عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 28 فبراير 2011

شنودة و وزير الداخلية و القذافي

شنودة و وزير الداخلية و القذافي
كلما اشعلوا ناراً أخمدها الله

يقول الله تعالى

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)

قلنا منذ يومين و نحن نتحدث عن وزير الدالخلية و ما صرح به في برنامج "مصر النهاردة":

” أن النصر كله من عند الله، و أن ما نحن فيه الآن هو من الله سبحانه و تعالى و ما كنا لنحلم أن تأتي أيوم مثل هذه الأيوم التي نحياها، و لو أردنا أن نحلل و ندرس ما حدث فلن يكون هناك تفسير إلا أن الله سبحانه و تعالى قد أراد أن يزيل ملك مبارك و ينصر من خرجوا يوم 25 يناير و لا راد لقضاء الله سبحانه و تعالى"

و يشاء الله سبحانه و تعالى أن يفضح اساطير وزير الداخلية ، فمنها ما فضح من سياق حديثه المفكك و منه ما فضح في الأحداث التي جرت بعد اللقاء التلفزيوني بسويعات قليلة.

فقد قال الوزير في الحوار أن قوات الأمن من الداخلية لم تقترب من الميدان بالمرة حتى لا يحدث اشتباكاً مع المتظاهرين من يوم أن تولى الوزارة، ثم قال بعدها بثوان معدودة:

:"و اللي كانوا فوق اسطح المنازل بيرموا المولوتوف كانوا يتكلمون بلهجات غير مصرية"

خيري رمضان:"قبضتوا علىهم"

يرد الوزير بعد تردد بسيط يدل على استعداد و تمرس في هذا العمل من قبل:"مش كلهم، قبضنا على بعضهم"!!!!!!!!!

و كانت ملاحظة ذكية من أحد الأصدقاء عندما أخبرنا: "كيف يتم القبض على من كانوا فوق اسطح المنازل و سيادة الوزير ينكر وجود أي عناصر من الداخلية في الميدان؟".

ثم يشاء الله أن يفضحه خلال ساعات، ففي صباح يوم 23 فبراير2011 خرجت جحافل أمناء الشرطة المفصولين ليتظاهروا أمام مبنى وزارة الداخلية و يقومون بحرق الأدوار المختصة بالأدلة الجنائية، و كما يقول المثل كل إناء بما فيه ينضح، فهذا هو التصرف المرتقب من أمناء الشرطة و هو تصرف لا يخرج إلا من أفراد جهاز تعودوا على التصرف بأسلوب إجرامي. لقد كان هؤلاء هم أبناء الداخلية، أبناء سيادة الوزير، هم فقط تصرفوا على سجيتهم في أحسن تفسير لما حدث، أو لنفترض الأسوأ و هو أن هذا الحدث برمته تم تخطيطه من بعض أفراد الداخلية نفسها لحرق الأدلة الجنائية لصالح تحقيقات متعددة قد تطال البعض ممن يخشى بعض أفراد الداخلية أن تطالهم التحقيقات. و للعلم فهؤلاء الأمناء تم فصلهم لأسباب سلوكية تتعلق بالشرف و لايجوزعودتهم للخدمة مرة أخرى. تخيلوا 4000 أمين شرطة مفصولين لأسباب سلوكية، فكم يكون هذا الجهاز مريضاَ و كم تكون معاناة هذا الشعب من هذا الجهاز.

كلا التفسيرين يضعا علامات استفهام حول هذا الوزير الذي يؤكد كل من قابلتهم من الضباط على شراسته و ما دمت قد قررت أن أتكلم فإليكم ما قاله لي أحد ضباط الشرطة و الذي يعرف اساليب سيادة الوزير. قابلت هذا الصديق ضابط الشرطة مساء الثاني من فبراير عام 2011 بعد موقعة الجحش و أثناء استبسال اهل التحرير و تمسكهم بمواقعهم و أثناء هجوم اهل الجحش عليهم بالمولوتوف و السيوف و السنج، و عندما سألته عن الوزير الجديد قال لي أن سيادة الوزير سيطلق الكلاب البوليسية على أهل التحرير عند الفجر و لم يكن ذلك لمعلومات يعلمها هذا الضابط عن أوامر صدرت من الوزير، و لكن لعلمه بأساليب الوزير الذي اشتهر بالبطش في وزارة الداخلية.

و بالفعل، و على شاشات الفضائيات تحدث أفراد أطقم الإسعاف الطبية من شارع الجلاء ليؤكدوا أن هناك سيارات تسد شارع الجلاء مليئة بالبلطجية و الكلاب البوليسية لمنع وصول الأطقم الطبية للميدان و أنهم يستعدون لإطلاق الكلاب على أهل التحرير، و لولا أن قام المواطنون الشرفاء بالاتصال بالجيش لمنع هذه المجزرة لوقعت، و لكن الله جعل تدبيرهم تدميرهم. أعتقد بل و أجزم أن حديث الضابط قبل استغاثة افراد الطواقم الطبية من شارع الجلاء يؤكد أن ما قاله صحيحاً و أن هذا هو أسلوب سيادته.

إليكم بالثانية، هناك أخبار شبه مؤكدة أن زوجة سيادته تعمل في مكتب السيد زكريا عزمي و أن سيادته تم اختياره لهذا السبب رغم أنه تقاعد منذ عامين على الرغم من وجود من هو أقدم منه و هو اللواء وجدي صالح مساعد أول وزير الداخلية لقطاع شئون الضباط، ناهيكم عن الأخبار المتواترة أن اختيار محمود وجدي جاء على أساس عمل زوجته مع سوزان مبارك في جمعية الأمومة و الطفولة.

و لأن الله سبحانه و تعالى يشاء أن يتم أمره فنجد فضائح ضباط الداخلية تتوالى و آخرها اطلاق الضابط صلاح السجيني النار على سائق ميكروباص في المعادي بالإضافة لإصابة شاب و فتاة. هذا هو الأسلوب الذي يتم تدريب بعضهم عليه طوال سنوات خدمتهم للمعاملة مع الشعب المصري.

نسينا أن نذكر شيئاً مهماً و هو أن بعض أجهزة وزارة الداخلية تقوم بقمع و إذلال الشعب المصري على نفقته الخاصة، فهذه الوزارة جندت أكثر من مليون و خمسمائة ألف فرد أمن مركزي لمدة ثلاثين عاماً لحفظ أمن النظام الحاكم – و قد ثبت فشلهم- و كان كل ذلك على نفقتنا الخاصة. أضف لفاتورة الحساب دروع الجنود و ملابسهم و مأكلهم و مشربهم و تكاليف إعاشتهم و تدريبهم و تعطيلهم عن العمل في وظائف قد تفيد الوطن......

أضف إلى ذلك جميع السيارات المصفحة التي دهست أجسادنا دفعنا نحن فواتيرها و حساب وقودها و عمولات استيرادها..........

الرصاص المطاطي الذي اخترق اجسادنا و اعيننا دفعنا نحن فواتيره و فواتير شراء البنادق التي أطلق منها و عمولات استيراده.......

الرصاص الحيّ الذي اخترق جماجم و صدور المصريين ليرديهم قتلى ثم يدعي الوزير أن ذلك كان للدفاع عن النفس دفعنا نحن فواتيره و عمولات استيراده........

أجهزة تعذيب المصريين في أقسام البوليس و أقبية مباحث أمن الشيطان، يدفع هذا الشعب من قوته ثمنها كي تقطع بها أوصاله........

أجهزة التصنت و مرتبات ضباط مباحث أمن الشيطان و سياراتهم و مبانيهم، دفعها هذا الشعب المسكين من دمه كي تصلت على رقبته و تعد عليه أنفاسه و تراقبه آناء الليل و أطراف النهار...........

كل ذلك كان على نفقتنا الخاصة و كان و ما زال من أجل حفظ أمن النظام و قهر الشعب و إذلاله.

و يلح عليّ سؤالاً مهما، لماذا لا يبقى وزير الداخلية في مكانه؟ لماذا لا يتحمله المصريون بقية أيامه في هذه الوزارة؟

و الإجابه أنه حتى وظيفة وزارة الداخلية التي تضطلع بها في حفظ الأمن هي لا تقوم بها الآن، و الدليل اختفاء الأمن من الشوارع اللهمّ إلا الظهور أمام عدسات التلفزيون المصري ثم مصافحة المواطنين لهم في شكل هزلي، فالمضحك المبكي أن يقف عميد شرطة ليشير بيديه للسيارات حتى يبرهن أمام الكاميرات أنهم يقومون بدورهم، و يا ليتهم حبكوا المسرحية فأتوا برتبة تناسب هذا العمل. إن النظام السابق و الذي ما زال يتمسك بمواقعه يقوم بمحاولة إفقاد المواطن شعوره بالأمن من أجل تركيع الثورة. لقد قامت الشرذمة الباغية في الداخلية بدور البلطجي الذي يروع الآمنين حتى يظل مسيطراً عليهم.

ثم يقوم بعض عناصر وزارة الداخلية بالمبكاة المنظمة على الفضائحيات و برامج التوك شو، فتجد أفراد الداخلية في شكل هزلي مفضوح و منظم بالاتصال و البكاء و النحيب بأنهم ظلموا و أن المتظاهرين هم الذين هاجموهم و طاردوهمو أن كل ما يرجونه أن يستعيدوا ثقة الشعب. حتى تمثيلياتكم هزلية مثل أفعالكم. و تعتمد هذه الفضائحيات على أن الكثيرين من المصريين يكتفون بدور المشاهد و لا يتابعون الأخبار على صفحات الشبكة العنكبوتية حيث أفلام الفيديو تفضح الداخلية في جريمة تهريب المساجين و تجنيد البلطجية.

لقد تسببت الفئة الضالة من ضباط الشرطة في تلويث سمعة الآلاف من الشرفاء الذين يؤدون عملهم على أكمل وجه في إخلاص و تفان.


و لأني واثق في أن الله تعالى سيتم أمره و أننا لا نملك من أمرنا شيئاً اللهم الا الأخذ بالأسباب حتى لا يكون للذين ظلموا علينا حجة، فإن الله سبحانه و تعالى سيفضحهم يوماً بعد يوم و يجعل تدبيرهم تدميرهم.


أما ما كان من شنودة و الذي يشغل منصبه منذ عدد سنين يقترب من عدد السنين التي يشغل فيها القذافي منصبه، فقد حاولت تجاهله كثيراً و لكن الرجل مصر على أن يجعل من نفسه آية. فشنودة يتعمد إثارة الفتنة في كل وقت و حين و لا يترك فرصة حتى يمارس فيها هوايته حتى كاد – لولا فضل الله علينا- أن يضل أخواننا من الأقباط الشرفاء بأفكاره التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فعندما قامت القوات المسلحة بهدم جدار دير بمنطقة وادي النطرون، أراد شنودة استغلال الحدث كعادته.

حيث ادعى الرهبان في رسالة استغاثة وجهوها للقوات المسلحة أنه قامت مجموعة من القوات المسلحة مكونة من سبعة مدرعات وعربات للشرطة العسكرية وعدد من الأفراد لا يقل عن مائة فرد مسلحين بتسليح كامل، و قاموا بهدم سور صغير فى مواجهة الدير الأثرى، و تم ضرب كميات هائلة من الذخيرة الحية والطلقات الصوتية والمطاطية وقذيفتان RBJ خاصة بالتدريب العسكرى على الرهبان والعمال العزل الذين خرجوا ليروا ما يحدث لديرهم، مشيرة إلى أن لدى الدير أغلب الفوارغ الناتجهة عن ذلك القصف. وأضافت أن هذا أسفر عن إصابة أحد الرهبان وإصابة أربعة شباب من العاملين والزائرين للدير بجروح خطيرة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.

تأملوا هذا الكذب البواح : سبعة مدرعات و كميات هائلة من الذخيرة الحية ثم في النهاية اصابات لم نرى لها صورة!!!!!!!. ( عفواً فسيخرجون علينا بصور للإصابات قريباً حتى لو أحدثوها في أنفسهم متعمدين)

و عندما ذهب الأقباط لأبيهم شنودة للاستفسار و النصيحة رد عليهم مرتدياً مسوح الرهبان "ربنا كبير" . كعادته في تهييج الأقباط لا يحاول أبداً أن يهدأ منهم أو يكبح غضباً، دائماً يجعلهم يعتقدون أنهم مضطهدون و مظلومون. و خرج الأقباط في مظاهرة من مظاهراتهم الذي اعتادوها أيام أن كان النظام القديم يتحاشى الاقتراب لهم حتى لو قتلوا جنوده و حاصروا مقار دواوينه، خرجوا حتى منّ الله علينا و استطاع الشباب المسلم أن يحاورهم و يعيدهم إلى رشدهم.

و قد نفى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر بشكل لا يدعو للشك ادعاءات رهبان دير بمنطقة وادي النطرون بأن عناصر من الجيش هاجمت الدير لمحاولة هدمه. وأوضحت أن القوات قامت بهدم سور خارجي تم بناؤه بغير ترخيص رسمي على أرض ملك الدولة وذلك خلال الفترة التي انسحبت منها الشرطة من الشوارع أثناء الثورة المصرية التي أزاحت الرئيس السابق حسني مبارك.

وقال المجلس الأعلى للقوات المسلحة في رسالة نشرها عبر صفحته على موقع فيسبوك الاجتماعي التي أنشئت للتواصل مع الشعب: "لم تقم القوات المسلحة بأي اعتداءات على دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون ولا توجد أي نية مطلقا لهدم الدير إيمانا منا بحرية وقدسية أماكن العبادة للمصريين".

وأضاف البيان أن "ما تم التعامل عليه من قبل القوات المسلحة هو بعض الأسوار التي بنيت على الطريق وعلى أراض مملوكة للدولة وبدون سند قانوني".

وأهاب المجلس بأبناء الوطن "عدم الاستماع أو ترديد الشائعات التي تضر بأمن ووحدة النسيج الوطني لهذه الأمة العظيمة في هذه اللحظات الحاسمة".

وفي رسالة أخرى قال المجلس: "يؤكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة على عدم وجود أي حرائق أو أضرار بكنيسة ماري جرجس برفح ويهيب بأبناء الوطن الشرفاء تقصي الحقائق قبل النشر وعدم ترديد الشائعات".


و اعتداء بعض رجال الدين المسيحي على أراض الدولة أمر اعتدناه من أيام النظام القديم كما اعتدوا على شارع رئيسي في مرسى مطروح لضمه لمبنى الكنيسة، و بالطبع يصرخون في شكل مقيت اعتدنا عليه حتى سأمناه إن قامت قوات الأمن بمحاولة منعهم من إجرامهم. و واقعة كنيسة العمرانية التي قام بعض النصارى فيها بتحدي الدولة و محاصرة مبنى ديوان محافظة الجيزة، ثم أفرج النظام الهزيل عن كل مثيري الشغب لاسترضاء شنودة.


معتقلي 25 يناير ما زالول في غيابات السجون و المعتقلين من مثيري الشغب النصارى يفرج عنهم بقرارات من رئاسة النظام السابق.............


و سوابق شنودة قديمة منذ أن كان يدعى نظير جيد و يقوم بالكتابة في أحد دوريات المسيحيين و كان يدعي أن المسلمين قد أحرقوا المسيحيين في السويس عام 1952 و هذا الكلام لا يردده إلا المواقع المسيحية المتطرفة رغم شهادة كل الشهود بأن المسلمين قاموا بحماية الضباط الأقباط الذين اتهموا باطلاق النار على المسلمين( لهذا حكاية طويلة سنسردها بإذن الله في وقت لاحق)، و خرج نظير جيد ليشعل نار الفتنة باسلوبه الركيك المعتاد.

و في عام 1971 قام بالتحريض في الاجتماع الشهير للقضاء على سيطرة المسلمين على البلاد استعداداً لطردهم من البلاد و اقامة دولته القبطية.

و إليكم النص الحرفي من حيثيات حكم محكمة القضاء الإداري بتاريخ 3/1/1982 ، في التظلم المقدم من البابا شنودة ضد قرار رئيس الجمهورية بعزله عن منصبه.

" إن البابا شنودة خيب الآمال ، وتنكب الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد ، واتخذ من الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية ، كل أقباط مصر براء منها وإذا به يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا لها على حد تعبيره بحرا من الدماء تغرق فيه البلاد من أقصاها إلى أقصاها ، باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة ، وعلى غير هدى ، في كل أرجاء البلاد ، غير عابئ بوطن يأويه ، ودولة تحميه ، وبذلك يكون قد خرج عن ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر". و هذا الكلام ليس من عندي و لكنها حيثيات حكم مودعة في وزارة العدل.

و نعود من هذه اللمحة التاريخية التي لا يسعفني الوقت لاكمالها و لكن أنصحكم بالتوجه لموقع الدكتور العلامة المجاهد/ محمد عباس لاستعراض كتاب النصارى و الموجود على موقع العلامة المجاهد، و في هذا الكتاب كل ما يحيط بنظير جيد من حقائق تدينه و تورطه في احداث الفتنة الطائفية في مصر.

و من أحداثنا المعاصرة ما يدينه عندما قام بنصيحة الأقباط يوم 25 يناير بعدم النزول إلى امظاهرات بل و أمر بإقامة قداس يوم 25 يناير في كل الكنائس حتى لا يخرج الشباب المسيحي للتظاهر، و بالطبع لا يملك شنودة إلا أن يعضد من نظام مبارك الذي صار يتبختر فيه كالقيصر و يأمر فيطاع و تأتي تصريحاته في التلفزيون الرسمي مصحوبة بلقب صاحب القداسة. و في يوم 30 يناير قام بالإدلاء بتصريح باباوي من تصريحاته التي لا تعني إلا 5% من تعداد مصر ليقول أنه يؤيد الرئيس مبارك.

و بالطبع لا نستبعد أن يكون من راكبي الموجة بعد انتصار الثورة ليقول أن الثورة أهدافها شرعية و لا نستبعد أن يقيم قداساً لحماية الثورة. إن على إخواننا المسيحيين أن يسدوا آذانهم عن كل من يدعوهم للتفرق عن اخوانهم المسلمين. إن ما يفعله شنودة لا يدخل إلا تحت إجهاض الثورة و الاستعانة بكل عناصر التدمير من النظام القديم، و شنودة نفسه ينتمي إلى هذا النظام.

و قد كانت أولى الأثافي قبل أحداث الدير المزعومة ب24 ساعة عندما وجد أحد الكهنة مقتولاً بشقته بأسيوط فتظاهر الأقباط مطالبين بدم أبيهم، هل كلما مات مسيحي أو قتل تظاهر المسيحيون للمطالبة بدمه؟ أليس فيهم رجل رشيد؟

لم نر المسلمون يتظاهرون عند مقتل أي مسلم داخل شقته، فلماذا هذا التصرف الأهوج؟


أوجه حديثي للأقباط الشرفاء من أهل مصر، لقد قمتم بالانضمام إلى أخوانكم المسلمين في ثورة مصرية عظيمة، فلا يصدنكم أحد عما بدأناه سوياً، و قد كان في خطبة الشيخ القرضاوي ما يكفي من حث المصريين جميعاً على التكاتف و الوحدة في وجه مثيري الفتن. لقد وقف المسيحيون الشرفاء ليحموا المسلمين في صلواتهم، و قام المسلمون بالعبء الأكبر في حماية ميدان التحرير من هجمة أصحاب الجحش. و شهد العالم كله بأخلاق الشعب المصري عندما اندمج في أروع ثورة في تاريخ الشعوب، فلا يصدنكم عما بدأناه سوياً أي من عناصر النظام السابق. إن النظام الذي دعا الشعب المصري لاسقاطه ما زال يعبث بأمن الوطن بكل وسيلة فاحذروا الفرقة و تعالوا إلى كلمة سواء.

أما ثالث المبشرين بجدة و ثالث شخصيات المقالة فالحديث عنه قد يرفه عن نفوس الكثير إذا استعرضنا كلمات خطابه، و لكنه سيدمي أعيننا و قلوبنا إذا تذكرنا مذابحه. إن هذا المختل لا يتورع عن قتل شعبه بأكمله حتى يظل في كرسي الحكم، و لعل مبارك و آله كانوا ليفعلوا ما فعله القذافي لولا أن منّ الله علينا و عصم بجيش مصر العظيم دماء شعبها.

و القذافي يشترك مع الوزير و شنودة أنه لا يقول كلمة إلا و كان العالم كله يعرف أن نقيضها يحدث، و يبدو أن كل ضحايا الزمن المنصرم لا يمتلكون حواسيب متصلة بالشبكة العنكبوتية و لا يمتلكون أجهزة استقبال ستالايت أو تلفاز ليعرفوا أن العالم كله يعلم أنهم كاذبون.

إنتظروا معي في الأيام القادمة الآيات التي سيريها الله لنا لتفضح كل كاذب، و لكن لي رجاء عند أخواني الأقباط الشرفاء و هو ألا يتظاهروا لإسقاط شنودة حتى يرحل مع النظام القديم، فلا فائدة من أن ينقسم المسيحيين في مصر بين مسحيي مصر و مسيحيي شنودة و الذي يطلق عليهم شنودة "شعب الكنيسة". فقط مارسوا دوركم الذي اعتدناه منكم بتوعية اخوانكم المضللين و اضربوا على أيدي من يبغون اثارة الفتنة بيننا و بنيكم.

و لكن على كل شرفاء مصر التظاهر لاسقاط وزير الداخلية قبل أن نجد أنفسنا معلقين كالذبائح في معتقلات صحراء بلزعبول الخفية.

و لا أملك إلا أن أختم على عجالة فكما قلنا سابقاً " كتبت على عجالة و لو لم تكتب على عجل لما كتبت، لأن الأحداث و الوقائع أسرع من أن يلخصها أحد بقلمه و لعل الحدث يأتي تلو الحدث و مداد ما دون به الأول لم يجف"

أختم بقول الله تعالى و هو يتحدث سبحانه و تعالى عن كل من اتخذ من دون الله انداداً يطيعونهم و يحبونهم أكثر من حبهم و طاعتهم لله تعالى:

( ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ( 165 ) إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب ( 166 ) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار)
يوسف عبد الغفار

مشهد الثورات ومشهد العدوان

مشهد الثورات ومشهد العدوان



د. أكرم حجازي | 28-02-2011 00:32

مع انفجار الثورة الليبية ضد حكم الرئيس معمر القذافي لم يعد أمام الغرب إلا أحد أمرين: إما الاستسلام لنظرية الدومينو، وإما الشروع في مقاومتها ولو بالقوة المسلحة. لذا فإن مراقبة التصريحات الغربية باتت مسألة بالغة الأهمية ربما أكثر، في بعض الأحايين، من مراقبة وقائع الثورات نفسها. إذ بخلاف الثورتين التونسية والمصرية صرنا نسمع فحيحا بعنوان: « تقسيم ليبيا» أو « مجلس الأمن» أو « تدخلات عسكرية» أو « مشاريع عقوبات» وغيرها، لم نسمعها من قبل. فما هي حقيقة الأمر؟ وما هي الأدوات التي تمكن الثورات من الاستمرارية، وعرقلة المساعي الغربية في احتواء الحدث الثوري العربي المستمر؟

التلويح بالتقسيم

كغيره من المراكز التي فشلت في توقع أي من الثورات العربية؛ نشط مركز « سترانفور» الأمريكي المتخصص، كما يقال، في التحليلات ذات الطبيعة الاستخباراتية، في نشر تحليلاته وتصوراته عن الوضع في ليبيا الثورة. ولعلنا نفهم ما يرمي إليه القذافي حين يزعم بأن الاحتجاجات تستهدف تقسيم ليبيا، وأن يواصل بمعية ابنه التهديد بإراقة الدماء والحروب الأهلية!!! وهو ما يخالف الواقع وأماني الليبيين من شرقها إلى غربها، فضلا عن مشاعر العزة والكرامة والقيم النبيلة التي استعادتها الثورة من الطاغية. لكننا لا نفهم كيف توصل مركز « سترانفور» إلى نتيجة يقول فيها: « إن تطور الأحداث في ليبيا يتجه نحو انقسام البلاد إلى شطرين، هما برقة الغنية بتاريخها الطويل وطرابلس التي أسسها الفينيقيون والتي تعتبر مركز المنطقة الغربية».

لكن هذه النتيجة فندتها مخاوف الغرب ذاته الذي بات يشعر بنوع من الفزع جراء صدمتي تونس ومصر. ولا ريب أن المتابع للتصريحات الغربية لا بد وأنه توقف عند تصريحات الرئيس الروسي ميدفيدف وهو يعلق على الثورات العربية بغضب لم يخفى على مراقب. إذ أن الروس كانوا أول من أعرب عن خشيتهم من امتداد الاحتجاجات إلى بلادهم ابتداء من مناطق القوقاز. فالاتحاد الروسي المكون من قوميات وإثنيات تعيش، كما يقولون فيما بينها من جهة وبين السلطة من جهة ثانية، حالة حرب باردة قد تنفجر في أية لحظة. ولأن الولايات المتحدة نفسها لم تعد بمنأى عن التفكك؛ فقد كان من الأولى بمركز « سترانفور» أن يقلق على حاله قبل أن يقدم ما يشبه التوصيات والدعم لأطروحة القذافي الذي تَحصَّن في ثكنة باب العزيزية في طرابلس، وكأنها نواة لدولته الجديدة التي تلائم الغرب والأمريكيين معا.

التقسيم لوح به رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي كان أكثر بلاغة من الروس، ليس حين قال بأن: « ليبيا خرجت عن سيطرة القذافي» بل لأنه قال: « إذا كنا نتفق جميعا على وضع حد لحمام مروع من الدم، فلا بد من القول أننا أمام مستقبل مجهول، حيث يمكن أن نرى بلاداً حرة وديمقراطية أو مراكز خطر للأصولية الإسلامية». تصريح سارع ماركو فينتورا من مكتب بيرلسكوني، إلى استدراك خطورته عبر التقليل من قيمته مشيرا إلى أنه: « لا يعدو تفسيراً للأحداث الدموية الجارية في ليبيا منذ 17 من الشهر الجاري»!!!

مثل هذه التصريحات تجعلنا نتوقف عند نوايا الغرب، ليس تجاه ليبيا الثائرة، فحسب، بل وتجاه الثورات العربية المحتملة في قابل الأيام والشهور. ولا شك أن نظرية الدومينو أكثر ما يخيف الغرب. وطبقا لها؛ فإذا نجح الحجر الأول في إسقاط التالي فإن احتمالية سقوط الحجر الثالث تتضاعف، لكن الأسوأ حين يسقط ثلاثة أحجار دفعة واحدة على حجر رابع. آنذاك يمكن أن تسقط السلسلة برمتها، بصورة تبعث على الذهول. وهذا بالضبط ما يخشى منه الغرب. ولعل طرافة الحدث الثوري تكمن في كون الحجارة الساقطة انتظمت مع الثورة الليبية لتشكل سلسلة قد تهوي بثقلها على اليمين وعلى اليسار وتعزز من فرضية انفراط العقد فعلا.

والأكيد أن لمثل هذا السقوط المدوي تداعيات لا يمكن التنبؤ بها. وصدىً يصعب رصده سواء على المستوى الأوروبي أو الآسيوي أو الأفريقي أو حتى الأمريكي اللاتيني فضلا عن مستوى الدول ذات القوميات والأعراق المتعددة. باختصار ثمة خوف من فوضى قد تسمح بانقلاب الموازين ونظم العلاقات الدولية والتحالفات المحتملة.

عدوانية العقوبات

كما سبق وأشرنا؛ فإن ليبيا، الشعب، ليست علمانية ولا لبرالية، ولا نظامية بقدر ما هي فردية. فالسلطات تجتمع بشكل منظم في يد فرد لخدمة الفرد نفسه وسلطته. وإذا كان الغرب قد وجد من القوى أو المؤسسات ما يعينه على التعامل معها والركون إليها في تسلم السلطة الجديدة وحماية مصالحه فإن البديل في ليبيا يكاد يكون منعدما تماما. ورغم التلويح الأمريكي والأوروبي بدراسة كل الخيارات للتعامل مع ليبيا بما فيها الخيار العسكري إلا أن الواقع والتجربة تجعلنا نتحفظ على خوض مثل هذه المغامرة، وهو توصيف - المغامرة - ورد حتى على لسان بعض المسؤولين الأوروبيين. وبحسب بيرلسكوني؛ وبعيدا عن ابتزاز القذافي وفزاعته، ثمة مخاوف فعلية من « الإسلام الجهادي » في ليبيا. إذن ما هو الحل؟

منذ الثلاثاء الماضي بدأ الحديث عن عقوبات ضد ليبيا. ومنذ أول أمس طلبت فرنسا وبريطانيا من مجلس الأمن مناقشة مشروع قرار عقوبات يستهدف، في الظاهر، شلّ قدرات القذافي عن شن هجمات على المدنيين. ومن بين البنود المطروحة: (1) حظر جوي على ليبيا يستهدف منع القذافي من استخدام الطائرات في قصف المدنيين بما فيها الطائرات المروحية، وكذلك وقف تدفق جيوش المرتزقة على البلاد، ومنع سفر المسؤولين الليبيين، و (2) تجميد أرصدة السلطة الليبية من الأموال المودعة في الخارج، و (3) فرض حظر على تصدير الأسلحة، و (4) إحالة ملفات المتورطين في الاعتداء على المدنيين على المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية .. والأكيد أن قائمة البنود مرشحة للمزيد.

في المحصلة؛ ما يسعى الغرب إلى القيام به ليس سوى استعماله لأدواته العدوانية التقليدية ممثلة بمجلس الأمن ومؤسساته التابعة له ضد الشعوب، وليس ضد النظم الديكتاتورية التي ما زال يقدم لها اليدعم والحماية في شتى أنحاء العالم. فالغرب هدد الرئيس المصري حسني مبارك، وحث على تنحيته عن السلطة، ولم يسمح ببقاء الرئيس التونسي في الحكم رغم أن عدد القتلى لم يصل إلى المائة!! إلا أنه صبر على تهديدات القذافي رغم تواتر الأنباء عن القصف الجوي لحشود المواطنيين والمذابح الوحشية فضلا عن التهديد بالحروب الأهلية وأنهار الدماء من زعيم لا يمتلك أية شرعية تذكر ولا من أي نوع.

مع أن الليبيين يبدون فاقدي الحيلة إزاء جرائم القذافي ووحشيته إلا أنهم لا يتقبلون أي تدخل عسكري غربي في بلادهم. ولا أحد يتمنى من العرب أو المسلمين أي تدخل من الغرب. فالعقوبات والظهور بمظهر المتألم من الجرائم بحق المدنيين يكذبه التاريخ الطويل والمستمر للغرب تجاه الشعوب المستضعفة لاسيما العربية منها والإسلامية. فالغرب يبحث فقط عن مصالحه. والسؤال الآن: إذا كان الغرب مقتنعا بأن القذافي لم يعد يسيطر على ليبيا، ولا يمكنه البقاء في الحكم؛ فلماذا يتدخل مجلس الأمن لفرض عقوبات على سلطة زائلة؟ ولماذا يناقش إمكانية حظر جوي بينما ثمة في الغرب نفسه من يرى صعوبة تطبيقه على الواقع بحجة اتساع الحدود وطول الشواطئ؟ ولما تكون الثورة في تونس ومصر قد نجحتا؛ أليس من الأولى ملاحقة أرصدة هؤلاء الآن بدلا من ملاحقة أرصدة زعامة زائلة يمكن فيما بعد ملاحقتها عن طريق الحكومة الجديدة؟

الأكيد أن مشروع العقوبات لا يستهدف القذافي ولا سلطته بقدر ما هو مشروع عدواني وشرير يجب إسقاطه وإظهار العداء له وليس التصفيق له أو تمني صدوره وكأنه حبل النجاة من جرائم يرتكبها القذافي بتواطؤ غربي منحط. كما أنه قرار عدواني ليس الشعب الليبي إلا أول ضحاياه .. قرار يمهد لمحاصرة ليبيا الثورة، وحجز ثرواتها، والتحكم في مواردها لاحقا، ومنع تقدمها، وتنميتها، أو الاستفادة من مواردها، حتى تكون أدوات ضغط مذلة ومهينة على الشعب الليبي وقاهرة للشعوب العربية والإسلامية.

إذن كل ما يريد الغرب قوله من هكذا قرارات ليس سوى التمهيد لمحاصرة الثورات العربية وتجديد إخضاعها ومعاقبة الشعوب المنتفضة على طغاة لطالما سبحوا بحمد الولايات المتحدة وبركات إسرائيل. ولما يكون هذا هو التاريخ والواقع فلماذا يعول البعض على العقوبات أو يستعجل التدخل الدولي؟

العقوبات تعني أيضا اعتراض مسار التغيير بإضافة أعباء جديدة في لحظة تحقق فيها الأمة أول إنجازاتها الكبرى منذ عقود طويلة. إذ أن تجميد الأرصدة أو الودائع الليبية لا يستدعي، مع مجرم كالقذافي، تدخلا من مجلس الأمن. فهو إجراء يمكن أن تقوم به الدول منفردة أو مجتمعة، إما عبر البنوك أو عبر وزارات المالية أو عبر المؤسسات الإقليمية كالاتحاد الأوروبي. وعلى فرض أن العقوبات محدودة الوقت، وهذا غير متصور، فمن يضمن رفعها بذات السرعة التي يتم فرضها بها؟ ومن يضمن ألا يتم ترقيتها إلى مشروع حصار دولي لاحقا؟

أسوأ ما يمكن تصوره في العقوبات أنها واحدة من أشد الإجراءات إجراما وتواطئا فيما يتعلق بالمذبحة القائمة في ليبيا. فما نعرفه ويعرفه الجميع أن العقوبات بوصفها إجراء يستدعي مرور وقت لا بأس به حتى يكون لها أثر فعلي. وهذا الوقت ضروري كي يتم استنزاف المخزون من الموارد. فإن مشروع القرار لا معنى له، في هذا السياق، سوى معاقبة الشعب الليبي لاحقا أو إطالة أمد حكم القذافي حاليا، وإعطائه المزيد من الوقت لممارسة القتل أو استعادة السيطرة على الوضع، مع إبقائه، لاحقا، تحت السيطرة والتحكم من قبل الغرب.

مشكلة الغرب أنه ما زال تحت الصدمة. والارتباك يسيطر على تصرفاته. وسنة الله في خلقه ماضية. وكلما مكروا مكرا جاء مكر الله أكبر. كان من الممكن ألا يقفوا عقبة أمام الثورة الليبية والانحياز إلى حقوق الشعوب وابتلاع الحدث!!! لكنهم أبوا إلا التواطؤ مع القذافي في سفكه المتوحش للدماء واستعماله أسلحة استراتيجية في مواجهة شعب احتج عليه بأدوات سلمية لا تزيد عن اللافتات والشعارات والحناجر. وفي سعيهم لفرض العقوبات، بهذه النوايا الخبيثة، إنما يفرضون على الناس حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم. وبهذه الطريقة يكون الشعب الليبي قد قدم إضافة نوعية حقا في مسار الثورات العربية كان من الممكن على الغرب والنظم السياسية التي تواطأت مع القذافي أو دعمته، تجنبها لا سيما أنها ليست بمنأى عن الاستهداف بالتغيير. هذه الإضافة قد تفتح الباب لثورات مسلحة لاحقا، ستكون أشد مراسا وصلابة وتحديا وعنادا مما سبقها حتى الآن. فالقمع الوحشي يوغر الصدور على الأنظمة السياسية، ويزيد من جرعة القهر ورد الفعل. فكيف سيتجنب الغرب العنف لاحقا وهو من صمت عليه اليوم؟ وكيف سيمكنه منع وقوعه إذا أصرت النظم السياسية على الاستعانة بقوتها التدميرية في قمع الاحتجاجات؟

الجيش والشارع

الثابت أن الجيش الليبي قليل العدد، وضعيف العدة مقارنة بكتائب النظام الليبي ذات التجهيز العسكري الأرفع عددا وعدة. ولقد شهدنا انشقاقات عسكرية واسعة النطاق في مختلف القطاعات العسكرية سواء في سلاح الطيران أو البحرية أو المشاة. وبما أن القذافي طرد من شرق ليبيا فإن كل حصونه العسكرية ومطاراته وقواعده ومخازن أسلحته وقعت بيد الثوار أو القوات المتواجدة هناك. كما شاهدنا انحيازات لضباط كبار في الجيش والأمن التحقوا بالثورة وبثوا بيانات مرئية وفي مقدمتهم عبد الفتاح العبيدي. والسؤال: لماذا لم يتدخل الجيش حتى الآن في معركة طرابلس؟

بطبيعة الحال في مثل هذه الظروف حيث تسود الفوضى من الصعب معرفة ما يحصل أو ما يجري التخطيط له. لكننا بيانات الضباط المرئية بدا وكأنها تعبر عن انحيازات فردية إلى الثورة لاسيما وأنها تضمنت دعوات إلى الجنود والضباط للالتحاق بالثورة. وبالتأكيد فإن هذا الأمر لا يعني أن القذافي يحظى بولاء الجيش بقدر ما يبدو الأمر إعادة تنظيم القوات المتواجدة في الشرق وربط التواصل ما بينها وبين القوات التي التحقت بالثورة في منطقتي الزاوية ومصراتة. وهذا يحتاج إلى بعض الوقت كي نشهد تحركا مضادا من قبل الجيش.

لسنا نستبعد تحرك الجيش، المساند للثورة، لاحقا. لكنه كان ملفتا للانتباه ذلك التحرك الذي دشنته الثورة المصرية يوم الجمعة حين احتشد مئات الآلاف من البشر في ميدان التحرير ومسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية انتصارا للثورة الليبية والمطالبة بإسقاط حكومة أحمد شفيق ومحاكمة الرئيس المصري. وكذا تفجر الأوضاع في اليمن بشكل بالغ القوة. هذا التواجد الشعبي الدائم في الشوارع والساحات والميادين يشكل أحد أقوى الضمانات على الإطلاق للشعوب وهي تساند بعضها البعض.

اللافت للانتباه أن العلماء باستطاعتهم أن يكونوا ضامنا قويا لو أنهم تقدموا الصفوف. لكنهم قلما يفعلون ذلك. وفي المقابل فإن مراقبة إعلانات الاحتجاجات العربية، على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يرى أحد المتابعين في موريتانيا، تبعث على الدهشة، وهي تتخذ من يوم الجمعة منطلقا لها. لا شك أنه اختيار له مبرراته الاجتماعية باعتباره يوم عطلة رسمية في أغلب الدول العربية، لكنه في نفس الوقت يوم مميز للمسلمين، حيث تنطلق المظاهرات من المساجد في أعقاب الصلاة.

بالأمس طالبت الشعوب بالكرامة، ثم دعت إلى إسقاط النظام وليس الرئيس فحسب .. وأقامت الصلاة في الشوارع والساحات والميادين .. واليوم تخرج من المساجد .. والتمسك بهوية الدولة الإسلامية صارت من التحديات التي « دونها الموت» .. وفي ليبيا أكثر الشعارات إسلامية .. وأعلى الصيحات صيحات التكبير .. وأقوى الدعوات تلك المتشبثة بالتوحد والتماسك .. فهل ثمة منطق في دعوات التقسيم؟ وهل ثمة مبرر للعقوبات غير العدوان؟ والسؤال الأهم: إذا كان هذا هو مشهد الحدث الثوري، في بدايته، فهل سنشهد في أوسطه أو نهايته ثورات تطالب بتطبيق الشريعة أو إعادة الخلافة؟

إهدار 336 مليار جنيه من أموال المنح على مؤتمرات وسفريات ومكافآت القيادات والخبراء الأجانب

إهدار 336 مليار جنيه من أموال المنح على مؤتمرات وسفريات ومكافآت القيادات والخبراء الأجانب

طالب بفتح ملفها خلال حكم مبارك.. راضي:


كتب صلاح الدين أحمد (المصريون): | 28-02-2011 00:46

طالب النائب البرلماني السابق محسن راضي بضرورة فتح ملفات الفساد، وإهدار أموال المنحة الأمريكية والأوربية التي حصلت عليها مصر لاخل الفترة ما بين عامي 1982م و2005م والتي بلغت أكثر من 336 مليار جنيه، منها 6 مليارات دولار خصصت لدعم نظام الحكم والديموقراطية.
وقال راضي إن التقارير الرسمية أكدت أن معظم هذه المنح ذهبت إلى الخبراء الأجانب وأنفقت على عقد المؤتمرات، فضلا من إنفاق 872 مليون دولار علي برنامج تحديد النسل وإنفاق 10 و9 مليون دولار، هي عبارة عن مكافآت لعدد من المصريين والأمريكيين الذين اشرفوا على تعديل المناهج الدراسية بالمدارس المصرية كي تتواءم مع الرؤية الأمريكية، وإنفاق 4 و14 مليار دولار لبند التنمية الاقتصادية منذ عام 1979م وحتى منتصف 2006م، وإنفاق 152 مليون جنية لدعم التنمية الاجتماعية.
وتساءل راضي: أين حكومة الحزب "الوطني" التي أدارت البلاد خلال الحقبة الماضية من تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي كشف عن إهدار أكثر من 6 مليارات جنية من أموال المنح والقروض، وأيضا ما أكدته رئيسة الإدارة المركزية بوزارة التجارة والصناعة من أن 95% من الأموال المخصصة للمشروعات الصغيرة والمتوسط يتم إهدارها في عقد المؤتمرات والمكافآت وغيرها، بينما لا يستفيد الشباب إلا من 5% فقط ودعم مساهمة المشروعات الصغيرة في الاقتصاد المصري إلا بـ4% مقارنة بـ60% في الصين و56% في تايوان و70% في هونج كونج.
كما تساءل عن مصير منحة قدرها أكثر من مليار جنيه لتحديث الصناعة من الاتحاد الأوروبي، وقال: للأسف تم إهدار أكثر من 900 مليون جنيه على المؤتمرات والندوات، بالإضافة إلي استقدام خبراء أجانب لم يقدموا إلا دراسات نظرية.
ودل بما كشفه تقرير صادر عن مجلس الشورى عن إهدار مركز تحديث الصناعة نحو 120 مليون يورو علي المؤتمرات والرواتب الخاصة بالخبراء الأجانب والندوات وطباعة الكتب والسفريات المختلفة لمسئولي برنامج تحديث الصناعة.
وقال راضي إن المنح التي وجهت لبرنامج تحديث الصناعة كان الهدف الأساسي منها إحلال وتجديد المعدات وإدخال التكنولوجيا علي الصناعة المصرية لرفع الإنتاجية، وتابع: للأسف ما تم فعليا هو مجرد أبحاث ودراسات وصرف أموال على الخبراء الأجانب والسفريات والمؤتمرات، حيث كان يحصل الخبير الأجنبي على 40 ألف جنيه شهريا، بإجمالي 60 خبيرا يتقاضون 2 مليون و400 ألف جنيه شهريا، وقال إن تكلفة المؤتمر تبدأ من 30 إلى 90 ألف جنيه.
وتساءل عن أوجه الاستفادة من المنح الأمريكية التي حصلت عليها مصر لقطاع الصحة والسكان والتي قدرتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنحو 895 مليون دولار منذ 1975م وحتى 2006م وعن المعونة التي قدرها الاتحاد الأوربي بنحو 150 مليون جنية والتي تقدم سنويا لمراكز البحوث الزراعية والهندسية والأبحاث البيولوجية.
كما تساءل عن جملة الإنفاق من أموال منحة "اليونسكو" بتمويل من الحكومة الإيطالية، والتي صرفت بالكامل قبل أن يوافق عليها مجلس الشعب.
وقال إن هذه الاتفاقية لم يوقع عليها مسئول تنفيذي بالحكومة لكن الذي وقع عليها بالمخالفة للدستور الدكتورة فرخندة حسن الأمين العام للمجلس القومي للمرأة والذي ترأسه سوزان مبارك حرم الرئيس السابق حسني مبارك.
وقال غن من بنود هذه الاتفاقية صرف ألف دولار شهريا لمنسق فريق فن تطريز التلي، وألف دولار شهريا لمدرب تكنولوجيا المعلومات، وألف دولار شهريا لمستشار مراقبة جودة تطريز التلي، وألف دولار شهريا لمنسق التدريب، وألف دولار شهريا لخبير التسويق وصرف 100 دولار للفتاة المتدربة بإجمالي 1200 فتاة بقيمة 120 ألف دولار.
وقال إن المفاجئة في هذه المنحة وجود بند يشير إلي تخصيص عشرة آلاف دولار لشراء عمود صحفي بإحدى الصحف شهريا.

المعركة الخطأ في الوقت الخطأ

المعركة الخطأ في الوقت الخطأ

جمال سلطان | 28-02-2011 00:37

أستغرب كثيرا من بعض القيادات السياسية التي تحاول إثارة جدل كبير وتطالب بتغيير الدستور كله من أجل المادة الثانية للدستور ، والتي تنص على أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للتشريع ، أستغرب ذلك لأني أعلم أنهم يعلمون بوجه اليقين أن كلامهم هذا مستفز للغالبية الساحقة من المصريين ، وأن أحدا منهم على المستوى الشخصي لا يستطيع أن يواجه الشعب بهذا الطلب في أي ميدان ديمقراطي ، وأنا أتحدى أي معارض أو حكومي أن يعلن خوضه انتخابات مجلس الشعب أو حتى انتخابات المجلس المحلي وهو يضع على ضمن برنامجه الانتخابي إلغاء الشريعة الإسلامية من الدستور .

أنا أتفهم تماما أي مطالب جدية تؤكد على مدنية الدولة ، بمعنى أن الكل أمام القانون سواء ، لا تمييز على أساس دين أو جنس أو عرق أو انتماء ، وأن الشعب هو مصدر السلطة ، وهو الذي يختار حاكمه وهو الذي يعزله ، وأن لا أحد يحتكر الحديث باسم الدين وأن حقوق الأقليات الدينية ومعابدهم وخصوصياتهم الاجتماعية محمية بقوة القانون ، وأنهم شركاء في الوطن لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ، أتفهم ذلك وأدافع عنه أيضا ، رغم إيماني بأن تلك القضية مفتعلة أو وهمية ، نتيجة غيبوبة فكرية لبعض النخب التي تعيش في أجواء أدبيات سياسية كلاسيكية تناقش النظم الدينية في أوربا في العصر الوسيط ، ولذلك أتفهم التأكيد على تلك المعاني للتذكير بأن القانون في الإسلام يختلف عن تلك النظم الدينية والطائفية ، ولكني لا أتفهم أبدا أن يثير بعضهم ضجة مفتعلة من أجل أن يأتي بالشريعة الفرنسية أو الألمانية بديلا للشريعة الإسلامية في مصر ، أو أن يحتج على النص على أن دين مصر هو الإسلام الذي يدين به ثمانين مليون مصري تقريبا يبلغون قرابة 94% من سكانها ويصطنع من ذلك هوجة ومعضلة مفتعلة ، فهذا لا يمكن فهمه إلا على أنه خصومة مباشرة مع الدين الإسلامي نفسه ، وكراهية لذكر الإسلام واحتقار وعداء لحضارة المسلمين وتراثهم القانوني والأخلاقي ، لا معنى للمسألة غير ذلك مع الأسف .

فإنك إذا كنت تحصل على مدنية الدولة والمساواة الكاملة أمام القانون وتحقيق كل المبادئ الأخلاقية المتفق عليها بين البشر وحماية قانونية ودستورية كاملة لحقوق الأقليات ، فلماذا ترفع شعارا لا مضمون له ، ولماذا تصر على اختراع معركة مع الدين نفسه ، ولماذا تمارس القهر الفكري والأدبي للغالبية الساحقة من الشعب المصري ، ولماذا تفرض نخبة صغيرة وهامشية وصايتها على ملايين المصريين وتريد أن تجرعهم أفكارها وأيديولوجياتها وعقائدها ، هل كان الشعب المصري يناضل ضد الديكتاتورية الخشنة والفساد من أجل أن يأتي بديكتاتورية ناعمة أخرى لا تحترم إرادة الشعب ولا تعبأ بمشاعره ولا اختياره ، إنني ـ للأمانة والتاريخ ـ أسجل أن من يثير هذه المسألة الآن يريد عمدا تفجير الثورة وإثارة الفتنة ووأد المسيرة الديمقراطية وبعثرة طاقات الإرادة الشعبية نحو الإصلاح وخدمة ذيول المشروع الاستبدادي السابق .

على جانب آخر أستغرب قيام تيارات وجمعيات إسلامية عديدة ومشايخ ودعاة بإثارة غضب واسع بين الناس بدعوى الحفاظ على هذه المادة الدستورية ، وبيانات وتصريحات واجتماعات وجولات عصبية ومتشنجة ، رغم أن المادة غير مطروحة أصلا للتعديل الآن ، فهل فرغنا من قضايانا المطروحة لكي ننشغل بقضية غير مطروحة الآن ، ولماذا صمت هؤلاء جميعا عن مطالب الإصلاح وبقية مطالب الأمة وتمترسوا فقط عند هذه المادة ، ثم إن العتاب يفرض نفسه في تلك الحالة على هؤلاء الذين صمتوا ثلاثين عاما على فساد وإجرام واستبداد وقمع النظام السابق ، بدعوى طاعة ولي الأمر أو حتى الخوف منه أو تحاشي الفتنة المزعومة ، ثم هم يثيرون الزوابع الآن ، الآن فقط ، بدعوى الحفاظ على الدستور والمادة الثانية ، لقد نسي هؤلاء أن أبشع مظاهر الفساد والنهب للمال العام وخطف ثروات الأمة وإفقار شعبها حدثت وهذه المادة موجودة فلم تحل دون ذلك ، ونسي هؤلاء أن حصار المساجد وتأميمها من قبل وزراء الحزب الوطني وطرد الأئمة الشرفاء وإبعاد أهل العلم المؤتمنين وتوظيف خطباء الأمن والفاسدين كان في ظل هذه المادة فلم تمنع ذلك ، ونسيء هؤلاء أن أسوأ ألوان القمع والاستبداد والقتل خارج نطاق القانون للمعارضين والاعتقال مدى الحياة ونشر الرعب والفزع في قلوب ملايين المواطنين كان يتم في ظل هذه المادة ولم تمنع ذلك ، ونسي هؤلاء أن أسوأ ألوان الابتزاز الطائفي الذي مورس ضد الإسلام والمسلمين والذي شمل إهدار القانون وتسليم المواطنات لرجال الدين كأسيرات حدث في ظل هذه المادة فلم تمنع ذلك ، ونسي هؤلاء أن أبشع ألوان التزوير لإرادة الأمة وتحقير المواطن وتهميشه وفرض إرادة شرذمة الديكتاتور وحاشيته "بالجزمة" على الوطن كله كان يتم في ظل هذه المادة فلم تمنع ذلك.

فيا أيها العقلاء ، يا أيها الحكماء ، من مع ومن ضد ، المادة الثانية للدستور ، لوجه الله ، ولوجه هذا الوطن ، ولوجه أجيال قادمة تحلم بوطن حر وكرامة وأمن وعدالة ، ابحثوا عن أولويات الإصلاح وانشغلوا بها ، وأسسوا لدولة القانون والحرية ، ولا تضيعوا أوقاتكم وجهود تلك الثورة المباركة في الهدر ، وفي المعارك الخطأ ، في الوقت الخطأ ، فهذا من أكبر ما يسعد أذناب النظام السابق ، ولا يليق بنا أن نصنع بأيدينا عوائق الإصلاح والتغيير ، ونفخخ بألغام الفتنة طريق الإصلاح ، ونطيل أمد رحلة التحول إلى المستقبل المنشود .

almesryoongamal@gmail.com

أولاد الرفضة

أولاد الرفضة



عبد السلام البسيوني | 28-02-2011 00:29

عاشت مصر طوال عمرها – مذ دخل الإسلام أرضها – وأهلها الأكثرية مسلمون سنة، وأهلها الأقلية قبط أرثوذكس، لا يكدر هذه الحقيقة غير استثناءات طفيفة تتغير هي ولا تتغير الحقيقة الكلية النهائية.

فلم يحصل يومًا أن صارت الأغلبية المسلمة باطنية، أو رافضية، أو إباضية، أو خارجية تكفيرية.. ولم يحصل أن صارت أكثرية القبط بروتستانت أو كاثوليك - وإن وجدت أقليات من هؤلاء بين حين وحين – رغم محاولات أبناء هذه المذاهب مغالبة الأكثرية، أو القفز عليها بغير منطق ولا حسن تقدير!

ويستهجن الوجدان الشعبي المصري فكرة الرفض – بالذات - وسب الصحابة، والعدوان على القرآن الكريم، والبدع الغالية التي أتى بها الروافض ببطونهم المختلفة، فكان العامة من المصريين يصفون عديم الذمة، الجريء، المحتال بأنه: ابن رفَضي - بتحريك الفاء المفتوحة – أو أنه: درزي، لأن فكرة التشيع لم تكن واردة في المجتمع المصري يومًا ما، رغم تأسيس دولة رافضية ماكرة في مصر هي الدولة الفاطمية العبيدية (القداحية) (969 –1171 م.) التي أنشؤوا للترويج لها الجامع الأزهر قبل أن يكون شريفًا، وعددًا كبيرًا من المساجد الشيعية كجامع الحاكم بأمر الله المجنون (بتاع الملوخية) خارج باب الفتوح، وجامع المرجوشي نسبة للـوزير أميـر الجيوش بدر الجمالي (والمرجوشي كلمة منحوتة من أميـر الجيوش كما هو واضح) على حافة جبل المقطم خلف القلعة، وجامع الصالح طلائع بن رزيك، في الدرب الأحمر، وجامع الأقمر، في شارع النحاسين - الذي قام عليه الوزير الحرامي المأمون البطائحي، الذي بنى في مدينتي الحلوة زفتى جامع أبناء الزبير، قبل أكثر من ألف سنة كاملة.. كما أسسوا برعاية عدد من الخلفاء الفاطميين جملة من الأضرحة المعبودة ليصرفوا وجوه المصريين إليها، ويسعون منذ أكثر من قرن لإحيائها بالحيلة والتدسس والمكر.. وقد نجحت مساعيهم منذ أيام السادات رحمه الله حين جاءت طائفة البهرة الإسماعيلية لتعيد تعمير الجامع الأزهر، وسيدنا الحسين، والحاكم، وعددًا من المساجد المنسوبة لآل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم، مستغلين الذاكرة الشعبية الضعيفة، والطمع الرسمي الذي لا يبالي بالأمة وثوابتها ما داموا (سيهبرون).

ولا يتوانى أبناء الرفضة سبابو الصحابة، وجلادو التاريخ، وأعوان الظلمة، وأصدقاء الاستعمار من اهتبال الفرص إن سنحت للتأسيس لباطلهم، بنفَس طويل، وصبر جميل، ومكر أصيل، فإذا ما تمكنوا كشفوا الأقنعة، وعروا الوجوه، وأسفروا عن حقائقهم التي تواريها التقية – بفتح التاء المشددة، وكسر القاف، كمؤنث التقيّ – ويغطيها المين والمخاتلة على طريقة الضباع والثعالب! ولست في حاجة لأن أذكر سيرة ابن العلقمي المجرم، ولا العلاقمة الجدد في أفغانستان وباكستان ولبنان وسوريا وبغداد – وآه من علاقمة بغداد - الذين استقبلوا الأمريكان، ووطّؤوا لهم السبل، وفـتّحوا لهم الأبواب، ليسيل الدم أنهارًا، وتتراكم الجثث تلالاً، ويعشش الخراب أجيالاً، ويتلون دجلة بالدم والرعب في القرن العشرين، كما تلون بالدم والحبر أواسط القرن السادس الهجري..

الشاهد الذي أرمي إليه ليس (ولاد الرفضة) الذين يتآمرون على مصر حرسها الله ووقاها كيد الكائدين، بل الذين بدؤوا يحركون أفاعيهم في منطقة الخليج، بشكل واضح، ابتداء من شرقي السعودية في منطقة الإحساء، مرورًا بالساحل الخليجي كله حتى البصرة في العراق، لإنشاء ما رسمته أميركا في خرائط التقسيم الجديدة (الدولة الشيعية العربية) التي تواجهها على الضفة الأخرى الدولة الشيعية الفارسية، ليتحول الخليج العربي إلى خليج فارسي بامتياز، وليطير البترول كله من العرب السنة، ويصير ملكية رافضية خالصة، ثم لتنحسر الدولة السعودية السنية إلى صحراء نجد والربع الخالي القاحل، والدولة الإسلامية السنية في الحجاز خصوصًا حول مكة والمدينة، في مساحة لا تساوي (ثُمن) المساحة السعودية الحالية.

وبداية هذا السيناريو (العلنية السافرة) تتجلي في البحرين الآن، حيث رفعت صور خامنئي والخميني، والشعارات الرافضية الصارخة، والسب العلني للسنة، وتحريك الشارع بشكل محسوب جدًّا، ومفضوح جدًّا، فقد قامت الثورة في مصر وتونس وليبيا واليمن والجزائر بغير شعارات إلا الوطن، والحرية، وسقوط الظلم، وكان من الواجب العقلي والشرعي والوطني والقانوني مؤازرتها، ومؤازرة كل ثورة من هذا النوع الوطني الصادق، أما التعاطف مع الطائفية، والرفض، والشعارات الخبيثة الغبية، فلا أظنه من العقل، ولا الدين، ولا الوطنية، ولا القراءة العاقلة لمستقبل هذه الأمة التعيسة؛ بنخبها العميلة، أو النرجسية إن أحسنا الظن!

والحقيقة أنني غير مهتم كثيرًا بجزيرة العرب من أطرافها الأربعة إلا لكونها العمق الاستراتيجي للحرمين الشريفين..

أكرر هذه العبارة..

إنني فعلاً غير مهتم كثيرًا بجزيرة العرب من أطرافها الأربعة إلا لكونها العمق الاستراتيجي للحرمين الشريفين؛ إذ ينبغي أن تؤمن الأمةُ للحرمين الشريفين عمقًا استراتيجيًّا، وغطاء اقتصاديًّا.. فإسرائيل الصهيونية المتطرفة حتى الآن هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود.. Again: إسرائيل دولة بلا حدود حتى يومنا هذا، وتنتظر أن تمد حدودها من النيل إلى الفرات؛ لتؤمن عمقًا إستراتيجيًّا لهيكلها، وسعةً جغرافيةً لسكانها، وتنوعًا طبوغرافيًّا لقواتها، ورخاءً اقتصاديًّا لشراذمها، وقد رسمت حدودها من النيل إلى الفرات على الشيكل، وفي الكنيست لمن لم ير هذا أو يعرفه!

أفلا تفكر هذه الأمة التعيسة في عمق استراتيجي للحرمين الشريفين، يشمل جزيرة العربية كلها، بحيث تبقى هذه المنطقة من العالم، آمنة مطمئنة بلا اضطرابات، ولا مذهبيات، ولا عمالة لدول مريبة!

أفلا نحرص أن تكون هذه المنطقة بلا قلاقل، ولا تورمات، ولا توترات، ولا حركات تآمرية مريبة!؟

ولا يعني هذا أن نقر الظلم والباطل والتخلف والوجوه العميلة، بل نطالبها – بقوة - بالإصلاح، والحريات، والتأصيل لحقوق الإنسان، ونحارب فيها القهر، والظلم الاجتماعي وقصف الأقلام، والسجون المجرمة، فهذا من أبجديات التحضر، ومن بديهيات الإسلام.. رغم أنها لا تقارن في هذا المجال بالدول التي يحكمها العسكر الطواغيت!

لكن على الشعوب المسلمة عامة، وشعوب المنطقة وحكامها خاصة، أن ينتبهوا لما يكاد للحرمين، والإسلام كله، من محاولة لتطويقهما وتقويضهما وتحجيمهما، بعد أن تقوم دولة رافضة في الشرق، ودويلات تافهة في الجنوب والوسط والغرب، لتتفرق أمتنا أيادي سبأ، ونصير كيانات هزيلة، يُقضى الأمر حين تغيب، ولا تستأمر وهي شاهدة!

فكروا في حماية الجزيرة العربية، من أجل الحرمين كما فكر العثمانيون رحمهم الله في حمايتها حين أغرقوا أسطولاً بحريًّا كاملاً في باب المندب؛ لعرقلة أي سفينة معتدية تدخل للبحر الأحمر لتهدد أماكننا المقدسة، وكما بنوا في السودان مدينة سواكن، المواجهة تمامًا لجدة، ليرابط فيها أسطول بحري جاهز للمقاومة إذا هددت مكة!

وأدعو أصحاب الجلالة والفخامة ملوك وأمراء الجزيرة العربية إلى إقامة اتحاد خليجي حقيقي وفعال وشامل، يحمي قلب الإسلام ومهده، ويواجه الثقل الرافضي القادم من الشرق، ويؤسس كيانًا لا ينقسم أمام مؤامرات الغرب، الذي سيقر عينًا حين ينفذ خارطة المتصهين برنارد لويس.

ولن تكون لهذا الكيان قيمة ما لم يكن متميزًا بقيم إسلامية حقيقية؛ من الحرية والأمن والعدل، والشورى، والعلم، والبناء، والمساواة، وتشجيع الإبداع، وفسح المجال لأصحاب الآراء والمبادرة ليكونوا مساهمين فعالين في هذا الكيان الذين ستهابه الأمم، ويحمي حوزة الإسلام، ويرضى عنه المسلمون، ويباركه رب العالمين..

مع تغييب الجمود، والبداوة، والاستهبال، والادعاء، والتصلب، والانبهار الأعمى بالخواجات، واستيراد كل أشكال الباطل بأشكال تتقنع بأقنعة زائفة لا تستر العورات!

فهل تفعلون!؟

albasuni@hotmail.com

مبارك ..أطال الله عمرك

مبارك ..أطال الله عمرك
ـ هناء مصطفى




هناء مصطفى | 28-02-2011 01:16

وكأن زيول نظام مبارك عاهدوه ان يحافظوا عليه وعلى سلامة اسرته اثر خلعه , كما المحافظة على الوطن و سلامة اراضيه , وكأنهم اقسموا له ان يحترموه ويبجلوه حيا كان او ميتا كما احترام الدستور والقانون, فامانة القسم الذى اقسمه هؤلاء يوم توليهم السلطة يلزمهم بتقديم الرئيس غير الماسوف على كهولته الى المحاكمة ليحاكم على ما ارتكب من جرائم ابادة جماعية امر بها ونفذها جهاز امنه , ويحاكم على تزعمه لشبكة الفساد العنكبوتية طيلة ثلاثين عاما, وسكت عنها هو عامدا , فكم من شهيد مصرى مات خارج ارض الوطن ظلما ولم يتحرك , وكم من جندى اغتالته قوات بنو اسرائيل وغيرها على حدود مصر الشرقية ولم يكترث , وكم من قتيل اذهقت روحه جراء اهمال نظامه ولم يحاسب ذات يوم مهملا ,

كان كل مايهمه ويهم نظامه امنه وعائلته, وكانت غايته البقاء لحين تسليم مصر دفعة واحدة وبكامل اهلها لابنه ليعبث بنا كيفما يشاء , ان الوفاء للخمسمائة شهيد الذين سقطوا اثناء الثورة يحتم على كل صاحب ضميرحى الا تغفل عيناه الا بعد أن يمثل مبارك امام قاض عادل , فبأى حق يعيش بيننا حرا طليقا وهو القاتل لخيرة شباب الوطن , قتلتهم نظامه بأوامر منه ومن ابنه , ارامله فى اسرائيل اقروا بانهم ارسلوا اليه اسلحة كيماوية محرمة دوليا لقمع بنى وطنه اثر استنجاده بهم لنفاذ مخزون وزارة الداخلية المصرية , وان جهاز امنه تسلم حمولة 3 طائرات حطت فى مطار القاهرة 28 يناير , المثيرللدهشة والمؤجج للغضب الشعبى ان وزير داخليته المحبوس حاليا انما هو محبوس على ذمة جرائم تربح وتبييض اموال لا جرائم ابادة جماعية للثوار, فالجريمة الاشد التى يؤكد القانون على البدء بها لم تتم مساءلته عنها,وبناء عليه فمن الجائز ان يخرج العادلى من تلك الجرائم كما الشعرة من العجين , ان العادلى وبقية بعض رموز النظام البائد قدموا قربانا , فمحاكمة تلك الخراف لن تغن عن محاكمة مبارك وهو المحرض , لقد قتلوا ابنائنا بتصويب اسلحتهم نحو ادمتغتهم وقلوبهم برصاص العدو الاسرائيلى وبايدى مصرية, واستخدمت اجهزته سيارات السفارة الامريكية فى القتل الهيستيرى لمن قال للظالم كفى , يخطىء من يعتقد من هؤلاء القتلة ان سجلهم الاجرامى قد طوى, فدم الشهداء لن يضيع سدى, وكيف يضيع وقد اوصونا وارواحهم تفيض الى بارئها بأن تكون (ثورة ..ثورة.. حتى النصر ) ونعدهم بان الثورة من اجل محاكمة مصاصى الدماء لن تنتهى , فلن نخون دمائهم التى رويت شجرة الحرية التى نتنفس عبيرها اليوم , مات من مات وعاش مبارك الشريك غير المباشر فى جرائم الابادة الجماعية ,لم يغادرالوطن واحتل وحاشيته شارم الشيخ التى حرم منها ابناء الوطن البسطاء و كان امنه يستوقفهم عشرات المرات وهم فى الطريق اليها, حرموا منها وكانوا يتعرضون للمساءلة عن سبب الزيارة ومكان الاقامة ومتى العودة , المقلق الآن ان تلك العائلة الغامضة تتحرك كما يحلو لها ,ولاندرى–كالعادة- ماذا يحدث و كيف تأتت لتلك الاسرة الثقة بان احدا لم يمسسهم أو يحاسبهم على ما اقترفوه من ابشع الجرائم فى حق الوطن , وانهم فى مأمن من أية مساءلة قانونية او جنائية , وبأى حق لم يحرموا من مخصصاتهم الرئاسية الذين يتمتعون بها رغما عن انف الثمانين مليون ويزيد,ترددت انباء عن استخدام مبارك لطائرات الرئاسة وان احدى سفارتنا عاملته واستقبلته كرئيس حالى , كنا ننتظر من حكومتنا ان توضح لنا تلك المهازل وتخبرنا عن مصيرمخصصات الرئيس السابق من قصور وطائرات واستراحات, ولكن يبدو انهم لم يستوعبوا السطر الاول من الدرس الذى يقول ان عصر الفساد وحكم الفرد قد انتهى ,

ان التستر على مبارك وعدم تقديمه للمحاكمة ليس تحديا فقط للارادة الشعبية, فالمسؤلية الجنائية والتاريخية والاخلاقية تدعو لنفض الايدى والذمة عنه , فجرائمه لا تسقط بالتقادم , , اشاعوا انه فى صحة متدهورة استدرار ا للعطف وللافلات من العقاب و للتمويه من اجل تسيير الاصول والاموال الى جهات يصعب تتبعها وشخصيا ت عربية يصعب ملاحقتها , فحالته الصحية شىء خاص به , فمن قتل ابنائنا لا يعنينا وليس له مكان بيننا , كان من الممكن ان يبقى معنا على غراررؤساء عرب سابقون عاشوا مكرمين فى بلدانهم وواروا ثراها عند الممات, كالرئيس عبد الرحمن عارف الذى سمح له بالعودة من اسطنبول فعاش سنوات عمره الاخيرة بالعراق وكان يعرف بتسامحه وفسح المجال لمعارضيه , والرئيس احمد حسن البكرالذى كان جل همه الارتفاع بمكانة العراق فعاش بها معززا مكرما بها , والرئيس الحبيب بورقيبة الذى كان حريصا على رفع المستوى المعرفى والثقافى والاقتصادى للتونسيين وبعد اقصائه عاد الى بلدته مسقط راسه ليعيش بين اخوانه ثلاثة عشر عاما حتى وافته المنية,لم يجرم احد من هؤلاء بحق شعوبهم رغم اختلاف البعض عليهم , لم يفعلوا بمواطنيهم كما فعل بنا مبارك الذى اختارطوعا ان يحذو حذو الرئيس العراقى الاسبق صدام حسن لارتكابه جرائم ابادة جماعية لنحو 248 شخصا ,و الرئيس اليوغسلافى سلوبودان ميلوسوفيتشالذى ارتكب جرائم حرب وحكم عليه بالسجن ثلاثة عشر عاما وتوفى فى زنزانته بلاهاى , والديكتاتورالرومانى نيكولاى شاوسيسكو الذى قتل على ايدى الثوار ,



لا اخفى اعجابى بالسيناريو التونسى , الذى اجبر فى فصوله الاخيرة الرئيس زين العابدين على المغادرة بصورة فورية ومباغته , وتم التحفظ على افراد من عائلته ومنعوا من المغادرة ووضعت الحكومة يدها على كل صغيرة وكبيرة من ممتلكاته وامواله وقصوره ومجوهرات عائلته تمهيدا لاعادتها لخزينة الدولة , ولم تكتف تونس بذلك بل خاطبت العربية السعودية لاستعادته الرئيس السابق لمحاكمته , على الرغم من انهم يعلمون انه مريض بالفعل , الفيلم الهندى الذى يدور عندنا والذى تديره حكومة الغنوشى المصرى غير مطمئن, والشعب لن ينتظر طويلا وان لم يحاكم المواطن حسنى مبارك محليا ,فالطريق الى محكمة جرائم الحرب صار سهلا, ومن الخزى على تلك الحكومة ان تتطور الامور وتضطر المحكمة الجنائية الدولية الى مخاطبة مجلس الامن لاتخاذ موقف من مصر ,لعدم تعاونها باعتبار مبارك مسؤلا عن جرائم الابادة التى اقترفها نظامه بحق شعبه فى اثناء الثورة وماقبلها , لست مع الداعين لاعدام مبارك شنقا ولكنى اتمنى له العمر المديد, فاليحيا مبارك , ليحيا وليمد الله فى عمره , حتى يشيع ولداه واحفاده الى الرفيق الاعلى ليشرب من نفس الكأس الذى تجرعته اسرشهداء الثورة يوم انتقلوا الى الفردوس الاعلى.




كاتبة وصحفية مصرية

hanapress@gmail.com

السبت، 26 فبراير 2011

صبراً آل ليبيا إن موعدكم النصر

صبراً آل ليبيا إن موعدكم النصر


أبو الهيثم محمد درويش
أضيفت بتاريخ : : 22 - 02 - 2011
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام




الحمد لله الذي أعز جنده وأيد عباده المؤمنين بالنصر والتمكين إذا ما أخذوا إلى ذلك التمكين أسباب الأرض المتاحة، مُعلِّقين قلوبهم برب السماوات والأرض، ميممين وجوههم شطره، فهو وحده ناصرهم ومؤيدهم ومُمدهم بمدد الإيمان والقوة والعزم ثم التمكين إن شاء الله.

{ألا إن نصر الله قريب}.

وإنما النصر صبر ساعة.


الغطرسة المتناهية التي يعامل بها الرئيس الليبي شبه المخلوع معمر القذافي الذي تلاعب بأرض ليبيا وشعبها طيلة أربعة قرون ويزيد لن تنتهي إلا باقتلاع بذرته الفاسدة من هذه الأرض الطيبة أرض المجاهد الكبير عمر المختار.
الأرض التي لفظت الاحتلال الإيطالي تلفظ اليوم احتلال آخر من بني جلدتها أفسدوا في الأرض واستعبدوا الديار والأحرار.


أرض ليبيا المباركة تعاني اليوم من مخاض عسير، مليء بالدماء، بعدما جُن جنون حاكمها ويحاول بكل ما آتاه الله من قوة أن يحارب الله وجنده، فإما الرضا ببقائه أو حرق ليبيا وأهلها عن بكرة أبيهم، ولسان حاله يقول: {ما علمت لكم من إله غيري}.

ولكن هيهات هيهات، انتفض الشعب الليبي الأبي وقام ولن يعود إلى ثكناته حتى يذود عن ثغره ويحرر أرضه وينشر فيها العدل والإسلام من جديد، ويعود شعب ليبيا إلى كتاب الله القرآن الكريم، بعدما فرض عليه هذا الحاكم الطاغية كتابه الأخضر المعتوه الذي يحاد به كتاب الله ويحاول مضاهاته عياذاً بالله.


الشعب الليبي يعاني اليوم من حرب حقيقية وليست ثورة عادية، فالثورات التي سبقت الثورة الليبية كانت تتميز بكونها سلمية رغم ما أنفق فيها من دماء طاهرة سواء في مصر أو في تونس (أسأل الله أن يتقبل شهداء الثورتين).
أما في ليبيا فهي حرب تحرير حقيقية، يحارب فيها الحاكم شعبه، بل والعجب أنه يستقوي بعناصر أفريقية أجنبية جاء بها ليقتل بني شعبه، في خيانة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.


ونقول لكل ليبي: أنت اليوم على ثغر ونسأل الله لك الثبات ونسأله سبحانه أن يتقبل شهداءكم، ولا تنسوا تصحيح النية، فما قمتم إلا طلباً للعدالة ولتكون كلمة الله هي العليا، وليكون شرع الله هو الحاكم، وكتاب الله هو الهدى وليس الكتاب الأخضر أو الأحمر.

قوموا لله، وجاهدوا في الله، وصححوا النيات، وارفعوا لله الرايات.
والله ناصركم ومؤيدكم -لا محالة- ما اتخذتم إلى النصر أسبابه، وإذا نفدت أسباب الأرض فلن تنفد أبداً أسباب السماء، ولكم في ثورتي تونس ومصر الأسوة، فالله أعز جنده ونصر عباده، و{إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً} ولا يغلب عسر يسرين.


يا أمة الإسلام:
إن ما يجري اليوم على الأرض الليبية من انتهاك لكل الحقوق أمانة في رقاب الجميع، فعلى الشعوب أن تطالب بإغاثة أهلنا في ليبيا، وعلى الحكام أن يتحركوا، خاصة دول الجوار، سواء المجلس العسكري الحاكم المؤقت في مصر، أو الحكومة التونسية المؤقتة، ونطالب دول الخليج العربي بسرعة الإغاثة الإنسانية، وسرعة المطالبة الدولية بملاحقة هذا الحاكم المتغطرس الذي يريد إهلاك الحرث والنسل حتى يتركها جرداء.

نأمل من الدولة التركية الصاعدة بقوة أن تضطلع بمهامها الريادية و أن تساعد الشعب الليبي.
نأمل من كل حر على وجه الأرض أن يساعد الشعب الليبي.
وعلى كل مسلم أن يساعد بالدعاء والمواساة بالمال ووسائل الإغاثة، ومطالبة الحكومات بالتحرك السريع، ونشر القضية على أوسع نطاق وبأسرع ما يمكن من سبل، فعلى كل منا أن يبذل ما يستطيع لنصر قضية أهلنا الأحرار في ليبيا.


اللهم أيد إخواننا في ليبيا بتأييدك، وأمدهم بمدد من عندك، وأفرغ عليهم الصبر والسلوان، والقوة والعنفوان، وألبسهم ثياب الشجعان، واربط على قلوبهم وثبت أقدامهم واحقن دماءهم واستر أعراضهم، ومكن لهم يا رب العالمين.

اللهم أنزل عليهم سكينتك و نصرك، اللهم أقر أعينهم بالنصر والتمكين العاجل إنك أنت السميع العليم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

مبارك (شفيق).. بن علي (الغنوشي).. القذافي (..)

مبارك (شفيق).. بن علي (الغنوشي).. القذافي (..)


أمير سعيد
أضيفت بتاريخ : : 26 - 02 - 2011
نقلا عن : موقع المسلم



تحرص القوى الفعلية التي تحكم منطقتنا من تل أبيب وواشنطن وأبرز العواصم الأوروبية على التدخل في الوقت المناسب للحؤول دون انفراط حبات سيطرتها وتسرب خيوط اللعبة من بين أيديها الحمراء، وهي إذ تدرك أن النظم السلطوية التي تدين بالولاء والخضوع لها تجمع مفردات الحكم والنفوذ والهيمنة في يد طاغية واحد يسهل توجيهه باستخدام وسيلتي العصا والجزرة، الرشاوى والعمولات العسكرية وغض الطرف عن الفساد المالي الضخم، والتلويح باستخدامها في زيادة لي ذراع "الزعيم" الملوي أصلاً، إضافة إلى جملة الملفات القذرة المتخمة التي تحوي جرائم وكبائر "الزعماء" على طول سني حكمهم العجاف.


وكما تحرص تلك العواصم على الاحتفاظ بهؤلاء الخدم لتركيع الشعوب العربية والمسلمة والتمسك بهم لآخر قطر دم طاهرة بريئة، تحرص على سرعة لملمة الأوضاع بعدهم ووضع يدها على أزرار التغيير الاضطراري الذي تلجأ إليه بفعل غضبات الشعوب.
القصة قديمة حديثة، ووسائل "الاستعمار" لم تتبدل كثيراً في كل أقطار عالمنا العربي والإسلامي، والذين لاحظوا التحول السريع في مزاجات الصف الثاني من الأذناب والتلونات الحربائية لدى أجهزة إعلام متغربة لم تزل تهزي طرباً احتفاءً بالثورات الجديدة كما لم تكن من أعتى وسائل مناهضتها منذ أيام قريبة، يدرك بيقين أن أوامر قد صدرت من تلك العواصم بضرورة التحول المفاجئ، و"الصعود الاضطراري" إلى سماء الثائرين.

ومثلما زرع "الاستعمار القديم" عسسه ودسسه وتجاره الأوفياء في صدارة المشهد حين كانت الثورات وعمليات التحرير النقية في أروع صورها لتغتال الحلم وتعيد ترتيب أوراق الولاء لتلك العواصم بمزايدات تفوق مطالب الثائرين أحياناً على نفس طريقة المندسين في المظاهرات الذين تعمد الأجهزة الإرهابية الأمنية إلى بثهم فيها لتحويل دفة تلك المظاهرات إلى العنف والصراخ لغير الغاية التي خرجت من أجلها لإيجاد ذرائع لضربها، وهم يعمدون إلى رفع سقف الشعارات كثيراً عما يطلبه الثوار ليطمئن البسطاء إلى "نبل" مقاصدهم فيتبعوهم إلى قمة الجبل ثم الهاوية.



وإذ تمسك الغرب و"إسرائيل" بخدمه إلى أن استيأس ببعضهم، وعلم أنهم لا محالة ساقطون، وأن أدنى الأضرار هو في هندسة صيغة حكم جديدة تضمن استمرار العديد من الملفات الخارجية في سياقها المعهود، وضمان المعقول والممكن من الملفات الداخلية في أيديهم أيضاً؛ فإنه بادر إلى تأمين البديل، تحت قنابل دخانية كثيفة كلها تقول للثائرين هاأنتم قد انتصرتم وانتهى الأمر فقوموا إلى أنخابكم فاشربوها حتى الثمالة!!


لننتبه جيداً، إن اللحظة التي يقول فيها الأمريكيون وأذيالهم للآخرين إنه السلام بعد الانتصار هي بكل تأكيد ساعة الانقضاض؛ فسياسة الأحفاد لا تخالف الأجداد الذين جلسوا ذات يوم في ضيافة الهنود الحمر بعد خلاف، وعقدوا صلحاً أولم فيه الهنود الحمر ديوكاً رومية، آووا إلى معسكرهم مطمئنين بعد احتفالية الاتفاق والوليمة، وانهمكوا في الإعداد لـ"التدخين من أجل السلام" وفق طقوس الهنود الحمر، (أو احتفالات نجاح الثورة مثلما نفعل الآن في البلدان المنتصرة)، فباغتهم الغربيون بارتكاب مذبحة لم تتوقف عند سلخ فروات شعر رؤوس الهنود البسطاء، وكان من يومها "عيد الشكر"! الذي اتخذ فيه توقيت الإبادة التي قضت على نحو 99% من الهنود الحمر.


ندرك حقيقة أن ثوار مصر وتونس وليبيا ليسوا هنوداً حمراً، لكنهم سيكونون بكل تأكيد في دائرة الاستهداف الغربي الساعي لتكرار تغييرات دفات الثورات العربية والإسلامية ضد "المستعمرين" القدماء لتكون في صالح الأخيرين في النهاية، وحيث عمد الأذيال إلى محاولة شد أطراف الثورة باتجاههم فإن القلق لابد أن يساور كل غيور على هذه الثورات التي نزفت فيها الشعوب الدم الغالي ودفعت الملايين أثمانها الباهظة لكي تبقى ثوراتهم نقية مستقلة حرة.
لم تقم الثورات لتغيير وجوه مهما كانت كلاحتها ودمامتها، ولم تقفز تلك الشعوب قفزة في الهواء ليقف غيرها على بسيطة الحكم والنفوذ، ولم تبذل الجموع كل ما بذلت لكي يمتطي ظهرها بقايا النظم وأيتام الطغاة.


إن سبعة آلاف مصري بين شهيد وجريح ـ رسمياً ـ والآلاف من الشهداء في ليبيا، والمئات في تونس لم يقوموا شهوداً لتبقى حكومات شفيق والغنوشي والرجل المجهول الذي سيبدأ الغرب في تسويقه في ليبيا التي لم يزل السفاح يحكمها من منطقته الخضراء الأمريكية، ولم يدفعوا الثمن الباهظ هذا لتبقى الأجهزة السيئة السمعة التي مارست جميع أنواع القهر والحيف والإجرام تمارس أدوارها الأمريكية على أراضٍ حسبناها قد تحررت.

لم يزالوا يخدروننا بنجاح الثورات ويشيدون بها حتى نظن أنهم من أنصارها وهم لا يفتؤون يدبرون بليل حالك إعادة الأمور إلى "أشبال طغاة".. يدغدغون مشاعرنا بملاحقة فريق محدود من أفراخ الفاسدين، لكي ننسى أن كل مفاصل السيادة لم تزل في أيدي "الحرس القديم".. أدواته، أجهزته، وسائله، نفوذه، وهم لا "يمنحون" الشعوب شيئاً إلا حالما لا يجدون فكاكاً من ذلك، فإن تركوا سرقوا الأعين باتجاهات ترضي البسطاء ولا تقنع المخلصين الحاذقين.


من استوزر شفيقاً والغنوشي لم يكونا سوى الطاغيتين مبارك وبن علي، ورئيسا الوزراء كلاهما لا يمثلان إلا واجهة جديدة أكثر أناقة لنظام بائد بغيض، وبقاؤهما في منصبيهما وبقاء كثير من وجوه الحرس القديم في أجنحة أنظمة حكم مبارك وبن علي لا يعني غير محاولة مستميتة للإبقاء على خطوط الاتصال بين الداخل والخارج كما كانت ساخنة أو على الأقل دافئة بحسب ما تقتضيه المعادلة الثورية الجديدة، وعملية الترقيع الحالية تمثل إجهاضاً متدرجاً للثورات الشعبية في الشمال العربي الإفريقي برغم كل المقبلات التي توضع على موائد الثائرين، وما لم نكن في حالة تيقظ دائمة رافضين كل طرائق دفن الثورات تحت ثرى الزمن والتخدير والاحتفالات الجوفاء والإجراءات المرتعشة والمتذبذبة، فسوف نبتاع الوهم من الداخل والخارج على حد سواء، وسوف يحتفلون مجدداً بـ"عيد الشكر" بعد دفن الثورات بمسالح الـ"سوف".

أمير سعيد | 21/3/1432 هـ
amirsaid@gawab.com

معمر القذافي..يهودية الأصل والفعل

معمر القذافي..يهودية الأصل والفعل


إبراهيم بن محمد الحقيل
أضيفت بتاريخ : : 26 - 02 - 2011




وقع في يدي قبل عشر سنوات كتاب (الماسونية: عقدة المولد.. وعار النهاية) لمحمود ثابت الشاذلي، فقرأته آنذاك، ومع أحداث المحرقة الليبية التي أقامها القذافي لشعبه والتي تشبه محرقة اليهود لأهل غزة قبل سنتين تذكرت أن الكتاب آنف الذكر كان يتضمن نصاً عن يهودية القذافي، فنفضت غبار السنوات عنه فوجدت فيه ص464: وفي طرابلس جيء بمعمر أبي منيار الملقب خطأ معمر القذافي...ونقل المؤلف فيه عن عمر المحيشي أن معمر من يهود مصراته.اهـ

وعمر المحيشي هو رفيق القذافي في صباه، حين رعت أسرة المحيشي القذافي وهو صغير، وكان من ضمن تنظيم (الضباط الوحدويون الأحرار) الذين انقلبوا على النظام الملكي السنوسي في ليبيا، ثم أعدمه القذافي بعد أن غدر به ملك المغرب الحسن الثاني في قصة مليئة بالأحداث ليس هذا مقام عرضها.

وعالج الطيار الأمريكي جاك تايلور الجذور اليهودية للقذافي، وصناعة الموساد له منذ أن كان طالباً في مقاعد الدراسة، في كتابه (أوراق الموساد المفقودة: ص31-38). وجاء في أوراق الموساد: كانت مساعدتنا للقذافي بمثابة مغامرة كبرى .. ولكنها كانت ذات فوائد عظيمة لنا .. لقد كان من بين أهم ما جنيناه من وراء وقفتنا خلفه هذه الصراعات والنزاعات التي نجح القذافي في خلقها والعداوات التي أشعلها بين الدول العربية المختلفة .


وفي العام الماضي أجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة مع خالة معمر القذافي اليهودية (راشيل سعادة) وابنتها (جويتا برون) ذكرتا فيها علاقة أسرتهما الوثيقة بأسرة القذافي، وأن والدي معمر اليهوديين اختلفا فهربت أمه بمعمر، وتزوجت رجلاً ليبياً مسلماً هو محمد بو منيار القذافي الذي تبنى الطفل اليهودي معمراً، وهذه المقابلة موجودة في اليوتيوب.


وفي عام 1972م أرسل كاردينال مدينة ميلانو الإيطالية رسالة للقذافي باللغة الايطالية وترجمها للعربية السفير خليفة عبد المجيد المنتصر وفيها يذكره الكاردينال بالدماء اليهودية والمسيحية التي تجري في عروقه ويناشده بموجب ذلك أن يلعب دوراً في التقريب بين أبناء الديانات الثلاث.

وتم صنع القذافي ومن معه من الضباط على أعين الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية؛ لينقلبوا على الملك إدريس السنوسي، وكان هؤلاء الضباط صغاراً برتبة ملازمين فلماذا تم اختيارهم وهم صغار في السن وفي الرتبة؟ وكيف نجحوا واجتازوا الرتب الكبيرة؟

كل ذلك تعلمه الاستخبارات التي صنعتهم، وليس هو موضوع هذه المقالة، وأنصح من يريد معرفة خلفيات ذلك بقراءة الدراسة الرصينة:

(خفايا وأسرار حركة الضباط الوحدويين الأحرار في سبتمبر 1969م.. المؤامرة والخديعة) وهي منشورة على شبكة الإنترنت.


وسيف الإسلام هو أشهر أولاد القذافي الثمانية، وتم إبرازه إعلامياً بشكل كبير ففسر ذلك على أنه المرشح لوراثة والده على عرش ليبيا، وأظهر ميولاً إسلامية خدع بها بعض الدعاة، بينما حقيقته أنه موغل في علاقته باليهود، ففي 15/1/2006م نشرت صحيفة (معاريف) الإسرائيليه عن احتمالية زواج سيف الإسلام القذافي من الممثلة الإسرائيلية (أورلي فاينرمان) التي يلتقي بها باستمرار وسرية في إيطاليا، واستبشرت الصحيفة اليهودية قائلة «قناة جديدة للسلام مع الليبيين كانت قد فتحت بهذه العلاقه».

ونشرت الصحف أيام حادثة طائرة لوكربي أن سيف الإسلام القذافي كان يقترب من إسرائيل وواشنطن بشكل كبير جداً، وأنه أرسل رسالة إلى واشنطن أكد فيها استعداد بلاده إدراج ‏تفاصيل (الكارثة الإنسانية) التي ارتكبتها هتلر النازي ضد اليهود في كتب التعليم الدراسي في ليبيا. وكان يؤكد: أنه يجب أن لا نزعم بأن إسرائيل تتصرف بالقسوة والإهانة ضد الفلسطينيين.


إن الداعي لذكر هذه الخلفية اليهودية عن القذافي وابنه سيف الإسلام الذي ألقى خطاباً في خضم هذه التظاهرات السلمية في ليبيا أن ردة الفعل من القيادة الليبية على المتظاهرين هي عين ما فعله ويفعله اليهود بالفلسطينيين؛ إذ لم يكتف القذافي وعصابته برش المتظاهرين بالذخيرة الحية، وتوظيف المرتزقة لإرهابهم، بل قصفوهم بالمدفعية الثقيلة، وبالطائرات الحربية حتى تركوا شوارع طرابلس وبنغازي وما حولهما مليئة بالقتلى والجرحى، وقد كان أحد الصحفيين يصرخ البارحة في قناة الجزيرة مقسماً أن الطائرات التي تقصف المتظاهرين هي (إف16) ولا تمتلكها ليبيا، وأنها طائرات إسرائيلية، وأن من يمعنون في قتل الناس هم من يهود الفلاشا ومن عصابات المافيا المستأجرين، وإذن أصبحت ليبيا المسلمة محتلة من عائلة القذافي اليهودية وأعوانها المرتزقة في داخل ليبيا وخارجها.

وخطاب سيف الإسلام القذافي الذي أذاعه يدل على أنه لا خيار للشعب إلا بين أمرين: أن تبقى عائلة القذافي اليهودية تسوم المسلمين سوء العذاب، أو تُباد ليبيا بأهلها أجمع، وتحرق آبار النفط، وهو ما يتوقع أن يفعله النظام الليبي إذا أيقن بسقوطه –عجل الله تعالى ذلك بمنه وكرمه وقدرته- متجاوزاً في جرائمه النظامين الساقطين التونسي والمصري..


إن ما يفعله النظام الليبي اليهودي بالشعب الليبي المسلم هو عين ما فعله صهاينة إسرائيل بغزة قبل سنتين، بل أسوأ؛ لأن صهاينة إسرائيل أظهروا العداء لأهل غزة، وأما القذافي وأسرته وعصابته فأخفوا يهوديتهم وأظهروا أنهم مع الشعب الليبي المسلم وإن استبدوا بالأمر من دونه، فلما جدّ الجد كان القذافي ومن معه مستعدين لاستخدام كل الوسائل لذبح المسلمين وإبادتهم وتجويعهم..


وإذا كان موقف الغرب وعلى رأسه أمريكا من ربيبهم القذافي اليهودي مفهوماً، حتى لم يقولوا فيه ما قالوا في عميلهم حسني مبارك إبان سقوطه مع أن جرائمه أعظم من جرائم فرعون مصر؛ فإن من المخجل جداً موقف الجامعة العربية، والحكومات العربية والإسلامية كافة، التي تصلها أنباء المذابح، وترى مشاهدها في الشاشات، وتسمع استغاثات الموتورين، وتشاهد ما يفعل المجرم اليهودي بالشعب الليبي الأعزل، ومع ذلك لم تتخذ أي موقف إيجابي ولو بالاستنكار!!

ربما لأنها تخاف أن تكون مؤيدة لثورة قد تصل إليها غداً وتزلزل عروشها، ولكن والله لا يسكت على هذه الجريمة البشعة، ولا يرضاها إلا مجرم مخذول مهما كانت المسوغات، ولن يسلموا من عقوبة الجبار جل وعلا التي نسأل الله تعالى أن تخصهم ولا تعم جميع المسلمين..ولن يغني عنهم حذرهم من قدر الله تعالى شيئاً، ومن لم يصلح ما بينه وبين الله تعالى ساءت نهايته، ومن لم يوثق صلته برعيته انقطعت الحبال الممتدة إليه من الخارج، ولن ينجيه من غضبة شعبه وثورته أحد..

أسأل الله تعالى أن يفرج عن المسلمين في ليبيا بمنه وكرمه، وأن يكتب قتلاهم في الشهداء، وأن يربط على قلوب آبائهم وأمهاتهم وأزواجهم وأولادهم، وأن يشفى الجرحى، وأن يسقط القذافي وأسرته وعصابته تحت أقدامهم، إنه سميع مجيب..


الثلاثاء 19/3/1432 هـ

الخميس، 24 فبراير 2011

الطغيان العربي كافة ..إلى زوال ..!!

الطغيان العربي كافة ..إلى زوال ..!!
ـ عبد الرحمن عبد الوهاب



عبد الرحمن عبد الوهاب | 24-02-2011 00:33

قال تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ) (فصلت : 16 )
هبت رياح التغيير ، وها هو الطغيان العربي يواجه سلسلة مستمرة من الثورات وايام عليه عصيبة ،كأيام نحس مستمر ، او أيام نحسات ، وهاهي الصيحة ، او صيحات الشعوب تهدر في الميادين ، تجعلهم في ديارهم جاثمين.

****
ا
اتسم خطاب سيف الاسلام القذافي بالسطحية والسذاجة ويلعب على الأوتار التي ساقها مبارك قبل الرحيل ( شنشنة نعرفها من أخزم ) قائلا ان هناك من اعلنوا امارة اسلامية في برقة وان الغرب لم يرض بامارة اسلامية قبلا في طالبان ، وتلقفت دولا اوربية التصريحات بانهم لن يسمحوا بامارة اسلاميةة جنوب المتوسط، وكانه كان يعطي ذريعة للتدخل الاجنبي ، ولو كان جورج بوش في البيت الابيض ، لاتخذ هذا الكلام منطلقا لاقتحام ليبيا كما فعل مع افغانستان ، قالوا لأحد المفكرين ما هي امنياتك في العام الجديد ؟ قال اتمنى ان اكون حماراً لكي أتحمل ما يجلبه الطغيان العربي على شعوبهم من مصائب ومآسي، لقد قطع القذافي النت والاتصال بالعالم الخارجي كي يذبح الشعب في بني غازي دون شهود ودون كاميرا واحدة اللهم الا كاميرات المحمول ومبارك بالامس قام بالقبض على المراسلين الاجانب كيلا ينقلوا جرائمه في ميدان التحرير .. تصريحات القذافي الابن اخيرا مشابهة لقول مبارك : انه يخشى ان يرحل كيلا يتوسد السلطة الاخوان المسلمين .كان سيف الاسلام القذافي صفيقا فهو يتكلم عن اطماع دول الجوار في بترولهم ، ودول الجوار ليستا الا تونس ومصر ، كم صفيق انت ..
لتصريحات بعض القادة الخليجيين عندما تعرضت خزائنهم للنهب في أزمة الخليج : نحن محسودون ، القذافي الابن لا يختلف عن النسخة الثانية للجيل الثاني من أبناء الطغاة في المنطقة مثل جمال مبارك او جلعاد شارون أو بشار الأسد فالقواسم الجينية مشتركة ولا يختلف التعاطي بنفس الأسلوب مع الشعب العربي كأن يقول جمال مبارك ان تعامله مع خصومه سيحتكم الى الجزمة . وهاهو ابن القذافي يقول انه سيحتكم الى السلاح ، وجلعاد شارون يحتكم إلى الترويع ، بالرغم انه تحول الى البزنس ، وبشار الأسد يحتكم الى المعتقلات .. جيل غريب من ابناء الطغاة . وهل تلد الافعى الا حية .. تبا لهذا الجيل من العملاء ..
****
ثمة داء عضال متوارث في بلاد اليمن وهو تخزين القات وكان من الأمثال السائرة في بلاد اليمن : "خزّن تبصر القاهرة" او: "خزّن تبصر دجاج مصر "، و من المعروف إن تخزين القات يصيب متعاطيه بالهلاوس فجاء منه إبصار القاهرة ورؤية دجاج مصر تحديداٍ، ولكن ها نحن اليوم نرى ان الشعب اليمني قد افاق و هاهو بصره اليوم حديد .ليرى في مصر ثواراً بدل من الدجاج ،فاقتفى الأثر وقال لابن أبي صالح :إذن فلتكن حربا .أو ما الحياة الا انتفاضة ثائر.
وعلى الجهة الاخرى خرج علينا سيف الإسلام القذافي ليقول ان الثوار المتظاهرين هم ممن يتعاطون المخدرات وحبوب الهلوسة وهذا يناقض حقائق التاريخ ان الشعب الليبي منذ عمر المختار والى الان كان شعبا متزنا كامل الاهلية ذكياً لماحاً ،لم ينسحب عليه هلوسات القذافي في الكتاب الأخضر ولا هلوسات ابنه في خطابه الأخير وخرجت الثورة من رحم الأحزان ,لقد سبق السيف العذل .

***
قال جبران : أبناءكم ليس أبناءكم ولكنهم أبناء المستقبل ، قالوا ان الانسان في سن العشرين يكون مفعما بالحيوية والثورة ويريد أن يغير العالم وفي سن الخمسين يريد ان يغير العالم ولكنه لا يستطيع .
ثمة اليات في التغيير قال فيكتور هوجو : يمكن مقاومة غزو لجيوش ولا يمكن مقاومة غزو فكرة جاء زمانها .
An invasion of armies can be resisted, but not an idea whose time has come.
وقال البرت هوبارد:ان الفكرة مالم تكن خطرة لا تستحق ان تقال فكرة.
An idea is not dangerous is unworthy of being called an idea
والفكرة التي نعنيها هي الثورة .. ذلك زمنها ..
الشباب مرتبط بالتغيير ، تلك الثورة لم تخرج من جيلنا ، بعدما استنفذنا كل السبل بالامس ولكننا لم نستطع،لقد ارتبط الشباب بالتغيير ولقد كان مصعب بن عمير، (الشاب) هو سفير المصطفى كي يهيء ويرطب الاجواء بالمدينة المنورة قبل الهجرة وانتهت حياته شهيدا معتنقا اللواء ، اشعث اغبر، وهو الذي كان مرفهاً وسيماً .. شباب محمد اولئك كان منهم خالد بن الوليد الذي قال لـ ماهان قائد الروم "نحن قوم نشرب الدم ولم نجد أشهي ولا أطيب من دم الروم فجئنا لذلك " قال المصطفى " نصرني الشباب وخذلني الشيوخ " و كان اسامة بن زيد قائدا للجيش الذي به كبار و كرام الصحابة ولكن المصطفى كان يعوّل على الشباب وهي رسالة ضمنية للأمة انه لا تعبئوا كثيرا بهيلمان الروم ، فأبناء محمد الصغار كفيلون بالمواجهة . وكفيلون بإرساء المجد . كفيلون بان يحملوا عنكم هذا الدور.
الشباب منهم كان شباب اهل الكهف الذين فرّوا بدينهم من الملاحقة الأمنية للاستبداد ،(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف : 13 ) وكان إبراهيم عنيدا ايام شبابه في مواجهة الطغيان ولم يهادن : (قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء : 60 )

قبل ثورة 25 يناير كتبت " لسنا أسعد حالا من الكلاب في فيتنام " استندت فيه إلى وضعية الكلاب غير المستقرة في فيتنام بناء على رواية من خبير غربي إلتقيته في مؤتمر واخبرني ان اغرب ما رآه كان في بلاد اليابان انهم يسقون الماشية الجعة وُيجرون لها المساج، كنوع من التغذية الخاصة كي يرتقوا بطعم لحمها أما المفارقة العجيبة وكان النقيض لما رآه ذلك الخبير من الرفاهية للماشية في اليابان أنهم يضربون الكلاب قبل الذبح في فيتنام كي يتجلط الدم في ثنايا الأنسجة فتعطيها مذاقاً خاصاً ، واعتبرت يومها أننا لسنا بأسعد حالا من الكلاب في فيتنام ، حيث يتم ضرب الإسلاميين علقات ساخنة قبل الذبح في معتقلات القوم ، وكان الغريب هو تلك السجون السرية وغرف جهنم في دمنهور حيث يتم ذبح الإسلاميين وهكذا يربي الإسلاميون أبناءهم كي يعتقلهم الطغيان او يذبحونهم في السجون السرية ، بأي وجه حق يرتكبون هذه الجرائم في حق الشعوب ،، كأننا عبيد لهم ..يمارسون علينا الإجرام .
قال الإمام علي : لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً. ومن هنا كان الإسلام دين الحرية ويعطيهم الجرأة على مواجهة الطغيان ، انها لا اله الا الله محمد رسول الله التي تجعل تلك الشعوب مسكونة بالثورات ، وهذا ما لا يمنحه أي دين اخرى .
قتلوا الإسلاميين طيلة الـ 50 عاما السابقة وليس هناك من يطلب بدمهم .. ولا غرابة في هذا الوضع المأساوي ان يكون اعتياديا في المغرب العربي ان يقتل العقيد القذافي 1200 سجين اعزل كأنهم نوع من الدواجن او كأنهم ليس لهم أهل ، ولا عشيرة ، ولهذا تكلم بن خلدون في أهمية العصبيات لنصرة الدين ، بل وان كانت عصبة الفيس بوك لما افتقرنا اليه من عصبة العشيرة والقبيلة في هذا الزمان والمحور الاساس هو الاجتماع على حق.. وقال المصطفى لم يبعث نبي لا في منعة من قومه ، لأن الاستبداد لا يرتكز الى أي نوع من الأخلاق في المواجهة .. فهو مجرم بكل المقاييس لذلك العصبية مهمة جدا ، لو كان القذافي يدرك ان وراء هؤلاء 1300 من يثأر لهم لما أقدم على جريمته تلك..
وبالرغم من هذا وبالرغم انه كان وراء الامام الحسين من يثار له ،هاشميين وطالبيين ومطلبيين ناهيك من امنوا بجده صلى الله عليه وسلم الا ان يزيد لم يتورع عن ذبح الحسين .. واعتقد ان كل طغيان على الارض لابد ان يدفع فواتير دم الحسين. ان كل طغيان الأرضwanted. بدم الحسين ..فثورة الحسين متوارثة ضد الطغيان قال كعب الأحبار عن الإمام علي يهلك من صلب هذا رجل في عصابة لا يجف عرق خيولهم إلى قيام الساعة ..
قال الامام علي تنويها وتنبؤا منه عن مقتل الحسين عندما مرّ بكربلاء : يابني أمية ان لكل حق طالب ولكل دم ثائر وان الثائر في دمنا هو الله الذي لا يعجزه من طلب ولا يفلته من هرب ،
ولم يكتف القذافي بهذا فلقد قتل 600 شاب امام السفارة الايطالية ، وينتهي بنا الحال الى ذبح الشعب اليوم في بني غازي باطلاق الصواريخ بل اننا نرى سيف الإسلام القذافي بالأمس يريد ان يطيح بليبيا في حرب اهليه ويعلن انه وخمسة مليون ليبي سيحتكمون الى السلاح، ولا غرابة ان يعلن مزاعمه ان البترول سيحترق او ان تعود ليبيا 40 عاما الى الوراء او تتعرض للاستعمار من جديد كل هذا كيلا يرحل ..
كتبت يوما "حكومات القتلة" غريب هو الطغيان العربي لا مانع عنده ان يحول الدولة الى مقبرة جماهيرية عظمى من القتلى والجماجم والأشلاء ، انه يقصف طرابلس وبني غازي بالصواريخ .. من يوقف هذا الاجرام ، نطالب عمرو موسى ومن لهم صداقات مع الرجل ان يتدخلوا ليوقفوا هذا الاجرام بحق الشعب .. ما هذه السادية العجيبة ؟، انهم لا يريدون الرحيل الا بعد ان يحولوا البقعة الجغرافية الى خراب وانهار من الدماء، وهو سؤال اجاب عنه الدكتور عبد الحليم قنديل في مقاله نيرون مصر وقاله الدكتور عزمي بشارة حول الخيار الذي وضعه مبارك إما الاستقرار أو الفوضى .. انها السادية العجيبة كنت كتبت عنها ما بين "فقه السياسة وساطور الجزارة" اعتمدنا فيه على رؤية نزار قباني : حيث قال والعالم العربي اما نعجة مذبوحة او حاكم قصاب . ولا بأس في السياق ان كتبنا "انظمة المافيا العربية" حيث لا مانع أن يلقى أي معارض مصيره ذبحا او يلقى حتفه جراء إلقاءه من طائرة في الربع الخالي .
بل ربما كانت المافيا راقية الأداء ولم تخرج على شعوبها لتقتلهم بالمولوتوف او السنج والسيوف او جيش من الجمال وعربات الكارو، فإننا نربأ بخيول مجد الأمس ان تكون طرفا في الجريمة ولا بأس فقد قال فاروق جويده: والخيل عاندها الصهيل . وكان اغرب ما قرأته عن تونس في مراحل ما قبل الثورة ان تظاهر بعض المساجين طلبا لنسخ من القرآن فجاء قائد السجن واخبرهم سنأتي لكم بالمصاحف ، وفي اليوم التالي أتوا بكم كبير من المصاحف والقوا بها في فناء السجن ومن ثم داسوها بالأقدام نكاية بهم و كناية عن استهزائهم وهي مواقف تتواتر عما يحدث في السجون العربية وليس جوانتنامو فحسب .. لذلك كان لابد أن تتدخل السماء بإسقاط هذه العروش لما لها من جرأة على الله ..تبا له لجرأته على سيده ومولاه .

عندما عدت من الخارج اسرّ لي احد الأشقاء ان أتوقف عن الكتابة ، نظرا للمآلات المأساوية التي يواجهها الكتاب و في هذا الصدد واجه الدكتور عبد الحليم قنديل ضغوطا هائلة كتبت عنها "أساليب مكارثية وأفك منظم" او من جهة اخرى ان يختفي احد الكتاب في ظروف غامضة .. كيف يتبخر الإنسان ولا يكون له وجود ، انها نهايات الكاتب المأساوية في دول المافيا التي لا يحكمها القانون ، كنت ذكرت في "مجد السيف والقلم " ان القلم هو الشيء الوحيد في الوجود الذي له القدرة على تحويل الطغيان الى تراب يدوسه الناس، بل تحويله إلى حالة الـ sublimation التسامي أي يحول الجماد إلى بخار ,, ولم اك اعرف ان يتبخر الكاتب وقلمة في ثوان ..وبلا اشعار سابق ..
كنت مندهش عما قاله سينكا: ان مملكة الظلم لا تدوم وهو الذي عاش في سنة قبل الميلاد بالرغم مما توافر لي من معلومات كما ذكر الإمام علي ان تلك البقعة أي الإغريق لم يبعث منهم نبي ،
وكالعادة داء الكتابة إدمان ولا بأس من بهجة الابداع ، وكان المنزل عندي يقوم بالرقابة على المقالات بالسماح او حذف اسطر كيلا تقوض ركان البيت أو ان نتعرض لحالة من التبخر .
ان الظلم مزيل للملك وسفك الدم يزيله وينقله ،
كتب الإمام علي إلى مالك الاشتر حينما ولاه مصر :" فلا تقوّينّ سلطانك بسفك دم حرام فإنّ ذلك ممّا يضعفه و يوهنه بل يزيله و ينقله . و لا عذر لك عند اللّه و لا عندي في قتل العمد لأنّ فيه قود البدن "
هناك حقائق في الحياة قد لا ندركها في معظم الأحيان ، سألت ذلك الخبير المثقف أعلاه وفي العادة يكون المثقف الغربي اقرب مسافة لقبول الحق وأسهل ما يكون لاعتناقه الإسلام ، سألته عن اغرب ما قرأ؟ قال لي انه عندما توفى الاسكندر الاكبر بالقرب من كازاخستان وقال لمن معه وهو يحتضر انظروا إلى كفى لقد ملكت الدنيا وها انذا اخرج بيدي خاوية .
****
قال الله تعالى : (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الأنعام : 32 )
قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء .وقال الامام علي : من هوان الدنيا على الله أنها لم يجعلها الله ثوابا لأوليائه أو عقابا لأعدائه .
وقال في مقام آخر : من هوان الدنيا على الله انه لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها ..
وقال الإمام الحسين من هوان الدنيا على الله أن تهدى رأس يحيى بن ذكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل . ومن هوان الدنيا على الله ان اهديت رؤوس الإسلاميين في هذا الزمان الى بغايا بني إسرائيل من جولدا مائير الى لينا رابين الى ليلى شارون الى سارة نتانياهو الى تسبي ليفني وما ادراك ما مجزرة غزة الأخيرة .. اجل انه من هوان الدنيا على الله ان تهدى رؤوسنا إلى بغايا بني إسرائيل .
****
هناك نماذج رائعة ممن كانوا في ميدان الإيمان رجالا وفي ميدان الإسلام شرفاء ..
اعطونا الدرس والقدوة في تحمل كافة الضغوط في مواجهة الطغيان ..وقف إبراهيم عليه السلام ضد النمرود وان كانت التكلفة حرقا . فكانت النار برداً وسلاماً وواجه محمد صلى الله عليه وسلم كافة الضغوط وان كانت تآمرا بمكر الليل والنهار أن يقتلوه أو يخرجوه . (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) (الأنفال : 30 )
وواجه الإمام عليّ كافة الضغوط ،عن ابن عباس : انه دخل على أمير المؤمنين بذي قار بلد قرب البصرة و هو يخصف نعله أي يخرزها ، فقال له الإمام : ما قيمة هذه النعل ؟ . فقال ابن عباس : لا قيمة لها . قال الإمام : و اللّه لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا ، أو أدفع باطلا . ترى يا سيدي يا امير المؤمنين من يأخذ منك هذا التصور تجاه الحكم والامارة من أولئك الحكام الذين يقتلون الشعوب كيلا يتركوا الإمارة .. هل زين العابدين ام مبارك ، ام القذافي ، ام عبد الله صالح أم اولئك الذين يتمرغون في حطام الدنيا الزائل .. يعتبرون ان الدنيا هي نهاية المطاف ، ولا يدرون ان الدنيا منتهى بصر الأعمى ..
يقول جورج غرداق ، وما زال نعل الإمام ارفع قدرا من تيجان كثير من الملوك ،
وواجه الامام الحسين الطغيان وان كان الذبح هو المصير .. ويمر بضغوط هائلة بل انه أراد من أصحابة ان يتخذوا من الليل جملا وحثهم على ان يتركوه ليواجه الجيش وحده ،ليذكرني بالقائل :
أشهر السيف وحيدا في وجوه العالمين ، علّ قلبي في فؤادي يستكين .
وواجه سيد قطب الطغيان وان كان الشنق هو المصير..
. واليوم نماذج رائعة من الأحرار تقتفي الأثر ،نراها في ميدان التحرير بالقاهرة وميدان البوعزيزي في تونس وميدان الشهداء في اليمن وميدان الأحرار في المغرب ، وميدان التحرير في بني غازي وطرابلس .. هاهم شباب محمد ، هاهم عيال الحسين ،، هاهم أحفاد إبراهيم عليه السلام الذين تعلموا وفقهوا الدرس العظيم من الانبياء الا وهو : لا اله إلا الله.. أي لا تذلل ولا خضوع إلا لله -سما مقامه – من هنا ارتبطت لا اله الا الله بالثورة والتمرد لتحول هذه الشعوب إلى شعوب رافضة متمردة و مسكونة بالثورات ..لا تقبل الذل ولا تنام على ضيم .انها منطلق لآليات التغيير ..انها ليست الفكرة الخطرة التي اخبرنا عنها البرت هوبارد اعلاه .. بل المبدأ الرائع الذي نزل من عند الله ..

