عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

السبت، 31 ديسمبر 2011

الطاغوت يحترق

الطاغوت يحترق
أُسقط في يد هُبل الكاتدرائية المرقصية شنودة الثالث .. وأُسقط في يد سدنته وعبدته وخصيانه وجواريه .. أني لمخططات عصابة " الأمة القبطية " أن تذهب هباء ؟ وأني لمؤامرات مجلس الكنائس العالمي أن تتحطم علي صخرة مصر التي قهرت الصليبيين في الماضي وها هي تدحرهم – بفضل الله – في الحاضر ..
يقول تعالي : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ " ( الأنفال : 36 ) .
ويقول جل وعلا : " مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ " ( إبراهيم : 18 ) .
أُسقط في يد طاغوت الكنيسة الأحمق الذي نشر الفتن في شتي أرجاء مصر منذ أن جلس فوق فوق كرسي مار مرقص – نسأل الله تعالي أن يُجلسه فوقه في قعر جهنم – في العام 1971م .. أربعون عاماً أو يزيد و نظير جيد البليد يدق المسمار تلو الآخر في نعش الوطن ليسلمه لأسياده في مجلس الكنائس العالمي .. أربعون عاماً أو يزيد وهذا الجرذ يُعلن الحرب العمياء علي الله والرسول والقرآن الكريم .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يمكر للإسلام والمسلمين ..أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يُخرج أجيالا صليبية حاقدة كارهة لكل ما يمت للإسلام بصلة .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يستعدي دول الغرب علي مصر وشعبها .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يخون ويبيع ويؤجج الفتن ويثير الإضطرابات ويُذكي نيران الحقد والتعصب والجهل والكراهية .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يستهزئ بالإسلام ويغري به صبيانه وربائبه المخنثين السفلة أبناء السفلة ( متياس نصر منقريوس – زكريا بطرس – يوتا مرقص عزيز – فلوباتير جميل – الأنبا بيشوي – مكاري يونان – الأنبا توماس – عدلي أبادير – موريس صادق – نجيب ساويرس ) .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يسعي لتقسم مصر وتفتيتها وهتك سيادتها الوطنية والعبث بمقدراتها .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يعبد الشيطان ويتلقي منه الأوامر الإجرامية .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة ينخر مثل السوس في عظام الدولة المصرية العريقة لينفذ مخطط أسياده في تل أبيب .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يروج وسط خصيانه أن أصحاب البلد جاءوا من " الجزيرة العربية " ويجب ترحيلهم إلي هناك مرة أخري .. أربعون عاماً أو يزيد و شنودة يسعي لمحاصرة الإسلام والمسلمين ..
ثلاثة عقود كاملة ظل طوالها الشيطان المريد شنودة الثالث يتقلب في أحضان رفيقه المخلوع الشيطان الصهيوني المأبون حسني باراك ، لاستئصال الإسلام ومطاردة كل من يقول ربي الله :
" شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " ( الأنعام : 112 ) .
لعب البطريرك المنحرف طوال عهد المخلوع الجبان علي وتر ما يُسمي " الإرهاب " – الاسم الحركي للإسلام – أطلق المخلوع يد البطريرك المسعور ليبني الكنائس في كل مكان .. حاصر المساجد والمدارس والجامعات بالمرشدين والمخبرين ، زج بآلاف العلماء والشيوخ وطلاب العلم في المعتقلات ، مسخ الأزهر ومناهج الأزهر .. ملأ الصحف والفضائيات والإذاعات بكل من يسب الدين ويعلن الحرب علي الله ، وفي المقابل أطلق يد الطاغوت ليعبد الشيطان ويملأ أرض مصر بالصلبان وينشر الفساد في كل مكان ويختطف السيدات والفتيات المسلمات .. ولذلك لم يكن من الغريب أن يخون شنودة ثورة 25 يناير المباركة ويقف في صف الخنزير المخلوع ، وليخرج بصفاقة متناهية في أحد البرامج الفضائية قبل خلع باراك بساعات ليعرب عن تضامنه معه ووقوفه إلي جواره هو و ما يُسمي " شعب الكنيسة " !
فقد شنودة قرينه الذي شجعه علي الفسق والكفر والإفك .. فقد شنودة قرينه الذي اتفق معه في كراهية الإسلام ، فقد شنودة رفيقه البلطجي الذي كان يدهس رأس من يعارض الكنيسة وينكل به .. وشعر شنودة بالوحدة واليُتم بعد فراق باراك ، فعمد إلي اختلاق موجات من الفتن الطائفية علها تجلب له الأمريكان الذين يسافر إليهم كل بضعة أسابيع بحجة العلاج من الإيدز .. ثم سرعان ما جاءت الانتخابات البرلمانية لتثبت أن الشعب البطل لن يفرط في عقيدته وأنه صامد رغم الحرب الضروس التي تشن علي هذه العقيدة منذ انقلاب يوليو 1952 ، صُعق شنودة من نتيجة الانتخابات التي أسفرت عن اكتساح الإسلاميين .. ندم أشد الندم علي هذا العمر الذي ضاع هباء ، فكان عليه أن يحرض كلابه من قساوسة الإرهاب ليهددوا علنا بالقيام بعمليات انتحارية ، كما قال القمص بطرس الأنبا بولا في أحد الاجتماعات للقطيع المغيب الذي يجلس أمامه .. هكذا وجد شنودة حصاد العمر .. دولة إسلامية .. برلمان إسلامي .. شعب يعشق إسلامه ويفتديه بروحة .. وهكذا احترق الطاغوت الدموي .. وهكذا أعطي الأوامر لمرتزقته ليهددوا بعمليات انتحارية ، ليهدم المعبد فوق رأس الجميع .. ونسي العجوز الجهول أن النار لا تحرق إلا من يلعب بها ، وأن الشعب المصري الواعي لن يلتفت لهذه التهديدات الحمقاء التي تسعي لتفتيت النسيج الوطني وبث بذور الشر والكراهية ..
إن الطاغوت شنودة الثالث ينفذ أجندة أمريكية صهيونية لجر البلاد إلي حرب أهلية لتمزيق أوصال مصر وإضعافها ، حتي تظل " إسرائيل " هي القوة العظمي بالمنطقة .. ومن عجب أن يخرس كلاب ساويرس ولا ينبسون ببنت شفة إزاء هذه التهديدات العلنية بالعمليات الانتحارية ، مثلما خرسوا إزاء القس المجرم الذي هدد بقتل محافظ أسوان خلال 48 ساعة ، ومن قبل إزاء تهديد بيشوي بالانتحار في حال تنفيذ حكم المحكمة بالزواج الثاني ، خرسوا قاتلهم الله .. خرسوا وهم الذين طاردونا في الأحلام لينددوا بـ " غزوة الصناديق " التي أصابتهم بهبوط حاد في الدورة الدموية المستنيرة !
لو كنا في بلد يحترم كلمة " قانون " لرأينا شنودة في القفص بجوار رفيقه المخلوع ، ليحاكم علي جرائمه العديدة وتأتي في مقدمتها سبه للرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم خلال حواره مع قناة الأوربيت يوم 5 يناير 2010م عندما دافع عن ربيبه الشاذ جنسيا زكريا بطرس ، وادعي أن الحديث عما أسماه " بول الرسول " تساؤلات يجب علي العلماء الرد عليها ..
لكن .. ويا للأسف .. ما زالت عقلية المخلوع تحكم وتتحكم وما زال إعلام ساويرس يؤله شنودة ويسبغ عليه صفة هي أبعد ما تكون عنه ، ولا زال أشباه الرجال يزحفون علي بطونهم ويهرولون حبوا تجاه الكاتدرائية المرقصية ليجلسوا مع الشيطان الأكبر لينالوا " البركة " وليحلهم شنودة ويغفر لهم .. ونسي هؤلاء الجهلاء ما يقوله القرآن الكريم :
" وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " ( البقرة : 120 ) .
إننا إذ نري أعمال شنودة الثالث طوال الأربعين سنة الماضية كما يقول تعالي : " كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ " ( الحديد : 20) . إلا أنه لابد من أخذ الحذر من هذا المريض نفسيا الذي يسعي لحرق البلد مثلما يحترق هو الآن .
والله الموفق والمستعان .

الخميس، 29 ديسمبر 2011

الكتالوج الأمريكي لمصر!!

الكتالوج الأمريكي لمصر!!
محمد سيف الدولة
تدار مصر وتحكم منذ عام 1974، بموجب كتالوج وضعه الأمريكان للرئيس السادات ونظامه، فالتزم به هو ومن معه، ولا يزالون. ويعتبر هذا الكتالوج هو الدستور الفعلي والحقيقي لمصر، فله السيادة علي دستورنا الرسمي الصادر عام 1971. وكان الهدف الرئيسي لهذا الكتالوج وما زال هو تفكيك مصر التي أنجزت النصر العسكري في 1973 تفكيكها مسمارا مسمارا، و صامولة صامولةواستبدالها بمصر أخرى غير راغبة في مواجهة "إسرائيل"، وغير قادرة على ذلك أن هي رغبت. فأمن "إسرائيل"، هو الفلسفة والغاية التي من اجلها تم تصنيع مصر الجديدة، مصر على الطريقة الأمريكية.ولهذا الكتالوج المقدس، خمسة أبواب، نستعرضها معا بابا، بابا:

الباب الأول:
هو إبقاء سيناء رهينة، بحيث يمكن "لإسرائيل" أن تعيد احتلالها في أي وقت تشاء خلال أيام.
وذلك بهدف وضع النظام المصري تحت تهديد وضغط مستمر، يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يقدم علي أي سياسة أو خطوة تغضب منه الولايات المتحدة و"إسرائيل"
كيف فعلوا ذلك ؟
فعلوها من خلال الترتيبات الأمنية القائمة في سيناء بموجب اتفاقية السلام، والواردة في الملحق الأمني، والتي بموجبها تم تقسيم سيناء إلى شرائح طولية موازية لقناة السويس أسموها من الغرب إلى الشرق (ا) و (ب) و (ج)، وسمح لمصر بوضع قوات مسلحة في المنطقة (أ) فقط، وبتعداد 22 ألف جندي فقط أي ما يوازي ربع عدد القوات التي عبرنا بها في 1973، بعرق جبيننا وبدم شهدائنا، والتي قبل الرئيس السادات إعادتها مرة اخرى إلى غرب قناة السويس في اتفاقيات فض الاشتباك الأول الموقعة في 18 يناير 1974
أما المنطقة (ب) فمحظور وضع أكثر من 4000 جندي حرس حدود فقط مسلحين بأسلحة خفيفة.وفي المنطقة (ج) بوليس مصري فقط وتراقبنا على أراضينا، قوات أجنبية موجودة في سيناء في قاعدتين عسكريتين في شرم الشيخ والجورة، بالإضافة إلى 31 نقطة تفتيش اخرى. وهي قوات غير خاضعة للأمم المتحدة، يطلقون عليها قوات متعددة الجنسية، وهي في حقيقتها قوات وحيدة الجنسية تقريبا، حيث أن 40 % منها قوات أمريكية والباقي قوات حليفة لها من حلف الناتو وأمريكا اللاتينية. والقيادة دائما أمريكية. هذه هي خلاصة التدابير الأمنية في سيناء، والتي تحول دون قدرتنا علي الدفاع عنها في حالة تكرار العدوان الصهيوني علينا، علي الوجه الذي حدث في عامي 1956 و1967.إن هذا الوضع هو بمثابة " طبنجة " موجهة إلى رأس مصر طول الوقت.وهي طبنجة مستترة، غير مرئية للعامة، العدو لا يعلن عنها، والنظام ينكر وجودها، ولكنه يعمل لها ألف حساب.
هذا هو الباب الأول في كتالوج حكم مصر
* * *
الباب الثاني:
جاء هذا الباب لتجريد مصر من المقدرة علي دعم أي مجهود حربي جديد علي الوجه الذي حدث قبل وأثناء حرب 1973.فلقد اكتشفوا أن وراء نصر أكتوبر قوة اقتصادية صلبة هي القطاع العام المصري الذي استطاع أن يمول الحرب، فقرروا تصفيته.أي أن بيع القطاع العام أو الخصخصة كما يقولون، والذي تمارسه الإدارة المصرية بنشاط وحماس منذ 1974 وحتى الآن، ليس مجرد انحياز إلي القطاع الخاص أو الى الفكر الرأسمالي، وليس قرارا سياديا صادر من وزارة الاقتصاد المصرية، وإنما هو قرار حرب صادر من وزارة الخارجية الأمريكية، ألزمت به الإدارة المصرية، فالتزمته. وكان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وهيئة المعونة الأمريكية هي آليات الضغط والتنفيذ لإتمام هذه المهمة. واستبدل دور القطاع العام في دعم المجهود الحربي، بمعونة عسكرية أمريكية سنوية لمصر مقدارها 1.3 مليار دولار، يعتمدها الكونجرس في ميزانيته في مارس من كل عام، مقابل 2.4 مليار "لإسرائيل".وبهذه الطريقة ضمنوا ضبط الميزان العسكري لصالح "إسرائيل"، والإحاطة الدائمة بقدراتنا العسكرية، والتحكم فيها من خلال الخبراء وقطع الغيار وخلافه .إن صدور قانون الانفتاح الاقتصادي في مارس 1979 بعد شهرين من اتفاقية فض الاشتباك الأول، وقبل انسحاب القوات الصهيونية من سيناء ليس صدفة.
كان هذا هو الباب الثاني في كتالوج حكم مصر.
* * *
الباب الثالث:
وهو الباب الذي ينظم الحياة السياسية في مصر، فيرسم الخطوط الحمراء والخضراء، ويحدد معايير الشرعية ومحاذيرها، ويحدد من المسموح له بالعمل السياسي والمشاركة في النظام من الحكومة والمعارضة، ومن المحجوب عن الشرعية والمحظور من جنتها. وفي هذا الباب تم وضع الشرط الأمريكاني الأساسي بل والوحيد لحق أي مصري في ممارسة العمل السياسي، وهو شرط الاعتراف ب "إسرائيل" وحقها في الوجود، والقبول بالسلام والتعايش معها. وعلي ذلك فان أي جماعة أو حزب لا تقبل الاعتراف ب "إسرائيل"، يحظر عليها المشاركة في العملية السياسية.وتم صياغة ذلك بتأسيس نظام حزبي صوري، مكون من عدد محدود من الأحزاب علي رأسها دائما حزبا واحدا يستأثر بالحكم وبالسلطة، يسمي بحزب مصر أو الحزب الوطني أو حزب المستقبل أو أي اسم، ولكن بشرط أن يكون في الصلب من برنامجه ما يفيد أن السلام خيار استراتيجيوالسلام كما نعلم هو الاسم الحركي لأمن "إسرائيل" وعلي ذلك فان الالتزام الرئيسي للحزب الحاكم في مصر يجب أن يكون هو: " أمن "إسرائيل" خيار استراتيجي" لقد وضع الأمريكان هذا الباب في الكتالوج خوفا من أن يأتي خليفة لأنور السادات ينقلب علي السلام مع "إسرائيل" كما انقلب هو على سياسة عبد الناصر بسهولة فائقة.ليس ذلك فحسب، بل بلغت بهم الدقة في تفكيك مصر القديمة، مصر المعادية "لإسرائيل"، أن قرروا منع العمل السياسي في الجامعات المصرية.وذلك بسبب ما رصدوه من دور الحركة الطلابية في أعوام 1971 و72 و73 في الضغط علي السادات للتعجيل بقرار الحرب، وما رصدوه أيضاً من دور الجامعة والحياة الطلابية في تربية وإعداد وصناعة أجيال وطنية تعادي أمريكا و"إسرائيل" .فقرروا إغلاق المصنع الوحيد في مصر الذي ينتج شبابا وطنيا، مسيسا، واعيا بحقائق الأمور. ولم تكن صدفة أن تصدر اللائحة الطلابية التي تمنع العمل السياسي في الجامعات عام 1979، في ذات العام الذي وقعت فيه مصر اتفاقية السلام مع "إسرائيل".
كان هذا هو الباب الثالث في كتالوج حكم مصر.
* * *
الباب الرابع:
أما هذا الباب فكان هدفه بناء وتصنيع طبقة من رجال الأعمال المصريين موالية وتابعة للولايات المتحدة وصديقة "لإسرائيل"، طبقة تتبني المشروع الأمريكي وتدافع عن النظام الجديد وتحميه ضد باقي طبقات الشعب و فئاته.
طبقة تدافع عن السلام مع "إسرائيل" وعن التبعية لأمريكا، وترتبط مصالحهم معا بروابط التوكيلات والتجارة والبيزنس.ولقد تم تصنيع هذه الطبقة بأموال المعونة الأمريكية الاقتصادية البالغة 800 مليون دولار سنويا منذ 1975، والتي تقلصت فقط في السنوات الأخيرة .فقامت هيئة المعونة الأمريكية بالتعاقد مع مئات من الأفراد والشركات علي مئات المشروعات وبتسهيلات هائلة وصلت في بعضها إلى إقراضهم بفائدة مؤجلة 1.5 % بأقل عشرة مرات عن الفائدة السائدة في البنوك المصرية.وتمت المهمة بنجاح وتم تصنيع طبقة المصريين الأمريكان، وهي التي تملك مصر الآن وتديرها، وهي التي تعقد اتفاقيات البترول والغاز والكويز والسياحة مع "إسرائيل"، وهي التي أدخلت الشتلات الزراعية "الإسرائيلية" إلى مصر وصدرت الاسمنت إلى الجدار العازل هناك، وما خفي كان أعظم.وهي الآن تمتلك عدد من الصحف و القنوات الفضائية والجمعيات الأهلية، وتوجه ما يصدر من تشريعات برلمانية. ومن رجالاتها تتشكل كل عام بعثات طرق الأبواب التي تحج إلى أمريكا كل عام لتلين العلاقات وتعقد الصفقات، وتسجل التعليمات.
كان هذا هو الباب الرابع من الكتالوج

الباب الخامس:
أما الباب الخامس والأخير في الكتالوج الأمريكي لحكم مصر، فهو يتناول كل خطط عزل مصر عن الأمة العربية والإسلامية، وضرب أي جماعة أو فكرة أو عقيدة أو إيديولوجية تعادي المشروع الأمريكي الصهيوني.
ولقد وضع الأساس القانوني لهذا الباب في المادة السادسة من معاهدة السلام التي نصت صراحة علي أولوية هذه المعاهدة عن أي التزامات مصرية سابقة عليها، وبالذات اتفاقيات الدفاع العربي المشترك .
كما ألزمت مصر في نفس المادة بعدم الدخول في أي التزامات جديدة تتناقض مع أحكام ونصوص المعاهدة الإسرائيلية .
وكانت الخطوة التالية هي تشكيل جيش من المفكرين والكتاب والصحفيين والإعلاميين، مهمته توجيه مدفعية فكرية ثقيلة، إلى كل ما هو عربي وكل ما هو إسلامي وكل ما هو وطني أو تقدمي
جيش مهمته تجريد مصر من هويتها التاريخية والحضارية بصفتها جزءا من كل عربي إسلامي في مواجهة مشروع استعماري أمريكي صهيوني .
وكان المستهدف في هذا الباب هو وعي الناس ومعتقداتهم، من حيث هما خط الدفاع الأخير والاصلب عن الوطن.

وافتتح الهجوم توفيق الحكيم عندما كتب في منتصف السبعينات مقالا بعنوان حياد مصر، طالب فيه بان تقف مصر علي الحياد بين العرب و"إسرائيل"، كما وقفت سويسرا علي الحياد في الحرب العالمية الثانية، وانضم له في الهجوم لويس عوض وحسين فوزي، وبدأوا حملة علي عروبة مصر وعلي ما أسموه بالغزو العربي الإسلامي، ونادوا بالفرعونية وبحضارة 5000 سنة، وبالروابط التاريخية بيننا وبين اليهود ...الخ
ونجح للتصدي لهم حينذاك، نخبة من اشرف الكتاب الوطنيين علي رأسهم أحمد بهاء الدين ورجاء النقاش. ولكنهم ما زالوا بيننا، ينشطون مع كل اعتداء جديد علي الأمة. نشطوا في العدوان الأخير علي غزة، وفي العدوان علي لبنان 2006، وفي الاحتلال الأمريكي للعراق 2003، وفي الانتفاضة الفلسطينية 2000، ومرات كثيرة أخرى، كلما يكون مطلوب التغطية علي موقف الإدارة المصرية.

كان هذا هو الكتالوج الأمريكي المقدس لحكم مصر بأبوابه الخمسة:
1) رهن سيناء
2) تصفية القطاع العام
3) نظام سياسي، حكومة ومعارضة يعترف بإسرائيل ويسالمها
4) طبقة رأسمالية تابعة لأمريكا وصديقة لإسرائيل
5) وأخيراً عزل مصر عربيا .
والكتالوج كما ذكرنا في البداية، له السيادة والسمو الفعلي عن كل ما عداه من نصوص أو قوانين اخرى بما فيها الدستور المصري ذاته .
** لن نجد أي تفصيلة مما يحدث في مصر الآن خارجة عنهوكل القضايا الحالية المثارة الآن حول التوريث والفساد والاستبداد والطوارئ ....الخ، ما هي في حقيقتها، إلا مجرد سطر هنا أو سطر هناك في احد أبواب الكتالوج

الزى الكهنوتى للبابا شنودة بنصف مليون

الزى الكهنوتى للبابا شنودة بنصف مليون

كتب – حسين البربرى | 26-12-2011 14:03

انتهى دير تادرس وأبو سيفين بمصر القديمة، من صناعة الزى الكهنوتى الخاص بالبابا شنودة، الذى سيحضر به قداس عيد الميلاد، والزى من أقمشة باهظة الثمن مطرز بفصوص حرة وخيوط ذهبية.
جدير بالذكر أن ملابس البابا شنودة بعضها يأتى كهدايا من الخارج، والبعض الآخر تصنعه الراهبات فى أديرة تادرس، ومارجرجس، وأبو سيفين.
وتعد الخامات الداخلية فى صناعة هذه الملابس مرتفعة الثمن، تصل إلى ما يقارب نصف المليون جنيه، وتأتى من الخارج مع بعض الأقباط القادمين من الخارج، كما تتكون ملابس البابا شنودة من القميص، وهو من الملابس الداخلية ويصنع من كتان مخرم، ثم المنطقة وتلبس فوق القميص وتصنع من كتان مخرم، ويليها جبة الرداء، وهو ثوب طويل بلا أكمام وذيلها به (جلاجل)من الذهب.
أما الرداء فهو عبارة عن جبة قصيرة من قطعتين أمامية وخلفية وتصلان إلى الكوعين.. وترصع الصدرة بالذهب والأحجار الكريمة، وداخلها الاوريم والتميم، وعلى الصدرة 12 قطعة من الأحجار الكريمة فى أربعة صفوف، منقوش عليها أسماء الأسباط، والعمامة تكون من الكتان الأبيض، مقدمتها صفيحة من الذهب، ويلبس البابا شنودة تاجا مرصعا بالأحجار الكريمة والذهب.

الاثنين، 12 ديسمبر 2011

دانتم هاتاكلو ضرب!

دانتم هاتاكلو ضرب!



عبد السلام البسيونى | 11-12-2011 12:49

صدقونى أيها الفائزون فى انتخابات المجلس وما بعد المجلس أننى مفزوع!

صدقونى لو قلت إنكم دخلتم (فى حيطة سد) فاستغلوا أيام النجاح فى الانتخابات، واسعدوا قليلاً.. لأن الآتى دِردى!

أعانكم الله على ما ستواجهون!

صدقونى أيها الفائزون لو قلت إننى أرثى لكم، وأشفق عليكم، وأدعو الله تعالى أن يقوى ظهوركم، ويخفف أحمالكم، ويرفع عنكم آصاركم، ويكف عنكم عدوكم..

عدوكم؟!

عدوكم إيه؟ بل أدعوه سبحانه أن يكفيكم أنواع الأعداء الذين يكفى فصيل واحد منهم ليلوث النيل، وينجس بحيرة ناصر، التى قيل إنها بيعت كما بيع مبنى ماسبيرو، كما كادوا أن يبيعوا الهرم، والنيل! كما باعوا مساحات من مصر تعادل مساحات غزة والضفة وقطر ولبنان ومش عارف إيه كمان لأنفسهم ومحاسيبهم، حتى إن رجلاً واحدًا من حيتان النظام المجرم يمكن أن يمتلك مثل مساحة الضفة الغربية كلها!

ادعوه سبحانه – معى - أن يكفيكم أنواع الأعداء الذين يرصدون أنفاسكم، ويملكون إعلامًا خسيسًا، له قدرة هائلة على دوس أشخاصكم، وتلفيق التهم لكم، والولوغ فى أعراضكم، وتقديمكم للعالم على أن أبا جهل، والأسود العنسى، ومسيلمة، وهتلر، وكراديزيتش، وخط الصعيد، والسفاحى المتسلسلين، وريا وسكينة، أشرف من أشرفكم مليون مرة..

وستجدون من يمول الحملات ضدكم من الموتورين الفاسدين، والطائفيين، وأزلام العم السام، والأخ شارون، والخال روبرت مردوخ!

وستجدون بلطجية يشطب أحدهم وجهه بسكين ويتهمكم بمحاولة قتله فى وضح النهار، وقد يلقى أحدكم امرأة شبيحة فاسدة، كبغى (جريج العابد) تسافح أقرب حمار، وتحمل جُحيشًا (وطنيًّا) وتقول إنه من حازم أبو إسماعيل، أو محمد يعقوب، أو خيرت الشاطر، أو حتى سيد قطب!

وستجدون من يستعدى عليكم مجوس فارس، ورومان بيزنطة، وصابئة العراق، ووثنيى واق الواق، ليجتمعوا عليكم، ويُجلبوا عليكم بخيلهم ورَجِلهم، وقنابلهم الذكية، وصواريخهم العمية!

وسيقدمون للعالم صوركم – عبر شاشات أباطرة التشويه: تيد تيرنر وبرلسكونى ومردوخ وبن طلال وألبراهيم وحفيد الزعيم، وكل من يستطيع أن يقبِّح – ساعة إفطاركم وأنتم تلتهمون لحم الأطفال (البتلو) وتشربون الدم البشرى الحار، وتلاعبون أطفالكم بقنابل عنقودية، ويمازح أحدكم امرأته بالساطور، وترد عليه هى بتقطيعه (عشرين حتة) فينهض من موته.. ويقولها لها: نلعب كمان!

سيصورونكم وقد أجبرتم الشعب على الالتحاء، وفرضتم على نوال السعداوى الانتقاب، وأجلستم الحلوة إيناس فى البيت، وعملتم أندية جديدة فى مصر: نادى لعب البلى بدلا من الروتارى، ونادى الرجم بدل نادى الرماية، ونادى الذبح بدل نادى الصيد، وميدان الحدود بدل ميدان العتبة (عتبة إيه وزفت إيه) وعلى أنكم أنشأتم مدراس لتعليم صنع الأحزمة الناسفة، وألغيتم معهد البوليتكنك بتاع الست لوسى، وأقمتم مكانها مدارس للتحطيبة ولعبة الحجلة، وترك تراك، والعَجَّة، وضربونا يا بونا، وألغيتم التعليم وقفزتم به من الكُتاب إلى كلية أصول الدين (بلا طب بلا هندسة بلا إعلام بلا قطران) وغيرتم رتب الجيش واستحدثتم رتبًا جديدة، أو استرجعتم الرتب العثمانلية الخيبانة مثل الأغا والسردار والأميرالاى والصاغ واليوز باش والأون باش والطوبجى.

وستهدمون الكنائس والكُنس، وتصادرون الأناجيل والكتب المقدسة، وتغلقون مدارس الأحد، وتغزون الأديرة! وستنقبون صورة العذراء عليها السلام!

سيصورونكم وقد أنمتم الناس من المغرب، وأقفلتم المصانع، وألغيتم الزراعة، وحولتم التجارة إلى بيع مساويك وزجاجات عطر (من اللى يقرف ده)!

الله يعينكم أيها الفائزون فى هذه الانتخابات؛ فالدنيا كلها ضدكم!

أمريكا ضدكم/ الغرب اللدود ضدكم/ العرب (اللى عاملينها فى سراويلهم) ضدكم/ والموالدية ضدكم/ والمُتَعجية ضدكم/ والإخوة الإرهابيون الحبايب بتوع سحل الدولة ضدكم/ والهلافيت ضدكم/ والبلطجية ضدكم/ والرقاصات ضدكم/ والفايظجية ضدكم/ والحلنجية ضدكم/ والوطنجية ضدكم/ والحزبجية ضدكم/ والعصبجية ضدكم/ والبرشامجية ضدكم/ والبَطْنجية ضدكم/ والسِّبرتُجية ضدكم/ والإعلامجية إياهم ضدكم/ وجماعة إيناس ضدكم/ وجماعة فريدة وسكينة وبنت زينب ضدكم/ وجماعات الحمَّالات والقصارى ضدكم/ وبتوع الكباريهات ضدكم/ وجماعة المثلث الوردى ضدكم/ والكارتونجية ثقال الدم ضدكم..

يعنى بالعربى مفيش حد مش ضدك.. يعنى كان الرب فى عونكم أيها السادة..

ستؤلف عندك قصص ولا الأفلام الهندية/ سيستخرجون منكم يا سادتى – والأيام بيننا - اللى مش عارف إيه مع مراته/ اللى عامل إيه فى عياله/ اللى مبهدل أهله/ المرتشي/ الشاذ جنسيًّا/ هايطلعوا إحصائية بعدد اللى عندهم إيدز من السلفيين/ واللى دخلوا الخانكة من الإخوان/ واللى كانوا رجالة الخليع ومتأسلمين كدا وكدا/ واللى مش فاهمين الدين خااااالص/ واللى بيستغلوا المجلس فى التربح/ واللى أهل الدايرة ما شفوش وشهم!

سيهاجمكم الذى بايعوا مبارك وعصابته لمائة سنة قادمة/ سيهاجمكم أولاد الرفضة / جماعة إلا البكينى/ انُّوسة وخَلُّود هايهاجموكم/ كل أطياف ونماذج عمارة هاجوبيان سيلعنوكم/ الهبيشة/ الفاسدون إداريا / البلطجية!

ستكثر على الفيس بوك والتويتر وماى اسبيس والتمبر جروبات مناصرة شبيهات علياء المهدى، ومحمد حجازى/ وأنصار علاء حامد ومناصرى الهلفوت/ والوزير المغموص (اللى محدش قادر يهوب عليه حتى اليوم)!

سينبحكم (إعلامجية) محترفون للسب والقذف، والشرشحة والردح، والتلفيق والافتعال، بجلودهم الصفيقة، وأقفيتهم الغليظة، ووجوههم التى ليس فيها قطرة شرف ولا حياء!

سيقولون إنكم – بدل الإنجازات – متفرغون لعمل الأحراز والأحجبة! وقراءة الأوراد، وإنكم مشغولون عن مصالح الشعب بعمل ختمة، أو عتاقة فى ميتم المعلم حودة المقص!

لن يقولوا فيكم يا سادتى ما قال سيدنا الإمام مالك فى الخمر (لأنهم شريبة من الطراز الأول) بل سيقولون ما يقوله الأنكل السام: إنكم ظلاميون إرهابيون متخلفون رجعيون قروسطيون.

ستكثر النكت والإفيهات، والأفلام والمسلسلات، حولكم، وحول خساستكم، وتخلفكم.. وعندهم بدل الممول مائة، وبدل الموزع ألف!

أمامكم سبح طويل يا سادتى، فاثبتوا، واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون!

ستواجهون شياطين الإنس والجن مجتمعين؛ فانتبهوا لما أنتم مقدمون عليه، وخذوا حذركم، واستعدوا بما استطعتم من يقظة، ووعى، وبذل، وعطاء، وصبر، وتوكل، واستعانة بالله الذى هو نعم المولى ونعم النصير!

أرجوكم/ أشد على أياديكم (أبوس رجليكم) انتبهوا.. نسقوا.. تآخوا.. انسوا اللافتات.. انسوا لافتة سلفى وإخوانى وليبرالى وتذكروا – فقط – مصر، مصر أحوج ما تكون لكم، لتسد دينها، وتستر عريها، وتجمع أبناءها، وتستعيد ضوائعها، وتسترد منهوباتها، وتعود لأمجادها..

الإسلام على المحك يا فائزون.. فلينوا فى أيدى إخوانكم كما أوصاكم الحبيب صلى الله عليه وسلم، واجعلوا مصر أولاً، ومصر ثانيًا، ومصر عاشرًا..

تأكدوا أنكم ستستدرجون، وستورطون، وستحفر لكم الحفر، وتكتب عنكم الأباطيل.. ولستم خيرًا منه صلى الله عليه وسلم، الذى قالوا خصومه – المنصفون جدًّا – إنه صابئ، وساحر، وكاهن، ومجنون!

والله الذى لا إله غيره إنكم على محك، وأمام بلاء عظيم، اللهم إنك تعلم أنه إن تضعف هذه العصابة، أو تنحرف، أو تتعصب، أو تَعمَ بصيرتها فإن الإسلام سيضرب ضربة تقتله قرنًا أو أكثر..

لا تعجلوا يا سادتى، ولا تُستفزوا، ولا تبعثوها جاهليةَ لافتات وأسماء، واذكروا مواقف سادتكم الصحابة، وسماحتهم، وصدقهم، الذى استجلب نصر الله النصير لهم!

لا تعجلوا يا سادتى، فسيدكم رسول الله وصفيه وحبيبه المؤيد بالوحى - صلى الله عليه وسلم - لم يتعجل، ولم يتشفًّ، ولم ينتقم، ولم يُستدرج، بل آخى، وعاهد، واحتمل، ودارى، ووصل، وأهدى، وتألف!

ولكم فيه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة!

الصحابة لم يتعجلوا التغيير: تعرفون أكثر منى أن العملة التى كان يتداولها المسلمون كان عليها الصليب، زمن النبى صلى الله عليه وسلم، والخلفاء الراشدين، وصدر الدولة الأموية؛ حتى جاء عبد الملك بن مروان، التابعى الجليل العظيم، فأنشأ دارًا لسك العملة! لم يتعجلوا التغيير، ولم يرفضوا، ولم ينفعلوا، ولم يتشنجوا!

تعرفون أن الأصنام بقيت حول الكعبة حتى فتحت مكة، وأنها بقيت فى مصر بعد أن دخلها الصحابة رضوان الله عليهم، فلم يهدموها، ولم ينقضوها، بل بقيت على حالها، وتعرفون أن سيدنا عمر رضى الله عنه قدم للعالم عهدته العمرية؛ أعظم وثيقة تاريخية عن حرية التدين، والتى أزعم أنها رائدة فى بابها، ولا مثيل لها حتى يومنا هذا!

أرجوكم: بعض الخيال، وبعض الإبداع، وبعض اليقظة، وبعض الجدية، وبعض الصدق، وبعض الحب العميق لمصر.. لتقتحموا العقبة، وتثبتوا للعالم أن الإسلام عظيم، وأنه ليس دينًا إقصائيًّا، ولا عنصريًّا، ولا متعصبًا، وأنه جدير أن يحكم ويسود، وأن كل ما يشيعه (غربان البين) إن هو إلا محض أباطيل، سيفضحها الله تعالى فى الدنيا، ويجازيهم عنها فى الآخرة..

الله معكم يا سادتى، اللهم احفظهم، واحفظ مصر، واهد (كل اللى فى بالى) يا كريم!



albasuni@hotmail.com

الخميس، 8 ديسمبر 2011

نهاية البرادعي!

نهاية البرادعي!


عامر عبد المنعم
لم يكن أحد يتوقع نهاية الدكتور محمد البرادعي بهذه السرعة قبل توجه الشعب المصري لصناديق الانتخابات في المرحلة الأولي لاختيار البرلمان الجديد.

لقد فشلت محاولة الانقلاب على السلطة بتشكيل حكومة من قلة في ميدان التحرير برئاسة البرادعي، وأطاحت طوابير المليونيات أمام اللجان الانتخابية بحلم الرجل في القفز على السلطة بأي طريقة استبدادية.

أسقط الشعب المصري بالضربة القاضية المخطط الأمريكي المعادي الذي يريد نقل السلطة من المجلس العسكري إلى مجلس أو حكومة برئاسة البرادعي بعيدا عن الارادة الشعبية.

لم يسقط البرادعي لوحده وانما سقطت معه المجموعات والائتلافات والشخصيات التي حاولت تقديمه في لحظة فارقة من تاريخ مصر.

لم يدرك من شاركوا في المؤامرة أن الشعب المصري لم يقم بثورته ليتخلص من الموظف الأمريكي حسني مبارك ليأتي بالموظف الأمريكي محمد البرادعي.

راهنت الإدارة الأمريكية على محمد البرادعي وقام الاعلام الغربي والعربي الممول أمريكيا بتلميعه، وانساق خلف الخدعة الكثير من الراغبين في التغيير دون عقل، حتى جاءت اللحظة الفارقة التي كشفت المخطط المفضوح.

لم نكن نتوقع هذه الحماقة من غرف العمليات الأمريكية والأوربية لتنصيب البرادعي بهذه الطريقة الفجة رئيسا لما يسمى "حكومة الانقاذ الوطني" بعد فشل خدعة ما يسمى "المجلس الرئاسي المدني".

التزمنا الصمت منذ ظهور البرادعي في آخر عهد مبارك، ورأى البعض عدم انتقاده من باب حشد القوى لاسقاط مبارك، وعدم افتعال الخلافات خاصة أن بعض القوى السياسية وقفت خلفه وجمعت له التوقيعات، ولكن رغم ذلك كنا نرى الخطر وكنا نعلم أن أمريكا تقف خلفه بقضها وقضيضها، خاصة بعد فشل محاولة الدفع ببديل آخر.

لكن ماهي قصة البرادعي؟ وكيف صعد وكيف صنع الإعلام هالة حوله ضخمت من حجمه بغير الحقيقة على الأرض؟

عندما بدأ السويدي هانز بليكس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاعتراض على التدخل الأمريكي في شئون الوكالة والضغط عليه لإصدار تقارير لجان التفتيش بإدانة الحكومة العراقية، بدأ الأمريكيون يفكرون في الخلاص منه وتعيين بديل ينفذ رغبات البيت الأبيض.

الذي دفع الأمريكيين إلى التخلص من بليكس أنه بدأ يثرثر ويصدر التصريحات التي تفضح الحكومة الأمريكية ومن أبرز ما كشفه عمليات التجسس عليه وعلى الأمم المتحدة بوضع أجهزة التجسس عليه في منزله ومكتبه بالوكالة وفي مجلس الأمن.

