عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 30 مايو 2011

الأقباط واحتلال الشارع.. 8 أخطاء وحسنة واحدة

الأقباط واحتلال الشارع.. 8 أخطاء وحسنة واحدة
مصطفى عياط

خلال أقل من شهر نزل مئات الأقباط إلى الشوارع عدة مرات؛ احتجاجًا على ما اعتبروه ظلمًا لَحِق بهم، وشكل اعتصاما ماسبيرو الأول والثاني أبرز هذه الاحتجاجات، لكن ما بين الاعتصام الأول في مارس الماضي والاعتصام الثاني في مايو الحالي، كان المشهد مختلفًا إلى حدّ كبير؛ ففي الأول كان هناك تعاطف واسع مع المعتصمين، وشاركهم الاعتصام مئات المسلمين، في حين أن الاعتصام الثاني كان محل انتقاد الكثيرين، حتى من الأقباط أنفسِهم، لدرجة أن البابا شنودة وجَّه رسالة حادة إلى المعتصمين، محذرًا فيها من أن "صبر الحكام عليهم قد نَفَد".

فما الذي تغيَّر بين مارس ومايو؟ بداية فإنه لابدَّ من الإشارة إلى أن خروج الأقباط من "جيتو الكنيسة" ونزولهم إلى "شوارع الوطن" هو شيء إيجابي، حتى لو أن هذا النزول شابه الكثير من الأخطاء، فالنزول إلى الشارع هو نوع من ممارسة السياسة، والسياسة هي فنّ الممكن، وهذا الممكن لا يتحقق إلا بالحوار والتفاوض، والحوار يعني أن تتكلم وتنصت، والكلام مهما كان- في البداية- ساخنًا وصاخبًا، فإنه مع الممارسة يصبح أكثر هدوءًا وفائدة، بما يجعل كلا الطرفين يدرك في النهاية أنه لا جدوى من الصدام، ولا بديل عن الحوار.

سلفيون وأقباط

وعلى سبيل المثال، فإن المتابع للخطاب السلفي عقب أحداث إمبابة وحتى الآن، يدرك أن السلفيين أوشكوا على الوصول إلى تلك النتيجة، فبعدما تبنت بعض الأصوات السلفية خطابًا زاعقًا وتصادميًا عقب الأيام الأولى لنجاح الثورة، ووقعت في الفخّ الذي نصبته لها بعض وسائل الإعلام، إضافة إلى وجود خلل فيما يتعلق بترتيب الأولويات لدى بعض السلفيين، فإن توالي الصدامات جعل السلفيين يعيدون حساباتهم، ويجنحون أكثر إلى الفعل المنظم، بدلًا من "رد الفعل" العشوائي الذي أوقعهم في كثير من المشاكل، ونسب إليهم الكثير من التُّهم التي كانوا براء منها، لكنهم للأسف وضعوا أنفسهم "محل شبهة"، فكال لهم الجميع الاتهامات بالحق والباطل.

أما بالنسبة للأقباط، فإنهم مازالوا في مرحلة "ردّ الفعل" العشوائي، ورغم جهود البعض للانتقال لمرحلة "الفعل المنظم"، مثل رجل الأعمال نجيب ساويرس، الذي ينشط للترويج لحزبه الجديد، إلا أن الغالبية العظمى ما زالت تلتزم "مقاعد المتفرجين"، تاركةً خشبة المسرح لقلَّة تتحرك في الشارع باسم الأقباط، وللأسف فإنّ هذه القلة ارتكبت الكثير من الخطايا، التي يمكن إيجاز أبرزها في الآتي:

** الخطأ الأول: التحرك على أرضية طائفية: كان لافتًا في جُلِّ الاحتجاجات التي نظمها الأقباط أنها كانت طائفية التوجُّه والشعار، ورغم أن مسلمين شاركوهم في معظم تلك الاحتجاجات، إلا أنّ رفع الصلب وترديد الهتافات الطائفية كان هو الطاغي، بل ووصل الأمر إلى استفزاز الآخر، والسعي للصدام معه، مثل شعار: "السلفية فين.. الأقباط أهم".

وفي المقابل، فإنّ التحرك على أرضية وطنية، والسعي لاستقطاب شركاء الوطن، خاصة أنّ الأجواء عقب الثورة مهيأة تمامًا لذلك، كان سيمنح مطالب الأقباط- وبعضها عادل ومنطقي- قوةَ دفعٍ، ويرفعها لدرجة المطالب الوطنية، وللإنصاف فإن نجيب ساويرس كان مدركًا لهذا الأمر، وقام بزيارة لشيخ الأزهر، ليفوضه في الحديث باسم الأقباط، وهي لفتة يمكنها، لو تَمّ البناء عليها، فتحُ كثير من الأبواب المغلقة.

** الخطأ الثاني: طلب الحماية الدولية: وصل الأمر ببعض المتظاهرين الأقباط لطلب الحماية الدولية، واعتصم بعضهم أمام السفارة الأمريكية طالبًا تدخلها لحماية الأقباط، ورغم أنّ هذا المطلب تبنته أقلية هامشية، إلا أنّ التنديد به من جانب قيادات الكنيسة ورموز الأقباط لم يكن بالقوة المطلوبة؛ بل إن البعض حاول استخدامه للمساومة والحصول على تنازلات أكبر، ويلاحظ هنا أن بعض أقباط المهجر المؤيدين لهذا الأمر يرددون دومًا أنهم مفوَّضون من غالبية الأقباط، دون أن يصدر نفي قاطع لهذا الجرم الوطني.

** الخطأ الثالث: العزف على نغمة ظلم مبارك لهم: من المؤكد أن الأقباط، كجزء من الوطن، نالهم جزء من "ظلم آل مبارك"، لكنهم- بكل تأكيد- لم يكونوا الطرف الأكثر اضطهادًا وتضررًا خلال تلك الحِقبة، ولعل لافتات تأييد ومبايعة مبارك، وحتى نجله، التي كانت تغطي الكنائس والأديرة مع كل موسم انتخابي، تؤكّد ذلك، خاصةً أننا لم نسمع أي أصوات قبطية ذات وزن، سواء من داخل الكنيسة أو خارجها، تحتجُّ على هذا التأييد، إلا نفرًا قليلًا، مثل جمال أسعد وجورج إسحق ورفيق حبيب.

أما الغالبية العظمى فكانت مؤيدة ولو بالصمت، ولذا فإنه من المستفز للكثيرين أن يروِّج الأقباط لأنفسهم كمضطهدين، في حين أن من استبعدهم نظام مبارك مِن تقلُّد أي وظيفية كبيرة أو صغيرة، من الإسلاميين، يفوق بأضعاف من استُبعدوا لكونهم أقباطًا، ولذا فإنه لو جاز لطرف العزفُ على نغمة الظلم لكان الإسلاميون، إخوانًا أو سلفيين، الأحق بذلك.

** الخطأ الرابع: الترويج لأكذوبة الاضطهاد التاريخي: ليس مستغربًا أن يتحدث بعض أقباط المهجر عن اضطهاد الأقباط تاريخيًّا على يد المسلمين، فهذه هي البضاعة التي يجنون من ورائها ملايين الدولارات من جماعات التنصير واليمين المسيحي في الغرب، لكن أن يتبنّى بعض رجال الكنيسة هذه الأكذوبة، ويروِّج لها أقباط يعيشون بين إخوانهم المسلمين، فذلك مرفوض ومستفزّ ويقود لنتائجَ عكسية.

فمثلًا عندما طلب القمص متياس، قائد اعتصام ماسبيرو، فضَّ الاعتصام، معددًا المكاسب التي ربحوها من ورائه، اختتم حديثه للمعتصمين بالقول: "إن الحقوق التي سُلبت منهم على مدار 14 قرنًا، لن تحل خلال 14 يومًا"، ومثل هذه الأفكار تثير الفتنة أكثر مما تخمدها؛ لأنه بكل بساطة لم يكن الأقباط يومًا من حمَلة السلاح أو أقلية قاهرة، وكل ما تحت أيديهم من ثروات وكنائس ومناصب، كان عن طيب خاطر من المسلمين، وليحاول بعض الأقباط الذين يتحدثون عن الاضطهاد تصور ماذا سيكون حالهم لو صدرت مثلًا فتوى من الأزهر بتحريم البيع والشراء من الأقباط؟ ورغم أن ذلك لا يندرج تحت بند الاضطهاد، إلا أن شريعة الإسلام لن تقبل به، وسيكون الأزهر أول من ينتفض لرفضه.

** الخطأ الخامس: التلاسُن الطائفي مع تيارات إسلامية: شهد اعتصام ماسبيرو الثاني الكثير من اللافتات التي تهاجم السلفيين، بل إنّ القمص متياس اعتبر القبض على بعض السلفيين كأحد مكاسب الاعتصام، وشهدت هتافات المعتصمين هجومًا شديدًا على السلفيين، وهذا الأمر لا يصبّ في صالح الأقباط على الإطلاق، بل يصب الزيت على النار، فربما يكون للأزهر ولكثير من المسلمين، حتى من شيوخ السلفيين أنفسهم، تحفظات على تصرفات بعض المحسوبين على السلفية، لكن ذلك ليس من شأن الأقباط، وإذا كان أحد السلفيين قد اعتدى على قبطي مثلًا، فالأمر يخضع للقانون، باعتبار كلا الطرفين مواطنًا، وليس من شأن القبطي أو السلفي، تصنيفُ الآخر على أساس ديني، وإذا كان الأقباط يرفضون أن يتعرض أحد بسوء لقساوستهم، فالأمر بالمثل بالنسبة لمشايخ المسلمين.

** الخطأ السادس: الازدواجية في التعامل مع "دولة القانون": رغم أن معظم الأقباط يتحدثون عن "دولة مدنية"، إلا أنه عند التطرق لـ"سيادة القانون"، باعتباره عماد الدولة المدنية، تفاجَأ بأن بعض الأقباط يعتبر "الكنيسة فوق القانون"، فمثلًا نجيب جبرائيل، المستشار القانوني للبابا شنودة، يطالب دومًا بتطبيق حكم المحكمة الإدارية العليا، الذي يتيح تغيير الملة، لكنه يتجاهل حكمًا آخر للمحكمة نفسها يطالب الكنيسة بتزويج من حصلوا على أحكام قضائية بالطلاق، وتتحجج الكنيسة بأن "الإنجيل فوق القانون"، وهو منطق خطير، ويفكك مفهوم الدولة بأكمله؛ لأنه يوجد الكثير من اللوائح والقوانين التي لا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، ومع ذلك يلتزم بها المسلمون، حتى لا تتحول الدولة إلى فوضى.

ويندرج تحت تلك الازدواجية المسيحيات اللاتي أسلمن وتحتجزهن الكنيسة، والكنائس التي تقام بدون تراخيص، والمنازل التي تتحول فجأة إلى كنائس، وأيضًا بدون ترخيص، وآلاف الأفدنة التي تستولي عليها الأديرة، رغم أنها من أملاك الدولة، مثلما حدث في دير أبو فانا ودير وادي النطرون، فكل هذه مخالفات قانونية لا تليق بحق الكنيسة.

** الخطأ السابع: افتراض الطُّهر وشيطنة الآخر: رغم أن الأحداث الأخيرة في إمبابة شهدت سقوط عدد متساوٍ من القتلى المسلمين والمسيحيين، كما أن هناك اتفاقًا بين شهود العيان على أن التصعيد بدأ مع قيام صاحب مقهًى قبطيٍّ بإطلاق النار على المسلمين المتجمهرين أمام الكنيسة، إلا أن بعض الأقباط يصرُّ على "شيطنة" طرف، وافتراض "الطهر الكامل" في الطرف الآخر، بل إن البعض لديه من البجاحة ما يكفي ليؤكد أن التجمهر أمام الكنيسة يعدُّ مبررًا كافيًا لإطلاق النار، مع أن امتلاك السلاح أصلًا غير قانوني، إضافة إلى ذلك يتجاهل عقلاء الأقباط حتى الآن أي إشارة لكون الفتاة التي أشعلت شرارة الأحداث، كانت محتجزة بالفعل في مبنى ملاصق وتابع للكنيسة، مع الإقرار بأن صحة ذلك لا يبرر لأي شخص أن يتجمهر حول كنيسة أو دير ويطلب تفتيشه، فذلك شأن خاص بالدولة وحدَها.

** الخطأ الثامن: الحديث بمنطق المكسب والخسارة: يمكن للأقباط، كما فعل غيرهم من عمال وطلاب وأصحاب مظالم، أن يجنوا مكاسب من احتلال الشارع، لكن التعايش الصحي مع شركاء الوطن لا يستقيم مع منطق "المكسب والخسارة"؛ فالقوانين تحدّد المباح والمحظور، إلا أنه في إطار المباح توجد أساليب وممارسات لا تقل سوءًا وظلمًا عن هذا المحظور، كما أن منطق "المكسب والخسارة" سيجري الطرف الآخر إلى اللعبة نفسها، وبحسابات الثِّقل والمصالح، فإن النتيجة بكل بساطة لن تكون في صالح الأقباط.

الأحد، 29 مايو 2011

الأندلس والحلم الذي يراود بعضهم

الأندلس والحلم الذي يراود بعضهم



نهى طه | 21-05-2011 00:31

توقفت كثيرا أماممقالة المهندس هاني سوريال مصر بقيادة شنودة واكثر مااستوقفني هذه العبارة

(إن توزيع الكنيسة لصكوك الشهادة علي قتلي الإشتباكات لهو يعني ويعلن تجهيز الكنيسة لجيش من الإنتحاريين من أولادنا المغيبين يحملون الصك المزعوم علي صدورهم آملين في الشهادة)

ثم مقالته الأخيرة
من صمتك .. أدينك يا شنودة

كانت مؤكدة لما يدور في ذهني من أن يكونوا

يستلهمون التجربة الأندلسية

خاصة مع تداعيات الاحداث التي تبدا دائما باستفزاز المسلمين لتنتهي بمقتلة تنال منهم
ويمنون أنفسهم بطرد الضيوف (تصريحات بيشوي ليست ببعيدة وفصل تقرير رهيب في كتاب قذائف الحق للشيخ محمد الغزالي يبين كثيرا عن ما يخطط له )

وكانهم يستنسخون
حركة الشهداء القديسيين)
فما هي هذه الحركة؟
(بدأت هذه الحركة التاريخية في اول ظهور لها علنيا في يوم 1 شوال عام 236 هجريا


كان لحكم عبد الرحمن الاوسط الفضل على الاندلس من ناحية انتشار الثقافة العربية الاسلامية الاصيلة في بلاد الاندلس حتى ان انتشر الاسلام في سكان الاندلس الاصليين ولقد اعجب الاسبان اعجابا شديدا باللغة العربية وبالثقافة العربية حتى ان قلدوهم في ملابسهم وفي لغتهم ونسوا الكتب اللاتينية واقبلوا على اللغة العربية حتى من لم يسلم منهم ولسماحة حاكم الاندلس عبد الرحمن الاوسط وعدله وللحرية الكبيرة التي اعطاها لسكان الاندس اقبل الاندلسيين في دين الله افواجا .

وفي هذا الوقت غضب قساوسة الكنيسة بشدة من تناقص عدد النصارى وبدأ حقدهم يتزايد على الاسلام .

الى ان ظهر القس يولجيوس وظهرت حركته التي تقاوم الاسلام والاستعراب للأندلسيين وفكرة هذه الحركة هي الاستشهاد من اجل الصليب عن طريق سب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الاسلام في الاماكن العامة وبالتالي يقتلهم المسلمين لأنهم سبوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبالتالي يصبحون شهداء المسيح لكي تكون قضية رأي عام كما يقولون ويجعلون اوربا تنظر لهم ولمسألة تناقص النصارى في الاندلس .

واستطاع بعض الرجال والنساء ان يقتنعوا بفكرة يولجيوس وقد ظهرت هذه الحركة علنيا في 1 شوال عام 236 هجريا عن طريق رجل يدعى برفيكتوس وهو شخص آمن بفكرة يولجيوس وعندها قام برفيكتوس بسب النبي صلى الله عليه وسلم وسب الاسلام امام الناس عند خروجهم من المسجد بصلاة عيد الفطر فنهي عن ذلك فكرر ورفض فأخذوه الى القاضي فحذره فأستمر وحذره ثانية فأستمر فأمر بقتله فقتل برفيكتوس وعندما قتل روج هذه الحركة يولجيوس واخذ في تمجيد برفيكتوس وانه صاحب معجزات وكرامات وبعدها انتشرت هذه الحادثة وازداد الشهداء كما يسمون انفسهم
وبدأت تكثر الانتحارات تلوالانتحارات حتى تسببت بأثارة الرأي العام الاوربي فخاف الحاكم عبد الرحمن الاوسط من الفتنة فنادى الحاكم عبد الرحمن الاوسط قساوسة كنائس الاندلس وعقد اول مؤتمر للمسلمين والمسيحيين في التاريخ وفي المؤتمر قال عبد الرحمن الاوسط للقساوسة هل ترضون بما يحصل في الاندلس من قضية السب والانتحار
ففكر القساوسة وتذكروا السماحة الاسلامية فلم يؤذ اي مسيحي في دينه وكانت شعارات المسلمين لا اكراه في الدين فقال القساوسة لا نرضى بهذا الشيء فنشر هذا الخبر في الاندلس وتم القضاء على هذه الحركة بحكمة عبد الرحمن الاوسط)
مرجع تاريخي
من كتاب تاريخ الاندلس المصور للدكتور طارق سويدان

لكن ما كنت أظنه فكرة تراودني للأسف وجدته حقيقة فلم أبذل كثير جهد لكي أجد كثيرا من المنتديات الاورثوذكسية و في عام 2011م تتناول بالتبجيل والاعزازهذه الحركة بل ويتهمون الأندلسيين المسلمين باضطهاد المسيحيين مما ادى لتلك الحركة !!!
وهذ ا مالم يقل به أحد
وتكفينا هذه الشهادات

الكاتب :يوري افنري
(كما انه لا يوجد اي دليل على اي محاولة مورست ضد يهودي لتحويله للاسلام. وكما هو معروف جدا لقد تمتع اليهود بالعيش تحت حكم المسلمين في الاندلس كما لم يتمتعوا في اي مكان حتى وقتنا الحالي. في اسبانيا المسلمة كان اليهود سفراء ووزراء و شعراءو علماء. في اسبانيا المسلمة عمل العلماء اليهود والمسيحيون والمسلمون معا على ترجمة الفلسفة الاغريقية و اليونانية والمخطوطات العلمية. لقد كان بحق عصرا ذهبيا.
كيف كان هذا ليكون لو كان محمد امر بنشر الاسلام بالسيف.
ولنتعرف على ما حدث بعد ذلك عندما استولى الكاثوليك على اسبانيا لقد عملوا ارهابا دينيا كان اليهود والمسلمون امامهم خيار بشع اما ان يصبحوا مسيحيين او يذبحوا او يهجروا. مئات الالوف من اليهود الذين رفضوا التخلي عن عقيدتهم تلقتهم الدول الاسلامية باذرع مفتوحة من المغرب غربا الى العراق شرقا و من بلغاريا شمالا (كانت جزءا من الامبراطورية العثمانية) الى السودان جنوبا
لم يحدث لهم ما فعلته بهم الدول الاوربية المسيحية بدءا من التطهير العرقي والطرد الجماعي و انتهاء بالهولوكست(المحرقة).
الكاتب :يوري افنري
المقالة كاملة على موقع Global Research, www.globalresearch.ca/
ترجمة :د.نهى أبوكريشة


وفي كتاب لروجيه جارودي

"أن ما يطلقون عليه اسم (غزو إسبانية) لم يكن غزوًا عسكريًا. لقد كان عدد سكان إسبانية في ذلك الحين زهاء عشرة ملايين نسمة ولم يزد عدد الفرسان العرب في الأراضي الإسبانية البتة على سبعين ألفًا وإنما لعب التفوق الحضاري دورًا حاسمًا"(1).
[ 2 ]
"أن ما حققه العرب في إسبانيا يجعلنا نفكر في الحرب الثورية التي نهض بها ماو [في الصين] فقد جلبوا معهم نظامًا اجتماعيًا أعلى جدًا من النظام الراهن، وسرعان ما ظهروا بمظهر محررين. أولاً بإنقاذ الأقنان من وصاية ملوك [القوط] في عصر انحطاطهم. ثم بعدم امتلاكهم الأراضي – والقرآن يمنع ذلك – ولكن بالاكتفاء بالخراج"(2).
(1) حوار الحضارات ، ص 97 .
(2) حوار الحضارات ، ص 101 .
(3) حوار الحضارات ، ص 267 .


"إذا عدت النظافة عيبًا في العرب، فقد أسند إليهم عيب آخر ألا وهو التسامح الديني ويكاد المرء لا يصدق أن ذلك هي التهمة الرئيسية الموجهة للعرب في كتاب رئيس أساقفة فالنسيا الذي وضعه في عام 1602 بعنوان (إلحاد العرب وخياناتهم) وطالب فيه بإقصاء العرب عن إسبانيا. وقد قال: (أن العرب يحبذون جدًا حرية الضمير في الشؤون المتعلقة بالدين، شأنهم في ذلك شأن الأتراك والمسلمين الذين تركوا لأتباعهم الحرية الدينية). ولعمري ما أجمل هذا المدح الذي قصد به ذم مسلمي إسبانيا الذين يمتازون بتسامحهم الديني في الوقت الذي استرسل فيه المسيحيون الأوروبيون في التعصب والغلظة"(5) جواهر لال نهرو

.
زيغريد هونكه
[ 1 ]
"لعلّ من أهمّ عوامل انتصارات العرب ما فوجئت به الشعوب من سماحتهم فما يدعيه بعضهم من اتهامهم بالتعصب والوحشية إن هو إلا مجرد أسطورة من نسج الخيال تكذبها آلاف من الأدلة القاطعة عن تسامحهم وإنسانيتهم في معاملاتهم مع الشعوب المغلوبة. "(1).


فهل نعي هذا وننقذ المسيحيين من هذه الافكار التي يدفع ثمنها شباب و أمهات و آباء من أجل أناس لا يعرفون لوعة قلب الأب أو الأم
وهل يتحرك المسلمون بكياسة وفطنة وحكمة كحكمة الأوسط

ميدان التحرير يتحدث

ميدان التحرير يتحدث
على أي وجه أحببت أن ترى المشهد في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية؛ فلن يقدم لك إلا إجابة واحدة : إجراء الانتخابات في موعدها المقرر ضرورة حتمية ؛ إن لم يكن التبكير بها هن الأولى.

لو رأيت الصورة كما حكت بعض وكالات الأنباء أنه في حدود الخمسين أو الأربعين ألفا أو حتى أحببت أن تصل به لرأي البعض أنهم بلغوا المائة وخمسين ألفا أو حتى المائتين؛ فهو أيضا تواجد ضئيل لا يتجوز بأي حال من الأحوال عدد مشاهدي مباراة كرة قدم.

فمعنى هذا أن هؤلاء الرافضين للمسار الذي وافقت عليه أغلبية الشعب في استفتاء التاسع عشر من مارس أقلية من بعد أقلية فلاينبغي الاستماع إليها أو الالتفات لها؛ بالقدر الذي تعرقل في مسار أغلبية الأمة.

وما حدث أول أمس في التحرير هو استفتاء آخر يؤكد رغبة الشعب التي تقررت في مارس. فضلا عن أن المتواجدون بالأمس بالميدان لم يكونوا متحدي المطالب متوافقون عليها. فهذا يعني أن مطلب تأجيل الانتخابات والسعي لتلفيق شيء سيسمونه بالدستور ليس مطلب جميع من كان بالميدان.

كما لو تمت مقارنة تلك الأعداد التي جاءت أول أمس مع أعداد جمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير، مع الأخذ في الحسبان انتفاء الموانع التي كانت في الأولى بالنسبة لجمعة السابع والعشرين من مايو لبان لك مدى الضعف الذي كان عليه الميدان تجاه مطلب الالتفاف على رغبة الأغلبية الشعبية. ففي الأولى كان هناك الأمن المركزي وقوات الشرطة والقنابل المسيلة للدموع الرصاص الحي و... و....، وأول أمس كان حق التظاهر مكفول ، ومع هذا حضرت في الأولى الملاين ، وفي الثانية حضر عشرات الآلاف.

ولو سايرنا البعض الذي وقع له خداع بصري ورأى أنهم بلغوا المليون أو تجاوزوه، هذا بالإضافة لاعتبار مظاهرات الآحاد في أمكان أخرى من مصر، كأن يتظاهر مائتين في ناحية، ثلاث مائة في ناحية أخرى أمر معتبر.

فحسنا لتكن تلك مظاهرات حاشدة؛ فإذن هذا دليل على قدرة الخائفين من الانتخابات على الحشد والتأثير في الجمهور؛ فلما الخوف من الانتخابات، أنتم إذن تستطيعون أن تكسبوا هذه الانتخابات رغم أنف من تكرهون من التيارات الإسلامية، فهذه فرصتكم لاكتساح الساحة فهيا لا تتركوا الفرصة تفلت من بين أيديكم فاغتنموها.

كفوا عن الشكوى أبدؤا في العمل فالشارع استجاب لكم هيا اعرضوا برامجكم، حدثوا الناس كيف ستبنون مصر ما خططكم، بخلاف تلك الثرثرة الفارغة. انقلوا حشودكم من الميدان إلى الصندوق ومن ثم إلى البرلمان. فقد نجحتم وحققتم المعجزة على حسب وصف عبد الحليم قنديل. فلا تدعوا النصر ينتظركم طويلا.

وبدلا من البحث عن مجلس رئاسي توافقي، اعدوا قائمة توافقية منكم للانتخابات البرلمانية، وحشودكم هذه صفوها في الانتخابات. إلا إن كانت هذه مجرد حشود إعلامية فارغة، نسمع ضجيجا ولا نرى طحينا.

حقيقة لقد خسر من يسمون بالليبراليين كثيرا، وظهروا أنهم أقل وزنا بكثير مما كان ينظر لهم، ولكنهم مازالوا ظاهرة إعلامية ضخمة جدا جدا.

السبت، 28 مايو 2011

دراسة لطبيعة العلاقة بين الغرب والكيان الصهيوني

دراسة لطبيعة العلاقة بين الغرب والكيان الصهيوني


محمد نصر
أضيفت بتاريخ : : 28 - 05 - 2011
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام



حقيقة كنت قد كتبت هذه الكلمات منذ مدة محاولا فهم أصول وطبيعة العلاقة بين الغرب والكيان الصهيوني، ورأيت في مراجعتها وإعادة نشرها بعض المنفعة خاصة وأننا مقبلون على انتفاضة ثالثة قد لا تغير وجه المنطقة فقط، بل والعالم أجم ولست أدعي أنها كافية شافية ولكنها قد تنير بعض الطريق، فما كان فيها من صواب فمن الله وحده وما كان فيها من خطأ فمن النفس ومن الشيطان.


شارون ومزرعة التوت الشامي

آرييل شارون أحد أسوأ رجال الكيان الصهيوني سمعة يمتلك مزرعة للتوت الشامي على مساحة ألفي فدان، تلك المزرعة مقامة على أنقاض قرية فلسطينية في مشهد يجسد حجم الظلم الرهيب، حيث يشرد أهل فلسطين في أنحاء العالم ويتعرضون لأبشع عمليات الاضطهاد والقمع والقتل من أجل أن يمتلك شارون وأمثاله مزارع شاسعة يتنافسون بها في حياتهم الدنيا، شارون ذلك الوحش الآدمي الذي أشرف على تنفيذ مذبحة صبرا و شاتلا حيث تم قتل ما يزيد على ألف رجل وامرأة وطفل في اجتياح لبنان 1982، ما الذي يجعل رجلا مثل هذا بطلا في نظر الأغلب الأعم من الغرب؟، و ما السر في أن تحصل دولة الكيان الصهيوني على ذلك الدعم الرهيب من دول الغرب؟؟


إن هذا أمر يحتاج لمزيد بيان، فلنبدأ أولا بدراسة أسباب الارتباط بين العدو الصهيوني والغرب:

أولا أسباب عقائدية:

- قديما كانت الكنيسة الكاثوليكية تضطهد المسلمين واليهود على حد سواء و كمثال على ذلك عانى اليهود من الاضطهاد الشديد بعد سقوط الأندلس في أيدي الكاثوليك.


- هنا لا يفوتنا أن نذكر في هذا الجانب أنه بعد سقوط الأندلس حدثت أبشع عملية اضطهاد ديني في التاريخ ضد مسلمي الأندلس، حيث كانت محاكم التفتيش تقتل وتحرق من تشك حتى في إقامته بعض الشعائر الإسلامية كالغسل يوم الجمعة، وعدم تناول الكحوليات أو لحم الخنزير أو غير ذلك.

- ولا ننسى هنا أن نوضح أن اليهود لم ينعموا بحسن تعامل أبدًا مثلما حصلوا عليه في ديار الإسلام، فهم كانوا يتنعمون برحمة الإسلام في الأندلس ثم تعرضوا للاضطهاد الشديد بعد سقوطها في أيدي الكاثوليك، ثم فرُّوا منها إلى بلاد المغرب العربي لينعموا مرة أخرى برحمة الإسلام.

- تبنت الحركة الكنسية البروتسانتية (نشأت في القرن السادس عشر الميلادي) أفكارا ثورية مناهضة للكنيسة الكاثوليكية، ومن ضمن تلك الأفكار تعظيم اليهود على عكس الكنيسة الكاثوليكية القديمة التي كانت تعاديهم بشدة.


- وهنا نتذكر مقولة لابن جوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني السابق عندما ضغط كنيدي الرئيس الكاثوليكي الوحيد للولايات المتحدة عليه بعض الشيء، قال بن جوريون حينها: «كاثوليكي في البيت الأبيض يعني خبرًا سيئًًا لإسرائيل»، قال بن جوريون هذا رغم أن كنيدي كان يؤيد المشروع الصهيوني ولكن حصل بعض اختلاف وجهات النظر حول أحد مشاريع الكيان الصهيوني، إن اليهود ببساطة لا يقبلون من أحد إلا أن يكون عبدًا مطيعًا لهم، هذه الصورة يجب أن تكون واضحة تمامًا، لا يوجد شيئًا اسمه شرق أوسط كبير، يوجد مشروع إسرائيل الكبرى التي تجعل بقية الدول عبيدًا لديها تنفذ أجندتها بدقة.


- ازداد هذا الولاء البروتسانتي جدا في العقود الأخيرة خاصة بعد نمو التيار اليميني المتشدد في أوساط نصارى أمريكا (أغلبهم من البروتستانت)، ينتمي إلى هذا التيار المتشدد الرئيس الأسبق جورج بوش، ويريد هذا التيار أن يتعاون مع اليهود لإقامة دولة لهم في فلسطين لأنها جزء من معتقداتهم.

- تغير موقف الكاثوليك تدريجيًّا من عداء اليهود بعد أن أصبح الغرب أكثر علمانية في العصر الحديث، وإن بقيت في الأنفس أشياء ليس للبعد الديني فيها أي دخل، بل لها خلفية اقتصادية و اجتماعية نتيجة لما يتبين للشعوب بعد التعامل معهم فهم أساتذة المؤامرات والدسائس وامتصاص الأموال وإشعال الحروب، قال الله تعالى مخبرًا عن اليهود: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة:64].

- لذلك بقي ولاء البروتستانت لليهود أكبر و أشد لأنه على أسس دينية، نعم، نحن ندرك أن الكاثوليك والبروتستانت سوف يظلون يدعمون اليهود على حساب المسلمين لأن موقف الكنائس كلها تجاه المسلمين معروف ومتشابه، لكن أردنا أن نوضح الخلفية العقائدية للأمر حتى ندرك أسس التحالفات القائمة من أجل التعامل معها.

- إذا فهمت هذه النقطة ستدرك لِمَ لا يصدق الإسبان مثلا مزايدات اليهود عن الهولوكوست ببساطة لأن إسبانيا من الكاثوليك، يمكننا الاستفادة من هذه البلدان كمحطة بث لكشف تزوير اليهود لباقي الشعوب الأوروبية.


ثانيا أسباب وجدانية:

- بث اليهود في أنفس العالم الغربي أجمع أنهم كانوا دومًا ضحايا وتعرضوا لجميع وسائل الظلم و الاستبداد بدون أن يلتفت إليهم أحد، وقد كان لذلك خلفية دينية كاثوليكية كما وَضَّحنا.

- و كعادة اليهود قاموا بالتضخيم الإعلامي الرهيب لكل حادثة وقعت عليهم، بل وقاموا باختلاق بعض الحوادث، ثم ختموا ذلك بالنفخ في قصة المحرقة "الهولوكوست" التي أقامها النازي ضدهم، وحقيقة الهولوكوست هذه قد فندها أو قلل من حجمها كثيرًا جدًّا من الباحثين وبإثباتات قوية كما سبق أن وضحنا ذلك في مقال "وجاءوا أباهم عشاءا يبكون" (مثلا إحدى أشهر المذكرات التي نشروها عن الهولوكوست في العالم كله أصلها مكتوب بالحبر الجاف و قلم الحبر الجاف تم اختراعه بعد الحادثة المدعاة بعشر سنوات)، إلا أنها كانت الوتر الرئيسي الذي لعب عليه اليهود لكسب التأييد الشعبي لدولتهم، بل وحتى إقناع اليهود أنفسهم بالحاجة لإقامة دولة خاصة بهم.

- إنهم ببساطة جعلوا العالم الغربي كله يشعر بعقدة الذنب وأنه يجب أن يكفر عنها بالدعم المطلق للكيان الصهيوني.


ثالثا مصالح مشتركة:

- يجب علينا أن نعلم أن إضعاف المسلمين وتمزيق وحدتهم هو أحد أهم الأوراق على أجندة القوى الاستعمارية، حتى لا يعود المسلمون إلى دائرة الأحداث من جديد، فإذا استيقظ المسلمون فمن الممكن أن تتغير الأوضاع تمامًا في غضون أعوام قليلة.

- بدأ التفكير في توطين اليهود في فلسطين لتمزيق الأمة الإسلامية قديمًا جدًّا، فعندما فشل نابليون بونابرت في غزو عكا، أطلق بونابرت نداءه ليهود العالم أجمع للاستيطان في أرض فلسطين.

- و لكن بدأ التنفيذ الفعلي لهذه الفكرة وتحويلها لمخطط في بدايات القرن العشرين، حيث شكلت لجنة كمبل 1905 لبحث توطيد المصالح الاستعمارية البريطانية وأصدرت تقريرًا جاء فيه بخصوص منطقتنا العربية التي هي قلب العالم الإسلامي: «ضرورة العمل على فصل الجزء الإفريقي في هذه المنطقة عن الجزء الآسيوي، وتقترح اللجنة لذلك إقامة حاجز بشري قوي وغريب يحتل الجسر البرِّي الذي يربط آسيا بإفريقيا بحيث يشكّل في هذه المنطقة، وعلى مقربة من قناة السويس قوَّة صديقة للاستعمار، وعدوَّة لسكَّان المنطقة».

- واستمر على هذا النهج كل رجال السياسة في الغرب فأنت دائمًا تسمع كلمات واضحة أن أمن أمريكا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن الكيان الصهيوني، وتصريحات أخرى أقرب إلى هذا.

- يقول د. عبد الوهاب المسيري ما معناه: «أن السبب الرئيسي لدعم الكيان الصهيوني، هي ببساطة لأنه استثمار رخيص الثمن للحصول على أهدافهم الاستعمارية، فلو قارنت ذلك بما خسرته أمريكا في العراق لفهمت أهمية الكيان الصهيوني بالنسبة للغرب.

وهنا نتوقف قليلا لنجيب عن تساؤل للبعض: هل معنى كلامك هذا أن القوى الاستعمارية ستظل تساند الكيان الصهيوني ليكون شوكة في حلق الأمة الإسلامية؟ وإذا كان الأمر كذلك فكيف يمكن إضعاف تلك الرابطة وهي بالمتانة التي ذكرت؟


أقول مستعينًا بالله إن معرفة الحقائق على مرارتها أفضل من الجري خلف السراب، بمعنى أن علينا أن ندرك أن القوى الاستعمارية ستبذل أقصى ما عندها لحماية الكيان الصهيوني، فيجب أن يكون واضحًا تمامًا أن القدس لن تعود إلا على أسنة الرماح وأنها يجب أن يبذل فيها الغالي والنفيس فالأمر يستحق، وعودة القدس وإن كانت مطلوبة في حد ذاتها، إلا أن لها معنى أكبر وهو فك القيود التي وضعت على الأمة الإسلامية لتحلق بعدها عاليا وتعود لدورها الطبيعي في ريادة العالم، فالموقف العام كدول وكيانات سيظل داعمًا للكيان الصهيوني، وقد قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217].

ولكن يجب علينا أن ندرك أن الغرب ليس كيانًا واحدًا، فمكة في جاهليتها وشدة حربها على الإسلام كان يوجد فيها أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحميه ويدافع عنه، وكان يوجد فيها المطعم بن عدي الذي أجار الرسول صلى الله عليه وسلم عندما عاد من رحلة الطائف، وأبو البختري بن هشام الذي كان له دور كبير في نقض صحيفة المقاطعة الشهيرة، وقد كانوا كلهم مشركين، وقد شكر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيعهم فهو من علم البشرية الوفاء، فقد جاء في الحديث عن جبير بن مطعم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في أسرى بدر: «لَوْ كَانَ المُطْعِمُ بْنُ عُدَيْ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي فِي هَؤُلاَءِ لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ»، ومشهورة جدًّا قصة نهيه صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم بدر قبل القتال عن قتل أبي البختري بن هشام.


وفي زماننا الحديث وجدنا رجالا مثل جورج جالاوي، وبعض الذين قدموا إلى مصر من بلاد الغرب لمحاولة فك الحصار عن غزة الحبيبة، كما أن أسطول الحرية الشهير كان يضم أعضاء من أربعين دولة، وهو مجهود يجب أن نشكره لكل من وقف معنا إقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني بصورة أو بأخرى أن هناك من يستمع إلينا في الجانب الآخر ولو أمكننا أن نستعين بهم لمحاولة تخفيف الحصار على إخواننا أو الضغط على حكوماتهم لتقليل الدعم للكيان الصهيوني فهذا شيء جيد.

إذن محصلة الإجابة أن الموقف العام للدول الاستعمارية سيظل داعمًا للكيان الصهيوني، قد يزيد أو يقل الدعم بحثًا عن بعض المكاسب، ولكنه بشكل عام مؤيد وبشدة لبقاء الكيان الصهيوني، ولكن قد يوجد بين الجماهير من يضغط على الحكومات لتقليل الدعم للكيان الصهيوني، أو رفع جزء من الظلم من باب التعاطف الإنساني، والحكومات في الغرب ترضخ أمام ضغوط الرأي العام طالما أن هذا لم يصل لمرحلة تهديد أهدافها الاستراتيجية، أي أنهم يمكن أن يقدموا عرضًا لرفع الحصار ودخول بعض المساعدات الإنسانية، ولكنهم لن يرضوا أبدًا بدخول السلاح لأهلنا ليدافعوا عن أنفسهم، وبالتأكيد نحن لا نرضى فقط بدخول المساعدات الإنسانية وتركهم هكذا بدون قوة تدفع عنهم الظلم والاعتداء، ولكنَّنا في هذا المقال ندرس طبيعة العلاقة بين الغرب والكيان الصهيوني، وحدود ما يمكن أن نناله منهم حتى لا يغتر البعض ويندفع وراء أوهام، ونتعامل مع بقية الملفات في مقالات أخرى.

أما عن بعض الأطروحات التي قد تفيد في ملف معركة الرأي العام في أوروبا وأمريكا فهذا موضوع مقالنا القادم في هذه السلسلة بإذن الله تعالى.

وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


محمد نصر
4 جمادى الثاني عام 1432 هـ
7 مايو 2011 م

ألاعيب العلمانيين المكشوفة لسرقة الشارع

ألاعيب العلمانيين المكشوفة لسرقة الشارع


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 28 - 05 - 2011
نقلا عن : خالد مصطفى - موقع المسلم



يعيش العلمانيون العرب أزمة كبيرة نتيجة لتضاؤل شعبيتهم وحصول التيار الإسلامي على ثقة الجماهير, الأزمة تزداد حدة كلما اقترب الإسلاميون من الوصول للحكم عن طريق ما يقر العلمانيون أنه "الطريق الشرعي" وهو الانتخابات؛ فعندما اقترب الإسلاميون من الفوز بانتخابات الجزئر عام 1992 نفذ الجيش انقلابا عسكريا باركه العلمانيون واعتبروه إنقاذا للبلاد من الوقوع في "براثن الإرهاب", والآن في تونس بدأ الحديث يكثر حول نية الجيش التخطيط لانقلاب في حال حصول الإسلاميين على الاغلبية في البرلمان القادم بعد رفع الحظر عنهم عقب الثورة التي أطاحت بحكم بن علي..


العلمانيون لم يكونوا بعيدين يوما عن مقاعد الحكم الذي وصفوه بعد الثورة بأنه استبدادي فقد كانوا قريبين من السلطة واستفادوا منها كثيرا خصوصا في حربهم على الإسلاميين, وقد اكتسبوا طوال السنوات الماضية مقاعد مؤثرة في أجهزة الإعلام استغلوها في الترويج لأفكارهم ولتكريس مخططات الانظمة المستبدة الداعية لتخويف الناس من الإسلاميين, وبعد زوال هذه الأنظمة القمعية في بعض البلدان مثل مصر وتونس ازداد الشعور لدى هؤلاء بأنهم سيصبحون خارج دائرة الضوء فبدأوا بنسج ألاعيبهم المكشوفة وقد اتضح ذلك جليا في مصر حيث تم الدعوة إلى أكثر من حوار وطني رسمي وغير رسمي تم تحجيم الإسلاميين تماما فيه وتم دعوة عدد محدود منهم من باب ذر الرماد في الاعين, وفي أحد هذه الحوارات تم تأسيس مجلس وطني غالبيته من اليساريين أصحاب العداوة المعروفة مع الإسلاميين والذين يعارضون بشدة تطبيق الشريعة والحفاظ على هوية البلدان الإسلامية, وفي الحوار الوطني الرسمي الذي دعت إليه الحكومة برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي رئيس الوزراء الاسبق توصل الحوار في النهاية إلى المطالبة بتأجيل الانتخابات البرلمانية بدعوى عدم استقرار البلاد والحقيقة أن الخوف من سيطرة الإسلاميين على البرلمان أصابت العلمانيين بالفزع وذلك منذ الاستفتاء على التعديلات الدستورية والتي هاجم العلمانيون فيها بشراسة الاتجاهات المؤيدة للتعديلات ووصفوها بالتخلف وطالب بعضهم ببقاء المجلس العسكري في الحكم لثلاث سنوات وهم الذين يدعون السعي من أجل الحكم المدني والحرية ولكن دائما ينسون أن يضفيوا لديمقراطيتهم المزيفة عبارة "بشرط عدم وصول الإسلاميين للحكم" ..الألاعيب مستمرة بشكل استفزازي لمحاولة الوصول للحكم عن طريق سرقة الشارع بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة..


ومن هذه الألاعيب المواجهات الطائفية التي اندلعت مؤخرا وتورط فيها بسذاجة بعض السلفيين ليتم وضعهم في الواجهة وشن المزيد من الهجوم عليهم...في المعالجة الإعلامية لهذه لاحداث تم تجاهل الاستفزاز الذي قامت به الكنيسة طول السنوات الماضية من اختطاف للمسلمات الجدد و من ممارسة ضغوط سياسية على أصحاب القرار مستندة إلى الغطاء الخارجي, وتم التركيز على موقف بعض السلفيين وبعض التصريحات من هنا أو هناك, لقد قام بعض الاقباط عقب أحداث إمبابة بقطع الطرق والاعتداء على المارة وضربوا فتاة محجبة بمطواة ومع ذلك لم نسمع إدانات و استنكارات لهذا التطرف القبطي في حين ما زال العرض مستمر بشأن "البعبع السلفي"..


من ذلك أيضا ما تم تسريبه عن قطع المشاهد العارية من الافلام التي يبثها التليفزيون الرسمي بمصر حيث شن العلمانيون هجوما على حرية الفكر والإبداع التي جاءت الثورة لكي تؤكد عليهما! وطبعا الخبر فبركة علمانية في محاولة لمعرفة نوايا القائمين على التليفزيون المصري ـ والذي يعتبر الموجه الاول للجماهير ـ خصوصا بعد سماح المسؤولين بظهور المذيعات المحجبات فأراد العلمانيون أن يوجهوا لهم رسالة تحذيرية ويضعوهم في موقف المدافع وإلا توجه لهم تهمة "الخيانة العظمى" وهي التحالف مع "الإسلاميين الصهاينة" الذين يريدون للمجتمع الفضيلة بعيدا عن القبلات والرقص والعري, الرسالة وصلت بطبيعة الحال وأكد المسؤول عن التليفزيون أنه لم يتم حذف أي مشاهد من "الاعمال الفنية" بعد الثورة! هذا هو المطلوب وقد وصلوا إليه وتمكنوا من وضع التليفزيون في جيوبهم مؤقتا حتى تنتهي بقية حروبهم لإقصاء الإسلاميين من المشهد العام..


يدخل ضمن هذه الألاعيب أيضا موضوع الانتخابات بالقائمة النسبية حتى لا يتمكن الإسلاميون من السيطرة على مقاعد البرلمان مدعين أن ذلك سيمنع عناصر الحزب الوطني السابق من الوصول إلى البرلمان والحقيقة أن الذي يريد حقا أن يمنع بلطجية الوطني من الوصول للبرلمان يدعو ويكافح من أجل سن قانون يمنع ذلك كما يكافح الآن من أجل تاجيل الانتخابات أما مسألة القائمة النسبية فهي بعيدة تماما عن معاني "الديمقراطية" التي يدعون إليها لأن من حق كل مواطن أن يختار الشخص والبرنامج معا وليس البرنامج فقط فكم من لافتات كبيرة يرفعها أناس لا صلة لهم بها ..الحرب الآن على أشدها وليس موضوع "الفتنة الطائفية" إلا أحد أساليبها وعلى الإسلاميين أن يفطنوا لذلك فكل يوم سيخرجون لهم كاميليا وعبير جديدة لإلهائهم عن الهدف الأكبر الذي يخطط العلمانيون للوصول له وهو الحكم, رغم استنكارهم ذلك على الإسلاميين.


11/6/1432 هـ

قاعدة الموازنات بين الإفراط والتفريط

قاعدة الموازنات بين الإفراط والتفريط


عبد المنعم الشحات
أضيفت بتاريخ : : 28 - 05 - 2011
نقلا عن : موقع صوت السلف



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

من المسائل التي يدور جدل واسع حولها في أوساط الصحوة الإسلامية ما يسميه بعضهم بقاعدة "الموازنات" في الحكم على الأشخاص والجماعات، وهذه المسألة ـ كمعظم المسائل التي يدور فيها خلاف بين المنتسبين إلى السنة ـ ترجع كما قال شيخ الإسلام إلى الإجمال حيث يجب التفصيل، فنجد فريقاً يتمسك بقوله تعالى {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا} [المائدة: 8] ونجد الفريق الآخر يتمسك بقوله - صلى الله عليه وسلم -: «محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».

ومن عجيب الأمر أنك تجد كثيراً من الباحثين المنتسبين إلى المنهج السلفي يتخلون عند دراسة بعض القضايا المعاصرة عن أهم مزية للمنهج السلفي، وهي الإيمان بالكتاب كله، والجمع بين نصوص الكتاب والسنة وعدم ضرب بعضها ببعض، والذي يفضي في النهاية إلى تفصيل تأتلف به الأدلة وتجتمع به النصوص، وإليك هذا التفصيل الذي نرجوا من الله ـ عز وجل ـ أن يوفقنا فيه إلى الحق والصواب.


فنجعل الكلام عن ثلاث مقامات مختلفة:

الأول: مقام التقييم الشامل لشخص أو لجماعة.

الثاني: مقام تقييم قول أو فكرة تحتاج إلى الحكم عليها بغض النظر عن قائلها.

الثالث: مقام المدح والذم.


المقام الأول - مقام التقييم الشامل لشخص أو جماعة:

لا يخفى عن المتأمل أن هذه المسألة في غاية الأهمية لأنه يترتب عليها كثير من المسائل منها:

1- التكفير والتبديع والتفسيق، فإن هذا لابد فيه من معرفة أقوال وأفعال الشخص أو الطائفة محل الدراسة، ليعلم حكم الله في مثلها، ثم يعلم أحوال هؤلاء من وجود شروط تطبيق الحكم على المعين، وانتفاء الموانع من عدم ذلك، ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل يتجاوزه إلى كون الكفر ليس على درجة واحدة بل بعضهم أكثر شراً من بعض {الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً} [النحل: 88] فضاعف لهم العذاب لكونهم ضموا إلى الكفر الصد عن سبيل الله، وكذلك الذنوب منها كبائر وصغائر، والبدع منها ما يصادم كلياً من كليات الشريعة ومنها ما يكون بدعة جزئية.

والحكم على كل شخص بما يستحقه، لا يحتاجه فقط ذوي السلطان لتطبيق الحدود والعقوبات، ولكن يحتاجه كل أحد لأنه يترتب عليه الولاء والبراء القلبي اللذان يتجزآن، كفرع على مسألة زيادة الإيمان ونقصانه فيوالي المؤمن المطيع من كل وجه، ويعادي الكافر من كل وجه عداوة تزداد بزيادة صده عن سبيل الله، ويوالي المسلم بمقدار ما معه من إيمان ويبغضه بقدر ما معه من البدع والمعاصي.


كما يتفرع على هذا المدح والذم، وإن كنا قد أفردناه بالكلام لأن معظم الخصومة راجعة إليه.

ومن نظر في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية على الفرق المختلفة يجد تطبيقاً واضحاً لهذا الأمر، فيذكر معتقد كل فرقة، ويفرق بين أقوالهم وبين لوازم أقوالهم فلا ينسبها لهم، وإن احتج عليهم بها، ثم يفرق بين النوع والعين فيما يتصور وجود شبهة فيه من جهل أو تأويل.


المقام الثاني - تقييم الأقوال والأفعال:

إنه مما ينبغي العناية به في هذا الجانب أن الحق يقبل ممن جاء به، والباطل مردود على من جاء به، ومن النصوص التي يكثر الاستدلال بها في هذه القضية قوله - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة لما أخبره الشيطان بأن آية الكرسي حرز من الشياطين قال: (صدقك وهو كذوب)، وكالعادة تمسك المطلقون لقاعدة الموازنات بهذا الحديث على إطلاقه، وأعرض الرافضون لهذه القاعدة عنه فلم يذكروا جواب، والصحيح ما ذكرناه إن شاء الله من أن الحديث يدل على قبول الحق ممن جاء به، ولا يلزم من ذلك ما يلزم به البعض من وجوب ذكر هذا الحق عن هذا الشخص كلما هممت بنقضه والحديث لا يسعفهم على ذلك وإلا فهل يلزم عند ذكر الشيطان أن نقول: وقد صدق أبا هريرة مرة، لا نظن أن عاقلاً يقول هذا.

وقبول الحق ممن جاء به ليس لمجرد الإنصاف فحسب، بل للاستفادة من ذلك متى وجدناه حقاً مشروعاً، أو مباحاً إذا كان الأمر يتعلق بالوسائل، كحفر الخندق الذي أخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - من فعل فارس، ولما كان من باب الوسائل، وكان الأصل فيه الإباحة أخذ به - صلى الله عليه وسلم -، وتظهر أهمية هذا في إدراك أن وجود قضايا مشتركة بين أهل السنة، وبعض أهل البدع لا تجعلنا نجعل هذه القضايا من جملة البدع، وقد غلا قوم في ذلك حتى عدوا الكلام في الحاكمية ولو بنصوص الكتاب والسنة وكلام أئمة السنة مشابهة للخوارج وعدوا الكلام في الإمامة موافقة للشيعة، وهكذا.


ومن ذلك اعتبار البعض أن كل فكرة ظهرت خارج الإطار السلفي فهي بدعة، فأصبحت الرحلات الهادفة للشباب ـ في حسبهم ـ بدعة إخوانية، وأصبحت قوافل الدعوة ـ وإن لم ترتب على نحو بدعي ـ بدعة تبليغية، وأما العمل الجماعي وإن كان تعاوناً على نشر الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة فهو بدعة خارجية إخوانية حزبية سرية ......... إلى ما شاء الله من الأوصاف.

وهذا مما ينبغي أن ينتبه إليه أن نسبة القول أو الفعل إلى فرد أو طائفة لا يقتضي مدحاً ولا ذماً، إلا إذا كان السياق يقتضي ذلك من أن يقول أهل العلم هذه أقوال الفرقة الفلانية ـ أي التي خالفوا بها أهل السنة ـ، ومعلوم أن هذا علم من تبين مخالفة هذه الأقوال للكتاب والسنة وفهم السلف، وليست مجرد صدورها عن فلان أوفلان.


المقام الثالث - المدح والذم:

ذكرنا فيما مضى أن من ثمرات التقييم الشامل للأفراد أو الجماعات أن هذا يترتب عليه ولاء وبراء بناء على قاعدة تجزأ الولاء والبراء، وذكرنا أن المدح والذم فرع على ذلك، وعلى هذا فالحالة المثلى متى وجدت الظروف المناسبة وأمنت الفتنة أن يذكر لطلاب العلم التقييم الشامل لمن يتعرضون له من الأفراد والجماعات لكي يتمكنوا من إعطاء كل أحد حقه ولاء وبراء، ومن الأمور التي ينبغي العناية بها في هذا الموطن أن بعض أهل الخير قد يصل إلى درجة تغمر سيئاته في بحر من حسناته (وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث) كما بينه شيخ الإسلام - رحمه الله - في "رفع الملام عن الأئمة الأعلام" الذي دافع فيه عن بعض من أخطاء من الأئمة في بعض المسائل لاسيما أبي حنيفة وسائر علماء الكوفة.

وأما من دونهم في العلم والفضل فالأمر يحتاج إلى التوازن بين التحذير من البدعة في شخص قائلها، وبين حق هذا المبتدع من الولاء على أصل الإيمان وعلى ما معه من موافقة السنة، وقد يترجح هذا في موطن، ويترجح هذا في موطن حتى مع هذا الشخص الواحد، ومن نظر إلى شدة كلام الإمام أحمد - رحمه الله - على القائلين بخلق القرآن حتى نسب إلى تكفيرهم، وبين عدم خروجه على من امتحنه على الفتنة منهم بل دعاؤه لهم واستغفاره لهم، يحدد لك مثالاً واضحاً لما ذكرنا.

وكذلك ثناء شيخ الإسلام على أمراء المماليك الذين قادوا الهجوم ضد التتار لما وجد أن البعض قد يستثمر الأخطاء العقدية، حيث كانوا على مذهب الأشاعرة، والفقهية، حيث كانوا مقلدة متعصبين، بل والسلوكية أحياناً، في منع الناس من قتال التتار تحت رايتهم، ولا يتأتى مثل هذا المدح لرجل أشعري في بيئة سنية لا هم له إلا إخراجهم من السنة إلى البدعة.


الحاصل أنه مع بقاء الأصل العام من إحقاق الحق وإبطال الباطل، يمكن أن تكتف بذكر الباطل الذي عند شخص ما تنفيراً ما لم يترتب على ذلك مفسدة أكبر، كما حذر الإمام أحمد من الحارث المحاسبي، وأما إذا خفت أن يضيع حق كأن يُقدم البعض على قتل مبتدع تبلغ بدعته مبلغ الكفر، أو أن تضيع مصلحة كبيرة للمسلمين كمن أرادوا القعود عن قتال التتار مع المماليك فلابد هنا من التفصيل.

ومما ينبغي التنبيه عليه في هذا المقام أن قاعدة البدعة أحب إلى إبليس من المعصية - هذا من حيث الجنس -، فجنس البدعة أعظم من جنس المعصية، ولكن البدع المختلف فيها كوضع اليدين على الصدر بعد الرفع من الركوع ـ عند من يرى بدعيتها ـ وكصلاة التسابيح ـ عند من يرى بدعيتها ـ، ليست كالمعاصي المتفق على حرمتها كما أن البدع فيها كبائر وصغائر، والمعاصي فيها كبائر وصغائر، ولا يمكن أن يجعل من زاد صفة أوهيئة في ذكر أو ورد كمن يزني أو يشرب الخمر. نقول ذلك لأن البعض طرد هذه القاعة طرداً لا نظن أنه قال به أحد من أهل العلم عبر التاريخ، وهو أن من أخطأ ناسباً خطأه للدين أعظم خطراً أو ضرراً ممن لم ينسبه، هكذا دون تفصيل، فأصبحوا عندهم أن من أخطأ في تقدير مسألة الحكم بغير ما أنزل الله، أعظم خطراً على الأمة ممن يحكم بغير ما أنزل الله، لأن الأول نسب خطأه للدين والثاني لم ينسبه، وأصبح عندهم من يخطئ في تغيير المنكر أشد ضرراً من صاحب المنكر ذاته، وياليتهم يبدأون بمن يرونه أكثر ضرراً ثم يثنون بالثاني، بل يستغرقون حياتهم في الطعن على أهل الدين بزعم البدع التي قد لا يكون معظمها بدعاً في الحقيقة حين يسلم المنافقون والعلمانيون والعصاة من ألسنتهم وأيديهم.


11-رجب-1427هـ 5-أغسطس-2006 م

من هم الأحباش ؟

من هم الأحباش ؟


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 28 - 05 - 2011
نقلا عن : موقع كشف حقيقة الأحباش



التعريف:

طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثًا في لبنان مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.

التأسيس وأبرز الشخصيات:

عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسبًا الهرري موطنًا نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية.

قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسى ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه‍ الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثًا وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسى تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة "الفتّان" أو "شيخ الفتنة".

- منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب: الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام أم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة.

- نجح الحبشي مؤخرًا في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلمًا إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء في الإيمان وجبر في أفعال الله وجهمية واعتزال في صفات الله، فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان نزار الحلبي: خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب "سماحة الشيخ" حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق "لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي" وقد قتل مؤخرًا.


أهم العقائد:

يزعم الأحباش أنهم على مذهب الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.

يدافعون بقوة عن جواز دعاء الأموات والتبرك بقبورهم ووضع مواضع الجرح عليها لتطيب ووضع شيء من ترابها على الريق، ويزعم شيخهم أن الأولياء يخرجون من قبوهم ليقضوا حوائج المستغيثين بهم، ثم يعودون إلى قبورهم.

يؤول الحبشي صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيُـأوِّلون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية.

يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص 591.

الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمنًا وإن ترك الصلاة وسائر الأركان [انظر الدليل القويم ص7، بغية الطالب ص51].

- تبعًا لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي: «ومن لم يحكم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئًا من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن، ويقال له أيضًا مؤمن مذنب» [الدليل القويم 9-10 بغية الطالب 51].


الأحباش في القدر جبرية منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر [النهج السليم 71].

يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار [الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، صريح البيان 75، 62]، [شريط خالد كنعان /ب / 70]، ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعًا عندهم، يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي.

يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم، ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على علي رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية، ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض.

إظهار العقيدة السنية 182:


يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك.
كفّر الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج الكفرة في ظنه [انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد ( 3ص234) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي].
أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود ونظرية الحلول والاتحاد والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام.

كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية.

وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لا شيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها، يبيح بيع الصبي وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى أنها لا علاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبسًا بالنجاسة [بغية الطالب 99].

أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغمًا عنهم، ويعملون على إثارة الشغب في المساجد، كل هذا بمدٍّ وعونٍ من أعداء المسلمين بما يقدمون لهم من دعم ومؤازرة.


الجذور العقائدية:

مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي :

- المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية.

- المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان.

- الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشيندية.

- عقيدة الجفر الباطنية.

- مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين.

ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها.


أماكن الانتشار:

ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك، كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال.
وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية، ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي.

يتضح مما سبق: أن الأحباش طائفة ضالة تنتمي إلى الإسلام ظاهرًا وتهدم عراه باطنًا، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفا عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر.
وقد تصدى لهم عدد من علماء أهل السنة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره، وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/1406ه‍ التي جاء فيها: «إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون».
بالتعذيب والاغتصاب.. القذافي والأسد يدا بيد ضد المرأة


ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ : : 27 - 05 - 2011
نقلا عن : إيمان الشرقاوي - موقع المسلم



الأسد والقذافي طالما تغنت الكثير من الحكومات العربية خاصة العلمانية منها بالمرأة والدفاع عن حقوقها وكرامتها والهجوم في المقابل على الإسلاميين بدعوى أنهم يحطون من شأنها، لكن تأتي الثورتين الليبية والسورية لتفضح كذب نظامي معمر القذافي وبشار الأسد في دفاعهما المزيف عن حقوق المرأة أمام الغرب والعالم بارتكابهما أبشع أساليب القمع والترويع لفتيات ونساء وطنهما من اعتقالات وقتل وتعذيب واغتصاب وحشي.

فلم يكتف القذافي طوال أكثر من 3 شهور -هم عمر الانتفاضة الليبية -بتعذيب وقتل الآلاف من الثوار على يد كتائبه والمرتزقة الأفارقة، فقد أقدم على ما هو أفظع تجاه الليبيات في وطنه وهو عمليات الاغتصاب الجماعي في المدن التي كانت قواته تسيطر عليها قبل أن يحررها الثوار.

ويروي بعض جنوده الذين وقعوا في الأسر على يد الثوار كيف أنهم كانوا يتلقون أوامر من قياداته باغتصاب الفتيات بشكل جماعي، ويقومون بتصويرهن بواسطة كاميرات الهواتف المحمولة مما يشير إلى أن عمليات الاغتصاب كانت على نطاق واسع.

وتؤكد نساء ليبيات أن قوات القذافي استخدمت الاغتصاب الجماعي كسلاح في الحرب، وكثيرات من النساء والفتيات اللواتي اغتصبن هربن مع أطفالهن الصغار ولا يدري أحد أماكنهن الآن.

وفي مصراتة وحدها تحدث عدد من الأطباء عن معاناة ما يقارب من ألف امرأة وفتاة تعرضن للاغتصاب حسب تقديراتهم لكن لم تتقدم واحدة منهن لطلب المساعدة الطبية خوفا من الفضيحة.


الأبشع الذي يقوم به القذافي -والذي طالما دعا لتحرر المرأة ومساواتها بالرجل حتى أن حرسه الخصوصيين من النساء - هو قيامه بتوزيع منشطات جنسية، على جنوده لاغتصاب الليبيات، بحسب ما كشفت عنه السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، أواخر شهر أبريل الماضي.

وكانت المحامية الليبية إيمان العبيدي الأولى التي فضحت كتائب القذافي في جرائم الاغتصاب الجماعي والتي روت كيف تعرضت لهذه الجريمة البشعة على يد 15 فردا من رجاله بعد مشاركتها في احتجاج مناهض له في مدينة الزاوية.

كما كشفت العبيدي التي هربت إلى العاصمة القطرية الدوحة عن قيام رجال القذافي وهم في حالات سكر وهلوسة بعمليات الاغتصاب لعشرات من النساء والفتيات الصغيرات، في قصر مهجور على طريق المطار بالقرب من العاصمة طرابلس، حيث كانت هناك أوامر رسمية باختطاف أي فتاة وإيذائها، ليكون ذلك عظة للعائلات والقبائل حتى يمنعوا بناتهم من الخروج خوفاً على أعراضهن، وكانت الدعوة موجهة لاختطاف الكثيرات، لإدخال الرعب في قلوب المواطنين.


حتى الأطفال لم يسلموا من بطش رجال القذافي الذي كانوا بأوامر منه يستهدفون الأطفال جنسيا حيث ذكرت منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية البريطانية، في إبريل الماضي أن 300 طفل ليبي تعرضوا للاعتداء الجنسي منذ اندلاع الانتفاضة في جريمة تستحق أن يتم التعامل معها كـ"جريمة حرب" يعاقب عليها القانون الدولي.


وفي الوقت الذي يرتكب فيه القذافي أو "هولاكو العرب" كما يطلق عليه الثوار أبشع الجرائم التي تهين المرأة الليبية وتحط من كرامتها، فإنه يستخدمها في المقابل لتحقيق مصالحه حتى هذه اللحظة ، فمع اشتداء الضربات الجوية للناتو على المناطق التي يسيطر عليها القذافي ، أخذ الرئيس الليبي يحشد الجمعيات والمنظمات الحقوقية النسائية التي يدعمها منذ زمن من أجل إصدار مناشدات تطالب المجتمع الدولي بوقف ضربات الناتو.

وذرفت جمعيات المرأة باسم القذافي الدموع من أجل وقف ما وصفوه ب"العدوان الصليبي"- على الشعب الليبي ونسائه وأطفاله دون التطرق لما تتعرض له بنات جنسهن في الشرق من قمع وإهدار لكرامتهن.


كما شرع الرئيس الليبي في تسليح النساء وتدريبهن تحسبًا لهجوم بري من الناتو حيث تتولى ضابطات في الجيش الموالي للقذافي مهمة تدريب النساء اللاتي لا يوجد سقف أعلى لأعمارهن، حيث ظهر بالتلفزيون الليبي سيدات كبيرات في السن وهن يرتدين الزي المحلي ويطلقن النار من أسلحتهن على أهداف منتقاة في أحد المعسكرات داخل طرابلس.

ووفقا لبعض السكان فإن نظام القذافي يقوم بإغراء بعض الأسر والعائلات على إرسال النساء لمعسكرات خاصة للتدريب على القتال وحمل السلاح مقابل مبالغ مالية كبيرة.


ومن ليبيا إلى سوريا حيث جزار آخر قتل المئات من معارضيه بدم بارد واستباح الأعراض وحرمات البيوت الآمنة منذ منتصف مارس الماضي، ترتكب شبيحة بشار الأسد جرائمهم ضد المرأة السورية والتي لا تقل بشاعة عن القذافي.

وعلى خطى الرئيس الليبي ، استخدم الأسد الاغتصاب الجماعي للتنكيل بفتيات وطنه وهو الذي كان يدعي أنه من أنصار حقوق المرأة وكثيرا ما ترأست زوجته مجالس قومية لحقوق المرأة.

ورصدت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية شهادة لامرأة سورية تعرضت لعملية اغتصاب من قبل 5 من شبيحة سوريا المسلحين في مدينة بانياس بعد قيامهم باجتياح منزل أسرتها، مشيرة إلى أن ذويها تعرضوا لعمليات تنكيل وتعذيب بسبب محاولتهم إنقاذها. وستكشف الأيام القادمة عن المزيد من عمليات الاغتصاب لمجرمي الأسد ضد بنات وطنه.


كما كشفت المنظمة أنها رصدت تعرض نحو 16 امرأة سورية من سجينات الرأي لعمليات تعذيب وحشية على يد نظام بشار الذي اعتقل المئات في درعا مهد الاحتجاجات وعدد من المدن السورية.

وتروي إحدى الناشطات السوريات ما تعرضت له الكثير من صديقاتها من اعتقال وضرب على يد قوات الأسد وكيف كانوا يقومون أحيانا بإجبارهن على خلع حجابهن، فضلا عن اللاتي سقطن قتيلات على يد قوات الأمن خلال الاحتجاجات.


فيما اختفت بعض الحقوقيات تخوفا من بطش بشار ومن بينهن المحامية والناشطة الحقوقية رزان زيتونة التي اختفت خشية تعرضها للاعتقال وهي المحامية التي أعطت الرقم النهائي لعدد قتلى تظاهرات جمعة "الحرية"، ولازالت توفر المعلومات لوكالات الأنباء عن الاحتجاجات وعمليات إطلاق النار على المتظاهرين وأعداد القتلى في صفوفهم.

ويتبين مما سبق أن هذه النظم القمعية -التي طالما اتهمت الإسلاميين بأنهم وراء تخلف المرأة وعدم إعطائها حقوقها والحط من قدرها -كاذبة فيما تدعيه من اهتمام لها والحفاظ على كرامتها، فهم الأكثر عداوة لها وفي الوقت المناسب يرتكبوا بحقهن جرائم بشعة لا يمكن نسبتها يوما ما للإسلاميين.

وليس فقط هذين النظامين أعداء للمرأة، فما أكثر منظمات حقوق المرأة والليبراليين والعلمانيين في الدول العربية الذين يصرخون دوما عن حرية المرأة ولكنهم في حقيقة الأمر ليسوا إلا أعداء لها بدعاوى التغريب التي ينادون بها والتي ما هي إلا طريق لهلاك المرأة وبعدها عن قيمها الإسلامية.


20/6/1432 هـ

ثلاث بشارات نبوية

ثلاث بشارات نبوية


محمد نصر
أضيفت بتاريخ : : 27 - 05 - 2011
نقلا عن : خاص بموقع طريق الإسلام



ثلاث بشارات نبوية ما أشد حاجتنا إليها في هذه الأيام، وكأني أسمع تكبير المسلمين يملأ الآفاق:

الله أكبر، فتحت روما

الله أكبر، فتحت القدس ونطق الحجر والشجر

الله أكبر، دخل الإسلام الأرض كلها بعز عزيز أو ذل ذليل

ولكن لهذه البشارات نوعية خاصة من البشر، تحمل هذه الرسالة وتعيش من أجلها.

رجال يحملون هم هذا الدين والدعوة إليه، يقدمون أرواحهم وأموالهم وأولادهم في سبيل الله.

رجال أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.

ولنا في رجال بيعة العقبة أسوة.

رجال بيعة العقبة

قال جابر‏:‏ «قلنا‏:‏ يا رسول الله، علام نبايعك‏؟‏، قال‏:‏ عَلَى السَّمْعِ والطَّاعَةِ في النَّشَاطِ والكَسَلِ‏، وعَلَى النَّفَقَةِ فِي العُسْرِ واليُسْرِ‏، وعَلَى الأمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ‏،‏ وعَلَى أنْ تَقُولُوا فِي اللهِ لا تَأخُذُكُمْ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائِمٍ‏،‏ وعَلَى أنْ تَنْصُرُونِي إذَا قَدِمْتُ إلَيْكُمْ، وتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أنْفُسَكُمْ وأزْوَاجَكُمْ وأبْنَاءَكُمْ، ولَكُمُ الجَنَّةُ، فأخذ البراء ابن مَعْرُور بيده ثم قال‏:‏ نعم، والذي بعثك بالحق نبيًّا، لنمنعنك مما نمنع أُزُرَنا منه، فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحرب وأهل الْحَلْقَة، ورثناها كابرًا عن كابر» [البويصري بإسناد صحيح].


وبعد أن تمت المحادثة حول شروط البيعة، وأجمعوا على الـشروع في عقدها قام رجلان من الرعيل الأول ممن أسلموا في مواسم سنتي 11 و 12 من النبوة، قام أحدهما تلو الآخر، ليؤكدا للقوم خطورة المسئولية، حتى لا يبايعوه إلا على جلية من الأمر، وليعرفا مدى استعداد القوم للتضحية، ويتأكدا من ذلك‏.‏

قال العباس بن عبادة بن نَضْلَة‏:‏ «هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ إنكم تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس‏،‏ فإن كنتم ترون أنكم إذا نَهََكَتْ أموالكم مصيبة، وأشرافكم قتلا أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة‏،‏ وإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نَهْكَة الأموال وقتل الأشراف فخذوه، فهو والله خير الدنيا والآخـرة، قالوا‏:‏ فإنا نأخذه على مصيبة الأموال وقتل الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك‏؟‏ قال‏:‏ الجنة‏، قالوا‏:‏ ابسط يدك، فبسط يده فبايعوه» [البويصري بإسناد صحيح].

وفي رواية جابر قال‏‏:‏ «فقمنا نبايعه، فأخذ بيده أسعد بن زرارة فقال‏:‏ رويدا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه، وأجركم على الله، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله،‏ قال جابر - بعد أن حكى قول أسعد بن زرارة -قال‏:‏ فقالوا‏:‏ يا أسعد، أمِطْ عنا يدك‏،‏ فوالله لا نذر هذه البيعة، ولا نستقيلها‏،- وحينئذ عرف أسعد مدى استعداد القوم للتضحية في هذا السبيل وتأكد منه وكان هو الداعية الكبير مع مصعب بن عمير فكان هو السابق إلى هذه البيعة‏، وبعد ذلك بدأت البيعة العامة - قال جابر‏:‏ فقمنا إليه رجلٌ رجلٌ فأخذ علينا البيعة، يعطينا بذلك الجنة»‏ [البويصري بإسناد صحيح].


تعقيب:

انظر إلى هذا الجيل الفريد كيف قبل التضحية بكل شيء من أجل هذا الدين.
قبلوها و لم يكن الوعد بالتمكين في الدنيا، فمنهم من قد لا يحضر نصر الله في الدنيا.

ولكن ما الذي يضره إن لم ير هذا النصر في هذه الدنيا، فهو موعود بالجنة، موعود بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

ونحن اليوم في هذا الوقت الحرج من تاريخ أمتنا ينبغي أن يكون لنا في هذا الجيل القدوة والأسوة الحسنة، فنبذل وقتنا وجهدنا ومالنا من أجل هذا الدين و نشره، والعيش بمقتضياته، وحمله إلى البشرية كاملة لنخرجها من الظلمات إلى النور بعد أن ضلت الطريق، حتى وإن لم نر أثر دورنا في هذه الحياة الدنيا، فإن المقابل جنة عرضها السماوات والأرض.

ينبغي علينا أن نقبل هذا الدور وإلا فلا خير فينا {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد:38].


الفقير إلى عفو ربه

محمد نصر

Mohamed.yn@gmail.com

نحب كل المسلمين ولو اختلفنا معهم، وننصح لجميعهم برهم وفاجرهم، ونعادي أعداء الدين كافرهم ومنافقهم

نحب كل المسلمين ولو اختلفنا معهم، وننصح لجميعهم برهم وفاجرهم، ونعادي أعداء الدين كافرهم ومنافقهم


ياسر برهامي
أضيفت بتاريخ : : 27 - 05 - 2011
نقلا عن : موقع صوت السلف



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..

فهذه الحملة الشرسة التي تشنها بعض المجلات والصحف العلمانية على السلفية محاولة التحريض والتهييج ضدها، ومصورة لها وكأنها الوحش المفترس الذي يزحف ليلتهم الجماعات الإسلامية المخالفة، ثم يـُعـِدُّ للانقضاض على الحكم بعد ذلك؛ في محاولة لإثارة الجماعات الإسلامية ولأجهزة الدولة كذلك.

فأما مع الجماعات الإسلامية فإنهم يحاولون إيغار الصدور، وبث الأحقاد والفتن، وصب الزيت على نار الاختلاف، في محاولات مستمرة لمنع مجرد حسن التعامل، وعفة اللسان رغم الاختلاف.

أما من ناحية الاختلاف، فلا شك أننا نختلف فهذه سنة الله الكونية، ولا يلزم من ذلك أن نكون أعداءً لبعضنا، فنحن حين نختلف مع غيرنا من الاتجاهات الإسلامية حتى من كان منهم واقعاً في بدعة، لا ننسى أصل الولاء على دين الله.


وكما بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن المؤمن المطيع الذي لا يـُعلم عنه معصية ولا بدعة يحب من كل وجه، والكافر يبغض من كل وجه، والمسلم الذي عنده فجور وطاعة، وسنة وبدعة، يحب لإسلامه وطاعته، ويبغض لمعصيته وفجوره وبدعته.

وهذه القاعدة لا بد معها من التفريق بين النوع والعين، فلا بد من إقامة الحجة وإزالة الشبهة، وهذا ليس فقط في التكفير؛ بل وفي التبديع والتفسيق كذلك.

ونحن إذا تكلمنا عن مخالفات بعض الاتجاهات الإسلامية لا نتكلم من باب العداء لهم والحض على هدمهم -كما يحاول البعض تصويرنا-، بل نتكلم من باب النصح للمسلمين والحرص على مصلحتهم في دينهم ودنياهم.


نعم قد تكون بعض العبارات حادة نوعاً ما حسب درجة المخالفة للكتاب والسنة ومقتضى الدليل؛ ولكنها دائماً تتجنب السب والشتم والبذاءة امتثالاً لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم من بعده من صحابته وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ونحن في نفس الوقت نعرف نوع الخلاف مع المخالف ودرجته، وسبق أن بيّنا مرات أن من الخلاف ما هو اختلاف تنوع يحتاج إلى تكامل واستثمار، وما هو اختلاف تضاد سائغ يحتاج إلى سعة صدر واحتمال كل منا للآخر، تماماً كما وسع السلف هذا النوع من الخلاف، وهناك اختلاف تضاد غير سائغ يحتاج إلى تقويم وإصلاح وإنكار، وإن كان هؤلاء العلمانيون يجتهدون في تشويه صورة هذا النقد الحريص على المصلحة المشفق على المخالف.


وفي الحقيقة فإن أكثر ذلك النقد إنما قيل أو كتب في ثنايا توضيح موقفنا من قضايا معينة مثل:

مسألة المشاركة السياسة ولماذا نمتنع عنها؟
اتهمنا مخالفونا فيها بالسلبية والانغلاق وعدم الواقعية وغير ذلك فكان كلامنا توضيحاً للموقف، وتبييناً لأسبابه، ونصيحة للمسلمين؛ عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» [رواه البخاري ومسلم].

ولم يكن كلامنا حقداً على المسلمين أو بغضاً لهم؛ فليست معركتنا معهم، وإنما عداؤنا لمن يعادي الدين من الكفار والمنافقين الذين لا همّ لهم إلا الصد عن سبيل الله، والذين شَرِقت حلوقهم بالصحوة الإسلامية، وبإقبال الناس عموماً على الإسلام، والالتزام به في أرجاء العالم.


إن شُغلنا الشاغل الدعوة إلى الله، وإلى دينه وشرعه، وتعليم الناس كتاب ربهم وسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم والعمل بذلك، ولسنا بالذين نعيش حياتنا للطعن في فلان والقدح في عِلاَّن والجرح في غيرهم حتى وإن حاول البعض أن يصورنا على هذا النحو.

والعجيب أنهم في غمار جهلهم وتهييجهم وإثارتهم للفتن أوهموا قراءهم أن كتاب "منة الرحمن في نصيحة الإخوان" موجه لانتقاد الإخوان المسلمين في سبع عشرة نقطة، وهذا والله من المضحك؛ فإن الكتاب موجه إلى كل مسلم، واصطلاح الإخوان هو على معناه الشرعي واللغوي لا الاصطلاحي، ومسائله تقرير لمسائل العقيدة والعمل والسلوك وليس موجهاً لأحد ولا لتيار بعينه كما توهموا بخلاف ما هو واضح لكل ناظر في الكتاب.

أما مع الحكام وأجهزة الدولة: فيحاولون تهييجهم بأن السلفيين يوشكون أن يسيطروا على المجتمع، وأنهم قد زحفوا على قاعدته، ويوشكون أن يقفزوا إلى الحكم.

ونحن نقول لهم: إننا نريد أن يكون الحكم بالإسلام، ولا نسعى أن نَحْكُم نحن، بل نعلم قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي لاَ تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ» [رواه مسلم]، وقوله لأبي ذر رضي الله عنه أيضاً لما سأله: أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْي وَنَدَامَةٌ إِلاَّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا» [رواه مسلم]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمَارَةِ، وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ» [رواه البخاري]، وقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ لاَ تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا» [متفق عليه].


وإذا كان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يعد الإمارة مصيبة، وهو من هو في علمه وورعه وزهده وإمكانياته في نفسه وأمته ودولته، وعنده إخوانه من علماء التابعين وعابديهم، يستعملهم ويستنصحهم، وبرغم ذلك فإنه قال حين بلغه أنه صار الخليفة: "إنا لله وإنا إليه راجعون"، فكيف تكون الإمارة في زماننا وأحوالنا وأحوال أمتنا وشعوبنا وأحوال نفوسنا وأمراضنا؟

فهل يسعى ناصح لنفسه في دينه وآخرته إليها؟ وهل يطلب مريد للنجاة ما لو عرض على الصحابة لأشفقوا من العجز عن القيام به؟

وإن من الواجب علينا أن نبين أن سبب هذه الأحوال السيئة هو البعد عن شرع الله علماً وعملاً، ودعوة وتطبيقاً في كل شئون الحياة، وإيثار ما خالفه عليه، ومتابعة أعداء الله على ما يريدون من الصد عن سبيله.


فنسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

أما تلميحهم بأننا نكفر من يخالفنا: فهم وغيرهم يعلمون أننا بفضل الله أكثر من تصدى لهذه البدعة ورد عليها بالأدلة الواضحة القوية.

ونحن نقول لهؤلاء المهاجمين للسلفية:
إن السلفية تنتشر لأنها توافق الحق والسنة، ولأن رصيدها الهائل في الفطرة التي في قلوب الناس لا يمكن هدمه ولا إغفاله بكافة أنواع المؤثرات؛ لأنها الإسلام نقياً كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فهي ليست فكراً بشرياً يحتاج إلى منظرين ومفكرين -كما يحبون أن يستعملوا هذه الألقاب السخيفة-، بل هي منهج رباني معصوم يتبعه كل مسلم صادق يعمل بالإسلام ويعمل من أجله.

وإن كانت تصرفات الدعاة إليه قابلة للخطأ والصواب فهم بشر على كل الأحوال.


ونقول لإخواننا: يكفينا عزاءً في هذا الهجوم وشرفاً لنا عند الله أن هذه التهم من إرادة الدنيا والرياسة قد اتُهم بها الأنبياءُ فقال قوم نوح عليه السلام عنه: {مَا هَذَا إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} [المؤمنون: 24]، وقال قوم فرعون لموسى عليه السلام: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ} [يونس: 78]، ولو علم الله صدقنا في عدم سعينا إلى الإمارة والرياسة والعلو في الأرض لجعل ذلك من أسباب زيادة الرفعة والمنزلة عنده سبحانه.

ونقول للجميع: إن محاولات التشويه والإساءة والتهييج لن تحقق أغراضها، ولن ننشغل بها، بل حسبنا الله ونعم الوكيل.


وأخيراً أقول لإخواني: لا تحزنوا ولا تنشغلوا بهذه الصحف والمجلات؛ فإنها إنما تسعى لإثارة زوابع وشبهات تزداد بها توزيعاً حين يهجرها أكثر الناس ويعرضوا عنها، فلا تساعدوهم على تحقيق أغراضهم، وسيروا في طريقكم طريق العلم النافع، والعمل الصالح، والدعوة الصادقة؛ فإنها سبيل النجاة {فَلَوْلا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلا قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ} [هود: 116].

سربرنيتشا والقلب المجروح

سربرنيتشا والقلب المجروح


نقلا عن : محمد يوسف عدس - موقع المسلم



أدهشتنى فاطمة كعادتها بمكالمة هاتفية من مصر وأنا فى لندن، تذكّرنى بمرور خمسة عشر سنة على مأساة سربرينتشا.. وأنها تتوقع منى مقالة تكشف عما استجد من وقائع فى هذه القضية المفتوحة التى لا تزال تجذب اهتمام العالم.. ولكن جاءت مكالمة فاطمة وأنا أمر بعمليات جراحية طغت آلامها على كل مشاغلى.. فقلت لها معتذرا: لعلى لا أستطيع هذا العام أن أكتب عن سربرنيتشا مكتفيا بما كتبته عنها العام الماضى.. ولكن فاطمة باهتمامها غير العادي ضربت على أوتار مشاعر مطمورة فى الأعماق.. فاستيقظت وأخذت تتصاعد حتى لم يعد هناك من بُدٍّ إلا أن أكتب عن سربرينتشا.. ولكننى فى تلك الفترة لم أتمكّن من إتمام المقالة فى حينها، حتى أطل علينا شهر أكتوبر بذكرياته عن الراحل العزيز على عزت بيجوفيتش رئيس البوسنة الأسبق وقائد نضالها التاريخى ضد العدوان الصربي.. لقد فارقنا بيجوفيتش فى يوم 19 أكتوبر 1997 ونحن إذ نكتب عن سربرينتشا إنما نؤكد له أننا لم ننسى البوسنة ولا يمكن أن ننسى ذكرى المفكر الإسلامي العظيم عزت بيجوفيتش...


من يعرف فاطمة وهى من أفضل قُرّائى لا يستطيع إلا أن يلبى طلبها...! إنها تفكر بطرقة تلقائية بريئة لم تطمسها تعقيدات الحياة أو تحجب طلاقتها.. ولعلها ترى الأمور فى بعض جوانبها بمنظارأكثر صفاء مماهو متاح للكبار..

لقد بدأت فاطمة تقرأ كتبى ومقالاتى وهى لا تزال تلميذة فى المدرسة الإعدادية، وتناقشنى على الهاتف فى قضايا كنت أظن أنها أكبر من سنّها وقدراتها، فإذا بها فاهمة مستوعبة .. و لقد أصبح لزاما علىّ الآن أن أصارحها بما أخفيته عنها طول الوقت، حتى أجنبها الغرور بالنفس: إننى أتوقع لها مستقبلا متميزا فى عالم الفكر والثقافة والريادة .. وأرجو لها أن تكون نموذجا يُحتذى للفتاة المسلمة الواعية والمرأة الرائدة المسلمة فى مستقبل الأيام إن شاء الله..


* نعم يافاطمة .. مأساة سربرنيتشا ليست مأساة خاصة بالبوسنويين وحدهم ولا بأهالى الضحايا من الثكالى الذين لا تزال جراحهم مفتوحة.. وتتجد آلامهم كل عام وهم بعد لم يتعرفوا على جثث ذويهم وأحبّائهم، ليصلّوا عليهم ويواروهم الثرى وفقا لمراسيم شريعتهم الاسلامية .. إنها فى الحقيقة مأساة الأمة المسلمة بأسرها .. هذه لأمة التى قُدِّر عليها فى هذه المرحلة من تاريخها أن تشهد واحدة من أكبر انتكاساتها وهزائمها أمام أعتى وأشرس أعدائها فى الخارج.. وأخس أعدائها فى الداخل.. تكاثـرت الأكلة على قصعتها من كل حدب وصوب...! ولولا طغيان أراذلها على مقدّراتها لما كان حالها من الضعف والهوان على هذا النحو الذى نراه اليوم سائدا فى أرجائها..


والآن إليك بعض هذه الحقائق التى ترسم لنا الصورة الكلية للواقع الأليم:

أولا: لو قُُُـدّر لك أن تنظرإلى الكرة الأرضية من مركبة فضائية لرأيت شعوب الدنيا فى حالة من الاستقرار النسبيّ إلا الشعوب المسلمة، فهى إما خاضعة لاضطرابات ومجازر يومية على أيدى القوات الأجنبية، أو بعض المليشيات الغبية كما فى الصومال ودارفور وغيرهما.. وإما خاضعة لسلطات بوليسية مستبدة تسيمها الخسف ولآ تعبأ برغبة شعوبها فى العدالة والحياة الحرة الكريمة.. وتلك مأساةعجيبة تستحق الكثير من التأمّل والتفكير...!


ثانيا: فى ذكرى مذبحة سربرنيتشا التى وافقت يوم 15 يولية الماضى ذهب لحضورها عدد من رؤساء الدول الأوربية لمواساة ذوى الضحايا.. وإعلان مساندتهم لهم فى الوصول إلى بعض حقوقهم ، فى محاكمات عادلة للمجرمين، تشفى صدورهم المحترقة .. ولكننا لم نرى فى الحاضرين من هذا العالم المسلم الفسيح رئيسا واحدا، سوى رجب الطيب أوردوجان ..وتسأل: لماذا تخلف الرءساء المسلمون عن مشهد البوسنة تماما...؟! والإجابة بسيطة وهى أن البوسنة المسلمة فى وضعها المأساوي ليست جزءا من اهتمامات هؤلاء الرؤساء.. والسبب الآخر وهو الأهم: أن سادتهم فى أمريكا والغرب عموما يصدّون المسلمين عن الاتصال بالبوسنة على أى وجه.. لتظل تحت رحمتهم، خاضعة لمخططاتهم فى تصفية الوجود الإسلامي تدريجيا .. بوسائلهم المدروسة دون تدخل من المسلمين..

إنهم يفعلون ذلك فى كوسوفا أيضا .. ونحن حتى هذه اللحظة تمتنع حكوماتنا عن الاعتراف باستقلالها حتى بعد أن اعترفت بها الأمم المتحدة..وبذلك نتخلى عن دولة مسلمة لتبقى لقمة سائغة تهضمها أمريكا والفاتكان على مهل...!


ثالثا: قائد القوات الصربية الجنرال راتكو ملاديتش المسئول الأكبر والمباشر عن تدمير سربرنيتشا ومجازرها التاريخية لا يزال [بعد خمسة عشر عاما] طليقا إلى هذه اللحظة.. وكأنه اختفى فى كوكب آخر غير الأرض..!!

وكانت محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة قد وجهت إليه تهمة ارتكاب جرائم إبادة.. لمسؤوليته عن مذبحة "سربرنيتشا" التي راح ضحيتها أكثر من ثمانمائة رجل وصبي مسلم، وحصار "سراييفو" الذي دام 43 شهرًا وراح ضحيته آلاف الأطفال قتلوا فى مدارسهم وملاعبهم ووُجدت بعض أشلائهم ملتصقة على أسوار هذه اللاعب، كما قتل آلاف آخرون من النساء والشيوخ صُوّبت إليهم رشاشات الصرب وبنادق قناصاتهم لاصطيادهم وهم مصطفّون فى طوابير الخبز والمياه، أو سائرون فى شوارع سراييفو..

ورغم وجود ما يسمى بقوات حفظ السلام الأوربية (EUFOR) وتغلغل أدواتها وأذرعها البوليسية والاستخباراتيه فى كل ركن بالمنطقة، إلا أنها لم تُلْقِِ القبض عليه، ولا على غيره من قيادات مجرمى الحرب، أمثال ميلوسفيتش ورادوفان كراجيتش( فهؤلاء سلّمتهم حكومة صربيا ضمن صفقة معينة مع أمريكا)، ولكن قوات [يوفــور] لم تفعل لأنها لم ترغب ولم تقصد أبدا تقديمهم إلى المحاكمة، بنص شهادة ريتشارد هولبروك الدبلماسى الأمريكى الذى كان مسئولا عن مفاوضات دايتون للسلام، وذلك فى كتاب له بعنوان: (لإنهاء حرب) To End a War .. قال: "إن الدول الأوربية لا تريد تسليم أولئك المجرمين للعدالة لأنها هى التى شجّعتهم أصلا، ثم تواطأت معهم فى عدوانهم على مسلمى البوسنة..."..!!


رابعا: عندما ألّح النائب العام لمحكمة جرائم الحرب اليوغسلافية على المسئولين عن قوات [يوفــور] للإسراع فى القبض على هؤلاء المجرمين المطلوبين، وتسليمهم للمحاكمة وُوجه بحقيقة أغرب من الخيال ...! فقد صرّح له قائد القُوّات أنه ليس من صلاحياته البحث عن أماكن وجود هؤلاء الناس وإحضارهم، ولكنه هو وأفراد قواته مسئولون فقط عن القبض علي أى واحد منهم حسب قوله: "إذا صادفناه فى الطريق يمر أمامنا أثناء تأدية واجباتنا اليومية، وفيما عدا هذا لا سلطان لنا عليهم..!" ثار قاضى المحكمة المذهول غاضبا، وأقدم على خطوة غير مسبوقة فى إطار تقاليد الوظائف الدولية من هذا المستوى الرفيع، إذ قدّم استقالة مسبّبة إلى الأمم المتحدة وأعلن عنها فى الصحافة والإعلام العالميين.. كان من ضمن ما قاله القاضى الشجاع: " إننى لشديد العجب أن تكون هذه وظيفة جنرال بريطاني أو أن يقتنع هو بمنطقها.. ثم تساءل: هل يمكن أن يحدث هذا فى بريطانيا ..؟! أن يجلس رجال الشرطة ينتظرون القتلة والمجرمين المطلوب القبض عليهم حتى يخرجوأ من بيوتهم فلا يٌُقبض عليهم إلا إذا صادفهم رجال الشرطة فى الطريق...؟! " يقول الرجل:" لو أن هذا حدث فى بريطانيا لتحولت الدولة إلى فوضى عارمة ولأصبحت مثار سخرية العالم...!"

هذا القاضى الشجاع يستحق التنويه به وتحيته خصوصا لو عرفنا سيرته وإنجازاته...


* إنه "ريتشارد جولدستون" قاضى ورجل قانون من جنوب إفريقي، ذو أصل يهودي (!!) من مواليد 26 أكتوبر 1938، متزوج، وله بنتان وخمسة أحفاد، تخرّج من الجامعة فى جوهانسبرج عام 1962.. وقد شغل منصب قاضي المحكمة الدستورية لجنوب إفريقيا من 1994 حتى 2003، وهي الفترة التي تمت خلالها كتابة الدستور الجديد والانتقال من مرحلة التمييز العنصري إلى الديموقراطية.. كتب (على مدى 25 عاما) العديد من المقالات المتعلقة بالقانون الدولي وحقوق الإنسان ، كما عمل خارج بلاده من 1994 حتى 1996 مدعياً عاماً للمحكمة الدولية التي كُلِّفت بالتحقيق في جرائم الحرب في يوغسلافيا السابقة ، ومن سنة 1999 حتى 2001 شغل منصب رئيس لجنة التحقيق الدولية في كوسوفو، ثم عينه الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان للإشراف على التحقيق في قضية فساد مرتبط ببرنامج النفط مقابل الغذاء في العراق، ثم اختير رئيسا للجنة التحقيق فى آثار الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.. فهو صاحب تقرير جولدستون الشهير الذى أثار ضجة إعلامية عند صدوره، لأنه يدين الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى غزة، ولكن من نكد الطالع أن عباس (متواطئا مع إسرائيل) ما زال يحاول تمييع هذا التقرير، ويعمل [ويا للعار] على إرجاء تفعيله فى المجتمع الدوليّ...!


خامسا: فى يوم الأربعاء 7يوليو سنة 2010 نشرت الصحف اليونانية فى أثينا خبرا عن اتهام صحفى يوناني اسمه (تاكيس ميتشاس) لا لجرائم ارتكبها ولكن بسبب اتهامه هو لمتطوعين يونانين بالمشاركة في مذبحة سربرنيتشا .. و كان من المفروض أنه سيمثل أمام المحكمة يوم 20 أيلول(سبتمبر) 2010.. لقد مر هذا التاريخ الآن ولم تعلق عليه الصحافة العالمية بكلمة واحدة ، ولن تعلق، لأن القضية من بدايتها مجرد تلفيق فى تلفيق.. ضد الصحفى الذى نطق بالحقيقة وكشف عن الدور الخسيس لليونان فى مساعدة الصرب الأرثوذكس فى مذابحهم ضد المسلمين..


* فمن هو الشخص الذى يقف وراء هذه القضية ...؟! إنه: (سْتافروس فيتاليس) وهو من قدامى المحاربين اليونانيين في الحرب البوسنية .. رفعها ضد الصحفى الشريف ميتشاس على خلفية كتاب ألّفه هذا الأخير تحت عنوان:" التحالف غير المقدس: اليونان وصربيا ميلوسوفيتش".. ومن المعروف أن المنظمة اليونانية القومية المتطرفة والمعروفة باسم "الجبهة المقدونية اليونانية" هي التي تحمّلت رسوم رفع القضية حيث يشغل فيتاليس هذا منصب الناطق باسمها..


* يشير ميتشاس في كتابه إلى ما يسميه الدعم القوي من جانب الدولة اليونانية للرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، و تورط اليونان في الحرب البوسنوية وخاصة في حصار سربرنيتشا.. وقال إن المليشيات اليونانية شبه العسكرية قد رفعت العلم اليوناني في سربرنيتشا عقب سقوط المدينة فى أيدى الجنود الصرب بقيادة الجنرال ملاديتش ..


* وقد اعترف القومي المتطرّف فيتاليس بأنه كان أحد المتطوعين اليونانيين الكثيرين الذين شاركوا في الحرب البوسنوية وأنه رفع هذه القضية بسبب وصف الصحفي المتطوعين اليونانيين بأنهم" ميليشيات شبه عسكرية شاركت في عمليات القتل في سربرنيتشا".. ويؤكد فيتاليس أن المتطوعين اليونانيين قد نالوا الدعم الكامل من زعماء سياسيين يونانيين بارزين.. وأنهم كانوا موجودين هناك لمساعدة المواطنين فقط.. ولكنه يعترف ببجاحة ويناقض نفسه فيقول: أن المتطوعين اليونانيين قد حاربوا بجانب الجيش الصربي تحت قيادة القائد العسكري راتكو ملاديتش.. وأن هذا إنما يعبّر عن تقاليد العلاقات الحميمة الداعمة من جانب اليونان لصربيا المسيحية الأرثوذكسية...! كما يؤكد فيتاليس على أن المتطوعين اليونانيين كانوا موجودين في سربرنيتشا وقت وقوع المذبحة.. ولكنه يغمض عينيه عن تفاصيل النشاطات الإجرامية التى ارتكبتها قوات ملاديتش وعن دور اليونانيين فيها.


* أما من ناحيتى فأنا أعرف كثيرا من تفاصيل التعاون العسكرى والاقتصادى والتجارى بين اليونان وبين صربيا خلال الحرب على البوسنة .. ومنها إمداد صربيا بالبترول العربي فى الوقت الذى كان هناك حصار مفروض على يوغسلافيا كلها من المجتمع الدولي.. كسرته ليبيا لأن موقف قيادتها حينذاك كان مع صربيا ضد البوسنة.. حيث صرّح الزعيم وقتها أن مسلمى البوسنة ليس لهم حق فى الانفصال عن يوغسلافيا.. ولم يعلق بكلمة استنكار واحدة على حرب التطهير العرقى للمسلمين من جانب الصرب... أكثر من هذا أن أستاذا بجامعة الفاتح أصدر كتابين يدافع فيهما عن الصرب أحدهما بعنوان: "الصرب المفترى عليهم"...!! وقد كشفت فى مقالة لى عن حقيقة هذا الكتاب وأثبتّ مصدره وأصله الصربيّ، وأن كل جهد السيد المؤلف هو أن يوقّع عليه فقط باسمه ثم يقبض الثمن... هكذا يتمّ تزييف الحقائق فى عالمنا العربي والإسلامي .. ويتم تزييف وعْي الجماهير وتشويش أفكار الأجيال الجديدة بالذات، حتى يسهل قيادتها بعيدا عن هويّتها وانتماءاتها الصحيحة...


** أرجو أن أكون بهذه المقالة قد ألقيت بعض الضوء على شأن إسلامي وإنساني يُراد طمس معالمه وطيّه فى ذوايا النسيان.. إن البوسنة وكوسوفا يتعرضان لعملية واسعة لاستلاب هويّتهما الاسلامية.. واغتيال وجودهما كدولتين مسلمتين فى قلب أوربا، ليس بالحرب وسفك الدماء كما فعل الصرب وفشلوا.. ولكن فى هذه المرّة بالعزل والتنصير وتجفيف المنابع الإسلامية...!


11-10-2010 م

هذه هى اللعبـــــــــــة

هذه هى اللعبـــــــــــة



ياسر داود | 28-05-2011 00:13

لا يحتاج الأمر إلى كثير جهد لنكتشف مخطط الإثم الذى يدبر الآن للمصريين ليبقوا كما هم بلا ديمقراطية .. بلا حرية .. بلا ثورة ,,هذا المخطط تجتمع يوما بعد يوم أجزاء من صورنه الكلية لتظهر بشكل فج أمام كل صاحب عقل وفهم .
الأهم من ذلك أن مسألة التزاوج بين مخطط الداخل والخارج – والتى كتبت عنها غى مقال سابق- قد ظهرت الآن بوضوح شديد والهدف المعلن هو الحفاظ على أمن واستقرار مصر وحمايتها من الانهيار الاقتصادى - وكـأن أهل التحرير كانوا يريدون من ثورتهم هدم مصر وتخريبها – لكن الهدف الحقيقى والذى تؤكده كل الشواهد هو إقصاء الإسلاميين على اختلاف اتجاهاتهم وتنوعهم عن المشهد السياسى بكامله ودليل ذلك :
1- قيام الجامعة الأمريكية بتنظيم دورة عن إدارة الأنتخابات الناجحة وكان من ضمن المتقدمين أخوين ينتمى أحدهما لجماعة الإخوان المسلمين فتم قبول الأول ورفض المنتمى للجماعة
2- دعوة فرنسا لوفد من شباب الثورة لزيارتها وفوجئ الوفد بأن فرنسا مستعدة لتقديم الدعم إلى مصر ولكن بشرط المحافظة على علمانية الدولة وعدم محاكمة الرئيس المخلوع وعدم تأييد أو دعم الإخوان المسلمين أو حماس والحفاظ على العلاقات مع إسرائيل وكان من ضمن الوفد شاب من حزب الوسط والذى رفض هذا العرض فتم منعه من التوجه مع باقى الوفد لزيارة البرلمان الفرنسى وتوجهوا به لزيارة الهولوكست وبالطبع لا يخفى عليك ما فى هذه الزيارة من معنى .
3- التشويه المتعمد والمنظم لكل ما هو إسلامى وتضخيم أى تصريح أو رد فعل منهم ورفع الحديث إلى حد الاتهام, من ذلك مثلا ً أن أحد برامج التليفزبون المصرى يوم الأحد الماضى كانت تتحدث عن أن جماعة الإخوان المسلمين هى العياءة الكبرى لكل التيارات الإسلامية الموجودة الآن ولا يخفى على أحد ما يحتمل هذا التعميم من تشويه ونفى خاصة إذا استحضرنا فى الذهن صورة بعض التيارات العنيفة أو التى وصل بها الأمر إلى حد التكفير.
4- عودة الإعلام إلى سيرته الأولى فى توجيه الرأى العام نحو فضايا بعينها لإثارة البلبلة والفزع والخوف من المجهول وتوصيل المصريين إلى حالة القبول بالأمر الواقع وكأنه يقول لهم – احمدوا ربنا على كده – والحديث بشكل مستمر عن انهيار مصر وتردى الأمن وانهيار البورصة وعدم قدرة البسطاء على الحياة وكأن مصر قبل الثورة كانت جنة وكأن المصريين لم يعيشوا هذه الأزمات من قبل ويتعاشوا معها حنى صارت جزءا من مفردات حياتهم و نسى هؤلاء أن المصريين فى العهد البائد كانوا يموتون فى طوابير الخبز .. وأنهم كانو يشنقون أنفسهم ويعلقون جثثهم على الكبارى لأنهم لم يستطيعوا توفير الحياة لأبنائهم وأن سعر أنبوبة الغاز وصل إلى خمسين جنيها فى بعض المناطق وأن المصريين كانوالا يشعرون بالأمن قبل الثورة – تذكروا حادثة بنى مزار – ولست أدرى ما الذى يمنع الأمن أن يعود اللهم إلا تنفيذا للمخطط ثم لماذا يعودون ورواتبهم تصرف لهم وهم فى بيوتهم !
5- تقليم ظهور الإسلاميين فى القنوات الفضائية فى حين أن الباب مفتوحا للتيارات الأخرى خصوصا اليسار بكل اتجاهاته مثلما حدث فى قناة أون تى فى التى استضافت مجموعة من شباب الأحزاب الجدد فى أحد برامجها وليس فيهم أى منتمى لتيار إسلامى بل كانوا كلهم يساريين
6- الدعوة المريبة لمؤتمر الوفاق الوطنى والذى ظهرت نواياه ونوايا الداعين له من خلال بعض من حضر ليتضح لنا أنه ليس حوارا وطنيا بل هدما للشرعية وأنقلابا على إرادة الشعب واختياراته وإلأا كيف نفسر حضور أكثر من مائة شخصية من رموز الحزب الوطنى المنحل معظمهم من الموالين للنظام السابق!
7- أما على المستوى الخارجى فخطاب أوباما االأخير قد وضع الرتوش الأخيرة لاكتمال الصورة ووضوحها , فالرجل أرسل رسالة واضحة مفادها أنه حاضر فى اللعبة وأن إسرائيل هى ميزان المعادلة والرهان الذى لا يقبل خسارة بالنسبة له , فى نفس السياق يتلقى المجلس العسكرى مساعدات من أمريكا حوالى مليار دولار ومساعدات من السعودية حوالى أربعة مليارات دولار وبقليل من الربط بين الضغط الشديد قى اتجاه تضخيم الأزمات والانهيار الاقتصادى ثم ظهور تلك المساعدات فى نفس توقيت الحوار الوطنى المزعوم وظهور كل ذلك وكأنه طوق النجاة لمصر من الغرق لعرفنا إلى أين تتجه البوصلة ومن الذى يوجهها ولأصبحت أجزاء الصورة مكتملة .
يبقى التحدى الأكبر .. هل سيقبل المصريون ذلك وينخدعون به ؟! وهل سينجح هؤلاء فى إلغاء عقل المصريين وإيقاظ بطونهم وهواجس السراب والمجهول مرة أخرى؟ هذا ما ستخبرتا به الأيام القادمة .
ياسر داود
Yasoo921@yahoo.com

انفراد .. نص خطاب مبارك الذى لم يتمكن من إلقائه يوم 11 فبراير

انفراد .. نص خطاب مبارك الذى لم يتمكن من إلقائه يوم 11 فبراير



صـــلاح الامــام | 22-04-2011 22:24

فى يوم الجمعة 11 فبراير 2011، كان الرئيس مبارك قد أعد خطابا "تاريخيا" ، وكلنا يعرف أن كل خطاباته وكلماته وخطواته كانت تاريخية، لكن تطور الأحداث حال دون أن يلقي هذا الخطاب التاريخى، وخرج نائب الرئيس فى السادسة من مساء نفس اليوم ليعلن تنحيه، وقد استطعنا أن نحصل على نص هذا الخطاب التاريخى، وننشره هنا محققين سبقا عالميا، وإليكم نص الخطاب كاملا:
أيها الإخوة المواطنون:
فى هذه المرحلة ، وفى هذا المنحنى، ومن هذه الزاوية، ومن تلك الزنجة، وهى بكل تأكيد لحظة حرجة فى تاريخ مصر، يطيب لى أن أصارحكم بما قد أصبحنا عليه، وأصارحكم أيضا بما قد قررته، حرصا على المصلحة العامة، وعلى مستقبل مصر، وأمن مصر .. وتراب مصر .. وإرضاءً لشعب مصر، وبصفة خاصة طلعت ذكريا (سكوت فى انتظار تصفيق حاد).
تعلمون أن مصر منذ توليت مسئولية حكمها، قبل عشرات السنين، كانت غير مصر التى نراها الآن، كان كيلو اللحم بجنيهين، وكيلو الأرز بعشرين قرش، والبيضة بثلاثة قروش، وسعر الشقة فى أرقى أحياء القاهرة أقل من 30 ألف جنيه، وثمن السيارة الشعبية فى حدود 700 جنيه، ولم يكن هناك قصور ولا شاليهات، ولا كمباوندات، ولا جامعات أو مستشفيات خاصة، تقدم خدمات راقية للشعب، وذلك بسبب سوء الأحوال الإقتصادية فى ذلك الحين.
ومنذ توليت المسئولية، وأنا لا أكل ولا أمل فى سبيل إصلاح إقتصاد مصر، وعهدت بذك لأشهر المهندسين والفنيين فى العالم لتصليحه، ثم قررت أن يتولى أعمال الإصلاح الإقتصادى أبناء مصر .. فعندنا أسطوات السبتية، وميكانيكية الوكالة، وعندنا المخارط فى بولاق، فعهدت إليهم بإصلاح إقتصاد مصر، وقد بذلوا جهدا مضنيا فى تفكيكه، ثم تنظيفه بماء النار المركز حتى ظهرت الحديدة، ثم انقطعت الكهرباء، فتعطلت المخارط، ولسوف نبذل جهدا مضنيا فى إعادة الكهرباء، لتشغيل المخارط من جديد، حتى نربط صواميل إقتصاد مصر، الذى فككه الأسطوات على مدى سنوات وسنوات، بغية إعادة بنائه على أحدث النظم.
لقد كان إقتصادنا مُشيدا من دور واحد فقط، وبعدما فككناه، نفكر فى أن نبنيه من عشرة أدوار ومزود بمصاعد كهربائية، وكل دور فيه خمس بلكونات، ثلاثة بحرية، وإثنتان منوفية، كما أن النوافذ ستكون أكثر من الحوائط، ليتمكن من يعجز عن الخروج من الباب، يفر من الشباك .. ولقد أعطيت تعليماتى الحازمة والجازمة بسرعة إعادة بناء اقتصادنا القومى، بعرق الأسطوات والميكانيكية الذين يصلون الليل بالنهار بحثا عن الصواميل والمسامير التى فقدت أثناء تفكيكه، وأعدكم أنه بمجرد أن نعثر على هذه المسامير .. وتلك الصواميل .. سوف نرسل فى استيراد أحدث المفاتيح والمفكات لنتمكن من ربط هذه الصواميل حتى يقوم اقتصادنا شامخا، من عشرة طوابق، وبدون أى أساتك، فلقد انتهى زمن الأساتك، ونعيش الآن عصر التكاتك .... (سكوت فى انتظار تصفيق حاد) .
أقول لكم .. أقول لكم .. أن الأيام الماضية كانت سوداء.. والأيام الحاضرة هى أيضا سوداء حالكة السواد .. لكن الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى سوف تكون سوداء سوداء سوداء كقطع الليل المظلم .. (سكوت فى انتظار تصفيق حاد).
دعونى أحدثكم عن التحديات التى تواجهها مصر .. عندنا تحديات كثيرة .. عبده كان يتحدى رامبو .. وتمورة يتحدى شعبولة، واللمبى كان يتحدى الهلفوت .. وفيما يبدو سرقوا عبدو، ثم ظهر المشبوه يعلن تحديه للمساطيل، ثم اشتعلت معركة التحديات فى مصرنا الغالية .. فتحدى سائقو الميكروباصات سائقي التاكسى، ثم أعلن أصحاب التكاتك تحديهم لأصحاب الميكروباصات .. وعندها لم نقف ساكتين إزاء كل هذه التحديات .. فأخرجنا أغنية "ميكروباص .. ميكروباص .. من يوميها ياناس خلاص .. قلبى حب الميكروباص"، لدعم أصحاب تلك الفئة المؤثرة فى المجتمع، فإذا بالحناطير تدخل ساحة التحديات، وركبت أمينة الحنطور .. وتحنطرت أمينة.. وغنت "آه يانارى آه .. تعالى لى بالليل .. أوريك الويل"، لكننى أصدرت أوامرى بوقف الأغنية فورا، وتعديل كلماتها لتكون تعالى لى بالليل والنهار كمان، فلا يمكن أن نعمل بالليل فقط ونترك النهار، ونحن فى مرحلة بناء الإقتصاد المصرى بناءً شامخا من عشرة طوابق بدون أستك لكن بأسانسير .. (سكوت فى انتظار تصفيق حاد).
كل هذه التحديات، واجهناها بحزم وصلابة .. وقلت وبمنتهى الحزم والحسم: لا تحنطر بعد اليوم .. فلقد ولدتنا أمهاتنا عرايا غير متحنطرين، ولن نستتر بعد اليوم أو نتحنطر، وخرجنا من معركة التحديات مرفوعى الهامات، وسط إعجاب عالمى غير مسبوق، حتى أن صديقى رئيس متشكاليا طلب منى رسميا أن نرسل له عددا من خبرائنا الذين نجحوا فى مواجهة هذه التحديات بنجاح ساحق، وأصروا على ذهاب أمينة ومعها الحنطور لزيارتهم، لكنى مانعت بشدة، فقد تذهب هى وحنطورها وتعود أخرى مزيفة مثلما كانت تعود الآثار واللوحات، وإذا كنا قد تهاونا فى الآثار واللوحات، فإن أمينة وحنطورها أهم بكثير، إنها ثروة قومية، وحنطورها كنز لا يمكن التفريط فيه، كما أنها أصبحت رمزا وطنيا، وسمة أساسية من سمات هذا العهد الميمون .. (سكوت فى انتظار تصفيق حاد).
نأتى بعد ذلك إلى واحدة من أهم وأخطر القضايا التى تشغلنا جميعا، وهى قضية الديمقراطية، وتعلمون أننى منذ أول يوم توليت فيه حكم مصر قبل عشرات السنين، وأنا منشغل بتلك القضية، وأصدرت أوامرى وتعليماتى بأن أهتم بها، والآن وبعد ثلاثون عاما، من البحث والدرس، والتفحيص والتمحيص والتحميص، تمكننا من الوصول إلى آلية جديدة تحقق ما يطالب به الجميع من ضرورة تعميق الديمقراطية، وهى أننا قررنا الإستعانة بخبرات شركات البترول فى الحفر على أعماق ساحقة فى الأرض، باستخدام حفارات عملاقة، عشان فى النهاية تجيب جاز، وانتو عارفين طبعا قيمة الجاز .. (سكوت فى انتظار ضحك وتصفيق) ..
لقد أصدرت أوامرى، وسوف نستقبل خلال السنوات القادمة حفارا عملاقا مهمته الحفر فى الديمقراطية لتعميقها حتى نصل إلى الجاز، لكن ... لكى يعمل الحفار لابد من وجود ديمقراطية، ولا انتو عايزينه يحفر كدا فى الفاضى؟.. لابد أولا من وجود ديمقراطية يقف فوقها الحفار ويعمقها، وأنا أعدكم بأننى سوف أصدر أوامرى باستيراد كونتنر من الديمقراطية الأصلية غير الصينية أو التايوانية، ثم نقوم بتعميقها باستخدام حفارات كاتربلر وليبهير، والحفار الألمانى ليبهير مُصنع من أربعة آلاف قطعة، وثمنه عشرة ملايين دولار، لكن فى سبيل تعميق الديمقراطية، لن نبخل بشىء، حتى لو اضطرتنا الظروف إلى استيراد كراكات من المريخ لتعميق الديمقراطية.
الأخوة والأخوات:
لقد أصدرت تعليماتى بأن أتابع بكل اهتمام، مشاكل الشباب، أنا أريدكم أن تشهدوا على أن شبابنا يعيش أزهى عصور التحرر، فلقد رفعنا كل المعوقات، وحطمنا كل القيود التى كانت تغل حركته، حيث كان الشباب فى العهود السابقة يتخرجون من الجامعات والمدارس ويتم تقييد حريتهم فى وظيفة، وبيت وأسرة، وأولاد ومشاكل .. لكنى أصدرت تعليماتى الصريحة بأن نترك للشباب الحرية المطلقة، وبدأت بإغلاق أبواب كل الوظائف، وأعدمنا كل فرص العمل، وسمحنا بحرية فتح المقاهى، ففى كل شارع وفى كل حارة بل وفى كل عمارة توجد مقهى، ولا نشترط ترخيصا، فهى تؤدى دورا وطنيا وتستقبل شبابنا العظيم، لقد رفعنا شعار مقعد لكل شاب فى أقرب مقهى، ومقهى فى كل شارع، وفى كل حارة، وفى كل زنجا، فأصبح كل شاب يجد له مكانا مريحا فى مقهى مريح، وليس هذا فحسب، بل أعطيت أوامرى لوزير الداخلية، وهو صديق قديم، أعطيته أوامر صريحة بأن يسمح لبعض قيادات الحزب الوطنى، باستيراد أصناف جيدة من الهيرويين، ولما وجدنا أسعاره فى ارتفاع مستمر، سمحنا بخلطه بمواد جيدة لا تضر بالصحة العامة التى هى شغلى الشاغل، وعندما وجدنا أن الملايين من الشباب عاجزين عن الحصول على شمة كل يوم، اجتمعت بقيادات الحزب الوطنى، وأعطيت أوامرى بتوفير بدائل محلية للهيرويين، وتحدينا السوق العالمى للبودرة، ونجحنا فى زراعة نبات البانجو، الذى لاقى قبولا عظيما لدى جموع الشباب فى مصر، بل ونفكر فى تصديره مستقبلا.
ومن ناحية أخرى، ومازلت أتحدث عما حققناه للشباب، فبجانب توفير مقعد لكل شاب فى أقرب مقهى لبيته، وشمة هيرويين كل أسبوع، وكميات مناسبة من البانجو، وجدنا الشباب عاجزا عن الزواج، لأنه يحتاج شقة ووظيفة ورأس مال يكلف به نفقات الزواج، وكل هذا لكى يقضى الشاب وقتا سعيدا فى فراش الزوجية، فقلنا نحل هذه المشكلة من آخر مرحلة، فلا داعى للنفقات والشقة والوظيفة وما شابه ذلك، قلت لهم ارفعوا أيديكم عن الشباب، ارفعوا أيديكم عن شبابنا العظيم، ودعوه يستمتع بحياته الطبيعية بلا قيود، فى الشوارع والمصايف، تحت السلالم وفوقها، فى السيارات والقوارب، فى الميادين وفى الزنجات، فى الليل وفى النهار، لا أحد يقف أمام شبابنا، ليس هذا فحسب، بل أصدرت أوامرى بنشر الأفلام الإباحية على أوسع نطاق ممكن، تلك التى ظلت على مدى سنوات ممنوعة فى مصر وكأنها عيب أو حرام، سمحت بتداولها، وأصدرت أوامرى لوزير التموين بتوزيعها مع السكر والشاى والبانجو، وكنا بصدد توفير نص كيلو بانجو لكل مواطن على بطاقة التموين، وهذه بعض ملامح لا يستطيع منصف أن يتجاهلها لما قدمته لشباب مصر، ولا أقول ذلك منَا على أحد، بل لتذكير من لا يتذكر، وتسكيت من لا يسكت.
الأخوة والأخوات:
اجتازت مصر خلال الثلاثين عاما الماضية، منحيات كثيرة، كان كل منحنى أخطر من سابقه، وفى سبيل اجتياز كل هذه المنحنيات، أصدرت تعليماتى بأن نهتم باللوحات الإرشادية قبل كل منحنى، لكن قام عدد من اللصوص بسرقة هذه اللوحات، فلما كنا نسير نفاجأ بتلك المنحنيات، فتقف المسيرة وتتعطل، لكنى وبعدما عرفت بيت العلة، سوف أصدر تعليماتى، بتدمير هذا الطريق الممتلىء بالمطبات والمنحنيات، وسوف نبحث عن طريق آخر بديل نسير فيه ببلادنا العظيمة، بالتعاون مع جيراننا اليهود، لأنهم ذوى خبرات عالية فى شق الطرق بدون منحنيات، فاطمئنوا اطمئنوا، سوف تتعطل المسيرة لعدة سنوات، ولكن بعدها سوف ننطلق بمجرد شق الطريق الجديد، وتحديد بدايته ونهايته، وسنعوض وقفة الثلاثين سنة هذه.
الطريق مازال طويلا وشاقا، ويحتاج لعزم ومثابرة، لكنى قريب من معاناتكم، أسمع نبض المواطنين النائمين تحت الكبارى وفى المقابر، أسمع أناتهم وآهاتهم، وأسمع أيضا شعبان عبدالرحيم وريكو وسعد الصغير، وأبديت إعجابى الشديد بأغنية "بحبك ياحمار"، ليس لأنه كان يقصدنى فحسب، بل لأن الأغنية فيها موسيقى راقية، وأداءً رائعا لذلك المطرب الذى يتلوى كالممغوص وهو يغنى فيطربنا جميعا.
والشىء بالشىء يذكر، فأنا لو تذكرون منذ شهرين، استقبلت الممثل طلعت ذكريا، وجلست معه أكثر من ساعتين، وناقشت معه كل مشاكل مصر، وكنا نضحك ونتسامر سويا، وبعدها أصدرت تعليماتى بإعادة "عيد الفن"، وكنا سنحتفل به يوم 25 من يناير، لولا خروج الشباب المندفع للشوارع، والذى أفسد على مصر وعلى العالم احتفالنا بعيد الفن، وما كان سوف يحققه ذلك من نهوض بالمستوى المعيشى للمواطنين، فلو كنا احتفلنا بعيد الفن، كان كيلو اللحم سيباع بجنيه، وكيلو الطماطم بقرشين .. (سكوت فى انتظارتصفيق).
الأخوة والأخوات:
ثمة مشكلة ثقيلة كانت تعانى منها مصر، وهى مشكلة الإسكان، فعندما توليت عرش مصر قبل ثلاثة عقود، كان هناك من يحلم بشقة صغيرة من غرفتين، وكان هناك من يحلم بمأوى ولو من غرفة واحدة، لكننا تخطينا تلك الأحلام، وسافرنا بإنجازاتنا فى هذا الصدد لأبعد من أحلامنا بكثير، فانظروا لعدد القصور والفيلات والشاليهات التى شيدت خلال سنوات عهدى، لقد أعلنا التحدى، وبدلا من بناء الشقق، بنيا القصور والمنتجعات، على طول ساحل البحر الأبيض، والبحر الاحمر، لم يعد هناك مترا واحدا خاليا يرى منه الناس ماء البحر، حيث تم بناء حائط من القرى السياحية ذات المستويات العالمية، وأنشأنا "لسانا" للوزراء، وذيلا لمن هم أعلى من الوزراء، و "قرنين" لرجال الأعمال والمشتغلين بالعمل السياسى الرسمى، حتى أن قصور ومنتجعات مصر باتت حديث العالم، فمن من حكام مصر منذ الفراعنة شيد هذا العدد من القصور والفيلات؟، لا أنتظر إجابة، لأنى لا أحب أن أجهر بإنجازاتى أو أتفاخر بها، فهى تتكلم عن نفسها، لكنى أطلب الكف عن الحديث فى مشكلة الإسكان، فأمامكم الواقع يتحدث عن نفسه، قصور وفيلات، منتجعات وكمباوندات، مسابح وبحيرات، وأيضا يخوت وموتوسيكلات تجرى على الماء، ولا أريد أن أقول أن شعبنا محدث نعمة، فيترك القصور التى يصل ثمن الواحد منها لعشرات الملايين، ويطالب بتوفير شقة بعدة آلاف، ونحن قد أخرجنا رقم المليون من لغتنا، فكيف نعود للحديث عن الآلاف؟.
الاخوة والأخوات:
على المستوى العربى، وتعلمون أننى لا أنام بسبب هموم كل الوطن العربى، تعلمون اننى سافرت إلى الخرطوم فى 21 ديسمبر 2010، وكان معى أخى وصديقى ملك ملوك أفريقيا، وعميد الحكام العرب، الأخ العقيد معمر القذافى قائد ثورة الفاتح العظيمة، وكان معنا الصديق رئيس موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز، ذهبنا إلى الخرطوم، وقابلنا الرئيس السودانى الصديق عمر البشير، وهناك أعلنا على الملأ مباركتنا لتقسيم السودان، ذهبنا للسودان وكان دولة واحدة، ثم رجعنا بعدما جعلناه دولتين، ولم يشكرنا أحد، ولا نريد شكرا على واجب، وكنا فى طريقنا لتقسيم ليبيا إلى أربعة دول، وكذا مصر وباقى دول الوطن العربى، ولم يقدر لنا أحد ذلك، فنحن نصنع دولا، ونساعد فى تكاثر الدول، لنكون عزوة من الدول الصغيرة الجميلة، ولولا ما حدث فى 25 يناير، لكنا أهديناكم دولا أخرى استطعنا بالجهد والعرق اقتطاعها من الدول الأم.
هذه لمحات طريق، وملامح عهد بدأناه منذ ثلاثين سنة، رأيتم فيه ما لم ترونه فى أى عهد مضى منذ خلق الله مصر، فهل باع مصرى جزء من جسده مقابل مبلغ زهيد يتعيش منه فى عهد غير عهدى؟ .. هل أقدم مصرى قبل أن أحكمكم على الانتحار لعجزه عن تلبية نفقات أسرته؟ .. لقد انتحر الآلاف من المصريين خلال السنوات الماضية لهذا السبب، وهذه من الظواهر التى انفرد بها عهدى الميمون، هل كان للمصريين قبل ظهورى "ماما" ترعاهم وتوفر لهم كل شىء مثل ماما سوزان؟ .. كانت تصل ليلها بالنهار فى خدمة شعبنا العظيم، رأست آلاف الجمعيات والهيئات والمستشفيات والحركات والعصابات، جمعت المليارات من أجل بناء المدارس والمستشفيات، ومن كثرة انشغالها كانت تنسى تحويل هذه المبالغ للمؤسسات التى جمعتها لها، لكنكم شعب تمنعه أخلاقياته العالية من أن يحاسب أمه، وكما قال الشاعر من ليس له أم يشترى ماما سوزانية.
وفى مجال الانفرادات التى ميزت عهدى، أننى ولأول مرة فى مصر، عينت وزيرا شاذا، وأبقيته فى الوزارة ربع قرن، تشجيعا منى لهذه الفئة التى أحترم حقها فى الشذوذ، وحريتها فى الحياة المثلية، التى أعترف بها فى مصر لأول مرة فى تاريخها، وهو الأمر الذى نلنا بسببه إعجاب كل شواذ العالم.
عينت الوزير الشاذ، والوزير الرقاص، وجعلت على رأس قيادات الحزب الحاكم طبالا محترفا، احتراما منى أيضا للطبل والطبالين، وكنا بصدد تعيين أحد المطربين رئيسا لمجمع البحوث الإسلامية، وأحد الأميين رئيسا لمجمع اللغة العربية، اعترافا منا بهذه الفئة التى تمثل أكثر من 30% من سكان الشعب، وعينت وزيرة لا تحمل سوى الابتدائية، لتشجيع المصريين على الحصول على الابتدائية، وعينت وزيرا للنقل بدبلوم نسيج، ووزير الإسكان كان معه ثانوية عامة فقط، وهذا إن دل على شىء فإنما يدل على أننى أقدر الكفاءات، وأضع الرجل المناسب فوق الكرسى المناسب.
الأخوة والأخوات:
كلكم تحبون مصر لأنها أمكم، وأنا أيضا، أحب أمكم ماما كل المصريين، السيدة الفاضلة جدا سوزان مبارك، وهى أيضا صديق قديم، ولسوف نكمل المسيرة، مهما كلفنا ذلك من عرق وجهد، وحتى آخر قطرة دم فى آخر مواطن مصرى، سوف أجاهد محافظا على هذا الكرسى.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير البلاد والعباد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
salahelemam@hotmail.com

حزب الروتشلديين وآل روكفلر المصرى

حزب الروتشلديين وآل روكفلر المصرى



صــلاح الامــام | 28-05-2011 00:21

الملياردير المسيحى المصرى، الذى الذى هو أحد أغنى عشرة أشخاص فى العالم، يلعب الآن دورا خطيرا على أمن مصر القومى، يهدد هويتها العربية الإسلامية، لأنه يقدم صورة طبق الأصل من الدور الذى لعبه اليهود من آل روتشلد فى ألمانيا وأوربا، ثم آل روكفلر فى أمريكا، ونجحوا إلى حد كبير فى أن يكون لليهود ـ رغم قلتهم ـ الدور المؤثر فى صناعة القرار السياسى الأمريكى، الذى هو القرار المؤثر فى العالم كله، على اعتبار أن الولايات المتحدة هى القوة الأولى فى العالم، وهى التى تقود زمام البشرية فى هذه الحقبة من الزمن.
عائلة روتشلد اليهودية ظهرت فى فرانكفورت فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر، كأغنى العائلات فى ألمانيا، وآمنوا بأن سلطة الذهب قادرة على تحقيق المستحيل، وعلى انتزاع مقاليد الحكم من الحكام، واستخدموا المال كسلاح خطير فى تنفيذ كل مخططاتهم، وتحقيق كل آمالهم، وأعلن كبير العائلة أن الوصول إلى الهدف يبرر استخدام أى وسيلة مهما كانت.
انتشرت فروع الأسرة فى عدة دول أوربية، خاصة انجلترا وفرنسا، وهم الذين خططوا ومولوا الثورة الفرنسية، وصنعوا نجومية نابليون بونابرت، وهم الذين مولوا حملته على مصر والشام، وكل حروبه فى أوربا وروسيا، وكل الحروب الأوربية، وكذا كل عمليات الغزو الإستعمارى الأوربى لبلدان المشرق العربى الإسلامى، خاصة عملية احتلال فرنسا للجزائر ومحاولتها المستمينة لطمس هويتها العربية الإسلامية وجعلها ولاية فرنسية على مدى 132 سنة من الإحتلال.
كان روتشلد يوصى بنشر المشروبات الكحولية والمخدرات على أوسع نطاق بين الشباب، وكذا نشر الإنحلال الخلقى وكل أنواع الرذائل وإغراق الشباب فى اللهو والفجور، وقام بتجنيد مجموعات من النساء تتولى اجتذاب الشباب وإغراقهم فى الرذيلة، بغرض تدمير هذا القطاع الحيوى فى المجتمع الذين هم القوة الضاربة له، وكان ذلك يتم من خلال نشر ثقافات جديدة ذات شعارات براقة، وأيضا نشر عناصر من قبلهم فى الإدارات الحكومية تتولى نشر سياسة الرشاوى والفساد الإدارى، وتزكية المفسدين ليتولوا هم المناصب القيادية فى الحكومة، بغرض تفكيك المجتمع وإضعافه ليسهل بعد ذلك إخضاعه والسيطرة عليه.
كان منهج عائلة روتشلد اليهودية هو استخدام الحكام ورجال الفكر والسياسة والصحافة مثل أحجار رقعة الشطرنج فى أيديهم، يحركوها كيفما أرادوا دون أن يرى أحد أيديهم، وآمنوا بأن أهدافهم لن يكتب لها النجاح إلا إذا سيطروا بشكل كامل على كل وسائل الإعلام، ويبثوا من خلالها الإشاعات والفضائح، ويثيروا الشبهات والشكوك، ويزينوا مبادئهم ونظرياتهم الهدامة من خلال شعارات جذابة يقوم عليها أفراد تم تدريبهم جيدا على ذلك، وأطلقوا على وسائل الإعلام "السلاح الذهبى".
مع منتصف القرن التاسع عشر، كان آل روتشلد لهم الكلمة النافذة فى أوربا، دون أن يظهروا فى الصورة، فهم أصحاب أكبر المصارف والمؤسسات المالية، وهم الذين أسسوا بورصة "وول ستريت" التى تتحكم فى السوق المالى العالمى كله، ومازالت حتى وقتنا هذا هى رمانة الميزان للإقتصاد العالمى، فضلا عن أكبر المصارف فى العالم بأمريكا وأوربا وخاصة سويسرا.
أنشأ آل روتشلد بعد ذلك مصانع السلاح، والسفن، الأدوية، والمعاهد والجامعات، واحتكروا مناجم الذهب وصناعته، وكانوا سباقون فى اكتشاف آبار النفط واستغلالها، وهم الذين اشتروا حصة مصر فى أسهم قناة السويس عام 1875 من خلال حكومة انجلترا، وهم الذين مولوا الحرب العالمية الأولى، وهم الذين اشتروا أراضى فلسطين، ثم صدروا حكومة انجلترا لتكون وراء جعل فلسطين وطنا قوميا لليهود، ولو تذكروا أن وعد بلفور كان موجها إلى آل روتشلد، وكان نصه:
"عزيزي اللورد روتشيلد .. يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملك التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية، وقد عُرض على الوزارة وأقرته كما يلي:
إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى".
كان أخطر مخطط لآل روتشلد، هو إلغاء "الكنيسة الكاثوليكية" التى تتزعمها دولة الفاتيكان، وذلك عن طريق نابليون بونابرت، حينما كان القائد الأعلى للقوات الفرنسية فى إيطاليا، حينما قبضوا على البابا بيوس السادس (1717 ـ 1799) عام 1797م، وأرسلوه مسجونا إلى فرنسا، وبقى بها حتى قضى نحبه.
وقد أشير إلى هذا الحدث فى النسخة الأمريكية لدائرة المعرف البريطانية، إذ جاء فيها:
"وبعد اتفاقية سلام تولينتينو فى فبراير عام 1797م، مرض بيوس السادس، فأمر نابليون بألا تجرى انتخابات لخلف له، كما أمر بإلغاء الحكومة البابوية، واتخذ إعلان الثورة ذريعة فورية لإنهاء الحكم البابوى وإعلان الجمهورية الرومانية".
لكن بعد ثمانية أشهر وتحت حماية امبراطور روسيا، تم انتخاب بيوس السابع، وأعيد الكرسى البابوى عام 1800، وأصبحت الكاثوليكية هى الدين الرسمى لفرنسا.
وانتقل فرع من الروتشلديين إلى الولايات المتحدة فى منتصف القرن التاسع عشر، وتسمى فرعهم هناك باسم "روكفلر"، وهناك أشعلوا الحرب الأهلية الأمريكية، وبسطوا سيطرتهم على كافة مؤسسات المال والأعمال من تجارة وصناعة، ومناجم ومعامل، وجامعات، وصحافة ... إلخ.
خلاصة ماسبق، أن رأس المال حينما يتم توظيفه على خلفية طائفية، يصبح سلاحا خطيرا، وتصبح جميع التصرفات التى تتم بتمويل مباشر منه نوعا من الحروب المسلحة حتى ولو كانت خفية، فهى تفوق فى خطورتها الحروب الميدانية، وما يفعله الملياردير المصرى الآن يشبه إلى حد ما التكوين الجنيني لآلي روتشيلد وروكفلر.. ولكن بنسخة مصرية.
لديه ثروة تقدر بحوالى 15 مليار دولار، أى ما يزيد على 80 مليار جنيه مصرى، وهو رقم يساوى الدخل القومى لعدة دول عربية مجتمعة، ثروة رهيبة وخطيرة، وليس لنا أن نسأل عن مصدرها، لكن المتفق عليه أنها جاءت من جيوب المصريين، الذين ينتمى 95% منهم إلى الإسلام، أى جاءت من كد وعرق المسلمين، الذين يتعاملون مع مؤسساته دون تفرقة، لكنه بتلك الأموال يخطط لأن يحكمهم، فإذا فشل فيكون الخيار شمشون ، بإتباع نفس الأساليب التى اتبعها آل روتشلد اليهود فى أوربا، وآل روكفلر فى أمريكا.
بعدما حقق المليارات، اتجه لتأسيس امبراطورية إعلامية خطيرة، ضمت أصنافا من البشر تم تدريبهم فى حظائر وقحة، فأصبح الإسلام هو هدفهم الذى يتسابقون لإطلاق قذائفهم عليه، فأحدهم يطالب بجعل يوم الجمعة يوم عمل، وتكون الراحة الأسبوعية يوم الأحد، وآخر يطالب بنزع كل الآيات القرآنية التى يضعها الموظفون فى مكاتبهم، وثالث يطالب بإلغاء خانة الديانة من البطاقة، لا لشىء سوى لمحو كلمة "مسلم" لأن الآخر يوشم نفسه بما يعلن عن ديانته، وغيرهم يطالب بإلغاء تدريس الدين فى المدارس، وهناك من يطالب بمنع الصلاة نهائيا فى أوقات العمل، ومن يطالب بإلغاء الحجاب، ... وهكذا.
هناك قاسم مشترك بين كل هذه المطالب، وهو "الهوية الإسلامية"، فهى الهدف الحال لأعداء ديننا الحنيف، وهم أنفسهم أعداء هذا الوطن الذى يجمعنا، ومثلما فعل الروتشلديون وآل روكفلر، يريدوا أن يكونوا هم أصحاب الكلمة فى هذه البلد، التى يتفق العالم كله أنها الحصن الحصين للدين الإسلامى، وإذا سقطت تداعت كل حصون الإسلام على وجه الأرض.
يلعب دورا فى غاية الخطورة، وملامح هذا الملعوب بدأت تتضح بعد الثورة، الثورة التى أرقت مضاجعهم، وأربكت مخططاتهم، ووأدت أحلامهم، فقد انهار النظام الذى كان ينفذ ـ بالوكالة غير المعلنة ـ مطالبهم، وبوادر ما هو قادم تأتى بما يزعجهم، فكشفوا بكل فجاجة عن مكنون نفوسهم وحجم مابه من غل وحقد، ورغبة دفينة فى القضاء على كل من هو ليس منهم.
قارون العصر أعلنها ـ ومازال يعلنها ـ صراحة أنه سيقف بكل ما أوتى من قوة فى وجه الإخوان المسلمين والسلفيين وكل التنظيمات الإسلامية، ومعنى كلامه أنه سيقف بكل قوة فى وجه الوجود الإسلامى.
الرجل ينفق بسخاء غير عادى، فلأول مرة فى تاريخ مصر تجد حزبا تحت التأسيس يقوم بحملة دعائية على أوسع نطاق داخل وخارج مصر، بشكل مباشر عن طريق الإعلانات، أوغير مباشر عن طريق ما يقال عنه فى البرامج الحوارية التى يتحدث فيها الضيوف مقابل مبالغ مالية كبيرة، وعلى قدر المبلغ المدفوع يكون كلام الضيف، بمعنى أنه كلما زاد المدفوع زاد حجم الكذب وارتفع صوت هؤلاء فى ترويج بضائعهم النجسة.
الرجل ذهب إلى الموالد فى الأحياء الشعبية، وأقام شوادر لتوزيع اللحم والخضار والمواد التموينية على البسطاء والمعدمين باسم حزبه المنتظر، ومن الموالد إلى أفخم قاعات فنادق لندن وباريس وروما ونيويورك وسان فرانسيسكو ثم أوتوا وتورنتو، مرورا بالجامعات ومراكز الشباب والنوادى والمقاهى المصرية.
الذى يتم إنفاقه أكثر بكثير مما تتخيلون، ولا يمكن أن يكون قارون مصر هو وحده الذى يتولى عملية الإنفاق هذه، بل هناك أيدى خفية تساهم وبسخاء فى هذه النفقات، لدعم الحملة الجديدة، التى تهدف إلى محاربة الإسلام فى عقر داره، ولكن بدون دبابات أو مدفعية وصواريخ، بل بسلاح المال والإعلام، وهما سلاحا هذا الزمن، ولن يستطع أحد أن يقف أمامهما.
أصحاب المال من مسلمى مصر (رجال الأعمال)، لايوجد فيهم واحد يغير على دينه ويرغب فى نصرته مثلما يفعل قارون العصر، بل كلهم موالون له وداعمون لدعوته، وليس هناك من أمل للوقوف أمامه سوى عمل جمعيات تنشىء فضائيات وتصدر صحفا لنتمكن من مواجهة هذا الخطر الذى بدأت علاماته واضحة للعميان والطرشان، فالرجل يحتذى بآل روتشلد وروكفلر، ويريد أن يجعل مصر والشرق ميدانا لنشر وتنفيذ مخططه، الذى يقوم عليه وأمله كبير فى الآلة الإعلامية الجهنمية، التى يقوم عليها أشباه الرجال ونسوان يبكين ويتشحن بالسواد إذا أصيب أصبع مسيحى واحد وقد يلطمن الخدود ويشقون الجيوب إذا مات أحدهم، لكنهم لا يلفظن كلمة واحدة عندما يموت العشرات ويصاب المئات من المسلمين، وتلقى سلطات الدولة القبض عليهم وترميهم فى غياهب السجون، ولا من باك عليهم، إنه إعلام إعلام قارون وبطرس الناسك، الذى جعل من الصبية والسكارى أبطالا، ويتخيل أنه قادر على أن يمكنهم من أن يحكموننا (!!).
لقد خسف الله بقارون وبداره الأرض، لكن زمن المعجزات قد ولى بعد نزول القرآن الكريم، فهو المعجزة الأبدية، التى تتحدى الإنسان وما يأتى به ممن قد يراه إعجازا حتى قيام الساعة، وهذا القرآن العظيم يقول فى سورة الإسراء:
"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِۦ عِلْمٌ ۚ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُو۟لَـٰٓئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًۭا ﴿36﴾.
أحلام قارون العصر سوف تتحول إلى كوابيس عما قريب، لقد ظلت فرنسا ومن خلفها جماعة النورانيين وكل المجامع الماسونية العالمية ومعهم أموال آل روتشيلد، ظلت لمدة 132 سنة فى الجزائر، تحاول بكل ما تملك من قوة وسلطان، محو هوية الجزائر العربية الإسلامية، فمنعوا اللغة العربية وجعلوا اللغة الفرنسية هى الرسمية للجزائر، وهدموا المساجد وأنشأوا بدلا منها الكنائس، وتغلغل المبشرون فى جسد المجتمع الجزائرى خاصة فى المناطق القبلية ذات المستوى الثقافى المتواضع، وصادروا كل نسخة تقع تحت أيديهم من القرآن الكريم، وجعلوا اعتناق المسيحية وإتقان الفرنسية شرطا لتولى الوظائف، ورغم كل ذلك فشلت فى تنفيذ مخططات الغرب الصليبى المتآمر، وارتكبت فى سبيل تحقيق ذلك الجرائم الوحشية، واتبعت أساليب تعذيب يندى لها جبين البشرية، لكن بقيت الجزائر عربية إسلامية، ثم فى النهاية طرد المحتلون من الجزائر شر طردة، من خلال عمليات مقاومة ليس لها مثيل فى التاريخ، سقط خلالها مليون ونصف المليون شهيد، بخلاف المصابين وهم أضعاف هذا الرقم.
ليعلم قارون، وسيده بطرس الناسك ، وكل من والاهم، ليعلموا أن ما يخططون له، هو كأحلام العصافير، مهما أنفقوا، ومهما افتروا وروجوا لمزاعمهم الكاذبة، لن يفلحوا .. والأيام بيننا.

salahelemam@hotmail.com