استوقفتني في الزفة الكاذبة التي قادها مارينز الكنيسة عقب نفوق الطاغوت شنودة الثالث، ما كتبه الشاعر فاروق جويدة ، إذ حسبت أنه سيترفع عن الانحدار لمستوي مارينز الكنيسة وشبيحة ساويرس، إلا أنه أبي إلا أن ينضم لهم بكلام سيلطخ تاريخه .. فكتب الشاعر الكبير يوم 18 / 3 / 2012 بجريدة الأهرام عقب نفوق شنودة يقول : "خسرت مصر عاشقا من عشاقها الكبار.. رحل البابا شنودة تاركا في كل ربوعها رصيدا من الحب سوف تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل..كل شيء في مصر أحب هذا الرجل المسلمون قبل الأقباط والأشياء قبل البشر.. كان إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من المعاني والصفات والفضائل الإنسانية الجميلة.. كان شخصية ثريه في تكوينها وثقافتها ووضوحها الشديد.. كان رمزا دينيا للأخوة الأقباط ولكنه كان رمزا مصريا لكل المصريين " أ.هـ ولو لم يكن اسم فاروق جويدة فوق هذا السخف لظننتها كلمات يحيي الجمل أو خالد منتصر أو ما تُسمي إسعاد يونس .. فعلي أي أساس حكم جويدة أن كل شئ في مصر أحب هذا الرجل ؟! وعلي أي أساس ادعي أن الأشياء – التي لا نعرف ما هي بالضبط – قد أحبت الطاغوت الهالك ؟! ومن أعطاه الحق ليزعم أنه كان رمزا دينياً لكل المصريين ؟! هل اعتقد فاروق جويدة أن ما فعله إعلام الدعارة وغسيل الأموال وتجارة المخدرات يدل علي حُب الحجر والشجر للطاغوت الهالك ؟! كيف لفاروق جويدة الذي كتب يهجو المجرم سلمان رشدي بقوله : جلاد يعبث بالأديان وآخر يمتهن الإنسان والكل يصلي للطغيان.. أسالك بربك يا سلمان: هل تجرؤ أن تكسر يومًا أحد الصلبان؟ أن تسخر يومًا من عيسى أو تلقي مريم في النيران ما بين صليب.. وصليب أحرقت جميع الأديان فاكتب ما شئت ولا تخجل فالكل مهان خبرني يومًا.. حين تفيق من الهذيان: هل هذا حق الفنان؟ كيف لجويدة الذي انتصر لـ رسول الله من قبل أن يمتدح شنودة شاتم الرسول صلي الله عليه وسلم ؟! اسألك بربك يا جويدة .. هل هذا حق الفنان ؟! لك يكتف جويدة بما كتبه، بل زاد علي ذلك في مقال آخر بالأهرام يوم 25 / 3 / 2012 بعنوان " البابا شنودة وبركات الثورة" قال فيه : " حلت بركات ثورة يناير علي جنازة قداسة البابا شنودة وودعه المصريون بصورة تليق بتاريخ الرجل ومواقفه الوطنية.. ولو أن البابا شنودة رحل في ظل النظام السابق لاقيمت له جنازة رسمية في صحراء مدينة نصر وحمله المشيعون علي مدفع وسافر إلي وادي النطرون دون أن يودعه الشعب المصري بكل طوائفه.. هكذا اعتاد النظام السابق مع كل رموز مصر التي رحلت في السنوات الماضية, حيث كانت المبررات الأمنية دائما وراء إلغاء المشاركة الشعبية في توديع رموزنا الوطنية.. حدث هذا مع فضيلة الإمام الشعراوي واقتصرت جنازته علي أبناء بلدته وعلي رغم هذا كانت جنازة مهيبة " أ.هـ واسأل الشاعر الكبير .. كيف لبركات الثورة أن تحل علي عدو الثورة ؟! كيف لبركات الثورة أن تحل علي صديق حسني باراك ؟ ولماذا تدعي يا أستاذ جويدة أن شنودة لو هلك في ظل النظام السابق لما طبل وزمر الإعلام الفاسد المجرم ؟ كيف وأنت تعلم أن شنودة هو أحد أركان النظام المجرم الذي حارب المصريين في دينهم ومعاشهم ؟ إن النظام السابق يا جويدة لم يكن يحتفل إلا بمن يعلنون الحرب علي الله ورسوله، وحتماً كان سيقيم الدنيا ولا يقعدها كما فعلت أنت وزملاءك عقب هلاك شنودة .. إن ما حدث في جنازة الطاغوت الهالك شنودة لم يكن دليلا علي حب بقدر ما كان حزن الكُفار علي هلاك زعيمهم .. بقدر ما كان حزن الشياطين علي هلاك إبليس .. خبرني بربك يا جويدة .. هل إن مات شيخ الأزهر ستفعلون الذي فعلتموه مع شنودة ؟ هل سيقف البرلمان دقيقة حداد ؟ هل ستنكس الأعلام ؟ هل سيُعلن الحداد في الدولة لمدة ثلاثة أيام ؟ هل سيأخذ المسلمون إجازة ثلاثة أيام ؟ هل ستبث الفضائيات مراسم الجنازة وتذكر مآثر شيخ الأزهر علي مدار أسبوع ؟ هل ستتصدر صورة شيخ الأزهر الصحف القومية والخاصة والمجلات ومواقع الإنترنيت ؟ هل سيضع التلفزيون المصري شارات سوداء حدادا علي شيخ الأزهر ؟ هل سترتدي مني الشاذلي البدلة السوداء ؟ خبرني بربك يا جويدة .. هل سيطلق محافظ الإسكندرية اسم شيخ الأزهر علي أحد الشوارع ؟ هل سيجد من يدعو لإصدار عملة تذكارية باسمه أو طابع بريد يحمل صورته ؟ هل سيشارك المشير ورئيس الأركان وأعضاء المجلس العسكري في جنازته ؟ هل سيشارك رئيس الوزراء في جنازته ؟ خبرني بربك يا جويدة هل يرضيك منع أذان صلاة الظهر والعصر والمغرب من القناة الأولي والفضائية المصرية لبث مراسم جنازة شنودة ؟ خبرني بربك يا جويدة ألا تخجل من مدح شنودة الذي خاض في عرض رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال فيه هو وربيبه زكريا بطرس ما لم يقله سلمان رشدي ؟ ختاماً أجدني أذكرك بأبياتك التي كتبتها أهديها لكل من كتب يمتدح الشيطان شنودة الثالث : في زمن الردة والبهتان اكتب ما شئت ولا تخجل فالكفر مباح ضع ألف صليب وصليب فوق القرآن وارجم آيات الله ومزقها في كل لسان لا تخش الله ولا تطلب صفح الرحمن فزمان الردة نعرفه.. زمن المعصية بلا غفران إن ضل القلب فلا تعجب أن يسكن فيه الشيطان |