمل السحر حرام وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات ومنه ما يكون كفر ومنه ما لا يكون كفرا بل معصية كبيرة.


حكم تعلم السحر:
وعن حكم تعلم السحر قال: لا يجوز تعلم السحر والدليل قوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ} [البقرة:102] وإذا أثبت الله أن السحر ضار، ونفى أنه نافع، فكيف يجوز تعلم ما هو ضار محض لا نفع فيه؟! (أضواء البيان462/4).

حكم الاستعانة بالساحر لفك السحر:
وأضاف: أن السحر الحقيقي لا يمكن الوصول إليه إلا بالكفر، فما دام كذلك فكيف يجوز الاستعانة بالساحر، مع العلم أن عمله باطل واللجوء إليه إقرار بعمله وقد أرشدنا الله عز وجل إلى العلاج الذي نتخلص به من السحر كالأذكار والآيات والدعاء، وبعض الأدوية التي ذكرها أهل العلم في مصنفاتهم، أما الذهاب إلى الساحر لفك السحر عنده فقد قال الشيخ ابن باز: لا يجوز علاج السحر بالسحر لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: «هي من عمل الشيطان» (رواه أحمد وصححه الألباني)، والنشرة هي حل السحر بالسحر، ولأن حلها بالسحر يتضمن دعوة الجن والاستعانة بهم، وهذا من الشرك الأكبر اهـ.


ما حكم مشاهدة هذه القنوات؟
ليعلم الجميع أن هذه القنوات التي يتم عليها عرض البرامج التي تدعو الناس إلى تعلم السحر أو عرض ساحر يقوم بعمل سحر للناس، بأن مشاهدة هذه القنوات محرم ولا يجوز وكذلك الاتصال عليها، وليعلم جميع المشاهدين أن مشاهدة هذه القنوات لا تخلو من أمرين إما أن يصدق هذا المتصل بان هذا الساحر ينفع ويضر وهذا كفر بالله وانه من نواقض الإسلام، وإما أن يكون من قبيل التسلية وتضييع الوقت وهذا فيه وعيد من الرسول حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا وسأله فلن تُقبل له صلاة أربعين يوما»، قال الشيخ ابن باز: كل من يدعي علم الغيب باستعمال ضرب الحصى أو الودع أو التخطيط في الأرض أو سؤال المريض عن اسمه أو اسم أمه أو اسم احد أقاربه فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤالهم وتصديقهم. أ.هـ.


وإليك أخي المسلم وأختي المسلمة هذا السؤال الذي ورد إلى اللجنة الدائمة للإفتاء حول موضوع السحر.
السؤال: من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه؟
الجواب: لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام احمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله عن النشر فقال: «هي من عمل الشيطان»، وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: «تداووا ولا تداووا بحرام»، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها»، اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية والإفتاء.
وفي ختام حديثه قال اللميع: وبعد هذا كله أحب أن أذكر جميع الآباء والأمهات، بأن أولادهم أمانة عندهم وأنهم سوف يسألون عنهم يوم القيامة فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته»، رواه النسائي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، فما كان من صواب فهو من الله وحده، وما كان من خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الجمعة 6/7/2007 م

الإسلام بين سندان النصارى ومطرقة اليهود

الإسلام بين سندان النصارى ومطرقة اليهود

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : د. سـامـح عبـاس



الخبر: قال مسئول بارز في الفاتيكان إن على المسيحيين في أوروبا إنجاب عدد أكبر من الأطفال وإلا واجهوا احتمال أن تصبح قارة أوروبا مسلمة.


التعليق:
حرب شاملة ومسعورة يتعرض لها الإسلام والمسلمين من جانب اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم، تصاعدت وتيرتها المبغضة مع تهديدات وإقدام عدد من القساوسة الأمريكيين وأتباعهم من الحمقى والغوغاء بحرق نسخ من المصحف الشريف انتقاماً - على حد زعمهم - من المسلمين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي يحيي الأمريكيون ذكراها التاسعة في هذه الأيام. فحملات العداء والكراهية المتواصلة من جانب النصارى واليهود ضد المسلمين الذين يمثلون ربع سكان العالم، اشتدت وطأتها وحدتها سواء في الإعلام الغربي أو – للأسف - في إعلامنا العربي، الذي يروج عن غير قصد لمصطلح "الإسلامفوبيا" أو الخوف من الإسلام والذي ظهر على الساحة الدولية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكأن دين إبراهيم الحنيف عليه السلام، والذي حمل لواءه للبشرية خير الأنام "محمد بن عبد الله" – عليه أفضل الصلاة والسلام - بات شبحاً مرعباً للغرب كافة، وأضحى بمثابة فزَّاعة مرسومة على جبين كل مسلم. والبراهين على تلك الحرب الشعواء كثيرة، تمثلت في حرب اليهود والنصارى ضد أهم رموز الإسلام، من بينها الحرب ضد النقاب، وبناء المساجد في أوروبا، واضطهاد كل مسلم يعيش في بلاد الغرب.


فاليهود والنصارى الذين يمارسون حالياً أبشع حملات التزييف والتشويه للإسلام يدركون جيداً سماحة الإسلام وقدرته على استيعاب الآخر واحتوائه له، وقدرته على التكيف مع كل الظروف لأنه دين الصدق والأمانة، وأن مخاوفهم ترتكز فقط على أن تعود لأنصاره صحوتهم، وأن يستفيقوا من غفلتهم، لذا لا ينفكون عن الترويج للمزاعم الكاذبة ضدهم، وتخويف العالم منهم، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الصين.

ولعل تطاولات وتجاوزات النصارى الأخيرة ضد الإسلام ورموزه بداية من الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومروراً بفيلم المخرج الهولندي المعتوه وانتهاء بحرق القساوسة الأمريكيين لنسخ من القرآن الكريم، هدفها ليس فقط الإساءة للإسلام والمسلمين، بل هدفها في المقام الأول هو استفزازهم وتحريض العالم ضدهم، نظراً لانتشار الإسلام في أرجاء واسعة من المعمورة، وتعاظم نسلهم في الدول الأوربية بشكل أعتبروه أخطر تهديد على وجودهم، ويبرهن ذلك تحذيرات قساوسة إيطاليا من تعاظم أعداد المسلمين في القارة الأوربية، وخشيتهم من أن تتحول مع مرور الأيام إلى قارة إسلامية، بدلا من أن تكون قارة مسيحية، محذرين من عودة الخلافة الأندلسية الإسلامية لأوروبا مرة أخرى. ويسهم اليهود من جانبهم بدور كبير في تلك الحملة للتحريض ضد الإسلام فيما يعرف بالإسلامفوبيا، بالشكل الذي يخدم في نهاية المطاف مصالح الكيان الصهيوني ومخططاته ضد العرب.

وفي مقابل القيود والمحظورات التي تفرض على حرية المسلمين في الغرب، بأشكالها المختلفة سواء حظر ارتداء النقاب أو حظر بناء المساجد، وتقييد حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، يحظى اليهود والنصارى في بلاد المسلمين بممارسة كامل حريتهم الدينية دون حكر أو رقابة، بل وتجاوزوا في حدود حريتهم بالقيام بعمليات التهويد والتنصير المختلفة في شتى الدول الإسلامية. ففي فلسطين يمارس اليهود التهويد العلني للمقدسات الإسلامية، بل وقد تجاوزت الأمور لحد القيام بعمليات تهويد خفي للفلسطينيين المسلمين، مستغلين أوضاعهم المالية والاقتصادية الصعبة. وفي دول إسلامية أخرى مثل مصر والسودان وبلاد المغرب العربي يمارس النصارى صور مختلفة للتنصير العلني والسري دون أن يتعرضوا لاضطهاد أو ظلم.


فالمسلمون حالياً أحوج ما يكونوا لتبني إستراتيجية جديدة للخروج من بين سندان النصارى ومطرقة اليهود:

- استراتيجة موحدة تحقق لهم الإكتفاء الذاتي إقتصادياً، عسكرياً، مالياً وتجارياً، وفي كافة المجالات الحيوية الأخرى التي يستطيعون من خلالها تشكيل تكتلات إسلامية ضخمة قادرة على مجابهة الغطرسة والوقاحة التي يمارسها اليهود والنصارى، واستفزازاتهم اليومية ضد المسملين.

- استراتيجة تكون كفيلة لوأد مخططاتهم للنيل من الإسلام ورموزه.

- استراتيجية يستطيع المسلمون من خلالها استعادة مجدهم وتفوقهم ليصبحوا من جديد نوراً يهدى به الكافرين.

- استراتيجية جديدة يستطيعون بها بناء قوتهم العسكرية التي تكفل لهم القدرة لتحرير المقدسات والبلاد الإسلامية من دنس النصارى ونجاسة اليهود.


ويلخص الحق عز وجل حديثنا السابق في قوله تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [سورة البقرة:120] .


الاثنين 13 سبتمبر 2010 م

د. سـامـح عبـاس
Sameh001@hotmail.com

السبت، 27 نوفمبر 2010

كلمتنا للأقباط

كلمتنا للأقباط

فراج إسماعيل | 26-11-2010 23:08

إذا كنا نريد خيرا بمصر.. فعلى الدولة تأكيد سيادتها في ما ستصدره من قرارات لاحقة على الهجوم الذي نفذته الميليشيات القبطية فجر الأربعاء الماضي على الممتلكات وقوات الأمن واغلاقها شارع الهرم والطريق الدائري وما أحدثته من تخريب في المباني الحكومية والخاصة.

ما حدث هو خرق للقانون بداية من مخالفة تصريح البناء ثم الإصرار على المخالفة تحت حماية الميليشيات وتغطيتها بغطاء ديني أوحى لشباب مغرر بهم أن يقاتلوا من أجل المخالفة وإن قتلوا في سبيلها فهم شهداء مما أدى إلى تجميع ثلاثة آلاف شاب مفتولي العضلات مدربين تدريبا عاليا على الكر والفر، على التجمع في مساحة 500 متر لا تؤدى فيها صلاة أو مناسبة دينية، جاءوا من كل حدب وصوب في أنحاء مصر، من الشمال والجنوب، والشرق والغرب، على نحو غير مسبوق.

وأخيرا الغطاء الديني من البابا شنودة نفسه الذي يشجع الشباب القبطي على تكرار ما فعلوه موحيا لهم في عظته بالكنيسة بأن الله الذي صبر من أجلهم سيغضب على من يضطهدهم، وأن نهاية الدولة المصرية سيكون نفس نهاية الدولة الرومانية التي اضطهدتهم ومنعت عباداتهم وكنائسهم، وفي النهاية اعتنقت المسيحية بمرسوم رسمي.. تشبيه قال أحد القساوسة وفق صحيفة المصري اليوم إنه اسقاط مباشر على أحداث العمرانية!

البابا بدلا من أن يستنكر على صناع الفتنة فتنتهم التي ستأكلهم قبل أن تأكل البلد، ألقى باللوم على من يحاول تطبيق القانون على الجميع بالمساواة دون تفرقة دينية، مستهينا بالبناء بدون ترخيص، كأنه مطلوب من المحافظة أن تغض الطرف عن مخالفة لا داعي لها وحمايتها بالبلطجة، مع أن المحافظ اللواء سيد عبدالعزيز كما يقول الكاهن مينا ظريف قال لهم (مبروك عليكم الكنيسة) عندما أجابه "مينا" بأنهم سينتظرون 7 سنوات لو طلبوا الترخيص بشكل رسمي!

لكنهم احجموا عن الانتظار حتى تغيير الترخيص بناء على تقديم رسومات هندسية جديدة منهم التي طلبها المحافظ واعدا بأنه سيسرع في في اجراءاته. لم تكن لديهم نية لوقف البناء يوما أو يومين، فقد أعدوا ميليشياتهم ويرغبون في فرض أمر واقع وسابقة بلطجة كنسية على أعلى مستوى من القيادات والميليشيات للضغط على الدولة مستقبلا.

وللأسف الشديد يشير تعليق البابا على الحادث والقاؤه باللوم على الدولة على أنه كان على علم بكل ما سيحدث، وهذا أيضا يشير إليه بوضوح تعليق أسقف الجيزة بعد عودته من ألمانيا واجتماعه مع البابا لمدة ساعة عقب عظته الأسبوعية التي تعهد فيها بغضب الرب على الدولة التي ستتحول لاحقا وفقا اسقاطه إلى دولة مسيحية!

أدري أن الدولة قالت لهم "مبروك عليكم الكنيسة" في ضعف واضح وخنوع وجبن.. فما الذي يضطرها إلى ذلك.. هل هي التهديدات التافهة التي يلقيها أقباط المهجر؟!.. دعهم يهددون فما الذي يستطيعون فعله؟ّ!.. طلب المد الأمريكي؟!.. دعهم يطلبون؟!.. أمريكا لا تستطيع أن تفعل شيئا تجاه سيادة مصر على مواطنيها جميعا وقدرتها على تطبيق قانونها وإذا إرادت أن تفعل فدعوها تجرب!!.. قد تخشاها الحكومة لأن قلبها ضعيف وبيدق.. لكن مصر ليست هي الحكومة ولا الحزب الوطني. والبيت الأبيض بعد تجاربه المريرة في الصومال والعراق وأفغانستان غير مستعد أن يجرب مغامراته مع الشعور الإسلامي للمصريين..

نقول هذه الكلمة من أجل سلامة المسيحيين المصريين أنفسهم.. عليهم ألا يغتروا بمساندة تأتيهم من الخارج.. ألا ينخدعوا بأراجيف منظمات المهجر التي أعلنت يوم الأربعاء الماضي مساندتها لحرب تهدد بها أثيوبيا لقطع النيل عن مصر وتتوعد بالإنتصار فيها!

ما تعلنه هذه المنظمات لو سانده أقباط الداخل فهو خيانة عظمى تستوجب محاكمة من يقول بها خصوصا أنها تناشد اسرائيل المساندة لطرد المحتلين العرب المسلمين من مصر..

هذه النداءات لا تقدر عواقب الأمور على إخوانهم المسيحيين في الداخل إذا ما نظرت إليهم الأغلبية المسلمة بأنها سيؤيدون تعطيشهم وتجويعهم وسيكونون طابوا خامسا لأثيوبيا واسرائيل!

ثم من عنده الدليل على أن المسيحيين المصريين هم سكان مصر الأصليين وأن المسلمين هم العرب القادمون من الجزيرة العربية.. أليس الاسم القديم لهم الذي عرفناه وعرفه أباؤنا وأجدادنا هو "الخواجات".. ماذا يعني "الخواجة" في قاموس عاميتنا المصرية؟!

الدراسات التاريخية تؤكد أن السكان الحاليين من المسيحيين ليسوا أحفاد الفراعنة، فهم نتاج هجرات بشرية متتالية بعد الفتح الإسلامي لمصر بعد أن نشر فيها العدل والمساواة وانقذ مسيحييها الذين دخلوا في الإسلام أفواجا وتحولوا كلهم إليه بعد قرنين فقط، أما هؤلاء المسيحيون الموجودون حتى اليوم والذين يعيشون في أمان وتتوفر لهم كل حقوقهم الدينية والإجتماعية والسياسية فهم هجرات يونانية وأرمنية وغيرها جاءت عقب حقب تاريخية مختلفة حمل لها المصريون الذين أصبحوا كلهم مسلمون الود والاحترام كجاليات تجارية اقتصادية ووهبوها اسم "الخواجات" الباقي حتى الآن وهو مسمى يميزهم ولا ينال منهم أو يحقر من شأنهم.

فقد كانوا دائما يعيشون في جيتوهات منغلقة.. ولهم أيضا سحنتهم المختلفة.. يهتمون بتجارتهم واقتصادياتهم التي انتشرت بطول مصر وعرضها وأشهرها محلات بيع الخمور، والنجارة، والخياطة، ولم يكن لهم يوما اهتمام بالسياسة أو الانتخابات..

لاحظ أن المرشحين الأقباط للانتخابات الحالية بلغوا 140 مرشحا من بينهم 22 عن الأحزاب حيث رشح الحزب الوطني وحده عشرة على قوائمه، وذلك يحدث لأول مرة في تاريخ مصر القديم والحديث.

نأتي إلى حكاية الكنائس نفسها. البلطجة يتم تصويرها الآن على أنها مقاومة شرعية لرفض الدولة اعطاء تراخيص بها مع أن عددها في مصر يفوق عدد المسيحيين باعتراف نجيب ساويرس في حفل لجمعية رجال الأعمال يوم الخميس الماضي لدرجة أن معظمها – حسب قوله – فارغة!

نسبة الكنائس إلى المسيحيين ضعفي نسبة المساجد إلى المسلمين.. ومساحات الكنائس والأديرة في مصر مئات أضعاف مساحات المساجد في جميع الدول العربية بما فيها المسجد الحرام والمسجد النبوي!

مساحة دير أبو قانا لوحده تبلغ 600 فدان.. الفدان الواحد يساوي 4200 متر مربع. وفي دراسة على الانترنت مقارنة بين مساحة هذا الدير ومساحات أماكن العبادات الشهيرة في العالم.. فدولة الفاتيكان كلها على سبيل المثال 44 من مئة كيلو متر مربع، ومساحة المسجد الحرام 365 من ألف كيلو متر مربع، ومساحة المسجد الأقصى 144 من ألف كيلو متر مربع ومساحة الأزهر 12 من ألف كيلو متر مربع.

أي أن مساحة المسجد الحرام تساوي 365 ألف متر مربع، فيما يتسع لـ 773 ألف مصل، ويعني ذلك أن نصيب المصلي الواحد 46 من مئة متر مربع، فإذا كان المصلي المسيحي يحتاج إلى مثل تلك النسبة فمعنى ذلك أن دير أبو قانا الذي يبلغ مليونين و520 ألف متر مربع يكفي لحوالي خمسة ملايين ونصف مليون مصل في وقت واحد وهذا العدد يفوق عدد المسيحيين في كل مصر حسب التقديرات الدولية وأبرزها الفاتيكان.

النسر ........والغربان

لنسر ........والغربان

خالد عبد الله | 26-11-2010 23:27

فى موقف جديد يضاف إلى رصيده غير المحمود عاد الأستاذ "عمرو خالد " للظهور مرة أخرى

بعد أن أفل نجمه الدعوى فى مصر المحروسة عدة سنوات وكعادته أثار جدلا (هو يحبه ويستمتع

به) وكان الجدل بين مؤيديه القدامى الذين تمحورا حول شخصه وليتهم يستفيقوا

ويفكروا ومعارضيه الذين خاب أملهم فيه بعدما أوضح لهم أهل العلم ضحالة الرجل الدعوية وأنه

لايعدو موضة أحبها أهل الترف من جمهور النساء والشباب الذين تروق لهم حالة المشاعر

والرومانسية الحالمة فى خطابه فلم يعودوا يفرقون بين الداعية وبين المغنى العاطفى

وفى حقيقة الأمر لم أجد لنفسى مكانا بين هؤلاء لأن الرجل بالنسبة لى حالة أوضحتها للناس منذ

زمن وهاجمتها كثيرا وهوجمت بسببها كثيرا ومازلت على قناعة بما قمت به تجاهه وازدادت

قناعتى لما وجدت مناوراته السخيفة حول تلبية دعوة اللواء المحجوب فى الرمل بالأسكندرية

وأقول "مناورات " لأنه ليس بحاجة للضحك على الناس وتبرير خطواته بأنها فى سبيل الدعوة

وهذا محض افتراء وكان بإمكانه أن يعتبر مافعله حق مشروع لأنه مثلا على قناعة بمجهودات

المحجوب بصرف النظر عن كونه مترشحا عن الحزب الوطنى فربما خدمات الرجل تستأهل أن

يقف " عمرو " خلفه لكن مايزعج هو إلصاق تصرفاته بسيرة النبى وكأن المسألة أكل عيش كلما

هاجمه أحد يردد شعارات من السيرة التى وصف محاولات صاحبها عليه الصلاة والسلام بالفاشلة

فتجده فى كلامه متخبطا فتارة يقول " خلوا بينى وبين الناس " وثانية يبرر تنازلاته بأنها من وحى

صلح الحديبية وثالثة يقول أنا صاحب رسالة ورابعة يقول أنا مش داعية أنا مصلح وخامسة يقول أنا

مش إعلامى وسادسة وهى الأسوأ حين غمز معارضيه من الدعاة وغيرهم بأنهم كالغربان

يهاجمونه ولكنه كالنسر يحلق بعيدا عنهم وبصرف النظر عن هذا التخبط فما يعنينى هو بعض

التساؤلات أطرحها على الدكتور عمرو !! لعله يجيب دون مراوغة

هل مازلت تصدق أنك صاحب رسالة ؟

هل مازلت لاتشعر بأى غضاضة من جراء ثناء المجلات الأمريكية عليك واختيارك من ضمن أفضل 100 شخصية فى العالم ؟

هل مازلت لاتشعر أنك تستعمل بوعى أوبدون فى طرح الإسلام الأمريكى الذى بلامخالب ؟

هل مازلت ترى أنه من الطبيعى أن تفتح السفاراتان الأمريكية والبريطانية لك الأبواب وأنت من

المفترض كما تدعى صاحب رسالة فهل هم على درجة من البلاهة أن يتركوك وأنت مسلم تمثل

خطرا على أمنهما القومى تروح وتجيئ كأنك تتنقل بين محافظات مصر بل أجزم أن تنقلك بين

محافظات مصر أكثر صعوبة ؟

هل مازلت تدعى أن توقيت ندوتك ليس مثيرا لدهشة الناس وخاصة فى هذه الفترة الحرجة من

انتخابات البرلمان وخاصة أنك بن الإخوان غير البار ؟

هل مازلت تصدق أن اختيارك كمبعوث لبعض الدول الإسلامية كى تحارب القاعدة والمتطرفين

وتنشر الإسلام المعتدل كما يزعمون هو من قبيل الصدفة وكأن العالم الإسلامى نضب معينه من

العلماء المشهود لهم بالعلم والتقوى ؟

هل مازلت لاترى البون الشاسع فى لغة خطابك حين بدأت التدرج فى سلم الوعظ وبين مفردات

خطابك منذ فاجعة الدانمارك التى زايدت فيها على عرض النبى فخذلك الله وازددت سقوطا ؟

هل تريد أن أذكرك لما قتل مراسل الجزيرة ماذا فعلت بكاميرات قناة " إقرأ" حين التقيت زوجة

القتيل وماذا كان رد فعلك من مجزرة غزة الأخيرة وهروبك المهين من تصريحاتك (التى كانت كالإسهال )حتى أنك ماجرؤت على مهاجمة التدليل الأمريكى لإسرائيل طوال فترة المذبحة ؟

هل تذكر فى مسجد دعوة الحق بالدقى فى التسعينيات كيف كان حديثك عن الجهاد والإعداد له

وحديثك الآن عن التعايش والتسامح ومحاولاتك المضنية فى العزف على لغة لاتحمل إلا الذل فى

برنامج فشل فشلا ذريعا لأنك ماكنت صادقا كما كنت من قبل ؟

هل تذكر وعودك لشباب صناع الحياة وكيف خدعتهم ولما حاول البعض الخروج من جلبابك أرسلت إليهم تتوعدهم كما حكى لى بعضهم أن من ليس معى فهو ضدى ؟

هل تذكر فتاة طنطا التى كانت تترأس جمعية صناع الحياة ولماذا أرسلت لها أحد معاونيك برسالة

مفادها لاتنتخبوا الإخوان وذلك فى انتخابات برلمان 2005؟

هل ظهورك الدعوى الآن فى وقت كممت فيه أفواه الدعاة فى الفضائيات له مغزى مجرد سؤال

برئ؟وياترى من وراء ذلك ؟

إن مافى جعبتى من تخبطك وإيمانك بالمبدأ المكيافيللى "الغاية تبرر الوسيلة" يفوق مقالة صغيرة

أردت بها أن تراجع نفسك وتفتش فى مواطن قلبك وتحدد ماذا تريد ؟

يادكتور يامصلح ياإعلامى أنت شئت أم أبيت محسوب على أهل الدعوة ولذا وجب عليك أن تصحح

نيتك وتخلص مقصدك لله ومن العيب بعد أن اقتربت من منتصف الأربعينيات أن تظن أن اجتماع

الناس حولك من الدهماء والعوام الذين لم يعايشوك عن قرب هو دليل على صحة مسيرتك فقديما "

"قالوا "لايغرنك اجتماع الناس عليك فهم يرون ظاهرك والله يرى باطنك

إذا ماوجدت إجابة لهذه التساؤلات فاحتفظ بها لنفسك وغير بها قصدك فأنت لم تعد بحاجة إلى

مال أوشهرة وإنما تحتاج مثلى إلى حسن خاتمة رزقنا الله وإياك بها

أرجو أن تتذكر نصح إخوانك من الدعاة الذين قلت فيهم يوما القافلة تسير......وال.......تعوى

*إعلامي مصري

دروس فضيحة العمرانية

دروس فضيحة العمرانية

جمال سلطان | 26-11-2010 23:10

ما حدث في العمرانية بالجيزة قبل أيام خطير بالفعل ، ويبعث برسائل أكثر خطورة وعلى أكثر من صعيد ، كما أنه ـ إذا أحسنا التأمل فيه ـ يمكن أن يعطينا دروسا تحمي الوطن من نزق قليلي الخبرة بالتاريخ والعمل السياسي الذين يتصورون أنهم بلعبهم بالورقة الطائفية يمكن أن يفرضوا أوضاعا جديدا على الوطن والتاريخ والجغرافيا .

الآلاف الثلاثة الذين تجمعوا في السادسة والنصف صباحا في شوارع العمرانية ثم أمام مبنى محافظة الجيزة محاولين اقتحامه واتخاذ المحافظ أو كبار الموظفين رهائن لحين الانصياع لمطالبهم المخالفة للقانون ، هؤلاء الآلاف عندما يخرجون في السادسة صباحا فهو يعني أن هناك عمليات تنظيم وحشد طوال الليل ، وربما على مدار أيام ، بتخطيط وترتيب من له عليهم سمع وطاعة وأمر ونهي ، فإذا أضفنا لذلك شهادات الشهود عن أن الكثيرين ممن شاركوا في "الهوجة" لم يكونوا من أبناء المنطقة وبعض المصابين ثبت أنهم من صعيد مصر فإنه يعطينا أبعادا كاشفة أكثر عن عملية التجنيد والتعبئة والحشد والتآمر .

وعندما تظهر قنابل المولوتوف في أيدي المليشيات الطائفية وبعض السلاح الناري الذي سمعه شهود عيان يدوي قبل حضور الشرطة ، فإنه يعني أن هناك خبرات يتم تطويرها وأن بعض "الأوكار" تستخدم أو يمكن أن تستخدم لتجهيز أسلحة خطيرة ، وقد أصابت القنابل عددا من الضباط والجنود وبعضهم أصيب بنسب تشوه عالية في الوجه والجسم ويخضع حاليا للعلاج ، وعندما يعلن بعض القساوسة أن هناك مفاوضات وحوارات مستمرة مع محافظ الجيزة والمسؤولين على مدار أسابيع قبل الواقعة فهو يعني أن هناك ـ لدى القيادات المسيحية ـ وعيا كاملا وكافيا لإدراك أن ما يحدث في المبنى الاجتماعي مخالف للقانون ، وبالتالي فإن ما أقدموا عليه من تحريك هذه الجموع وحشدها وترتيب القنابل والسلاح الناري والأبيض فهو مقصود به إحراج السلطة وأجهزتها وكسر القانون وسلطة القانون والإعلان عن أن القانون لا يسري على الكنائس ولا على الكهنة ، أيا كان التحفظ على القانون ، إلا أنه في النهاية قانون ينبغي أن يلتزم به الجميع ، ومن يرى التضرر منه عليه أن يخوض نضالا قانونيا أو دستوريا أو سياسيا من أجل إعادة النظر فيه ، لأنه لا يملك الحق المطلق في رؤيته وإنما هي وجهة نظره قد يكون فيها مجافيا للحق والحقيقة وقد يكون ـ بل هو بالفعل في هذه الحالة ـ مندفعا بأوهام طائفية من أجل انتزاع ما ليس له بحق ، وعندما يتم التعامل مع القانون بمثل هذه الغوغائية ، وأن أي جماعة طائفية أو غير طائفية تفرض "قانونها الخاص" بالقنابل والسلاح على قانون الدولة ، فإنه لا معنى لتعديل القانون أو وضع أي قوانين جديدة ، لأن فكرة القانون في ذاته انهارت حرمتها في الوعي الاجتماعي والشعبي والطائفي ، وأصبحت رغبات الكهنة وإرادتهم هي القانون الفعلي .

وعندما يقول المسؤولون أنهم اتصلوا ـ على أعلى مستوى ـ بالبابا من أجل أن يتدخل لوقف هذا العبث الخطير من شبان مغرر به ، فيرفض البابا التدخل بحجة أنه مريض ، ثم بعدها بساعات يقود عظة الأربعاء في الكاتدرائية أمام المئات ، فهذا يعني أن البابا شنودة كان واعيا من وقت مبكر بالأحداث والترتيب لها ، وربما لم يتصور أن يكون هناك حزم من الشرطة تجاهها باعتبار أن أجواء الانتخابات لا تسمح بالتصعيد الأمني ، فلما وجد بعض الجهات الرسمية أخذت الأمر على محمل الجد ، خاصة بعد الإصابات الواسعة والخطيرة بين ضباط وجنود الشرطة والتدمير الغوغائي للممتلكات العامة ، ظهر البابا بصوته و"علم" أن هناك مشكلة ، ولكن راح يهاجم "المغدورين" : المحافظين والشرطة ، ودافع عن الغوغائية بل وأطلق تهديدا خطيرا للدولة وسلطاتها بأن "غضب الرب سيكون قاسيا" وذلك في أعقاب الأحداث مباشرة ، وهو كلام يسأل عنه رجل الدين ويحاسب ، لو كانت هناك إرادة سياسية بالفعل لمنع هذا العبث الطائفي الخطير ، ولا أدري هل كان البابا يتصور أن الشرطة سوف تواجه القنابل بأوراق الورد والياسمين مثلا .

لقد تسببت هذه الأحداث في سخط شعبي واسع وغير مسبوق بين المسلمين ، واتصالات من مختلف المحافظات حتى البعيدة عن القاهرة تستغرب هذا الاستهتار الطائفي الخطير وتبدي غضبها الشديد مما حدث ، بما يعني أن مثل هذا التهريج ينتج بشكل طبيعي تعبئة على الضفة المقابلة ، فهل هذا ما قصده القساوسة الذين حشدوا آلاف الشباب القبطي المغرر به للقيام بهذه "الهوجة" ، ولو تخيلنا أن عشرات الآلاف من المسلمين في الجيزة غضبوا مما حدث واحتشدوا للدفاع عن ممتلكات الوطن والتصدي للاعتداءات ، هل يدرك البابا شنودة كيف سيكون مشهد الشارع المصري وقتها .

دروس عديدة ، أرجو أن لا تمر على ذوي العقول والنهى ، قبل أي انتماء سياسي وقبل أي انتماء ديني أو طائفي وقبل أي رؤية ايديولوجية ، حمى الله مصر من كل نزق ومن كل تآمر ، وحمى الله شعب مصر الطيب من فتن الجهل والتعصب والطائفية .

هوية مصر.. ومسئولية الرئيس

هوية مصر.. ومسئولية الرئيس

محمود سلطان | 26-11-2010 23:13

الرئيس مبارك استلم البلد وهي مسلمة في "جوهرها" و"مظهرها".. وكلنا يتذكر قول الرئيس الراحل أنور السادات "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة".. والتي أعلنها مدوية بعدما استشعر تنامي النزعة الطائفية الانعزالية في نسختها المتطرفة لدى القيادات الدينية الكنسية الجديدة التي قفزت إلى الكرسي البابوي قبيل حرب تحرير سيناء.

الرئيس السادات ـ رحمه الله ـ أبرق عددا من الرسائل الحاسمة، مفادها أن هوية مصر العربية والإسلامية خط أحمر وملف أمن القومي، أنه لن يتردد في نفي "التخين" في الكنيسة إلى الصحراء، حال "فكر" مجرد تفكير في أن يلاعب القيادة السياسية في هذا الملعب بالغ الدقة والحساسية.

السادات لم يكن "يهوش" أو "يهزر".. وإنما كان جادا وجسورا وغير متردد وذلك لوعيه ـ كرجل دولة وكسياسي محترف ـ أن هوية الدول مسألة لا يمكن أن تكون موضوعا للابتزاز الطائفي أو الدولي أو الإقليمي، ولعلنا نتذكر هنا كيف بالغت بعض التقارير الغربية وقالت إن باريس على استعداد لخوض حروب عسكرية من أجل الحفاظ على هويتها، وذلك ردا على الجدل الذي صاحب سياستها من أجل مكافحة التمدد الإسلامي الرمزي في فرنسا.

تجربة السادات مع الكنيسة في طبعتها "الإنقلابية"، ينبغي أن تكون درسا للسياسيين ومرجعية لمن استلم من بعده مسئولية إدارة البلاد.. سيما وأن معالم القاهرة الإسلامية بدأت تتغير بالتمدد الكنسي الخرساني العشوائي في شوارعها وميادينها العامة، وبشكل ليس فقط خصما من خصوصيتها الحضارية، وإنما أيضا بالغ الاستفزاز، ولا يمكننا توقع عواقبه التي عادة ما تأتي مفاجئة وصادمة وعنيفة وذلك بتراكم الاستفزاز والتوسع فيه من خلال هذا العمل الدؤوب من أجل "نصرنة" البلد.

الرئيس مبارك ـ كما قلت في مستهل هذا المقال ـ تسلم البلد من الرئيس الراحل أنورالسادات ـ رحمه الله ـ وهي مسلمة في مظهرها وفي جوهرها.. وعليه أن يسلمها لمن يأتي من بعده وهي على هويتها النقية وفية لدينها ونبيها.

أعلم ان الرئيس مبارك يحاول ـ كرئيس دولة ـ تطييب خاطر الأقباط، وأن يحقق مسئولية التيار الأساسي للأمة إزاء الأقلية الدينية.. غير أن هذا "التطييب" لم يعد مسؤولا ومحسوبا، وإنما بات "منفلتا" من أية ضوابط، بسبب التعاطي الكنسي معه بـ"انتهازية" تتعمد إحراج الرئيس أمام الرأي العام الدولي، وحمله على "تطبيع" التعدي الخرساني للكنائس والكاتدرائيات القلاعية على حرمة الشوارع والقانون.. ما يعزز من الانطباع لدى الطرفين: المسلم بـ"الاضطهاد" والمسيحي بـ"الاستعلاء".. وهو وضع ـ بكل المعايير الأمنية ـ ينذر بما لا يحمد عقباه.. وربنا يستر.

*هذا المقال نشرته في "المصريون" يوم 29/5/2010 .. وأهديه اليوم مجددا للقيادة السياسية المصرية بمناسبة الهجوم القبطي البربري المسلح على محافظة الجيزة واحتلال شوارعها ومبانيها وترويع الآمنين من السكان

almesryoonmahmod@gmail.cim

لأنبا موسى يشرف على علاجها بأدوية تؤثر على الوعي .. الكنيسة تقول إن كاميليا شحاتة لن تظهر على وسائل الإعلام إلا إذا حدثت معجزة وشفيت من صدمتها

لأنبا موسى يشرف على علاجها بأدوية تؤثر على الوعي .. الكنيسة تقول إن كاميليا شحاتة لن تظهر على وسائل الإعلام إلا إذا حدثت معجزة وشفيت من صدمتها

كتب جون عبد الملاك (المصريون) | 31-07-2010 00:19

علمت " المصريون " أن الأنبا موسي أسقف الشباب يشرف بنفسه علي عملية ما وصفته الكنيسة بـ " إعادة التأهيل النفسي " للسيدة كاميليا شحاتة زاخر زوجة القس " تادرس سمعان" كاهن دير مواس بمحافظة المنيا حيث زعمت مصادر كنسية إصابتها بـ"حالة صدمة عصبية بعد خلافات زوجية طاحنة مع زوجها" ، وذلك بعد تسليمها إلي الكاتدرائية المرقسية للتصرف في شأنها بعد منعها عن العودة إلى زوجها أو أهلها .
أحد أساقفة القاهرة – وأحد المقربين للأنبا موسي – زعم أن السيدة كاميليا التي تتنابها نوبات عصبية شديدة لم يفلح أطباء الكنيسة علي مدار الأسبوع الماضي في علاجها أثناء تواجدها بدير عين شمس ، مما اضطرهم لحقنها ببعض العقاقير التي تذهب العقل لتخفيف آلامها خصوصاً وأن الحالة تزداد سوءاً يوماً تلو الآخر وذلك بحسب ما افاد به المصدر

وقال الأسقف الذي آثر عدم ذكر اسمه لـ " المصريون " أن الأنبا موسي أسقف الشباب المشرف علي علاجها " روحياً " أخطر البابا شنودة بصعوبة وربما استحالة ظهورها إعلامياً لتنفي ما تردد عن اسلامها خصوصاً وأن حالتها من سيئ لأسوأ إلا إذا حدثت معجزة أو استطاع الأطباء إعطائها بعض المهدئات لتستطيع الظهور إعلامياً وتردد ما تريد الكنيسة منها أن تقوله ، فطالبه البابا شنودة بإعطاء الأطباء مزيداً من الوقت قبل أن يتم نقلها لدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون الذي نقلت إليه سابقا وفاء قسطنطين ، موضحاً أن الزيارة ممنوعة تماماً لها بأوامر البابا شنودة .

إلي ذلك كشف مصدر مقرب من القس تادرس " زوجة السيدة كاميليا " أنه يعيش حالة اكتئاب بعد رفض الكنيسة السماح له باستلام زوجته خصوصاً وأنه في الثلاثينات من عمره ولن يستطيع الزواج مرة أخري بحسب التقليد الكنسي الذي أقره البابا شنودة والذي يرفض الطلاق إلا لعلة الزني أو تغيير الدين !

في المقابل تسود حالة من الذهول واستنكار التقاعس الأمني عن حماية المواطنين وحرية معتقدهم لدي سكان منطقة الهرم " الطالبية " بعد الجريمة البشعة التي أقدمت عليها عائلة شابة مسيحية - أشهرت إسلامها تدعي " ياسمين " بعد زواجها من شاب مسلم منذ شهر حيث استغلوا عدم وجود زوجها وقاموا بخطفها بعد إرسال ما يقارب من 20 رجل مسلح علي مرأي ومسمع من سكان العقار لخطفها ولم يفلح أحد في اعتراضهم حيث اقتادوا الفتاة إلي جهة غير معلومة .

و تأتي تلك الواقعة البشعة بعد أيام قليلة من جريمة أخري شهدتها منطقة شبرا الخيمة حيث لقي الشاب المسلم ياسر خليفة مصرعه على يد 6 أقباط فى شبرا الخيمة، بعد زواجه من فتاة تربطها بهم علاقة قرابة وتدعى "هايدى"، بعد أن أشهرت إسلامها ولم يتحرك لأحد ساكن .

http://almesryoon.com/news.aspx?id=35919

ما لم تنشره الصحف المصرية عن تقرير الحريات الدينية الأمريكي

ما لم تنشره الصحف المصرية عن تقرير الحريات الدينية الأمريكي

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 25 - 11 - 2010
نقلا عن : أحمد حسن بكر - المصريون



رحبت الكنائس المصرية، وبعض المتشيعين، وعدد من الجماعة البهائية في مصر بما ورد من مزاعم في تقرير الخارجية الأمريكية عن حالة الحريات الدينية في مصر بقصد الضغط على الحكومة المصرية لتقديم مزيد من التنازلات السياسية بما يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، بالإضافة إلى إحداث نوع من عدم الاستقرار في الشارع المصري بين المسلمين والمسيحيين.

زعم التقرير -الذي حصلت " المصريون" على نسخة كاملة منه باللغة الانجليزية- أن نسبة أعداد المسيحيين في مصر تتراوح ما بين 8% إلى 12%، مؤكدا تركز الأغلبية العظمى من المسيحيين في محافظات الصعيد، والإسكندرية، والقاهرة، رغم أن الفاتيكان كان قد قدر هذه النسبة منذ اقل من عام بأنها لا تتعدى 4.5%!!

كما زعم التقرير أيضا أن عدد الشيعة في مصر يمثلون 1% من جملة عدد سكان مصر الذي يبلغ 86 مليون نسمة، كما قدر عدد اليهود بـ125 شخصا من كبار السن، كما استعرض التقرير تقديرات عددية لكافة الطوائف الدينية في مصر.

وزعم أيضا أن الحكومة تقيد حقوق الأفراد في الاعتقاد والممارسة الدينية رغم أن الدستور في مادته رقم 46 نصت على حرية المعتقد الديني، وممارسة الشعائر، وانتقد التقرير أن ينص الدستور على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وان الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.

ودعا التقرير إلى ضرورة أن تسمح الحكومة بالتبشير للمسيحية بزعم أنه لا يوجد في الدستور، ولا في القوانين المصرية ما يمنع ذلك، وانتقدت اعتقال الشرطة في مصر لبعض الأفراد يقومون بأعمال تبشير، موجهة إليهم اتهامات منها التحريض على الفتنة، وازدراء الأديان السماوية، كما انتقد طرد الحكومة المصرية لعمال أجانب مشتبه في تورطهم في أعمال تبشيرية في مصر.

وطالب بضرورة عدم التقيد بقواعد الشريعة الإسلامية في الزواج، خاصة زواج المسلمة، والتي نصت الشريعة على ضرورة أن تتزوج المسلمة من مسلم، مستندا في ذلك بأن الشريعة لا تمنع زواج المسلم من امرأة غير مسلمة.

وطالب أيضا بضرورة سماح الحكومة المصرية بزواج المواطنين من ديانات وضعية أخرى، ولا يقتصر اعتراف الحكومة بالزواج فقط بين أفراد الديانات السماوية الثلاث اليهودية، والمسيحية، والإسلام.


وانتقد التقرير ما نصت علية الشريعة الإسلامية من قواعد الميراث التي نصت على أن المرأة المسلمة تحصل على نصف نصيب الرجل في الميراث، وانتقد حرمان الأرامل المسيحيات اللاتي كن متزوجات من مسلمين من حقوقهن في الميراث، باستثناء ما تنص عليه وصايا الزوج.

وأضاف التقرير منتقدا قواعد الشريعة الإسلامية قائلا: "بموجب الشريعة الإسلامية، المتحولين من الإسلام يفقدون جميع حقوقهم في الميراث لأن الحكومة لا توفر أية وسائل قانونية للمتحولين من الإسلام إلى المسيحية لتعديل سجلاتهم المدنية لتعكس وضعهم الديني الجديد".

ويزعم أيضا قائلا: "بعض المتحولين من الإسلام إلى المسيحية يلجئون إلى الحصول على أوراق هوية غير مشروعة، وغالبا عن طريق تقديم وثائق مزورة أو دفع رشوة لموظفي الأحوال المدنية، حيث تقبض الحكومة على هؤلاء الموظفين بتهم التزوير".

وخلص التقرير في هذه القضايا إلى ضرورة أن تعطل الحكومة المصرية كل قواعد الشريعة الإسلامية المتعلقة بالزواج والطلاق، والميراث في حالة الزواج المختلط بين المسلم وأي صاحب ديانة سماوية أو وضعية، كما طالب بتعطيل كل قواعد الشريعة أيضا المتعلقة بشأن المسلمين المتحولين من الإسلام إلى المسيحية.

كما استهجن التقرير سماح وزارة التربية والتعليم بارتداء الطالبات في المرحلتين الإعدادية والثانوية للحجاب بناء على آمر كتابي من ولى الأمر، وطالب بحظر ارتدائه على جميع الطلاب وان لا يقتصر حظر ارتدائه على تلميذات المرحلة الابتدائية فقط كما هو معمول به حاليا .

كما أشار التقرير بشكل استنكاري إلى ولاية الأزهر على الشأن الديني في مصر، وحق مجمع البحوث الإسلامية في منع أي كتب أو مطبوعات تسيء للدين الإسلامي.

وتناول التقرير ما سبق أن تعرض له في الأعوام السابقة بشأن ضرورة إصدار بطاقات الهوية للبهائيين والشيعة، وكذا للمرتدين عن الإسلام.

وانتقد الطريق خضوع 104 ألف و506 مسجد لوزارة الأوقاف، وتكلف الوزارة دفع رواتب الأئمة، في حين لا تساهم الوزارة في تمويل الكنائس المصرية.


كما نوه التقرير بقرار قال أنه صادر من زير الأوقاف في أبريل 2010 يفوض المحافظين بإزالة كافة "الزوايا" غير الخاضعة لوزارة الأوقاف.

وذكر أيضا بوجود نحو 20 ألف مسجد وزاوية غير خاضعة للأوقاف يتوجب على وزارة الأوقاف تطبيق قرار وزير الأوقاف السابق عليها، بما يعنى ضرورة إغلاقها وإزالتها.

ولم ينس التقرير أن يُذكر بما يسمى "المرسوم الهمايوني العثماني" الصادر سنة 1856 الخاص ببناء الكنائس في مصر، وهو المرسوم الذي تم إلغاؤه فعليا بصدور القرار الجمهوري رقم 291 لسنة 2005 الذي فوض المحافظين بإصدار الموافقات على بناء وترميم الكنائس بدلا من رئيس الجمهورية كما كان منصوصا علية في المرسوم السابق الإشارة له.

وتعرض التقرير إلى المضايقات التي يلقاها أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المتمثلة في المنع من السفر، والاعتقالات، وأرجع ذلك إلى تخوفات الحزب الوطني من النشاط السياسي المتزايد لأعضاء الجماعة.

وأشار على استحياء إلى استمرار اعتقال أجهزة الأمن المصرية للمئات بل الآلاف من أعضاء الجماعات الإسلامية، وممارسة التمييز ضد المنتمين لطائفة شهود يهوه المسيحية، وطائفة الأحباش الإسلامية.

وقال التقرير إن الحكومة المصرية نصحت الصحفيين ورسامي الكاريكاتير في مصر بتجنب معاداة السامية، واتقد التقرير ما اسماه إصرار المسئولين الحكوميين على القول بأن التصريحات المعادية للسامية في وسائل الإعلام المصرية هي رد فعل للممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

وكرر التقرير انتقاده لتقديم الإذاعة والتلفزيون لبرامج إسلامية، في حين لا تظهر البرامج المسيحية إلا مرة واحدة أسبوعيا على قناة النيل الثقافية الحكومية، وطالب بزيادة عدد أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان من المسيحيين والذي يبلغ عددهم الآن 5 أعضاء من أصل 25 عضو.

وطالب التقرير بضرورة قبول طلاب مسيحيين للدراسة في كليات جامعة الأزهر، منتقدا منع قبولهم، كما انتقد عدم ترشح أعداد كبيرة من الأقباط على قوائم الحزب الوطني، متناسيا إحجام الأقباط أنفسهم عن ممارسة السياسة، بالإضافة إلى أن عملية الترشح تحكمها اعتبارات عديدة لضمان المنافسة الجادة والفوز في مواجهة مرشحين آخرين.

وحاول التقرير أن يصور قرار الحكومة بذبح نحو 400 ألف خنزير -وفقا لما أورده التقرير- العام الماضي لمنع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير على أنه قرار تمييزي ضد المسيحيين الذين يتملكون مزارع تربية الخنازير داخل المناطق العشوائية في مصر.

وكشف التقرير -دون أن يقصد - عن تدخل السفارة الأمريكية في القاهرة في الشأن الداخلي المصري، وبدور تحريضي مثير للفتنة الطائفية عندما كشف عن التقاء مسئولين من السفارة وأعضاء بالكونجرس، ومسئولين من الخارجية الأمريكية مع قيادات كنسية، وممثلين عن البهائيين، والشيعة، وجماعات ونشطاء حقوقيين، وإجراء حوارات ونقاشات حول قضايا تتعلق بالشأن الديني ومطالب البهائيين والمسيحيين في مصر.


كما كشف عن تدخل وضغوط من السفارة الأمريكية في مصر على المجلس الأعلى للآثار لإعطاء الأولوية ورصد الميزانيات لترميم والحفاظ على الآثار اليهودية والمسيحية في مصر، وإعطاء الطائفة اليهودية حق إدارة تلك الآثار.

كما أشار أيضا إلى وجود اتصال دائم لكبار المسئولين الأمريكيين بمكتب حقوق الإنسان في وزارة الخارجية المصرية، ومع غيرهم من المسئولين الحكوميين المصريين، والمحافظين والنواب البرلمانيين كلها تتعلق بالشأن الديني.

وأفرد التقرير لذلك الفصل الرابع من التقرير متحدثا عن سياسة الحكومة الأمريكية تجاه ملف الحريات الدينية في مصر كاشفا عن تدخل أمريكي سافر في الشأن الديني المصري.

فذكر أن كبار المسئولين الحكوميين على جميع مستويات الحكومة الأمريكية، بما في ذلك أعضاء الكونجرس، ووزير الدولة، والأمين العام المساعد لشؤون الشرق الأدنى، والأمين العام المساعد لشؤون الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، والسفيرة الأمريكية بالقاهرة، وإدارة الدولة وغيرها من مسئولي السفارة يقيمون اتصالات رسمية مع مكتب حقوق الإنسان في وزارة الخارجية.


كما كشف عن مناقشة السفارة الأمريكية بالقاهرة باستمرار مسائل الحرية الدينية مع مسئولين حكوميين آخرين، بما في ذلك المحافظين وأعضاء بمجلس الشعب المصري.

وأشار إلى إجراء مسئولون في السفارة الأميركية حوارا نشطا مع قادة اليهود، والجماعات البهائية، والمسيحيين والمسلمين، وجماعات حقوق الإنسان، وناشطين آخرين.

وقال إن مسئولون في السفارة الأمريكية يحققون في شكاوى التمييز الديني الرسمي التي ترسل للسفارة، كما تناقش السفارة مسائل الحرية الدينية مع مجموعة من الأسماء والشخصيات العامة المصرية، بما في ذلك الأكاديميين ورجال الأعمال والمواطنين في المحافظات خارج القاهرة العاصمة.

وأضاف: "تتصدى السفارة الأمريكية لأي مقالات في وسائل الإعلام المصرية تكون معادية للسامية، وان السفارة الأمريكية تعقد من اجل ذلك لقاءات مع الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف المصرية من أجل هذا الأمر".

واعترف التقرير بتمويل الولايات المتحدة الأمريكية عدة برامج ومبادرات تدعم الأنشطة في عدة مجالات ذات صلة مباشرة بالحريات الدينية في مصر، بما في ذلك تمويل برامج الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية التي تعمل مع منظمات قبطية، وجماعات المجتمع المدني، فضلا عن تقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية التي تراقب وسائل الإعلام في البلاد لتواجدات الطائفية والتحيز.

كما كشف التقرير أيضا عن دعم الحكومة الأمريكية للقنوات العلمانية لتوسيع الثقافة العلمانية، كما كشف أيضا عن تدخل السفارة الأمريكية في القاهرة لإعادة صياغة المناهج التعليمية سواء المدرسة باللغة العربية، أو اللغة الانجليزية بما يخدم ما أسماه قضايا التسامح الديني، وهو التطوير الذي يستهدف تقليل محتوى المقررات الدينية سواء المقررة على طلاب التعليم الأزهري، أو التعليم العادي".


كما أشار إلى تمويل السفارة الأمريكية لمبادرة السلام في الشرق الأوسط (ميبي) وتقديمها عدد من المنح للبرامج التي تروج للحوار بين الأديان على سبيل المثال تمويل من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية للحوار بين المسيحيين والمسلمين بعنوان "اقبلني كي أقبلك " في أسيوط وهي منطقة معروفة عن التوترات الطائفية.

وزعم التقرير أن المسيحيين والبهائيين يواجهون تمييزا على المستوى الشخصي والاجتماعي يتعلق في تولى الوظائف الحكومية، وبناء وترميم دور العبادة، وكذا تعرض بعض أفراد الشيعة، والقرآنيين، والمتحولون من الإسلام إلى المسيحية في مصر لمضايقات حكومية.

كما زعم أيضا بفشل الحكومة في التصدي لمرتكبي أعمال العنف ضد المسيحيين في مرسى مطروح ومركز فرشوط، كما زعم أيضا أن الحكومة فشلت مرة أخرى في إصلاح القوانين -وخاصة القوانين المتعلقة ببناء الكنائس وتجديدها-.

وانتقد مبادرة الحكومة بعقد جلسات الصلح بين المسلمين والمسيحيين زاعمة أن تلك الجلسات غير الرسمية ساهمت في خلق مناخ الإفلات من العقاب، ويشجع أعمال العنف ضد الأقباط، ويحول دون اللجوء إلى النظام القضائي.

ورغم توجيه التقرير العديد من الانتقادات للقضاء الإداري بشأن أحكام قضائية خاصة بالتحول من الإسلام إلى المسيحية وغيرها، إلا أنه رحب بأحكام قضائية أخرى صدرت لصالح أقباط، أو ضد مسلمين، فذكر على سبيل المثال قرار وزير التعليم العالي في يونيو 2010 بتعيين أستاذ القانون القبطي رابح رتيب بسطا في منصب نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة في جامعة بني سويف.

كما أشار إلى صدور حكم محكمة جنايات قنا بالسجن المؤبد على خمسة رجال مسلمين في 22 فبراير 2010 أدينوا بقتل اثنين من المسيحيين في قرية الحجازة بمحافظة قنا عام 2009.

وعد التقرير أحداث المصادمات الطائفية التي وقعت بين مسلمين ومسيحيين في عدد من محافظات الجمهورية سواء بسبب خلافات شخصية، أو بسبب مشاكل طائفية، معتبر تلك الأحداث على أنها عدم احترام من المجتمع المصري المسلم للحريات الدينية.


19-11-2010 م

الفعاليات الغائبة في نصرة المؤمنات

الفعاليات الغائبة في نصرة المؤمنات

خالد سعيد
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : موقع الألوكة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه؛ وبعد:
يؤرِّقُني ويؤرِّق كلَّ حُرٍّ وكريم قولُ الله يهيب به صباح مساء: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} [الممتحنة: 10].


فإنَّ مما يغيظ المرء، ويملأ جوفه حزنًا وكمدًا، أن ترجع المؤمنات إلى الكفَّار؛ ليفتنونَهنَّ عن دينهن الذي ارتضى الله لَهن وارتضين؛ وأغيظ منه وأشقُّ على النفس أن تقف الملايين المملينة من المسلمين وقوفًا ذليلاً، وأن تسكت سكوتًا مهينًا؛ فلا تتحرَّك لاستنقاذ مؤمنة من الأسر في سجون الصليبيِّين الجُدد، ولا لِمَنْع تسليمها من أحلافهم القدامى!

اللهم إلاَّ أصواتًا خافتةً كالصَّمت؛ وملامحَ شاحبة كالأشباح؛ من فتية صغار خَرجوا ولا مُعين لهم إلاَّ الله، على خوفٍ من فرعون ومَلَئِه أن يفتنهم، يتوارَوْن؛ خشية أن تتخطفهم الطير، ولا يستطيعون الظهور في ضوء الشمس؛ لئلاَّ يبيتوا في غيابة الجُبِّ!


والمتأمِّل للمشهد الإسلامي اليوم لا يَخْفى عليه حالة الانزعاج والتململ الشديدة في مرحلةِ ما بعد اليقظة, وهي حالة ناشئة عن العودة المفاجئة للوعي التي تَسُود الشارعَ الْمُسْلِم؛ والتي هي في حقيقتها نتيجةٌ للشُّعور بِنَزيف الكَرامة؛ ومَهانة الخنوع؛ والإحساس بتجبُّر البعيد الغادر؛ وخيانة القريب الضعيف، الذي باع كلَّ شيء من أجْل مصالِحَ ضيِّقة, وسلَّم كلَّ الأوراق دون أيِّ مقابل حقيقي.


تَمثَّلَت حالة اليقَظة والتَّمَلمل هذه في النِّداءات المتصاعِدة والتظاهُرات الصَّاخبة - والتي أخذَت الطَّابع السِّلمي حتى الآن - والنشاط الفاعل وغير المسبوق في ساحة الإنترنت ومئات الْمَقالات والكتابات، بل واللِّقاءات الْمُتلفزة، وغيرها من صُوَر الغضَب والحراك؛ والتي تعبِّر في حقيقتها عن مرحلة جديدة ولا شكَّ، وإن جاءت متأخِّرة نوعًا ما.

ولكن هل تَكْفي هذه الفعاليات، وتِلْكُم التحرُّكات لِصُنع واقعٍ مختلف، والخروج بِمَكاسِبَ ملموسة في أرض الواقع؟!

لا شكَّ عندي أنَّها لا تكفي إلاَّ أن تكون إرهاصات وبشائِرَ فقط لفترة ما قبل تحقيق الانتصارات، ولا شكَّ أيضًا أن هناك الكثيرَ من الحراك الغائب والمفقود؛ بل لا أُبالغ إذا ما قلتُ: إنَّ ما لم نَفْعله أعظم بكثير جدًّا مِمَّا فعلناه!


ودعوني أتساءل معكم:
لِماذا لا يتحرَّك آلاف المُحامين من المسلمين في الداخل والخارج؛ لِرَفع القضايا قانونيًّا، وتدويلها حقوقيًّا، كما فعل ممدوح إسماعيل ونزار غراب ورفاقُهما الأحرار الكرام؛ فإذا كان خَمْسة من المُحامين فقط قد استطاعوا لَفْت أنظار منظَّمات الحرِّيات الدولية إلى مظلوميَّة أخَواتنا الأسيرات لدى النَّصارى، وإحراج الكنيسة والحكومة في آنٍ واحد دوليًّا وسياسيًّا، فماذا يا ترى يستطيع أن يَفعل خَمْسمائة أو ألف مُحامٍ فقط من ضمن عشرات ومئات الآلاف من المُغيَّبين عن أُمَّتِهم وقضاياها إذا تَحرَّكوا؟

وإذا كان ما يُسمَّى بـ "أقباط المهجر" يتظاهَرون أمام البيت الأبيض حاملين صُوَر أخواتنا المُعَذَّبات والمغتصبات في العراق وأفغانستان وغيرها؛ ليصوِّروا للعالم أنَّهن قبطيات "مغتصَبات ومقتولات في مصر", فلماذا لا يتظاهر الآلاف والملايين من العرب والمسلمين في كلِّ أَنْحاء أوربا وأمريكا حاملين صور أخواتنا - الحقيقيَّة لا المزيفة - وموضِّحين لِمُعاناتِهن؛ ليزلزلوا العالَم بِأَسْرِه، ويشهروا قضايا أخواتنا أمام الاتِّحاد الأوربي والكونجرس الأمريكي ووسائل الإعلام الغربيَّة وغيرها من المؤسَّسات السِّياسية والإعلامية والاجتماعية؛ علَّها تحرِّك الضمائر الغائبة، وتضغط على الرأي العامِّ العالَمي إن كان ما زال يُرْتَجى منه خير؟


ولماذا لا نتواصل مع منظَّمات حقوق المرأة - المزعومة - بحيث تُراسلها الجمعيات والجماعات والهيئات الإسلاميَّة المستقلَّة، بل والأفراد؛ للتدخُّل في قضية أخواتنا ورفع الضَّيم عنهنَّ؟ ولا بأس من الإشارة الواضحة إلى قرارات هذه المنظَّمات السابقة بِمَنْع ختان الإناث، وتنظيم الأسرة والْحُرِّيات الجنسيَّة وغيرها؛ ونَشْر صُوَر هذه المناشدات وتلكم القرارات على وسائل الإعلام، سواء تحرَّكَت تلك المنظمات أم لم تتحرَّك؛ فيكون هذا ساعتها وضعًا للعقدة في المنشار، وكشفًا لزيفِ تلكم الشعارات المُغْرِضة على الأقل.

ولماذا لا يتحرَّك جيرانُنا وإخواننا من العرَب والمسلمين، وخاصَّة منهم دول الطوق حول "جمهورية مصر القبطيَّة", وكذلك دول الخليج العربي؛ للاحتجاج ومطالبة السِّفارات المصريَّة بالإغلاق، أو إطلاق سراح الأسيرات؟!

ولماذا لا يتحرَّك علماء المسلمين في كلِّ مكان؛ لاستصدار الفتاوى، وتَحْريك الشَّارع المُسْلِم، والنَّكير على المُجْرِمين والمتواطئين معهم في صدِّ الناس عن الإسلام، وامتحانهم - خاصَّة النِّساء - في دينهم؛ لِيَعودوا أو يَموتوا بعد عذابات كعذابات قُرَيش الأولى؟! أم أنَّ دين وعِرْض المسلمات الجُدد هو مسؤولية المسلمين في مصر فحَسْب؟!


بل قل: لماذا لا نشكِّل - عاجلاً غير آجل - رابطةَ عقْد اجتماعي، يتصدَّر في قيادتها نفرٌ من الشخصيات الاجتماعية المحترمة, والرُّموز الفكريَّة المخلصة, والشيوخ الصادقين, والمُحامين المشهورين, وغيرهم؛ نسمِّيها: "رابطة كاميليا لرعاية حقوق المسلمين الجدد"؛ ينضوي تحت لوائها كلُّ مسلم صادق غيور، يَرْغب في نصرة المؤمنين والمؤمنات الجدد, ويكون من أهمِّ واجباتِها حمايةُ هؤلاء، وتوفير سبُلِ الحياة الكريمة لهم, وتصعيد قضاياهم حقوقيًّا؛ واسترداد حُقوقهم مدَنيًّا وقانونيًّا.

إنَّ بعض هذه الفعاليَّات وغيرها مِمَّا لم يتَسنَّ لي استيعابه في هذه العجالة، لَكفيلة بوضع القضيَّة في مسارها الصحيح, وترجمة كلِّ الجهود السابقة إلى نتائج ملموسة، ومكتسبات واقعية، بدلاً مِنْ أن تذهب أدراج الرياح.

سحر الفضائيات وما يجهله الناس في زماننا

سحر الفضائيات وما يجهله الناس في زماننا

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : فايز حمود اللميع - الوطن الكويتية



يعيش الناس في زماننا هذا هموما ومواقف تحسب عليهم ويحاسبون عليها بالخير خيرا وبالشر شرا، وقد يلجأ البعض إلى وسائل فيها إغضاب شديد لله سبحانه الذي يملك الضر والنفع لعباده لحكمة هو أعلم بها، ومن هذا الوسائل ظاهرة الفضائيات التي انتشرت تحدث الناس عن حياتهم ومستقبلهم وقدرة المتحدثين على جلب الخير للناس في أيام أو أشهر معدودة، إلى آخر هذا الكلام وضمن اهتمام (الوطن الإسلامي) بهذه الظاهرة كان اللقاء مع الشيخ فايز حمود اللميع، الذي حدثنا عن هذه الظاهرة وسلبياتها فقال: اعلم أخي المسلم وأختي المسلمة أن العالم اليوم أصبح متقاربا وأصبح الذي يحصل في الغرب يصل إلى الشرق بسرعة هائلة، وما يحصل في الشرق يصل إلى الغرب بنفس السرعة، وهذا وإن كان في ظاهره خير فان في بعضه شر، وهي من الفتن التي يُبتلى بها الإنسان فقد قال الله تعالى: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [الأنبياء:35]، وقد كثرت في هذا الزمان أنواع الفتن وأصبحت الفتنة تدخل إلى البيوت المغلقة، وظهرت في هذه الأيام بعض القنوات التي أصبحت تظهر لنا الكفر والضلال والعياذ بالله وقد أصبح لها جمهور كثير وواسع، فقد قامت هذه القنوات بالترويج للسحرة والعرافين عن طريق بعض البرامج التي يظهر فيه شخص يقوم بعمل طلاسم وخرافات على الهواء مباشر للمتصلين وكذلك يدعي أنه يعلم الغيب وأنه قادر على شفاء الناس وهو خلف الشاشة، والناس في بيوتهم، بل إنه في إحدى المرات قال لأحد المتصلين -والعياذ بالله-: "إن القرآن لن ينفعك وعليك بما في هذه الورقة" وهو عبارة عن طلاسم شركية، وهناك قناة أخرى تقوم بعرض امرأة تقوم بسؤال المتصلين والمتصلات عن أعمارهم وعن لون بشرتهم وغيرها من الأسئلة ثم تقوم برمي الحصى وتخبرهم بما سوف يحصل لهم في المستقبل، وهذا من الكذب وخداع الناس، لأن هؤلاء الكذابين هم من أعوان الشياطين على الناس، وقد تعددت طرق السحرة والعرافين والدجالين وكذلك حيلهم على الناس لابتزاز أموال الناس وإضلالهم وما زاد كثرتهم في هذه الأيام إلا بسبب جهل الناس بالآيات والأحاديث التي تحذر منهم وتكشف ألاعيبهم، وقد انجرف خلفهم الكثير من الناس وأصبحت بيوت هؤلاء السحرة والدجالين مزدحمة بالناس وأصبح الشخص يحصل على موعد للقاء الساحر بعد عدة أيام لكي يقوم بعمل له سحر أو يفك عنه سحر، بل ذكر أحد المتصلين أنه اتصل على إحدى القنوات التي يعرض عليها برنامج عن السحر وقد تم أخذ رقم هاتفه وقالوا له بأنهم سوف يقومون بالاتصال عليه بعد أسبوع وذلك لكثرة المتصلين، وهذا يدل على كثرة الزحام لديهم وقد جهل الناس أن الذهاب إلى هؤلاء السحرة والدجالين أو الاتصال عليهم محرم شرعا فقد جاء في صحيح مسلم عن إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم قالت: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة»، وجاء في رواية أخرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» وقد صرح أهل العلم بأن الذهاب إلى السحرة والعرافين من أنواع الكفر وكذلك الاتصال عليهم هاتفيا آو عن طريق الشبكة العنكبوتية آو قراءة مقالاتهم في الصحف والمجلات والكتب ولا يجوز ذلك لما فيه من فتن قد يفتن البعض بها ومنها طريقة سحر الساحر الشيطانية وهذا آمر خطر فقد يخشى عليه الحرمان من الجنة فقد جاء في الحديث الصحيح: «ثلاثة لا يدخلون الجنة ومنهم: مُصدق بسحر.. الحديث» (رواه احمد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي)، وعلى هذا فقد أحببت أن أبين للمسلمين ما هو السحر؟ وما ذكر في بعض الأحاديث التي تذم السحر والسحرة وحكم الساحر، وحكم تعلم السحر، وحكم الاستعانة بالسحر لفك السحر ثم حكم مشاهدة هذه القنوات الخبيثة والله المستعان.


بعض الأحاديث التي تذم السحر والسحرة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر... الحديث» (رواه البخاري) الموبقات أي: المهلكات.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد» (رواه أبو داوود وقال الألباني إسناده جيد). معنى زاد ما زاد: أي كلما زاد من تعلم علم النجوم المحرم زاد في الإثم، قال المناوي رحمه الله: وفي الحديث تحريم الآخذ وتحصيل العلم من النجوم وهو من الشرك، لأنهم كانوا يعتقدون أن النجوم والكواكب عندها علم الغيب وعلم الحوادث.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تَطير، ولا تُطير له، أو تَكهن، أو تُكهن له، أو سَحر، أو سُحر له» (رواه البزار وحسنه الألباني في غاية المرام).
والأحاديث في هذا الشأن كثيرة ويكفي قوله الله تعالى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} ]طه:9] فهذا دليل على أن الساحر لا يحصل له الفلاح والفوز لا في الدنيا ولا في الآخرة.

هل يكفر الساحر؟
الذي عليه جمهور العلماء تكفير الساحر الذي يتعبد بذلك الكواكب أو الشياطين ويتقرب إليهم، واستدلوا بهذه الآية: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ} [البقرة:102]، قال الحافظ بن حجر في فتح الباري: وقد استدل بهذه الآية على أن السحر كفر وتعلمه كفر.
وكذلك قال النووي: عمل السحر حرام وهو من الكبائر بالإجماع، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات ومنه ما يكون كفر ومنه ما لا يكون كفرا بل معصية كبيرة.


حكم تعلم السحر:
وعن حكم تعلم السحر قال: لا يجوز تعلم السحر والدليل قوله تعالى: {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ} [البقرة:102] وإذا أثبت الله أن السحر ضار، ونفى أنه نافع، فكيف يجوز تعلم ما هو ضار محض لا نفع فيه؟! (أضواء البيان462/4).

حكم الاستعانة بالساحر لفك السحر:
وأضاف: أن السحر الحقيقي لا يمكن الوصول إليه إلا بالكفر، فما دام كذلك فكيف يجوز الاستعانة بالساحر، مع العلم أن عمله باطل واللجوء إليه إقرار بعمله وقد أرشدنا الله عز وجل إلى العلاج الذي نتخلص به من السحر كالأذكار والآيات والدعاء، وبعض الأدوية التي ذكرها أهل العلم في مصنفاتهم، أما الذهاب إلى الساحر لفك السحر عنده فقد قال الشيخ ابن باز: لا يجوز علاج السحر بالسحر لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال: «هي من عمل الشيطان» (رواه أحمد وصححه الألباني)، والنشرة هي حل السحر بالسحر، ولأن حلها بالسحر يتضمن دعوة الجن والاستعانة بهم، وهذا من الشرك الأكبر اهـ.


ما حكم مشاهدة هذه القنوات؟
ليعلم الجميع أن هذه القنوات التي يتم عليها عرض البرامج التي تدعو الناس إلى تعلم السحر أو عرض ساحر يقوم بعمل سحر للناس، بأن مشاهدة هذه القنوات محرم ولا يجوز وكذلك الاتصال عليها، وليعلم جميع المشاهدين أن مشاهدة هذه القنوات لا تخلو من أمرين إما أن يصدق هذا المتصل بان هذا الساحر ينفع ويضر وهذا كفر بالله وانه من نواقض الإسلام، وإما أن يكون من قبيل التسلية وتضييع الوقت وهذا فيه وعيد من الرسول حيث قال صلى الله عليه وسلم: «من أتى عرافا أو كاهنا وسأله فلن تُقبل له صلاة أربعين يوما»، قال الشيخ ابن باز: كل من يدعي علم الغيب باستعمال ضرب الحصى أو الودع أو التخطيط في الأرض أو سؤال المريض عن اسمه أو اسم أمه أو اسم احد أقاربه فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤالهم وتصديقهم. أ.هـ.


وإليك أخي المسلم وأختي المسلمة هذا السؤال الذي ورد إلى اللجنة الدائمة للإفتاء حول موضوع السحر.
السؤال: من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه؟
الجواب: لا يجوز ذلك، والأصل فيه ما رواه الإمام احمد وأبو داود بسنده عن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله عن النشر فقال: «هي من عمل الشيطان»، وفي الأدوية الطبيعية والأدعية الشرعية ما فيه كفاية، فإن الله ما أنزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله، وقد أمر رسول الله بالتداوي، ونهى عن التداوي بالمحرم، فقال صلى الله عليه وسلم: «تداووا ولا تداووا بحرام»، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها»، اللجنة الدائمة للبحوث الإسلامية والإفتاء.
وفي ختام حديثه قال اللميع: وبعد هذا كله أحب أن أذكر جميع الآباء والأمهات، بأن أولادهم أمانة عندهم وأنهم سوف يسألون عنهم يوم القيامة فقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته»، رواه النسائي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وفي الختام أسأل الله العظيم أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، فما كان من صواب فهو من الله وحده، وما كان من خطأ فهو من نفسي ومن الشيطان.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الجمعة 6/7/2007 م

الإسلام بين سندان النصارى ومطرقة اليهود

الإسلام بين سندان النصارى ومطرقة اليهود

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : د. سـامـح عبـاس



الخبر: قال مسئول بارز في الفاتيكان إن على المسيحيين في أوروبا إنجاب عدد أكبر من الأطفال وإلا واجهوا احتمال أن تصبح قارة أوروبا مسلمة.


التعليق:
حرب شاملة ومسعورة يتعرض لها الإسلام والمسلمين من جانب اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم، تصاعدت وتيرتها المبغضة مع تهديدات وإقدام عدد من القساوسة الأمريكيين وأتباعهم من الحمقى والغوغاء بحرق نسخ من المصحف الشريف انتقاماً - على حد زعمهم - من المسلمين على أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي يحيي الأمريكيون ذكراها التاسعة في هذه الأيام. فحملات العداء والكراهية المتواصلة من جانب النصارى واليهود ضد المسلمين الذين يمثلون ربع سكان العالم، اشتدت وطأتها وحدتها سواء في الإعلام الغربي أو – للأسف - في إعلامنا العربي، الذي يروج عن غير قصد لمصطلح "الإسلامفوبيا" أو الخوف من الإسلام والذي ظهر على الساحة الدولية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكأن دين إبراهيم الحنيف عليه السلام، والذي حمل لواءه للبشرية خير الأنام "محمد بن عبد الله" – عليه أفضل الصلاة والسلام - بات شبحاً مرعباً للغرب كافة، وأضحى بمثابة فزَّاعة مرسومة على جبين كل مسلم. والبراهين على تلك الحرب الشعواء كثيرة، تمثلت في حرب اليهود والنصارى ضد أهم رموز الإسلام، من بينها الحرب ضد النقاب، وبناء المساجد في أوروبا، واضطهاد كل مسلم يعيش في بلاد الغرب.


فاليهود والنصارى الذين يمارسون حالياً أبشع حملات التزييف والتشويه للإسلام يدركون جيداً سماحة الإسلام وقدرته على استيعاب الآخر واحتوائه له، وقدرته على التكيف مع كل الظروف لأنه دين الصدق والأمانة، وأن مخاوفهم ترتكز فقط على أن تعود لأنصاره صحوتهم، وأن يستفيقوا من غفلتهم، لذا لا ينفكون عن الترويج للمزاعم الكاذبة ضدهم، وتخويف العالم منهم، بداية من الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الصين.

ولعل تطاولات وتجاوزات النصارى الأخيرة ضد الإسلام ورموزه بداية من الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ومروراً بفيلم المخرج الهولندي المعتوه وانتهاء بحرق القساوسة الأمريكيين لنسخ من القرآن الكريم، هدفها ليس فقط الإساءة للإسلام والمسلمين، بل هدفها في المقام الأول هو استفزازهم وتحريض العالم ضدهم، نظراً لانتشار الإسلام في أرجاء واسعة من المعمورة، وتعاظم نسلهم في الدول الأوربية بشكل أعتبروه أخطر تهديد على وجودهم، ويبرهن ذلك تحذيرات قساوسة إيطاليا من تعاظم أعداد المسلمين في القارة الأوربية، وخشيتهم من أن تتحول مع مرور الأيام إلى قارة إسلامية، بدلا من أن تكون قارة مسيحية، محذرين من عودة الخلافة الأندلسية الإسلامية لأوروبا مرة أخرى. ويسهم اليهود من جانبهم بدور كبير في تلك الحملة للتحريض ضد الإسلام فيما يعرف بالإسلامفوبيا، بالشكل الذي يخدم في نهاية المطاف مصالح الكيان الصهيوني ومخططاته ضد العرب.

وفي مقابل القيود والمحظورات التي تفرض على حرية المسلمين في الغرب، بأشكالها المختلفة سواء حظر ارتداء النقاب أو حظر بناء المساجد، وتقييد حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، يحظى اليهود والنصارى في بلاد المسلمين بممارسة كامل حريتهم الدينية دون حكر أو رقابة، بل وتجاوزوا في حدود حريتهم بالقيام بعمليات التهويد والتنصير المختلفة في شتى الدول الإسلامية. ففي فلسطين يمارس اليهود التهويد العلني للمقدسات الإسلامية، بل وقد تجاوزت الأمور لحد القيام بعمليات تهويد خفي للفلسطينيين المسلمين، مستغلين أوضاعهم المالية والاقتصادية الصعبة. وفي دول إسلامية أخرى مثل مصر والسودان وبلاد المغرب العربي يمارس النصارى صور مختلفة للتنصير العلني والسري دون أن يتعرضوا لاضطهاد أو ظلم.


فالمسلمون حالياً أحوج ما يكونوا لتبني إستراتيجية جديدة للخروج من بين سندان النصارى ومطرقة اليهود:

- استراتيجة موحدة تحقق لهم الإكتفاء الذاتي إقتصادياً، عسكرياً، مالياً وتجارياً، وفي كافة المجالات الحيوية الأخرى التي يستطيعون من خلالها تشكيل تكتلات إسلامية ضخمة قادرة على مجابهة الغطرسة والوقاحة التي يمارسها اليهود والنصارى، واستفزازاتهم اليومية ضد المسملين.

- استراتيجة تكون كفيلة لوأد مخططاتهم للنيل من الإسلام ورموزه.

- استراتيجية يستطيع المسلمون من خلالها استعادة مجدهم وتفوقهم ليصبحوا من جديد نوراً يهدى به الكافرين.

- استراتيجية جديدة يستطيعون بها بناء قوتهم العسكرية التي تكفل لهم القدرة لتحرير المقدسات والبلاد الإسلامية من دنس النصارى ونجاسة اليهود.


ويلخص الحق عز وجل حديثنا السابق في قوله تعالى {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [سورة البقرة:120] .


الاثنين 13 سبتمبر 2010 م

د. سـامـح عبـاس
Sameh001@hotmail.com

لو كان خالد حربي ملحدا

لو كان خالد حربي ملحدا

ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 11 - 2010
نقلا عن : محمود القاعود - لجينيات





في يوم 21 نوفمبر 2010م تم اعتقال الأخ والصديق والزميل خالد حربي مدير موقع المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير، بوشاية كنسية خسيسة؛ حتى يتم التخلص من صداع مزمن يزعج الطاغوت المجرم شنودة الثالث البطريرك الغير شرعي للنصارى الأرثوذكس..

مر خبر اعتقال حربي وكأن شيئاً لم يكن!، لم تصدر بيانات الإدانة من قبل عشش وأكشاك حقوق الإنسان!.. لم تنشر كنيسة اليوم السابع أي خبر، ومثلها مطرانية المصرى اليوم وموقع "مصراوي" .. لم يكتب أحد غلمان ساويرس مقالا طويلا عريضا يطالب فيه بإطلاق سراح حربي.. لم تفرش قناة ساويرس "أون تي في" الملاية للحكومة مطالبة بالإفراج عن المدوّن والناشط خالد حربي.. لم تذكر برامج التوك شو أي شيء عن اعتقال مدير أحد أهم المواقع المصرية والعربية على الإطلاق.. ذلك أن حربي كان يسجد لله ولا يسجد لـ شنودة.. كان يركع لله ولا يركع لـ شنودة.. كان يعتبر شنودة مجرد بشر مجرم يستحق المحاكمة.. كان يرى في الكنيسة المرقصية دويلة صغيرة تخرج على القانون والدستور.. كان يرى في خطف المواطنات النصرانيات اللائي تحولن للإسلام اعتداءا على الحرية والقانون والوطن واستهزاءا بمشاعر الأمة الإسلامية.. كان يرى بعين الحق والحقيقة لا بعين ساويرس وشنودة.. لذلك كان لابد للآلة الإعلامية الجبارة للمجرم الصليبي ساويرس أن تتجاهله تماما ولا تشير لخبر اعتقاله وألا يكتب أحد غلمان ساويرس مطالبا بالإفراج الفوري عنه.. كان لابد لحثالة اليسار الهالك من الشيوعيين والملحدين والماركسيين أن يتجاهلوا الخبر تماما.. وكان لابد لهم ألا يعقدوا مؤتمرا بنقابة الصحافيين للتضامن معه.. وكان لابد ألا يتظاهروا على سلالم النقابة ليطالبوا الحكومة بالإفراج عنه.. وكان لابد لمنظمات حقوق الإنسان الأرثوذكسي أن تتجاهله تماما وألا تعقد أي مؤتمر للتضامن معه..


لو كان خالد حربي ملحدا لقامت الدنيا ولم تقعد.. لو كان يهوديا أو نصرانيا أو بهائيا أو من عبدة الشيطان لما تعرض له مخلوق بسوء ولتم عمل حفلة تطبير كبرى إن تم اعتقاله.. ولتم تدشين حملة ضخمة في وسائل إعلام ساويرس، ولهرعت برامج التوك شو للتسجيل مع أسرته ومعارفه والدعوة للإفراج عنه..

في العام 2006م تم القبض على أغيلمة أحمق متنصّر سب الله ورسوله.. وحكم عليه بأربع سنوات سجن.. قامت الدنيا ولم تقعد.. وأصدرت هيومان رايتس ووتش بيانات الإدانة المتتابعة .. وانتفضت عشش حقوق الإنسان في مصر وظلت تتبع أخبار الأغيلمة المتنصّر.. وحالته وتدعو للإفراج عنه وتنظم المظاهرات الصاخبة للتضامن معه بحجة حرية الرأي والإبداع!!

سب الله ورسوله حرية رأي وإبداع لا تستحق الاعتقال.. سب شنودة فتنة طائفية وتفتيت للنسيج ويجب اعتقال من يفعل ذلك!


إنه منطق منظمات حقوق "قوم لوط".. منطق منظمات حرية البغاء والسحاق والدعارة وتبادل الزوجات وتعاطي الهيروين والكوكايين.. منطق بنات الليل.. إنه منطق شنودة الثالث.. منطق بيشوي ومرقص وإرميا ويؤانس وساويرس..

أليس خالد حربي مدونا.. فلماذا لا تدافعون عنه؟!

أليس خالد حربي ناشطا حقوقيا يدعو للإفراج عن الفتيات والسيدات اللائي اختطفهن الكنيسة المجرمة؟!

أليس خالد حربي مديرا لأحد المواقع الإليكترونية الشهيرة ويعد اعتقاله اعتداءا على حرية التدوين؟!

لماذا لم يكتب الموقع الصليبى العربية نت أي خبر عن اعتقاله؟!، أهو تحالف القوى الصليبية في إماتة أي قضية تعكر صفو التنصير والحرب المجنونة على الإسلام؟!

لماذا لم تلتفت الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية لاعتقال حربي وترويعه وقذفه في السجون دون أي ذنب أو جريمة اللهم إلا اعتبارهم فضح شنودة جريمة؟!


لو كان خالد حربي ملحدا لتم حرماننا من النوم.. ولظل بطلا على صفحات جرائد ساويرس ومواقعه وفضائياته.. ولأصدرت الخارجية الأمريكية البيانات الملتهبة التي تدعو للإفراج عنه..

لو كان خالد حربي هو خالد منتصر.. لتم قلب مصر ولأعلنت وسائل إعلام ساويرس الحداد حتى يتم الإفراج عن مفكرهم "الليبرالي" الذى يدعو للاستنارة!

لو كان خالد حربي هو يوسف بطرس غالي الذي سب الدين لـ 85 مليون مواطن مصري مسلم.. لما تعرض له مخلوق بكلمة عتاب!!..

لو كان خالد حربي هو السفيه المدعو سليمان جودة الذي سب القرآن الكريم والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من فوق صفحات المصري اليوم لما اهتز له جفن!!..

لو كان خالد حربي هو سيد القمني الذي سب الله ورسوله.. لتمت مكافأته بمائة ألف جنيه مصري!!..

لو كان خالد حربي هو……

لماذا في مصر سب الدين أسهل من تنفس الهواء؟!، ولماذا فضح شنودة وعصابته يعد تجديفا وكفرا وهرطقة وتجاوزا وتطاولا وخروجا على النواميس؟!

لماذا في مصر لا يتم اعتقال نصراني أو يهودي بينما لا يوجد أسهل من اعتقال أي مسلم بأي تهمة مكذوبة؟!


لماذا الاستئساد على المسلمين والانبطاح أمام النصارى وشنودة؟!

هل سمعتم عن دولة أوربية تنكل بالنصارى هناك وتجامل المسلمين وتدللهم كما تفعل الحكومة مع النصارى هنا وتجاملهم على حساب المسلمين؟!


لماذا دائما لا تظهر بطولة الحكومة وقوتها وجبروتها سوى على المسلمين بينما الخضوع والهوان والانحناء الدائم هو ما تقابل به النصارى؟!

يقول الشاعر:


أسد عليَّ وفي الحروب نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الصافر



وفي زماننا هذا يجب أن يتم تعديل البيت إلى:


أسد عليَّ وأمام شنودة نعامة *** فتخاء تنفر من صفير الراهب!



ما أسهل أن تتقبل الحكومة قذف الطوب والحجارة والزجاجات الحارقة من قبل النصارى كما فعلوا اليوم الأربعاء 24/ 11/ 2010م بحي العمرانية بالجيزة لبناء كنيسة بالدراع.. لكن ما أقسى الحكومة وأشدها إن نظم الإخوان مسيرة انتخابية أو ندوة دينية..!!

ما أسهل أن تتقبل الحكومة الاعتداء على حكمدار الجيزة ومدير الأمن وضباط الشرطة والجنود من قبل نصارى العمرانية.. لكن ما أقساها وأبطشها إن قام بعض الأفراد في مظاهرة سلمية بالتنديد بـ شنودة وعصابته أو بالتنديد بالاعتداءات الصهيونية على فلسطين!!

هو نفس المنطق الذي يطبق ويُنفذ مع كل مسلم..


المجاهد مجدي أحمد حسين يقضي عقوبة الاعتقال لمدة سنتين منذ يناير 2009م لأنه عبر إلى غزة للتضامن معهم ضد الإجرام الصهيوني الفاشي النازي.. لم يُفرج عنه حتى الآن!!، لم يتم العفو عنه!!، لم تنظم مسيرات حاشدة من أجله.. لم تتحدث عنه وسائل إعلام ساويرس بكلمة!.. لم تذكره المصري اليوم بكلمة مثلما تذكر الكفرة الفجرة!!.. لم تمارس منى الشاذلي الثأثأة والفأفأة والتأتأة كنوع من التأثر والتضامن مع مجدي حسين.. لم يردح معتز الدمرداش للحكومة لتفرج عنه.. لم يخلع عمرو أديب ملابسه احتجاجاً على حبس مجدي حسين..

بل كأنه لا يوجد إنسان يُدعى مجدي حسين!!

هذه هي عادة صبيان ساويرس ومارينز الكنيسة.. لا يتضامنون إلا مع من يعبد شنودة.. لا يحتفلون إلا بمن يسب الله ورسوله.. لا يُقدّرون ويُكرّمون إلا من دخل في حرملك صاحب القداسة..


لا تتوقعوا منهم خيرا تجاه خالد حربي.. ذلك أن جريمة خالد حربي أنه يقول ربي الله وليس شنودة..

على الجميع أن يُعرّفوا العالم بقضية حربي ومهزلة اعتقاله.. ومواصلة المظاهرات التي تفضح المجرم شنودة وتطالبه بإطلاق سراح كاميليا شحاتة وأخواتها المعتقلات.. ورفع صور حربي في المظاهرات للمطالبة بالإفراج عنه.. وعمل بانرات تضامنية معه لوضعها بالمواقع والمنتديات.. فمن العار أن يكون الملاحدة وعباد الشيطان أكثر نشاطا في مطالباتهم بالإفراج عن رفاقهم الشواذ.. بينما نصاب نحن بخرس مخزي!!..


أرسلوا لوسائل إعلام ساويرس.. وطالبوهم بالكتابة عن محنة حربي واعتقاله مثلما يكتبون عن أي صعلوك تافه يُصاب بنزلة برد.. حاصروهم بالأسئلة لتجبروهم على الكتابة..

الحرية لخالد حربي.. الحرية لكاميليا شحاتة.. الحرية لوفاء قسطنطين.. الحرية للمعتقلين والمعتقلات في سجون الإرهابي النازي شنودة...

عمروخالد ومصلحة الدعوة

عمروخالد ومصلحة الدعوة

ممدوح إسماعيل
أضيفت بتاريخ : : 24 - 11 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام




للأستاذ المحترم عمرو خالد مواقف لافتة سواء في خطابه الدعوى أو مواقفه التي تختلط بالسياسة ومنها موقفه عندما لبى دعوة جمعية ليحاضرالناس في الإسكندرية وهو يعلم أن رئيسها وزير فى الحكومة وهو مرشح ضد مرشح الإخوان

وقد انتقده الكثيرون لحضوره مثل هذا المؤتمر في ظل تلك الحالة السياسية مما يعنى أن حضوره تأييد لمرشح الحكومة فبرر موقفه بتبريرات تحتاج إلى تبريرات وكان من أهمها تبريره أن ذلك من مصلحة الدعوة وهنا أتوقف فمصلحة الدعوة أحيانا تُستغل كشماعة تُعلق عليها المواقف المشبوهة كي يهرب من مسؤليتها الداعية الذى سقط في فخ تجميل الاستبداد كما حدث مع دعاة ذهبوا الى بلد يحكمه حاكم من أربعين عاماً بالحديد والنار

وهو أسلوب للاستبداد يصح أن يطلق عليه غسيل الأعمال السيئة وهو يذكرنى بمشهد لفيلم شاهدته وأنا صغير ومازلت أذكره ووقائعه تدور في الإسكندرية أيضاً للممثل زكى رستم عندما قتل امرأة ودخل المسجد ويده ملوثة بالدم ويرفع صوته للصلاة قائلاً الله أكبر ومشاركة عمرو خالد أو أي داعية في غسيل الأعمال للمستبدين هي مشاركة للتلبيس على الناس وليس كما يقول لدعوة الناس وخلوا بينى وبين الناس وعندما يسمح له بتلك الطريقة التي يعقلها الطفل الصغير أنه ُسمح له لتغطية سوءة الاستبداد وفتنة الناس لا لدعوة الناس وأعتقد أنه أولى له أن يكتفى بحلقاته الفضائية وإلا فسيصير ألعوبة في يد المستبدين كلما تعرت سوءة ذهبوا إليه وإلى غيره ليغطيها ويتعلل بإسم مصلحة الدعوة

ألا يعلم أن مصلحة الدعوة هى فى تعريف الناس الحق و البراءة من كل إثم وظلم

وأذكره بموقف الصحابى الجليل جعفر بن أبى طالب وهو خير موقف لأولئك الذين يُعلقون أفعالهم المداهنة على مصلحة الدعوة والدعوة بريئة من ذلك فقد أرسلت قريش إلى النجاشى عدد من رجالها كى يُسلمهم أصحاب النبى الذين هاجروا إليه فارين بدينهم وأخذ كفار قريش يُكلمون النجاشى فى أمر الصحابة فأرسل النجاشى إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم وسألهم وانبرى له جعفر بن ابى طالب رضى الله عنه يرد عليه شارحاً قواعد ومبادىء الاسلام العظيم ودعوة النبى محمد صلى الله عليه وسلم وكان من أهم المواقف عندما سأله النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي فقرأ عليه صدرا من كهيعص(سورة مريم ) فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى اخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم ثم قال النجاشي إن هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة والتفت لرجال قريش قائلاً انطلقا فوالله لا أسلمهم إليكم أبدا ولكن كفار قريش لم ييأسوا من النجاشى فقال أحدهم والله لأخبرنه أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد وذهب للنجاشى فقال له أيها الملك إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما فأرسل إليهم فاسألهم عما يقولون فيه فأرسل إليهم يسألهم عنه وهنا كان الموقف الخطير والمحك الحقيقى للإيمان هل يعلنوا عقيدتهم بوضوح أم يكذبوا ويداهنوا وينافقوا من أجل مصلحة الدعوة وحماية الدعوة ومصلحة النفس المسلمة التى هى من الغايات الخمس التى جاء الدين لحفظها الموقف خطير وأعتقد أنه فى يومنا هذا وفى عصر المعلومات التى لاتخفى بعض الدعاة مازال يداهن ويتلاعب بالألفاظ فى عقيدته من دون أن يتعرض لمحنة مثل محنة الصحابة فى الحبشة ومع ذلك اجتمع الصحابة الكرام

فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى إذا سألكم عنه قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن (الله أكبر انها حقاً مصلحة الدعوة )فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى بن مريم فقال له جعفر بن أبى طالب رضى الله عنه نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول قالت فضرب النجاشي يده إلى الأرض فأخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقته حوله حين قال ما قال فقال وان نخرتم والله اذهبوا فأنتم سيوم بأرضي والسيوم الآمنون من سبكم غرم ثم من سبكم غرم

أنه موقف كُتب فى التاريخ بحروف من نور كتبه الصحابى الجليل جعفر بى أبى طالب الشهيد ذي الجناحين نبراساً لكل داعية فى كل مكان وزمان وظرف

فهو مهاجر فار بدينه يطلب الحماية والنصرة ضعيف مستضعف ومعه نساء يتحمل مسؤليتهم ومع ذلك لم يتردد فى الصدع بالحق

فقد انبرى جعفر رضى الله عنه يعلم الداعية كيف يواجه المواقف بالثبات على عقيدته وتعليم الناس الحق وإن كرهوه وإن رفضوه

أعتقد أن بعض الدعاة فى زمن الانبهار بالفضائيات والأضواء والكاميرات وطغيان الماديات فى حاجة لإعادة التعلم والتأسى بسير ومواقف الصحابة الكرام فهم خير من حملوا الدعوة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم

ممدوح اسماعيل محام وكاتب

Elsharia5@hotmail.com

أحداث العمرانية .... مناورات بالذخيرة الحية

أحداث العمرانية .... مناورات بالذخيرة الحية

حاتم محمد
أضيفت بتاريخ : : 25 - 11 - 2010
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام



المتتبع للشأن المصري يرى ما جرى في العمرانية هو تدريب عملي للمليشيات النصرانية التي كانت تقوم من قبل بتدريباتها في الأديرة، فقد قامت بمجموعة من الأعمال المنظمة على عكس طبيعة المظاهرات والاشتباكات مع الأمن، التي تكون وليدة الموقف فتتسم بالعشوائية.


ولكنهم كمنوا لقوات الشرطة وهاجموها عند الفجر، بالزجاجات الحارقة وقنابل المولوتوف وتمكنوا من تحطيم مجموعة من سيارتها؛ ثم تحولوا في السابعة صباحا أي بعد ثلاث ساعات إلى مبني المحافظة بشارع الهرم وقاموا بإغلاق الشارع حتي يعيقوا وصول قوات الأمن فاختيار التوقيت الأول كان دقيقا، وكذا الثاني فهو بداية وقت الذروة وأي توقف في شارع الهرم في هذا التوقيت سيوقف حركة المرور تماما، وكانوا من قبل قد قطعوا الطريق الدائري في عملية أخرى. وعلى طريقة الجيوش المدربة على العمليات الخاطفة والسريعة قامت فرقة منهم باقتحام مبنى المحافظة وتنفيذ عملية احتجاز لبعض المسئولين في المبنى كرهائن. ثم قاموا بالتوجه إلى مبني حي العمرانية، فهل هذه التحركات والحشود على هذه الصورة هي صورة عشوائية لرد فعل تلقائي كما يحب أن يصور البعض. فلو أن الاحتجاجت ظلت في مكانها حول المبنى المتنازع عليه لقلنا أنه عفوية نتيجة مفاهيم خاطئة أو سوء ظن متبادل من الطرفين، وأما وقد تحولت لتلك الصورة السابقة مع الإشادة بها من جانب فيلق الإعلام الطائفي، يوجب على الجميع النظر في دلالاتها.


فالجيوش عادة تحتاج للتدريب المستمر، وتحتاج أيضا للدخول في عمليات عسكرية صغيرة يكون هدفها جس النبض، ومعرفة رد فعل الخصم ومدى قوته وطريقته في الرد مما يعرف في العسكرية بالاستطلاع بالقوة، وكذا إزالة رهبة الخصم من نفوس الجنود واعتيادهم المواجهة.


فمن قبل حاولت تلك الميلشيات في عام 2005م اختطاف امرأة من منطقة المرج بالقاهرة؛ ولكنها فشلت، وتم القبض على المجموعة عن طريق الجيران، ولكن مع التدريب المستمر ورفع الكفأة القتالية عاودت الكرة مرة أخرى في منطقة العمرانية أيضا ونجحت في اختطاف ياسمين فوزي في وضح النهار؛ وأرهبت الجيران فلم يستطيعوا التدخل، ولا يعرف عن المسكينة شيء حتى الأن، وفشل الأمن في إعادتها.


وبالعكس فإن تلك العمليات تعمل على بث الذعر في نفوس خصومها؛ ولهذا كان المتواجدون بالمبنى المتنازع عليه يطلقون الأعيرة النارية فى الثانية صباحا من كل يوم، على حسب روايات السكان، مما بث الرعب فى سكان الشارع بأكمله. فالكلام عن تدشين الكنائس بالأسلحة ليس مخالفا للحقيقة ، فالوقائع المتتالية تؤكده.


والملاحظ أيضا كثرة القلاع والحصون العسكرية والتي تحمل حركيا اسم كنيس تشرف على الطريق الدائري، مثل ذلك المبنى الذي شرعوا في تحويله لكنيسة على الرغم من توفر الكنائس، ولكن على ما يبدو أن أهميته ترجع لموقعه الاستراتيجي من الناحية العسكرية فهو أحد مداخل الجنوبية للقاهرة الكبرى.


الجدير بالذكر أيضا أن أي معركة عسكرية لابد لها من غطاء إعلامي، فتم التغطية على الأمر بصورة رخيصة، وتركت الساحة لإعلام الكنيسة، فصور الأمر أنه هجوم من الأمن على كنيسة وكذبوا، ووقف كذابهم الأكبر يتحدث عن استخدام البلدوزرات وإثارة الناس، وكذاب آخر يتحدث أن عملية الاقتحام لمبنى المحافظة عمل طبيعي ورد فعل. وآخر كان شيوعيا أو اشتراكيا بالأمس يقول: لو لم يفعلوا ذلك لم يكونوا رجالة. وهكذا بدأ الإعلام يحدثنا عن أمن مصر واستقرارها؛ وليس من المهم من المخطئ، ولكن لندرس الأمر ونجلس وعن ضرورة قانون دور العبادة الموحد، ثم الجميع مخالف للقانون فلما لا نخالف نحن أيضا؛ وهكذا المهم أن يأخذك بعيدا في أي شيء، مع أن المشكلة كانت محلولة لو أن النصارى ما كانوا يرتبون للدخول في المعركة، فالمحافظ قال: لهم تقدموا بطلب ونعطيكم تصريح وتحولون المبنى لكنيس. فلما كان الإصرار على التصعيد. المحافظ يقول: أنه اتصل ببطرك النصارى مرارا للتفاهم معه والتهدئة ولكن الأنبا الذي بدأت أيامه الأولى في البطركية بفتنة طائفية في المرج، لم يرد لظروفه فمتى يرد. أم أنه أمر دبر بليل.


وفي الوقت الذي يعتقل فيه مدير المرصد الإسلامي يستضف في الإعلام الفضائي المستقل أسما مديرة أحد مواقع النصرانية المتطرفة لتحدث الناس عن رؤيتها للحدث، وتشيد بما فعله أبناء شيعتها وتصفه بالعمل الإيجابي.


والمثير أيضا أن جهاز الشرطة الذي لا يجروء أحد على انتقاده في الإعلام حتى ولو من طرف خفي، قد نال حظا وافرا من الانتقاد، وهو جزء من المعركة حتى تغل يده المغلولة أصلا عن تلك العمليات العسكرية، ويعوض كبته هذا في المسلمين سواء ما يسمونه بالتيار السياسي أو حتى من لا شأن له بها ولكن حظه العاسر قاده للتعامل معها. وهو ما أفقده التعاطف معهم على الرغم أنهم معتدى عليهم وهذا ما تجده في أغلب التعليقات، وهو ما رمى إليه أحد كتاب موقع اليوم السابع الإليكتروني. فالخطة هي تقسيم الناس طوائف وشيع حتى يسهل التعامل معهم. {إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم}..

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

السياسة... ما نأتي منها وما نذر

السياسة... ما نأتي منها وما نذر


كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

تعتبر قضية موقف السلفيين من "السياسة" من أكثر الموضوعات إثارة للجدل والنقاش بين أبناء الدعوة السلفية وغيرهم من أبناء الحركات الإسلامية الأخرى، ذلك لأن السلفيين يتركون كثيراً من صور السياسة التي تتبناها تيارات إسلامية أخرى، منها ما عرف باسم تيار "الإسلام السياسي"، نظرًا لأنه يرى المشاركة في النظام السياسي المعاصر في بلاد المسلمين بل وفي بلاد الكفر أيضًا، وهذا الاصطلاح في حد ذاته هو أحد أسباب اللبس في هذه القضية، حيث يظن البعض أن له مفهوم مخالف، فيظن أن الآخرين هم أنصار "الإسلام غير السياسي"، وهذا مفهوم خاطئ تماماً؛ لأن الخلاف إنما هو في صلاحية المشاركة السياسية لأن تكون طريقاً لتطبيق دين الله -عز وجل- في الأرض.

وكثير من أبناء حركات "الإسلام السياسي" تدرك هذا الأمر جيداً، ولكنهم يعودون فيستدركون على السلفيين أنهم لا يتكلمون في أمور سياسية أخرى هامة كالسياسة الاقتصادية ومظاهر الانحراف فيها، والكسب غير المشروع، والاستيلاء على المال العام والرشوة والمحسوبية و.... إلى قائمة طويلة من الموضوعات التي تعتبر عند كل مشتغل بالسياسة من أبجديات "السياسة"، وفي واقع الأمر أن هذا النوع من القضايا السياسية فرع على اختيار المشاركة السياسية فمن اختار الدخول في هذه الحلبة، فلابد وأن يبدأ من مقاعد المعارضة التي تجمع كل هذه الانحرافات عن المثال النظري الوضعي، والذي قد يكون بدوره موافقاً للشرع أحياناً كما يكون في غاية البعد عن شرع الله أحياناً أخرى.

وأما من لم يختر هذا الطريق فليس من الحكمة تضييع وقته في تتبع هذه الجزئيات التي لا تنتهي.

والدعوة السلفية إذ ترى أهمية التركيز على إصلاح الأفراد وتربيتهم تربية إيمانية صحيحة مستمدة من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة مع تصفيتها من شوائب الشرك والبدع القديمة منها كالعقلانية والحديثة كالعلمانية، مع الربط بين هؤلاء الأفراد للتعاون فيما بينهم للقيام بأي صورة ممكنة من صور أعمال الأمة وفروض الكفايات، ترى أن الخوض في جزئيات "السياسة" التي يعنيها هؤلاء هو نوع من تضييع الأعمار والأوقات وانصراف عن واجب الوقت من "التصفية والتربية" إلى أمور هي أشبه بأحاديث السمر، بيد أن أحاديث السمر يقطع بها الليل وهذه الأحاديث يقطع بها العمر.

ناهيك عن الأثر السيئ الذي تتركه في نفوس كثير من عوام المسلمين وهم يبحثون بدورهم عن "شماعة" يعلقون عليها تكاسلهم عن نصرة دين الله، وإلا فتدبر في تعاطف عوام المسلمين مع "غزة"، وكيف انقلب إلى سخط عام لما قيل لهم: "أهالي غزة يريدون احتلال سيناء"، وبلغ الحنق "الشعبي" على أهالي غزة مداه لما قيل لهم: "إنهم اشتروا البضائع بنقود مزورة".

وأقرب من هذا: ادخل مع أي واحد من عوام المسلمين في حوار عن دور "الفنانين والفنانات" في إفساد الشباب تجد نفسك أمام خطيب مفوه لا يبقي لك بعده مقالاً، فإذا حاولت على استحياء أن تدير دفة الحديث إلى أننا نحن عامة المسلمين الذين ندفع لهم، وأننا جمهورهم الذي لولاه لما استمر هؤلاء، تجده يقلب لك ظهر المجن، ويحدثك عن الوسطية والاعتدال، أوعلى الأقل أنه لا يستطيع أن يمنع نفسه فضلاً عن غيره من مشاهدة كل ما يلتقطه جهاز التلفاز، وأن التبعة في ذلك تقع على من سمح به، ويدير دفة الحديث إلى فاصل نقد سياسي آخر وهكذا.

إذن فالخطاب السلفي الدعوي موجه في المقام الأول إلى المدعو، وما يجب عليه هو علماً وعملاً، ولا يخفى على أحد أن جمهور الدعوة هم عوام الناس، ولا يعني هذا أن من ملك نصيحة لغيرهم أن يكتمها، بل يجب عليه توجيهها، وحينئذ سوف يراعى فيها أنها خطاب لهذا المسئول أو ذاك لا خطاب عنه، وبينهما من الفروق ما يدركه كل من له أدنى إلمام بلغة الخطاب الدعوي فضلاً عن السياسي.

وهذا لا يعني خلو الخطاب السلفي من السياسة، بل الخطاب السلفي يتناول السياسة الشرعية من جهة التأصيل العلمي العقدي الذي يعرف عند السياسيين بالأيدلوجيا، وهي أهم مما سواها من المنظور الشرعي والمنظور السياسي على حد سواء.

فقضية الحاكمية التي تحتل مساحة واضحة ضمن مسائل الاعتقاد السلفية، وقد اعتراها الكثير من الخلل من جراء ممارسات جماعات "الإسلام السياسي" وقبولها بمبادئ الديمقراطية، بل والعلمانية الصريحة أحياناً كما في تركيا، فضلاً عن قبولهم بمبادئ القانون الدولي.

وهذا بالإضافة إلى أن مفهوم الحاكمية قد تحول كنتيجة إلى التركيز على العمل السياسي إلى انتظار الناس إلى أن يطبق الشرع عليهم، والشرع الذي يتشوف الناس إليه هو محاكمة كبار السراق والمرتشين، وأما الشهوات التي يقعوا فيها، وهي ممنوعة شرعاً، فلم يوطنوا أنفسهم على تركها مثل الغناء والموسيقى والتبرج، فضلاً عن التزام الصلاة في وقتها وغيرها، بل أصبح أصحاب الإسلام السياسي يصرحون بأن هذه الأمور لن يزيدوا فيها حال وصولهم إلى الحكم عن الدعوة والترغيب دون الإلزام والعقاب.

وقضية الحاكمية أوسع من هذا بكثير وهي تشمل اعتقاد المسلم بلزوم أن يستمد كل اعتقاداته وتصوراته وعبادته ومعاملاته على مستوى الفرد وعلى مستوى الأمة، كما قال -تعالى-: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(النساء:65).

والدعوة السلفية في سبيل تقريرها لهذه العقيدة الأساسية يخوضون حرباً فكرية ضروساً مع هؤلاء العلمانيين الذين هم أولى الناس بالدخول في قوله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ)(البقرة:11)، بينما ترى كثيراً من جماعات الإسلام السياسي أن أي معارض للفساد الواقع هو مصلح، مصلح وإن كان الذي يدعو إليه اشد فساداً وإفساداً.

وكذلك عقيدة الولاء والبراء والتي ترسم السياسة الإسلامية الداخلية والخارجية، والرابطة الجامعة التي يجب أن تنضوي الأمة تحت لواءها.

وبعد العقيدة يأتي دور الفقه في تقرير التفاصيل التشريعية التي ينبغي أن تطبق في باب العبادات والأخلاق وفي باب المعاملات والذي يرسم الخطوط العامة للسياسة الإسلامية الاقتصادية والاجتماعية والجنائية، وكل هذه الأمور مفصلة في كتب الفقه في أبواب البيوع والزواج والجهاد والحدود والجنايات والقضاء وغيرها.

وهذا لا يعني أن الخطاب السياسي السلفي نظري محض، بل كلما وجد في الواقع قضايا تحتاج إلى تجلية الميزان الشرعي الصحيح لها يكون البيان بفضل الله -تعالى- كما كان في حرب الخليج الأولى والثانية، وكما هو الحال في الموقف من حصار غزة، ومحاولة العلمانيين تقديس الحدود المصطنعة في رابطة الأخوة الإيمانية يكون البيان على قدر الممكن والمستطاع بفضل الله -تعالى-.

ومن هنا فقد جانب الصواب ذلك الشيخ السلفي الذي نقلت عنه جريدة "المصريون" الإلكترونية دون أن تصرح باسمه أنه لما سئل في مجلس خاص عن عدم سبب كلامه عن موضوع غزة، أجاب بأنه لا يتكلم في السياسة؛ لأن هذه المسألة لاسيما مع كثرة الشبهات فيها، لابد وأن تدخل في أولويات الدعوة إلى الله على منهج أهل السنة والجماعة.

وإن كان من عذر الرجل الذي ضنت علينا الجريدة باسمه، هو أنه نسب هنا اختيار شخصي له، ولعله يرى أن غيره قد كفاه وإن بقيت العبارة موهمة.

إلا أن الصواب أكثر مجانبة لمحرر الجريدة الذي سمح لنفسه بأحد خيارين أحلاهم مر: إما أن يكون قد اختلق الخبر، وإما أن يكون قد خان أمانة المجالس الخاصة -والمجالس بالأمانة كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

والأدهى من ذلك أن ينشر الخبر بصورة توحي أن هذا هو موقف "شيوخ السلفيين"، مما يخالف الحقيقة، ومن هنا يتضح أننا بحاجة أكبر إلى فهم أصول السياسة الشرعية قبل الخوض في أي عمل عام، ولو كان تحرير صفحة مقتطفات الأخبار في جريدة "إلكترونية".

نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل.