عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 29 سبتمبر 2011

طمع إبليــس في الجنة

طمع إبليــس في الجنة



عبد السلام البسيوني | 29-09-2011 00:29

قال لي مستفزًا: أخشى أن يكون عملنا كله بلا قيمة، وأن يستوي - في التراب - من صلى ومن لم يصل..

من عفّ ومن زنا..

من سرق " معزة " ومن سرق بلدًا!

ألا يحتمل أن تكون في الآخرة مفاجآت لا نعلمها؟

فصرخت رغمًا عني: الله أكبر! مثلك يقول هذه المقالة الشنيعة؟! أتصدر منك أنت؟

إنني - والله - يا سيدي على بينة من ربي تبارك وتعالى، وعلى بصيرة من ديني وعقيدتي، وعلى يقين من أن الجنة أزلفت للمتقين، وأن الله عز وجل حرمها على الكافرين.

أفتقول لي إنه يحتمل - ولو بنسبة واحد إلى مليار، إلى تريليون - أن يستوي البوذي أو اليهودي أو عابد البقر، والساجد للصراصير والجنادب - أن يستوي والمؤمن الموحد، وأن يكونا معًا في الجنة؟!

فأين أنت من عدل ربك، وغيرة ربك، وعهد ربك العزيز أنه لن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة؟

وهل أغضب علماء الأمة من أبي العلاء إلا مثل قوله:

قال المنجم والطبيـب كلاهـما:.....لا تُبعث الأجسامُ، قلت إليكما

إن صـح قولكما فلست بخاسر..... أو صح قولي فالخسار عليكما

وأين أنت من الثقة المطلقة التي تحلى بها المصطفى صلى الله عليه وسلم حين جاؤوا لمساومته يعرضون عليه عز الدنيا وإقبالها إن تنازل، أو هو الكيد والحرب والاستئصال، فقال لهم بلهجة الواثق بالله تعالى، المستعز بحوله: (أترون هذه الشمس؟ فما أنا بأقدر على أن أدع ذلك، منكم على أن تستشعلوا منها شعلة!).

وأين أنت من ثقته صلى الله عليه وسلم بربه العليم الخبير، حين جاءه ابن الأرت رحمه الله، وقد أنهك المسلمين التعذيبُ والاضطهاد - يسأله الضراعة إلى الله تعالى أن يكشف عن المسلمين عذاب الدنيا، فقال: بعد أن لمس من لهجة خباب نبرة اليأس والعجلة: "والله ليتـمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".

في عز التعذيب والقمع والاضطهاد يؤكد: (والله ليتمنّ) حتى (لكنكم تستعجلون).

وأين أنت من ثقة الصديق العظيم بربه ذي القوة المتين، والدنيا كلها تكذب الصادق الأمين حين أرجف بعض المهزوزين، وضعاف اليقين بعد حادثة الإسراء والمعراج، فارتدوا إذ قاسوا المعجزة - كسائر المتعقلنين "الخايبين" - بالإمكان البشري، وبالسرعة، سرعة الناقة في الساعة!

لكن الصديق الواثق بربه عز وجل كانت له حسابات أخرى: "لئن قال ذلك لقد صدق"..

أتصدق أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وعاد قبل أن يصبح؟

"إني لأصدقه بما هو أبعد من ذلك؛ أصدقه في خبر السماء في غدوة أو روحة"، أن يخيرني أن الملاك يأتيه من السماء السابعة، من البعد اللانهائي، ثم يعرج إليها؛ دون أن أراه بعيني، أو ألمسه بيدي..

إنه اليقين بالله عز وجل، ولهذا فإن لفظ الصديق لفظ عزيز ثقيل نادر يا سيدي.

ألم يأتك ما قاله ابن إسحق: .... خرجوا بخبيب حتى جاؤوا به إلى التنعيم ليصلبوه، فقال لهم: إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا! قالوا: دونك فاركع، فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما، ثم أقبل على القوم فقال: أما والله لولا أن تظنوا أني أنما طولت جزعًا من القتل لاستكثرت من الصلاة، ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك فبلغه الغداة بما يصنع بنا، ثم قال: اللهم أحصهم عددًا، واقتلهم بددًا، ولا تغادر منهم أحدًا. ثم قتلوه. وأوحى الله إلى رسوله ماحدث لخبيب..

وهو الذي قال عند قتله، بل استشهاده:

ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا......على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإلـه وإن يشأ......يبـارك على أوصال شلو ممـزع

ولست بمــبدٍ للعـدو تخشّعًا.......ولا جـزِعًا إنّي إلـى الله مَرجعي

ثم ألم يأتك نبأ زنـيرة رضي الله عنها؛ تلك الواثقة بربها عز وجل، التي ظل المشركون يلطمون وجهها حتى أذهبوا بصرها، ثم أشاعوا بخبث أن ما أصاب بصرها إنما هو بسبب غضبة اللات والعزى عليها، فقالت وكلها يقين: "والله ما هو كذلك، ولو شاء الله لرد عليّ بصري" فرد الله عليها بصرها!



أو تظن يا سيدي أن انكسار المسلمين الآن، وعجزهم، مبرر للشك في الله عز وجل ورسوله وكتابه؟!

إن هذا اليقين من الفروق يا عزيزي بين أهل النفاق وأهل اليقين:

في غزوة الأحزاب رأى المنافقون اجتماع الأحزاب، وتألبهم على أنصار الله، ورأوا عدد المسلمين، وضعف قوتهم، وقلة حيلتهم؛ فنقلهم ذلك إلى الشك في وعد الله تعالى، واهتزت قلوبهم المتآكلة المخذولة، فقالوا: (مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا) (الأحزاب: 12)!

تمامًا على عكس أهل اليقين والثبات؛ الذين ازدادوا بالمحنة إيمانـًا مع إيمانهم، ولم يخامرهم شك في الله تعالى لحظة، بل قالوا واثقين موقنين: (هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) (الأحزاب: 22).

إننا في حالة تاريخية أشبه بحالة المسلمين يوم الأحزاب: الدنيا كلها تتجمع عليهم، والمنافقون من أهل الانبهار والانبطاح، وتسليم الأوطان على المفتاح، يطغون ويرجفون ويمالئون ويتآمرون.

والموفق في هذا الزمان من وفقه الله تعالى وثبت قلبه، اللهم اجعلنا منهم يا كريم.

إنك معذور يا سيدي، فالضغط شديد، والباطل متبرج، متطوس، شامخ بأنفه، والحق منكسر، مستخز، لا نصير له، ولا معين: أهله تحت الأحذية، وتحت مطارق الفضائيات، وجنازير الإعلام، ومخالب العولمة، وآصار الاستبداد السياسي، والحرب الصليبية رقم كم لا أدري!

والضعيف في مثل هذه الظروف أهون الناس، تجترئ عليه الهوام والديدان، وقديمـًا قالوا: كلب جوال، أهيب من أسد رابض..

والأسد الآن ليس رابضـًا أو نائمـًا؛ إنه مثخن، مخدر، مخلوع الأنياب، تركبه القطط والفئران والجنادب، ويملأ الجوَّ حوله طنينُ الذباب، لكن ثق إنه إذا تحرك أو هز رأسه أو حتى ذنبه، أو زأر زأرة، فإن كل الهوام والدواب الصغيرة ستتطاير وتنقمع.

ثم بعد هذا: هل من سنة الله تعالى في الكون أن يدوم الظلم ويكبر؟

أمن العدل أن يزني الزاني، ويسرق السارق، ويقتل القاتل، ثم يستووا بإنسان عفيف نظيف رحيم؟

هل يستوي ميلوسوفيتش وجرازيديتش وهتلر وبيغن سفاح دير ياسين وشارون جزار جنين ونتنياهو هدام القدس - أمام الله الحكم العدل - بعمر بن الخطاب والصديق وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم؟

هل تستوي مرتزقة بلاك ووتر، وشبيحة الأسد، وبلطجية مبارك، من القتلة والإرهابيين، بالسادات الصحابة والحواريين!؟

حرام عليك يا سيدي أن يقع في روعك أن يكون ربك ظالمـًا!

لقد كان جبابرة قريش في وقت من الأوقات - إذا رأوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - استهزؤوا بهم، وتغامزوا وقالوا ساخرين: قد جاءكم ملوك الأرض، الذين سيغلبون غدًا على ملك كسرى وقيصر..

ثم يصفرون ويصفقون، يظنون أنفسهم مدركين مستبصرين..

ولم يمض وقت طويل حتى لبس سراقة بن مالك سواري كسرى وتاجه، ولم يمض وقت طويل حتى أسقط هؤلاء المستضعفون - فعلاً - إمبراطوريات الروم والفرس والهنود والصينيين، وحكموا العالم المعروف كله، بعد أن مر بهم وقت كان أحدهم يريد أن ينطلق إلى الخلاء فلا يستطيع؛ من شدة الخوف وكَلَب العدو.

يا سيدي: لو ذهبت أضرب لك الأمثلة على أن المسلم يبقى على ثقة من ربه عز وجل - مهما ادلهمت الخطوب، ودجا الليل، وعضت الأصفاد - لما كفاني كتاب، وأذكرك أن من شروط لا إله إلا الله التي لا ينتفع قائلها إلا باستكمالها "اليقين في الله تعالى، المنافي للشك" بأن يكون قائلها مستيقنـًا بمدلولها يقينـًا جازمـًا..

يقول الله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) (الحجرات: 15)، ويقول تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) (التوبة:45)، لعلك قرأت حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: (من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله، مستيقنـًا بها قلبه، فبشره بالجنة)!

ولعلك توافقني أن درجة الصديقية "مش لعبة" أم أنا مخطئ؟!

طهر الله قلبي وقلبك، وشرح صدري وصدرك، وختم لي ولك بخير الدارين.. قل معي.. آمين.



albasuni@hotmail.com

الجمعة، 23 سبتمبر 2011

شنودة .. صورة بالحجم الطبيعي

شنودة .. صورة بالحجم الطبيعي


شنودة .. صورة بالحجم الطبيعي





لم يكن إعلان أقباط المهجر عن قيام دولة قبطية قرارًا مفاجئًا، بل كان خطوة متوقعة على مسار التصعيد، بعد خطوة طلب الحماية الدولية..




كما لم يكن غموض موقف شنودة من هذه الخطوة، وكذلك رفضه من قبل اتخاذ موقف ضد زكريا بطرس وعزيز مرقص أمرًا مفاجئًا هو الآخر، رغم مخالفته للصورة التي كان يبدو فيها شنودة حريصًا على الوطن، حتى وإن أثارت تلك المواقف غرابة من لا يعرف الصورة الحقيقية للرجل، ومدى انسجامها مع الخطة الهادفة إلى تقسيم مصر.




ومن هنا جاءت ضرورة إعطاء البابا شنودة صورة لحقيقته وحجمه، تساعد على تفسير كل مواقفه الموضوعة في سياق المخطط التاريخي للحرب على الإسلام بإدارته العالمية ومستواه الإقليمي، من خلال الدور الأرثوذكسي في دول كثيرة منها لبنان والسودان وصربيا، ثم مصر.




مما أعطى لصورته حجمًا كبيرًا، لا يوافق الحقيقة.




.. حتى بدا وكأنه السر الثامن بعد أسرار الكنيسة السبعة!




والخلفية التاريخية للصورة يمكن تحديدها بحقيقة سياسية ضخمة.. وهي أن ثورة يوليو وجماعة الأمة القبطية.. خطة غربية أمريكية واحدة..


حيث قامت الثورة لتطويق الحركة الإسلامية واحتوائها، وكانت المرحلة الأولى من هذه الخطة تقتضي إحياء الرابطة الوطنية في مقابل الرابطة الإسلامية، وتمزيق دولة الخلافة، من خلال تحويل أقاليمها الجغرافية إلى كيانات مستقلة.. وتم هذا من خلال معاهدة سايكس بيكو 1916..|(


[1])



ولكن الخطة لم تنجح في إخماد الشعور الإسلامي، فتصاعدت المقاومة الإسلامية للمخططات الصليبية، فلجأت الجاهلية الغربية إلى إحياء القومية العربية كبديل عن الشعور الإسلامي العميق لإعادة الخلافة الإسلامية، ونجحت في فصل المنطقة العربية عن المنطقة الهندية، وعن آسيا الوسطى، وعن أفريقيا، وهي الأقاليم المكونة للخلافة الإسلامية.. وكان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، بتخطيط أمريكي إنجليزي مشترك، وتنفيذ أمريكي خالص.




ثم بدأت المرحلة الثانية من التفتيت، والتي تقتضي تقسيم مصر والسودان على أساس طائفي، فتم إعداد الطرف النصراني في مصر -سرًّا- كطرف أساسي في الخطة .. كما تم في نفس الوقت التركيز على استقطاب وتنصير القبائل الوثنية في جنوب السودان.. بواسطة قساوسة أرثوذكس مصريين، تمهيدًا لعزله عن الشمال المسلم.




ومن البداية كان سبب الثورة الأساسي هو رفض الملك فاروق لفصل مصر عن السودان، فجاءت ثورة يوليو لتكون بداية قراراتها هي إعطاء الشعب السوداني حق تقرير المصير الذي يعني مباشرةً فصل مصر عن السودان.


ثم سارت خطة التفتيت مع حركة يوليو، في خطيين متوازيين ([2]):


1- إضعاف الطرف الإسلامي، من خلال تصفية الإخوان المسلمين، وإضعاف حالة التدين عند المسلمين في مصر ..




2- إعداد الطرف النصراني في مصر، وتدعيم قوته..




وقد مرت هذه الخطة بمواقف مفصلية متزامنة، من أهمها:




- تكوين جماعة الأمة القبطية على يد إبراهيم هلال في نفس وقت الثورة (11 سبتمبر 1952)، وبدأ تجهيز وإعداد كوادر المشروع القبطي، ومن ذلك اختطاف جماعة الأمة القبطية "يوساب" في انقلاب واضح على الخط التقليدي للكنيسة لإتاحة الفرصة الكاملة للمخطط الجديد.


وكل هذه البدايات كانت مع بدء تنفيذ مخطط الغدر بالإخوان والانقلاب عليهم، والمعروف تاريخيًّا بمحنة 54(


[3]).



- وفي يوليو 1965م قام عبد الناصر بوضع حجر الأساس لكاتدرائية العباسية، وتبرع لها من ميزانية الدولة بآلاف الجنيهاتوقامت شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة "سيبكو" - وهي إحدى مؤسسات المخابرات المصرية - بتنفيذ المبنى الخرساني الضخم المصمت للكاتدرائية، والذي صار النموذج المحتذى بعد ذلك لكل الكنائس التي بنيت فيما بعد.




ومن أجل تغطية الخطة الرامية إلى دفع النصارى إلى مرحلة المناوأة والصراع الطائفي.. جاءت التبريرات الكاذبة لتبرع عبد الناصر للكاتدرائية، في الوقت الذي كانت إذاعة القرآن الكريم بغير ميزانية، حتى إن الشيخ محمود خليل الحصري لم يتقاضَ مليمًا واحدًا على تسجيل المصحف المرتل للإذاعة!




وفيما يبدو أن هيكل هو من أبلغ عبد الناصر بالأمر الأمريكي ببناء الكاتدرائية.. ولذلك حاول معالجة أن يكون بناء الكاتدرائية بالأمر، فكان يقول: أنه وجد تفهمًا تامًّا من عبد الناصر ووجد الرئيس واعيًا بمحاولة استقطاب الأقباط، التي يقوم بها مجلس الكنائس العالمي؛ ولذلك قرر من منطلق وطني أن تساهم الدولة بنصف مليون جنيه في بناء الكاتدرائية الجديدة.


ولعل هذا هو السبب الذي جعل البابا كيرلس يطلب من اثنين من الأساقفة أن يقيما قداسًا في بيت هيكل قائلًا: «إن بركات الرب تشمل الكل، أقباطًا ومسلمين»([4]).


ومع كل ذلك وفي نفس الوقت تم القبض على تنظيم سيد قطب وتصفية ما تبقى من نشاط للإخوان المسلمين، فيما عُرف تاريخيا بمحنة 65.




- وبعد سقوط المشروع الناصري في نكسة 67، واتجاه الشعب المصري إلى الله كرد فعل للهزيمة الموجعة.. بدأ النشاط التنصيري لجماعة الأمة القبطية في الظهور إلى العلن، وتم فبركة «ظهور العذراء» في الزيتون، لتُزاحِم الكنيسةُ بها توجه الشعب المصري إلى الله بعد حدوث النكسة، حيث راقت فكرة زعم ظهور العذراء للسياسيين الذين كانوا يحاولون إلهاء الشعب عن التفكير في النكسة..




وبذلك أراد النصارى اعتبار النكسة نقطة في خط انكسار الدولة وإعلان النشاط النصراني في مصر..




والتوافق الزمني بين مواقف الثورة في العداء مع الإسلام وتأييد النصارى لم يكن مصادفة، ولكنه كان مخططًا غاية في الدقة، حتى بلغت هذه الدقة أن يكون عداء الإسلام وتأييد النصارى في موقف واحد، وليس فقط التوافق الزمني بين الموقفين، وفي ذلك يقول إبراهيم مؤسس جماعة الأمة القبطية:




"وحصل شيء غريب وأنا في السجن -عام 1954- فقد نشرت الأهرام في صفحتها الأولى أن السفير الأمريكي جيفرسون كافري يريد مقابلتي، وأنا لا أعرف السفير الأمريكي ولم أقابله من قبل، وفوجئت في اليوم الثاني بالعقيد أنور المشنب، عضو مجلس قيادة الثورة يزورني، وقال لي: «هل هناك شيء ينقصك؟»، فقلت له: «لأ، سيادتك بتزورني ليه؟»، فرد: «علشان أطمئن عليك»، وعرفت بعد ذلك أن السفير الأمريكي عندما قرأ لائحة الاتهام.. خشي أن تصدر بحقنا تلك الأحكام، فطلب مقابلتنا مما أدى إلى خشية الدولة، وفعلًا بعد الزيارة بدأت الدولة في الإفراج عن أعضاء الجماعة، وكنت آخر واحد خرج يوم 12 فبراير 1955.




وماذا عن قصة حبسك مرة أخرى عام 1955؟




- كانت الدولة تدرس تطبيق قانون جديد للأحوال الشخصية، من المنتظر أن تبدأ تطبيقه في يناير 1956، وتنوي إلغاء المحاكم الشرعية والملية، وتريد تطبيق الشريعة الإسلامية، ولما عرفت اعترضنا وعملنا مظاهرة كبيرة بدأت من البطرخانة في «كلوت بك» إلى مجلس الوزراء، فأصدر الرئيس عبد الناصر قرارًا في 3 نوفمبر 1955 بالقبض عليّ للمرة الثانية، ومعي مطران الكاثوليك إلياس زغبي، ولكن الدولة أفرجت عنه بعد 4 أيام بسبب ثورة الفاتيكان على مصر.




- هل خرجت من السجن بعد وفاة البابا؟




- لا.. أكملت فترة عقوبتي، والحقيقة كانت فترة السجن في طرة أفضل فترة، وكانت صلتي بالله قوية خلالها، وكان معي في السجن 2000 مسجون من الإخوان المسلمين، و8 من اليهود الذين شاركوا في تفجيرات سينما مترو، و100 سجين من اليساريين، وكان معنا صالح رقيق نائب المرشد، وأجرينا انتخابات داخلية فاختاروني لأكون نقيب السياسيين.




- وفى السجن شاهدت بنفسي ألوان التعذيب والقتل التي قامت بها الدولة ضد السياسيين، وبالأخص الإخوان المسلمين، وكان أكثرها بشاعة المذبحة التي وقعت في أول يونيو 57، والتي أشرف عليها زكريا محيى الدين، وحدثت معجزة في ذلك اليوم أنقذتني من المذبحة، فقد فوجئت بكلاب كثيرة وكان يوجد ضابط يدعى «عبد العال سلومة» قال لي: «اهرب يا إبراهيم» فدخلت غرفتي وكنت أسمع صوت صراخ المساجين وحالات الاستنجاد واختبأت في مكان جانبي، وكانت عمليات القتل في جميع العنابر.




- وأعطى الأوامر للغرفة المجاورة، وتم قتل المسجون الذي كان فيها، وقدر عدد القتلى في هذا اليوم بـ 52 منهم مستشارون وشخصيات جديرة بالاحترام". ا هـ




بداية شنودة



و كانت من وقت تجهيز كوادر المشروع القبطي؛ حيث تولى شنودة أسقفية التعليم (1954) كما بدأ في نفس الوقت الظهور السياسي لشنودة من خلال حادثة كنيسة السويس والزقازيق كما سيتبين..




مرورا بإصدار شنودة -والذي كان أسقفًا للتعليم- مجلة الكرازة التي وضعت البرنامج التربوي لجيل المواجهة عام 65 .




غير أن تولي شنودة منصب البابوية عام 71 كان البداية الأساسية لمهمته.




فبعد هلاك عبد الناصر وتولِّي السادات جاء تتويج "شنودة" على كرسي البابوية.




وجاء السادات في حالة ضعف شديد للدولة: النكسة ومناوأة البقايا الشيوعية والإحباط الجماهيري والاقتصاد المتدني، فاستغلت الكنيسة تلك الظروف لتبدأ مع السادات مرحلة (المناوأة) مع السلطة، ثم جاءت المرحلة الحالية لتكون محاولة (المغالبة) النصرانية للسلطة.




ومن هنا أصبح من السهولة مقارنة الحالة الطائفية بالظروف السياسية التي صنعتها الثورة لتحقيق أهدافها التاريخية ضد المسلمين، ولصالح النصارى في خطين متوازيين وبدقة زمنية واضحة.




ولم يكن ذلك ليتم إلا من خلال زعامة نصرانية مجهزة لإدارة الخطة، وكان "نظير جيد" هو هذا الاختيار؛ ليصبح زعامة مصنوعة، وليكون هذا الاختيار هو العلامة الأولى للتصنيع..




نشأ شنودة نشأة سياسية -وكل إنسان محكوم بنشأته- فأستاذه التاريخي حبيب جرجس مؤلف أسرار الكنيسة السبعة، الذي وضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الإكليريكية، والثاني هو مدارس الأحد، وتولى نظير مدارس الأحد التي تفرع عنها فكرة "اجتماع الشبان" التي أصبحت تمثل البداية التاريخية لجيل المواجهة.




ومن أنشطتها.. مجلة مدارس الأحد التي كانت صورة غلافها المسيح ممسكًا بكرباج في يده (انتبه.. المسيح بيده كرباج) وكانت أول عباراتها.. نحن صوت الله الرهيب..




في 18 يوليو 1954 تخلي شنودة عن اسمه الحقيقي –نظير جيد- بعد أن رسم راهبًا باسم انطونيوس السرياني..




وبعد سنة واحدة من رهبنته صار قسًّا، وهو تصرف استثنائي؛ لأن فترة الرهبنة كانت قصيرة جدًّا..




وعمل سكرتيرًا خاصًّا للبابا كيرلس السادس في 1959، لتهيئته وتدريبه على البابوية..




ثم أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي، وعميدًا للكلية الإكليركية في 1962..




وفي عام 1965 أسس شنودة مجلة الكرازة، وما زال يصدرها ويرأس تحريرها حتى الآن..




وقد حصل علي عدة جوائز عالمية للحوار والتسامح الديني، إحداها صادرة عن الأمم المتحدة التي أشرفت بقواتها الدولية على قتل 85 ألف مسلم في البوسنة والهرسك من خلال بطرس بطرس غالي السكرتير العام للأمم المتحدة.




والأخرى صادرة عن السفاح المجرم معمر القذافي قاتل شعبه.




وكانت أول ممارسات شنودة السياسية هي تنظيم المظاهرات ضد البابا يوساب، الذي لا يتناسب بطبيعته مع الخطة المطلوبة، فكان لابد من إزاحته لإتاحة الفرصة للمخطط الجديد.




وكانت أول مشاركاته السياسية: الانضمام للكتلة الوفدية التي أنشأها مكرم عبيد، والتي كان يسعى فيها إلى منازعة الزعامة الوفدية لرسم الخريطة السياسية للقوى المصرية، ليكون الوفد هو الساحة الأساسية للممارسة السياسية، والتي تبدو فيها كتلة مكرم منافسة لقوة النحاس، ويفرض التنافس السياسي بين القوتين ليشمل مجال العمل السياسي المصري كله.




ومن خلال هذا السياق التاريخي، ومن تلك البداية.. تشكل موقف شنودة؛ لذا كان لابد من تحديد الصورة الحقيقية لشنودة من تلك البداية حتى الآن من خلال صورة ثلاثية الأبعاد:




بُعد الاختيار التاريخي، وبُعد التكوين الشخصي، وبُعد الدور والمهمة..




بُعد الاختيار التاريخي:




يجب أن يكون معروفًا أن الواقع النصراني لا يملك العوامل الطبيعية للحركة السياسية، وإن كانت هناك محاولات لزرع واختلاق تلك العوامل، وسبب ذلك أن حركة النصارى تاريخيًّا لها طبيعة كامنة.. حتى وإن كان لها زمن طويل، غير أنها في كل هذا الوقت كانت معتمدة على قوى أخرى.. ابتداء من الدولة الرومانية التي تبنت عقيدتهم، وحتى الاحتلال الفرنسي والاحتلال الإنجليزي والسيطرة الأمريكية مؤخرًا..




ومن هنا كانت طبيعتها هي: الكمون والتربص واقتناص الفرص..




غير أن الزعامة التي صُنِعَت لإخراج النصارى من حالة الكمون كان لابد أن تكون متمردة ثائرة، وكانت شخصية شنودة شخصية عنيدة، فكان هناك من التقط هذه الشخصية، وتعامل معها واستغلها في إطار الأهداف المرسومة.




وهذا هو السبب في نجاح السيطرة الكاملة للزعامة النصرانية على أتباع الكنيسة.. من خلال البابا شنودة.




تاريخ التصنيع:



يبدأ تاريخ صناعة شنودة كزعيم للمخطط مع بداية الأحداث التي أظهرته بصفة الزعامة، وكان ذلك حينما احترقت إحدى الكنائس في السويس أثناء الثورة في عام 1952 بفعل الإنجليز، في محاولة لإحداث فتنة طائفية تؤثر على عمليات المقاومة التي يقودها الإخوان ضد الاحتلال، فكتب شنودة خطابًا تبدأ به ممارسة الزعامة قال فيه: "لعل العالم قد عرف الآن أن المسيحيين في مصر لا يُمنعون من بناء الكنائس فحسب، بل تحرق كنائسهم الموجودة أيضًا، ولا يُعرقل فقط نظام معيشتهم من حيث التعيينات والتنقلات والترقيات والبعثات، إنما أكثر من ذلك يحرقون في الشوارع أحياء"، وهو كذب صريح لإلهاب حماس العامة تمهيدا لقيادتهم.




ثم يأتي موقف آخر بنفس الفكرة الخبيثة، وهي حرق كنيسة الزقازيق ليظهر من خلاله موقف من مواقف صناعة الزعامة بتصدي "نظير جيد" بعد أحداث حرق الكنائس المفتعلة لتبرير تواجد عسكري لجنود الاحتلال في مناطق المقاومة الإسلامية للاحتلال، ولإظهار نظير جيد كزعامة مدافعة عن حقوق الأقباط !




وتفصيل الموقف: أن الإنجليز مرة أخرى أحرقوا كنيسة في الزقازيق بعد بدء حرب فلسطين، ودخول الفدائيين قبل الجيوش العربية، وذهب إبراهيم فرج -سكرتير حزب الوفد- (مسيحي)، واتفق مع البابا على تسوية الموضوع مع مدير المديرية في الزقازيق، لكن شنودة "نظير جيد" لم تعجبه هذه التسوية، بل رفضها واتهم المسلمين والإخوان المسلمين بالأخص بحرق كنيسة الزقازيق!



الخطير أن نظير جيد يتحدث في المقال هكذا: "لقد زارنا نجيب باشا وقتذاك فقال لنا لحساب من تعملون؟ لقد اصطلح المدير مع المطران، وانتهى الأمر وأنتم تهددون وحدة العنصرين".




علامات التصنيع:



أما علامات التصنيع الأخرى فقد جاءت في سياق الاختيار؛ حيث وضحت في عدة تساؤلات:




لماذا دخل سلك الرهبنة بضجة إعلامية؟




حيث كان يحضر الاجتماعات المدنية بلبس الرهبنة، ممسكًا بعصاة طويلة بهيئة لا تتناسب مع الظروف التي يظهر فيها، ولكنه كان يفعل ذلك إعلانا لرهبنته التي سيستفيد منها فيما بعد..




ولماذا طالبت المظاهرات بعودة شنودة إلى الأسقفية بعد إبعاد كيرلس له وإعادته إلى الدير؟




ولماذا أصبح أسقفًا للتعليم قبل أن يُتم الوقت القانوني في الرهبنة؟


حيث تولى شنودة منصب أسقف التعليم بعد أن مكث في الرهبنة ثماني سنوات فقط(


[5]).



ولماذا ترشح للبابوية بغير استيفاء الشروط المحددة لذلك ؟




ومن هنا كان اختيار شنودة للبابوية اختيار مباشر من وزير الداخلية قائلًا للسادات: شنودة يا ريس دا بتاعنا !

بُعد التكوين الشخصي(


[6]):



يجب أن نقرر من البداية أن شنودة كان مؤمنًا بقضيته، وأن هذه الصفة كانت أساس الاختيار؛ لأن الدور المقرر لشنودة لا يتطلب مجرد أداء دور في خطة، ولكن يتطلب من يؤمن بما هو عليه، ويقوم بكل طاقته على تحقيقه.




ولكن بمجرد الدخول في الخطة تبدد إيمانه بقضيته ليؤمن بنفسه.. ويتمحور حول ذاته بعد تأثره بمقتضيات الالتزام بالخطة الرامية إلى السيطرة الكاملة على النصارى بزعامته.




وكان من شواهد التمحور حول الذات:




- عدم السماح بمن يدانيه من القساوسة المحيطين به..




فقد كانت تجربة يوساب في مخيلته، فأخذ يتعامل مع من حوله على هذا الأساس، حيث كان أقرب المقربين ليوساب هو من تسبب فيما أصابه من كوارث.




- عدم السماح بإظهاره مخطئًا مهما كانت الظروف، ونفي مسئوليته عن أي خطأ، فأصبح هو المسئول عن كل شيء بلا مساءلة عليه من أحد.




- كما كان من أخطر شواهد التمحور حول ذاته هو العناد، مثلما وضح في مشكلة كاميليا شحاتة والأخوات المسجونات في الأديرة والكنائس، وكذلك مشكلة الزواج الثاني عند الأقباط.حتى أنه قال: لن أسمح بالطلاق إلا لعلة الزنى ولو ترك كل الأقباط الأرثوذكسية.




فرد عليه المطالبون بالزواج الثاني في مظاهراتهم ضده "مش هيسر الرب عنادك إحنا عبيدك ولا أولادك"، وكذلك: "المسيح رئيس الكهنة وهو- أيالبابا - رئيس رؤساء الكهنة"، ".



وبينما يشتهر بعناده الشديد.. يقول: الإنسان المعاند يخسر نقاوة قلبه..