الثقافة.. هل هي مرادفة للعالمانية؟

الثقافة.. هل هي مرادفة للعالمانية؟

20-ربيع أول-1432هـ 23-فبراير-2011



كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فيتفق الكثير في مجتمعاتنا على أن "اصطلاح الثقافة" شيء حسن، وأن كلمة مثقف كلمة مدح وثناء، ولكنهم يختلفون بعدها اختلافًا كبيرًا.. فيمن يستحق أن يُخلع عليه ذلك اللقب.

فمِن ظان أن كلمة مثقف تعني: مَن حصل على تعليم جامعي، وربما متوسط، وأظن أن هذه مِن موروثات مرحلة كانت الأمية فيها منتشرة إلى حد كبير، ومَن يحصل على أي درجة مِن التعليم يصير هو المتعلم والمثقف والسياسي، وغيرها مِن المهام التي تتطلب معرفة.

أما المتعلمون أنفسهم فينتشر بينهم تعريف للمثقف أنه هو: مَن يعلم شيئًا عن كل شيء، ومِن ثمَّ عندما يتناقش الأطباء في الطب فإنهم يصفون الحاذق فيهم: بالكفء أو المتخصص أو غيرها.. بينما إذا تحدث فيهم أحدهم عن الدين أو السياسة عدوا هذا مِن ضروب الثقافة.

ومِن ثمَّ فإن مفهوم الثقافة عند المتعلمين "الذين يُوصفون مِن قِبَل الجمهور بأنهم مثقفون" تعني: تنوع اهتمامات المعرفة وعدم قصرها على جانب التخصص حتى لو كانت في جانب واحد، فيقولون مثلاً: "فلان عنده ثقافة دينية، والآخر عنده ثقافة سياسية، ونحو ذلك.. ".

بينما يستعمل الغرب كلمة: "culutr"؛ ليعبر بها عن المبادئ العامة السائدة في مجتمع ما فهي تمثل قدرًا مِن المعرفة الضرورية لكل أفراد هذا المجتمع بغض النظر عن موقعه فيه، وعن مجال تخصصه الأصلي.

وهي بذلك تقترب مِن المعنى المُعبَّر عنه بالثقافة في الاستعمال الدارج في بلادنا، ولكنها مقيدة بأنها "ثقافة الأمة" ككل.

وأما منتجي هذه الثقافة: فهم أرفع درجة عند الغرب مِن أن يُسموا مثقفين؛ لأنهم هم مصدر هذه الثقافة، وغالبًا ما يطلق عليهم وصف: "فلاسفة" أو "مفكرين".

ثم تكوَّن أن مَن يُساهم في تنمية الوعي الجماهيري بهذه المُسلَّمات يُسمى: مثقفًا، وهي تشمل الأدباء والشعراء والروائيين، والعاملين في صناعة السينما والمسرح، ونحوها مِن المجالات..

وبيْن هؤلاء وهؤلاء طبقة الساسة، وهي: الطبقة المعنية بشئون الحكم على كافة مستوياته، وإن كانوا ملزمين فيما يدلون مِن أطروحات بالثقافة العامة للأمة.

وإذا علم ذلك فإن الثقافة العامة لأوروبا في العصر الحديث -ما بعد الثورة الفرنسية- تقوم على دعائم أساسية، منها:

- "العالمانية"، أي: فصل الدين عن الدولة.

- الحرية المطلقة أو المقيدة فقط بحريات الآخرين، والغير مقيدة بقيود الدين أو العرف، ومِن فروعها: الحرية الجنسية، وحرية التملك.

- سيادة الرجل الأبيض وتفوقه على العالم، وضرورة فرض تجاربه الحضارية (العولمة)، وإلا تسببت الشعوب الأخرى الهمجية مِن وجهة نظره في هدم منجزاته الحضارية.

وهذه الأفكار نتاج مجهود لفلاسفة ثم تداولها المثقفون على "الميديا" الإعلامية، وعمل الساسة في مظلتها يختلفون ويبحثون عن الحلول لمشاكل الحكم دون الإخلال بهذه الثوابت، ومِن ثمَّ مثلت هذه الثقافة الدستور الغير مكتوب لبعض الدول، كما تمت صياغتها لتصبح معظم الدساتير الأوروبية متضمنة لمبادئ هذه الثقافة.

أما نحن فلنا ثقافتنا.. مرجعيتنا العليا الإسلام، وليس نتاج الفلاسفة.

ثقافتنا.. تقول: إن الله هو المشرع (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (يوسف:40).

تقافتنا.. تقول: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (يونس:65).

وتقول: "كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله".

ثقافتنا.. تقول: (أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى) (رواه أحمد، وصححه الألباني).

ثقافتنا.. تقول بوجوب نشرها بين الناس دينًا؛ مَن دخل فيه من أي جنس صار واحدًا مِن أبنائه، بل إن استطاع صار مِن قادته.

ثقافتنا.. تقول: إن أبرز حَمَلة السنة "البخاري"، لم يكن مِن العرب.

ثقافتنا.. تقول بالحرية؛ إلا مِن القيود الشرعية التي قيدت الحرية بما لا يضر الإنسان نفسه ولا مجتمعه في دينه ودنياه وأخراه.

تقافتنا العربية تقول: "تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها"، وهو مثل يُسقِط كل أصحاب صناعة السينما، ويصنفهم -وفق ثقافتنا- في مصاف العبيد.

ومع هذا خلع الإعلام "لقب المثقفين" على مَن يؤمن بثقافة الغير، ويكفر بثقافتنا، وأنقل لك فقرة قرأتها في أحد المنتديات الشبابية، يقول صاحبها -جزاه الله خيرًا-: "والأزمة التي تعيشها الأمة الإسلامية منذ عصر الغزو الفكري تتمثل في اختطاف فئة غربية المشارب زمام المبادرة مدعومة مِن الاحتلال أثناء وجوده وبعد رحليه، وإلى يومنا هذا.. ومِن هؤلاء مَن يسمون أنفسهم بالمثقفين".

بدأ غسيل مخ المصريين منذ عصر الخديوية -وربما قبل ذلك-، وكان مِن ضمن أركانه تقديم الفكر الإسلامي على أنه فكر رجعي ومتخلف، ولا يناسب الواقع.

ونشأت أجيال.. وأجيال.. تظن أن الثقافة هي: أن تعرف مَن ألـَّف الرواية الفلانية في الأدب العالمي؟ هل هو تولوستوي أم شكسبير أم ساجان؟!

- ومَن هو صاحب المقطوعة الموسيقية العلانية في الموسيقى الكلاسيكية: هل هو شوبان أم باخ، أم بيتهوفن أم موتزارت؟!

- ومَن رسم اللوحة المشهورة التي تُقدَّر الآن بمئات الملايين: هل هو بيكاسو أم جوخ؟!

- وما هي آراء الفلاسفة: كونفيشيوس، وبوذا، وأفلاطون، وأرسطو، وزينون، ونيتشه، وماركس، وسارتر.. في الحياة؟!

بمعنى آخر: احترام كل الثقافات الغربية والشرقية في الفكر الإنساني فيما عدا الفكر الإسلامي!

والمثال الصارخ على ذلك: وزير الثقافة السابق "فاروق حسني": الذي أنشأ مهرجانًا للمسرح التجريبي، وآخر للسينما، وثالث للرقص الحديث، بل ونظـَّم عروض أزياء في سفح الهرم، وهو فوق ذلك رسام حاصل على الدكتوراه، ولكنه في المقابل لا يعرف أن: "أركان الإسلام خمسة، وليس أربعة كما قال.. !".

هؤلاء المثقفون هم أصدق مَن ينطبق عليه قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا) (رواه البخاري ومسلم)، ولكنهم دعاة على ابواب جهنم مَن أجابهم إليها قذفوه فيها.

والأخطر مِن هذا أن المثقفين الذين يتصدرون المشهد عندنا هم مِن "محترفي صناعة السينما" ممن ينطبق عليهم أيضًا قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النور:19).

وأمثال هؤلاء في الغرب لا يشتركون في السياسة التي تعتبر ميدانا أكثر جدية، بل غايتهم أن يروجوا لهذه الثقافات عبر وسائل إعلامهم.

يا قومنا.. هذه ليست اسمها ثقافة، بل سمِّها: ثقافة غربية. أو إن شئت قلتَ: عالمانية.

إذن فسوف يغفل هؤلاء عن عمد أن عماد الصحوة الإسلامية مِن خريجي الجامعات، ونسبة خريجي الكليات المرموقه فيهم أعلى؛ ليس لأن الكليات العملية تصيب صاحبها بقصور في التصور كما حاول "وحيد حامد" فى مسلسل الجماعة أن يعتذر عن رفاق دربه، ويقلب هذه المزية عند الإسلاميين إلى عيب -على طريقتهم المعروفة-!

نعم.. أغفل هؤلاء -وعن عمد- أن رموز الصحوة الإسلامية وإن لم يكونوا صانعو ثقافة الأمة؛ لأنها مستمدة مِن الدين والوحي؛ إلا أنهم متمكنون منها غاية التمكن.

ثقافتنا.. تجدها في كتب أصول الاعتقاد.

ثقافتنا.. تجدها في كتب مقاصد التشريع، وفي علم القواعد الفقهية.

ثقافتنا.. تجدها في بحوث جامعية بالآلاف تبحث مشكلات العصر بقواعد الشرع.

ثقافتنا.. تجدها في كتب الأدب التي تقربك مِن لغة القرآن.

ثقافتنا.. تجدها في أدب "الرافعي"، و"محمود شاكر" صاحب رسالة: "الطريق إلى ثقافتنا".

ومع هذا سوف يظل هؤلاء مصرين على أن لا مثقفين إلا العالمانيين، بل "مهرجي العالمانيين" لا مفكريهم!

لا بأس.. تَركْنا لهم مسمى: "الثقافة"، و"وزارة الثقافة"، و"قصور الثقافة"؛ لتكون مرتعًا لعرض روايات الفسق والعهر، و"وليمة أعشاب البحر"، و"عمارة يعقوبيان"، و"مسافة في عقل رجل"، والفن التكعيبي، والسريالي، والتماثيل العارية "التي تمثل ثقافة العالم أجمع في حد وصف مثقفهم الأكبر سابقًا، ولأنه في حدود ثقافته أن آدم وحواء -عليهما السلام- لم يكن عليهما ثياب إلا ورقة التوت!".

ولكن لا يمكن السكوت على البيانات التى تخرج علينا كل يوم تطالب بإلغاء "المادة الثانية مِن الدستور" التي تنص على مرجعية الشريعة، زاعمين أن هذه هي إرادة الأمة، وهم مثقفوها الذين ينبغي أن يكونوا المتحدثين باسمها.

فنقول لهم: أنتم نعم مِن جلدتنا، ونعم تتكلمون لساننا العربي، ولكنكم أجانب عن ثقافة الأمة فلستم مثقفيها، ولا مكان لآرائكم فيها.

لا سيما العاملون في صناعة السينما مِن تجار الفتنة أو بعض الكتاب الذين يلوكون بعض المصطلحات الفلسلفية الغربية تطاولاً بينما هم يثبتون في واقع الأمر أنهم ليسوا إلا مستهلكين للثقافة الغربية أو مهرجيها.

نقول: أيها المناقفون العالمانيون.. أمامكم طريق طويل.. حتى تكونوا مثقفين عالمانيين، ثم طريق أطول -لا نظنكم قادرين على اجتيازه- حتى تكونوا مفكرين عالمانيين؛ لكي تصلحوا حينها أن تتكلموا عن نظام الحكم في الغرب!

وأما في بلادنا.. فأمامكم طريق قصير جدًا.. أن تتوبوا إلى الله وتستغفرونه، وتسألوا أهل الذكر؛ استجابة لأمر الله -تعالى-: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل:43).

وحينها ستعرفون أن القرآن يقول: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام:162-163).

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

الدكتور "يحيى الجمل" سقى عليق الديكتاتورية وترك ورد الشريعة!

الدكتور "يحيى الجمل" سقى عليق الديكتاتورية وترك ورد الشريعة!

20-ربيع أول-1432هـ 23-فبراير-2011



كتبه/ عبد المنعم الشحات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فلأن تسمع بالدكتور "يحيى الجمل" خير مِن أن تراه.. هذا هو لسان حال الإسلاميين الذين شاهدوا الدكتور "يحيى الجمل" المُلقب: بــ"الفقيه الدستوري" مع الإعلامي "عمرو أديب".

الدكتور "يحيى الجمل" الذي نادت به كثير مِن الفصائل الإسلامية كأمين على المطالب العادلة لشعبنا -المتدين-، بل الواجبة بتفعيل "المادة الثانية مِن الدستور"، والخاصة بمرجعية الشريعة فاجأنا بأنه قدَّم اقتراحًا للجنة المسئولة عن تعديل الدستور التي شكلها الرئيس السابق؛ للالتفاف حول هذه المادة!

وهو ما يحتم على كل أحد إعادة النظر في قاعدة: "عدو عدوي صديقي"؛ فالرجل صرَّح بأنه درَّس لأبنائنا عبر سنوات طوال: أن مادة الشريعة الإسلامية وُضعت في الدستور مِن باب النفاق السياسي؛ وذلك لأن "السادات" أراد أن يعدِّل "المادة 77"، والتي كانت تنص على تقييد مدة رئاسة الجمهورية بمدتين كحد أقصى إلى فتحها لعدة مُدد.

وهذا بلا شك كان سيُواجَه بالرفض الشعبي متى عُرِض في الاستفتاء، ولذلك استعمل "السادات" ذكاءه السياسي، واستعان بفقهاء دستوريين لا مانع عندهم مِن خيانة الأمانة التي أعلنوها، وهي: أنهم يحاولون صياغة التوجهات العامة للأمة لا توجهاتهم ولا توجهات رئيسهم بالطبع!

ولكن الذي جرى مِن هذه اللجنة.. هو: المساومة الرخيصة للشعب المسلم على إرادته، فتم إدراج التعديل الخاص بتحسين وضع الشريعة في النظام الدستوري بجعلها هي المصدر الرئيسي للتشريع، وليست مجرد مصدر رئيسي مِن مصادره كما كان الحال في دستور 71، ووضع هذا التعديل مع تعديل مادة مدد الرئاسة.

وكأن لسان حال "السادات" ولجنته الدستورية يقول للشعب: "إن أردتم ورد الشريعة فاسقوا معه عليق الديكتاتورية".

وكان امتحانًا صعبًا، ومع ذلك قرر الشعب المصري المتدين أن يسقي "عليق الديكتاتورية" مِن أجل "ورد الشريعة". فما هي دلالة هذا الاختيار؟!

أما الشريعة: فهذا يدل على أن الشعب لم يقل لها نعم فحسب، بل قال: نعم مهما كان الثمن؛ مما يدل على أنها قضية كان ينبغي أن تكون فوق الدستور، وهي بالفعل كذلك وفق العقيدة الدينية الصحيحة التي تقول: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ) (يوسف:40).

وتقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (النساء:65).

وأما إطلاق مدة الرئاسة فهي الحنظل الذي لم يمُرْ إلا بعسل الشريعة.

والعليق الذي أراده النظام؛ فأعطى الشعب ورد الشريعة.

إننا أمام حالة مِن حالات الانتهاز السياسي، والقهر الممنهج، والاستبداد الدستوري..

ومع هذا.. فقد كان للدكتور "يحيى الجمل" رأي آخر ظل يُدرِّسه لأبنائنا في الجامعة عبر سنوات طوال، وهو: "أن مادة الشريعة هي التي مرت مِن باب النفاق السياسي"!

مَن يُنافق مَن؟! ومَن صاحب الحق في نعم أم لا؟!

إنَّ وصف وضع هذه المادة بالـ"نفاق السياسي" يدل أن قائلها متشبع بالـ"نظام الديكتاتوري" أيُما تشبع! ويرى أن الحاكم هو مصدر السلطات، وهو منبع الدستور، وأنه إن وضع مادة توافق إرادة الأمة ليمرر ما يريده، فهذا نوع مِن النفاق السياسي!

ولو سلمنا بأن "السادات" يستحق هذا الوصف؛ لأنه وضع المادة رغم عدم اقتناعه بها "وإن كان هذا سيبقى مجرد فرض"؛ فما ذنب المادة ذاتها؟!

وإذا توقفنا عند لفظ النفاق ذاته، والمستعار مِن الاستخدام الشرعي له بمعنى إضمار الكفر وإظهار الإيمان.. هل مَن الممكن أن يُوصف الحق بأنه نفاق؛ لأن البعض يُظهر الإيمان بأنه نفاقًا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم!

ثم إن الدكتور "يحيى الجمل" أراد أن يُخدِّرنا حتى يتم استئصال تلك "المادة اليتيمة" المُعبِّرة عن "هوية الأمة"؛ بأن هذه المادة قد فرغتها "المحكمة الدستورية العليا" مِن مضمونها عندما قصرتها على الأحكام القطعية الثبوت القطعية الدلالة!

ومراد الدكتور "يحيى الجمل" ألا نبكي عليها كثيرًا.. !

ونحن لا نملك أنفسنا عجبًا حينما نرى مادة دستورية وافق عليها الناس مع أنهم حملوا معها غيرها مما يرفضونه ثم يتم التحايل على هذه الإرادة الشعبية، ثم يأتي مَن يزعم أنه مناضل شعبي؛ تارة عن طريق الاشتراك في فعاليات المعارضة، أو أنه وكيل عن الأمة عن طريق اشتراكه في صياغة الدستور نائبًا عن الأمة، ليقول لهم: "تسامحوا مرة بعد مرة في إرادتكم التي تُزوَّر"! وليتها محض إرادة نابعة مِن تراكم خبرات شعب، ولكنها قبل هذا إرادة الله التي لو صدق الساسة لجعلوها ابتداءً وبلا موارة فوق كل النظم والقوانين والدساتير.

ومع هذا فنحن نقول له: إنَّ المادة مع كل محاولات تهميشها قد وقفت حَجَر عثرة أمام كل مَن سولت له نفسه سن قوانين غاية في التطرف: كإباحة الشذوذ، والإجهاض، والمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، وكإلغاء عقوبة الإعدام حتى في القتل العمد، وغيرها مِن الكوارث.

وقد أصابت هذه الآراء "عمرو أديب" بالدهشة ليسأل مستغربًا: عن إذا ما كان الدكتور "يحيى الجمل" يرى إلغاء هذه المادة؟! فكان "العَجب العُجاب".. حيث تضمنت إجابته على الرغم من قِصَرها على ثلاث مفاجآت :

الأولى: أنه يريد أن يلتف التفافًا صريحًا حول إرادة الأمة، ويريد أن يزيد المادة تهميشًا بحذف "ال" التعريف منها، ولأننا في "ثقافة الدكتور" لسنا "فقهاء دستوريين"؛ لم يُبين لنا قيمة هذا التعديل، ولا لماذا اقترحه، طبعًا الدكتور الذي شرح لنا أثر الاكتفاء بقطعي الثبوت والدلالة في تهميش المادة ضنَّ علينا ببيان أن هناك تفسيرًا للمحكمة الدستورية العليا لهذه المادة بدون "ال" التعريف بأنها عديمة الأثر، ويا للعجب فات محاوريه "عمرو أديب" وصديقه أن يسألا هذا السؤال الهام!

الثانية: أنه لن يكتفي بتهميشها، بل سيضيف إليها أن "جميع الشرائع السماوية لها كل تقدير واحترام"! رغم أن هذا القيد هو النفاق السياسي بعينه؛ لأن الشريعة الإسلامية تنص على ترك النصارى وغيرهم.. وما يدينون به في أحوالهم الشخصية طالما تحاكموا فيها إلى مَن يحكم بينهم بشريعتهم؛ فتثبيت مرجعية الشريعة الإسلامية يغني عن هذه "المغازلة المكشوفة"، والتي اكتشفها محاوره "عمرو أديب" فقال موضحًا: "مِن أجل طمأنة إخواننا الأقباط" فأقره الدكتور الجمل!

الثالثة: أن الدكتور اعترف على الهواء أنه -ونحن في هذا الظرف العصيب- اقترح على اللجنة التي كانت تعد التعديلات قبل تنحي "الرئيس السابق" هذه التعديلات.

ومِن هنا بادره الأستاذ "عمرو" محذرًا: "إن الناس لا تتصور المساس بهذه المادة.. !".

وهنا كانت مفاجأة المفاجآت.. أن الدكتور "يحيى الجمل" قال: "وهذا دوركم لا بد أن توجهوا الناس"!

وإذا كنا قد كظمنا غيظنا مع الدكتور "يحيى الجمل" في تدريسه هذا الرأي الشخصي المحض لطلابه قاهرًا إرادة الأغلبية التي صوتت على تعديلات 1980م، فإنه لا يمكن أبدًا أن يُغتفر هذا لمن هو في موقع المسئولية التنفيذية التي انضم إليها مؤخرًا، ولا لمن هو في موقع المسئولية التشريعية كما كان في لجنة تعديل الدستور التي نشكر الله بعد أن علمنا بهذه الكارثة أن عجل بنقضها.

فمِن الناحية الدينية: لا يجوز المساس مطلقًا بمبدأ: "تطبيق أحكام الإسلام".

ومِن الناحية القانونية: فإنَّ أعضاء السلطتين التنفيذية والتشريعية ينبغي أن يعبِروا عن إرادة الأمة، ويسعَوا إلى تطبيقها، وأما مَن يرى رأيًا يخالف رأي الأغلبية؛ فلا يمكن أن يستمر في فرض توجهه الشخصي مهما كان مقتنعًا به، ولا يسعه حينئذٍ أن يتصرف بعفوية لا تليق برجل دولة، فيُصدر توجهاته إلى إعلامي، وعلى الهواء بالتأثير على الرأي العام، أي أنه سوف يمضي ما يرى تزامنا مع التوعية التي سوف تقوم بها وزارت إعلامه -"أو ما ينوب عنها مِن الفضائيات الخاصة"-!

ولو أننا افترضنا جدلاً أنَّ الدكتور مقتنع تمامًا بما يرى مع اعترافه أنه يخالف رأي الأغلبية فكان ينبغي عليه أن يترك كل صور السلطة التنفيذية والتشريعية؛ لأنهما قائمتان على الوكالة عن الأمة لا الوصاية عليها، ويحاول أن يقنع الشعب بعيدًا عن السلطة حتى إذا اقتنعوا وأتوا به -أي في هذه السلطة- بناء على مشروعه الذي قدمه لهم؛ فحينئذٍ لن يَحتاج أن يُصدر تعليماته لإعلامي بتحويل أدمغة الناس في الاتجاه الذي يراه.

أليس مِن المخجل حقًا أن يكون تطبيق الإسلام لازمًا؛ لأنه خطاب سماوي جاء من عند الله سابق على تكوين الدولة والدستور، وأن يكون في ذات الوقت لازمًا على طريقة فقهاء الدولة العصرية؛ لكونه في بلادنا يمثل الإرادة العامة للأمة.. ورغم هذا كله يراوغ في تطبيقه مَن يراوغ؟!

ثم إنَّ الإعلامي "عمرو أديب" تطرق إلى السؤال عن الجزئية الخاصة بدين الدولة مِن هذه المادة، فأجاب الرجل على الفور بأنها مادة ديكورية؛ لأن الدولة كشخصية اعتبارية "لا دين لها".

وهذا التبرير نابع مِن فهم قاصر للدين وقصره على العبادات فقط، ومِن ثمَّ يحصل استشكال أن يكون للدولة دين؛ لأن الدولة لن تصلي أو تصوم، ولكن مَن تدبر قوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:162)، أدرك إجابة السؤال.

بل إن مَن قرأ الوثيقة التي أبرمها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود أول قدومه المدينة أدرك ماذا يعني دين الدولة؟

ثم إن الدكتور كالعادة افترض أننا طلبة عنده المحاضرة لا نسأل إلا إذا أذِن هو "مع أن هذا الأسلوب في التعليم هو أحد أسباب أزمتنا"!

ولكنه أراد أن يدلل على أن مصر مرت بدساتير لا تنص على دين الدولة، واستشهد بدستور 54 ودستور الوحدة مع سوريا، ولم يبين لنا مَن الذي وضع دستور 54، ولا ما هي النسبة التي حصل عليها في الاستفتاء العام، ولم يقيِّم لنا تجربة دستور 54، وهل حافظ على استقرار المجتمع أم تحول الأمر إلى فوضى تشريعية.. وكل هذا لسبب بسيط أنه لم يكن هناك دستور بالمعنى الصحيح للكلمة يسمى دستور 54، وأنه كان مشروعًا فاشلاً.

وأما دستور الوحدة مع سوريا: فيكفي اسمه لبيان أنه دستور لمبادئ الوحدة، وليس لمبادئ الدولة.

إذن فمصر لا تعرف إلا دستورين مستقرين: دستور 1923م، وهو يتضمن النص على أن دين الدولة الإسلام، وهي المادة التي حصلت على الإجماع في كل مراحل التصويت على هذا الدستور كما بيَّنه المستشار "طارق البشري" في مقاله الماتع عن المادة الثانية والدستور الثاني: دستور 1971 وهو الدستور الحالي، والذي طرأ عليه عدة تعديلات أبرزها تعديل 1980م، حيث نص دستور 1971 بالإضافة إلى دين الدولة على أن الشريعة "مصدر رئيسي" مِن مصادر التشريع، وهي المادة التي فسرتها "المحكمة الدستورية العليا" بما يفرغها تمامًا من معناها، فكان تعديل 1980 والذي أضاف "ال" التعريف إليها، وعرقلت "المحكمة الدستورية العليا" تطبيقه على ما مضى مِن قوانين، ولكنها بقي لها أثر كبير في منع التدهور التشريعي كما أسلفنا.

لقد حدثنا الدكتور يحيى الجمل عن وجود دساتير لم تتضمن النص على دين الدولة، وهي في الحقيقة مشاريع دساتير، وليست دساتير.

وحدثنا عن دساتير تضمنت النص على دين الدولة، وهي كل الدساتير التي عُمل بها في مصر، ولم يكلِّف خاطره أن يُبِّين لنا: هل كل مَن حرص على وضع هذه المادة كانوا باحثين عن تعديلات ديكورية؟!

بل إن بعض الأمور التي لا تكتب في الدستور لا تكتب مِن باب أنها في حس جميع السلطات معلم رئيسي مِن معالم الأمة، وهذا بلا شك لا يُناسِب أمة تتعرض في كثير مِن الأحيان إلى غزو فكري، أو ضغوط دولية لتمرير ثقافة الغير.

أيضًا لم يكلف الدكتور "يحيى الجمل" خاطره أن يعرج على دساتير غربية تنص على دين الدولة صراحة كإسرائيل التي تنص على يهودية الدولة، والفاتيكان التي تمثل دولة دينية صرفة دينها النصرانية الكاثوليكية وإنجلترا التي يمثل الملك فيها رأس الكنيسة البروتستانتية هناك.

أيضًا لم يكلف الدكتور "يحيى الجمل" خاطره أن يُفسِّر لنا: انتفاضة الدول الغربية لحماية "نصارى الشرق الأوسط"؟! وهل هذا داخل في "العقد الاجتماعي" بيْن هذه الدول وبين قياداتها التنفيذية أم أنهم قد قرُّوا جميعًا هجر الدولة المدنية، وعادوا إلى عصر الدولة الدينية في الوقت الذي يراد لنا خلع كل ما يتعلق بديننا؟!

بقي أن ننبه إلى أن: الدكتور "يحيى الجمل" قد أكَّد في حديثه أكثر مِن مرة أنه لن يكثر من الكلام في هذه المادة الآن "رغم أنه قدَّم اقتراحاته التي قدمها قبل تنحي الرئيس السابق"!

الأمر الآخر: أنه ختم كلامه بعتاب وجهه إلى الإعلامي "عمرو أديب" الذي جره إلى هذا الكلام، وردد قائلاً: "أنا ما قلتش حاجة، والمادة موجودة وكويسة، ولا يريد أحد أن يتعرض لها".

وكنا نتمنى أن نتعلق بهذه العبارة، ونعتبر الأمر كأن لم يكن؛ لولا أن هناك مَن وضع هذا المقطع على الإنترنت معنونًا إياه بالعنوان المستفز: "الفقيه الدستوري يحيى الجمل يقول: المادة الثانية مِن الدستور نفاق سياسي".

ومِن الجدير بالذكر أيضًا: أنه قد اتصل بالبرنامج د/ "شريف دوس" عضو اللجنة العليا لكنائس المعادي والذي قال: إنه يحترم "شيخ الأزهر"، وأن "شيخ الأزهر" قال: إن المادة الثانية مِن أساسيات الدولة، وبالتالي فلا يمكن إلغائها أو تعديلها في ظل ذلك الموقف، ولكنه طالب بالنص الصريح أن النصارى يُحكمون بشرائعهم.

وقد قدمنا أن حق تقاضى غير المسلمين إلى مَن يحكم بينهم بشريعتهم مكفول في الشريعة الإسلامية ذاتها، ومع ذلك فيبدو كلامه أكثر جدية وموضوعية مِن كلام الدكتور "يحيى الجمل" للأسف الشديد!

بل صرح بطريرك الأرثوذكس "البابا شنودة الثالث" بأنه رافض لإلغاء المادة الثانية من الدستور، ولكنه يطالب بإضافة مادة للدستور تنص على أن من حق الأقباط أيضًا أن يكون الحكم بينهم وفقا لديانتهم" نقلاً عن موقع "جريدة وطني" على الإنترنت بل إنه أردف مستنكرًا على مواقع النت كما جاء في الخبر المذكور "وأكد قداسته أهمية أن نناقش مشاكلنا القبطية بهدوء، ولا داعي للعنف الذي يقرأه على مواقع النت".

فإذا كانت القيادة الرسمية للكنيسة ترفض تطرف مواقع النت وتطلب الحلول العقلانية التي تتفق في الجملة مع الشريعة الإسلامية، ولا تشتكي مِن بقاء المادة الثانية مِن الدستور فلِمَ يُصِرُّ بعض الرموز على مغازلة تيار الفتنة المتمثل في "أقباط المهجر" بعد أن عرفنا أنهم الآن ومع تحذير الكنيسة مِن مواقعهم لا يمثلون إلا أنفسهم، وأن نسبتهم إلى عدد السكان تقترب من الصفر؟!

فهل ننتظر مِن الدكتور "يحيى الجمل" تصويبًا لما وقع فيه مِن أخطاء لا سيما بعد تلك التصريحات من الكنسية؟!

www.salafvoice.com
موقع صوت السلف

ليبيا العظيمة.. سلاما

ليبيا العظيمة.. سلاما




محمود سلطان | 24-02-2011 00:43

آخر التقرير الدولية تقول إن شهداء ليبيا بلغوا حتى عصر أمس ما يقرب من 10 آلاف .. وفضائيات نقلت صورا لمقابر جماعية بالمناطق القريبة من العاصمة "طرابلس".. والمجتمع الدولي لا يزال يفكر.. وعندما قررت بعض القوى الدولية.. فلم يتخط موقفها أكثر من "دراسة" فرض عقوبات على الحكومة الليبية!
الشعب الليبي يذبح بالآلاف والمجتمع الدولي "المتواطئ" يسوف ويماطل وكأنه يعطي للجزار الليبي متسعا من الوقت حتى ينهي ثورة شعبه التاريخية!
المسألة بسيطة إلى أبعد الحدود، ولا تحتاج كل هذه "المياصة" الدولية.. فالمذابح تقتضي فرض حظر على الطيران الحربي الليبي فوق كل المناطق المدنية في ليبيا.. وسبق أن فعلها الغرب مع صدام حسين، عندما فرض حظرا جويا على الطيران الحربي العراقي، فوق المناطق الكردية.
لكن المشكلة أن غالبية الدول الغربية، تخشى القذافي لأنه يملك خزائن ليبيا وبترولها فضلا عن صفقات السلاح بالمليارات.. وكلها جعلت هذا الفقيد الأحمق يتصرف وهو واثق من تدليع وتدليل الغرب له.
وزير خارجية إيطاليا.. هذا الأفاق تبنى وجهة نظر فقيد ليبيا، وردد مثل "القرد" فزاعة كل الطواغيت والتي ما انفكت تخوف الغرب من المتطرفين الإسلاميين.. وتحدث هذا الطلياني المتواطئ عن مخاوفه من احتمال إقامة إمارات لبن لادن والظواهري في شرق ليبيا!.. كلام عبيط لا يصدقه إلا البهاليل والذين يحترفون الدعارة السياسية ولا يفكرون إلا وهم في أحضان المومسات والبغايا.. وأسألوا رئيسه بيرلسكوني.. هذا الرجل الخليع والعبثي والذي يشبه القذافي في زعامته الكاريكاتورية.
هناك اتهامات صريحة لإيطاليا بأنها فتحت مطاراتها للمرتزقة الذين يشحنهم القذافي إلى ليبيا واستخدامهم في تصفية شعبه واغتصاب نساء وحرائر ليبيا.. هذه الاتهامات تناقلتها أكثر من فضائية وصدرت من مرجعيات سياسية وصحفية لها وزنها في العالم.
الشعب الليبي البطل ليس ضحية هذا النظام "الدراكولي" وحسب وإنما أيضا ضحية تواطؤ عواصم دولية مرتشية، كسر القذافي عينها بالنفط وبصفقات السلاح المشبوهة.. مشكلة الشعب الليبي إنه لا يواجه هذا الفقيد التافه والمتخلف عقليا.. وإنما يواجه مجتمعا دوليا انتهازيا لا يعبأ بأي مشاعر إنسانية أو مواقف أخلاقية، طالما اصطدمت مع مصالحه.. ومع ذلك فإن ما حققه الشعب الليبي حتى اليوم يعتبر عملا اسطوريا بكل المقاييس بل لا يوجد شعب في العالم كله قدم مثل تضحياته الكبيرة من أجل كرامته وحريته.
الشعب الليبي ـ رغم كل هذه الوحشية والتواطؤ الدولي عليه ـ حرر تقريبا كل ليبيا من حكم الطاغية معمر القذافي.. ولم يبقى للأخير سوى 30 كيلو متر مربع في طرابلس هي التي يحكمها بحكم وجود مليشياته الارهابية عليها.
ليبيا اليوم تنجز أعظم ثورة في التاريخ، كتبت نجاحها بدماء الآلاف من شهدائها الأبرار.. ليبيا اليوم تتنسم ولأول مرة منذ أكثر من اربعين عاما نسائم الحرية.. مبروك لليبيا ولمصر ولتونس .. واعقبال البقية.