عندها بحث الامريكيون عن الشخص المناسب الذي يؤدي المهمة في صمت، ويقوم بالمراد فكان البرادعي.

كان الصعود المفاجيء لمحمد البرادعي عندما رشحته أمريكا ضد مرشح مصر السفير الدكتور محمد شاكر لتولي منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1ديسمبر 1997 خلفًا للسويدي هانز بليكس، وتحايلت أمريكا لكونه ليس مواطنا أمريكيا بدفع المجموعة الأفريقية لترشيحه. طلبت أمريكا من الدول الأعضاء تأييد مرشحها وعدم تأييد المرشح المصري فحصل البرادعي على 33 صوتًا من إجمالي 34 صوتًا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة.

منذ تقلده المنصب قام بدوره المطلوب أمريكيا على أكمل وجه، قاد حملات التفتيش على الأسلحة في الدول التي تصفها أمريكا بالمارقة، العراق، إيران وكوريا الشمالية. كتب التقارير عن العراق وفقا لرغبات أمريكا، ولا مانع من الإدلاء بتصريحات حمالة أوجه يمكن تفسيرها بأكثر من وجه، لكن محصلتها عدم تبرئة العراق. ونظرا لأداء وظيفته كما هو مطلوب قامت أمريكا باختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة في سبتمبر 2005.

يصف العراقيون البرادعي بأنه مجرم حرب وهناك من يتهمه بمشاركة الأمريكيين في الحرب ويطالب بمحاكمته على تقاريره وجولاته الاستعراضية التي مهدت الأرضية لجورج بوش وفريقه للقيام بالغزو وتدمير العراق.

مواقف البرادعي في الوكالة الدولية لم تكن في صالح العرب والمسلمين. لم يكن مدافعا عن قضايا الأمة وإنما كان جنديا لأعدائها. فالتفتيش كان في بلاد المسلمين لتجريدها من أي مشروع نووي حتى وإن كان للأغراض السلمية.

لم تتطرق الوكالة في عهده لأسلحة الدمار الشامل التي تمتلكها إسرائيل، ولم يصدر أي تقرير عن ترسانة الأسلحة الاسرائيلية.

وفي عهده كانت لجان التفتيش تزور البلدان العربية وتأخذ عينات لتحليلها حتى تتأكد أمريكا وحلفاؤها الغربيون أن العرب مازالوا في بيت الطاعة ولن يدخلوا هذا المجال. واذا لخصنا مهمته خلال الفترات الثلاث التي ترأس فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية سنجد أنها تدور حول تجريد المسلمين من أي سلاح نووي ومنع أي تحرك، ولو بحثي في هذا المجال وتبليغ أمريكا لتمارس الضغوط والارهاب.

مقارنة مع بليكس

اذا أجرينا مقارنة بين محمد البرادعي وهانز بليكس، سنكتشف أن بليكس أكثر نزاهة ومبدئية، رغم أنه ليس عربيا ولا مسلما. فالرجل بحسه الإنساني قال لا لأمريكا، ورفض أن يكون مجرد موظف ينفذ ما يطلبه منه البيت الأبيض، وأعلن رفضه للإجرام الأمريكي.

ملأ هانز بليكس الدنيا ضجيجا فاضحا الدور الأمريكي في التأثير على الوكالة، وحتى الآن يحضر بليكس المؤتمرات ويجوب العالم كاشفا خدع الأمريكيين. ومؤخرا حضر جلسات في مجلس اللوردات البريطاني وأدلي بشهادته ضد توني بلير وتورطه مع الأمريكيين في غزو العراق وقتل أكثر من مليون عراقي بذريعة أسلحة الدمار الشامل.

في المقابل كان البرادعي موظفا مثاليا بالنسبة للأمريكيين. ظل طوال فترات مسئوليته في الوكالة مطيعا وكتوما. قدم للأمريكيين ما أرادوا طوال الفترات الثلاث، واعترف مرارا في مؤتمرات صحفية علنية بتعاونه مع المخابرات الأمريكية التي كانت تمده بالمعلومات حول الأماكن التي يجب التفتيش عليها.

لم يصدر البرادعي أي تقرير يكشف فيه كذب الادعاءات الأمريكية عن وجود أسلحة نووية في العراق، بل كان يهدد ويتوعد صدام حسين متهما أياه بعدم التجاوب مع لجان التفتيش، وفي النهاية هو الذي قدم الوعود الكاذبة لصدام وساومه لتفكيك صواريخ سكود العراقية مقابل إصدار تقرير بخلو العراق من أسلحة الدمار الشامل فقبل صدام وأشرف البرادعي بنفسه على تفكيك الصواريخ أمام عدسات الاعلام ولكن لم يصدر البرادعي التقرير وحدث الغزو فلم يجد الجيش العراقي ما يدافع به عن نفسه.

التقارير التي وقع عليها البرادعي المتعلقة بالدول العربية كانت لحرمانها من دخول هذا المجال، ولم يتورع عن إصدار تقرير ضد مصر زعم فيه اكتشاف يورانيوم عالي التخصيب وهو ما تسبب في ممارسة ضغوط أمريكية وأوربية على الرئيس المخلوع فاضطر للتراجع وعرقلة المشروع المصري.

ولمنع مصر من دخول المجال النووي للأغراض السلمية كتب البرادعي تقريرا قال فيه ان مصر تفتقر إلى الكوادر الفنية اللازمة لذلك، فضغط الغرب على مبارك فتوقف البرنامج. أي أن البرادعي كان خصما لمصر ولم يكن عونا لها.

ومن يرد المزيد عن تقارير البرادعي ضد الدول العربية والاسلامية فليرجع إلى الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق الذي فضح مواقف البرادعي الموالية لأعداء الأمة.

جائزة نوبل

الحقيقة التي لا يستطيع البرادعي نفيها أنه كان ومازال وفيا للأمريكيين، وهم من جهتهم ردوا إليه الجميل بترشيحه لنيل جائزة نوبل.

هذه الجائزة لا يحصل عليها في العالم العربي إلا من يرى الغرب أنه ضد أمته الاسلامية أو ضد دينها الاسلام، أو من ينتمي للغرب قلبا وقالبا، أو من يسانده اليهود، وهذا أمر معروف ومشهور.



تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري

البرادعي الذي يريد البعض أن يتولى رئاسة "حكومة الانقاذ المزعومة" لا يرى ما نراه من مخاطر ولا يتفق معنا في رؤيتنا للعدو، وهو يفكر بذات المنطق الأمريكي.

في النظرة لمحددات الأمن القومي ودور الجيش المصري لا يختلف البرادعي عن قادة المخابرات الأمريكية، فهو مثلهم يرى أن الجيش المصري عليه أن يعمل وفق الرؤية الأمريكية ولا شيء غير ذلك، ففي الحوار الذي أجراه محرر الأهرام سميـــر السيـد يوم 17/04/2011 قال البرادعي أن جيش مصر ستقتصر مهمته "علي مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية" أي أنه يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري واستبعاد إسرائيل عن كونها عدو. فهو يريد أن يكون جيش مصر مفرزة أمريكية لمكافحة ما يسمى "الارهاب" وأن يتحول الجيش المصري إلى خوض حروب أمريكا بالوكالة كما نشاهد في باكستان وما يفعله على عبد الله صالح قبل الثورة اليمنية.

فمكافحة الإرهاب والجريمة ليست مهمة الجيوش، كما أن الحرب على ما يسمى "الإرهاب" حربا أمريكية مصطنعة وثبت أنها تستهدف الاسلام كدين.

ولكن أخطر ما طرحه البرادعي هو أن يستعد الجيش المصري للحرب الأهلية، فهذا هو الباب الجديد الذي يريد الأمريكيون وعملاؤهم أن يفتحوه ويمهدوا له في مصر، فإثارة النعرات وكثرة الكلام عن توقع حروب أهلية يلفت الانتباه إلى ما يستهدفه المخطط المعادي. وظهر هذا الأمر في الفترة الأخيرة في نفخ الاعلام الفاسد المتأمرك في المشكلات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين وتحريض الأقلية المسيحية على التمرد والصدام، وإثارة الأعراق كالنوبة والجهويات كسيناء.

وهذا المكر الخطير في اثارة التناقضات والانشقاقات داخل النسيج الوطني ظهر في أوراق مكتوبة مثل مشروعات الوثائق التي انشغلنا بها طوال الشهور الأخيرة حول ما يسمى المباديء الدستورية، التي وردت بها فقرات عما أسموه مناطق ذات طبيعة ثقافية خاصة وكان واضحا من الصياغات أنها كتبت خارج مصر.

لكن ما يمهد له البرادعي يتسق مع دوره الجديد كموظف في "مجموعة الأزمات الدولية" اليهودية التي تقوم الآن بتقسيم العالم العربي وهذا الدور يمكن ان نطلق عليه سايكس بيكو جديد.

مجموعة الأزمات الدولية

يعمل محمد البرادعي حاليا في أخطر منظمة تعمل لتمزيق العالم العربي وتقود وتنفذ المخطط لتقسيم الدول العربية وهي "مجموعة الأزمات الدولية".

أسس هذه المنظمة كبار اليهود الأمريكيون والأوربيون لتقنين عملية تمزيق الدول واللعب على قضية الأعراق والإثنيات.

أبرز قادة هذه المجموعة رجل الأعمال اليهودي الشهير جورج سورس الذي يشرف حاليا على منظمات تقوم بتدريب مجموعات شبابية من مصر والدول العربية لتشكيل امتدادات شعبية للمخططات المعادية.

قادت "مجموعة الأزمات الدولية" معركة فصل جنوب السودان وهي التي شنت الحملة الاعلامية ضد النظام السوداني واخترعت موضوع الإبادة في دارفور. وتقود الآن حملة اعلامية وسياسية أخرى لتفكيك شمال السودان.

وهذه المجموعة التي تمولها شخصيات ومنظمات يهودية لعبت دورا محوريا في طرح الفيدرالية في العراق، بل إنها تعمل على فصل كركوك عن بغداد ليس لضمها إلى السليمانية وإنما لتكون وحدة إدارية منفصلة.

وتلعب "مجموعة الأزمات الدولية" نفس الدور الشرير في اليمن لفصل الجنوب. ومنذ سنوات تصدر التقارير بشكل دوري للضغط على الحكومة اليمنية لحماية ما تطلق عليه خصوصية الجنوبيين وحقهم في الانفصال.

والدور التآمري لهذه المجموعة واضح في القضية الفلسطينية، فتقاريرها تحريضية ضد الفلسطينيين وانحيازها للاحتلال الاسرائيلي واضح. وآخر مواقفها المعادية للحق الفلسطيني رفضها لمبادرة محمود عباس الأخيرة للتوجه إلى الأمم المتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية، حيث حرضت الأوربيين للوقوف ضد هذه الدولة ومساندة الفيتو الأمريكي.

وكأن البرادعي لا يكتفي بدوره في تجريد المسلمين من سلاحهم النووي فراح يشارك في أخطر منظمة يهودية تعمل على تمزيق الدول العربية واحدة بعد الأخرى.

موقفه من الإسلام

موقف البرادعي من الإسلام شديد الغرابة، ففي تصريحاته للإعلام الغربي يظهر لهم أنه لا ينتمي للثقافة الاسلامية، ويتعمد ذكر أشياء مسيئة، له كشخص محسوب على المسلمين وتسيء له أخلاقيا.

وله تصريحات متناثرة كثيرة لكن أكثرها جرأة ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في عام 2007 حيث نشرت مقابلة أجريت معه قال فيها كلاما لا يليق، والغريب انه نشر نص هذا الحوار المسيء على موقعه الشخصي منذ شهور ويبدو أن هناك من نصحه برفعه فحذفه مؤخرا.

في هذا الحوار المنشور في الصحيفة الأمريكية أكد البرادعي الذي يريد أن تنصبه قلة في ميدان التحرير رئيسا لحكومة مصر أن الدين ليس له أهمية في حياته، وأنه انزعج بشدة لأن والدته ارتدت الحجاب وظل يجادلها يوميا ليقنعها عبثا بخلعه.

وقال إن أول صديقة له ( girlfriend ) كانت يهودية، وأن الذهاب الي البار الايرلندي من الأشياء المحببة.

أي انسان هذا الذي يريد أن يخلع أمه حجابها وهي العجوز التي تجاوزت الثمانين عاما. هذه الواقعة وحدها كافية بطي صفحته كسياسي يترشح لعضوية المجلس المحلي في أي قرية مصرية وليس كمرشح لقيادة دولة كبيرة كمصر دينها الإسلام.

هذا هو البرادعي وهذه هي مواقفه.

من لا يريد أن يفهم أن المسرحية انتهت فلن يجني إلا الشوك، ومن يلعب بالنار تحرق أصابعه، ومن يتورط في المخطط الأمريكي بغير وعي عليه أن يعترف بالخطأ ويرجع ليشارك في استقلال مصر عن الهيمنة الأمريكية، وأما من يعبد أمريكا ويصر على السير في الطريق الخطأ فهو أمام حائط سد.

لقد انتهت اللعبة فهل من معتبر؟

كن كل شىء .. إلا شيئًا واحدًا

كن كل شىء .. إلا شيئًا واحدًا
ـ صـلاح الإمــام



صـلاح الإمــام | 08-12-2011 15:19

كن أى شىء .. يساريًا أو يمينيًا .. اشتراكيًا أو رأسماليًا .. كن ليبراليًا أو شموليًا .. ديكتاتوريًا أو ديمقراطيًا .. انفتاحيًا أو شيوعيًا .. كن علمانيًا أو إلحاديًا .. ماركسيًا أو ناصريًا .. كن لينينيًا أو تروتسكيًا .. كن بوذيًا أو كونفوشوسيًا .. كن حداثيًا أو سرياليًا .. كن بوهيميًا أو بهيميًا أو حتى بادنجانيًا .. كن أى شىء .. كن كل شىء إلا شيئًا واحدًا .. هو أن تكون إسلاميًا .. وإلا تفترسك مخالب وأنياب ميديا هذا الزمن العجيب.

كن راقصًا ولا تكن مصليًا .. كن سكيرا ولا تكن صائمًا .. كن زانيًا ولا تكن عفيفًا .. كن نجسًا ولا تكن طاهرًا .. عش فى الحانات والمواخير ولا تدخل مسجدًا .. خذ عن ماركس وأنجلز ولينين .. ولا تأخذ عن عمر بن الخطاب أو عمر بن عبدالعزيز .. خذ من كتاب حكماء صهيون ولا تأخذ من كتاب الله .. إذا كنت بعضا من هذا فسوف ترضى برامج التوك شو وتصبح نجمًا، وزعيمًا، ومناظرًا سياسيًا .. أو على الأقل ناشطًا سياسيًا.

النجاح الذى حققته التيارات الإسلامية فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، كان أمرَا متوقعًا من كل الدنيا، وليس من المصريين فقط، ولأجل هذا كان المنتمون إلى التيارات "اللقيطة" يطالبون بتأجيل الانتخابات أو إلغائها، لعلمهم أن الغالبية الساحقة لجموع الشعب تريد الحكم بما أنزل الله، بعدما فشلت كل التيارات والنظريات فى إقامة دولة قوية ومجتمع لا يعانى، وهو ما يعنى خلق واقع جديد، يحتمل فيه أن يتم إلغاء الخمر وعدم تداولها كما هو الشأن فى عدد من الدول العربية والإسلامية، ويحتمل أيضا أن يكون هناك ضوابط للاختلاط بين الشبان والفتيات فى بعض المؤسسات التعليمية، ويحتمل أن يتم تهذيب الإنتاج السينمائى والفنى، فيتم منع الإسفاف والانفلات الخلقى البذىء الذى طغى على إنتاج مؤسسات السينما والمسرح والملاهى والشوادر .. يحتمل أن يحدث شىء من هذا، وهو مناخ لا يستطيع هؤلاء العيش فيه، فهم كالصراصير التى إن خرجت من مواسير الصرف لا تستطيع العيش، وتفر هاربة إلى بيئتها القذرة حتى تستطيع أن تعيش حياتها.

موجة الهجوم الشرسة ضد التيارات الإسلامية، والتى اشتعلت على كل المحاور فى وقت واحد، وأخذت أبعادا جديدة، وتكالب رموز العلمانية والليبرالية على شاشات الفضائيات المشبوهة، وصفحات الجرائد الملوثة، يكيلون الهجوم على المنهج الإسلامى، وكأنه من إبداع شخص ما أو تيار ما، متناسين أن هذا المنهج نزل من فوق السماء السابعة، من لدن خبير عليم، خلق ولا يعلم سواه من خلق، لكن هؤلاء بملو الفم يخوضون فى المنهج السماوى الذى أنزله من خلق الإنسان ويعلم حق العلم كنهه، تماما كالذى يصنع جهازا ويرفق به نشرة نسميها "كتالوج" تبين كيفية التعامل مع هذا الجهاز، وبالتالى فإن منهج الله هو الكتالوج الوحيد الذى لا يستقيم أمر البشرية إلا به، وإذا طبق بالشكل الصحيح فى أمة فسوف تأخذ به كل الأمم، وهذا ما يخافه الغرب، ففى تطبيق هذا المنهج زوالهم.

رغم حقد الحاقدين .. وكيد الكائدين .. ورجف المرجفين .. سوف تعلو كلمة الله .. لأنه سبحانه وتعالى أخذ على نفسه هذا العهد فى قوله تعالى: "وكان حقًا علينا نصر المؤمنين".



salahelemam@hotmail.com

الخميس، 3 نوفمبر 2011

لا تقل: أنا ضعيف الحفظ.. لكن قل: أنا ضعيف الهمة!

لا تقل: أنا ضعيف الحفظ.. لكن قل: أنا ضعيف الهمة!
أبو مالك العوضي



تاريخ الإضافة: 27/10/2011 ميلادي - 29/11/1432 هجري
أقول لك جازمًا: لا تقل "أنا ضعيف الحفظ"!
قد تتعجب وتقول لي:

لماذا تقول ذلك؟ فأنا ضعيف الحفظ فعلا، بل لم أر أحدًا على ظهر الأرض أضعف حفظًا مني.



فأنا أحاول وأحاول مرارًا وتكرارًا أن أحفظ شيئًا من الأشياء، فأخفق أحيانًا كثيرة، وحتى في الأحيان القليلة التي أنجح فيها، لا أجد الحفظ مستقرًّا في ذهني، بل سرعان ما يذهب أدراج الرياح، فأنساه تماما، وكأني لم أحفظه أصلا!!



وقد يقول آخر:

ما هذا الهراء الذي تقوله؟ لا يشك أحد أن هناك بعض الناس لديهم ذاكرة قوية، وبعضهم لديهم ذاكرة ضعيفة، فكيف تزعم أن المشكلة في الهمة لا في الذاكرة؟!



وقد يقول ثالث:

وما علاقة الهمة بالموضوع؟ العبرة بالمنحة الربانية التي يرزقها الله بعض عباده؛ ألم يكن الإمام البخاري يحفظ من مرة واحدة؟ ألم يقل الزهري: ما رأيت سوداء في بيضاء قط فنسيتها، إلى غير ذلك من الأقوال الشائعة عن السلف.



ولكني أسارع فأجيب عن جميع هذه الاعتراضات بقولي:

يا أخي الكريم، يا طالب العلم، لا ينبغي لك أن تقول: أنا ضعيف الحفظ؛ حتى لو فرضنا جزمًا وقطعًا أنك ضعيف الحفظ، فلا ينبغي لك أن تقول هذا مطلقا؛ لأسباب كثيرة:

• منها أن هذا القول يشبه (الشماعة) التي يعلق عليها الإنسانُ ضعفه.

• ومنها أن هذا القول لا يفيدك شيئًا إلا التثبيط والإحباط.

• ومنها أن هذا القول يحملك على الإزراء بالحفظ والحفاظ.

• ومنها أن هذا القول يحملك على الاقتناع بأشياء لا أساس لها من الصحة.

• بل منها أن هذا القول نفسه قد يحملك على ترك طلب العلم من أصله.



ثم أثني على ما سبق فأقول:

يا من تقول هذا القول، ما يدريك أنك فعلا ضعيف الحفظ؟! وهل تعرف ما الحفظ؟ وما آليات الحفظ؟ وما وسائل تقوية الحفظ؟ وما وسائل تثبيت الحفظ؟ وهل حاولت أن تسير على نهج الحفاظ؟ وهل مشيت على الدرب؟ أم أنك استصعبت الطريقَ ورأيته طويلا فسوّلت لك نفسُك أن اتهام الحفظ هو أسهل الطرق لتحصيل العلم؟!




هناك من الحفاظ من يكرر درسه ألف مرة حتى يحفظه؟! فبالله عليك هل حاولت مرة واحدة في حياتك أن تكرر شيئًا ألف مرة؟!




وهناك أشياء لا بد أنك تحفظها، فلماذا لم تسأل نفسك: ما السبب في حفظي لهذه الأشياء دون غيرها؟



قد تقول: إن هذه الأشياء قد حفظتها في الصغر وأنا الآن كبير!!.



وأسارع فأقول لك:

من المعلومات الشائعة عند كثير من الناس أن الحفظ في الصغر كالنقش على الحجر، وأن الحفظ في الكبر كالنقش على الماء. ولا شك أن الجملة الأولى صحيحة، ولكن الكلام في الجملة الثانية! فهي باطلة تمامًا!! وأحسن حالها أن تكون وصفًا لحال الكبر عند كثير من الناس، وليست بيانًا لعلة ضعف الحفظ، فإن سبب ضعف الحفظ في الكبر هو إهمال هذه الملكة التي تولد مع الإنسان، وعند التأمل يظهر أن ذلك حال كل شيء؛ فإن كل شيء إذا ترك فإنه يضمر، ولذلك ترى الحافظ أيضًا إذا أهمل تدريب عقله على الذكاء والفهم يضعف فهمه وعقله، ويصير كأنه آلة للتسجيل فقط.



ولا بد من الممارسة والاستمرار لكي يحافظ الإنسان على ما عنده من ملكات وقدرات ومهارات.



• كان فلان الرياضي على لياقة بدنية عالية جدا، ولكنه صار سمينًا مترهلا ضعيفا بسبب إهمال الممارسة وترك التدريب، فلا تقل لي بربك إن السبب في ذلك هو أنه قد صار كبيرًا!



• كان فلان العامل ذكيًّا في السنة الأولى الابتدائية، وأبدى نشاطًا عقليًّا ملحوظًا، إلا أنه ترك المدرسة ولم يكمل تعليمه، وأهمل تثقيف نفسه وتدريب عقله، فصار غبيًّا جاهلا لا يكاد يفقه شيئا، فلا تقل لي بالله عليك إن السبب في ذلك أنه صار كبيرًا!



فالسبب الحقيقي وراء ضعف الذاكرة (عند الكبر) هو إهمالها وعدم صقلها؛ لأن كل شيء يضعف إذا ترك وأهمل كما هو معروف، ولذلك فينبغي لطالب العلم أن لا يغفل عن ممارسة الحفظ وتقوية ذاكرته دائمًا وأبدًا، ومهما طال به العمر؛ لأن ذلك -فوق أنه يزيده علما وحفظا للجديد- يحافظ على ما كان قد حفظه قديمًا فلا يتطرق إليه النسيان إلا بصعوبة.



فالمقصود أن طالب العلم لا يستغني عن تقوية ملكاته وقدراته جميعا؛ ومنها:

• تقوية مهارة الحفظ

• وتقوية مهارة الفهم

• وتقوية سرعة البديهة

• وتقوية التفكير والاستنباط

• وتقوية مهارة قراءة ما بين السطور

• وتقوية مهارة سرعة الكتابة

• وتقوية مهارة سرعة القراءة

• وتقوية مهارة التنظيم والترتيب



وغير ذلك كثير، من المهارات المهمة جدًّا لطالب العلم، ولا يستغني عن معظمها، ولكن مع الأسف كثير من الناس لا يستطيعون السير في طرق متوازية لتقوية جميع هذه الملكات، فتراهم يؤثرون بعضها على بعض، إما جهلا بقيمة ما بقي، وإما إيثارًا للدعة والراحة!



فعليك أن لا يمر بك يوم إلا وقد حفظت شيئًا جديدًا، وأيضًا فلا ينبغي أن تحفظ شيئًا إلا وتربطه ببعض كنت حفظته من قبل، ومن المفترض أن يكون ذلك تلقائيًّا، ولكنه أحيانًا يتخلف لسبب عارض.



ومن عجائب الحفظ أن العقل يمكنه أيضًا أن يحتفظ بذكرياته وما حصل له يومًا بيوم!! وذلك إذا ارتبط ذلك عنده بمحفوظ، فلو فرضنا أنك حفظت كل يوم بيتًا وكررته طوال اليوم في مسيرك وذهابك وإيابك فإنك عند استذكار هذا البيت ستتذكر تلقائيًّا أنك مررت بالمكان الفلاني عند حفظ البيت، وأنك كنت تفعل كذا وكذا وقت حفظ هذا البيت، وأنه في هذا اليوم الذي حفظت فيه البيت حصل كذا وكذا.



وكل هذه أشياء مجربة وليست بدعًا من القول.



كما أن الحفظ المستمر يقوي الحافظة ويزيد من قدرتها على الحفظ، فتستطيع حينئذ أن تحفظ قدرًا أكبر في مدة أقل، وهذا أيضًا يقوي الحافظة مرة أخرى ويزيد من قدرتها، وهكذا حتى تستطيع أن تصل إلى قدرة عالية جدا في الحفظ.



ولعل هذا هو التفسير القريب لما نراه ونسمع عنه من عجائب الحفاظ في القديم والحديث.



والله تعالى أعلم.

الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

وداعا أيها الدولار

وداعا أيها الدولار
وداعا أيها الدولار



قبيل الحرب العالمية الأولى كانت مملكة النمسا أكبر بكثير من حجمها الحالي. كانت لاعبا أساسيا في القارة الأوروبية و يخضع لها جزءا كبيرا من أراضيها، ولكن الامبراطورية كانت في مرحلة الانهيار. كان التفكك قد بدأت تتضح معالمه و شبت الشعوب عن الطوق ورغبت في الاستقلال. و في عالم الأمم و التحالفات الدولية لا مكان للضعفاء، فما أن يهم أحد بالسقوط حتى يرغب الجميع في تقاسم التركة.



حاولت النمسا تقوية مركزها عن طريق التحالفات فقام تحالف ثلاثي بين ألمانيا و مملكة النمسا و إيطاليا. وقد كان ذلك عن سوء بصيرة فعلا، ولو درس أحد نفسية الشعوب لأدرك تمام الإدراك أن إيطاليا لا يمكنها أبدا أن تقاتل إلى جانب النمسا، فالشعب الإيطالي لم ينس أبدا موقف النمسا من وحدة بلاده واستقلالها. ولئن تكن روما قد انتظمت في الحلف الثلاثي فعن رغبة منها في كسب الوقت و تضليل خصمها التاريخي، بحيث يركن إلى المواثيق المعقودة بينما تستعد هي للحرب. وبالفعل عندما قامت المعركة كانت البندقية الإيطالية موجهة إلى النمسا لتطعنها في سويداء القلب.



أما ألمانيا فقد كانت الرابطة بينها وبين النمسا أقوى من ذلك فهي أقرب إلى رابطة الدم والمصير المشترك. وانضم إلى هذا التحالف الخاسر الدولة العثمانية في حرب قضت على البقية الباقية في رجل أوروبا المريض. لقد كان تحالف لامبراطوريات قوية أوشكت على السقوط مما شجع الجميع على حربها. وكان الأولى بالدولة العثمانية في هذه المرحلة أن تدع الدول في أوروبا تتطاحن، وتبني نفسها استعدادا لاستعادة مجدها. ولكن رجل أوروبا المريض كان يقاد للسقوط بواسطة أعداء الداخل.



والعالم اليوم يمر بمرحلة شديدة الشبه جدا بالحال قبل الحرب العالمية الأولى عندما كانت الدولة العثمانية و إمبراطورية النمسا على وشك السقوط، وبحالة تشبه تلك الحال قبيل الحرب العالمية الثانية عندما كان واضحا جليا أن الشمس قد أوشكت أن تغيب عن "الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس".



فالعالم الآن مقبل على مرحلة قد تتغير فيها عجلة التاريخ تماما مع اقتراب سقوط الولايات المتحدة الذي لا تخطئه عين خبير، أو على الأقل تضاؤل دورها العالمي ليصبح شبيه ببريطانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، خاصة وبوادر أزمة اقتصادية كبيرة بدأت تلوح في أفق الولايات المتحدة.



وإن أردت أن تطلق اسما على المرحلة العالمية المقبلة فيمكنك بحق أن تطلق عليها مرحلة "وداعا أيها الدولار".



ويجب على مصر التي يتبعها أغلب العالم العربي والإسلامي أن تتخير بعناية خطواتها في المرحلة القادمة لتستغل الفرصة المتاحة أمامها وتقود الأمة إلى رحلة البناء الحقيقي، فيجب عليها أولا الإسراع بإنهاء انتقال السلطة بشكل سلمي فقد اتضحت آثار ذلك التأخير لكل ذي لب، كما يجب عليها ألا تلقي بالا لضغوط الولايات المتحدة فيما يتعارض مع مصالحها الاستراتيجية.



بل ويمكن لمصر مصارحة الولايات المتحدة واللعب معها على المكشوف وتكون الرسالة كالتالي: نحن ندرك موقفكم الحالي ويمكننا مساعدتكم فيما لا يتعارض مع مصالحنا الاسترايجية. نحن مفتاح المنطقة فلا داع لأن تخسرونا في تلك المرحلة الحرجة من التاريخ.



وأولئك الذين يحاولون صياغة قراراتهم المصيرية بشكل يقدم مصالح الولايات المتحدة على مصلحة مصر هم حقيقة لا يستحقون حتى لقب "مبتدئي سياسة"، فعلى الرغم من كل تلك الدروس المجانية لم يستطيعوا أن يدركوا بعد أصول اللعبة الحقيقية.



وهناك حكمة تقول: لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح، وأظن أن الفترة الماضية كانت كافية جدا لندرك مرارة الصبار الأمريكي.



إن ما ينبغي علينا أن ندركه أنه قد آن الأوان أن تنتقل السلطة الحقيقية للشعب في المستقبل القريب لتبدأ رحلة البناء. فعفوا لن تحكمنا أمريكا بعد اليوم. وإن كنت لا أدعو إلى مواجهة صريحة معها، بل إلى صياغة العلاقات بشكل أكثر واقعية و ملائمة للمصالح الاستراتيجية. ولمزيد من الإيضاح حول هذه النقطة يمكنك مراجعة المقال السابق "أمريكا والصين، والطائرة المخطوفة".



وختاما، وداعا أيها الدولار.



الفقير إلى عفو ربه،

محمد نصر

دم الشهداء المجهولين !

دم الشهداء المجهولين !



د. حلمي محمد القاعود | 21-10-2011 21:23

يبدو أن في مصر الثورة حكومتين متنافستين . الأولى قوية وراسخة وكلمتها لا تُرد ولا تنزل الأرض ، والأخرى ضعيفة ومترددة وكلمتها تُرد وتنزل الأرض ، الأولى هي دولة الصرب الطغاة ، وتضم الكنيسة الأرثوذكسية وغلاة العلمانيين وبقايا النظام الفاسد البائد في الإعلام والصحافة والثقافة ومؤسسات أخرى ، أما الدولة الأخرى فتضم مؤسسات الدولة المصرية العتيدة التي تحكم مصر رسميا ، ويقيم معها العالم علاقات دبلوماسية ، ويتبادل معها السفارات .
الدليل على ذلك أن الدولة الأخرى لم تتخذ إجراء يذكر حين قتل من جنودها وضباطها ما يقرب من سبعين ضابطا وجنديا مساء 9/10/2011، على بوابة ماسبيرو ، عدا الجرحي والمصابين – وبعضهم حالته خطيرة لما تزل – في حين أن دولة الصرب المصرية صنعت مأتما كبيرا مازال منصوبا حتى كتابة هذه السطور ، وخصصت موكبا جنائزيا كبيرا لمن قتلهم قادة الصرب بالشحن والتحريض والتهييج ، ودفعوهم لحمل السلاح الآلي أو الخرطوش والسنج والمولوتوف والسلاح الأبيض وأنابيب البوتاجاز ..
الإعلام الصربي في مصر حوّل القاتل إلى ضحية والضحية إلى قاتل ، مثلما فعل الصرب المتعصبون الدمويون في البوسنة والهرسك حين استغلوا ضعف المسلمين الذين يمثلون الأغلبية، وأقاموا لهم المذابح والمجازر في سربرنيتسا وسراييفو وتوزلا وبنيالوكا وبرتشكو وزينتشيا وغيرها ، وساعدتهم قوات الناتو على مذابحهم كما فعلت القوات الهولندية ، وراحوا يزعمون أن المسلمين العزل يعتدون عليهم وهم المدججون بكل أنواع السلاح ؛ ثم دقت أجراس الكنائس الأرثوذكسية في بلغراد عاصمة يوغوسلافيا السابقة والصرب حاليا ، وموسكو ابتهاجا بقتل مائتي ألف من المسلمين العزل ، وألقى الأنبا مكسيموس خطبة طويلة مليئة بالشماتة والحقد على الإسلام والمسلمين !
الإعلام الصربي في مصر ، لم يذكر جنود الجيش المصري بكلمة ، بل روج لأكاذيب الصرب المصريين ، وخاصة أذرع كنيسة العباسية الذين استباحوا كل قيمة شريفة وكل كلمة صادقة ، وأدمنوا الكذب والتدليس والتضليل ، وزعموا أن الجيش قتل ضحاياهم البائسين ، ودهسهم بالمجنزرات بينما الحقيقة تقول غير ذلك ، والاسطوانات والأفلام التي التقطت للجريمة تكشف وحشية الصرب المصريين وتقودهم إلى حبل المشنقة .
المفارقة أن الصرب المصريين يطبقون المنهج الصربي اليوغوسلافي الذي يقوم على السبق بالفعل الدموي ، ثم السبق بالشكوى ، وقلب الحقائق ، وهو ما نراه على سبيل المثال مع كبير المحرضين على القتل ، وأبرز المهيجين ضد الدولة والإسلام والمسلمين وهو السيد نجيب جبرائيل، رئيس ما يسمى الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، حيث أعلن عن إدانته لأحداث ماسبيرو، التي أرجع أسبابها لتجاهل الحكومة لما يسميه مطالب الأقباط وحقوقهم، ولم يكتف بذلك بل إنه أنذر الحكومة والمجلس العسكري أسبوعا لتنفيذ مطالب النصارى ، وإلا فإنه سوف يدعو النصارى لمظاهرات حاشدة، وسيلجأ إلى المجلس الدولي لحقوق الإنسان .
وأهم المطالب التي يطرحها السيد جبرائيل هي فتح الكنائس المغلقة ( أي المبنية دون ترخيص ) قبل صدور قانون دور العبادة الموحد، والإفراج الفوري عن الـ 28 نصرانيا ، المتهمين فى أحداث ماسبيرو وتعويض القتلى فى أحداث ماسبيرو الأخيرة، أسوة بشهداء ثورة 25 يناير. وإقالة محافظ أسوان فورا ومحاكمته، وإقالة وزير الإعلام ومحاكمته ومحاكمة رئيس قطاع الأخبار والمذيعة رشا مجدي. ثم شدد السيد جبرائيل على ضرورة القبض على من يسميهم الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وتخصيص كوتة للنصارى فى البرلمان، والتحقيق فى الأحداث السابقة من يناير وحتى الآن ضد الكنيسة..( اليوم السابع ، 15 أكتوبر 2011 ) .
من يكون السيد نجيب جبرائيل لكي يتحدث بهذه اللغة ؟ ما هي وظيفته الحكومية أو منصبه الرسمي أو التنفيذي لكي ينذر قيادة الجيش ويأمرها بالاستسلام لابتزازه والانبطاح لمطالبه الشاذة ؟ وما هي القوة التي يستند إليها وتجعله يتحدث بمثل هذه العجرفة وتلك الصلاقة ؟ ومن الذي علمه أن يكون الأعلى صوتا في التحريض والتهييج والإثارة ودفع الطائفة إلى القتل والفجور؟
السيد جبرائيل ينفذ سياسة متفقا عليها مع خونة المهجر الذين دعوا إلى مظاهرات في الخارج وطلب الحماية الدولية ومحاكمة المسئولين في المجلس العسكري والحكومة ، وقد أرسلوا نداء للصرب المصريين في كل من أميركا وكندا ، يقول :
"إلى جميع الأخوة فى الولايات المتحدة وكندا، سوف تكون هناك مظاهرة ضخمة يوم الأربعاء 19 أكتوبر من الساعة الحادية عشر صباحا حتى الخامسة مساء أمام البوابة الرئيسية للبيت الأبيض تتخللها مسيرة من البيت الأبيض إلى الكونجرس ثم إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
رجاء بلغ جميع أصدقائك ( كذا ! ) فى جميع الولايات الأمريكية للحضور للتعبير عن رغبتنا فى محاكمة المسئولين فى الجيش والإعلام عن المذبحة الرهيبة التي حدثت للأقباط المسالمين العزل.
إذا رغبت فى أي استفسار رجاء الاتصال بى فى واشنطن، وسوف نصدر لاحقا بيان صحفي( كذا !) إلى كل وسائل الإعلام الأمريكية للإعلان عن المسيرة.
وقد نفذ الصرب المصريون هذه المسيرة ،ووصفوا المصريين المسلمين بالغزاة المحتلين ، ووصفوا الجيش المصري بجيش الاحتلال الإسلامي النازي ، وأهانوا رموز مصر وإسلامها ومسلميها في وقاحة غير مسبوقة ، فضلا عن دعوة البيت الأبيض والكونجرس والناتو للتدخل في مصر لحماية الأقلية الطائفية التي يذبحها المسلمون الغزاة !
ومثلما فعل جبرائيل وخونة المهجر هدد نشطاء من صرب مصر الداخل باللجوء إلى التحقيق الدولي فى أحداث ماسبيرو ، ومنهم القس فلوباتير كاهن كنيسة الطوابق الذي قاد المظاهرات وأعلن أنهم سيدخلون مبنى ما سبيرو واقتحامه والاستيلاء عليه ، وآخرون رفضوا أن تتولى النيابة العسكرية التحقيق في الجريمة الصربية ، وهددوا باللجوء إلى التحقيق الدولي ، واتهموا المجلس العسكري بقتل ضحايا المجرمين الصرب ، والطريف أن أحدهم فسر عدم إعلان ضحايا الصرب من الجنود بأنه نوع من التمييز الواضح فى المعاملة ..! ( اليوم السابع 14 أكتوبر 2011 ) ..
إن الصرب القتلة في بلادنا وجدوا المجال فسيحا فتمدّدوا ، وفعلوا ما بدا لهم لدرجة أن هددوا الجيش والمشير والمحافظ علنا بالضرب والقتل ، ولم تحرك السلطة ساكنا ، ولم يتحدث الإعلام الصربي عن ذلك أبدا ، بينما ظل يمضغ حديث الإفك عن الأذن المقطوعة وغزوة الصناديق وهدم الأضرحة أياما وليالي وشهورا طويلة ، ووجد الصرب أن الجيش الذي يعد عماد البلاد والأساس الباقي بعد انهيار النظام ، يُخفي خسائره ، ويدفن الشهداء في صمت ، ولا يحتفي بهم ولا يعزي أهليهم وذويهم بينما ضحايا الصرب من الطائفة تقام لهم المندبة حتى هذه السطور ، ولا تتوقف !
إن الجيش المصري يجب أن يعلن أسماء الشهداء الذين قتلهم الصرب المصريون ، ويحتفي بهم في كل مكان ، ويعزي أهليهم وذويهم ، ويقيم لهم تذكارا يعرّف بهم وبنبلهم في مواجهة همجية الصرب القتلة الذين عاثوا في الأرض فسادا ، وصار الدم منهجهم والتخريب ديدنهم والولاء للغرب خصلتهم ، ثم يعلن أن قادة المجزرة لن يفلتوا من العقاب بدءا من نجيب جبرائيل وماتياس نصر وفلوباتير جميل وأنطونيودس إلى عبد المسيح بسيط ومرقص عزيز الهارب وصليب متى جرجس وبولا وبيشوي الذي يعد المسلمين ضيوفا ، وأن القرآن مصنوع، وتوماس الذي أعلن أنه يشعر بالعار من العروبة واللغة العربية ..
أما خونة المهجر فلا بد أن يأتي يوم حسابهم ، وليدعوا أميركا والغرب لحمايتهم من المساءلة ، فلن يحميهم أحد من القانون على جريمة الخيانة العظمي ، والتغرير بالطائفة وشحنها ضد البيئة الحاضنة بأبشع المشاعر وأخس القيم .
ولعل شنودة يتعظ ، ويكف عن الاستمرار في اللعب بالنار !
ويوم يتم تطبيق القانون على المجرمين الصرب وإعلامهم الكذاب فإن التمرد الطائفي سيتوقف ، وسيكف عشاق الدّم الذين يعتبرون قتل المسلمين شهادة ؛ عن ممارسة شهوة القتل والتدمير والتخريب ! ولن تضيع دماء الشهداء المجهولين هدرا!

الموارنة والصرب

الموارنة والصرب



د. حلمي محمد القاعود | 01-11-2011 23:50

هل هي حرب صليبية ضد الإسلام والمسلمين ، يشنها الصرب اليوغسلاف والصرب المصريون والصرب الموارنة في لبنان ؟

الإجابة فيما أتصور بالإيجاب ، لأن القوم يتحركون وفقا لأجندة صليبية غربية ، ويقودون طوائفهم المسالمة إلى ما لا تحب ، ولكن مع الشحن الطائفي ، والتعصب الأعمى ، والرغبة الدامية في استعادة تجارب الأندلس والتجربة الصهيونية والتجربة البوسنية تتحرك بحيرة العنف والجريمة ، ويبدو أن من يخططون لهم ويدفعون يعتقدون أن الحاضر يمكن أن يكون صورة طبق الأصل من التاريخ ، وأن المسلمين المتناحرين في الأزمنة القديمة والماضية موجودون لم يتغيروا ، وأن الشعوب الإسلامية ما زالت ساذجة وأسيرة الماضي ، وأسيرة الحكام الطغاة الظلمة الذين يمتلكون مقاديرها ، ويفرضون عليها أن تنام وتستسلم أمام الجبروت الصليبي الاستعماري ، وتناسوا أن الربيع العربي جعل الناس في كل مكان يسقطون الخوف والرعب والانبطاح ، وأنهم قادرون على أخذ الأمور بأيديهم لإقامة العدل إذا قصرت السلطة الحاكمة أو تواطأت أو انبطحت أمام الجبروت الصليبي الاستعماري .

لم يكن غريبا أن تحمل الأخبار تضامن الموارنة مع الصرب المصريين من قادة التمرد الطائفي ، وتحريضهم على حمل السلاح ضد شركاء الوطن . وأن يحضر أمين الجميل رئيس لبنان الأسبق وابن مؤسس حزب الكتائب الإرهابي إلى مصر لإعلان تضامنه مع القيادة الصربية للتمرد الطائفي وأن تشكره هذه القيادة على تضامنه ، وتصفه بالذي قاسى واستشهد أخوه وابنه (؟!) في أعمال اعتداءات وقعت سابقا، وأنه يشعر بكل ما يشعر به " أناس آخرون من متاعب في حياتهم ، وهم يصلون من أجلنا ونحن نصلي من أجلهم، وكما علمت فإن كثيرا من الموارنة صاموا معنا أيضا في الوقت الذي صمنا فيه، وقد ظهر في صحفهم تعاطفهم معنا".

والذي نذكّر به الناس في مصر ولبنان معا أن أمين الجميل الذي كان رئيسا للبنان في ظل دستور ظالم وضعه المستعمر الفرنسي ، هو ابن بيير الجميل ( 1905 – 1984) مؤسس حزب الكتائب ( 1936 ) وجناحه العسكري القوات اللبنانية ، وكان من أبرز أركان الجبهة اللبنانية العدوانية في الحرب الأهلية التي أشعلها الصرب الموارنة عام 1975 وامتدت حتى عام 1990، وكان وزيرا في الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ عام 1958 حتى رحيله عام 1984، وكانت عائلة الجميل موالية للغزاة الفرنسيين ضد العثمانيين ، وقد هاجر الجميل مع عائلته وهو في سن العاشرة إلى مصر ، حيث استقرت في المنصورة عام 1915 ، وتعلم في مدارس الفرير ، وقد عاد إلى لبنان في عام 1919 على متن المدرعة الفرنسية كاسار بعد هزيمة الدولة العثمانية وسيطرة الحلفاء الصليبيين الاستعماريين على الشرق العربي .

تأثر الجميل بالفلسفة النازية الفاشية عقب زيارته لكل من ألمانيا على عهد هتلر ، وإيطاليا على عهد موسوليني ، فكانت سياسة الطاعة العمياء هي منهجه في حزب الكتائب ومن بعده الجناح العسكري ( القوات اللبنانية ) ، وقد نقل عنه قوله " المسلمون لم يفهموا لبنان إلا جزءا من سورية أو من الوطن العربي الكبير ، بينما المسيحيون يتوقون بكل قواهم إلى الاستقلال ! " ( العدد السنوي لصحيفة العمل 1970 ) .

لقد كان دور بيير الجميل أساسيا في تفجير الحرب الأهلية اللبنانية ، وقاد ابنه بشير مذبحة تل الزعتر ضد الفلسطينيين اللاجئين ، وتحالف مع العدو الصهيوني ، وفتح له أبواب بيروت حيث وصل مناحم بيجين بجيشه إلى قلب العاصمة اللبنانية ، وعينه رئيسا لجمهورية لبنان ليقوم باستئصال الفلسطينيين والمقاومة العربية ، وعندما تراخي ، قام بيجين باغتياله مع عدد من أفراد أسرته ، وخرج من بين الكتائب اللبنانية الخائن سعد حداد الذي انفصل بجنوب لبنان ، وأقام دولة تحت قيادته يحميها الكيان الصهيوني .

الموارنة بقيادة آل الجميل كانوا وما زالوا ضد الإسلام والعروبة وشركاء الوطن اللبناني ، وقاموا بمذابح لن يغفرها لهم التاريخ ، ومع ذلك يقول لهم قائد التمرد الطائفي في مصر إنهم قاسوا ، واستشهد (؟!) أخوه – يقصد الخائن السفاح بشير الجميل ، وابنه - في اعتداءات وقعت سابقا ، ونسي أن يقول : من الذي أمر بتصفية الخونة الذين تراخوا في تنفيذ الخيانة والمذابح ضد شركاء الوطن؟ .

لقد شارك الموارنة في مذبحة ماسبيرو ضد الجيش المصري في التاسع من أكتوبر التي أودت بـ "66 جنديا " عدا الجرحى والمصابين ، وهاهم يحرضون في ندوة عقدت ببيروت يوم الثلاثاء الماضي نصارى مصر على رفع السلاح ، إذا ما وصل الإسلاميون إلى الحكم في مصر، بدعوى الدفاع عن هويتهم، في الوقت الذي هاجموا فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة- الذي يدير شئون البلاد – واتهموه بالتواطؤ ضد النصارى، مع ما أظهرته اسطوانات مدمجة "سيديهات" من قيام رجال دين نصارى بالتحريض على العنف وقيادتهم لعملية الحشد والتعبئة ، ومشاركتهم في الهجوم على مبني التلفزيون وقتل جنود الجيش المصري الذي لم يكن مسلحا إلا بطلقات فارغة .

لقد عقدت الندوة يوم 25 أكتوبر، في المركز الكاثوليكي بدعوة من الأسقفية الكاثوليكية بالعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "ماذا يحدث مع الأقباط في مصر؟"، وشن المشاركون- وجميعهم أعضاء بحزب الكتائب اللبناني- هجوما عنيفا على القوات المسلحة المصرية، والمجلس العسكري، وما سموه بقوى خفية شاركت الجيش في إبادة الأقباط (!!) المتظاهرين سلميا، على حد قولهم.

وقال أحدهم ويدعى مقار يونس راعي الأقباط الكاثوليك، وأمين عام رابطة الأقباط الكاثوليك، إن "أرض مصر منذ نشأتها ترتوي بدماء الشهداء الأقباط وهذه الدماء تنبت القديسين والأبرار، فلم نستغرب ولم نتعجب لحادثة القديسين أو مجزرة ماسبيرو، لأن الفاعل واحد، والأسلوب واحد، لكن الرب لن يسكت عن ذلك، وسينتقم من كل من يجرؤ ويمد يده علي أي مصري (يقصد قبطي مسيحي)".

وزعم المذكور أن ما حدث هو نوع من أنواع السلب والاعتداء علي أملاك المسيحيين العزل، وكان آخر هذه الأعمال ما قام به الجيش، الذي ادعى أنه يخضع لسيطرة ما دعاهم بـ "الإسلاميين المتشددين"، حيث هاجموا متظاهرين عزل بالدبابات والأسلحة الثقيلة والذخيرة الحية علي مواطنين وأطفال ونساء يطالبون بحقوقهم، بحسب قوله.وتبارى الحاضرون في الندوة في الدفاع عن المتمردين الطائفيين المصريين، وشيطنة المسلمين في مصر والقوات المسلحة ( راجع : المصريون 31/10/2011م ) .

وكانت جريدة النَهَاراللبنانية قد نشرت يوم السبت 15 تشرين الأول( أكتوبر ) 2011 - مقالا طويلا بقلم المطران جورج خضر - بعنوان :الأقباط ، ملأه بالتخليط وسار على نهج الندوة أو سارت الندوة التي أقامها المركز الكاثوليكي في لبنان على نهجه ، وراح يلقي المواعظ والنصائح على الشعب المصري المسلم في كيفية التعامل مع المتمردين الطائفيين الصرب في مصر . والغريب أو ليس غريبا أنه يطرح مسألة تعداد الأقباط في وقت يقوم فيه رئيس دولة الصرب المصريين بإجراء تعداد للطائفة في تحد سافر لمهمة الدولة المصرية . ويعنينا ما يقوله المطران الماروني في النهار لأنه يكشف عن التخطيط المشترك الذي يحكم شركاء التعصب ، والحرب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين في مصر والشرق العربي . يقول خضر : " كان عدد الأقباط الذي كانت دوائر الدولة تقر به لا يتجاوز النصف أو الثلث من العدد الحقيقي الذي تعرفه الكنيسة بسبب من واجب الإحصاء في الرعايا. وكأن الحكم نفسه في هذه السنوات الخوالي ضالع في استصغار الأقباط. هل للحكم الذي يسعى إلى أن يقوم اليوم مدني حقا كي لا يخفي الحقيقة؟ هذا الاستصغار مريب ومصر تقول منذ جمال عبد الناصر إن قوميتها عربية وتاليا إن الأقباط عرب والعربي أخو العربي في السراء والضراء. الزاوية العربية مقاربة شرعية لوحدة مصر. وإذا أصر المصريون شعورياً على الوطنية المصرية فلا أحد ينازع الأقباط على هويتهم".

ما معنى هذا الكلام ؟ وما مفهوم الاستصغار ؟ وهل يجب أن يفرط المسلمون في هويتهم ليرضى عنهم الصرب هنا وهناك ؟ هل سمع المطران خضر عن دولة العباسية التي تعلو الدولة المصرية ، ولا تعبأ بقوانينها ، ولا تنفذ الأحكام القضائية النهائية ؟ هل سمع أن المليارديرات الأُول في العالم من الطائفة ، وأن الدولة التي يتهمها باستصغار الطائفة تميزها على الأغلبية الساحقة في كل شيء ؟

واضح أن المسألة ليست مطالب طائفية محدودة ، ولكنها سياق عام يقوم على مواجهة الإسلام ، ومنع المسلمين من التعبير عن إسلامهم وتطبيقه في حياتهم بدعوى وصول الإسلاميين إلى الحكم ، وهو أمر غريب في دولة أغلبيتها الساحقة من المسلمين .

ثمة سؤال :هل يرد الموارنة الجميل إلى الصرب المصريين الذين حاربوا معهم في الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عاما ، وكان من بين المقاتلين بعض المثقفين النصارى ؟

إرهاصات قيام دولة

إرهاصات قيام دولة



صــلاح الإمام | 01-11-2011 23:51

فى أغسطس عام 1897 انعقد المؤتمر الصهيونى الأول بمدينة بال بسويسرا، وانتخب الحضور اليهودى المجرى تيودور هيرتزل رئيسا للمؤتمر، والذى كان قد أصدر فى العام السابق كتابه الشهير "الدولة اليهودية" والذى كان يقع فى 65 صفحة فقط، وحضر المؤتمر 294 يهوديا يمثلون 117 جمعية يهودية، بينهم 70 من يهود روسيا، وافتتح هيرتزل المؤتمر بكلمة أكد فيها أن هدف المؤتمر هو وضع أساس "البيت اليهودى" لجمعهم من الشتات.

وبعد عشرين عام فى نوفمبر 1917 صدر وعد بلفور المشئوم، وبعد خمسين سنة على المؤتمر فى 29 نوفمبر 1947 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 ، الذى قسم فلسطين بين العرب واليهود، وفى 14 مايو 1948 أعلن الإرهابى بن جوريون قيلم دولة اسرائيل.

كلنا نعرف هذه القصة، لكن الذى لا يعرفه الكثيرون أن خطوات إنشاء هذه الدولة كانت تتم بمباركة كل رموز الحكم والسياسة فى الوطن العربى، فمثلا خلال مؤتمر فرساى الشهير (مؤتمر الصلح) عام 1919 التقى الأمير فيصل بن شريف مكة الملك حسين بن عبدالله الهاشمى ، التقى الدكتور حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وخليفة هيرتزل، وأبرم معه اتفاقا يكفل تقديم الضمانات اللازمة لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية (وعد بلفور) فى إقامة وطن قومى لليهود بفلسطين، بما فى ذلك تسهيل كافة الإجراءات أمام الهجرات اليهودية إلى فلسطين !!.

والذى لا يعرفه الكثيرون أيضا، أن أشهر رمز ليبرالى فى مصر ظهر فى بدايات القرن العشرين، وهو الدكتور أحمد لطفى السيد، ذهب إلى القدس موفدا رسميا من قبل حكومة أحمد زيوار باشا لحضور حفل افتتاح الجامعة العبرية (!!).

والذى لا يعرفه الكثيرون أيضا أن ملك مصر وقتها (الملك فؤاد) صرح عقب صدور وعد بلفور بأن: "مصر تنظر بعين العطف إلى قضية اليهود، وتأمل أن يتحقق أملهم وتعلن حمايتها لهم" !!.

وبعد فؤاد جاء ابنه الفاسد الماجن فاروق، وكانت تربطه بحاخام اليهود فى مصر "حاييم ناحوم" علاقة وطيدة، والذى أقنعه بأحقية اليهود فى القدس، فقال له: "المسيحيون تركوا القدس وذهبوا إلى روما، والمسلمون غيروا توجههم إليها وتحولوا إلى مكة، وأما اليهود فقط بقوا طول العمر يبكون ضياعها"، ودس الحاخام اليهودى عاهرتان من ساقطات اليهود على فاروق، وهما: ايرين كيونيللى ويولندا هامر يشاركانه الفراش الحرام، وكانتا تعملان بالتنسيق مع الحاخام اليهودى من أجل ترويضه لصالحهم.

والذى لا يعرفه الكثيرون أن سعد باشا زغلول استقبل حاييم وايزمان أكثر من مرة خلال زياراته المتعددة لمصر بعد صدور وعد بلفور، وارتبط الزعيم الليبرالى الكبير بعلاقات وطيدة برموز الحركة الصهيونية فى مصر، بل وكانوا أعضاء مؤسسين بحزب الوفد، ومنهم: زكى شويقة المحامى، والصحفى ألبرت مزراحى، وإلياس فينير، وديفيد حزان، ، ويوسف بيشوتو الذى عينه سعد باشا عضوا فى مجلس الشيوخ عام 1924، فضلا عن يوسف قطاوى الذى كان عضوا فى مجلس النواب ووزيرا للمالية فى حكومة زيوار باشا، وهو الذى بنى المعبد اليهودى الشهير فى شارع عدلى عام 1899، وتم تجديده عام 1990 فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وقام شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل بافتتاحه بعد التجديد بحضور كبار رجال دولة مبارك.

كان هناك حزب "ليبرالى" آخر يناوىء حزب الوفد، إنه حزب الأحرار الدستوريين، والذى ضم زعامات لها ثقلها السياسى والإجتماعى والثقافى فى ذاك الحين، وكلهم من الرموز الليبرالية فى مصر، ومن هؤلاء: محمد محمود الذى أبدى تعاطفا شديدا مع اليهود، وأحمد لطفى السيد الذى شهد حفل افتتاح الجامعة العبرية فى القدس، وارتبط بصداقة وطيدة مع الدكتور "ماجنس" رئيس الجامعة، وكذا محمد حسين هيكل، وأحمد زيوار باشا.

لم يقف الأمر عند مجرد التعاطف (الليبرالى) مع اليهود فى إنشاء دولتهم، بل وصل الأمر إلى التنكيل بالفلسطينيين المقيمين فى مصر، الذين تظاهروا ضد آرثر جيمس بلفور خلال زيارته لمصر فى طريقه لحضور افتتاح الجامعة العبرية عام 1924، إذ قام اسماعيل صدقى باشا وزير الداخلية فى حكومة زيوار باشا (مؤسس حزب الشعب لاحقا) باعتقال الفلسطينيين الذين اشتركوا فى التظاهر ضد وجود بلفور بمصر، ثم قام صدقى باشا أيضا بإغلاق جريدة "الشورى" لصاحبها الفلسطينى محمد على طاهر لأنه كان يهاجم الصهيونية!!.

