عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 31 مارس 2011

إسرائيل والطابور الخامس .. حقيقة ما يحدث

إسرائيل والطابور الخامس .. حقيقة ما يحدث


يخطئ من يظن أنه لا توجد مؤامرة كبري للقضاء على الإسلام وأهله .. يخطئ من يظن أن الحملة الشرسة الصادرة من أدعياء الليبرالية والعلمانية ضد الإسلام تنبع من قناعات هؤلاء بأفكارهم السقيمة .. يُخطئ من يظن أن وسائل الإعلام تعمل لحساب بعض رجال الأعمال وليس لحساب منظمات ماسونية صهيونية عالمية .. يخطئ من يكتفي بالنظر للشئ ولا يمد نظره لما وراء هذا الشئ ..

أعترف بأني كنت أجهل الكثير من الحقائق ولم أكن أتصور أن ما يحدث في مصر من قبل أدعياء الليبرالية والعلمانية هو مجرد جزء من خطة ماسونية صهيونية لتفتيت مصر والعالم.. لم أكن أتصور أن الطغاة العرب قد تم فرضهم بقوة الكرباج علي الشعوب العربية للعمل لحساب إسرائيل ..

وأنهم يدينون بالولاء للمنظمات الصهيونية الماسونية التي صنعتهم .. لم أكن أتصور أن منظمات ماسونية صهيونية عالمية تتبني وتمول شخصيات سفيهة تافهة تطعن في الإسلام .. كانت الحقائق غائبة في ظل موجة عاتية من غسيل المخ والطعن في الإسلام والزج بالإسلاميين في غياهب السجون ، ومسخ ثقافة الأمة وتزييف التاريخ وتكريس ثقافة الذل والتبعية ، وإحياء النعرات الطائفية ..

لم أكن أتخيل أن ما حدث عقب مباراة مصر والجزائر سنة 2009م من ردح وقلة أدب في وسائل إعلام البلدين هو مؤامرة صهيونية ماسونية ..

لم أكن أتخيل أن إثارة الحساسيات بين السعودية والكويت هو مؤامرة صهيونية ماسونية .. لم أكن أتخيل أن بث روح الفرقة والبغضاء بين الجزائر والمغرب هو مؤامرة صهيونية ماسونية .. لم أكن أتخيل أن افتعال ضجة معينة في الصحف والفضائيات يسير وفق الخطة الصهيونية المرسومة لذلك .. لم أكن أتخيل أن الصهيونية الماسونية اخترقت الوزارات والحكومات والجامعات والشركات والبنوك بل وبعض الأفراد الذين ينتمون اسما لجماعات إسلامية ويصدرون فتاوي تشرعن الانبطاح والذل والخنوع وتجرّم المقاومة والدفاع عن النفس .. لم أكن أتخيل أن حكاية جمعيات حقوق المرأة التى انتشرت في العالم العربي هي منظمات تابعة لمؤسسات صهيونية عالمية تهدف لخلق امرأة منحلة تخرج أجيالا أكثر أنحلالا وانحطاطا وانبطاحا .. الموضوع أكبر بكثير مما يتخيله إنسان .. الموضوع أكبر من السذج الذين إن حدثتهم عن مؤامرة يردون بأنك تعيش في وهم وأنه لا يوجد في العالم الإسلامي ما يدعو للتآمر عليه !

شنودة الثالث لا يفعل ما يفعله اعتباطاً ولا يتحرك عشوائياً .. بل هو يسير وفق خطة صهيونية ماسونية تسعي لتقسيم مصر وإذلالها ومحاصرتها وشغلها بنفسها لتعربد إسرائيل في المنطقة ..

خالد منتصر لا يكتب ما يكتبه إيماناً بقضية فكرية .. وكذلك أحمد عبدالمعطي حجازي ومجدي الجلاد وخالد صلاح وخيري رمضان وتامر أمين ومجدي الدقاق ومحمد سعيد العشماوي ورفعت السعيد وفريدة النقاش وفريدة الشوباشي ونبيل زكي وإبراهيم عيسي ويحيي الجمل وليلي تكلا وإبراهيم عبدالمجيد ويوسف القعيد وجمال الغيطاني وعادل حمودة ونادين البدير ومحمد الغيطي وفاطمة ناعوت وصلاح عيسي وإقبال بركة وعماد جاد ونبيل أبو ستيت وسعيد شعيب وتوفيق عكاشة وعبدالمنعم سعيد ونوال السعداوي ومكرم محمد أحمد وإيناس الدغيدي وأنيس عبدالمعطي وسعد الدين إبراهيم وجابر القرموطي ومعتز الدمرداش وخيري شلبي وجهاد عودة وعلاء الأسواني ومحمد حسنين هيكل وطارق حجي و وحيد حامد ومني الشاذلي وعمرو أديب ولميس الحديدي و دينا عبدالرحمن وسليمان جودة وهناء سمري ووفاء سلطان وهالة سرحان وحمدي رزق وعبدالله كمال وكرم جبر وخليل عبدالكريم وسيد القمني ومن قبلهم الهالك خليل عبدالكريم .... إلخ .. كل هؤلاء ورفاقهم لا يؤمنون يقضية إنما هم أدوات فقط .. كذلك فإن اليوم السابع والمصري اليوم ومصراوي وأون تي في وقناة المحور ودريم والحياة مجرد أدوات أيضاً في يد صاحب المال الذي ينفق ملايين الدولارات شهرياً علي هذه الوسائل ، أو إن أردنا الدقة سنستعير تعبير ديكتاتور اليمن المجرم علي عبدالله صالح الذي تحدث عن غرفة عمليات موجودة في تل أبيب وتدار من البيت الأبيض ، زاعماً أن هذه الغرفة تحرك الثورات العربية .. طبعاً هذه الغرفة حقيقية لكنها تضع أمثال علي صالح في الحكم لتمزيق الأوطان العربية والإسلامية ، وللقضاء على الإسلام وإقامة مملكة إسرائيل ..

إن السفلة الذين يدعون العلمانية والليبرالية لا يؤمنون لا بالعلمانية ولا بالليبرالية .. بل هم إن أردنا الدقة مرة أخري ينتمون للإنجليين الصهاينة الذين يدعون لتخريب العالم والترويج لمعركة هرمجدون حتي يتم بناء هيكل سليمان المزعوم فوق أنقاض المسجد الأقصي ..

يقول ميخائيل جورباتشوف الزعيم السابق للاتحاد السوفييتي : " نحن أوروبيون .. لقد كانت المسيحية توحد روسيا مع أوروبا ، وسوف نحتفل في العام القادم ( 1988م ) بمرور ألف عام علي دخول المسيحية أرض أسلافنا . وتاريخ روسيا هو جزء عضوي من التاريخ الأوروبي العظيم " ( من كتاب البيريسترويكا لجورباتشوف ص 230 ) .

جورباتشوف زعيم الإلحاد والمادية في الكرة الأرضية ، يتحدث عن الدين .. يعلن اعتزازه بالمسيحية .. ! والمفروض أن جورباتشوف لا يدين بأي دين علي الإطلاق كما تقول بذلك المبادئ التي يعتنقها ، إلا أنه يجاهر بالاعتزاز بالمسيحية ..

تري ماذا لو قام رئيس مصر القادم يتحدث للمواطنين عن دخول الإسلام لمصر .. ما هو رد فعل الطابور الخامس ؟؟ لك أن تسمع وتقرأ سبا ولعنا طوال أسابيع عن " الرئيس الوهابي " وكيف أن كلامه يتنافي مع " المواطنة " و " حقوق الأقباط " أصحاب وملاك البلد الذين تم تسجيل مصر باسمهم في الشهر العقاري وجاء العرب واحتلوا بلدهم وأسلموا بناتهم ! أليس هذا ما سيقال ؟؟

لقد بلغت الصفاقة والوقاحة بـ إبراهيم عيسي – في رواية أخري إبراهام عيسو - أن يستنكر أن يتلو رئيس اللجنة المسئولة عن إعلان نتيجة الاستفتاء علي التعديلات الدستورية التى جرت في 19 مارس 2011 ، آيات من القرآن الكريم أثناء إعلان النتيجة ، وكأن المطلوب من رئيس اللجنة أن يبدأ إعلان النتيجة قائلاً " أخرستوس انستي " فيرد الحضور اليسوس انستي ! .. عيسي لا يتحدث عشوائياً .. بل هو يعرف الدور المرسوم له ولا يحيد عنه .. تماما كما دافع عن جورج دبليو بوش مجرم الحرب الأمريكي ، عندما قذفه الصحافي العراقي منتظر الزيدي بالحذاء في العام 2008م ، فخرج عيسي وهو في قمة الغضب ليذكر مآثر جورج بوش – طبعاً لم يذكر 2 مليون شهيد عراقي و 3 مليون أرملة عراقية وعشرات الآلاف من الشهداء في أفغانستان – وكيف أنه لابد من إكرام بوش لأنه " ضيف " وأن ما فعله الزيدي " قلة أدب " ويكفي أن الأمريكان لم يغربلوا جسده بالرصاص !

عندما وقعت تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية في الأول من يناير 2011م التى دبرها المجرم البائد حبيب العادلي بالاشتراك مع جهاز أمن الدولة المنحل والموساد الإسرائيلي ، خرج خالد صلاح لينفي التهمة عن الموساد واتهم السلفيين بالوقوف وراء التفجيرات ، وتسبب في قتل سيد بلال واعتقال مئات السلفيين وتعذيبهم وكهربتهم واغتصاب بعضهم .. هل تصدقون أن خالد صلاح يكتب من قناعة شخصية أو أنه كانت بحوزته مستندات ليوجه الأنظار إلى السلفيين ؟ هل أيقنتم إذاً أن هناك جهة أخرى تدير هذه العمليات وتوجه هؤلاء المسوخ في الصحف والفضائيات والمواقع ..

كان الجميع يتساءل عن سر بقاء فاروق حسني " روءة " في وزارة الثقافة لمدة 24 عاما ، وكانوا يعتقدون أن الديكتاتور مبارك يعاند مع الشعب .. والحقيقة عكس ذلك .. فـ روءة هو العميل الصهيوني الماسوني في وزارة الثقافة المكلف من تل أبيب بمسخ هوية الأمة وتخريب عقول الأجيال ونشر روايات تسب الله ورسوله لخلق أجيال موالية للصهاينة ، ولعل هذا ما دفع الآلة الإعلامية الجبارة للصليبي الصهيوني الماسوني نجيب ساويرس تندد بقوة باختيار محمد الصاوي وزيرا للثقافة .. فالرجل يبدأ كلامه بالبسلمة ويصلي علي النبي ويؤدي الصلاة ويصوم رمضان ، وهذه جريمة كبري من وجهة نظر إسرائيل لابد لهم من عميل يسير علي خطي " روءة " وبالفعل تم لهم ما أرادوا .. ولم لا .. فعشرات الوسائل الإعلامية خرجت بعناوين فاقعة من عينة " المثقفون يطالبون بعماد أبو غازي وزيراً للثقافة " !

الصهيونية الماسونية لا تركز إلا علي الثقافة والأفكار والتعليم .. فهذه أقوي وسيلة لإخماد روح المقاومة .. وهذا ما يؤكد إصرار الديكتاتور مبارك علي قلب نظام العملية التعليمية وإقصاء الدين تماماً من المدارس والجامعات .. صار الدين بالنسبة لطلاب المدارس والجامعات مجرد كلمة تكتب في بطاقة الهوية .. وصار مدرس التربية الإسلامية مثار سخرية وازدراء من الطلاب ، وغالباً يطالب التلاميذ بتحويل حصته إلي حصة موسيقي أو " ألعاب " !

ادخل أي مدرسة يوم امتحان مادة التربية الإسلامية ستجد ما تقشعر له الأبدان .. أوراق المصحف الشريف ملقاة في الحمامات القذرة لأن الطلاب لا يحفظون القرآن الكريم ، فيضعون السورة المقررة عليهم في كتاب التربية الإسلامية داخل الحمامات التي يدخلونها لغش بعض الآيات التي يطلب واضع الامتحان كتابتها في ورقة الإجابة .. في نهاية الامتحان تجد عشرات الصفحات المقطوعة من القرآن الكريم يتم دهسها بأقدام الطلاب الذين لا يعرفون مدي الجرم الذي يرتكبونه ..

إقصاء الدين من المدارس خرج أجيالا شائهة ، حتى أنك لتتعجب من رجل قارب على الخمسين يتصل بأحد الشيوخ ليسأله ماذا يقرأ إن فاتته الركعة الأخيرة في صلاة العشاء ، هل يقرأ الفاتحة فقط أم الفاتحة وسورة قصيرة ! أو تجد مئات المتصلات غالبية أسئلتهن تتمحور حول " جوزي حلف عليا بالطلاق مروحش عند ماما وأنا روحت من وراه " وفي رواية أخرى " جوزي قاللى إنت طالق بس رجع قال مكانش في نيته يطلق " ! أو تجد من يسأل عن سجود السهو ماذا يقول أو كيفية صلاة الاستخارة .. أو القصر في الصلاة .. أو من يأكل ناسياً في نهار رمضان أو من يحتلم في نهار رمضان هل عليه كفارة ... إلخ هذه الأمور التي كان يجب فرضها وتعليمها للطلاب من الحضانة حتي لا يضيعوا أعمارهم في الأسلئلة وطلب الفتوي في أمور كان يجب تعلمها منذ الصغر ، للتفرغ لقضايا الأمة .. لكنها المؤامرة الصهيونية التي تستهدف العقول وتغسل الأمخاخ .. فجعلوا من التربية الإسلامية مادة هامشية لا تؤثر في المجموع ولا يهتم بها الطلاب ، فخرجت أجيال متخبطة لا تعرف الحلال من الحرام ..

والمضحك أن كلاب العلمانية والليبرالية يطالبون بتعديل المناهج الدراسية ! فأي تعديل يريدونه أكثر من إقصاء الدين نهائياً من التعليم ؟ اللهم إلا إن كانوا يريدون تنصير الطلاب وتدريس الظهورات المزعومة للعدرا في مادة التاريخ أو الحديث عن التثليث في حصة الرياضيات !

المؤامرة كبيرة .. وخطيرة .. .. وتستلزم التصدي لها بنفس أدواتها .. وتعريف الناس بحقيقة مصطلحاتهم الشريرة من قبيل " الليبرالية " و " العلمانية " و " التنوير " و " الاستنارة " و " حرية الإبداع " ..

إن اللوبي الصهيوني الموجود في مصر يشبه تماما اللوبي الموجود في أميركا .. يحركون الأحداث كيفما يشاءون .. يفتعلون المعارك والفضائح .. يجندون كل مشبوه و " ملطوط " ليعمل عندهم .. ينفقون بسخاء منقطع النظير .. من أجل إقامة هيكلهم المزعوم .. صار في مصر الآن ما يشبه " العداء للشنودية " مثلما اخترع الصهاينة " العداء للسامية " .. لا تجرؤ صحيفة أو مجلة أو فضائية على انتقاد السفاح شنودة وأزلامه .. ويوم كتب أحد الصحافيين بالأهرام مقالا يعبر فيه عن رأيه – أليسوا هم دعاة الحرية والتفكير ؟! - قامت الدنيا ولم تقعد ، وخرج رئيس تحرير الأهرام المشلوح أسامة سرايا ليقبل أقدام شنودة ويدعى أنه لا يخضع لتقييم التاريخ أو الجغرافيا ! وتم منع الكاتب لمدة شهر من الكتابة كنوع من الترضية للصنم الأعظم الذي ينادونه بـ صاحب القداسة !

اللوبي الصهيوني في مصر اخترق كل شئ .. جعلوا من أرباب السوابق زعماء الفكر والثقافة .. امرأة مجهولة تحكي في رواية ما درا بينها وبين عشيقها فوق السرير وكيف أنه فعل معها كذا وكذا فيتم تلميعها والحديث عنها باعتبارها " أرنيست همنجواى " أو " توماس هاردي " أو " أنطون تشيخوف " ! وتحصل علي الجوائز وتذهب إلي باريس للحديث عن ضرورة فصل الدين عن الدولة !

لا يوجد شيئ يحدث اعتباطاً .. إنهم يحسبون كل خطوة وبدقة شديدة .. حتي السينما اخترقوها وصارت أفلام الخيانة الزوجية هي السائدة .. ومثلها أفلام الزواج العرفي والسحاق واللواط وزنا المحارم .. حتي صارت الفتيات تقلد ما يحدث بالأفلام والمسلسلات الأجنبية ، ونري فتاة تتزوج في المرحلة الإعدادية ، وأخري في الثانوية التجارية تبتلع " سم فئران " لأن أهلها لا يوافقون علي زواجها من حبيبها .. ويتم التهليل لمسلسل يحكي قصة حب شاب لزوجة عمه وكيف أن المجتمع المتعصب لا يرضي عن هذه العلاقة !

وقد كتب أحد زبانية شنودة وهو كاتب صهيوني اتهم في قضية شذوذ جنسي ومصاب بالإيدز وسافر لـ كندا منذ سنوات ليمارس الشذوذ بحرية ، كتب منتقداً قيام بوليس الآداب يوم 24 مارس 2011 بالقبض علي مجموعة من الشباب والفتيات يمارسون الرذيلة داخل حديقة بالقاهرة ، وقال أنه بدلا من القبض علي شبان وشابات صغار يتبادلون القبلات بالحديقة ، كان الأولي مطاردة البلطجية وقطاع الطرق ! رغم أن الصحف ذكرت أنه تم ضبطهم عرايا وهم يمارسون الرذيلة إلا أن هذا الصهيوني الشاذ يدعو للرذيلة بزعم أن الأولي مطاردة البلطجية ..

لا يوجد شيئ يحدث اعتباطاً .. خالد منتصر يعتبر غشاء البكارة " رجعية " و " تخلف " ومحاكاة لسكان " تورا بورا " ! فالتقدم والرقي من وجهة نظره أن يتحول الناس إلي مجموعة من القرود المنحطة يتبادلون الزوجات ويرتكبون كل أنواع المحرمات ..

الماسوني عبدالمنعم سعيد لم يكن يكتب المقالات الطويلة العريضة في صدر الصفحة الأولي للأهرام للحديث عن إلغاء المادة الثانية من الدستور ، من تلقاء نفسه .. بل هو موّجه من قبل غرفة العمليات التى تدير هذه الحرب الإجرامية القذرة ضد الإسلام

من يثير قضية ميراث المرأة في الإسلام وشهادة المرأة وختان الذكور والدعوة لتزويج النصراني من مسلمة وتعدد " الأزواج " .. لا يفعل ذلك من تلقاء نفسه .. بل يمشي علي خطي أسياده الذين يرسلون له التعليمات والشيكات .. شبكة عنكبوتية هائلة تتصل فيما بينها لخدمة " دولة إسرائيل الكبري .. من النيل للفرات " .

ذات مرة خرج الشاذ جنسيا سلبي زكريا بطرس بحلقة قام بالترويج لها في فضائية " صبحي بشري " رجل الأعمال الصليبي ، وقال أنه سيفجر قنبلة ومفاجأة كبري ، وكانت المفاجأة هي خروج زيكو في حلقة مسجلة لأكثر من ساعتين ليدعي أن المسجد الأقصي يوجد بالجزيرة العربية وليس في فلسطين ! .. وادعي هذا الشاذ أن ما يقوله يمثل حلاً للصراع مع إسرائيل .. فهل علمتم أن هذا الخنزير يعمل لحساب إسرائيل بالتنسيق مع والده الأفاك شنودة الثالث ..

إن الحملة الصليبية الصهيونية التي تستهدف الإسلام في كل وسائل الإعلام لا تهدف إلا لخدمة إسرائيل .. وجعل إسرائيل هي القوة الوحيدة في المنطقة ..

اللوبي الصهيوني يقود حملة شعواء ضد الإسلام ويروج لتقسيم البلاد العربية إلي دويلات حتي تكون الكلمة العليا لإسرائيل وسكانها اللقطاء ..

لا تعتقدوا أن الحملة التي تشن الآن ضد السلفية يُقصد منها الاعتراض علي الشيخ فلان أو تصريح علان أو تنديدا بقطع أذن " قبطي " ! ولا تعتقدوا أن هذه الحملات لجعل مصر دولة علمانية .. هذه الحملة تدبر لحساب إسرائيل ..

إنهم لا يهاجمون السلفية بل يهاجمون الإسلام .. لخطف الثورة المباركة ، ولعل هذا هو ما جعل الإعلام الماسوني في مصر يتبني شخصيات تافهة لتقديمها علي أنها التي قادت الثورة وتحويل هؤلاء الأشخاص بين عشية وضحاها إلي أبطال والدعوة لتعيينهم وزراء !

تناسي الإعلام الماسوني عشرات الشهداء في مدينة السويس الباسلة التي كانت حجر الزاوية للثورة والدور الجوهري للعملاق المجاهد الشيخ حافظ سلامة - حفظه الله وأطال في عمره - في هذه الثورة .. تناسوا مدينة السويس التي إن كان تم قمعها لخمدت الثورة .. تناسوا دور الإسكندرية .. وأبطالها .. تناسوا أبطال المحلة الكبري الذين كانوا أول من أذل الصهيوني المخلوع حسني مبارك في مظاهراتهم الحاشدة يوم 6 إبريل 2008م .. تناسوا دور الإسماعيلية و المنوفية و المنصورة و البحيرة و طنطا و الزقازيق .. تناسوا دور الصعيد ورجال سوهاج و أسيوط و الأقصر و أسوان و المنيا و بني سويف .. تناسوا دور أبطال سيناء الشرفاء .. حصروا الثورة في شخصيات مريبة هبطت بالبراشوت وقادوا حملة ضخمة لتلميع هذه الشخصيات ، وروجوا لإئتلافات لا تضم إسلاميا ولا سلفيا ولا إخوانيا .. فقط مجموعة مرتبطة بمنظمات أمريكية .. أليس هذا هو الالتفاف علي الثورة وخطفها ؟؟

لماذا لم تقم صحيفة من صحف اللوبي الماسوني للدعوة لتكريم قاهر الصهاينة وبطل ثورة 25 يناير الشيخ حافظ سلامة ؟؟ لماذا لم تخرج فضائية باقتراح أن يقوم المشير طنطاوي باستقبال الشيخ حافظ وتكريمه ومنحه قلادة النيل العظمي ؟؟

إنها مؤامرة كبري .. علينا التحذير منها .. كما علينا الابتعاد عن توافه الأمور والانشغال بمواجهة هذا الخطر الكبير بنفس الوسائل وبنفس الأدوات .. فنعمل علي تأسيس فضائيات تكشف زيفهم وبهتانهم .. ونحذر الأطفال من خطورة هذا الطابور الخامس الموجود في مصر لأجل زعزعة الاستقرار وإقامة هيكل سليمان ، وأن نتيقن أن كل ما يصدر عن هؤلاء الجرذان الذين ينتشرون كالجراد في الصحف والفضائيات والمواقع ، إنما يسير بخطة صهيونية ماسونية لعمل " أندلس " جديدة في مصر .

ولله الأمر من قبل ومن بعد .

بين صليبية الغرب وصليبية القذافي

بين صليبية الغرب وصليبية القذافي

كانوا وما زالوا، بمن فيهم المجلس الوطني، يتوسلونه كي يتمكنوا من التقدم باتجاه طرابلس!!! وعليه فقد أقيمت الصلوات، وتضرعت الجموع إلى الله من أعماقها كي يفرض مجلس الأمن الدولي حظرا جويا على ليبيا لتعطيل فاعلية القذافي في السيطرة على الأجواء .. وقدمت الجامعة العربية الغطاء السياسي والقانوني. لكن ببطء شديد صدر القرار بهدف حماية المدنيين! وببطء أشد، تأخر تطبيقه إلى أن وصلت كتائب القذافي أبواب مدينة بنغازي، قبل أن تشرع القوات الفرنسية بتوجيه أولى الضربات الجوية، ثم تلحق بها الولايات المتحدة وبقية الدول المشاركة. تُرى: ما هو منطق اندفاع الليبيين وراء الغرب لطلب النجدة؟ وما هو منطق الغرب في نجدة ليبيا دون غيرها من الأمم؟



منطق الثورة والاستعانة بالغرب
(1)

كل من زار ليبيا، واحتك بأهلها لا شك أنه شعر بنظرة استعلائية لدى الليبي، وهو يتعامل مع كل زائر إلى البلاد بوصفه «أجنبي» أو « غريب»، سواء كان عربيا أو مسلما أو من أية « زنقة» في العالم. وهو تعبير مصدره القيم والأعراف القبلية التي ما زالت تسيطر على المجتمع الليبي. لذا فالليبيون، وإنْ بدوا منفرين للغير، إلا أنهم صادقون، في الصميم، لمّا يعتقدون بأنهم لا يريدون من الغرب أو أية قوة إلا مساعدتهم في تنحية القذافي كرجل دموي لا يمكن التعايش معه ولا بأي صفة كانت. وعليه فهم بحاجة، فقط، لمن يناصرهم أو يساندهم، لكنهم ليسوا بحاجة لمن يناصحهم أو يشير عليهم، ولا يتقبلون حقا حلول الغرب في بلادهم. لكن ثمة فرق كبير بين الرغبة في الشيء والقدرة على تحقيقه.

ما يتعرض له الشعب الليبي على يد كتائب القذافي مذبحة تفوق الوصف. فالرجل، كالصليبيين، يظن أنه « المخلص » الذي يستحق، عن جدارة، قيادة العالم قبل أن يهلك عن بكرة أبيه، وأن على العالم أن يسمع له، ويأخذ برؤيته!! لذا فهو يتدخل في كل صغيرة وكبيرة .. يتدخل في أنحاء مختلفة من العالم .. في أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وكل البلاد العربية .. وكثير من الدول جهدت في تجنب شره من سوء وحشيته وإثارته للنزاعات، وتغذيته للحروب. فكيف يكون الأمر مع من يعتقد أنهم الأولى بنصرته وتأييده والتصفيق له، فإذا بهم ينقلبون عليه، ويثورون ضده؟ هكذا يقاتل القذافي شعبا أعزلا يستحق منه « التحقير» و « التأديب»، وإيقاع أقصى العقوبات عليه، مستخدما، في ذلك، كل الوسائل والأدوات المتوفرة له، وبكثافة نارية وحشية، لا ترقب في طفل أو امرأة أو شيخ أو أجنبي أو صحفي أو حتى جثة مغدورة إلا ولا ذمة .. وكما لو أنه يخوض حربا عالمية.

على هذه الخلفية؛ حيث العجز والشعور بانعدام الحيلة في التصدي لهذا الطاغية، وغياب النصير القادر على تعطيل وحشيته، أوكل الليبيون أمرهم للغرب، ووضعوا كل ثقتهم بالمجلس الوطني، أياً ما كانت المواقف والسياسات والإجراءات، بحجة أن مهمته تنحصر في إدارة المرحلة الانتقالية التي تقتصر على الإطاحة بالقذافي، والتحضير للدولة المدنية الحرة. لذا فقد صموا الآذان، وأحكموا إغلاق الأبواب على ما يرونه صوابا، بقطع النظر عما يراه غيرهم .. وانتهوا، حتى هذه اللحظة، إلى حشر المسلمين، ممن اكتووا، على مدار القرون والعقود، بنار الحقد الصليبي، وتفحمت جثثهم، أو انسلخت جلودهم، وتقطعت أوصالهم وأشلاءهم، في دعوى ظالمة: « إما معنا فيما نختار أو دعونا وشأننا»!!! فأثاروا استهجان وحنق الغالبية الساحقة، ممن اندفعوا، إلى مناصرتهم بحرقة، أو تسابقوا في مدّ يد العون إليهم، من أشقائهم العرب، أو تعاطف معهم، أو تألم لألمهم، أو سعى لحشد التأييد لهم !!!

وهكذا؛ فما أن صدر القرار، بفرض الحظر الجوي، حتى استقبله الليبيون بنشوة عارمة في بنغازي، سواء عبر إطلاقهم الألعاب النارية أو عبر تسيير المظاهرات الشعبية في عدة مدن، أو عبر رفع الأعلام الفرنسية إلى جانب علم الاستقلال الليبي، فضلا عن لافتات الشكر، والاعتراف بالجميل خاصة لفرنسا، ولعامة الدول المشاركة بالحظر، بالإضافة إلى خطب الجمعة التي ردد خطيب مدينة درنة فيها ما يردده عامة الليبيين: « من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، وعليه فـ « شكرا لفرنسا»!!! بل أن المواقف الشاكرة والمؤيدة للحظر والضربات الجوية امتدت حتى وصلت إلى بعض الثوار والنخب الليبية التي أولت ثقتها التامة بالمجلس الوطني.

وبعيدا عن مواقف الدول التي رفضت التدخل تخوفا من نفس المصير .. وبعيدا أيضا عن موقف عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية صاحب الحسابات الانتخابية في الرئاسة المصرية .. فقد بدا أغلب الليبيين، تحت وقع الصدمة، غير عابئين بأي منطق شرعي رغم غلبة الطابع الديني على سلوكهم وحبهم لدينهم، ولا آبهين لأية حقائق تاريخية أو راهنة انتهكت الإسلام والمسلمين، ولا مراعين لمشاعر مطعونة لا وزن لها حتى لو كانت معمدة بالدماء، وغير مكترثين لأية محاذير موضوعية، أو تداعيات سياسية مستقبلية، يمكن أن تترتب على التدخل الغربي، بل أنهم بدوا أقرب ما يكونوا إلى رفض الاستماع لكل من يخالفهم الرأي، سواء جاءت المخالفة في صيغة انتقاد أو نصيحة أو تحذير أو مخاوف أو حتى مجرد قراءة للوضع.

لا شك أن المواقف الشعبية والرسمية والدينية الليبية، تجاه الحظر الجوي والتدخل الغربي، تسببت في ضمور التعاطف الشعبي العربي، وإصابة أصالة الثورة بجراح غائرة، إلى الحد الذي بات يهدد باستنزاف مشروعيتها، وفقدانها لبريقها، بالرغم من عظيم تضحيات الليبيين أمام وحشية القذافي، وجنون كتائبه القاتلة. فما الذي يجعل الليبيين واثقين من خيارات يراها المناصرون لهم كارثية؟ ولماذا يصرون على الاحتماء بالغرب بدلا من الاحتماء بأشقائهم؟ ولماذا يظنون أن الغرب صادق في نصرته لهم؟ ولماذا يؤكدون على قدرتهم بإسقاط القذافي إذا حصلوا على غطاء جوي؟

فالأخطاء الليبية القاتلة في الميدان، وكذا في السياسة، سببها ثقتهم الزائدة بأنفسهم، ونفورهم من «الأجنبي» حتى لو كان شقيقا أو نصيرا لهم، فكيف سيكون الأمر مع هذا «الأجنبي» إذا كان عدوا؟ أو كانت له أسبقية في الاستعمار؟ لكنهم في الواقع لا يمتلكون الخبرة في القتال والحروب. وليست لهم أية تجارب حربية أو سياسية منذ الاستقلال، حيث تغيرت الأجيال، والثقافات، وانزوت الخبرات. حالهم، في ذلك، كحال الكثير من الشعوب التي لم تخض حروبا أو تتعرض للغزو. قد تبرر هذه الوضعية، نظريا وحتى موضوعيا، طلب النصرة أو المساعدة، لكنها لا يمكن أن تبرر الاستعانة بالغرب أو إحالة وقائع الثورة لطائرات الناتو وسفنه الحربية.

فقبل أن يصدر قرار الحظر الجوي كانت فرنسا تقول بأنها ستشرع في ضربات جوية بعد ساعات من صدور القرار. والواقع أن الضربات الجوية تأخرت نحو 36 ساعة قبل أن تنطلق، وكانت خلالها كتائب القذافي تسابق الزمن، في السيطرة على المدن، حتى وصلت إلى المداخل الغربية لبنغازي، وقتلت ما قتلت، وبثت الذعر في صفوف السكان الذين كانوا يحتفلون بصدور القرار، ويقيمون الصلوت والدعوات. فبأي منطق جرى تأخير القرار الذي اتخذ، أصلا، بهدف حماية المدنيين!؟ وماذا عن أولئك الذين قتلوا قبل بدء الضربات الجوية؟ أليسوا ضحايا للتدخل الدولي؟

الطريف أن الثوار الليبيين كانوا يطالبون فقط بتحييد طائرات القذافي دون أي تدخل بري من القوات الدولية. وهيمنت عليهم النشوة حتى ظنوا أنهم قادرون على سحق كتائبه. وحتى هذه اللحظة لا يرغب الليبيون بطرح السؤال الواجب: ماذا سيفعلون إذا فشل الحظر الجوي أو الضربات الجوية في وقف تقدم الكتائب الأمنية؟ أو شل فاعليتها؟ فالواقع الميداني يؤكد بأن تعطيل سلاح الجو لم يكن كافيا لتقدم الثوار، الذين صاروا يطالبون بقصف الكتائب وملاحقتها وتدمير عتادها!!! والأسوأ من هذا أن بعض الليبيين يتصرفون وكأن القوات الغربية طوع يمينهم!!! فكلما اصطدموا بقوات القذافي تساءلوا: أين القصف الجوي؟ لكنهم لم يتساءلوا: لماذا غدروا بهم؟ ولماذا يتلاعبون بأرواحهم؟ وماذا لو أوقفوا حملتهم لحساباتهم الخاصة؟ هل سيتوقف الثوار عن الزحف ويستسلمون لبطش القذافي؟

لأكثر من 24 ساعة مضت لم تنفذ القوات الدولية أية عملية قصف جوي. وتبعا لذلك فقد استأنفت كتائب القذافي هجماتها، من جديد، لتكتسح المدن مرة ثانية دون أن تعترضها أية طائرة، حتى وصلت إلى رأس لانوف!!! ومع ذلك فقد كانت مداخلة مدهشة تلك التي أدلى بها لقناة الجزيرة (30/3) عادل الزنتاني، عضو اللجنة الإعلامية للثوار، حين أبدى استغرابه من عدم قصف قوات القذافي في محيط بلدة الزنتان بالرغم من تحديد الإحداثيات، وإرسال الطلب مبكرا، وحتى من إمكانية مشاهدتها بالعين المجردة في منطقة صحراوية، وبعيدا عن أي تواجد للمدنيين!!!!

ليس صحيحا أن المسألة تتعلق بتغير الشيفرات الحربية مع انتقال القيادة من الأمريكيين إلى حلف الناتو. والأرجح أن الغربيين عرفوا نقطة ضعف الليبيين في الصميم. فكان من السهل السيطرة عليهم وحتى الغدر بهم، وإبقائهم في حالة عجز ثابت، عبر ربط أي تقدم للثوار بالحاجة الدائمة للمساعدة. فلا تقدم عسكري إلا بقصف جوي .. ولا حماية إلا بمزيد من الابتزاز وإلا فالتراجع والاستعداد لتقبل المزيد من المذابح ... والمؤلم في الأداء الليبي أنه مقتنع بـ « إنسانية الغرب» الذي يعيش« صحوة ضمير» تجاه ليبيا!! لهذا فهو ليس مستعدا لتقبل مجرد فكرة أنهم قد يكونوا ضحية لفخ محكم سيجعلهم مستقبلا أسرى المساعدة الغربية. وحينها لن يكون هناك أي تقدم في الاقتصاد إلا بغطاء غربي .. وكذلك الأمر، لا تقدم في الاجتماع والأمن والتجارة والإعمار والدعم السياسي ... إلى آخر القائمة التي لن تنضب، إلا بغطاء ومساعدة من الغرب .. فكيف سيكون حال ليبيا آنذاك؟

أما عن تسليح الثوار فالحديث عنه لم يتوقف منذ الإعلان عن تأسيس المجلس الأعلى الذي ينسقون معه، ويستشيرونه، ويتعاملون معه، ويبتزونه، لكنهم لا يعترفون به. والمؤكد أن الغرب أبعد ما يكون عن منح الثوار أية عناصر قوة. بل أن الرئيس الأمريكي قال بصريح العبارة أنه وافق بالفعل على تقديم مساعدات للثوار؛ لكنها « غير مميتة»، مثل معدات للاتصالات وإمدادات طبية ومساعدات أخرى!!! وحتى لو لجأ الغرب إلى تسليحهم، سرا أو علانية، فالنتيجة ستكون أسوأ من عدم تسليحهم. لأن التسليح سيؤول إلى فرض وصاية تامة على ليبيا لاحقا.

العجيب، وهي حقيقة، أن الغرب يعترف بتوافر السلاح بكثرة في ليبيا. ومن المفترض أنه يخشى من وقوعه بيد الثوار، أو بيد مجموعات جهادية، تقول بعض الدراسات الغربية أنها لا تخلو من التواجد في ليبيا. كما أن الغرب أيضا يعلم جيدا، في ضوء تجربتي العراق وأفغانستان، أن مشكلة الثوار ليست بالسلاح بقدر ما هي في التنظيم والقدرة على إدارة الحرب. وهو ما تفتقده مجموعات الثوار فيما بينها من جهة، وفيما بينها والمجلس العسكري التابع للمجلس الوطني من جهة أخرى.

هذا المأزق، والحصار الغربي، يمكن الخروج منه، ليس عبر طلب التسلح من الغرب، بل في إدراك الثوار أنفسهم لقوتهم، وتنظيمها، وتحسين فاعليتهم على الأرض بحيث يحدثوا فارقا يمكن أن يحررهم من الاستعانة بالغرب، ويقطع الطريق على التدخل الأجنبي، ويجنب ليبيا مخاطر الوصاية والنهب أو الوقوع فريسة سهلة لأطماع الغرب.



منطق التدخل الغربي
(2)

حتى يومنا هذا ثمة شعوب عربية وأعجمية مسلمة تتعرض للإبادة المنظمة منذ عشرات السنين، لكنها لم تتلق الدعم ذاته الذي تتلقاه الثورة الليبية من الغرب. فالفلسطينيون تعرضوا لمذابح وحشية وجماعية لا توصف، كان آخرها مذبحة غزة، لكن أحدا لم ينتصر لهم دوليا ولا عربيا، بل أن التورط العربي في محاصرتهم كان أشد وضوحا مما هو في ليبيا. وكذا حصل في أفغانستان والعراق والصومال. أما في حرب البوسنة والهرسك فقد أبيدت قرى ومدن بكاملها على يد الصرب الأرثوذكس أمام ناظري الغرب طوال أربع سنوات، وارتكبت من المذابح الوحشية ما لا تطيق نفس بشرية النظر إليه، ولم يتدخل حلف الناتو إلا بعد أن ضمن مصالح بلاده، وفرض الجنرال دايتون شروطه لإنهاء الحرب الأهلية الطاحنة. فما الذي يجعل الغرب حريصا على حماية المدنيين في ليبيا دون غيرها من البلدان الإسلامية؟ وكيف يمكن لفرنسا أن يستفيق ضميرها وهي التي أعلنت استعدادها لتزويد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بما يحتاجه من معدات لقمع الثورة قبل يومين من فراره المخزي من البلاد؟ إذا أحسنا الظن، وكنا موضوعيين، فثمة مليون علامة استفهام على التدخل الغربي.

في أعقاب هجمات 11 سبتمبر على رموز القوة في الولايات المتحدة الأمريكية، خرج الرئيس جورج بوش الابن بعبارته الشهيرة: « من ليس معنا فهو ضدنا»، وأتبعها بعبارة « الحرب الصليبية». وفي يوم 21/3 كرر وزير الداخلية الفرنسي كلود جيون، العبارة ذاتها حين نسب إلى الرئيس نيكولا ساركوزي القول بأنه: « تَصدَّر حملة صليبية لحشد دعم مجلس الأمن والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي لمنع ارتكاب مذابح بليبيا»!!! فهل نصدق المجلس الوطني ونكذب ما يقوله الغرب بلسانه؟ وهل يعقل أن نعاكس الحقيقة، ونكذب التاريخ والحاضر، ونعترف، زورا، بأننا كنا مخطئين بحق الحروب الصليبية التي كانت تستهدف تاريخيا حماية المسلمين؟ بالتأكيد لا. لكن، وكما برر مستشارو بوش ووزرائه عبارته بـ « زلة لسان»، علما أن مارغريت تاتشر وبيرلسكوني وغيرهما كرراها بعده، كذلك الأمر حين وصف وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عبارة زميله بـ « زلة لسان», محذرا من خطورة العبارة، ومحاولا التقليل من أهميتها، وداعيا إلى تجنب استخدام تعبير « حملة صليبية»!!! وكأنه يوصي باستعمال عبارات أقل إثارة للمسلمين.

كل ما في الأمر أن الولايات المتحدة وبريطانيا توارتا، بفعل سمعتهما الشريرة في العراق وأفغانستان والصومال، خلف فرنسا التي تصدرت القيادة السياسية لـ « الحملة الصليبية» الجارية، فيما أحيلت قيادة « الحملة العسكرية» إلى الحلف الأطلسي، كما هو الحال في أفغانستان.

حتى الأمريكيين جن جنونهم على رئيسهم باراك أوباما الذي قرر الذهاب إلى الحرب دون العودة إلى الكونغرس الأمريكي صاحب القرار الدستوري في إعلانها. فلو عدنا إلى قرار مجلس الأمن لتبين لنا أن القرار يتحدث عن فرض حظر جوي لمنع طائرات القذافي من قصف أهداف مدنية. هذا رغم أن الحديث عن ضرورة توجيه ضربات جوية ضد دفاعات القذافي كان سابقا لصدور القرار الدولي. إذ أن فرض الحظر، بحسب لغة الغرب نفسه، دون تدمير الدفاعات الجوية يبدو شبه مستحيل. وعليه فإن الجامعة العربية والمجلس الوطني كانا يعرفان بذلك جيدا!! زيادة على أنهما ينسقان ويعلمان بوجود دبلوماسيين غربيين في بنغازي فضلا عن وحدات خاصة، وخبراء ميدانيين وإداريين، واستخبارات عسكرية، لإدارة الحظر والضربات انطلاقا من الأرض الليبية. وهو ما ألمحت إليه، صراحة، صحيفة « الواشنطن تايمز -30 /3/2011» الأمريكية في افتتاحيتها. وبالتالي فما من معنى يذكر لاحتجاج عمرو موسى على تنفيذ الضربات. مع ذلك فالقرار لم يتوقف عند فرض الحظر ولا عند ضرب الدفاعات بقدر ما مضى في تعقب كتائب القذافي ومهاجمة القواعد العسكرية، ومخازن الأسلحة، والبنى التحتية.

في خضم الجهود الدولية لاستصدار قرار الحظر كان التردد الأمريكي واضحا قبل الموافقة عليه. تردد مكن القذافي من انتزاع المدن من الثوار واحدة بعد الأخرى حتى وصل إلى أبواب بنغازي. ومن جهته نقلت صحيفة الخليج الإماراتية ( 16/3/2011 ) عن مصدر أمريكي وصفته بـ « المطلع» ما يؤكد: « إن هناك تردداً ملموساً في شأن دعم المعارضة الليبية، وأن واشنطن تريد إنهاء سريعاً لما هو جار في ليبيا لاسيما أن هوية الثوار الأيديولوجية غير واضحة تماماً بالنسبة إليها». ومن المفترض أن الحماس الأمريكي المفاجئ، والذي رافق الإعلان عن صدور القرار، قد حصل على الإجابات التي كان يبحث عنها بخصوص هوية الثوار. لكن ما قالته « الواشنطن تايمز -30 /3/2011» من أن: « كثيرا من الثوار متطرفون إسلاميون بل وحتى أعضاء في تنظيم القاعدة»، يعني أن حسابات الأمريكيين في ليبيا ليست مقتصرة أبدا على هوية الثوار فقط. فما هي إذن حساباتهم طالما أن المجلس الوطني نفسه لا يستطيع أن يقدم أي ضمان للغرب عن ليبيا المستقبل، ولا عن هوية الثوار الذين لا يمكن له أن يسيطر عليهم جميعا؟

المراوغات التي سبقت صدور قرار الحظر الجوي أخافت الأتراك. وقد عبر المسؤولون الأتراك عن شكوكهم بدوافع « بعض الشركاء» صراحة خاصة ضد فرنسا. وجاءت أوضح التعبيرات من رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان حين قال (24/3): « أتمنى ممن لا يرون سوى النفط ومناجم الذهب أن ينظروا للمنطقة من خلال الضمير اعتبارا من الآن»، ومن الرئيس عبد الله غل الذي أعرب لصحفيين مرافقين له بجولة أفريقية عن قلقه من أن يتكرر سيناريو العراق، مشيرا إلى أن: « ليبيا قد تنهب كما حدث مع العراق».. ولا شك أن هذه التصريحات تأخذ بعين الاعتبار تحول القرار الدولي من صيغة « الحظر الجوي» إلى صيغة « التدخل العسكري» وما قد ينجر عنه من تدمير سيطال كل القواعد العسكرية والبنى التحتية، خاصة، حين تشتد المعارك حول المدن الحاسمة كمصراتة وسرت وطرابلس ومحيطها، بالإضافة إلى دفع تكاليف التدخل الدولي بما يزيد عن إفراغ الخزائن واستنزاف الثروات مجددا قبل ترك البلاد في فساد وفقر مدقع.

حتى الآن لا يمكن الوقوف على حقيقة التدخل الدولي في ليبيا ومآلاته. فالغموض سيد الموقف. وتناقض التصريحات خير شاهد. وهذه معطيات كافية للتأكيد على سوء نوايا الغرب تجاه ليبيا. فإذا سئل الرئيس الأمريكي عن المستقبل أو عن سير العمليات يكتفي بالقول أن: « كل الخيارات مفتوحة .. وأن هذا الأمر لم يحصل .. لكن يمكن أن يحصل لاحقا»!!! فهل يعقل لمثل هذه التصريحات التي تصدر عن رئيس أكبر دولة في العالم أن تقنع مواطنا أمريكا ناهيك عن مواطن عربي أو أفغاني أو بوسني؟

في 29/3 شارك نحو أربعين دولة (؟؟؟؟؟) في مؤتمر عقد في العاصمة البريطانية – لندن للنظر في الوضع الليبي، وإقرار ما قيل أنه: « الدليل السياسي لتوجيه الجهود الدولية لحل الأزمة الليبية وتنسيق الدعم طويل الأمد لليبيين»!! فمن يستطيع أن يفسر مثل هذه العبارة « الدعم طويل الأمد» إلا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي كشف عن مباحثات أجراها مع نظرائه بفرنسا وألمانيا والسويد تناولت مقترحات بشأن رحيل القذافي في إطار تسوية سياسية تقضي بـ: « (1) وقف تام لإطلاق النار، يتبعه (2) خروج آمن للقذافي ثم (3) الدعوة لحوار بين القبائل وائتلاف ثورة 17 فبراير»؟!! فمن قال بأن المشكلة في ليبيا واقعة بين القبائل والائتلاف؟ وما الحاجة إلى مثل هذا الحوار؟ وما هو موقف المجلس الوطني من هذا التصريح؟ وما هو دور المجلس بعد رحيل القذافي؟ وما هي حاجة الغرب لهذا الحوار؟



أخيرا

لا شك أن الغرب تدخل في الثورتين التونسية والمصرية عبر الجيش والقوى السياسية والإسلامية في كلا البلدين. ولا ريب أن التدخل كان يراعي مشاعر الناس بحيث لا يبدو استفزازيا أو فاضحا. لكنه في ليبيا كان سافرا. وكشف عن أهدافه بوحشية. وما أن اندلعت الثورة السورية حتى هددت فرنسا، بوصفها صاحبة الغطاء السياسي المباشر، بالتدخل. فالرئيس الفرنسي ساركوزي كان صريحا للغاية حين قال: « كل زعيم وخصوصا كل زعيم عربي يجب عليه أن يفهم أن رد فعل الأسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة». وهذا يعني أن الحديث يجري عن تدخل وليس عن مناصرة. فما هي إذن قيمة التصريحات الأمريكية والغربية عن عدم التدخل في سوريا مثلا؟

الطريف في الاستعانة بالغرب هو ما صدر عن بعض الأطراف اليمنية التي طالبت بالمناصرة الدولية. فبعد ثلاثة شهور كاملة على انطلاقة الثورة اليمنية، ذات الصمود العجيب والنفس الطويل، طالب ائتلاف ثورة الشباب والطلاب المجتمع الدولي ومنظماته، خصوصا مجلس الأمن وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، بتحديد موقفه، وتحمل مسؤولياته، تجاه ما يرتكبه النظام من: « جرائم إبادة جماعية بحق الشعب اليمني». وغني عن البيان ملاحظة أن هذه القوى الثلاثة هي ذاتها التي وقفت خلف استصدار قرار الحظر الجوي على ليبيا!!!!

أحزاب اللقاء المشترك، بقيادة ياسين سعيد نعمان، الرئيس الدوري لها، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح ينسقان مع السفير الأمريكي، ليل نهار، فيما يتعلق بانتقال السلطة. أما حميد عبد الله الأحمر، عضو التجمع اليمني للإصلاح، والقيادي القبلي البارز، فقد أغراه التدخل الغربي، على وقع النموذج المصري وليس الليبي. ففي لقائه مع وكالة رويترز للأنباء (30/3) قال: « ينبغي عليهم أن يقوموا بما فعلوه في مصر وليس ما يقومون به في ليبيا»، وطالب الدول الغربية، صراحة، بدعم الاحتجاجات المطالبة بخلع الرئيس، لقاء: « بناء علاقات قوية في المستقبل». وكي تكون المطالب أشد وضوحا، وكذلك الاستحقاقات الثمينة: « يتعين على المجتمع الدولي والولايات المتحدة والأوروبيين أن يتكاتفوا مع الشعب اليمني، ... وأن يطالبوا مباشرة برحيل صالح»، مشيرا إلى أنه بإمكان اليمن بعدها: « أن يسيطر على القاعدة في جزيرة العرب، والذي يتخذ من اليمن قاعدة له».

ميزة هذه الدعوات الغبية تكمن في التحامها الأهوج مع ما يراه الغرب نفسه فرصة لـ « حملة صليبية» سانحة!!! وهو التحام، في واقع الأمر، يختصر الطريق على الأمة، ويُسرِّع في المواجهة، وليس في الاستقرار والعلاقات القوية المزعومة. فالأمة اليوم مشغولة بتغيير واقع سيؤدي، عاجلا أم آجلا، إلى إثارة الأسئلة المصيرية الكبرى. فإذا ما انتصرت الثورة السورية، ونجحت في وأد المشروع الصفوي، فستجد الأمة نفسها وجها لوجه مع المشروع الصليبي. فعن أي علاقات قوية يتحدث هؤلاء؟ وبأي منطق شرعي يروجون له؟

ماذا ينقمون من السلفية..؟

ماذا ينقمون من السلفية..؟



وائل رمضان | 31-03-2011 00:45

ذكرت في مقال سابق حين تكلمت عن مهمة السلفيين في مصر بعد التغيير أنه ربما يتم عزل السلفيين وتحجيم دورهم وإقصائهم عن المشاركة الفاعلة في صنع القرار وبناء مصر من جديد كما يقولون، وأن هذه العزلة ربما يفرضها السلفيون على أنفسهم بعدم تفاعلهم مع الحدث والانزواء بعيدًا عنه والانشغال في الخلاف حول شرعيته أو عدم شرعيته، وهذا ما تم تجاوزه بفضل الله.

أما العزلة الأخرى التي يتم فرضها على السلفيين في الوقت الحالي هي ما يجب أن نتنبه إليه بالفعل، حيث تُشن حملة شعواء على الدعوة السلفية في مصر بصورة واضحة وعلى نطاق واسع، وللأسف الشديد أن هذه الحملة لا تقودها جبهة واحدة فقط ولكنها تنطلق من جبهات كثيرة من علمانيين وليبراليين وإعلاميين وحتى من بعض الإسلاميين وعلى رأس هؤلاء بالطبع الكنيسة المصرية.

والمتابع للأحداث في الساحة المصرية يلاحظ أن هذه الحملة أخذت أبعادًا ثلاثة:

• البعد الأول: وهو الهجوم المباشر.

• البعد الثاني: بث الأخبار الكاذبة والمهيجة للشارع المصري عن التيار السلفي.

• وأخيرًا: الإقصاء المتعمد للسلفيين من كافة الحوارات الوطنية والفكرية التي تعقدها الحكومة أو التيارات والقوى السياسية المختلفة.

وأما عن البعد الأول فقد اشترك فيه أطراف عدة من إعلاميين وحقوقيين وأطراف في الحكومة وبعض الإسلاميين.

ففي تصريح مُستفذّ للناشط القبطي نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان قال: ( الأقباط ليس لديهم خشية من جماعة الإخوان لكن ما يشكل خطرًا كبيرًا على أقباط مصر هم السلفيّون، والتخوفات تأتي من مدارسهم الفكريّة المنتشرة في أوساط الأمّيِّن، والتي قد تبدأ في التطور إلى تكوين كيانات ضاغطة على المسيحيين وهذا يحتاج إلى وقفة جادة ). [جريدة القبس: عدد13586].

وفي مقطع على اليوتيوب للشيخ وجدي غنيم وجهه لعلماء الدعوة في الإسكندرية وللشيخ محمد حسان على وجه الخصوص وصف السلفيين بأنهم ربّوا الناس على الخنوع، وأخذ يستهزئ بطريقته المعروفة بأن البعض منهم تبنى الرأي القائل بأن تلك المظاهرات بدعة وأخذ يكيل الاتهامات للتيار السلفي ورموزه بصورة تبدو وكأنه يحاول بطريقة أو بأخرى تشويه صورة السلفيين بأي وسيلة وإن كان يدَّعي أنه يبتغي النصح لهم.

وبالطبع لم يُفوِّت الإعلامي عمرو أديب الفرصة حين علَّق على موقف الشيخ محمد حسين يعقوب وموقفه من الاستفتاء وأخذ يثني بشكل لافت على جماعة الإخوان التي كان يصفها من قبل بالمحظورة، حتى وصف الإخوان بأنهم رحمة وأن التخوف القادم هو من السلفيين.

وأما البعد الثاني من أبعاد تلك الحملة وهو بث الأخبار الكاذبة وتعمد إلصاقها بالسلفيين لتشويه صورتهم والهدف منها إثارة الرعب في قلوب العوام وغيرهم واستخدام السلفيين كفزاعة لإقصاء الدين عن واقع الحياة في مصر، ففي خبر نشرته الجرائد الرسمية عن قيام مجموعة من الشباب السلفي بإقامة الحد على رجل قبطي بقنا بزعم أنه يقود شكة للدعارة تضم فتيات مسلمات وقاموا بقطع أذنه.

وخبر آخر عن قيام مجموعة من الشباب السلفي بمهاجمة سيدة من محافظة المنوفية وتهديدها بالقتل بحجة أنها تمارس أعمال منافية للآداب داخل المنزل وقاموا بإلقاء جميع محتويات منزلها بالشارع، وطالبوها بمغادرة المدينة وعدم السكن فيها وأعطوها مهلة لذلك.

و لا شك أن هذه الأخبار وغيرها تذكرنا بما فعلته ميليشيات النظام البائد أثناء المواجهات مع الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في فترة الثمانينات حيث كان يتنكر أفرادها في زي الشباب الملتزم ويقومون بمهاجمة الناس والممتلكات، ولا شك أن هذه الوسائل وغيرها يعلم القاصي والداني براءة التيار السلفي منها.

وأخيرًا يأتي إقصاء السلفيين من واقع الحياة السياسية في مصر كبعد أخير من هذه المؤامرة التي تحاك بالسلفيين سواء عن قصد أو عن غير قصد، فالمتابع لما يجري في الساحة من حوارات وسجالات ومؤتمرات يرى غياب السلفيين عن تلك المؤتمرات بشكل لافت.

فالإخوان الذي عقدوا احتفالية ضخمة قبل عدة أيام بقاعة المؤتمرات بالأزهر احتفاءًا بنجاح الثورة وحضرها ما يقارب من عشرة آلاف مشارك من كبار رجالات الدولة بكافة أطيافهم الفكرية والثقافية والدينية وعلى رأسهم بالطبع كبار رجال الكنيسة، يلاحظ أن هذه الاحتفالية غاب عنها أي رمز من رموز التيار السلفي.

كما أن المرشد العام للجماعة والذي طلب زيارة الكنيسة وفتح حوار مع البابا شنودة والشباب القبطي، لم يدر في خلده دعوة التيار السلفي لمثل هذا الحوار على الأقل بافتراض أنهم كإسلاميين يشتركون في هدف واحد وهو تطبيق شرع الله عز وجل.

وعلى صعيد آخر نجد أن الدعوى التي وجهها المجلس العسكري لكافة القوى الوطنية والسياسية لبدء حوار وطني ستخلو بالطبع كما هو متوقع من أي رمز سلفي مشارك في هذا الحوار ولا ندري ما السبب في ذلك هل لأنهم ليسوا من القوى الوطنية؟ أم لاعتبار أن السلفيين ليس لهم وزن فبالتالي لا يؤبه لهم كقوى مؤثرة في المجتمع.؟؟!! لا ندري..!!

ولا ننكر أن الواقع السلفي يمر في المرحلة ببعض الاضطرابات شأنه شأن أي فصيل آخر من فصائل المجتمع فما كان أحد على وجه الأرض يتوقع ما حدث - كما قال الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله- ؛ لذلك فإن هذه الأزمة – إن صح التعبير – التي يتعرض لها السلفيون لها أسباب عدة من أهمها:

• موقف التيار السلفي السابق من المشاركة السياسية في مصر مما أدى إلى غياب السلفيين تمامًا عن واقع الممارسة السياسية خلال الحقبة الفائتة وانشغالهم بتعليم الناس وتربيتهم وتزكيتهم وهذا بالطبع محمدة لهم وليس بمذمة وهو ما فرضته السياسة الشرعية عليهم.

• التخوف الكبير من السلفيين وأنهم متشددون وجامدون في أفكارهم وليست لديهم مرونة في التعامل مع القضايا المختلفة وأنهم يُحرِّمون كل شيء ويكفّرون الآخر لمجرد الخلاف معه.

• التَرِكة المُثقلة التي تحملها السلفيّون من اتجاه بعض الطوائف المحسوبة عليهم للعنف سواء في الداخل كالجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد والتكفير أو في الخارج كالقاعدة وغيرها من الجماعات المسلحة.

• عدم وجود جبهة موحدة تتحدث باسم السلفيين ويكون عليها اتفاق وإجماع من كافة التوجهات السلفية في مصر مما أدى إلى عدم وجود خطاب موحد ومحدد المعالم يخرج باسم الدعوة السلفية، ولا شك أن هذا أدى إلى تضارب كثير من البيانات الصادرة وتباين كثير من المواقف تجاه الأحداث وبعدها.

هذه أهم الأسباب من وجهة نظري ولا شك أن هناك أسباب أخرى لدى المحللين والباحثين في هذا الشأن: ونخلص مما سبق إلى عدة أمور:

• لا شك أن هناك أمواج عاتية سيواجهها السلفيون جَرَّاء هذا التغيير وهذا أمر متوقع، ونقول أننا الحين في مرحلة الزرع والبناء ولسنا في مرحلة جني الثمار ولا شك أنها مرحلة صعبة تحتاج إلى كثير من الجهد والعرق والصبر.

• لابد للقائمين على رأس العمل السلفي من التخطيط الجيد لما يجب عليهم القيام به في الفترة المقبلة وعدم التسرع في تقييم الواقع وعدم الاعتماد على ردود الأفعال التي قد تضر بالدعوة أكثر مما تصلح، فليس من الضروري أن ندلي بدلونا في كل مسألة تُطرح على الساحة في الفترة الحالية بحجة عدم غيابنا عن الحدث والرغبة في تسجيل موقف ولو على حساب أصول المنهج السلفي.

• لابد أن نتحرك من خلال عمل مؤسسي مُنظم ولا شك أن هناك بوادر بدأت تلوح في الأفق لمثل هذا التوجه كالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وعلى رأسها الدكتور محمد يسري وثلة من العلماء والدعاة المعتبرين، وكذلك تأسيس مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية؛ والمهم هو آلية تفعيل هذه المؤسسات ودعمها على كافة الأصعدة سواء الإعلامية أو المجتمعية.

• عدم التسرع في إبداء المراجعات عما يظنه البعض خطأ في التصور وفي الحركة وفي التعامل مع الواقع من قِبَل التيار السلفي في الفترة الماضية، فإن هذا من شأنه زعزعة الثقة لدى الشباب السلفي في علماء الدعوة؛ فإن ما تربى عليه الشباب سنوات طوال لا يتم التراجع عنه لمجرد رأي شيخ أو عالم منفردًا لحدث نجح بتقدير الله عز وجل ؛ والسؤال الذي يسأله الكثيرون: ماذا لو لم تنجح الثورة؟! هل كان موقف المشايخ كما هو الآن؟؟!!

• عدم الانجرار لمعارك جانبية والانشغال بالرد على فلان أو الدفاع عن فلان والاهتمام بما هو أهم من ذلك في تثبيت أصول المنهج ودراسة الواقع الحالي وكيفية التعامل معه وفق هذه الأصول.

• أخيرًا لابد للشباب من التمسك بالمنهج الذي تربواْ عليه، والثقة الكاملة في مشايخ وعلماء الدعوة، وليعلموا أن أعدائهم ومنافسيهم أغاظهم كثيرًا ما حققوه من نتائج على المستوى الشعبي خلال السنوات الفائتة وهو ما يحاولون اليوم هدمه، ولكن الأخطر من هذا هو هدم الثقة وبث الفرقة بين شباب الدعوة ومشايخها وعلمائها الذين هم رأس الأمر والمرجع في الأمن والخوف ومتى هدم الرأس لم يقم للجسد قائمة والله المستعان.

azhariiah@yahoo.com

ماذا يعمل يحيى الجمل؟

ماذا يعمل يحيى الجمل؟



صــلاح الامــام | 27-03-2011 00:06

حاجة غلط .. نغمة نشاز .. نقطة سوداء .. قل ما تشاء عن وجود يحيي الجمل فى صدارة المشهد المصرى الآن، قل ما تره مناسبا وأنت تصف صورة يحيى الجمل فى المشهد السياسى الراهن، فوجوده بكل المقاييس والمعايير، ومن أى منظور، وبأى ميزان، أشبه بكارثة تهدد إعادة بناء مصر ، فى لحظة حرجة تحتاج لرجال يصنعون التاريخ، لا لرجال صنعتهم صالونات وصالات، وشكلت أفكارهم نظريات وأفكار مستوردة، وتتحكم فى قراراتهم اعتبارات خاصة.

يحيى الجمل خرج من العمل العام منذ أكثر من 40 سنة، وطوال هذه السنوات الطويلة، عاش حياته كأستاذ قانون، ويمارس الكتابة كنوع من التسالى، وقبل الثورة بأيام قرأت له مقالا طويلا عن أغنية أم كلثوم "قصة الأمس"، ويبدو أنه لم يتزحزح عن هذا الأمس، وعلى مدى حياته التى جاوزت ثمانية عقود، حيث ولد فى عهد الملك فؤاد، وعاش عهد فاروق، ثم عصور عبدالناصر والسادات ومبارك، لا يذكر أحد له موقفا حاسما، فهو من أنصار إمساك العصا من المنتصف، متلون، إذا الريح مالت مال حيث تميل.

الشىء الوحيد الذى ثبت عليه الجمل، رغبته في أن يعيش النموذج الغربى المنفتح، ويضايقه النصوص التى تحرم الخمور والاختلاط اللامنضبط بين الجنسين، وقد يكون زار كل بلاد الدنيا، إلا الحرمين حاجا أو معتمرا.

قبل خروج الديكتاتور السابق من منصبه مخلوعا مهانا على يد شعب مصر، جاء المخلوع بأحمد شفيق رئيسا للحكومة، ومعه يحيى الجمل نائبا له باعتبار أن أحمد شفيق ليس له أى دراية بالعمل السياسى، ولعلمه بأن الجمل رجل مطيع جدا، ولأنه أكثر منه عداءً للتيارات الإسلامية، ولأنه رجل له قلب أخضر، يحقق له انسجاما كبيرا مع الهانم، حيث كان عضوا فى مؤسسات وهيئات كثيرة ترأسها الهانم.

وكان أكبر خطأ ارتكبه عصام شرف ـ ولا يوجد بين البشر من هو كامل منزه عن الخطايا ـ هو موافقته على بقاء يحيى الجمل فى موقعه، وقد يكون ذلك بدافع الحرج، حيث ظهر الجمل فى عدد من الفضائيات يوم تكليف الدكتور شرف بتشكيل الوزارة، ظهر ينظم قصائد شعر فيه، وكان يرمى بتلميحات مكشوفة ولسان حاله يرجوه أن يبقيه فى منصبه الذى وصله وهو فى هذا العمر، وهو ما قد حدث، حيث أبقاه الدكتور شرف فى منصبه الذى وضعه فيه الرئيس المخلوع.

كان الجمل فى وضع عجيب، فهو تعدى الثمانين من العمر، ويعرف مثلما يعرف كل العالم، أن هذه المرحلة من العمر لا يمكن أن يكون صاحبها مناسبا لشغل أى منصب قيادى، فما بالك والمنصب هنا نائب رئيس الحكومة المصرية، وهو بالتأكيد كان يقرأ كم الانتقادات التى توجه للرئيس المخلوع لإصراره على مواصلة الحكم وهو فى هذه السن، وحتى لا يكون منظر الجمل ملفتا ومحل انتقاد، ارتكب الرجل خطيئة كبرى للتستر على وضعيته، فلكى لا يكون هو الوحيد الذى بلغ من العمر عتيا، عمد إلى استقدام وزراء من نفس المرحلة العمرية.

جاء الجمل بعدة وزراء من خارج سفينة الحياة، مثل المستشار محمد عبدالعزيز الجندى الذى خرج من الخدمة منذ أكثر من 20 سنة، ونبيل العربى، ومنصور عيسوى، ومع تقديرى واحترامى لهم، إلا أن مصر ليست خالية من الكفاءات حتى يأتى لنا الجمل العجوز حاملا فوق ظهره بأشخاص أدوا دورهم فى الحياة، وخرجوا منذ سنوات طويلة، فهل لا يوجد بمصر من كان يصلح وزيرا للعدل غير الجندى ذي السادسة والثمانين عاما؟، وكذا الداخلية، حيث جىء برجل خرج من الخدمة منذ 16 سنة، وأصبح حتى من الناحية الصحية لا يناسب هذا المنصب، فهل خلت الداخلية ـ وهى تضم آلاف الشرفاء ـ من رجل يصلح وزيرا لها، وكذا وزير الخارجية الذى سلم أوراقه منذ سنوات للحياة.

ومن مصائب الجمل أيضا إصراره على تعيين أيمن فريد أبو حديد وزيرا للزراعة، بعدما أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء أنه اعتذر، وتلك صيغة مهذبة تقال للوزراء الغير مرغوب فيهم، لكن بعد 24 ساعة تم إعادة تكليف أبو حديد وزيرا للزراعة، بسبب تدخل الجمل وإعلانه ذلك بنفسه، وأبو حديد هو تلميذ يوسف والى النجيب، وشريكه فى كل جرائمه، وكل موظفى وزارة الزراعة يعرفون تجاوزاته ومخالفاته حينما كان رئيسا لمركز البحوث الزراعية، والكل يعرف حجم الفساد المالى والإدارى بالمعامل التابعة له، وكل من بالمركز يعلمون لماذا يبقى على رئيسة مركز صحة الحيوان بما عليها من مؤاخذات ، ولما اعتصم العاملون بالمعمل الذى ترأسه مطالبين بتغييرها، قالت (م . م ) بالصوت العالى: مايقدرش الوزير يقرب منى وهو عارف ليه، مشيرة إلى الأموال الضخمة التى أتت للمعمل عام 2006 مع بداية ظهور انفلونزا الطيور، ولا يعرف أحد غير أبو حديد أين ذهبت، وكذا رئيسة معمل المتبقيات (س . ج) التى تدير المعمل هى وشلتها كأنه عزبة خاصة، والجهاز المركزى للمحاسبات قدم عدة تقارير عن الفساد المالى بهذا المركز، والسبب يعرفه كل العاملين بالمعمل، وكل الوزارة تعرف تجاوزات أبو حديد، حتى أن موظفى الوزارة اعتصموا لعدة أيام أمام بابها ومنعوه من الدخول، لكن الجمل حمله فوق ظهره، ودلف به من الشباك إلى كرسى وزارة تعتبرها الدول المتقدمة أهم وزارة، فهى الوزارة المسئولة عن توفير الطعام للشعب، وتمكن أبو حديد من كرسى الوزارة بحماية الجمل.

وقد يتذكر القراء، أن الجمل وهو فى وزارة أحمد شفيق، أسند إليه مهام رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وكان صحفيو المؤسسات الصحفية الحكومية تسيطر عليهم حالة من الغضب الشديد، بسبب تدنى مستوى رؤسائها فى نفاق النظام السابق، وقيامهم بحملة تضليل قبيحة فى بداية الثورة، وطالب هؤلاء الصحفيون الشرفاء بإقالة رؤساء الصحف القومية كلهم، ووعد يحيى الجمل بذلك، لكن أحد هؤلاء وهو عبدالله كمال رئيس تحرير روز اليوسف، وهو أكثر رؤساء التحرير كراهية على المستوى الشعبى، أعلن عبدالله كمال بكل بأنه لن يغادر مكانه، وقبل أن نفيق من دهشتنا وذهولنا من هذا التحدي، نشر كمال مقالا ألمح فيه لمساحات الأراضى التى حصل عليها الجمل بأسماء أولاده، خلال العهد الفاسد، وبعدها اغلق الجمل ملف تغيير القيادات الصحفية.

ودعونا من كل ماسبق، فالمهم هنا ما الذى يفعله الجمل من خلال منصبه؟، هل هو فعلا نائب رئيس حكومة ثورية تقود مصر فى مرحلة حرجة وخطيرة؟ الرجل لا يفعل أى شىء سوى الظهور المتواصل فى جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى المشمومة أيضا، لا يترك أى نافذة إعلامية إلا ونجده يطل منها على المصريين، فهل هذا رجل لديه عمل؟ أم أنه رجل "فاضى" لا شغلة له؟ ماذا يعمل هذا الرجل بالضبط؟ فلو أن موظفا فى أى جهة حكومية درجة ثانية، لن تجد عنده وقتا كالذى عند يحيى الجمل، الرجل مقيم بصفة دائمة بمدينة الانتاج الإعلامى، يتنقل بين استديوهات كل القنوات فى برامج التوك شو، والتوك من غير شو، فهل هذا رجل يدير حكومة انتقالية فى مرحلة ثورية لبلد بحجم مصر؟.

يحيى الجمل ذهب مساء الأربعاء الماضى (23 مارس) لحضور ندوة أمام ما يعرف باسم "الليونز والروتارى" وهى مؤسسات ماسونية مشبوهة تابعة للصهيونية العالمية، وكانت الهانم زوجة الرئيس المخلوع هى الرئيس الشرفى لهذه النوادى، ذهب الجمل وهو نائب رئيس حكومة مصر، ليتحدث أمام مجموعة من سيدات الروتارى والليونز، وهم مجموعة من الرجال والسيدات المترفين، الذين يعانون من فراغ، بمعنى أنهم "ناس فاضية"، ذهب الجمل عندهم وقضى سهرته معهم فى الباخرة النيلية الفاخرة "الباشا"، فى وجود عدد من رجال وسيدات الأعمال، وكلهم لهم مصالح لدى الحكومة، فالتفوا حوله، والرجل كان سعيدا لأن غالبية الحضور من السيدات، حتى أنه حرص على التقاط الصور معهن وهو يتأبطهن، وكأنه عبدالحليم حافظ، هل هذا يليق برجل دولة؟؟، يذهب للسهر مع رجال الأعمال الذين لهم مصالح ومطالب لدى الحكومة، ويضع نفسه فى مجال شبهات لا يمكن تبرأته منها؟!.

يحى الجمل، وهو الرجل الثانى فى الحكومة كان يحرض الناس على التصويت بـ "لا"، ولا يعلم أن موقعه يحتم عليه أن يكون محايدا، لأنه هنا يمارس ضغوطا على أفراد الشعب من خلال موقعه،.. فإذا كان له وجهة نظر فليترك موقعه، ويفعل مايشاء، لكنه يفعل مايشاء بما يتعارض مع موقعه كمسئول كبير فى الحكومة، ولو كان بيده الأمر كان قام بتزوير الاستفتاء ليحقق النتيجة التى يريدها، كما كان يفعل النظام السابق.

من زمرة الجمل، شخص اسمه ابراهيم عيسى، ظهر ضمن درنات المجتمع فى العهد البائد، خصصت له قناة الجزيرة برنامجا يحمل اسمه، وإذا كان الزميل الكاتب القدير جمال سلطان وصف برنامجه بـ "المصطبة"، فأنا أختلف معه كثيرا، لأن المصطبة جزء من تراثنا، وكانت فى الماضى قبل ظهور الكهرباء وتعدد جهات اللهو، كانت أشبه ببرلمان صغير، يجتمع فيه الأهل والجيران، يتدارسون دين الله أولا، وما قد يطرأ من مشاكل تخص أحدهم، لكن عيسى يدير صالونا لا يمت للمصطبة بأية علاقة، فهو أشبه بمقهى درجة رابعة، وإلا فليفسر لى أحد لماذا انزعج عيسى ومن معه من رواد قهوته من ذكر اسم الله الرحمن الرحيم على لسان رئيس اللجنة المشرفة على الإستفتاء، وهو يتلو نتيجته؟؟ ما الخطأ الجسيم الذى ارتكبه الرجل لكى يطلق عليه عيسى هذا الكم من الانتقادات والإهانات؟ ولماذا كان عيسى يروج لمسرحية ظهور العذراء فوق كنائس مصر، ونحن نعلم تماما أنها نتاج أفعالهم العبثية، ولو أن أحدا انتقد هذا يهب عليه عيسى ومن على شاكلته، متهما إياه باضطهاد شركاء الوطن، وهو أيضا الذى سخر جريدته التى طرد منها، سخرها للهجوم على رموز الدين الإسلامى، بكتابات قد يتحرج اليهود فى نشر شيئ منها.

أناشد المجلس العسكرى، وهم الذين صنعوا لمصر مجدا سيخلده التاريخ، حينما انحازوا مع الشعب ضد النظام، وكانوا يد الشعب القوية التى نفذت جميع رغباته، أناشدهم أن يبعدوا الجمل من الموقع الذى أوجده فيه النظام السابق، على الأقل ليعطوا له فرصة للتفرغ للفضائيات وسيدات الروتارى والليونز.

salahelemam@hotmail.com

الشعب .. يريد .. عزل الجمل

الشعب .. يريد .. عزل الجمل



صــلاح الامــام | 31-03-2011 00:53

لم أكن أتصور أن يحدث مقالى "ماذا يفعل يحيى الجمل؟" الذى نشرته هنا هذا الصدى الكبير، الذى فاق بكثير كل توقعاتى، فأنا أدرك أن هذا الرجل غير مقبول، لكن الرسائل التى وصلتنى عبر البريد، جعلتنى أظن أن الجمل يتمتع بكراهية شعبية كتلك التى حازها الرئيس المخلوع، وطالب الكثيرون أن يهب الشعب ليصحح مسار ثورته، ويجبر المجلس العسكرى الحاكم على طرد الجمل.

ووجدتنى مستحسنا للفكرة، ومنفعلا معها، ويقينى أن الملايين الذين ذهبوا يوم الاستفتاء ليقولوا "نعم"، ويثبتوا أمام العالم أن التيارات اليسارية والليبرالية، ليس لها وجود فى مصر، وأن الأغلبية العظمى لن تسمح لهم بالبقاء فى حظائرهم يصيحون وينبحون ورائحة روثهم تسد أنوف غالبية الشعب، وهم ومن والوهم لن يكون لهم كلمة بعد اليوم.

لقد سقطت كل حواجز الخوف، وانطلق الشعب من قمقمه مشحونا بقوة أسطورية، سببها القهر والظلم على مدى عقود من الزمن، وحطم أصنام الضلال، وأطاح بعبث ومخططات القلة العلمانية ذات الصوت العالى، ويوما بعد يوم، ستقف هذه الجموع ـ وهم أغلبية الشعب العظمى ـ حائط صد يمنع سيطرة الأفكار والنظريات المستوردة على مصر، فمصر عربية إسلامية، ولن تقدر قوة أيا كانت على العبث بهوية مصر، وأى محاولة للعبث بها ستكون مسألة وجود أو عدم، حياة أو موت، ولا وسط بين ذلك.

يحيى الجمل يقود التيار العلمانى الذى يحلم بالقضاء على الهوية الإسلامية العربية لمصر، هذا التيار الذى يعيد بنا الذاكرة إلى تيارات كثيرة سابقة ظهرت فى قلب الأمة الإسلامية، وكانوا سببا فى انتكاستها وتأخرها، لأنهم استنفذوا كثيرا من قوى الأمة، وكانت هذه التيارات يقف من ورائها اليهود، وهم أيضا الذين يشغلون العالم بالمصطلحات الجديدة، كالديمقراطية، العلمانية، الليبرالية، الماركسية، الوجودية، الحداثة ... الخ، مثلما شغلوا جموعا من المسلمين فى القرون الأولى بمذاهب عجيبة، مثل: المعتزلة (القدرية)، والجهمية (الجبرية)، الإباضية، الماتريدية، الزيدية، الإسماعيلية وما تفرع عنها من حركات لا تحصى لعل أشهرها الفاطميون، والصوفية وما تفرخ منها ثم تكاثر وانتشر، والباطنية، والرافضة، ثم الدرزية والحاكمية، حتى البهائية، وهى مئات من المذاهب الغريبة، التى نبتت بداخل الدولة الإسلامية، وكان لها تأثير كبير فى تثبيط مسيرتها، وتفريق شملها، وسريان الوهن فى أوصالها، وجلها تستند على نظريات بشرية تافهة، وأغلبها ـ كما قلت ـ يهودية المنشأ.

عادت هذه التيارات الخبيثة بصورة جديدة، وبوقع أشد وطأة، وفعاليات أشد خطرا، بمسميات جديدة تتناسب مع الحضارة الإنسانية المعاصرة، حيث استفادت من الثورة التكنولوجية الرهيبة فى مجال الإتصالات، فاخترقت مجتمعاتنا وبيوتنا وحرماتنا، ثم أحكمت سيطرتها على عقول ذوى النفوس الضعيفة، فانساقوا وراء شعاراتها البراقة، يبشرون بحياة افضل، بعيدا عن منهج الله تعالى، لينطبق عليهم قوله تعالى فى سورة الكهف: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا. الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا".

يكاد الغيظ يقتلنى، وأنا اقرأ لأحد عناصر هذه التيارات فى صحيفة يومية، يقول : إننا نحن أهل الفكر، ومعنا كل القوى السياسية، لا يجب أن نترك البلد للظلاميين (!!)، وكاتب ذلك كان زميلا لى فى تلك الصحيفة منذ صدورها قبل 25 سنة، وكان وقتها يسكن فى غرفة مشتركة، ولا أقول شقة، بل غرفة مشتركة فى حى بين السرايات، بين جيوش البق والقمل، والآن أصبح من سكان المهندسين، ومن أصحاب الشاليهات فى مصايف علية القوم، وكل شهر فى أمريكا، لماذا؟ لا أعرف، وبين واشنطن ولندن، وباريس وبرشلونة، وطوكيو ومونتريال، كوالالامبور وجنيف، يتنقل كأنه يتنقل بين أحياء القاهرة، وواقعه الجديد هذا كاف لتفسير حملته المسعورة على الإسلام، لصالح من نقلوه من النوم على البلاط بين البق والصراصير، إلى الفيلات والشاليهات.

كان الغيظ يتملكنى لعدة أسباب، فمن هم أهل الفكر الذين يتكلم عنهم؟، وما هى هذه القوى السياسية المزعومة؟ إن مصطلح قوى هنا فى غير محله، لأن القوى هى طاقة فاعلة تغير الأوضاع وتقلبها من حال إلى حال، وإذا قلنا بأنه يقصد بكلمة قوى حوالى 24 حزبا، ومثلهم من الحركات والتجمعات والجمعيات، وضعفهم من المراكز الحقوقية، بالإضافة إلى جموع مسيحى مصر، فإن كل قوة من تلك القوى تساوى 22% من الشعب المصرى مقسومة على عدد هذه القوى المعنية، طبقا لنتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، أى أن كل قوة، وكل تيار، وكل حركة، وكل منهج، وكل فكر، وكل مركز حقوقى، وكل مصطبة، سيكون نصيبها من الشعب المصرى جزءا من عشرة من الواحد الصحيح منسوبا إلى جموع الشعب المصر، (01,%)، فكيف يكون تيار ما حجمه واحد من عشرة فى المائة من الشعب معبرا عن الشعب وممثلا له؟!!.

التيار العلمانى ـ وأقولها للمرة المليون ـ مازال هو المسيطر على كل وسائل الإعلام فى مصر، وفى عهد الفضائيات هيمن الطائفيون على الإعلام بشكل خطير، وأصبح هؤلاء يتكلمون ويردون على أنفسهم، فلا يسمح للطرف الآخر بالكلام أو الرد، وقد تصاب بالذهول حينما ترى وجها فى برنامج، وبعد انتهائه بدقائق ترى نفس الوجه فى برنامج آخر على قناة اخرى، ثم تراه فى اليوم التالى مجموعة من الوجوه الكالحة، يفتح لها الإعلام أبوابه بلا حساب، وينشرون روثهم على الملايين.



الجمل الذى شد الرحال إلى شنودة فى قلعته، ثم أعلن بعدها أنه اتفق مع [قداسة] البابا على تعديل المادة الثانية من الدستور، لا يعرف أنه ارتكب هنا جريمة كبرى، ويستحق أن يحال للمحاكمة بسبب هذا التصريح، فمن هو حتى يتفق مع البابا على تعديل نص دستورى لأمة؟ وهل يملك الجمل أن يعدل نصا دستوريا حتى لو كان حرفا واحدا؟، مع من يعمل هذا الرجل؟ ومن يقف خلفه؟ وماذا يريد بالضبط؟ ولم تم تأخير الإعلان الدستورى من قبل المجلس العسكرى الحاكم حتى الآن، وكان المفروض أن يعلن فى اليوم التالى لإعلان نتيجة الإستفتاء؟، ولماذا هو رئيس لجنة الحوار؟ ولماذا أبقى على كل رؤساء التحرير المنبوذين ليس من الشعب فقط، بل من كل الصحفيين الشرفاء الذين يعملون فى مؤسساتهم؟ ولماذا لم يرد الجمل على ما هو منسوب إليه من بعض الأقلام باستيلائه على كثير من أراضى الدولة بثمن بخس، وبأسماء أبنائه، مثل جميع عناصر النظام الفاسد؟.

ولو أمعنا النظر جيدا فى المشهد السياسى بمصر الآن، سنرى أن الجمل لا يعمل بمفرده، حيث يسير معه فى خط مواز صوت آخر من داخل مؤسسات الدولة داعما لفكره، وهى المستشارة تهانى الجبالى نائب رئيس المحكمة الدستورية، فهى بحكم موقعها القضائى المفروض ـ طبقا لتقاليد القضاء ـ ألا تخرج فى وسائل الإعلام، وألا تشارك فى مناقشة أى قضايا سياسية، لأن ذلك يتعارض مع وضعها كقاضية، لكنها هى الأخرى مقيمة فى استديوهات كل الفضائيات، والغريب هنا والمثير لأعصابنا، أنها تناقش قضايا دستورية قد تذهب فى لحظة أمامها للنظر فيها كقاضية، فكيف تقضى فى أمر أعلنت فيه رأيها الشخصى؟، ولماذا هذا الظهور الإعلامى الملفت للسيدة المستشارة؟ وهل لا يوجد فى المحكمة الدستورية قضاة غيرها؟ وإذا كان قضاء المحكمة الدستورية ينأون بأنفسهم عن الاشتراك فى أى نقاش حول أى مسألة عامة فلماذا هى متواجدة بشكل دائم فى جميع الفضائيات والصحف، وتكرر ما يقوله الجمل؟ إن ظهور السيدة المستشارة ـ وهى من تعيينات سوزان هانم ـ بهذا الشكل الغير المسبوق فى وسائل الإعلام، يعد سابقة جديدة على سلك القضاء المصرى، وما يهمنا هو دورها الداعم لأفكار الجمل، خاصة أن صفتها كنائب لرئيس المحكمة الدستورية العليا، ليس شيئا بسيطا، وهو يؤكد أن الجمل يقود مع عدد من الرموز داخل الدولة الثورة المضادة، وإذا لم يتم شلحه فورا سوف ينتصر، ويعيد مصر لعصر مبارك من جديد.

إن الملايين الذين خرجوا للتصويت بنعم يوم الإستفتاء، مطالبين بأن يخرجوا مرة أخرى يوم الجمعة القادم (أول ابريل) إلى كل الميادين بجمهورية مصر، وليس ميدان التحرير فقط، ويطالبوا بعزل الجمل ومحاكمته، فوجود الجمل أخطر من وجود حسنى مبارك نفسه، لأن الجمل يعمل وفق خطة محكمة، وقد تيقن لنا أنه هو الذى يحرك كل شىء فى البلد، والدليل على ذلك تأجيل الإعلان الدستورى من قبل المجلس العسكرى، وهو الذى صاغ قانون الأحزاب، وهو رئيس ما سمى بلجنة الحوار مع القوى السياسية، والتى ليس لها من هدف سوى ممارسة ضغوط على التيارات الإسلامية بهدف تحجيمها وتقييدها مرة أخرى، دون أن يعرف أن المارد قد خرج، والقمم قد تحطم، ولا عاصم للجمل من غضبة الشعب.

الجمل من ناحية أخرى، صرح فى أحاديثه أن طرح فكرة عدم محاكمة رموز الفساد جنائيا، مقابل إعادتهم للأموال المنهوبة، أى يتم التصالح مع عز والمغربى وجرانة والعادلى، وكل المطلوبين أمام محكمة الجنايات، بتهم الفساد والتربح من خلال وظائفهم واستغلال النفوذ ونهب ثروات البلد، مقابل إعادتهم لما نهبوه، وممكن بالتقسيط، وممكن أيضا المفاصلة معهم فى قيمة ما سيتم استرداده، وممكن كمان نسامحهم لأن المسامح كريم، فهل هذا منطق؟؟ كيف لأستاذ فى القانون، خرج من تحت يديه أجيال من القانونيين لا يعرف أبسط قواعد قانون العقوبات العامة، التى يدرسها طلبة الحقوق فى السنة الثانية، وهى أن هناك عقوبات أصلية وعقوبات تبعية (الباب الثالث من قانون العقوبات)، والعقوبات التبعية منها العزل من الوظيفة والمصادرة، بمعنى أن من يتم إدانته فى قضايا الفساد ونهب المال العام، ويتم الحكم عليه بعقوبة مقيدة للحرية، يتم الحكم عليه أيضا برد ما استحوذ عليه بشكل غير قانونى، أى أن رد الأموال سيتم بقوة القانون، لكن الجمل ذو القلب الأخضر يريد أن نسامحهم، وكل هذا يؤكد أن الجمل هو ذراع مبارك ونظامه فى المؤسسة الحاكمة لمصر حاليا، وقضية إقصائه من منصبة أضحت أمرا ضروريا، ليس عزله فقط بل عزله ومحاكمته.

أدعو بصوت عال، كل الشرفاء من شباب ورجال مصر، الذين يريدون أن تعود مصر عربية إسلامية، أدعوهم للخروج لكل الميادين فى كل مدن مصر، ليطالبوا بطرد الجمل ومحاكمته، حتى لا تضيع دماء الشهداء هدرا، وسوف أكون متواجدا فى ميدان التحرير بعد صلاة الجمعة القادمة، ومعى القراء الأفاضل الذين يكتبون لى على بريدى، والذين نشروا المقال على صفحاتهم فى الفيس بوك، وبدأوا بالفعل بالدعوة لمظاهرة مليونية يوم الجمعة القادم، لعزله وسنقولها مدوية فى كل ميادين مصر يوم الجمعة القادم .. يسقط يحيى الجمل .. الشعب يريد محاكمة يحيى الجمل.



salahelemam@hotmail.com

لو بينهم إبراهيم سعدة!

لو بينهم إبراهيم سعدة!



محمد موافي | 31-03-2011 00:50

الحر على الأبواب ,وشارع الصحافة ملتهب وكانت مصر على موعد مع دورة تشريعية جديدة ,بعد انتخابات برلمانية مزورة سلفا , وكان المماليك في مكاتب رؤساء التحرير بالأخبار والجمهورية والأهرام و روزاليوسف وغيرهم على موعد مع مذبحة يتقاسم إطلاق الرصاص بها صفوت الشريف بدعوى منصبه وزكريا عزمي بحكم نفوذه وجمال مبارك بمقتضى الحال,لكن إبراهيم سعدة يا سادة يا كرام، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة أخبار اليوم باغتنا جميعا بتقديم استقالته من منصبه، وصدق أو لا تصدق كانت تلك سابقة هي الأولي ولم ينصرف إبراهيم سعدة في سكينة وهدوء بل قلب الطاولة وأثار الجدل ,وأجبر مخالفيه على مشاركته العزاء و مشاطرته الأحزان.. حينها قرر سعدة أن يكون الأمر بيده لا بيد صفوت أو زكريا عزمي أو حتى جمال مبارك,رافضا مبدأ خيل الحكومة التي تقتل بالرصاص البارد حينما تشيخ,و قرر الرحيل عن مملكة أخبار اليوم ,فبقى إبراهيم سعدة كاتبا له جمهور من القراء يتفقون معه أو عليه,لكنه ظل صاحب أسلوب متميز في الكتابة .,وكان لو أراد أن ينتقل و يرأس تحرير صحيفة أخرى ويحتفظ بعموده في الأخبار .., أو أن يسعى بما تبقى له من علاقات إلى تقديم برنامج تلفزيوني على شاكلة زملاء له كثر, ,ولا يمنعنك اختلافي الشديد أو اختلافك العتيد مع سعدة من أن تحترمه وتسجل له بموسوعة جينس المصرية أنه أول رئيس تحرير لصحيفة حكومية مصرية يقدم استقالته,حتى لو رددت على القول بأن سعدة علم أن الإقالة على الطريق. ففي النهاية لما ساموه خسفا ولوحوا له بإقالة ذليلة قال: لا.,وقال (لا) عالية في مقال مؤثر قرأته مصر وتناقلته الصحف,وبه أزعم أن إبراهيم سعد آخر الرجال المستقيلين,وبالتالي فهو أحد الرجال المحترمين وكم اختلفت مع إبراهيم سعدة,وكم ضقت بمقالات كثيرة له,لكني اعتبرته وقتها وأكرر رجلا محترما, ورحل وحل بدلا منه وعوضا عنه وعن أقرانه: ممتاز القط,وأسامة سرايا وكرم جبر وعبد الله كمال,ومحمد علي إبراهيم,و غيرهم .وانتظمت الزفة, وظلت الجوقة تردد :توريث أيا توريث

ويحكون أن ثورة قامت في الخامس والعشرين من يناير سنة إحدى عشرة وألفين للميلاد ,وأسقطت نظاما كاملا بأركانه وزبانيته وجلاديه وندابيه وإعلامييه(قل مذيعا ولا تقل محاورا مفيدا), وكان واضحا أنه لا مكان لهؤلاء وغيرهم من القيادات المعنية بتوجيه الرأي العام.

لكنا لم نجد رجلا يقول :هو إبراهيم سعدة أحسن مني أو يصرخ :بيدي لا بيد يحيى الجمل, أو بأحذية الثوار, وظلوا على كراسيهم صامدين غير مطمئنين ولا مكترثين ,حتى آخر أمل,وكلهم قامت على باب مكاتبهم المظاهرات وانتقلت لمجلس الوزراء,ولم يتحركوا,معلنين أن جلدهم سميك وفهمهم بطيء,وأنهم لحم جمل غث على رأس جبل وعر,لا هو سهل فينزلون منه,ولا اللحم سمين حتى يغري الثوار باصطياده أو الإصرار على مطاردته.

وما رأيكم ؟ دام فضلكم وطال عمركم,وغار كمدا عدوكم : لو ذهبنا بعيدا , قبل ألف وأربعمائة سنة تقريبا والمثل مختلف جدا ,وتخيلوا رواية مختلفة عن تلك التي تعرفونها ..فلما حضرت خالد بن الوليد رضي الله عنه الوفاة ولم يكن في غبار معركة,بكى وقال:اليوم أموت على فراشي كما تموت الإبل,فلا نامت أعين سرايا وكمال وجبر,ممن أقسموا أن الطريق واحدة من الكرسي إلى القبر,وتلقى كرم جبر من رئيسه كلمات فنام عليها أن اثبت أمام عبد الحليم قنديل,ولك جنة الحزب الوطني وبعدها أصبح كرم يسافر مع زملاء كفاحه مصاحبين للرئيس مبارك علي طائرته ,وفاتتهم جميعا رحلة الطيران الأخيرة إلى شرم الشيخ,وكلهم وفي مقدمتهم عبد الله كمال العضو المعين في مجلس الشورى من نظام طلع لنا لسانه يومها قد اعتقدوا أن المرحلة القادمة بحاجة لعبقريات أمثاله من ذوات القواعد العريضة الملآنة,ولا يدر أن الشحم غير الورم,وليس كل سمين مكينا ,كما ليس كل برص سحلية حرباء,كما ليس كل مدع أنه مسنود سيصدقه سانده,بل سيبيعه وسيلمه تسليم أهالي عند أول كمين للثوار,فمصر تغيرت أبجدياتها أو هي عادت لأصيل أبجدياتها,و قد قامت الدنيا ولم تقعد ولم يفهم أولئك أنه لا خير فيمن لا حياء له,ولا خير فينا إن لم نقل لكم :ارحلوا ولا أحمر يجري في شرايينكم إن لم تقلدوا إبراهيم سعدة,فاذهبوا قبل ألا تذهبوا و اجروا قبل أن تدفعكم الأقدام الغاضبة فلستم بأجدع من صاحب الضربة الجوية والمليارات ال(مستخبية).

وما إن انتهيت من المقال حتى جاء الخبر بتغيير رؤساء تحرير الصحف الحكومية,وبالتالي لم يكن بينهم رجل واحد يقول:أنا إبراهيم سعدة

mmowafi@gmail.com

رسالة السودان وصلتنا

رسالة السودان وصلتنا



فراج إسماعيل | 30-03-2011 00:18

لم يتعامل الإعلام المصري، الحكومي والخاص، مع رحلة عصام شرف والوفد المرافق له للسودان بشماله وجنوبه، بما تستحقه، فقد كان الإعلام كله مشغولا بثقافة التفزيع من الإسلاميين، والترويع من مستقبل تُقطع فيه الأذان – جمع أذن – وتُهدد كاشفات الشعر، ويُلقى ماء النار على وجوه المتبرجات، وتُفرض الجزية على المسيحيين، وتُمنع كنائسهم من إقامة شعائرها!

شيء من هذا لم يحدث على أرض الواقع ولن يحدث لأن هذه ليست مصر ولا سماحتها التاريخية المعروفة للقاصي والداني، لكنها "ثقافة التفزيع" التي قرأنا عنها في الوثائق المسربة من مباحث أمن الدولة في عهد مبارك وحبيب العادلي للابقاء على سلطتهما إلى الأبد، وتديرها حاليا نفس الوجوه الإعلامية التي وردت أسماء عدد منهم في تلك الوثائق باعتبارهم "متعاونين".

لهذا طالبنا ونطالب بأن تظهر آيات الثورة على الإعلام بتغيير حقيقي يتواكب مع المرحلة وتطوراتها، ويخلصنا من المتحولين والمتقلبين الذين يأكلون على كل الموائد، وينتقلون إلى صف "من غلب" دون خجل من ماضيهم.

أول رحلة خارجية لرئيس حكومة الثورة كانت تستحق متابعة أفضل ودراية مهنية من العاملين في حقل الإعلام المصري أكثر عمقاً وقدرة، لكنها افتقدت لهذا كله، فغلبة أهل الثقة على أهل الكفاءة في عهد النظام السابق، لم تترك مجالا إلا دخلته وملأته بالموالاة الذين يسمعون ويطيعون، فيترقون في وظائفهم ويقبضون الرواتب الخيالية، وكان مجال الإعلام في مقدمة المثخنين بتلك التقيحات.

ما حدث من عصام شرف يدل على وعي حقيقي بأزمة مصر في السنوات الماضية، فقد حبسها مبارك ونجله داخل حدودها، وجعلا منتهى مشروعها القومي "قرى الفقر" التي كان يزورها "النجل" على رأس وزراء حكومة نظيف، كل منهم حاملاً الورقة والقدم ليسجل ملاحظات "جمال بيه"!

مشكلة مصر الحقيقية، تحولها إلى مستورد للغذاء من الولايات المتحدة وأوروبا، مع أنه يمكن انتاجه من أرض تقع على "فركة كعب" وهي السودان.

ورطنا "مبارك" في مشروع "توشكي" الذي استنزف خزينة مصر، ثم باع أرضها بتراب الفلوس، ومضت السنوات دون زراعتها. نسيها هو بعد أن خصص لها آلته الإعلامية الضخمة، ونسيناها نحن، لكننا ما زلنا نعاني من تبعات ما انفقناه عليها.

قبل أن يبدأ مشروعه الخيالي، سمع مبارك الرئيس حسن البشير في أحد مؤتمرات القمة العربية، يعرض عليه أن تزرع الخبرات المصرية ما تشاء من أراضي السودان الخصبة، وقال له إن عملا كهذا لن يتأخر مردوده ولن يكلف شيئا. ستنتظرون دورة زراعية واحدة وتجنون من القمح والذرة والقطن وفول الصويا وقصب السكر ما يسد حاجتكم ويوقف الانفاق الاستيرادي على سلع استراتيجية في متناولنا.

رد الرئيس مبارك بلغته المتعجرفة "وهل ستحميني من غضب أمريكا"؟!

عاد إلى مصر ليعلن مشروع توشكى الذي أثار علينا حنق دول منابع النيل دون أن نستفيد منه حتى الآن، ولم يستمع لنصائح الخبراء الذين قدموا له دراسات مستفيضة تؤكد عدم جدوى المشروع نظرا لكلفته العالية.

كان منطق مبارك الانكفاء على الذات واطلاق مشاريع وهمية، لذلك لم يتحسن مستوى التنمية ولم ينعكس بأي تطور على حياة الناس المعيشية، وتجلى ذلك في أزمات طوابير الخبز واختفائه وازدياده سوءا واختفاء الأرز والسكر وحتى الطماطم والخيار في أوقات كثيرة.

لجأ النظام السابق على مدى ثلاثين عامين إلى الخبرات الإسرائيلية في الزراعة، وكانت فضيحة لنا، فالمفروض أننا الأعلى كعباً، لأن عمر زراعتنا يزيد عن الخمسة آلاف سنة. والنتيجة أن الناس صارت ترى الديدان داخل الخيار والطماطم، وكتبت عن ذلك في العام الماضي.

زيارة عصام شرف للسودان بشماله وجنوبه تشكل عودة إلى المنطق وتراجعا عن "ودنك منين يا جحا". كل أرض عربية وأفريقية امتداد لنا، ومصر أيضا امتداد لهم، فما البال إذا كانت تلك الأرض هي السودان، ودماء أهلها تجري في دماء المصريين؟!

لم يشعر أحد من الإعلاميين المصريين بزيارة البشير لمصر بعد أيام معدودة من نجاح الثورة، وبالأحرى مهنيتهم لم تتوصل لأهميتها، فنحن بين قائمين على صحافة تبحث عن كتف لتأكلها أو "توك شو" يستند على مهارة "التهتهة والنظر في الاتجاه الآخر"!

لقد قال البشير لقادة مصر الجدد: الأزمة الإقتصادية معناها ألا يجد المصريون خبزهم وما تخرج الأرض من فولها وعدسها وبصلها، وكل ذلك موجود والحمد لله، وليس محصورا داخل حدود مصر بل ممتد إلى عمقها الاستراتيجي وهو السودان.

جاء أول دعم للثورة المصرية من السودان عبر زيارة البشير، وتفهم القادة الجدد الرسالة ولم يخشوا غضب أمريكا.

فهل يتوقف إعلامنا عن حملة "التفزيع" وينظر لمشاكلنا وكيف نحمي ثورتنا ببناء اقتصاد قوي؟

arfagy@hotmail.com

الخروج الأمن

الخروج الأمن


فكرة الخروج الآمن هذه عرضت على الرئيس المخلوع ونظامه قبل أكثر من عام؛ إلا أن العناد والكبر منعهم من مجرد التفكير وتدبر الأمر.

والآن نعيد طرح فكرة الخروج الآمن من أزمة كامليا وأخواتها، فالقضية من الناحية القضائية والحقوقية تلفظ أنفاسها الأخيرة ، وبعد المستندات الجديدة فقد بان أنها لن تسير في الطريق الذي يرغبه البابا، كما أن الأوضاع لن تمكنه من تحدي الأحكام القضائية، أو الخروج عن سلطان الدولة والاعتصام بسلطان دولته كما كان يفعل في ظل عهد الرئيس المخلوع الذي رفض فكرة الخروج الآمن.

والأمر بات معروفا للجميع؛ فالكنيسة تحتجز داخل أديرتها مجموعة من النساء والرجال أيضا والمسألة ليست مقصورة على كامليا ووفاء، ولكن من تم رصدهم إعلاميا قد يزيدوا على السبعين شخصا.

وهؤلاء جميع مطلوب أن تعطى لهم الحرية لا كامليا وحدها ثم بعد ذلك ليكونوا ما شاؤوا. إضافة لمن سيكشف عنه ممن لم يتم تسجيله إعلاميا. وليكن مقابل ذلك عدم ملاحقة المسئولين الكناسين على ما كان منهم في العهد المنقرض.

ويمكن أن يتم هذا بالتنسيق مع أي جهة كانت ترغب فيها الكنيسة؛ الأزهر لا مانع، المجلس العسكري لا مانع، رئيس الوزراء لا مانع، شخصيات عامة لا مانع، وبالتنسيق مع شخصيات من ائتلاف دعم المسلمين الجدد. وهذا ليس من قبيل الاشتراط وحسب، ولكن لأن أغلب أعضاء هذا الائتلاف لديهم وثائق ومستندات مع إحاطة جيدة بقضايا هؤلاء. وأسمائهم وغيرها من المعلومات التي لا يصح الكشف عنها.

وإن كانت الكنيسة مازالت تصر على أن هؤلاء هم من شيعتها، فقد تقدمت عضوة المجلس الملي الدكتورة جورجيت قليني باقترح على صفحات جريدة المصري اليوم في 13/3 الماضي، مضمونه تشكيل لجنة مشتركة لعقد لقاء مع كامليا ووفاء لمعرفة مصيرهما، وما تحب أن تكونا عليه.

ولكنها تراجعت عن تفعيل هذا المقترح حين اتصل بها الشيخ أبو يحيي لتنفيذه في الواقع العملي، على الرغم من إلحاح الشيخ عليها ووتوضيحه لها أن ذلك من شأنه تجنيب البلاد مخاطر التعرض للفتن، ولا ندري لما اقترحت ما اقترحته إن لم تكن هناك نية لتفعيله، هل هي مجرد دعاية وفرقعات إعلامية، أم هناك ضغوط مورست عليها حتى تتراجع عن هذا الموقف الإيجابي والعملي الذي يحقق مصلحة البلاد.

على أي حال فإننا نرحب بتلك المبادرة ونبني عليه، ونعرض بالفعل لتشكيل لجنة لبحث جميع الحالات الثابتة والمعروفة إعلاميا، ليكن لها الحرية فيما تختار وتحب وتفعل، فمن أراد أن يرجع منهم لنصرانيته فله ذلك ومن أراد منهم الإسلام فلا يحال بينهم وبينه. مع التأكيد على أهم شيء وهو ضمان الحرية لهم، فالحرية قضية إنسانية، لا يحق لأحد سلبها من صاحبها بدون وجه حق. فلا يحق للكنيسة مثلا أن تقول أن كامليا أو وفاء قد اختاروا الرهبنة ومن ثم تحتجزهم، فكامليا متزوجة ولها ولد، وهذا مانع من موانع الرهبنة.

فهل هناك من يستجيب، أم أن العناد سيكون هو سيد الموقف، الكرة الآن في ملعب الكنيسة، وكما قلت إن كانت تخشى المسائلة القانونية عما فعلت فيمكن إيجاد مخرج قانوني مناسب، ومن الناحية الأخرى فنحن ما نرغب سوى في إعطاء الحرية لهؤلاء الضعفاء، وليست لنا حاجة في إحرج الآخرين أو أي شيء آخر قد يدور في الإذهان.

الكرة الآن في ملعب منظمات المجتمع المدني، وكل حقوقي وصاحب رأي وداعي إلى الحرية، نقول لهم الحرية لهؤلاء الضعفاء، فإن خذلتموهم اليوم فهل ترون أنه يحق لكم الحديث غدا عن الحريات والحقوق و....و....و.

وأخير فإن تفعيل تلك المبادرة التي نتقدم بها اليوم سيجنب قيادات الكنيسة مصاعب قانونية جمة، ليست فقط من جراء قضية كامليا شحاته وحسب، بل هناك العديد من المشاكل القانونية التي لم يكشف عنها الغطاء بعد، ولكن استمرار العناد سيؤدي بالأمر إلى مزيد من التعقيد. وأنا هنا لا أملك ترف التصريح بالمخالفات التي وقعت فيها القيادات الكنيسة؛ والتي ربما لا يدور بخلدهم أن مستنداتها قد كشف عنها الغطاء، ولكننا لا نبغي الدخول في صراع مع شركاء الوطن، بقدر ما نبغي الحرية العدالة.

العلفيون !!!!

العلفيون !!!!

للشيخ حامد الطاهر

اشتقت كثيرا إلى ميدان القرطاس والقلم بعد أن كتب علي في الأيام الماضية تركه بعض الوقت , ولكن حنيني لهذا الميدان بقدر حنين الظمآن لماء عذب يروي عطشه ويعيده ريانا من بعد طول الظما.
والآن أعود ممتطيا جواد قلمي على رقعة أوراقي أجوب في ساحة المعارك من جديد , ولا صوت يعلو فوق صوت الهجوم على السلفيين الآن وفي وقت سابق كنت قد كتبت مقالا بعنوان السلفيون والنظام والكنيسة !! وهذا رابطه : http://www.ettaher.com/main/play-263.html دافعت وقتها عن السلفيين الذين لم يزاحموا أحدا في انتخابات ولا انقلابات ولا غير ذلك , وحددت يومها كيف كانت المظالم تنال منا أكثر من غيرنا , ولكن ازداد الأمر سوءا هذه الأيام .
لقد ارتفعت عقيرة العلمانيين محذرين ومنفرين من قيام دولة إسلامية قوامها الفكر السلفي , كما ارتفعت نعرات الليبراليين والنصارى تنذر بالكارثة الكبرى التي يمكن أن تحيق بلأمة المصرية ؛ بل بالعالم كله إن حكم السلفيون وانتشر فكرهم ....!!!
وبدأ دهاقنة الليبرالية وكهان العلمانية في اصطياد الألفاظ والتعقيب عليها بطريقتهم وما أدراك ما غزوة الصناديق ...سل في ذلك سدنة الإعلام العلماني الذي يحترم الملاحدة ويقدرهم ويخلع عليهم أوصاف الأستاذية والشرف بينما يرى المشايخ والعلماء من تراثنا الذي يجب محوه ودفنه فورا لئلا يصيبنا بنوبة تخلف مزمنة .
وتزيد جريدة الأهرام الطين بلة حين تضيف إلى تخاريف الجمل صورة كاريكاتيرية فيها تحريف لقول الله تعالى : ((حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) سورة آل عمران
لتجعلها : حزبنا الله ونعم الوكيل كما يبدو في هذا الرابط : http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=52851 .
وفيما يبدو أننا إزاء هجمة شديدةعلى الفكر السلفي الذي بدا قويا جدا ومتماسكا للغاية ؛ بل وناجحا جدا في جذب انتباه الجميع خاصة بعد الثورة السعيدة .
لقد كانت الحرب بالغمز واللمز والطعن أولا ؛ وتكوين رأي عام مقتضاه : السلفيون كسالى وفاتهم القطار ولم يشتركوا في الثورة !!!
وهذا اتهام باطل شكلا وموضوعا فنحن شاركنا كأي فصيل لكن بأشكال فردية كما كان غيرنا يفعل ... ولم تفلح هذه النغمة فتغير اللحن إلى الهجوم على الفكر والمعتقد حتى وصل الأمر باستعانة قناة الملياردير ساويرس بشيخ يعاني من تجاهل الحجارة في الأرض قبل البشر ليخرج علينا بفكره المشئوم المسموم الذي يدعو إلى سلفية من طراز ما يلبسه الشيخ !!! بمعنى : الشيخ يلبس عباءة فوق حلته أو ملابسه الأوربية الطراز , فلماذا لا تكون السلفية الجديدة كملبسه ؟ ؛ لحية وبدلة وعباءة ...... علماني وسلفي في وقت واحد ليخرج من فكر السلفية إلى فكر جديد أقترح على الشيخ أن يسميه (( العلفية )) وهو مصطلح يجمع بين السلفية والعلمانية وهو كله برتقال يا سيدنا والحمد لله أولا وآخرا .
لقد اكتشف العلمانيون والليبراليون ؛ لا أقول قوة السلفية الحقيقية ؛ بل ضعف العلمانية الذي أصابهم في مقتل حين ظهرت نتيجة الاستفتاء التي جاءت مخيبة لآمال الجميع في اتحاد حزب (( لا )) العلمانيين – الأقباط – اليبراليين وغيرهم ممن امتطوا خيول اليمقراطية الشمعية التي تذوب دائما مع أول شعاع لشمس المواجهة فيسقط القناع ويظهر العلماني على حقيقته فهو لا يريد العدالة ولا الحرية ولا غيرها من المفاهيم إلا له هو فهي حلال له حرام على الإسلاميين .
فللكنيسة الحق في ملء الحافلات بالنصارى وعلى كل حافلة قس , بينما حرام على الإسلاميين أن يقولوا : نعم , وحل مباح للعلمانيين أن يقفوا على الأبواب دعاة ل (( لا )) وحرام قطعا على السلفيين أن يتحدثوا في المساجد عن (( نعم ))
والباب على مصراعيه للعلامة يحيى الجمل ليطعن في ذات الله , بينما تغلق الأبواب وتوصد أمام الإسلاميين إن أرادوا المشاركة والعمل فأين الديمقراطية وأين الحرية وأين النغمات التي ترددها أبواق كهان العلمانية ؟؟
إن الأقنعة سقطت ولن ترضى عنا فلول العلمانيين ولا الليبراليين حتى نتبع ملتهم لنخرج من زمرة الأحرار المستمسكين بكتاب الله وسنة نبيه وطريقة أصحابه لندخل في عقيدة الليراليين الذين يدينون بدين لا شعائر ولا طقوس فيه بل حرية الإنسان فقط هي الحاكمة على الله وعلى الرسل والشرائع فإما لأأن نتبع بني علمان لنكون (( العلفيين )) وإما أن نظل في خندق الاتهام دائما وأبدا هذا مبتغى القوم ومطلبهم ومرادهم .
ولأجل ذلك بدأوا في لم الشمل وتوحيد الكلمة بين المناهضين للفكر السلفي والإسلامي عموما وهذا ما ينذر بكارثة بدأت أتلمس أول خيوطها .
ففيما يبدو لي أننا أمام تحرك متكرر أقصد أنه ربما تحمل الأيام القادمة خبر فعلة سوء أو اغتيال أو عمل إرهابي يلصق بالسلفيين خاصة وبالإسلاميين عموما , ويقدم الإسلاميون كبش فداء لحاكم علماني جديد يدخلنا في عهد أسود جديد , وهنا تعلن الأفراح والليالي الملاح لندخل في نفق الليرالية من جديد , لأن العلمانيين والنصارى لا يعنيهم الظلم والديكتاتورية إنما يعنيهم ألا يفسح المجال للإسلاميين فحسب لأ، الظلم تربة خصبة لنمو الأفكار الفاسدة التي يحصل بها القوم على فترة بقاء أطول ، وأرشح لهم الشيخ العلفي مفتيا وشيخا للأزهر ورئيسا لجامعته ووزيرا للأوقاف فهذا سيريحه ويريحه كثيرا .
يجب على السلفيين إذن أن يعملوا عملا دؤوبا لاستغلال الوقت المتاح أمامهم وإيجاد صورة جديدة للعمل الإسلامي الذي يجمع بين مراعاة المقررات الشرعية وفقه الواقع مع الأخذ في الاعتبار أن الكاميرات مسلطة عليهم دون غيرهم , وعليهم أن يواجهوا الفكر بالفكر والعمل بالعمل وألا ينتبه مشايخنا الكبار للكلاب العاوية التي تنبح بعد أن اقتاتت فتات موائد اللئام وذاقت ماءهم العكر , وعليهم أن يفعلوا دور الشباب السلفي الذي يريد دورا حقيقيا في هذا التوقيت لئلا نفقدهم مع أول غارات العلمانييين .
أيها السلفيون :
أنتم رجال المرحلة .. بهذا حكم أعداؤكم قبل مشايخكم فالعمل العمل قبل أن نتحول إلى علفيين .

جاوبني حضرتك

جاوبني حضرتك



عبد السلام البسيوني | 28-03-2011 00:02

لن أعرف إجابات هذه الأسئلة وحدي قارئي الكريم؛ لذا فإنني أرجوك أن تعينني على إدراك ما أعياني منها، وتوضح ما أبهم علي، وتنورني - نور الله بصيرتي وبصيرتك - لأنني أكاد (أطق) بسبب كثرة الأسئلة المرهقة التي تتدفق على ذهني هذه الأيام:

= هل الحاكم العربي (الرئيس أو السلطان أو الملك، أو عميد القادة الجرب، أو ملك الملوك، أو أمير المؤمنين) في أيامنا السود هذه أهم من الشعب وأولى بالبقاء؟ وهل من الحقوق البديهية لفخامته أن يحمي وجود ذاته المقدسة، حتى لو استأصل شعبه، وسجنه وجوّعه، وسلط عليه الكلاب القرمة للحم البشري، ثم إذا لم ينصع هذا الشعب وينحن خاضعًا رجمه بالصواريخ، وقذفه بالطائرات، وأجّر له المرتزقة، وأنفق كثيرًا مما سرق في تركيعه؟ لماذا هذا الغباء الرئاسي الذي يظهر به القذافي والدكتور بشار وسالح، ولماذا هذه الدماء التي تراق، والملايير التي تنفق لتدمير البنى الأساسية والمرافق؟ أهي لتسجيل أرقام قياسية في القتل والتدمير ورفع عدد الثكالى واليتامى والأرامل؟ قاتلهم الله أنى يؤفكون!

= وهل هم جميعًا شديدو الغباء حين يستخدمون المفردات والأساليب نفسها، في مواجهة شعوبهم المنتفضة: أولاً يخوفون الناس من دينهم الذي يعتقدون، وبأساطير صنعوها هم، واختلقوها لتبرير إجرامهم ووحشيتهم، (الإخوان، والسلفيين، والقاعدة، والحوثيين، والدراويش، والمطاوعة!) يلوحون بها للغرب المراوغ الذي يحميهم، وهم يعلمون أنهم وإياه (دافنينه سوا)!

فإذا أيقنوا أن الشعوب لم تأبه لبهتانهم، لجؤوا إلى المماطلة والتمثيل المكشوف، فتكلموا عن الدستور، والشرعية، والانتحابات المبكرة، وصناديق البتاع…

فإذا تأكدوا أن الشعوب (قرفانة) من وجوه فخامتهم أخرجوا السلاح من المخازن، وبدؤوا في إطلاق النار على الماشي والجالس، والمتظاهر واليائس، والطفل والمرأة، والحرث والنسل، وارتكبوا مذابح مُندية لجبين الآدمية، ثم قالوا بصفاقة جِلد وكلاحة وجه: لسنا الذين أمرنا، وما تم تم من دون علمنا! وربما قالوا: نيران صديقة، على طريقة سيئ الذكر ابن بربارا، الله لا يرده!

فإذا قطعوا بأن الأمور خرجت من السيطرة جهزوا الطائرات، وملؤوا الحقائب، و(تَرَسوا) الحسابات بما بقي من قرش أبيض لهذا اليوم الأسود، ثم انسحبوا إلى ملاذٍ يؤمنه لهم واحد من شاكلتهم، أو مغموص ممن أعدوا له ملفًا في غرفة جهنم.. التي تجمعهم جميعًا إن شاء الله تعالى!

= وكم مرة سيدفع الشعب الليبي الثمن؟ كانت عنده طيارات وراجمات صواريخ ومدافع ومخازن أسلحة، اشتراها قذاف الدم لاستخدامها ضد شعبه (الليبي العظيم) فيأتي النيتو (الحبيب) ليدمرها مع بنيتها الأساسية، ثم يغور العقير إلى جهنم إن شاء الله، ليعود الليبيون ليدفعوا ثمن طيارات وراجمات صواريخ ومدافع ومخازن أسلحة بمليارات جديدة من دمه، ومن نفطه، ومن مستقبل أبنائه، والمستفيد هو النيتو العتيد! والصديق الغربي الوطيد! بجانب فاتورة الغارات التي يدفعها العرب طوعًا أو كرهًا (قالوا دفعنا طاااااااائعين)! شاكرين للأخ النيتو ما اقترف من تدمير مبين!؟

= وهل يتضمن أجهزة سفك أمن الدول العربية قسمًا خاصًّا للبلاطجة والمرتزقة؟ فقد وجدنا الظاهرة في مصر وتونس وليبيا واليمن والحبل على الجرار؟ وهل كان هذا القسم سريًّا حتى أبرزته الثورات؟ ما الميزانية التي تدفعها الدولة للبلاطجة؟ وعلى أي بند أمني؟ وهل هي التي توفر لهم السنج والسيوف والجنازير والبانجو لزوم الشغل؟ وهل هذه الأدوات وارد الخارج، كأدوات التعذيب والعصي الكهربائية بتاع الشرطة، أم إن عندها ورش حدادة ميري لصناعة هذه الأسلحة وطنيًّا؟ وهل هؤلاء البلاطجة رتب ودرجات؟ يعني هل منهم رائد بلطجي، وعميد بلطجي، وباش بلطجي، وبلطجي نفر؟ وأين مقار هؤلاء البلاطجة؟ وكيف يجمعهم إخواننا بتوع سلب أمن الدولة ويكلفونهم بمهامهم؟ وهل من مهامهم أن يبيعوا الحشيش في الشارع عيني عينك، وتمر بهم سيارة الشرطة لـــ (ترمي المسا) على الرائد بلطجي المعلم حكشة الشمام، وتمضي في سبيلها مطمئنة إلى استتباب الأمن، واعتدال الأمزجة؟ وهل يكون هؤلاء البلاطجة أحيانًا أقوى من رتب الشرطة بحيث يديرون (المركز) ويأتمر العساكر بأوامر كبيرهم كما علمت من كثيرين!؟ والسؤال الأهم: إذا تقاعدت من وظيفتي هل يمكن أن أكون باش بلطجي مثلاً؛ لأؤمن مستقبلي ومستقبل العيال (أستغفر الله) يعني هلاقي فرصة عمل يا سادة واللا لأ!؟

= وهل سيستمر الإسلاميون في المنطق الغبي الذي به يعادي بعضهم بعضًا، ويلعن – كأهل النار – بعضهم بعضًا؟ متى أمتع عيني قبل أن أموت بجلوس رؤوس السلفيين مع قيادات الإخوان، وزعماء التبليغيين، ومشايخ الأزهر، وكبار رجالات الجمعية الشرعية وأنصار السنة، كما جلسوا مع الكنيسة، ومع العلمانيين، والشيوعيين، والقطط الفطسانة؟

متى أرى لغة تحقير الآخر بينهم وقد زالت، ولغة إحسان الظن وقد سادت، ولغة الإكرام قد حلت محل لغة الاتهام!؟ ومتى أرى لافتات العصبيات وقد اختفت، والقلوب وقد ائتلفت، والأهداف وقد اتحدت، والرؤى وقد اتسقت؟! أعرف أن هذا صعب لكنها دعوة مباشرة للإسلاميين – خصوصًا الرؤوس - أن اتقوا الله، و(خلوا عندكم) بعض الحياء، وكفى بلاهةً ومراهقة، فخصمكم جميع، وأنتم في خُلف وتضييع..

= وحتام يستمر العَميانيون في احتقارهم لدين الدولة ودستورها، وإلام يتنكبون طريقه، ويتنكرون لدوره، رغم انكشاف حجمهم، وعوار حجتهم، وافتضاحهم بالصناديق؛ على ما أنفقوا، وما وزعوا، وما صرخوا وما جعجعوا!؟ وهل يبلغ بهم السفه العقلي درجة اتهام أكثر من ثلاثين مليونًا صوتوا ضد ما يأفكون، ويصرحون بجلافة باردة أو برود جلف بأن نتيجة التصويت مزورة لأن من أعلنها بدأ بسم الله، وختم بآية من كتاب الله؟ أكان الأولى أيها العميانيون أن يبدأ بفاتحة المانيفست أو سطر العهد القديم!؟

= وهل حماة الحمى، ولاة الأمر، قادة البلاد، أصحاب الضربة الجوية، والفاتح، والغامق، والدكتور، والشاويش، ورئيس المخبرين أدركوا ساعة الغرق أن لا إله إلا الله، فبادروا بإعلان الإصلاحات والتعديلات، والنظر في الدساتير، وتحديد المدد الرئاسية، ورشّ الفلوس على الناس، واستطاعوا إيجاد مئات ألوف فرص العمل.. (بس نسيبهم) على الكراسي التيفال!؟ وقالوا: فهمناكم فهمناكم؟ لم لم تعلن هذه الإصلاحات منذ عقود لتنهض الأمة، ويطمئن الشعب، وتنعدم البطالة والرذيلة والجريمة والفساد، أم إن البطالة والرذيلة والجريمة والفساد شروك لتوطيد أركان الفراعين!؟

ولماذا كانوا – جميعًا – يَمنون على الشعب أنهم خدموه ستين سنة، وأعطوه شبابهم، وجلبوا له النصر، وأنهم عاشوا به وله؟! وكيف خدموا هذا الشعب؟ أبسرقة الأموال، وشل الأعمال، وملء السجون، وتجويع البطون، وتجفيف المنابع، وتجريف المنافع، وتدمير الاقتصاد، ورهن دولهم لأعدائهم، وعقد اتفاقات الخيانة والعار!؟ هل هذه خدماتهم قبحها الله من خدمات!؟ لا شكر الله سعيهم، وعاملهم بما يستحقون!

= وهل الدين صار في حياتنا (كخة) في حين تركض أوربا العَميانية نحوه؟ في أميركا أربعون مليون أصولي متطرف لا يقول الناس لهم لا.. ويحكمها أصوليون، منذ القس كارتر وصولاً لأوباما، مرورًا بالمتصهينين ريجان، وبوش السِّنْيَر، وبوش الجِنْيَر، والحليوة كلينتون، مع عدد كبير من النواب الأصوليين العتاة؟ وإسرائيل محكومة بالمتدينين المتطرفين، والنمسا اكتسحها اليمين، والدينمارك، وهولندا، وهم موجودون بقوة في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، وأولاد الرفضة.. أهي حلال لهم حرام على (اللي خلفونا) رغم أن التطرف عندنا وهمي، وصناعي من تلفيق العادي وسابقيه!؟ أليس التطرف في بلدنا صناعة موسادية بالترتيب مع هدم الدولة؟ أهي حرب تواطأ عليها الناس ضد أهل السنة - وأهل السنة وحدهم – هل فكرت في هذه حضرتك؟ لا تقل إنني مسكون بنظرية المؤامرة!

= وهذه الحسابات (المتلتلة) والشنط المهولة التي يحملها الفارون المذعورون: لماذا تترك لتخرج؟ لماذا يؤذن لطائرات النخب اللصة أن تحملها مملوءة بما ثقل وغلا، والشعب مأزوم محروم مسحوق ممحوق؟ لماذا يوعدون بملاذات آمنة، وخروج مشرف، ونهاية خدمة مريحة، وهم مفضوحون عديمو الشرف؟ لماذا لا تفتح الخزائن من خلال لجان منتقاة من ثقات مدنيين وعسكريين وقضاة (وليس كلجنة الثوريين بتاعة 52) لحصر وتحريز الممتلكات، ثم تسليمها للشعب؛ من خلال رؤى قانونية مدروسة وعادلة، لا تفرق بين مصري ومصري على أي اعتبار، وترد للمصريين كل الاعتبار!؟

= الله سوريَّة بشارِ وبس/ ما نريد إلا العقيد/ سالح سالح يحيا سالح.. ولا تزال التلفزيونات الرسمية الخائنة تصفق للطغاة.. دون أن تتعلم الدرس الموجع من التلفزيون المصري الحكومي البغيض، الذي انقلب مضطرًّا للنقيض، وصار يتكلم عن الطغيان وقهر الشعوب، بعد فضيحته المدوية أيام الثورة الميمونة.. لماذا يعيدون السيناريو ذاته!؟

ثم أليس من المريب أن الوجوه الإعلامية القديمة ذاتها، من لاعقي الأحذية، وبواسي الرؤوس، المسبحين بحمد الجلادين هم هم الذين يتاجرون الآن بالديمقراطية! ألم تروا إلى صفيق الوجه، الأقرع أبو زنة، الذي كان يقول إن أي رئيس بعد مبارك لا شأن له، ولا فضل له، ولا تاريخ له، ولا يد على مصر له.. ثم انقلب نائحة مستأخرة، يلعن الاستبداد، ويسب القهر، ويبصق على أيام مبارك السودة!؟

أرجوكم شاهدوا التلفزيون السوري والليبي واليمني والأردني لتروا العمي (الحيسي) فيما تعرض.. وتروا كم عمرو أديب فيه، وكم سيد علي، وكم هناء السمري، وقولوا معي للأفاكين: بعض الحياء يا لاعقي الأحذية! أم إنهم لا يستحقون!؟

----------------

يقول مطر في قصيدته: أنا السبب:

أنا السبب/ في كل ما جرى لكم يأيها العربْ/ سلبتُكم أنهارَكم والتينَ والزيتونَ والعنبْ/

أنا الذي اغتصبتُ أرضَكم وعِرضَكم، وكلَّ غالٍ عندكم/ أنا الذي طردتُكم من هضْبة الجولان والجليلِ والنقبْ/ والقدسُ في ضياعها كنتُ أنا السببْ!

نعم أنا السببْ/ أنا الذي لمَّا أتيتُ: المسجدُ الأقصى ذهبْ/ أنا الذي أمرتُ جيشي في الحروب كلها بالانسحاب فانسحبْ/ أنا الذي هزمتُكم/ أنا الذي شردتُكم وبعتكم في السوق مثل عيدان القصبْ/ أنا الذي كنتُ أقول للذي يفتح منكم فمَهُ: Shut up!

نعم أنا.. أنا السببْ/ في كل ما جرى لكم يأيها العربْ/ وكلُّ من قال لكم غير الذي أقولهُ فقد كَذبْ! فمن لأرضكم سلبْ؟ ومن لمالكم نَهبْ؟ ومن سوايَ مثلما اغتصبتكم قد اغتَصبْ؟ أقولها صريحةً بكل ما أوتيتُ من وقاحةٍ وجرأةٍ/ وقلةٍ في الذوق والأدبْ/ أنا الذي أخذتُ منكم كل ما هبَّ ودبْ/ ولا أخاف أحدًا/ ألستُ رغم أنفكم أنا الزعيمُ المنتخَب؟/ لم ينتخبني أحدٌ لكنني إذا طلبتُ منكم في ذات يوم طلبًا/ هل يستطيعٌ واحدٌ منكم أن يرفض الطلبْ؟/ أشنقهُ/ أقتلهُ/ أجعلهُ يغوص في دمائه حتى الرُّكبْ/ فلتقبلوني هكذا كما أنا/ أو فاشربوا بحر العرب/ ما دام لم يعجبْكم العجبْ/ ولا الصيامُ في رجبْ!

فلتغضبوا إذا استطعتم/ بعدما قتلتُ في نفوسكم روحَ التحدي والغضبْ/ وبعدما شجَّعتكم على الفسوق والمجون والطربْ/ وبعدما أقنعتكم أن المظاهراتِ فوضى ليس إلا وشَغَبْ/ وبعدما علَّمتكم أن السكوتَ من ذهبْ/ وبعدما حوَّلتُكم إلى جليدٍ وحديدٍ وخشبْ/ وبعدما أرهقتُكم/ وبعدما أتعبتُكم/ حتى قضى عليكمُ الإرهاقُ والتعبْ/ يا من غدوتم في يديَّ كالدُّمى وكاللعبْ!

نعم أنا السببْ/ في كل ما جرى لكم/ فلتشتموني في الفضائياتِ إن أردتم والخطبْ/ وادعوا عليَّ في صلاتكم وردِّدوا: "تبت يداهُ مثلما تبت يدا أبي لهبْ"/ قولوا بأني خائنٌ لكم وكلبٌ وإبن كلبْ/ ماذا يضيرني أنا ما دام كل واحدٍ في بيتهِ/ يريد أن يسقطني بصوتهِ/ وبالضجيج والصَخب؟/ أنا هنا، ما زلتُ أحمل الألقاب كلها/ وأحملُ الرتبْ/ أُطِلُّ كالثعبان من جحري عليكم/ فإذا ما غاب رأسي لحظةً ظلَّ الذَنَبْ..

هل عرفتم من أنا؟ أنا رئيس دولة من دول العرب!

albasuni@hotmail.com

اتريِّس واتريِّش.. واتفرعن براحتك

اتريِّس واتريِّش.. واتفرعن براحتك



عبد السلام البسيوني | 31-03-2011 00:52

تذكرت فجأة حكاية الذات الملكية، واتهام المعارضين بالعيب فيها، والنيل من قداستها، وبدأت أبحث كم جنت هذه التهمة الغبية على مفكرين، وأحرار، وعلماء، ووطنيين نظيفي الأيدي، لتشل فكرهم، وتكبل أيديهم، وتغيبهم في السجون، وربما في اللحود، فقط لأنهم قالوا لصاحب الذات الملكية، المعصومة من الخطأ: لا.. أو لأحد من خاصته، وحاشيته، والزبالة المحيطة به!

ثم انتبهت – فجأة برضه – إلى أن التهمة ذاتها صارت (في ظل الجمهورية) تهمة يحاكم بها جريمتهم العيب في ذات رئيس الجمهورية، أو أحد من خاصته، وحاشيته، والزبالة المحيطة به!

وبدأت الاندهاشات تتوالى مع الأسئلة الغبية التي تثيرها نفسي الأمارة بسوء العيب في الذاتين الملكية والجمهورية على السواء، وأخذت أتساءل: إيه حكاية الذات الملكية دي؟

• وهل العيب فيها - أو بالأصح: انتقادها - جريمة؟

• وهل طلبها للمحاسبة، ومساءلتها أمام الشعب غلط؟

• وهل كشف عوارها، وفضح جرائمها تهمة تستوجب السجن؟

• وهل أجرم من قال إن الباشا الكبير أوي حرامي مليارات، أو قاتل سفاح، أو عميل رسمي للموساد أو السي آي إيه مثلا؛ إن كانت هناك قرائن أو حتى شائعات!؟

• وهل كفر من قال إن فخامته أو جلالته جعل البلد عزبة لأبنائه ومحاسيبه وألاديشه، واستباح جناها، وحرم الناس أبسط حقوقهم الآدمية!؟

• وليه فخامته يحلب خير البلد كما يشاء؟ ويقتل مواطنيه كما يشاء، دون أن يحق لأحد مساءلته، أو قول: كفاية أو حسبُك أو ارحم شوية؟

• وهل زوج وأولاد جنابِه وأحباب وأصحاب معصومو الذاتِ عصمتَه؟

• ولماذا يؤمِّنون مخرجًا آمنًا لمبارك أو علي صالح أو بشار أو قذاف الدم ورجالهم المفاضيح، هل جنابهم فوق القانون والأمة والحق والدين والعقل يا مثبت العقل والدين؟

• ثم هل في الإسلام حكاية الذات الملكية دي؟ وهل في الدول الحرة شيء من هذا؟

بل وحتى في دولة إرهابية متطرفة كالكيان الصهيوني؟

ألم تصدر محكمة إسرائيلية حكمًا بالسجن على الرئيس الصهيوني الإرهابي السابق موشيه كاتساف سبع سنوات مع النفاذ قبل أيام، بعد إدانته باغتصاب امرأة، بالإضافة لحكم آخر بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ، ودفع غرامة قدره كذا عشرة آلاف شيكل للضحية؟

وقبل كاتساف، ألم يجبَر الرئيس الإرهابي إيهود أولمرت على التنحي من منصبه العام الماضي، في وجه اتهامات متزايدة بالفساد، واعتبر رسميًّا المشتبه الرئيسي في قضية رشوة!؟

ألم نر الثعلب الدلدول القاتل توني بلير أمام المحكمة قبل نحو شهرين عن جرائمه في العراق؟

ألم تجرَّ اليهودية مونيكا لوينسكي الأخ الألعبان كلينتون للمحكمة، وتفضحه على الملأ، وهو في سدة رئاسة أقوى دولة إرهابية في الدنيا؟ فهل اتهمهما بالعيب في الذات الكلينتونية!؟

ألم يوجه للدون جوان برلسكوني الإيطالي ست ومائة تهمة أمس فقط، يمثل أمامها أمام القضاء!؟

لماذا ليست للزعماء في الدول الكبيرة ذواتِ الدساتير الفاعلة ذواتٌ مقدسة؛ رؤساء أو ملوكًا!؟

وبدأت تتداعى لذهني قصص الحق المقدس للحكام العرب ذوي الذوات المعصومة المنزهة، في التنكيل بمن يقول لهم (بِم) ابتداء من قصة الرجل الذي قال لمبارك – في الحرم الشريف والله - اتق الله، ففقعته محكمة غير قانونية خمس عشرة سنة سجنًا.. يا بلاش.. على (اتق الله) خمسة عشر عامًا سجنًا، فكيف لو قال: يا حرامي، أو يا عميل، أو يا بياع البلد لإسرائيل!؟

وأحيانًا لا يعامل العيب في الذات الملكية بالقانون بل بذراع أمن الدولة الخفي (البلطجية) بأن ترسل مؤسسة أمن الدولة جناحها السري الخاص، لسحق المنتقد وتعذيبه، أو رميه في الصحراء عاريًا كما حصل مع عبد الحليم قنديل، حين أرادوا (قرص ودنه) فأخذوه، وبهدلوه، وتركوه بالليل في البرية يا ولداه كما ولدته أمه! وكما فشفوا عظام بعض (المحترمات) لوجود شبهة علاقة بينها وأحد المحاريس من ذوي الذوات الشر بره وبعيد!

وقد يكون العيب في غير الراس الرئاسية الكبيرة، بل في واحد من الأنجال، أو الرجالة المحاسيب، جريمة تستوجب السجن وما هو أكثر، كما حصل مع مجدي حسين الغلبان – كما قرأت في موقع نصرته - الذي حصل على أحكام سياسية فى عهد مبارك، بسبب العيب في ذوات محاسيب، توازي ضعف ما حصل عليه كل المعارضين في عهد عباس باشا! فبينما حصل كل معارضي الخديوي على أحكام مجموعها ثلاث سنين وشهر واحد، حصل مجدي أحمد حسين في عهد الخديوي مبارك على 6 سنوات.. بس! يعني مجدي حسين (أنأح من أحمد حلمي وأحمد فؤاد والمنفلوطي ومحمد فريد وعبد العزيز جاويش مجتمعين)! ليس بسبب أنه عاب في ذات الخديوي حسني مبارك، بل في ذات ابن وزير الداخلية، وفى ذات يوسف والي (وزير الزراعة) ذي السمعة النقية جدًّا، وفى ذات مواطنة ورد اسمها فى أحد الأخبار بطريق الخطأ منذ 12 عامًا فى الحملة ضد وزير الداخلية، والتهمة (الأنأح) أنه اتهم بتهمة شنعاء مفظعة، هي زيارة غزة 2009! تصوروا؟ المجرم الأثيم خائن الدستور والوطن يزور غزة دعمًا لأهلها المقصوفين المقهورين الجوعى! دا كلام!؟ وعلى فكرة لقد سجن أبوه بتهمة العيب ذاتها من قبل، رحمهما الله تعالى!

وذكرت كذلك حكاية عمي عباس العقاد الذي انتقد الملك فؤاد حين هم حل البرلمان، فوقف له الوطني الغيور في المجلس هاتفًا: (إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد من أجل صيانة الدستور) ولأن الملك هو أكبر رأس، فقد أوعز له من حوله أن العقاد يعيب ذاته الملكية، فاعتقله، و(هفّه) حكمًا بالسجن تسعة أشهر، خرج بعدها من السجن لضريح سعد، ليقول؛ مجددًا التحدي، معلنًا أنه لن يتراجع عن رأيه:

ظللت جنين السجن تسعة أشهر ...... وها أنذا في ساحة الخلد أولد

عداتي وصحبي لا اختلاف عليهما ...... سيعهـدني كلٌّ كما كان يعهد

وقبله بنحو ثلاثين سنة، وفي عهد عباس حلمي الثاني، حوكم الأديب الوطني مصطفي لطفي المنفلوطي، وسجن عامًا كاملاً بتهمة العيب في الذات الخديوية، حين كتب هجائية ساخنة في الخديو عباس حلمي عند رجوعه لمصر من الآستانة، (وكأنه يصف أيامنا الهنيئة):

قدومٌ ولكن لا أقولُ سعيدُ............ومُلكٌ وإن طالَ المدى سيبيدُ

بعدتَ وثغر الناس بالبشرِ باسِمٌ............وعدتَ وحُزنٌ في الفُؤادِ شديدُ

تمر بنا لا طرفَ نحوكَ ناظرٌ............ولا قلبَ من تلك القلوبِ ودُودُ

تذكرنا رؤياكَ أيامَ أُنزِلَت............علينا خطوبٌ من (رجالِك) سُودُ

فكم سُفِكت منا دماءٌ بريئةٌ............وكم ضمنت تلك الدماءَ لحودُ

وكم ضمّ بطنُ (السجن) أشلاءَ جمةً............تمزِّقُ أحشاءً لها وكُبُودُ

وكم صارَ شملٌ للبلادِ مشتتًا............وخُربَ قصرٌ في البلادِ مشيدُ

وسيقَ عظيمُ القومِ مِنَّا مكبلاً............له تحتَ أثقالِ القُيودِ وئيدُ

فما قام منكم بالعدالةِ طارفٌ............ولا سار منكم بالسدادِ تليدُ

كما سب عم الزجالين بيرم التونسي رحمه الله الملك فؤاد، واتهمه بالزنا، وبأنه أنجب ابنه بعد زواجه فقط بأربعة أشهر، في قصيدة سارت في القطر كله مسار الشمس، كان عنوانها: القرع السلطاني، يقول فيها:

البنت ماشية من زمان تتمخطر..........والغفلة زارعة في الديوان قرع أخضر

تشوف حبيبها في الجاكتة الكاكي..........والستة خيل والأمشجي الملاكي

تسمع قولتها ... يا وراكي..........والعافية هبلة .. والجدع متشطر

الوزة من قبل الفرح مدبوحة..........والعطفة من قبل النظام مفتوحة

والديك بيدن والهانم مسطوحة..........تقرا الحوادث في جريدة كتّر

يا راكب الفايتون وقلبك حامي..........حوِّد على القبة وسوق قدامي

تلقى العروسة شبه محمل شامي..........وابوها يشبه في الشوارب عنتر

وحط زهر الفل فوقها وفوقك..........وجيب لها شبشب يكون على ذوقك

ونزل النونو القديم من طوقك..........ينزل في طوعك لا الولد يتكبر

دا ياما مزع كل بدلة وبدلة..........وياما شمِّع بالقُطان والفتلة

ولما جا الأمر الكريم بالدخلة..........قلنا اسكتوا خلُّوا البنات تتستر

نهايته يمكن ربنا يوفقكم..........ما دام حفيظة الماشطة بتزوقكم

دي سكرة مالطي داهية ما تفوَّقكم..........بس ابقى سيبك م اللي فات دا مقدار

وتمادي بيرم العنيد بعد إغضاب الملك، وظل يكتب بعدها ويكتب، حتى أشعل النار في قلب فؤاد، الذي نجح في نفيه خارج مصر، بتهمة العيب في الذات الملكية، خصوصًا بعد ما كتب مباشرة:

ولما عدمنا بمصر الملوك..........جابوك الانجليز يا فؤاد قعَّدوك

تمثِّل على العرش دور الملوك..........وفين يلقوا مجرم نظيرك ودون

وخلّوك تخالط بنات البلاد..........على شرط تقطع رقاب العباد

وتنسى زمان وقفتك يا فؤاد..........على البنك تِشحت شوية زَتون

بذلنا ولسّه بنبذل نفوس..........وقلنا عسى الله يزول الكابوس

ما نابنا إلا عرشك يا تيس التيوس..........لا مصر استقلت ولا يحزنون

وسجن إحسان عبد القدوس، وأحمد فؤاد نجم، وأيمن نور الذي (طلعت عينه) من الكيد، كما سجن كثيرون غيرهم بالتهمة ذاتها..

والآن أعود لأسأل: هل من الإسلام سجن الناس لأنهم عابوا السلطان؟ وهل ذلك من الديمقراطية؟ ذكرت قبل قليل الحال في إسرائيل وما جرى لبلير وكلينتون ونيكسون وبرلسكوني وغيرهم، فلا مشكلة كبيرةً في الديمقراطية الغربية إذن؟ فكيف الأمر في الإسلام؟

يقول سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عند أبي داود والترمذي: (أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر أو أمير جائر) يقوم مواطن حر، فيقول له: أنت جائر/ أنت ظالم/ أنت مستبد/ أنت عميل!

ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث ورد في صحيح الترغيب والترهيب (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه ، فقتله) فجعل مواجهة الحاكم الظالم المستبد جهادًا، والموت على يده أعظم شهادة، لا عيبًا، ولا إهانة، بل تركها خنوع وبلادة!

وحين عاب بعضُ المنافقين والمتعجلين رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاتَه النبويةَ (بأبي هو أمي) ما لام ولا اتهم ولا آخذ: ففي الصحيحين أنه لما كان يوم حنين، أعطى ناسًا من أشراف العرب، وآثرهم. فقال رجل : والله إن هذه قسمة ما عدل فيها، وما أريد فيها وجه الله، فقال ابن مسعود رضي الله عنه: والله لأخبرن رسول الله النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم، فأتيته فأخبرته بما قال، فتغير وجهه حتى كان كالصرف ثم قال: (فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ ثم قال: يرحم الله موسى، فقد أوذي بأكثر من هذا فصبر) فقلت: لا جرم لا أرفع إليه بعدها حديثًا!

وفي خطبة الخلافة قال الصديق رضي اللّه عنه بعد أن بَايَعَه الناسُ بالخلافة: .... فَإِني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإِنْ أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي، وإِنْ أَسَأْتُ فَقَوِّمُوني. والضعيفُ فيكم قويٌّ عندي حتى أُرجعَ إليه حقَّه إن شاء اللّه، والقويّ فيكم ضعيفٌ عندي حتى آخذَ الحقَّ منه إن شاء اللّه. أَطِيعُوني ما أَطَعْتُ اللَّهَ ورسولَه، فإِذا عَصَيْت اللَّهَ ورسولَه فلا طاعةَ لي عليكم!

وقال الفاروق أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: مرحبًا بالناصح أبد الدهر، مرحبًا بالناصح غدوًّا وعشيًّا.. رحم الله امرءًا أهدى إليّ عيوب نفسي!

وقال له رجل: اتق الله يا أمير المؤمنين.. فأنكر عليه بعض الحاضرين، فقال عمر: دعه، فلا خير فيكم إذا لم تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها!

وخطب يومًا فقال: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجًا فليقومني، فقال له رجل: والله لو رأينا فيك اعوجاجًا لقومناه بحد سيوفنا! فلم يغضب عمر من قوله، ولم يأمر بحبسه، أو التحفظ عليه، أو التحقيق معه، بل قال له في ثقة وارتياح: الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوِّم اعوجاج عمر بحد سيفه!

فمن أين أتى هؤلاء بتهمة العيب في الذات الملكية، أو في رئيس الدولة أو أحد أزلامه؟

أليس هذا منحجًا قمعيًّا، لقطع الألسنة، وكبت الحرية، وتكميم الأفواه؟

قاتلكم الله من مغموصين!

albasuni@hotmail.com

البحث عن النظام السابق

البحث عن النظام السابق



د. رفيق حبيب | 30-03-2011 00:21

في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، يبدأ البحث عن النظام السابق، والطبقة السياسية التي حكمت البلاد، وتبدأ المخاوف من محاولات النظام السابق للعودة مرة أخرى إلى الحكم، بأي صورة من الصور. والطبقة السياسية الحاكمة، لم تكن فئة محددة، بقدر ما كانت شبكة مصالح واسعة، تمددت عبر العقود، حتى أصبحت مسيطرة على كل مفاصل الدولة والاقتصاد في مصر. وهي شبكة مصالح مشكلة من رجال الدولة ورجال الأمن ورجال الحزب الوطني ورجال المال ورجال الإعلام، ولها فروع في كل مناحي الحياة، حتى داخل المؤسسة القضائية وغيرها من مؤسسات الدولة. وهي بهذا شبكة مصالح واسعة، مسيطرة بالفعل على مختلف مرافق الحياة العامة في مصر. وهذه الشبكة لا تشمل فقط الرموز البارزة، والتي بدأت في التساقط بعد الثورة، بل تشمل العديد من الشخصيات غير المعروفة، والتي يقوم بعضها بأدوار مهمة للغاية، وتشمل أيضا صفوف من قيادات الصف الأول والثاني والثالث. كما تشمل الشخصيات المحورية التي تدير شبكة العلاقات مع الخارج، سواء العلاقات الاقتصادية أو السياسية.

وهناك عدة تكوينات أساسية لهذه الشبكة، منها المكون المركزي المتمثل في رأس السلطة التنفيذية ومؤسسة الرئاسة، والذي تم توجيه الضربة الأولى له، بتنحي الرئيس مبارك عن منصبه. ولكن ظهر في مراحل عدة، بدأ من موقعة الجمل، تحالف الأمن مع البلطجة، وهو التحالف الذي يمثل الجزء الغاطس من الذراع الأمنية التي تحكمت في البلاد طيلة عقود. ومازال هذا الجزء يوجه ضرباته للمجتمع، ويعمل على إشاعة الفوضى، حتى يمهد الطريق لعودة النظام الحاكم، أو تأمين من تبقى منه، أو تمهيد الأوضاع حتى يتم حماية مصالح الطبقة السياسية، وتقليل حجم الخسائر التي تعرضت لها. ومن الواضح أن أجنحة مهمة في تحالف المال والأمن، تريد تمديد الحكم العسكري، حتى لا يفتح الباب أمام التحول الديمقراطي، حيث أنها تحاول فرض سيناريو الفوضى، وهو ما يؤدي إلى امتداد حكم المجلس العسكري.

لكن الطبقة السياسية الحاكمة لم تعد تمثل مجموعة واحدة، بل عدة مجموعات. وقد تلقى جهاز أمن الدولة والحزب الوطني أكبر الضربات، حتى بات جهاز الشرطة في مأزق كبير، مما يستلزم إعادة بناءه بصورة مختلفة. أما الحزب الوطني فقد أصبح من الماضي، ويحتاج لوقت طويل حتى يعاد بناءه، سواء بنفس الاسم أو باسم جديد. فقد أطاحت ضربات الثورة أولا برأس الدولة، وأطاحت ثانيا بالذراع الأمنية للرئاسة، كما أطاحت بالحزب الوطني. فأصبحت هذه المكونات هي الأضعف، في منظومة الطبقة السياسية الحاكمة.

ومع المواجهات التي تتم مع القوى التي تريد بث الفوضى في البلاد، يمكن مع الوقت خنق أذرع البلطجة الممتدة، والتي حكمت النظام، ومارست العديد من التجاوزات لمصلحته في الماضي. ولكن الأمر يتوقف أيضا على سلوك الشعب المصري، وقدرته على إدارة المرحلة الانتقالية بصورة تحفظ الاستمرار الطبيعي للحياة العادية، وفي نفس الوقت تحقق مطالب الشعب في التحول الديمقراطي والحرية. ويضاف لهذا، الحملة التي تشن على رموز الفساد المالي والسياسي، والتي تجعل الحرب المعلنة تركز على الجناح العنيف من الطبقة الحاكمة، وجناح الفساد المالي والسياسي، خاصة في رموزه المعروفة.

ولكن هذه الأطراف ليست هي كل الطبقة السياسية الحاكمة، فهناك رجال المال والأعمال، وأعداد كبيرة منهم لم تمارس دورا سياسيا مباشرا، وهي فئة لها مصالح عديدة في الداخل والخارج. والغالب على هذه الفئة، أنها تحاول أن تعود لوظيفتها الاقتصادية، لأنها رغم ما حققته من استفادة في عهد الاستبداد والفساد، إلا أنها يمكن أن تتعايش بصورة أفضل مع مناخ الحرية والديمقراطية، وبعضها يمثل رجال أعمال شرفاء، حاولوا تجنب فساد النظام، أو اضطروا للمشاركة في فساد دون رغبتهم، حماية لمصالحهم. وهؤلاء في غالبهم يمكن أن يتكيفوا أكثر من مناخ الاستقرار القائم على الحرية والديمقراطية، حيث تتزاوج الحرية السياسية والحرية الاقتصادية، فيصبح الوضع مستقرا ومناسبا لتنمية الاستثمار. وبجانب هذا، هناك طبقات من رجال الدولة، تحاول حماية نفسها من أي خطأ ارتكبته، وهي في نفس الوقت يمكن أن تتعايش مع أي وضع جديد، ويمكن أن تقفز من سفينة النظام التي تغرق، وتلحق بسفينة الثورة. وبعض هذه الفئات، لم تكن صاحبت القرار، حتى وإن شاركت في منظومة الاستبداد والفساد.

ولكن هناك أيضا فئة كانت في تحالف حقيقي مع النظام الحاكم، رغم رفض بعضها لفساده واستبداده، حيث كانت تتوافق معه في سياسته الخارجية، وعلاقته مع أمريكا وإسرائيل، وأيضا تتوافق معه في التبعية للسياسة الغربية في المنطقة العربية والإسلامية، وتتوافق معه في عداءه لحركة حماس في فلسطين، وتتوافق معه أيضا في دعمه للسلام الإسرائيلي، ودعمه لسلطة محمود عباس. كما تتوافق معه أيضا في سياسته ضد الحركة الإسلامية، وترى أهمية حصار الحركات الإسلامية، ومنع توسع دورها في المجتمع. ومن هذه النخب، وهي نخب مال وإعلام وثقافة، من كان يعارض الاستبداد والفساد، رغم توافقه مع مجمل سياسة النظام الحاكم السابق، ومنهم من كان جزءا من الطبقة السياسية، وداخل حلقاتها المهمة، ومنهم من كان يعارض النظام الحاكم، ولكنه يوافق على توجهاته السياسية والثقافية. وهذا الجزء من الطبقة الحاكمة، هو الجناح العلماني المنتشر في مجال المال والإعلام، والذي يريد إعادة إنتاج النظام العلماني الملتحق بالغرب، ولكن في صورة ديمقراطية. ومعظم هذا الجناح أصبح متحالفا أو مؤيدا للثورة، بل وضع نفسه سريعا في قاربها، حتى يلحق بالسفينة الجديدة التي تتشكل، ويحاول نشر أو فرض تصوراته، حتى يعمل على التأثير في مسار التحول الديمقراطي، بصورة تحمي توجهاته ومصالحه.

نخلص من هذا، أن النظام لن يعود من باب الحزب الوطني المنهار، ولن يعود من باب الأذرع الأمنية، ولكنه يمكن أن يعود من خلال فئة من طبقة المال والأعمال والإعلام، والتي استطاعت عزل نفسها سريعا عن النظام المنهار، وتعمل من داخل رحم الثورة الآن. وهذه الفئة يظهر دورها واضحا، كلما وجدنا تصورات تبحث عن شكل من الديمقراطية المقيدة، فلا تصبح الحرية كاملة، ولا الديمقراطية كاملة.

الأربعاء، 30 مارس 2011

لحمنا المشوي الشآمي

لحمنا المشوي الشآمي



محمد موافي | 27-03-2011 00:25

...عاد التتار وكنا صغارا لما بكت(أمنا الغولة ) من هول ما عاينت في حماة,وكنا أطفالا حينما ارتعد (أبو رجل مسلوخة) من رعب ما رأى في تدمر,وكان القرف سامرنا–كبارا- ونحن مشلولون أمام الشاشة والعنوان :نحو مائتي قتيل في درعا.

دقت ساعة الخسة ,دقت سعة النذالة ,إلى الوراء ...إلى الوراء يا رجال ,وهل رجل وضربته تجيء من الوراء؟ وكنا نخاف من عدوان إسرائيل.,فصرنا نراه بردا وسلاما و حلم ليلة صيف لما وضعناه بجوار جريمة الأسد و الخوف من كابوس (حماة) ثان في درعا,وقم يا صلاح الدين ها نحن قد عدنا ولكن في المسجد العمري و ارتكب مبارك مفاسد ,وتلوثت يد القذافي بدم طاهر ,وطغى زين العابدين طغيان النمروذ,وسجل التاريخ أن شارون سفاح,لكن أحدا لم يأت بمثل ما فعل الأسد -المستمر في ولده البار بإرث أبيه العلوي-الذي كذب علينا زمارو القومية العربية وطبالوها بأن ذلك- الأسد على وفي الجولان نعامة- عدو لإسرائيل,بل منذ إحدي وأربعين سنة لم تهدأ حنجرة النظام السوري شتيمة ووعيدا للإسرائيل المحتلة جولانها,وهي في الحقيقة تقبل الأقداما سرا ,وكادت أن تفعل ذلك جهرا بعد موافقتها الأخيرة على استئناف مفاوضات -أصلا لم تتوقف- مع الدولة العبرية بوساطة أميركية ودون شروط.

وكم أوسعنا ناصريون جيوبهم عامرة من دمشق وقالوا لنا: إن النظام السوري يعمل لصالح كيان عربي وغضوا طرفا أعور لا يستحي عن تسليحه لطائفة لبنانية يُسمنها لإرهاب إخوانهم السنة,والسنة في سوريا أكثر من ثمانين بالمائة ويحكمهم طائفة هي أقل من ثمان بالمائة.و نحن صامتون هادئون,تظلنا خيمة بالية أسميناها جامعة عربية.لم يندد عضو فيها بما يرتكبه النظام السوري,ولم يتحرك أمينها العام حتى لمسح الدم من على جدران المسجد العمري.

و أين تذهب هذا المساء ,وعلى أي قناة يستقر بيدك الريموت ,بعدما جاءك أن في درعا الشام هذا الأسبوع استشهد مئتا رجل على الأقل وغيرهم في حمص والصنمين واللاذقية,والبقية تأتي ,والسفاح يحذو حذو أبيه ,وكلنا في الهم شرق ولكن كل الشرق (كوم) ودمشق الشام (كوم).

ولقد فقدناكِ يا عاصمة بني أمية وحاضنة جثمان ابن الوليد الطاهر,وحافظة رفات صلاح الدين العطر,وحسبناكِ جسدا ميتا ومدفونا يا أم ابن تيمية وابن القيم والعز بن عبد السلام,وصمتنا حينما ضحك سفهاؤنا من نور الدين محمود و دعاء العارف بالله طريقا نحو السماوات(يارب انصر دينك إنما نور الدين كلب)وكان رحمه الله أسدا ,بينما الأسد كلب.

فقدناك يا شامنا وشطبناك في عصر خصي واختصرناك في ميادة الحناوي ,وحذفنا من دواوين شعرنا العربي أبا تمام وأين يكون ؟أين حديثه العطر/وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل وتبتكر,وأين هما عينا معاوية,وأين من ملأوا بالموكب الشهبا//ولخصناك يا شام في باب الحارة,و اشتركنا في ذبحك أيها الشام الهمام يا كنز الرجال العظام., لما تناسينا حماة,يوم ذبح غدرا الأسد- وأعتذر لملك الغابة – أربعين ألف شهيد .,وبحثنا عنك يا شام ولم نجدك طيلة أربعين سنة أو يزيد ,وسط صخب واقع عربي مؤسف يكذب بأن شعاره :أمجاد يا عرب أمجاد,و الأغاني لا تغادر التراقي,والزيف ملتف على النفاق/ونظامك وإيرانك وفئرانك الجنوبيون وجامعتك العربية يشتمون إسرائيل ويعدونها بالويل والثبور,و لنا فقط يحفرون القبور.



وولِي معي وجهك شطر الشام,وهذي دمشق وهذا الكأس والراح/إني أحب وبعض الحب ذباح ,والكلب يزأر أبدا وهو نباح و اللحم البشري المشوي فضاح, ورائحتة تزكم الأنوف,لا تغادر سماء حماة ,لم يدونه المدونون ولم يسعه( جروب )على الفيس بوك ولم يبث ملحمته اليوتيوب ,ولم تنصب الجزيرة عنده كاميرا,إذ وقتها لا فضائيات تقلك ولا إنترنت يسعفك أيهذا الشواء المقدس ,والجولان محتل,والشام يسكنه سفاح أب وولد مختل,واليد التي سيفها أثكلك ,هي عليك و أبدا لن تستحيل يدا لك.

وبعد,فإلى رجالٍ على العهد في الشام لأجلهم أصلي وعليهم أسلم مع أمير الشعراء:

سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق

وبي مما رمتك به الليالي جراحات لها في القلب عمق

تكاد لروعة الأحداث فيها تُخال من الخرافة وهي صدق

بلاد مات فتيتها لتحيا وزالوا دون قومهم ليبقوا

وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق

وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

حفظوها لأبنائكم فالشام عز الشرق ودرعه الحصينة.

mmowafi@gmail.com