وكان من أهم دلائل تمحور شنودة حول ذاته.. هو تعجله في محاولة تحقيق كل أهدافه المرسومة في حياته، خارجًا في ذلك عن السياق الزمني المحدد للخطة.. مثل صراعه مع السادات.. والذي أدى إلى عزله والإطاحة به..




وهذا التمحور هو الذي جعل البعض يتوهم أن له كاريزما أو زعامة طبيعية..




أما تفسير التفاف أكثر الأرثوذكس حوله.. فهو الخوف من الواقع المحيط الذي زرعه شنودة في نفوس الأقباط، و جعلهم يرتبطون بمن يتصورونه قادرًا على حمايتهم.




ومن هنا كانت المحاولات المستمرة للتخويف من المسلمين، واستغلال أي أحداث يمكن تفسيرها تفسيرًا طائفيًّا، كما تبين من حادثة حرق كنيسة السويس والزقازيق المفتعلة.




ولم يكن لشنودة موقف شجاع واحد، بل كانت مواقفه جميعًا تستند إلى ظروف عالمية ومحلية خاصة.




ونتيجة لما سبق.. لم يصبح هناك وجود لمن يحل محله، أو من يمكن الإجماع عليه بعده.. مما سيجعل الفراغ الذي يتركه شنودة في واقع النصارى بعد غيابه عن المشهد.. واسعًا يصعب ملؤه، كما ستعاني الإدارة الخفية للصراع في اختيار من يخلفه معاناة شديدة..




ولكن غياب شنودة لن يكون مانعًا من استمرار الخطة..




ومن هنا اختلفت صورة شنودة في بدايته عن نهايته..




وكان الاختلاف هائلًا بين ما كان يجب أن يبقى عليه وبين ما آل إليه..




وهذا الاختلاف هو ما حاول شنودة معالجته بأقواله التي يشتهر بها والمخالفة لواقعه:




فبينما بلغ ثراؤه وصولجانه ما لم يبلغه أغنى ملوك الأرض يقول:




قد دخلت الكـون عريانًـا ** فلا قنية أملك فيه أو غنى




وسأمضي عاريًا عن كل ما ** جمع العقل بجهل واقتنى
عجبًا هل بعد هذا نشتهي مسكنًا في الأرض أو مستوطنا




البعد الثالث : الدور والمهمة




ينبغي أن نعلم أن شنودة محصلة كل أبعاد العداء النصراني للإسلام..




فشنودة هو أول من أثار الشبهات..




كان يعتبر ذلك رسائل إلى مؤيديه ليثبت لهم ذكاءه أمام الغباء الإسلامي الذي يتوهمه، وكان يعتبرها صفعات فوق رقاب المسلمين..




وكان يطعن في الإسلام بأسلوب الغمز من خلال المؤتمرات مستغلًا عدم انتباه جهلاء المسلمين لهذا الخبث والدهاء، مثل قوله في أحد المؤتمرات أمام السادات: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يقرءون الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} [يونس: 94].




وبالطبع لم يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا أشك ولا أسأل».




كما ذكر في مؤتمر آخر أمام السادات أيضًا قول عائشة: (أرى ربك يسارع في هواك )..




والثقة الزائدة في نفسه وتوهمه أن المسلمين لن يفهموا فحوى .. يؤكد ما سبق في تحليل شخصيته..




وفي مقال منشور بمجلة "الهلال" أول ديسمبر 1970م يزعم كذبًا أن القرآن وضع النصارى في مركز الإفتاء في الدين -لمحمد صلى الله عليه وسلم- وأن النصارى كانوا مصدرًا للوحي وللرسالات والشرائع السماوية ـ وأن الإنجيل كتاب مقدس تجب قراءته على المسيحي والمسلم [ص60 وما بعدها ].



كل ذلك منذ السبعينات.. قبل زكريا بطرس بزمن طويل ولكنها كانت بأسلوب خفي..




أما الآن.. فقد أصبح هجوم شنودة على الإسلام معلنًا، حيث أيد زكريا بطرس وعاير علماء المسلمين بعدم الرد عليه، فكان ما كان من رد فعل إسلامي ساحق لزكريا ولجميع من أيده.




ولم يتوقف الأمر عند الطعن في الإسلام وطرح الشبهات..




بل كان شنودة أول من زعم أحقية الأقباط في مصر دون المسلمين، سابقًا بذلك الأنبا بيشوي، الذي قال أن المسلمين ضيوف في مصر.




ففي يناير 1952 كتب مقالًا في مجلة الأحد يقول فيه: “إن المسلمين أتوا وسكنوا معنا في مصر”! وهو ما يعني أنه يرى أن المسلمين غزاة، وجاءوا وسكنوا في مصر، وليسوا مصريين قد أسلموا.




وشنودة أول من استقوى بالخارج ..




فقد أوعز إلى أقباط المهجر لكي يهاجموا السادات عند زيارته لأمريكا..


وأكد السادات نفسه في خطابه بمجلس الشعب بتاريخ 10 مايو1980م أن شنودة يريد أن يجعل من الكنيسة سلطة سياسية، وأنه مَن سبَّب الفتنة الطائفية، وأنه يحرِّض أقباط المهجر أمام الأمم المتحدة وأمام البيت الأبيض الأمريكي، وأنه يتصل بالرئيس كارتر ليحثه على لَيّ ذراع السادات، وإحراج موقف السادات أمامه. وأنه يقف وراء المنشورات التي تُوَزَّع في أمريكا عن الاضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون في مصر، وكذلك المقالات والإعلانات المنشورة في الصحف الأمريكية، وأن البابا شنودة يقف وراء مخطط ليس لإثارة الأقباط فقط، ولكن لإثارة المسلمين واستفزازهم.مما يجعلنا نفهم لماذا لم ينكر شنودة على أقباط المهجر الذين يطالبون بالحماية الدولية وإعلان الدولة القبطية في مصر على مصر وطرد المسلمين منها (


[7])



هذه صورة شنودة بحجمه الطبيعي، تم تصويرها بخلفية تاريخية موثقة، لم يرسمها من يعبده ولم يتدخل فيها من يلعنه، يبدو فيها مجرد أداة مناسبة لمخططات فاجرة، و بداية لمن بعده من الطامحين إلى بابوية الجاه و الذهب.




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) مر مخطط التقسيم بعدة مراحل تاريخية:
1916/سايكس بيكو (الحرب العالمية الأولى) تمزيق الخلافة الإسلامية من خلال النعرات الوطنية.
1947/ إيزنهاور (الحرب العالمية الثانية) استبدال القومية العربية بالانتماء الإسلامي.
1992/المحافظون الجدد (حرب الخليج) مزيد من التفتيت والتقسيم الطائفي العرقي الديني.
([2]) ولم يكن موقف ثورة يوليو محدودا بمناصرة نصارى مصر بل كانت المساندة دولية حيث كان لجمال عبد الناصر مواقف تحيز فيها للنصارى في بلاد كثيرة، فتحيز للأسقف مكاريوس ضد تركيا في نزاع جزيرة قبرص، وتحيز للإمبراطور هيلاسلاسى في الحبشة ضد مسلمي الحبشة .
([3]) كتب عزت أندراوس محرر «موسوعة تاريخ أقباط مصر» مقالًا عن نشأة جماعة الأمة القبطية بعنوان: "جماعة «الأمة القبطية» أسست لتتوازن مع الإخوان المسلمين"، أكد فيها أن هذا التزامن كان مقصودًا، وفي مقال آخر كتب نفس الكاتب
-عزت أندراوس- تعليقًا على صورة لإبراهيم هلال –مؤسس جماعة الأمة القبطية- بين عبد الناصر ومحمد نجيب: "عندما اغتيل حسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين سار في جنازته اثنين من الأقباط هم مكرم عبيد باشا، والثاني كان إبراهيم فهمي هلال زعيم جماعة الأمة القبطية، وكان هذا يعد دليلًا على أن جماعة الأمة القبطية أنشأت على غرار جماعة الإخوان المسلمين لتكون البديل القبطي لها".حتى أن شعارها “الإنجيل دستورنا، والموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا”.توازيا مع شعار الإخوان “القرآن دستورنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”
وكانت "جماعة الأمة القبطية " في مذكرتها قد دعت لجنة الخمسين المكلفة بوضع مشروع الدستور، دعتها باسم العدالة والوحدة الوطنية أن تضع لمصر دستورا وطنيا صريحا لا دينيا، مصريا لا عربيا، واضحا صريحا في ألفاظه ومعانيه. اعترضت الجماعة في مذكرتها علي اعتبار الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، واحتجت علي النص بأن يكون الرئيس مسلما، كما دعت إلى فصل الدين عن الدولة صراحة حرصا على قيام الأمة ووحدة أبنائها.
([4]) أطلق النصارى وقتها شائعة سخيفة مؤداها أن ابنة عبد الناصر كانت مريضة، فأقنعه أحد أعضاء البرلمان من النصارى بأن البابا هو الوحيد الذي يستطيع أن يعالج ابنته المريضة بعد أن يئس الأطباء من علاجها، فدخل البابا مباشرة إلى حجرتها وابتسم في وجهها وقال لها :«إنتي ولا عيانة ولا حاجة»، وصلى لأجل شفائها، لتتحول بعدها العلاقة الفاترة إلى صداقة وطيدة، وافق بعدها «ناصر» على أن تساهم الدولة في بناء كاتدرائية جديدة..
([5]) ترهبن في دير السريان في 18 يوليو 1954م, ورسم أسقف للتعليم في 30 سبتمبر 1962م بينما يقتضي قانون الرهبنة أن يظل الراهب فيها خمسة عشر عامًا على الأقل قبل أن يتولى منصب الأسقف.
([6]) كان السادات ممن انتبهوا إلى عشق شنودة للزعامة، وقال عنه: «ده عامل زعيم»، وقال أيضًا: «أنا عايز أعرف هو أنا اللي باحكم البلد، ولا شنودة».
([7]) لمزيد من الدراسة حول مخطط شنودة يرجى مراجعة التقرير الذي سربته المباحث العامة في مصر في السبعينات ونشره الشيخ محمد الغزالي في كتابه قذائف الحق، فصل: ماذا يريدون:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1556.

الخميس، 22 سبتمبر 2011

شنودة واللعبة الأخيرة

شنودة واللعبة الأخيرة
منذ العام 1971م ومصر تعاني من ورم خبيث يُدعي " نظير جيد روفائيل " .. أخذ هذا الورم ينمو ويتوغل في الجسد المصري ، وللأسف فإن من يعنيهم الأمر الأمر تعاملوا مع هذا الورم وكأنه " نزلة برد " لذلك لم تُجد أية " روشتات طبية " مع هذا المرض المزمن .. ولو أنهم أيقنوا أن علاج هذا الورم هو البتر والعزل والشلح من الجسد ، لحاصروا المرض وقضوا عليه منذ أمد بعيد .

بُحت الأصوات من كثرة القول أن الشقي شنودة الثالث ، هو مخترع الفتنة الطائفية .. بُحت الأصوات من كثرة القول أنه لا حل للطائفية في مصر إلا بعزل هذا الشيطان المتجسد وتعيين " بابا " جديد يتمتع بالحكمة والاستنارة ولا ينظر للمسلمين علي أنهم " غزاة " احتلوا " عزبته " المسجلة باسمه في الشهر العقاري ..
المشكلة الطائفية في مصر لن تنتهي إلا بخلع شنودة من فوق كرسي " مار مرقص " الذي التصق به منذ أكثر من أربعين سنة ، عاني خلالها شركاء الوطن من ويلات الإرهاب الكنسي وإجرام الأساقفة الذين هرولوا خلفوا النزوات الوضيعة ، والمؤامرات الآثمة التي تستهدف وحدة واستقرار مصر وشعبها .
لقد عمد الصهيوني المخلوع النجس حسني باراك إلي تنفيذ مخطط تقسيم مصر ، وقام بوضع حجر ما تسمي " الدولة القبطية " بالاشتراك مع الإرهابي الشارد شنودة الثالث ، لذلك كان وضع الأخير في عصر باراك يشبه وضع " جون قرنق " أو " سيلفا كير " في السودان الشقيق .. لا خضوع أو امتثال لقوانين البلد .. بل تشريعات وقوانين تخص دويلة ناشئة لها رئيس وحكومة مستقلة ، ووزراء ( أساقفة ) يتولون شئون الوزارات القبطية .
كانت الترتيبات تجري علي قدم وساق .. إعلان الدولة القبطية مقابل اعتلاء الأغيلمة الماسوني جمال باراك عرش مصر .. لم يكن الأغيلمة يدع فرصة إلا ويظهر في قلب الكاتدرائية ، ربما كنوع من البر بأمه الصليبية الشمطاء .. وربما كتأكيد علي الوعد الذي قطعه والده الأفاك للإرهابي شنودة ..
لذلك لم يكن من الغريب سلسلة التنازلات التي قدمها المخلوع الأطرم للكنيسة .. لم يكن من الغريب أن يتحول أسقف منحرف جنسيا إلي الحاكم الفعلي للبلاد .. لم يكن من الغريب تسليم المسلمات الجدد لزبانية شنودة .. لم يكن من الغريب صمت نظام المخلوع علي الشتائم والإهانات التي يوجهها كلاب شنودة لله ورسوله وأمهات المؤمنين والصحابة الكرام .. لم يكن من الغريب تسليم وفاء قسطنطين للكنيسة ليتم ذبحها ودفنها في مغارات الأديرة المحصنة .. لم يكن من الغريب عمل جهاز الإرهاب الصهيوني المسمي " أمن الدولة " لحساب الكنيسة .. لم يكن من الغريب ملاحقة شيوخ وعلماء الإسلام بحجة ازدراء النصرانية .. لم يكن من الغريب أن يخلع حسني باراك المنشفة التي يتزر بها ليمسح أقدام شنوده وخنازيره وصبيانه .. فشهوة الحكم أعمت باراك وشهوة الحرب الطائفية أعمت شنودة ..
وحدث ما لم يكن في الحسبان .. حدث ما حطم أحلام شنودة .. حدث ما زلزل الكنيسة .. حدث ما أرعب أجهزة الاستخبارات العالمية التي كانت تتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية وتمدها بالمعلومات والدعم .. إنها ثورة 25 يناير المباركة .. إنها الثورة التي قضت علي طموحات الأسقف العجوز الذي ظل يقاتل ويحارب مذ كان إرهابيا صغيرا في جماعة الأمة القبطية .. ذهب باراك ونجله .. لكن أوهام شنودة لم تذهب .. لابد من افتعال مشكلة ومصر تعاني فوضي ما بعد سقوط المخلوع المأبون .. لابد من افتعال أزمة في حلوان .. حتي يعرف العالم أن كنائس " الأقباط " تحرق .. وحتي يحصل علي مكاسب تؤهله لإعلان الدولة القبطية .. لكن المشكلة تم حلها .. إذا لابد من تحريك قطعان عبدة الصلبان ، للتظاهر أمام ماسبيرو وسب المجلس العسكري وقذف الشرطة العسكرية بالحجارة والطوب والزلط حتي ترد الشرطة بالرصاص ، فيطلب " شمعة القرن العشرين " الحماية الدولية .. إلا أن الله أخزاه .. فكان التفكير في استخدام السلاح المكدس في الكنائس والذي ظهر فجأة عقب الثورة .. تعدد حوادث قتل نصاري لمسلمين بأسلحة آلية متطورة من إسكندرية وحتي الصعيد .. تعدد حوادث قتل نصاري أشهروا إسلامهم علي يد ميليشيات الأنبا بيشوي .. ورغم ذلك لم تنجرف البلاد إلي الفتنة .. فكان لابد من من عمل كبير يلفت الأنظار .. خطف مسلمة وحبسها حتي تقوم تظاهرات فيتم إطلاق النيران فيرد الطرف الآخر فيطلب المعلم نظير جيد الحماية الدولية .. هكذا حدثت فتنة إمبابة التي كانت بطلتها عبير طلعت فخري النصرانية التي أشهرت إسلامها .. قامت الكنيسة بخطفها وحبسها فقام زوجها بإبلاغ أهله وجيرانه الذين تظاهروا أمام الكنيسة المحتجزة بها زوجته ، إلا أنهم فوجئوا بالرصاص ينهمر من داخل أسوار الكنيسة ! فما كان منهم إلا أن دافعوا عن أرواحهم .. فاستشهد 6 من المسلمين ، وهلك 6 من النصاري المحاربين ..
تبين الإرهابي نظير جيد أن خطته قد فشلت .. وأن هذه المسرحية التي تستهدف تقسيم مصر قد سقطت ، فأراد أن يصفي حساباته مع الإعلام الإسلامي الذي يفضحه ومع الأبطال الذين حطموا أسطورته .. فخرج صبيانه ( متياس نصر منقريوس وفلوباتير جميل ومكاري يونان ) في برامج التوك شو ليطالبوا برأس كل من يعارض هُبل .. كل من يفضح هُبل ، وقُدمت بلاغات عديدة للنائب العام تتهم الشيخ حافظ سلامة وآخرين منهم كاتب المقال ، بزعم إثارة الفتنة الطائفية والتسبب في إزهاق الأرواح !
إلا أنه كان من الواضح أن الكنيسة تركز علي صداع مزمن يفتت رأس شنودة .. إنه خالد حربي .. مدير المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير .. الكنيسة بكل جبروتها وطغيانها تنهار أمام هذا الرجل المخلص – ولا أزكيه علي الله .. الكنيسة حائرة وخائرة .. أني لهذا الرجل بهذا الموقع البسيط أن يحشد الطاقات ويفضح المخططات الكنسية الإجرامية ويحرك المظاهرات التي قصمت ظهر شنودة وأنزلته من مرتبة الألوهية المزعومة إلي مرتبة بشر شقي مسجل خطر وخارج علي القانون .. أني لـ خالد حربي أن يُكذب الكنيسة فينشر فيديوهات لسيدات وفتيات يشهرن إسلامهن دون خطف أو تخدير أو اغتصاب كما يزعم السفلة .. أن لـ خالد حربي أن يتصدي لمؤامرة تشارك فيها أجهزة مخابرات غربية بالاتفاق مع الكنيسة الأرثوذكسية من أجل تقسيم مصر ..
لذا كانت الكنيسة ترغب في التخلص من هذا الصداع ، فاشتركت مع فلول " أمن الدولة " البائد في تلفيق قضية له بزعم أنه شارك في أحداث إمبابة ، حتي وإن وصل بهم الكذب إلي الادعاء أنه كان يقود طائرة أباتشي .. فقد اجمعوا أمرهم علي التخلص منه .. ولا مفر من التلفيق ..
ضموا إليه في القضية المفبركة الشيخ " مفتاح فاضل " الشهير بـ " أبو يحيي " الذي ساعد كاميليا شحاتة في إشهار إسلامها .. وتسبب في خروج عشرات المظاهرات التي أذلت رأس الكفر والإجرام وكان شعارها الشهير " يا كاميليا ارفعي راسك .. حطي شنودة تحت مداسك " .. فلم تغفر الكنيسة لأبي يحيي أنه قد وضع شنودة تحت البُلغة ، فاتهمته بالوقوف وراء أحداث إمبابة ! رغم أنه وخالد حربي لم يكونا في إمبابة علي الإطلاق يوم أحداث إمبابة .. !
شنودة يلعب الآن " اللعبة الأخيرة " يحاول التخلص من الذين فضحوه وتصدوا لمخططه الإجرامي الشيطاني ، ليحقق حلمه الذي يسعي إليه منذ انضمامه لجماعة الأمة القبطية الإرهابية في أربيعينيات القرن العشرين ..
من أجل ذلك علي التيارات الإسلامية أن تتوحد خلف هؤلاء الأبطال .. وتسعي لفك أسر " أبو يحيي " و كف يد الأمن عن ملاحقة خالد حربي .. فمن العار في دولة بها أكثر من 80 مليون مسلم أن يطارد من يرفض الركوع أو السجود لـ شنودة ، بينما يتم الإفراج عن قس أرعن مزوّر بسبب مظاهرات إرهابية تخريبية أمام ماسبيرو ..
ولا ألوم الإعلام العلماني المتطرف في تجاهل هذه القضية واهتمامه بمدون صهيوني سب الجيش وحكم عليه بالسجن .. لكني ألوم الإعلام الإسلامي .. ألوم الشيوخ الذين لا يثيرون هذه القضية في خطبهم .. ألوم التيار الإسلامي الذي يمتلك قنوات مع المجلس العسكري ولم يثر هذه القضية .. ألوم من يتفرجون ويكتفون بضرب كفا بكف .. بدلا من التظاهر ..
في هذه الفترة الحرجة إما نكون أو لا نكون .. إما أن تعود الكنيسة إلي حجمها الطبيعي ودورها الروحي بالنسبة لعبدة الصلبان وإما أن ننتظر أندلس جديدة .
ولله الأمر من قبل ومن بعد .

الجمعة، 16 سبتمبر 2011

ياسر برهامي وخفافيش الكنيسة

ياسر برهامي وخفافيش الكنيسة


ياسر برهامي وخفافيش الكنيسة
حملة صليبية إعلامية جديدة تلوح في الأفق .. فرقة حسب الله السادس عشر تحشد لحفلة تطبير كبري .. خفافيش الكنيسة تحلق في علب الليل .. غلمان ساويرس يتداعون لسب وشتم الشيخ ياسر برهامي .. فقد خرق الشيخ نواميس الكون ، وخرج علي قوانين الطبيعة .. قال الشيخ أن النصاري كفّار .. لم يأبه بالليبرالية والاستنارة والحداثة .. لم يأبه بالمداهنة .. لم يخجل من عقيدته .. فأني له ذلك ؟!
إن هذا لشيئ عجاب ! هذا هو لسان حال عبدة شنودة .. كيف يُكفّر الشيخ برهامي " الأشقاء الأقباط " الذين يعبدون " يسوع المخلص " ؟! كيف يُكفّر " قداسة البابا شنودة الثالث شمعة القرن العشرين " ؟! كيف يُكفّر ساويرس راعي " الاستنارة والمستنيرين " ؟! كيف يُكفّر هؤلاء " الودعاء " الذين يعبدون الأخشاب والصلبان ؟!
عقب بث حوار وائل الإبراشي مع الشيخ ياسر برهامي في قناة " دريم " الفضائية يوم 13 / 9 / 2011م ، تقدم المشبوه المعتوه نجيب جبرائيل ببلاغ إلي النائب العام ضد الشيخ برهامي يتهمه بـ " تكدير السلام الاجتماعي والإضرار بالوحدة الوطنية ، مطالبا بإحالة الشيخ إلي نيابة أمن الدولة العليا !
محامي الشيطان حزين وحسير ومكسور لأن هناك رجلا أبي إلا أن يقر بعقيدته ولا يخجل منها ويعلهنا صريحة أن " النصاري كفار " وأن الله تعالي هو الذي يُكفرهم .. محامي الشيطان أصيب بالصدمة والذهول ، بعدما تعوّدت أذنيه علي الاستماع لكلمات الانبطاح والانسلاخ من بعض الشيوخ الذين استحبوا الحياة الدنيا علي الآخرة .
نجيب جبرائيل الذي يعمل لحساب منظمات أمريكية تهدف لزعزعة الاستقرار في مصر ، يعتقد أنه ما زال في عصر المخلوع الصهيوني النجس حسني باراك .. ويعتقد أن بلاغاته الصبيانية العبثية التي كانت تذهب بعلماء الإسلام إلي المحاكم ، ستظل ترهب الناس .. وهذا الشبيح الأخرق لا يدرك أن مصر تغيرت ، وأنه لا عودة إلي زمن الصهيوني المخلوع الذي جعل من الكنيسة دولة مستقلة ذات سيادة ..
إنه إن كان هناك من يستحق الذهاب للنائب العام فهو نجيب جبرائيل نفسه .. إذ أنه علي ارتباط وثيق بقناة " الحياة التنصيرية " التي تسب الله ورسوله ، ويتحدث في برامجها .. له علاقة مباشرة بقتل وفاء قسطنطين واختطاف كاميليا شحاتة .. منظمته المشبوهة التي تدعي " المنظمة المصرية لحقوق الإنسان " تتلقي تمويلات بملايين الدولارات سنويا ولا أحد يعلم من أين تأتي هذه الأموال وكيف تنفق ؟ لا أحد يعلم مصدر ثراء هذا الشبيح ؟ نجيب جبرائيل له ارتباط وثيق بزعماء التطرف الصليبي في دول المهجر وشارك في العديد من مؤتمراتهم ، ومن المعروف أن هذه المؤتمرات تهدف إلي تقسيم مصر بما يهدد أمن وسيادة الأراضي المصرية ، وبما أيضا يستوجب محاكمة هذا الشخص بتهمة الخيانة العظمي ..
إن جرائم نجيب جبرائيل عديدة .. ولا أدري لماذا لا يتطوع أى محام مسلم بمقاضاة هذا العميل المسخ الذي يسعي لحرق مصر وإشعال الفتنة الطائفية وإحداث الوقيعة بين أبناء الشعب الواحد .. لقد مضي عهد الخنوع والخضوع .. مضي عهد " جرجرة " شيوخ الإسلام للمحاكم بزعم ازدراء دين يتحدث عن " شعر العانة " و " التنين " ..
لقد قال الشيخ برهامي ما ذكره القرآن الكريم : " لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( المائدة : 17 ) .
ومعني استجابة النائب العام لبلاغ جبرائيل أن النائب العام سيحاكم آيات القرآن الكريم .. وسيحقق مع كلمات الله تعالي .. ونربأ بالنائب العام أن يعلن الحرب علي كتاب الله .. فالنائب العام ليس كاترين الإمام أو مارجريت ناعوت أو خالد منتصر ..
إن القضية الآن ليست قضية الشيخ برهامي ، إنما هي قضية عقيدة يستهدفها مسوخ سفلة " يبغونها عوجا " ، يبغونها عقيدة أمريكية صهيونية .. تقر النصاري علي كفرهم .. وتقر أدعياء الليبرالية علي مجونهم وإفكهم ..
وتبقي كلمة لطابور الخصيان والغلمان الذي يحشد الآن لكتابة الأعمدة والمقالات والمعلقات للهجوم علي الإسلام والشيخ برهامي بحجة تكفير " الأقباط " : اذهبوا لوالدكم وصنمكم نظير جيد .. واحضروا منه فتوي تقول أن المسلم سيدخل الملكوت وأنه ليس بكافر .. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا .. فاستحوا علي وجوهكم الصفيقة التي لا تعرف الخجل .

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

دعم المسلمين الجدد.. أبو يحيى بعنبر التأديب

دعم المسلمين الجدد.. أبو يحيى بعنبر التأديب

دعم المسلمين الجدد.. أبو يحيى بعنبر التأديب

كتب :حسام السويفي
انتقد ائتلاف دعم المسلمين الجدد وضع الشيخ مفتاح محمد فضل الشهير بأبو يحيي داخل عنبر التأديب بسجن ليمان طرة اليوم ، مؤكدين أن أبو يحيى يتم معاملته معاملة سيئة في زنزانة ضيقة منفردة وبدون دورة مياه.
وأكد الائتلاف علي صفحته الرسمية علي الموقع الاجتماعي الفيس بوك أن أبو يحيي قدم للنيابة العامة "سي دي" عليه اعترافات للأنبا اغابيوس يؤكد فيها أن كاميليا شحاتة تم وضعها في أحد الاديرة حتي يتم عمل غسل مخ لها وعودتها للمسيحية مرة أخري.
ونشر الائتلاف علي صفحته أقوال أبو يحيي أمام النيابة التي أكد فيها أن اللواء عمر سليمان كان قد التقي به قبل الثورة، وطلب منه أن ينسي موضوع كاميليا شحاتة مقابل مساندته والوقوف في ظهره في كل شيء، مشيرا إلى أنه رفض صفقه سليمان.
وأكد الائتلاف أن أبو يحيي قال أمام النيابة أنه لن يتنازل عن الوقوف مع كامليا ولن يتخلي عنها، مؤكدا أن اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث امن الدوله كان قد هدده قبل الثورة بفضحه علي القنوات الفضائية الدينية وتشويه صورته، مشيرا إلى أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان قد اتصل بعمر سليمان قبل الثورة وأمره بأن ينهي موضوع كاميليا شحاتة

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

إلا من أتى الله بقلب سليم

إلا من أتى الله بقلب سليم
التصنيف: العقيدة الإسلامية
تاريخ النشر: 12 شوال 1432 (10‏/9‏/2011)
آخر تحديث: 10‏/9‏/2011
{يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}..



أكتب هذه المجموعة من المقالات عسى الله أن يهدي قلبي وينيره ويعيده إلى الحق، فقد لاحظت أن القلب قد قسى وأخشى أن أكون من هؤلاء الذين قال تعالى فيهم: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ} [سورة البقرة: 74]، ولكن يبقى الأمل دائما في الشفاء {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} [سورة الحديد:17].

إن أولى مراحل علاج القلب هي إدراك المرض والعلة ولا يكون ذلك إلا بالفحص ومقارنة حالته بقلب سليم {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [سورة الشعراء:88-89].

هل قلبي من النوع السليم؟ هل يتألم من المنكرات ويحب الطاعات؟ هل أنا من الراشدين؟ {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ }سورة الحجرات:7]، أم أنه قد امتلأ بحب الشهوات والجري وراء المنكرات؟

هل هو متجرد لله لا يقدم أمرا على أمر الله {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}[سورة البقرة: 165]، أم أنه يبحث هنا وهناك عن سقطات العلماء ليتابعها ويسير عليها ويبرر الباطل لنفسه {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}[سورة آل عمران:7].

هل قلبي يبحث عن مواطن الذكر ويستكين لأهل الإيمان ومصاحبتهم {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [سورة الرعد: 28]، أم قلبي ممن زاغ عن الطريق وقال الله تعالى فيه وفي مثله: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [سورة الصف:5].

أرجو من الله ألا يكون حالي أصبح كالمريض الذي لا يدرك علته وقد أصيب بالورم وأصبح يظنه من جهله زيادة في الوزن والصحة.

ولتعلمي يا نفس أنه لابد لذلك الشفاء من المجاهدة {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [سورة العنكبوت: 69]، فالأمر ليس بكتابة كلمات أو صياغة عبارات، بل هو طاعة وتقرب لرب الأرض والسماوات.

وعليك بتحمل مرارة الدواء فإن المرض عضال والحالة متأخرة، فهل سمعت يا نفسي عن مريض قد أنهكته الأمراض ولا يتناول إلا حبة "أسبرين"!!

ولا تسكني يا نفسي إن حدثت سقطات واعلمي أنك بين خيارين إما أن تقومي وتواصلي رحلة العلاج لعل الله يمن عليك بالشفاء وتجدين ما تعتذرين به إلى الله، وإما أن تهوي في أوحال المنكرات وتأوي إلى جبل تظنين أنه يعصمك من الماء فأنبهك من الآن أنه {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ} [سورة هود: 43].

نبدأ بعون الله التعرض لكلام الله تعالى ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن القلوب وأحوالها، عسى الله أن يمن علينا بشفاء عاجل غير آجل

جل هذه المجموعة مأخوذ من خواطر حول كتاب "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم رحمه الله".



www.islamway.com

كلمة هامة ونادرة للشيخ أبو يحيي تنشر للمرة الأولى

كلمة هامة ونادرة للشيخ أبو يحيي تنشر للمرة الأولى