وفى تلك الحقبة السوداء قال أمير الشعراء:

وليال من الزمان حبالى .. مثقلات يلدن كل عجيبة

وكما يقال بأن التاريخ يعيد نفسه، فنحن نعيش إرهاصات قيام دولة جديدة، لكن من جسد الأمة المصرية، وأعنى الدولة القبطية المنتظرة، التى يتسابق المئات من أقباط المهجر ـ بمباركة الحبر الأعظم ـ فى سرعة قيامها، وكل يحلم بأن يكون مثل هيرتزل.

كان الحكام العرب من الأسرة الهاشمية يباركون خطوات تأسيس الدولة اليهودية، وهو نفس الدور الذى لعبه مبارك فى مصر مع رموز التمرد القبطى، ومن بعده المجلس العسكرى الذى يطبطب على هؤلاء.

كان رموز الليبرالية يظهرون الود والعطف نحو اليهود، وهو نفس الدور الذى يلعبه رموز الليبرالية فى هذا الزمن، وهم كثيرون وباتوا فوق الحصر، يعملون تحت غطاء إعلامى رهيب ، يملك كل أدوات التضليل والإقناع بالباطل.

كان الليبراليون فى بداية القرن العشرين يتصورون أنهم يتصرفون "بشهامة" وتحضر مع الآخر، دون أن يدركوا أن هذا الآخر لا يمكن أن يقبل بدوره سوى من على شاكلته، وما دون ذلك فهو عدو يستحق السحق والإبادة مهما أسدى إليهم من معروف.

كان أنور السادات بحنكته متنبها إلى ذلك، فرفع شعار "دولة العلم والإيمان"، وشجع المد الإسلامى، ورصد الجوائز والحوافز للمتفوقين فى حفظ القرآن الكريم، وزاد الجرعة الإسلامية فى كل وسائل الإعلام، أما خلفه الغشوم الفاسد القبيح فقد محا هوية الدولة المسلمة، وترك الحبل على الغارب للشيطان يصول ويجول، ويرعى مملكة الشر حتى باتت خطرا محدقا إذا استهنا به نكون من السذج المستحقين للعنة الأجيال القادمة.

دولة اسرائيل كانت فى البدء فكرة ثم تحولت إلى كلام ومؤتمرات، وخلال وقت قصير أضحت حقيقة، وأمست كالورم السرطانى فى قلب الأمة العربية، لن تقوم لهذه الأمة قائمة ما دامت هى موجودة، ودولة المتطرفين المهجريين بزعامة الحبر الأعظم باتت على وشك الظهور، ونحن مشغولون بالحرب على المفتى الذى قدم بلاغا ضد الشيخ فلان، ومشغولون بسطرين فى كتاب الشيخ علان هاجم فيه الداعية ترتان ... وهكذا، ومغيبون وسط بحور من المشاغل التافهة ولن نستفق إلا على قرار من الأمم المتحدة بتقسيم مصر، وسباق بين الدل الكبرى لنيل شرف الإعتراف بالدولة الوليدة.

النبى الوحيد الذى تناول المولى سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم حياته بالتفصيل فى سور كثيرة هو موسى عليه السلام، وتقريبا ربع القرآن الكريم عن موسى وبنى اسرائيل، وموسى عليه السلام ولد وقتما كان فرعون يقتل كل المواليد، فكانت آية الله تعالى أن يتربى موسى فى بيت فرعون، وهو المولود الذى كان من أجله يقتل فرعون كل مولود لبنى اسرائيل، وفى دار فرعون تربى موسى وترعرع، ليكون مقتل فرعون على يده، مثلما تربى الحبر الأعظم فى بلدنا، ونمت مخالبه واشتدت أنيابه وقواطعه، وبات ينهش فينا لنكون له غذاءً قبل أن يكون هو لنا عشاءً كما تصور له ظنونه.

هذا المقال يجىء فى ذكرى وعد بلفور المشئوم الذى صدر فى 2 نوفمبر 1917، ونحن نعيش إرهاصات قيام دولة الشيطان الأكبر الذى يجلس على عرشه منذ 40 سنة .. والذى يجمع بين شخص بطرس الناسك (مشعل الحروب الصليبية)، وهيرتزل (مؤسس دولة اسرائيل)، ودزرائيلى (هادم الدولة العلية العثمانية).

salahelemam@hotmail.com

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

تفتكر إحنا بنتسرق؟..

تفتكر إحنا بنتسرق؟..



حسام فتحي | 01-11-2011 01:24

سؤال شديد البراءة.. سألني إياه صديق تخدعك ملامحه التي تشبه الراحل يونس شلبي، وتخفي خلفها صحافياً ألمعياً ناجحاً.. تفتكر إحنا بنتسرق حضرتك؟.. لم ينتظر إجابتي.. واستطرد.. أصل يا أستاذ قريت ان دولة رومانيا الصديقة كان عندها ثورة عظيمة، وقتلوا رئيسهم نيكولاي تشاوشيسكو والحربايه مراته بالرصاص، وفرحوا وهللوا وبعدين حصلت حاجات خلتني مش عارف أنام من الكوابيس، وعمال أفكر.. ممكن ده يحصل عندنا؟

أجبته: يا سيدي مصر مش رومانيا، ومبارك مش تشاوشيسكو وسوزان مش إيلينا.

وواصل صديقي حديثه وكأنه لم يسمع شيئا: باقولك في رومانيا كان الجيش والشعب ايد واحدة زي ما كان عندنا والشعب الروماني كان بيكح تراب زينا، وشبابه المثقف قادوا الثورة ضد الفساد اللي كان معشش في رومانيا زي ما كان معشش عندنا،.. وضد انعدام العدالة الاجتماعية والفقر اللي كانوا مبتليين بيه عشان أصحاب وصاحبات تشاوشيسكو، وصاحبات ايلينا كانوا بالعين رومانيا وسارقين خيرها زي ما كان عندنا يا أستاذ!!

أبعدت نظري عن عينيه المندهشتين وانا اقول بصوت أخفت قليلا من ذي قبل: يا أخي قلت لك مصر مش رومانيا.

بدا صديقي وكأنه لم يكن ينتظر ردي أبدا وواصل حديثه:

.. وبعدين بعد الجيش ما أعدم مباركشسكو وسوزانينا بتوع رومانيا جه واحد اسمه إيون إيليسكو، وكان من الصف الثاني في الحزب الوطني الشيوعي بتاع رومانيا، وكان صاحب تشاوشيسكو برضه، وجمع «فلول» رومانيا في بتاعة اسمها جبهة الخلاص، ويمكن كان اسمها الاخلاص لشاوشيسكو مش فاكر، وبدأ سعادتك يظبط لواءات المجلس بتاع رومانيا لحد ما سيطر على البلد، وجاب واحد من الثوار ظبطه ومسكه التلفزيون والاعلام كله، وشويه شويه كوِّش عمنا ايليسكو على رومانيا، لكن الشباب الروماني الواعي الثوري حسوا أن الثورة بتتسرق منهم، وصوتهم بدأ يعلا.. قام إيليسكو ده قال عليهم خونة وعُملا للامبريالية، وعندهم أجندات وبيقبضوا، وسحبهم على المحاكمات واحد ورا التاني، والقضاة بتوع رومانيا كانوا في الأصل متظبطين من أمن الدولة بتاع رومانيا برضه، وطسوهم أحكام خفيفة ابو سنتين تلاتة «عبال» ما أخونا إيليسكو يهضم رومانيا، مش بس كده، ده كان بيلعب بالعمال وغير المثقفين والناس الغلابة ويخليهم يهاجموا الشباب الثوري ويقتلوهم عشان مفهمهم ان الشباب دول ضد استقرار رومانيا.. وبعدين سعادتك عمل انتخابات «نزيهة» وانتخبوه رئيس لرومانيا 3 دورات، والثورة الرومانية دخلت المتحف الروماني سعادتك.. وسجلت في موسوعة جينيس ريكورد على أنها ثورة مرات ثور.. و..

ولم أتركه يستكمل حديثه وصرخت فيه.. هوأنا ناقصك حريقة تحرقك أنت وثورة رومانيا.. يا أخي افهم مصر مش رومانيا.. والقاهرة مش بوخارست.. والمشير مش إيليسكو.. مصر مش رومانيا.. مصر مش رومانيا.. مصر..



حسام فتحي

hossam@alwatan.com.kw

twitter@hossamfathy66



شكل الحرامي جديد ولا دي بدله قديمه

مستني بيها العيد ويحزّم التحزيمه

شايف الخواجه بعيد بيظبّط الأفلام

وكل يوم بيزيد الغش في السيمه

٭٭٭

طلع الرصاص م الأخ وانطخ في المغدور

مطر الحقايق رخ غرّقنا في المحظور

ثورتنا حبّة ورق ولاّ كلام.. وفلول

عبّاره عاشقه الغرقْ وقطرنا مكسور؟

مختار عيسى (يوميات يناير)

من غرائب الحجاج وطرائفهم

من غرائب الحجاج وطرائفهم



عبد السلام البسيوني | 31-10-2011 00:23

غير معقول أن يتقدم رجل لممارسة الطب وهو به جاهل، لا يعرف أبجدياته، ويخلط بينه وبين الحجامة، أو عملِ حلاّقي الصحة!

وغير معقول أن يدعي أحد أنه خبير في هندسة السيارات ؛ لمجرد أنه رأى لها كتالوجًا، أو شاهد سيارة مرسومة في كراس ابنه الصغير!

لكن معقول.. ومعقول جدًّا.. أن يأتي مسلم بالغ عاقل مثقف مستطيع، ليؤدي فريضة الحج، وهو ميحْ/ أستيكة/ أبياااااااض، لا يعرف شيئـًا عن هذه الشعيرة!

هو بالغ يقينًا لأنه بلغ العقد الرابع أو الخامس أو السادس من عمره المبارك (!)

وهو عاقل بالتأكيد لأنه لا يهلوس في الطريق، ولا يلبس ثوبه بالمقلوب، ولا يرمي الناس في الشارع بالطوب.

هو مثقف لأنه حاصل على شهادة محترمة في الطب أو الهندسة أو الإعلام أو الأدب - أو حتى الشريعة - وبارع في تخصصه، وشغال سِنْير اسْتَفّ.

وهو مستطيع لأنه دفع من حرّ ماله ما يمكنه أن يسدّ جشع كثير من التجار الذين يلهلبون الأسعار في الموسم، فضلاً على أنه قادر بدنيـًّا، ولا يحول بينه وبين طاعة الله تعالى شيء..

لكن هذا البالغ العاقل المثقف المستطيع (تبارك الله/ اللهم لا حسد) يأتي إلى الحج ومخه أشد بياضًا من اللبن ؛ فليس عنده أية فكرة عن المناسك..

فهو لا يفرق بين منى مكة، و(منى زكي)، وباب السلام و(باب الحديد)، وربما اعتقد أن مزدلفة اسم لمحطة سكة حديد بين مكة وجدة، وأن عرفات التي يقف عليها الحجاج هي الجدة الكبرى لأبي عمار!

بل ربما ظن المسكين أنه ينال لقب حاج بمجرد وصوله إلى مطار جدّة الدوليّ؛ فأعظم الشعائر عنده أن يصل إلى مكة، ويشتري سجادة صلاة، ومسبحة، ويحمل مطّارة من ماء زمزم ؛ ليصير بذلك حاجـًّا، وابن حاج كمان!

إن الناس يحتاجون إلى تعليم كثير لأركان دينهم - وبخاصة الحج - وإن على العلماء الكرام أن يطوروا - ما استطاعوا - من كيفية عرض المناسك، وشرح تفاصيلها ؛ خصوصـًا للذين يحجون لأول مرة.

فمجرد سرد محظورات الإحرام وواجباته وأركانه وأنواع الدماء وما شابه ليس كافيـًا لتعليم الناس الآن ؛ إنهم يحتاجون إلى تطبيق عملي يقدّم من خلال شاشة التليفزيون، وأجهزة الفيديو، وفي المساجد ؛ من خلال أفلام وثائقية، ومجسّمات، وخرائط، وتكرار، وإلحاح..

وليت وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي تفرض على كل ناوٍ للحج أن يحضر هذه الدورات، وأن يتابعها، حتى لا يذهب لأداء الفريضة بذهنٍ خالٍ تمامـًا، فالواجب أن نعبد ربنا عز وجل على بصيرة، مستحضرين نوايانا في كل خطوة نخطوها في الحج وغيره..

فأخطر الناس على الشيطان هم العالمون بأمر دينهم.. أما عباد الله من ماركة أكثر بياضـًا فما أسهل أن يُخـترقوا، وما أسهل أن تفسد عبادتهم، وما أسهل أن يضيع منهم جهد بدني بذلوه، ومال كثير ادّخروه، ووقت ثمين هم أحوج ما يكونون إليه في الدنيا والآخرة..

شر البلية: وإن الفاحص المتأمل ليرى من أفعال بعض الحجّاج ما يجعل الحجر يستلقي على قفاه من شدة الضحك (على أساس أن شر البلية ما يضحك)..

لذا فإنني جمعت لك قارئي العزيز هذه الغرائب، والمدهشات، من خلال مشاهداتي في مواسم الحج، ومن خلال سماعي وقراءاتي، حيث بدأت علاقتي به بالضبط قبل ثلاثين سنة، منذ حجتي الأولى في صحبة نخبة علماء الأمة آنذاك: العلامة ابن باز، وصاحب المنة الكبرى عليّ بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الشيخ الشنقيطي، وأستاذي الرائع الشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ الغنيمان، والشيخ عمر فلاتة، والدكتور محمود ميرة وغيرهم، وكان الشيخ الزنداني في هذا الوقت شابًّا يرافق الحملة نفسها، التي أرسلتها الجامعة الإسلامية في المدينة والمنورة، والتي اختارت في صحبتها بعض طلاب الجامعة ممن يملكون نصيبًا من الجرأة الميدانية، والقدرة على التعامل مع الحجيج، وقد أحسن بي ربي الكريم؛ إذ جعلني أحدهم، لأنعم بصحبة هذه الكوكبة من العلماء المباركين في مستهل حياتي. ثم كان خروجي مع حملات عديدة مرشدًا وموجهًا للحجيج، ما عرضني لمواقف تدمي الفؤاد، وأخرى تضحك الجماد، وثالثة تدعو للتفكير والتأمل..

لكن اسمح لي - ونحن في أيام عيد كريمة - أن أرسم على شفتيك قارئي العزيز بعض الابتسامات غير المصطنعة، لأنها من مشاهدات ومواقف حقيقية، يمكن أن ترسم صورة واقعية، دقيقة، لحالنا أفرادًا وأمة/ متعلمين وجهالاً/ رجالاً ونساءً/ حجاجًا صادقين أو حجاجًا بالصدفة، أو بالاستهبال..

فصلّ معي على سيدك النبي أيها القارئ الكريم، واحتمل هذه الوقائع الحقيقية جدًّا التي شهدتها وعايشتها بنفسي، عبر سنين طويلة. وقليل منها من (مساء) الحبيبة، توأم (الأسرة) الغالية:

ريح لا ينقض الوضوء! شاب زي الفل ما شاء الله جاء - بمنتهى الجدية - يسأل مرشد الحملة عن صحة صلاته، بعد أن خرج منه ريح: هل يكمل الصلاة أم يتوقف؛ فقوبل باستغراب، وسأله الشيخ: معقول يا فلان؟ كل الناس يعرفون أن خروج الريح ينقض الوضوء، ويـبطل الصلاة؟!

فقال ببراءة عجيبة يحسد عليها: ولكنه ريح طيّب، لم يكن منتنـًا ولا مشمومـًا؟!

ثياب الإحرام مالهاش لزمة! شاب ما شاء الله (زي الجدار) رافق مجموعة من المسافرين إلى مطار جدّة، ثم واصل الطريق معهم إلى مكة المكرمة، وعليه السكينة والوقار.. دفع الفضول بأحدهم ليسأله: يا أخي: ما دمت داخلاً مكة، لماذا لم تنو الحج هذا العام، وتستفيد من المناسبة؟!

- أنا نويت الحج فعـلاً.

- هه؟ نويت الحج؟ كيف وأنت على سنجة عشرة، بالقميص والبنطلون؟

فقال (أيضـًا ببراءة يحسد عليها): ألا ينفع أن أحجّ بالقميص والبنطلون؟! هوّ لازم الفوطة البيضا دي يعني؟!

واحد ممكن.. بس الأتوبيس كله؟! وقف الشيخ يشرح لمجموعة من الحجاج تركب أتوبيسًا ماذا عليهم أن يفعلوا بعد تجاوز الميقات.. وركّز - بقدر الله تعالى - على قضية ترك الطيب: ممنوع استخدام العطور/ ممنوع الكلونيا/ ممنوع العطر/Don’t use any Perfume/ برفيوم نهِي.

ونزل الشيخ من الباص قليلاً ثم عاد، فإذا أحدهم قد أمسك بزجاجة عطر بلية، ودار على أهل الباص - جميعًا - فطيّبهم جزاه الله خيرًا، ثم عاد هاشًّا باشًا، فرحًا بإنجازه التاريخي وهو يقول في سعادة: حطيت عطر للركاب جميعـًا (!)

الغريب أن ركاب الباص جميعًا - وكانوا من البدو المتنورين - لم ينهوه، ولم يرفضوا، بل قبلوا التعطر شاكرين!

الشرطة تركت الأغبياء! استدرج بعض اللصوص المهرة عددًا كبيرًا من الحجاج العجم إلى لافتة ضخمة زرقاء، في ناحية من الطريق، مكتوب عليها: (إلى الجمرات)، وأوهموهم أن هذه اللافتة هي الشيطان ابن الشيطان، وهي الجمرة الكبرى، وأن عليهم أن يرجموها بكل قوتهم! وبدأ الناس (باسم الله والله أكبر.. طاخ) ومزّقوا اللوحة من كثرة ما رجموها.. وفي الوقت ذاته كان اللصوص يمزّقون جيوبهم، وينشلون متاعهم!

لكن الشرطة السعودية انتبهت للأمر، فطوقوا المكان، وأمسكوا باللصوص..

ومع أسفي الشديد فات الشرطة أن يمسكوا الحجاج الذين لا يفرقون بين لافتة زرقاء، في ناحية من الطريق، مكتوبة بعشر لغات، وبين الجمرة الكبرى (!).

بالشبشب! وعلى ذكر الشيطان الرجيم، فإن الرمي - كما هو معلوم - مسألة رمزية، وتوقيفية، نتبع فيها فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فليس العمود الذي يرجم هو إبليس نفسه.. لكن كثيرًا من الناس قد سكنهم اعتقاد جازم أن إبليس لعنه الله قد استوطن هذا العمود بالذات.. لذا فإنك تراهم يرمونه بكثير من التشفي والغلّ، لعل أحدًا أن يخلع عينه بطوبة، أو يصيبه بحجر، فيوقعه بالضربة القاضية، ويريح الدنيا منه ومن شروره..

فترى إحداهنَّ تخلع (شبشبها) من رجلها وهي تصرخ فيه: يخرب بيتك، أنت اللي طلقتني من جوزي يا بن الكلب، وهُبْ بالشبشب..

وترى آخر يمسك بعصاه الطويلة، ويظل يضرب في البناء الحجري، وهو يهدر كالفحل: اللاّ يهدّْش.. الله يلعنش.. يا الهيس!

وترى ثالثًا قد أمسك بكبشة من الحصى يضربها مرة واحدة، لكن السيئ أنه لا يصيب بها الشيطان، بل تستقر في الأقفية العارية، والرؤوس الحليقة ع الزيرو، لأن هذا يقع غالبًا بعد الحلق.. واسألوا رأسي التي طالما جرحت أو ثقبت من حصى الحجاج!

وليت أحدًا يقف هناك عند المرمى، ليعرف أن الناس يحقدون على إبليس حقدًا شديدًا.. فكيف ظهرت في بلادنا عبادة الشيطان؟!

الشيطان الكبير بس! يجهل كثير الحجاج الكثير من الأحكام، فيسهل خداعهم، أو وقوعهم في مآزق يفسد بها حجهم.. وقد بلغني أن بعض المترفين قضى أيام الحج في أحد الفنادق الكبرى حول الحرم، معتقدًا أنه حج حج (آخر رواقة) لأن كل الناس تركوا له المكان وراحوا!

ويشبه هذا ما يحكيه أحدهم من أنه يوم انتهى الناس من الذهاب من منى إلى عرفة للوقوف بها لاحظ هو وغيره مجموعة من الناس من جنوب أفريقيا، لم يذهبوا مع الذاهبين. وعندما سألوهم يحسبون هناك ما يعوقهم عن النفرة لعرفة، قالوا: احنا جايين نضرب الشيطان الكبير وبس، ولن نذهب لعرفة!

حاول الشباب إقناعهم بخطأ ذلك فعجزوا، وتدخلت الشرطه بلا فائدة! وجلس الحجاج (الخبراء) في منى، وراحت عليهم الحجة!

اللهم لا حسد: المفروض في السعي بين الصفا والمروة أن المسافة بينهما ذهابًا تحسب مرة، وإيابًا تحسب أخرى. وكثير من الأشخاص السمان والمراهيق يتعبون بعد ثلاث أو أربع لفات..

ومما أذكره هنا: شاب رياضي (ما شاء الله.. إيه وَنْ) أراد أن يثبت أنه أحسن من الآخرين، وأشدّ إخلاصـًا في أداء الشعيرة.. فأخذ يجري - على نَفَس واحدٍ - من الصفا إلى المروة اثنتي عشرة مرة (لفّ المستطيل كله ستّ مرات كاملة، جريـًا بلياقة كاملة - ما شاء الله - وهذا بالحساب الصحيح اثنتا عشرة سَعْية) وبعيدًا عن العلمين الأخضرين - وقد وضع (ذيله في سنانه، وهات يا رَمح)..

أشار إليه أحدهم ألا يهرول - كان يجري كأنه في سباق أربعمائة متر - وبعد أخذٍ ورد، قيل له - في شيء من الشك -: كم مرة سعيت، وهل درت المكان كله ركضـًا.. فقال بشموخ واعتزاز: - إيه.. الحمد لله/ - كم مرة؟/ - ست مرات/ - كيف؟

أشار بيده: بدأت من هناك من عند الصفا، ثم ظللت أجري حتى وصلت إليها مرة ثانية.. وعددت من ذلك ست لفّات كاملة.

وكاد السائل أن يضربه من الغيظ، لأن هذا السائل كان سمينـًا، قد تسلخّ من مجرد سعيتين اثنتين: من الصفا إلى المروة وبالعكس!

مكان فُل أوبشن! رأيت امرأة من إفريقيا تجلس في وسط الشارع تمامـًا، كأنها في فندق سبع نجوم، وكان بجانبها كوز ماء، فإذا دخل وقت الصلاة استنجت أكرمكم الله وهي في مكانها لم تتزحزح، وتوضأت وهي في مكانها لم تتزحزح، وصلت وهي في مكانها برضه دون أن تتزحزح.. وكم خشيتُ أن تحاول الطواف حول الكعبة ؛ وهي - أيضـًا - في مكانها مسمرة لا تتزحزح!

ضريح مين ده؟ على طريقة معظمي القبور والأضرحة في العالم الإسلامي دخل رجل المسجد الحرام - لأول مرة - وحين رأى الكعبة المعظمة يشير سائلاً: مين اللي مدفون في الضريح ده؟!

القبلة فين؟ وامرأة أخرى أكثر وعيًا وثقافة من السابق، لما دخلت المسجد الحرام، ورأت الكعبة- شرفها الله - تتوسط المكان، فتتلفت هنا وهناك، فلم تجد محرابـًا كمحاريب المساجد (اللي خلقها ربنا) فسألت في حيرة: هانصلي الناحية انهين؟ فين القبلة؟

الّلا يسامحك يا رسول الله! وأشدّ من ذلك ما عبّرت به امرأة عن (زعلها خالص) من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن عدم مراعاته لآلام الناس (اللي دايين من آخر الدنيا، والمتاعب التي يتجشمونها، في سبيل أداء الفريضة؟!) إذ قالت أسوانة متحسرة:

الّلا يسامحك يا رسول الله، بقى مش جاي تجيب الحج اللا في الحتة الحر دي؟ ما كنت

خلّيته في اسكندرية والّلا حاجة!

فِيقي/ فيقي: من الآفات التي يعيشها بعض الحجاج والمطوفين، أنه يمسك بكتاب في يده، يقرأ منه أثناء الطواف، دون أن يفهم في أكثر الأحيان ما يقرأ – خصوصًا إذا كان غير عربي - فتخرج منه أشياء تثير الضحك، كما تشوش على الحجاج، وتقطع التركيز، وتفسد الخشوع:

سمعت أحدهم يصيح: وما تَوْ/ والناس وراءه يرددون: وما تَوْ/ فيقول: فيقي! ويردون: فيقي! (يقصد: وما توفيقي إلا بالله!)

ويروى أحدهم - والعهدة عليه – أنه في الشوط الثالث من طواف الوداع، كان يتحرك بجانبه مجموعة من حجاج شرق آسيا، وكان مطوّفهم يدعو، وهم يرددون وراءه: اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى!

حتى الهامش: ويحكى أحدهم أنه رأى مجموعة من النساء يبدو أنهن من الجمهوريات السوفيتيّة، يتقدمهن رجل من بلادهن يقرأ العربية؛ إلا أنه لا يفهمها. وكان الحاج يقرأ من كتاب الأدعية، وهن يردّدن وراءه، حتى صار يقول: طُبع، فيقلن: طُبع، فيقول: في الرياض! فيقلن: في الرياض، فيقول: في مطبعة، فيقلن: في مطبعة.....إلخ !

كله عند الحجاج دعاء! آخر يحكي: كنت أطوف حول الكعبة فسمعت رجلا يدعو بحماس اللهم.. اللهم.. اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث! ، فقلت له: يا أخي، هذا الدعاء تقوله إذا دخلت دورة المياه، فأجاب بسرعة:

ما في مشكلة..كله دعاء!

مش ملايكة.. دول سوريين! ومن المواقف التي تدخل في هذا الباب ما رواه أحدهم قال : كنت أطوف وحـدي طواف الإفاضة، ولم يكن الحرم مزدحمًا ساعتئذٍ على غير العادة، فأخذت أرفع يدي، وأدعو الله سبحانه، وكان صوتي مرتفعًا قليلاً، ومع كل دعوة كنت أسمع من خلفي صوتًا عاليًا وجماعيًّا يردد آمـيـن! وتكرر ذلك، وكنت إذا سكت سكت الصوت وحينها لا أدري كيف خطر ببالي أن الملائكة تؤمِّن على دعائي! لكن عندما التفت ورائي إذا بمجموعة من الحجاح الشاميين كانوا هم من يؤمن!

ظهر الشيطان! الاندفاع العاطفي دون تدبر، قد يحدث كارثة عظيمة لا يمحي أثرها.. يروي أحدهم أنه من شدة الزحام والتدافع عند رمي الجمار رأى حاجًّا كاد يسقط من أعلى الجسر، ولكنه تمسك بالحديد بقوّة، فسقطت ثياب الإحرام عنه، وكان هذا الحاج سيئ الحظ إفريقيًّا شديد السواد، ضخم الجسم، فلما رآه بعض الجهلة، ظنه الشيطان قد خرج، فصار يهتف بكل حماس: خرج الشيطان! ظهر الشيطان! وأخذ يسدد الجمرات يريد أن يصيب هذا المسكين، وبدأ الجهلة يرجمون هذا المسكين بالحصى والنعال، حتى أدركته سيارة الإسعاف وهو على وشك أن يفارق الحياة .

ستات ع الزيرو! معلوم أن بعض أحكام الحج تحتلف أحيانًا بين الرجال والنساء، ومنها أن الأفضل للرجال أن يحلقوا رؤسهم أو يقصروها، أما المسألة بالنسبة للنساء فهي شعيرة رمزية، فلا يقصصن من شعورهن إلا مقدار أنملة، لكن الجهل قد يدفع أحدهم للمساواة الكاملة في الأحكام بين الرجل والمرأة، ما يمكن أن يؤدي لكارثة..

يحكى أحدهم عن جده قصة رآها في الحج قبل أكثر من خمسين سنة، وذلك أن أحد الجهال جعل من نفسه مطوّفًا، فأوكل إليه رئيس المطوّفين تطويف اثنتي عشرة امرأة، وبعد أن انتهى معهن من رمي الجمار، أمرهن بحلق رؤوسهن بالموسى جميعًا، وعادت النساء إلى أهلهنّ بدون شعر!.. وتخيل.. سيدات زلبطات!

الحج للرجالة.. ستات لأ! الجهل أيضًا سبب كل بلاء، والتعالم أسوأ أشكاله.. يقول أحدهم: كنا نستمع إلى أحد المشايخ، وهو يتحدّث عن أحكام الحج، وتطرّق الحديث إلى كيفيّة حج النساء، وما يجب عليهن في الحج، فقاطعه أحد كبار السن قائلاً: يا شيخ، كيف تذهب النساء إلى الحج، والله تعالى يقول: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً}؟!

أنا ما أضيعش أبدًا: تعاهد بعض الزملاء – وكان عددهم تسعة عشر – أن يؤدوا فريضة الحج بشكل جماعي، واتفقوا على أن الذي يضيع منهم عن المجموعة يتوجّه إلى مكان النداء عن الضائعين، وينتظرهم هناك .

ضاع أحدهم، وكما هو الاتفاق، فقد ذهب إلى مكان النداء عن الضائعين، وقال للمنادي بكل ثقة: هذه أسماء ثمانية عشر شخصًا أريد أن أعلن عن ضياعهم!

ففزع المسؤول عن النداء، واستفهم من الرجل، ثم انفجر ضاحكًا، وعبثًا صار يحاول أن يقنعه بأنه هو الضائع وليس هم، وأن عليه تقديم اسمه لا أسماءهم، وأن عليه أن يبقى لينتظر أصحابه، ولكن الرجل بقي مصرًّا على أنهم هم الذين ضاعوا، وعندما جاؤوا ليأخذوه من مكان النداء صار يصيح فيهم: أين كنتم؟ لقد بحثت عنكم في كل مكان!

Want a cigarette ?: الدخان عند كثيرين يمثل نقطة ضعف هائلة، وحين يحج أحد المبتلين به يفتش بقة عن ان شيخ يمكن أن يقول له: لا بأس/ الدخان حلال..

بعضهم يكون ضعيفًا لا يستطيع مقاومة، وآخرون فيهم بجاحة واستباحة ظاهرة، حين يحضرون معهم الشيشة ولوازمها، ليعدلوا مزاجهم في منى الميمونة، ولقد رأيت بنفسي مقاولاً قد جلب الشيشة معه، وأعد المجلس لنفسه، ولشلة الصنايعية معه، وعاتبته بشدة يومها..

المشكلة أن بعض الناس - تحت مطارق الجهل أو الإعلانات والدعاية للتبغ - لا يعتقدون أنه حرام.. يقول أحدهم: رأيت امرأة عجوز تدخّن في منى! فقلت لها بالإنجليزية: التدخين حرام، وتزداد حرمته في الحج، فابتسمت و.... قدّمت لي سيجارة!

حياك الله: المرور بين يدي المصلي يزعجه، ويقطع عليه تركيزه، لذلك يسن له في الأحوال العادية أن يحجز بيده من يمر أمامه، يقول أحدهم: كنت أصلي في الحرم المكي، وبسبب الازدحام أراد أحد المعتمرين أن يمرّ من أمامي، مددت يدي لكي أمنعه، فمد يده وصافحني بحرارة!

قالوا للحرامي احلف! يشكل موسم الحج سوقًا رائجة للنشالين المحترفين، الذين بلغني أن بعضهم يسافر خصيصًا في الموسم للسرقة، وبعضهم يتفنن في ذلك، حين يخلق فوضى وتدافعًا يشغل به الناس ليسرقهم - كما مر في الذين رموا اللافتة على أنها الشيطان – وسمعت أن بعضهم يشتري المكان المميز - الذي يرد إليه الضحايا كثيرًا - من نشالين آخرين بمبالغ كبيرة، لأنه متأكد من الربح!

يروي أحدهم أنه أحس أثناء الزحام بشخص يريد أن يسرق منه محفظته، فأمسك بيده بقوّة، وأراد أن يسلّمه للشرطة، فصار الرجل يرجوه، ويحلف له أنه تائب، وأنه لن يكرّرها، فرحمه صاحبنا وأطلقه، وبعد أن ذهب السارق، وضع الرجل رقيق القلب يده في جيبه، فوجده ممزقًا.. فارغًا.. منهوبًا ؛ فلقد سرقت المحفظة!

حصار الشحاتين: وليست المشكلة قاصرة على النشالين وحدهم، فالمتسولون لهم حضور كثيف، وأساليب متنوعة، وإلحاح لا يكل، يظل أحدهم يتوسل ويكرر ويضغط بألف طريقة وطريقة حتى يستخرج منك ما يريد، من خلال شكله المشوه، او يده المقطوعة، أو رجليه الكسيحتين، أو عاهته المنفرة..

لكن للطرارين أيضًا عادة عجيبة، فإنك إذا أعطيت شحاذًا شيئًا، انشقت الأرض فجأة عن مائة مثله، يتحلقون حولك، لتعطيهم كما أعطيته..

يحكي أحدهم: كان معنا شخص يحجّ لأول مرّة، ولا يعرف طباع الحجّاج، ومشاكل المتسوّلين، فأراد أحد الأخوّة أن يصنع معه مقلبًا ظريفًا، فناوله ريالاً، وطلب منه أن يعطيه لأحد المتسوّلين – وكان ذلك بين مجموعة كبيرة من المتسوّلين – فما هي إلا لحظات حتى اختفى هذا الأخ بين أكوام الكتل البشريّة التي طوّقته تريد الصدقة، ولم ينج إلا بمساعدة أحد رجال الأمن!

مكسح أسرع من سعيد عويطة: ويظهر مكر الطرارين وكذبهم إذا (شموا) أن هناك كبسة من الشرطة.. وأدعوك أن تقف ذات مرة في أي مكان حول الحرم الشريف لتراقب عشرات المشوهين والعميان والنصابين من فاقدي الأيدي والأرجل وذوي العاهات، يفترشون الأرض على الطرق المؤدية للحرم يستجدون الناس. ثم راقب إذا جاء شرطي أو سيارة من سيارات مكافحة التسول، وقل لي ما النتيجة!

استِبَـرُّوكِية! يتبرك العامة بأي شيء من رحاب المدينة أو مكة، ويهمهم جدًّا أن يحملوا أي شيء حتى لو لم يكونوا سيستفيدون منه.. المهم أنه من عند سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم!

وأذكر أننا كنا نوزع كتبًا باللغة الإنجليزية والفرنسية للحجاج، فجاءت امرأة أمية تطلب كتبًا، فسألتها برفق: لمين يا حاجة؟ فقالت لابني/ عمره كم سنة؟ 7 سنين/ فضحكت وقلت: هذا لا يصلح له يا حاجة، دي كتب كبيرة عليه/ فقالت ببراءة: يا خويا ادِّيني أي كتاب، استبروكية من عند النبي عليه الصلاة والسلام.. وأعطيتها!

بناه المرحوم.... ولأن كل شبر هناك هو من آثار النبي عليه الصلاة والسلام فيما يعتقد عوام الناس وجهالهم، فإنهم يتبركون بأي شيء، حتى لو كان جدارًا أو بابًا أو قطعة خشب. ولقد كان أمام مقر البعثة القطرية في المعابدة بمكة المكرمة، مسجد نصلي فيه الجماعات، وكان عليه لافتة تحمل تاريخ بناء المسجد واسم بانيه، فرأيت رجلاً يتلفت حوله، ليتأكد أن أحدًا لا يراه - ولسوء حظه كنت أشاهد ما يفعله - ثم عرى صدره، وألصقه باللافتة الحجرية ، وأخذ يمسحه بها، ثم أخذ يدير خديه، ويمسح وجهه باللافتة.. التي كتب عليه.. مسجد كذا.. بناه فلان الفلاني، سنة كذا وكذا ميلادية!

أورِّي صورته لربنا! ومن هذا الباب ما حكته إحداهن: صلت بجانبي أخت من بدو سيناء كثيرة التلفت في الصلاة، وكانت امرأة كبيرة في السن وأمية، فنصحتها والدتي ألا تتلفت في الصلاة لكنها لم تستجب، واستمرت تتلفت أثناء صلاتها يمنة ويسرة، بل وتنادي ابنتها بصوت عالٍ أثناء الصلاة!

وبعد الصلاة التفتت إلي قائلة: يبدو أنكم أناس طيبون وتعرفون الدين، أنا عندي سؤال يا بنتي.. أنا معي صورة (عطيات ابني، وهو ما بيخلفشي، معلش أوري صورته لربنا علشان يديه ولاد؟

وأخذت تريني صورة ابنها.. فجحظت عيناي، وكدت أنفجر ضاحكة، لولا أني راعيت مشاعرها. فقلت لها: كلا يا حاجة هذا خطأ ؛ فهل ربنا عز وجل يجهل من هو (عطيات)؟ فقالت: أنا بس بادعي ربنا. وعايزاه يشوف ابني!

فوضحت لها الأمر بهدوء وأنا أدعو لها ولذريتها بالعلم النافع.

فوتوجينيك! قال: أثناء سعيه بين الصفا والمروة رأى أحد الحجاج الكاميرات التي تصوّر المسعى، فأشار إليها بحماس؛ لكي يظهر في الصورة بوضوح، بعد قليل صار مجموعة من الجهّال الذين بعده يقلّدونه، ويفعلون ما فعل؛ ظنًّا منهم أنه هذا من مناسك الحجّ!

وفي زمزم أيضًا! ليس غريبًا أن ترى امرأة متمكجية بكامل زينتها في الحج، لأنها – كما قلت – أتت للحج لمآرب غير الحج، أو لأنها جاهلة بالحلال والحرام، والجائز والممنوع. ومن ذلك ما ترويه سيدة:

نزلت مرة - منذ زمن بعيد - إلى بئر زمزم، فإذا إحدى الأخوات غير العربيات وقد بدأت تخلع ملابسها، حتى بدأت العورة تظهر، وهي في هذه الأثناء تسكب على نفسها من ماء زمزم! كلمتها، وأشرت إلى أن هذه عورة، ولا يجوز إظهارها، فجاءت الضربة القاضية: هذا كلو حريم ما في مشكلة!

هوّ يقرب لك؟! مشكلة جهل الحجاج بالمناسك ستبقى مشكلة أزلية، ما لم تتخذ الدول وسائل حاسمة يتعلم من خلالها الحجاج – تطبيقيًّا – كيف يؤدون المناسك، بشكل صحيح وميسر، دون تدافع، ولا مزاحمة، ولا دوس، ولا إزعاج للآخرين.

وفي جانب الأداء الجاهل للمناسك يروي أحدهم عن الداعية الكويتي الأستاذ محمد العوضي أنه في أحد مواسم الحج رأى سيدة أمية تريد أن ترمي (الشيطان) كما تعتقد، وكانت تحمل حجرًا كبيرًا جدًّا، ولما كان الأستاذ يخشى أن تصيب به الحجيج عندما ترميه، حذرها، طالبًا منها أن تترفق، وترمي حجرًا أصغر حجمًا، ما كان ردها إلا أن قالت بكل عفوية وحماسة: ليه هوا بيقرب لك واللا حاجة؟

اصحى يا حاج! شهدت في مواسم الحج بعض الحجاج في عرفات، يوم الفرصة الذهبية للعتق من النار، يومَ يباهي الملك سبحانه الملائكة بعباده الشعث الغبر، حين جاء المقاول بثلاجة مرطبات مفتوحة، وقد ارتفعت عليها الزجاجات المبردة (تلاًّ) من السوائل أشكالاً وألوانًا..

فلم تقترب الساعة من الحادية عشرة إلا والثلاجة (على الحديدة) والحجاج الكرام قد انطرح بعضهم أرضـًا ينفخ من شدة الحر - كنا في إبريل قبل اشتداد الحرارة - وبعضهم راح في إغفاءة عميقة، في حين تحلق قوم آخرون حلقة، ووجدوها فرصة للثرثرة عن أسعار (معرفش إيه) وآخر موديلات (لا أعرف ماذا) وكأنهم ليسوا في عرفات!

وظل واعظ الحملة يصرخ فيهم: يا ناس: أروا الله من أنفسكم خيرًا.. هذا يوم العتق من النار.. هذا وقت يحسُن فيه أن يخلو كل منكم يناجي ربه، يدعو بدعوتين من قلبه، ويستغفر من ذنبه، ويذرف دمعتين تحميان جسده من النار.

لكن عباد الله الكرام (ودن من طين.. وودن من عجين) تركوا الشيخ ينشق حلقه من الرجاء، وكأنهم لا يسمعونه.. وواصلوا معزوفات الشخير، والثرثرة، والنفخ، وشكوى سوء الحال.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..

والأنكى أن بعض حجاج الـ (فل أوتوماتيك) هؤلاء - ودون أي داعٍ - خرجوا من عرفات قبل المغرب، وركبوا الأتوبيسات المنتظرة خارج حدود عرفة "وراسهم وألف بتاعة" ألا يغادروا الأتوبيسات، لأنهم قد استراحوا في الكراسي، وليسوا مستعدين لترك أماكنهم لغيرهم (ومش مهم الحج)، والشيخ يصرخ فيهم: "يا ناس.. يا حجاج: لا تغادروا عرفات قبل دخول وقت المغرب، يا حجاج.. يا مسلمون".. ومرة ثانية (ودن من طين.. وودن من عجين)!

الحج السوبر سونيك! إن الترف يفقد الناس كثيرًا من حلاوة العبادة، ويميت في قلوبهم روح الحرص عليها، وإن التجار باتوا يتفننون في أنواع من الإعلانات عن الحج عجيبة: الحج السريع/ الحج السوبر/ الحج السوبر سونيك/ الرويال..

وأخشى أن يعلنوا في السنين القادمة عن استراحات فضائية مكيفة فوق فضاء عرفات، يستريح فيها الحجاج "الحيتان" مساء 9 ذي الحجة، وعن الطواف بحوامة بنتلي أو رولز رويس، هربـًا من الزحام، والسعي جلوسًا على كراسي لويس التاسع عشر، على سير أوتوماتيكي بحلقات ستانلسستيل، أو ذهب 24 بتاع، يدور حول الكعبة.. وعن رمي الجمار من الخيمة، بآلات خاصة "تُنَشِّنُ" على الجمرات من بعد عشرة كيلو مترات، مع توفير جوّ شاعري يناسب "رحلة الحج" وتقديم وجبات غذائية عالمية، وخدّامين يروّحون بمراوح ريش النعام على "سي الحاج" موديل سنة 2025 م. واللي يعيش ياما يشوف!

زغروطة حلوة: النداءات الجاهلة، والبدعية، والغريبة، ظاهرة شائعة أثناء الحج، ومن أشنع ما يمكن أن يصل إلى مسامعك في هذا المكان المقدس - قرب الكعبة المشرفة - الزغاريد التي تلعلع فجأة في الزحام، يتفجر بها حلق امرأة من العاميات، تعبيرًا عن فرحتها ودهشتها برؤيتها لبيت الله الحرام!

وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم .

albasuni@hotmail.com

من يسيء للإسلام؟

من يسيء للإسلام؟



نجلاء محفوظ | 01-11-2011 01:20

أشتعل غضبا كلما سمعت كلمة الإساءة للاسلام أو تشويه صورته، وأتمنى لو تمكنت من سحق رأس من يقولها ووضع رمادها في المكان الذي يستحقه إذا كان كارها للإسلام ومغرضا أو منافقا.

وإذا كان من الإسلاميين فإنني أتمنى لو قابلته وطالبته بكل الود والاحترام أن يمحو هذه الكلمات من قاموسه للأبد، فالإسلام أعز وأغلى من أن تمر به أية إساءة لا أن تفكر بالالتصاق به.

ودائما أرفض أن يضعنا خصوم ديننا في موقف الدفاع، فالفريق الذي ينزل الملعب ليدافع يخسر دائما، والهجوم دائما أفضل وسيلة للدفاع..

لذا أتساءل بكل الثقة لماذا لم نسمع صوتا يقول بأن التاريخ المهين للحروب الصليبية إساءة للمسيحية،

ولماذا لم نسمع صوتا "واحدا" يدين بذاءات زكريا بطرس وقناة الحياة ومواقع كثيرة لأقباط المهجر وغيرهم والكثير من الفيديوهات المنتشرة على اليوتيوب بأنها تسيئ للمسيحية التي تنادي بأن الله محبة وأحبوا أعدائكم وباركوا لاعنيكم..

بل ولماذا لم نسمع صوتا أو "همسا" بالإساءة للمسيحية عندما انفجر الحقد الصليبي ضد أسامة بن لادن ونرجو أن يكون شهيدا، وقاموا بإلقائه في البحر، حتى لا يكون مزارا بعد وفاته و يقررون "حرمان" محبيه من زيارته ويصادرون رغبة المسلمين في الاحتفاظ بمكانته، سواء كان هناك إتفاق أو إختلاف معه فلا يوجد شك في نزاهته، ولا نزكي على الرحمن أحدا بالطبع.

كما بالغوا بالاستخفاف بالمسلمين بالقول إنهم قاموا بتغسيله وفقا للشريعة الاسلامية وتناسو أن الشهيد لا يكفن، وأننا لا نلقي بموتانا في البحر.

لم نسمع صوتا واحدا يدين المسيحية ومن جرؤ بالإدانة"الخافتة" قال إنها ضد الإنسانية!!

لم نسمع صوتا واحدا يدين قتل متعصب مسيحي لمروة الشربيني لتمسكها بالحجاب، وسمعنا صراخات وبذاءات تنال من الإسلام تارة بسبب حرق كنيسة، وتتناسوا أن حرمة دم السملم أشد عند الجبار من هدم الكعبة، فلم نسمع إدانتهم لمقتل سلوى وأسرتها على يد اخوتها المسيحيين ولم نسمعهم يقولون إن هذا تشويها لسماحة المسيحية، ولم نسمع أصواتهم تلصق التشوية بالمسيحية للبذاءات التي سمعتها بنفسي عند اعتصام ماسبيرو ولا للمضايقات التي تحدث عنها مدير أمن التليفزيون المصري "للنساء" والتي جعلته عندئذ يقرر خفض العمالة إلى 25% لتقليل "المضايقات" !!



لم نسمع أن هذه المضايقات تسيء لروح المسيحية ولجوهرها وتصد الناس عنها و .. و..

وكل ال....... التي يقذفونها بوجوهنا.

لم نسمع أصواتهم ال........ عندما تحدى البابا شنودة القضاء ووقف ومعه أعضاء المجلس الملي يعترضون على حكم القضاء المصري بإباحة الطلاق ولم يتهمه أحد بالتعصب الذي يشوه سماحة ديانته أو بتحدى الدولة المدنية التي صدعوا روؤسنا بها.

ودائما يتضح أن الاسلام هو المستهدف من الكارهين له، وأن الإسلاميين يجب أن يكونوا أكثر يقظة وألا يستخدموا مفرداتهم الكريهة وألا تكون أبدا أداة من أدواتهم ال..... التي نتطهر دائما من الاقتراب منها ولنتنفس العزة بإسلامنا ولنبتسم و نهتف بعقولنا وبأرواحنا وقلوبنا وبدمائنا: أرفع رأسك قوف أنت مسلم.

ولنرفض "كذبهم"بأن قطع أذن ديمتري إساءة للإسلام وهو ما يثبت جهلهم فلا يوجد بالإسلام حد قطع الأذن وإنما هو عرف بالصعيد لمن يقوم بأعمال منافية للشرف ولنتوقف عند عدم "تلميحهم"بأن قيام ديمتري بأعمال منافية للأداب ليس إساءة للمسيحية .

ولصراخهم بأن إقامة الحدود بشع ومسئ لسماحة الاسلام، والحجاب والنقاب إهانة لشخصية المرأة وإساءة لصورة الاسلام بينما صرح وزير العدل البريطاني بضرورة التوقف عن العنف ضد المرأة التي تمتهن الدعارة والقول بأنها تقدم خدمات جنسية ويا له من تكريم للمرأة!!

وكما قال البعض الراهبة رمز للفضيلة والمحجبة رمز للتخلف فأين العدل بل وأين حرية الانسان في اختيار ملبسه رجلا كان أو إمرأة؟!



وعندما قال بوش إنه ينفذ نداء الرب لم يعترض أحد وهو المعروف بإدمان الخموروعندما قال إنه يشن الحروب الصليبية تجاهلوا كلامه وقالوا فلتة لسان وتناسوا أن فلتات اللسان تعبر عما يخفيه الانسان ولم يتباكوا على المسيحية وما لحقها من أذى بسبب كلامه وأفعاله المشينة..



فإذا قال لك أحدهم ما يغضبك من الحجاب رد بأن أمك وأختك غاليتان وليس كما قال علماني على اليوتيوب: أحب أن يبدو جمال جسد أمي وأختى..

وإذا قال لك أحد دينك لا يحترم العقل قل :ديننا يجزينا على الاجتهاد الخاطئ كما نفوز بثواب الاجتهاد الصائب مضاعفا وديننا يطالبنا بالتفكر وبالتدبر وبالتعقل ،ولا يوجد لدينا من يمتلك مفاتيح العفو أو الجنة إلا الخالق سبحانه وتعالى فهل هناك احترام للعقل وللإنسان أكثر من ذلك !!

ونأتي للسؤال الهام: من الذي يشوه الاسلام ومن الذي يسئ إليه؟..

ونرد بسؤال: هل إذا ذهبنا لأعلى جبل بالعالم ثم ألقينا ببعض الحشرات الزاحفة بأسفله، هل "ستنال" منه أم أن أصغر طفل لديه "قدر" من الذكاء سيقوم بسحقها بنعليه، ثم "ينظفه" قبل الدخول لمنزله.

وهو ما يجب علينا فعله والتوقف عن ترديد هذه الجملة البغيضة التي ابتكرها مشوهون عقليا وروحيا وقلبيا..

ولكل مسلم أقول بكل الود والاحترام :دينك شامخ ورائع وإذا حاول أحد قذفك بحجر فرد عليه بجبل المقطم وأخبره بخطاياه..

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

محاكمة الحوينى

محاكمة الحوينى



خالد الشافعى | 31-10-2011 00:14

لقد راعنى كما راعى كثير من المتابعين ، وأثار فينا خليطاً من مشاعر الغضب ، والدهشة ( وأيضاً الشفقة ) ، راعنا ما سمعناه عن قيام فضيلة مفتى الجمهورية برفع دعوة سب وقذف على فضيلة الشيخ الحوينى ، وقد ركبنا عجب لا نهاية له ، وأصابتنا حيرة بالغة من هذه الخطوة ، وذلك لأننا نعرف فضيلة المفتى منذ أكثر من عشر سنوات ، نعرفه ونسمعه ونراه ونتحمل إهاناته واتهاماته وافتراءاته على أبناء الحركة الإسلامية ، نعرفه منذ أكثر من عشر سنوات حليماً غاية الحلم ، وديعاً يملك صبر الجبال ، ما عرفناه قط غضوباً ولا حاسماً ولا حازماً إلا فى حالة واحدة ، وواحدة فقط ، وأقول فقط ، وأزيد فأقول فقط ألا وهو موقفه من السلفيين .
فضيلة المفتى طوال تاريخه المشرف فى منصبه ، لم نسمعه قط صارخاً ، ولم نره قط غاضباً ،ولا مهدداً ولا متوعداً إلا السلفيين ، كانت دماء المسلمين فى غزة تسيل أنهاراً دون أن نراك ناصحاً للسجان أن يمد لهم يد العون ، كانت الطغاة الذين عينوك فى منصبك ينشرون القتل والسرقة والفساد والعرى دون أن نراك مرة واحدة فقط (وأقول مرة واحدة فقط ) دون أن نراك مرة واحدة غاضباً ، منكراً (ولو من بعيد) محذراً من أن هذه المناكير هى الحالقة ، وأن هلاك الأمم إنما يكون بالمخالفات ، ما شاهدناك مرة تتبرأ من ذنب أو قرار أصدرته الدولة أو قانون سنته خالف الدين ، كانت أعداد الزواج العرفى ، والحمل السفاح ، والاغتصاب ، والزنا ، وخراب البيوت ، والعنوسة ، وقتلى الحوادث ، والاستيلاء على أموال الشعب ، وفرض الضرائب الجائرة، كان كل هذا يتغول ويزداد وينتشر ، كانت الكليبات الجنسية والأفلام الإباحية والانتقاص من الشريعة فى الكتب والجرائد والشاشات ، كان كل هذا ينمو ويتوحش أمام عينيك ، كانت دولة الكنيسة تعلو وتنمو وتتجبر ، تأمر فتطاع ، وتنهى فيسمع لها ، كان كل هذا يث أمام عينيك ، وتحت سمعك ، ولم نرك غاضباً قط ، ولا مهدداً قط ، ولا متوعداً قط ، كانت المناكير والمخالفات والمعاصى جهاراً نهاراً ، ولم نسمع قط بفتوى تحذيرية ، ولم نرك قط أخذت أدنى موقف ، كنا نقول قبل الثورة أنك مغلوب على أمرك ، لا يمكن أن تعصى لمبارك أمراً ، وأنك ربما كنت مهدداً أو مخوفاً أو تحفظ جميل الرجل لأنه هو من عينك ، فلما قامت الثورة انتظرنا أن ترحل تعبيراً عن شعورك بالذنب ، ورفضاً أن تظل فى منصب وضعك فيه الرجل الذى ظللت تدافع عنه أثناء الثورة وتستحلف المتظاهرين أن يتوقفوا .
انتظرنا أن تستقيل لأنك ترفض أن تكون فى منصب وضعك فيه المخلوع فلم تفعل ، ثم انتظرنا أن نرى مواقفاً نشعر منها أنك تريد أن تعوض ما فات ، وتصلح ماكسر ، وأن نراك وقد زال الطواغيت وانكسرت شوكة جهاز أمن الدولة نراك تتحرر من الماضى بكل ما فيه ، وأن تقوم بالحق لا تخشى فى ذلك لومة لائم ، وأن تركز جهودك على وظيفتك الأساسية التى تحصل على راتبك لأجلها من أموال دافعى الضرائب ( لأن الزكاة جمعها معطل فى بلاد أنت رأس الفتيا فيها )
انتظرنا أن يتحرر لسانك من عقدة السلفيين ، وأن تتوقف عن مضغ هذه اللبانة التى لابد أن طعمها صار فى منتهى المرارة من طول مضغك لها ، وقلنا أن هذه العقدة كانت بسبب الجهاز الأمنى البغيض ، انتظرنا كل هذا لكن المفاجأة أن ما صدر من فضيلتكم كان علينا أشد وأقسى ، ازددت انبطاحاً أمام الكنيسة ، وحقق فيلم شارع الهرم أعلى إيرادات فى تاريخ السينما ، وتوحش الليبراليون فى الحط على الشريعة ، وازددت أنت هجوماً ، وسخرية من السلفيين حتى وصفتهم بالخوارج ، بل وصل الأمر إلى رفع أمرهم إلى الباب العالى بكتابة مقالة تحذر من خطر السلفيين فى جريدة أمريكية ، ثم جاءت الحالقة يا فضيلة المفتى ، تحملت كل ما كان ، ووسعك الصبر والعفو عن كل هؤلاء ، وابتلعت كل هذه الاستفزازات لكن الذى لم تصبر على تحمله ، ولم تقدر على ابتلاعه ، وقررت ألا يمر هو كلام الشيخ أبى إسحاق الحوينى
وأنا أستحلفك بالله يا فضيلة المفتى يا رأس الفتيا فى رأس بلاد المسلمين هب أن الشيخ الحوينى أخطأ – مع أنه لم يخطأ – فهل الرد على ذلك يكون فى ساحات القضاء أم فى مجالس العلم والمناظرات ؟ الرجل لم يتهمك فى قضية شخصية الرجل اتهمك فى أمور شرعية ، أيكون الرد فى ساحات المحاكم أم أمام أكابر العلماء ؟ أيكون الرد بمحضر مكتوب أم برد علمى مشفوع بالوحى وأقوال العلماء ، فضيلة المفتى كنت أتصور أن يتحول غضب صاحب الحق إلى طلب مناظرة على الفور وعلى رؤوس الأشهاد ( أتحداك أن تفعلها ) أو مباهلة على أعين الناس ( سمعت أنك طلبت مباهلة السلفيين وأنا جاهز فحدد الزمان والمكان ) ثم إن لم يكن رأس الفتيا فى رأس العالم الإسلامى هو الأسوة والقدوة فى الحلم والعفو والصفح فمن يكون إذن ؟
هذه المحاكمة فى الحقيقة إنما هى محاكمة لك ، وإساءة لشخصك ،ودليل جديد على أن عداوتك للسلفيين فوق كل عداوة وأن الذى تبغضه لأجلهم لا علاقة له بما تتهمهم به .
فضيلة المفتى ما أهون ساحات القضاء فى الدنيا أمام قاض يجوع ويظمأ ويتعب وينسى وغاية ما يحكم به حكم هزيل مهما عظم ، لكن غداً يا فضيلة المفتى نجتمع فى ساحة رهيبة عند من لا ينسى ولا يعزب عنه مثقال ذرة ، غداً يا فضيلة المفتى نجتمع فماذا تفعل إن سألك الملك عن كاميليا وغزة وفوائد البنوك وأفلام العرى وتعطيل الحدود ومصادمة الشريعة والمسلمين فى غزة ؟ غداً يا فضيلة المفتى نجتمع فيجزى المحسن على قدر إحسانه والمسىء على قدر إساءته .