عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 8 أبريل 2010

صكوك غفران تلمودية

صكوك غفران تلمودية

أحمد بن يوسف الدعيج
أضيفت بتاريخ : : 04 - 04 - 2010
نقلا عن : جريدة الوطن الكويتية




في العصور الوسطى أو ما قبلها بقليل كانت الكنيسة الكاثوليكية بالذات تلجأ الى اجراء ديني بحق بعض رعاياها من النصارى الذين تعتبرهم من المعارضين لتعاليمها فتخرجهم بذلك من زمرة المؤمنين، هذا الاجراء الديني هو الحرمان الكنسي، وهو امر مثير للذعر فعلا بين النصارى مهما بلغت درجاتهم، اذ ان من يتعرض للحرمان الكنسي البابوي يصبح منبوذا في مجتمعه ولا يستطيع أياً كان ان يتعامل معه. سوف أذكر بعض الأمثلة، وما أكثرها، لشخصيات نصرانية بارزة تعرضوا للحرمان الكنسي، في فبراير 1076م عُقد في روما مجمع كنسي وقع فيه البابا جريجوري السابع قرار الحرمان الكنسي على هنري الرابع، امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة، فتخلى اتباعه عنه ورفضوا الاعتراف بسلطته، فما كان من الامبراطور الجبار الذي يعتبر نفسه ظل الله على الأرض، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، الا ان سافر وهو حافي القدمين في شتاء أوروبا الرهيب الى قلعة كانوسا في شمال ايطاليا وظل ينتظر خارج أبوابها ذليلا خانعا خاضعا حتى يأذن له البابا بالمثول أمام حضرته، ثم لما أذن له البابا ارتمى الامبراطور على قدمي البابا يقبلهما وهو يجهش بالبكاء ويقول اغفر لي أيها الأب المقدس.


وفي مارس من سنة 1177م حصل الأمر نفسه مع أحد أقوى أباطرة اوروبا وهو الإمبراطور فريدريك الأول الذي يعرف بفريدريك بارباروسا (ذي اللحية الحمراء) وكان البابا الذي أصدر قرار الحرمان الكنسي هو البابا الكسندر الثالث، وما كان من الامبراطور القوي الا ان ذهب ذليلا خاضعا الى البابا يسأله وهو يبكي أن يمنحه الصفح والغفران، أما الامبراطور فريدريك الثاني امبراطور الامبراطورية الرومانية المقدسة فانه عندما تعرض للحرمان الكنسي في سبتمبر 1227م من البابا جريجوري التاسع بسبب تقاعسه عن القيام بالحملة الصليبية السادسة، فانه بادر من فوره بقيادة جماعة من رجاله ووصلوا الى عكا لعل وعسى يرضى عنه البابا.


اليوم لا يهم الحرمان الكنسي كثيرا، فليس هناك صكوك غفران تصدرها الكنيسة مثلما كان الأمر في العصور الوسطى، ولكن النصارى بالذات ابتلوا وبطريقة يصعب تفسيرها بحرمان أكبر وقعا وأشد ارهابا فكريا وعقديا من الحرمان الكنسي، انه الحرمان التلمودي الذي يشهره اليهود في وجه الغربيين بصفة خاصة بمن في ذلك الأمريكان البلهاء، انه الاتهام بمعاداة السامية، فاذا كان الأباطرة الأقوياء، أباطرة الامبراطورية الرومانية المقدسة، هنري الرابع وفريدريك الثاني، والامبراطور الالماني فريدريك بارباروسا خضعوا وذلوا وامتثلوا لأوامر وتعليمات بابوات روما، فما بالكم بالرئيس الأمريكي «الغلبان» باراك حسين اوباما الذي اتهمه أخو زوجة بنيامين نتنياهو بأنه معاد للسامية؟


إن رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا الالماني بنديكتوس السادس عشر الذي لا يستطيع اليوم اصدار صكوك غفران مثلما كان يفعل اسلافه في العصور الوسطى، ارتجف رعبا ونكص على عقبيه عندما اتهمه اليهود بانه معاد للسامية، أليس اليهود اليوم وبسبب غباء الأوربيين البلهاء يسيطرون على العالم ويوقعون قرارات الحرمان التلمودي، أو معاداة السامية، ويصدرون لمن يريدون صكوك غفران تلمودية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق