عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 24 أكتوبر 2010

أمريكا والصوفية وساويرس رجل العام الهجري!

أمريكا والصوفية وساويرس رجل العام الهجري!


تعجبت وتعجب معي الكثيرون مما تناقلته المواقع والقنوات الفضائية بشأن الاحتفال المهزلة الذي أقامته الطريقة العزمية الصوفية بشخص نجيب ساويرس ملياردير الفتنة الطائفية وما كان من قيامها بتسميته «رجلا للعام الهجري(!!!)». وسبب تعجبي وتعجب الملايين واضحٌ بيِّنٌ، فمن ناحية تعتبر هذه الطرق، وإن كان عليها ملاحظات عقيدية خطيرة، هي في نهاية المطاف حركات محسوبة على الإسلام، والرجل من ناحية أخرى مسيحي متعصب ما يفتأ يذكر الإسلام وشرائع الإسلام وحقيقة أن الإسلام هو دين الدولة الرسمي وشريعته هي المصدر الرئيس للتشريع في كل حوار يجرى معه بما ينم عن حقد يعتمل في قلبه ورغبة في التخلص من التركة الثقيلة على قلبه التي تركها الفاتحون المسلمون. والرجل سخر قنواته الفضائية والمواقع التي يملكها صراحة أو من الباطن وأسطولا من الإعلاميين والصحفيين المرتزقة لهدف واحد: تغريب الشباب المسلم وصده عن سبيل الله وتنصير البلد تنصيرا فعليا والقضاء على اللغة العربية. وهو لا يعجبه الحجاب ويؤلمه أنه كلما رأى أخواتنا وأمهاتنا سائرات متلفعات بحجاب العفة، حجاب أمهات المؤمنين، يشعر في نفسه أنه ليس في مصر بل في إيران(!!). وهو صاحب الجريدة التي أعلنت، قبل أن تتراجع عن ذلك تحت ضغط الجماهير المسلمة، أنها بصدد نشر كتاب لنكرة كافر بالله يسمى «ليالي النبي محمد الحمراء».



كيف إذن لمن يدَّعون حب النبي وآله وحب أولياء الله الصالحين وانتسابهم للإسلام (الصحيح) و(الوسطي) أن يكافئوا رجلا اجتمعت في شخصه كل هذه الموبقات؟



لكني في حقيقة الأمر أجد أنه لا مفر من الاعتراف أن تعجبي إنما كان ينم عن سذاجة واضحة وطيبة زائدة يتميز بها المصريون والضيوف منهم، على رأي بيشوي حبيب ساويرس، خاصة. فتفسير الأمر واضح وضوح الشمس ولا يحتاج لكثير إعمال فكر، بل هو يسير على من يسره الله عليه. فهذا ساويرس قد اشترى بالفعل معظم المؤسسات الموجودة في هذه البلد، من قمة هرمها إلى القاع، وصار يستخدمها لتحقيق مآربه وإن بلغت في شذوذها شأوا عظيما. وغالب الظن، وبعضه ليس إثما، أن الطرق الصوفية ليست بعيدة عن هذا المزاد ولا هي بالتي تستعصي على الشراء.



من ناحية أخرى هناك ما يؤكد أن عمق العلاقات بين ساويرس والطرق الصوفية هو الأصل الذي لا ينبغي أن نعدل عنه إلى غيره إلا بقرينة قوية. فكلا الطرفين مرضي عنهما أمريكيًّا وهذه وشيجة قوية ورَحِمٌ بين أهلها تستوجب الوصال. فساويرس كما يعلم الجميع هو الفتى المدلل للمعونة الأمريكية وأحد رجال الأعمال المصريين القلائل الذين قطعت لهم أمريكا نصيبا من كعكة العراق، رغم أنها حرمت منها عمليا دولا عظمى بحجم فرنسا وألمانيا. ولك أن تتخيل أن الشرط الوحيد الذي اشترطه جورج بوش فيمن يريد أن ينال نصيبا من هذه التركة الضخمة هو أن يشارك فعليا في جهود الحرب. ومن هنا فلا شك أن ساويرس لعب دورا في احتلال العراق. نعم قد يكون هذا الدور مجهولا للجميع لكن مآلات الأمور وما تمخضت عنه في العراق يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن له دورا خوَّله أن يهتبل لنفسه نصيبا من الكعكة. والطريف أن دولا بحجم فرنسا وألمانيا، كما ذكرنا، وكانتا قد رفضتا الانسياق وراء أمريكا في هذه اللعبة المجهدة والخاسرة وإن طال أمدها، حُرِمَتا لرفضهما هذا، ممثلتين في الشركات الفرنسية والألمانية، من الاقتراب(مجرد الاقتراب) من مشاريع إعادة الإعمار. ولكن ساويرس العجيب ابن النيل وحفيد الفراعنة العظام أجبر(!!) أمريكا العظمى وما وراء أمريكا من الخضوع له والاستسلام لمطالبه، فهل جاء هذا مجانا وبلا مقابل؟!



أما الطرف الثاني من المعادلة ، وأعني الطرق الصوفية، فمعلوم ما هي هذه الطرق وما نظرة أمريكا إليها وما الذي تخطط له أمريكا من الاستعانة بهذا التصور للإسلام لهزيمة الإسلام الوهابي السلفي الذي يناطحها رأسا برأس في أكثر من جبهة عسكرية وثقافية ودينية. يقول الدكتور عمار على حسن في مقال له نشر في عدد من المواقع الإخبارية:



«لا يحتاج تعويل الولايات المتحدة على التصوف ليصبح هو الطريق الأوحد للإسلام إلى دليل، فواشنطن تصرفت بما يعزز هذا المسلك، ويقوّى شوكته، فى إطار استراتيجيتها الرامية إلى تحجيم الجماعات والتنظيمات السياسية الإسلامية المتطرفة، وفى معيتها التفكير والتدبير السلفى، الذى ينتهى دوماً إلى خلاف مع واشنطن قد يتصاعد إلى حد التصادم، وبما يهدد مصالح أمريكا وسياساتها»



ويضيف:« ورغم أن للمتصوفة تحفظاً شديداً على الكثير من ممارسات أمريكا فى بلادنا، فإنهم لم يقفوا حتى الآن فى صدارة المشهد المعادى لها، بل إن حرص الكثيرين منهم على السير فى ركاب الأنظمة الحاكمة جعلهم فى مؤخرة صفوف حركة «الإحياء الإسلامى»، التى تدخل فى تحد حضارى للمشروع الغربى برمته على مدار النصف الأخير من القرن العشرين. ولم تكن هذه التصرفات بعيدة عن أعين الأمريكيين، ولذا أخذوا ينظرون إلى الصوفية من زاوية مختلفة، وراحوا يبنون على أكتافها العريضة آمالهم فى تقليم أظافر الجماعات المتشددة.»



وقد يتساءل المرء منا ما الذي تبغيه أمريكا من هذا التقارب مع الصوفية، فيجيبه الدكتور عمار بقوله:« تريد واشنطن أن تضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، الأول يرتبط بتصورها أن الصوفية قادرة على استيعاب الديمقراطية، قياسا إلى تجربة «النقشبندية» فى تركيا، التى أنتجت حزبى الرفاه والعدالة والتنمية. والثانى هو التوهم بأن الطرق الصوفية باب وسيع للتشيّع، وهى مسألة تحقق لأمريكا هدفين هما: خدمة سياسة «الفوضى الخلاقة» عبر إحياء النعرات المذهبية والطائفية والعرقية، وتوحيد المرجعية الإسلامية، بعد أن استراحت واشنطن من خلال تجربتها المريرة بالعراق إلى التعامل مع مرجع إسلامى واحد، يأتمر سائر المسلمين بأمره ويمتثلون لندائه ويلبون دعوته. أما الثالث فهو استغلال التقرب من المتصوفة فى تحسين صورة أمريكا لدى العرب والمسلمين. ورأينا كيف كان السفير الأمريكى السابق حريصا على حضور الموالد، وزيارة أضرحة الأولياء. وقد كشف برنارد لويس، الذى يعد المفكر الأول لليمين المسيحى المتطرف مرارا عن سعى الغرب منذ زمن لتمكين المتصوفة، بما يؤهلهم لكبح «الإسلام السياسى»، ويوافقه الرأى دانيال بايبس، وهو يحمل الأفكار نفسها، فيؤكد أن واشنطن وحلفاءها يسعون إلى مصالحة التصوف، ودعمه ليملأ الساحة الدينية الإسلامية.»



لا داعي للتعجب إذن فالطيور على أشكالها تقع وساويرس لا يختلف كثيرا عن أبي العزائم فكلاهما صنيعة لأمريكا ومطية تستخدمهما لتحقيق مآربها الاستعمارية. وغاية الأمر أنه تعاون بين الحليفين من باب «شيلني وأشيلك» كما يقول المثل المصري. ويبدو أن هذا ملعوبا دبر له ساويرس كي يتقرب ولو ذرا للرماد في العيون من الشعب المسلم الغافل الذي يُسَبُّ دينه صراحة، كما في موقف وزير المالية النصراني في مجلس الشعب وتصريحات بيشوي الرجل الثاني في الكنيسة والمفضل عند ساويرس لخلافة شنودة في القريب، وعمليا في جميع القنوات والمواقع والصحف التي اشتراها ساويرس بماله وعين فيها أرذل حثالات اليساريين والعلمانيين يسبون الإسلام ليل نهار.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق