عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

خدمة العمر


خدمة العمر





ملفات متنوعة

أضيفت بتاريخ : : 07 - 09 - 2010

نقلا عن : خالد الشافعي - خاص بموقع طريق الإسلام







الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل وأشهد ألا إله إلا وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد

فإن صح ما بلغنى من أن مفتى الديار فى بلاد تركب الأفيال قال كلاماً يُفهم منه جواز تسليم من أسلم إلى الكنيسة بداعى حفظ أمن الدولة ودلل على ذلك بحادثة أبى جندل فى صلح الحديبية ، أقول لو صح ذلك وهو غالباً سيصح لأننا تعودنا على ذلك من المؤسسة الدينية الرسمية ، نعم عودتنا المؤسسة الرسمية فى بلاد تركب الأفيال وتحتقر الإنسان على فتاوى بالغة الشذوذ إلى حد مخالفة الإجماع بل والمعلوم بالضرورة ، عودتنا المؤسسة الدينية فى مصر على السمع والطاعة مهما كان الثمن ومهما كان المطلوب ، عودتنا المؤسسة الرسمية فى بلاد تركب الأفيال وتسحل الإنسان على أنه ليس هناك خطوط حمراء وليس هناك شىء إسمه ( ما ينفعش) أو ( لا يجوز ) . المؤسسة الرسمية فى بلاد تركب الأفيال لا ترد يد لامس ولا ترفض طلباً بتبديل دين الله ، فى بلاد تركب الأفيال وتدهس الإنسان المؤسسة الدينية تتبرع من عند نفسها أحياناً بتبديل دين الله طلباً لرضا الناس فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين ؟ ألم يسمع هؤلاء قول النبى صلى الله عليه وسلم : من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ؟

أقول إن صح مابلغنى فهذه خدمة عمر جديدة من الدولة التى ما فتئت تقدم لنا معاشر أبناء الصحوة خدمات عمر لا تنتهى .





نعم أى قراءة - ولو سطحية للواقع – تكشف بجلاء عن أن الدولة تقدم لنا خدمات عمر لا تنتهى وأن الدولة تبذل فوق ما تستطيع لتسليمنا قلوب الخلق وعقولهم ، هاهى الدولة وبإصرار عجيب - ليس له من تفسير إلا ( فأغشيناهم فهم لا يبصرون ) هاهى الدولة وبإصرار تصر على قتل المؤسسة الدينية الرسمية قتلاً غير رحيم ، هاهى الدولة تقضى على كل ماتبقى لهذه المؤسسة عند الناس ، ففضلاً عن غياب الحضور وانعدام الفصاحة وبرودة الخطاب وسذاجته عند رجالات هذه المؤسسة فلا يتحمل أحد مشاهدة درس أو حديث أو خطبة لهم فلا حضور ولا كاريزما ولا معالجة شيقة وجذابة، فضلاً عن كل هذا فإن المؤسسة الدينية الرسمية فى بلاد تركب الأفيال وتذل الإنسان هذه المؤسسة تخرج على الناس صباح مساء بفتاوى والله لا تدخل عقل بائعة الجرجير ، ولا يمكن أن تنطلى على صبيان الكتاتيب ، فلمصلحة من ؟ لمصلحة مؤسسة الظل التى لم تعد تحتاج أن تقيم الحجة على بشاعة ما تفعله هذه المؤسسة

وأنا أستعير هنا كلاماً قلته فى مقال سابق لأننى مازلت أراه حياً كأنه ولد الساعة :



((( لقد أرتكب الذين يديرون الأمور فى بلادنا أخطاءاً فادحة قدموا بها وعلى طبق من ذهب خدمة العمر للمتطرفين - من وجهة نظرهم - وأظهروا الدولة على أنها لا هم لها إلا محاربة الإسلام ، من أفدح هذه الأخطاء : إحراق ورقة المؤسسة الدينية الرسمية حتى سقطت من حسابات الناس ، نعم ، كان من الممكن أن تكون المؤسسة الدينية الرسمية فى مصر هى خط الدفاع الأول ضد كل فكر لا تتبناه الدولة ، كان ذلك ممكناً لو ظل لها وزن عند الناس ولكن الأثرة والرغبة فى أى حل لأى مشكلة والتسرع وسطحية المعالجة وأحادية النظرة كل هذا جعل الدولة تضحى بهذه المؤسسة حتى لم يعد لها وزن عند الناس !!

إستخدمت المؤسسة الدينية فى مصر أسوأ إستخدام ، وأرسلت الدولة على لسان هذه المؤسسة رسائل بالغة الشذوذ خالفت فى أحيان كثيرة معلوماً بالضرورة فجاءت صادمة حتى لبسطاء الناس .





فماذا كانت النتيجة ؟ فقد الناس ثقتهم فى هذه المؤسسة ، وأعطوها ظهورهم ، وجعلوا أصابعهم من فتاواها فى آذانهم ، وأستغشوا من كلامها ثيابهم ، وأخيراً لم تعد الدولة قادرة على إيصال أى رسالة من خلال هذه المؤسسة بعدما بارت سلعتها وتحول عنها الناس إلى مؤسسة الظل حيث السمت والدل والفصاحة والقوة والحجة والحضور وأمارات الصدق والفهم والرشاد حتى صار الدعاة الجدد هم المرجعية الموثوقة عند الناس )))

شكراً للقائمين على إدارة حديقة بلاد تركب الأفيال.



خالد الشافعي

kaledshafey@yahoo.com





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق