عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 14 نوفمبر 2010

سيدة النجاة و مساجد الله

سيدة النجاة و مساجد الله ـ محمود طرشوبي



محمود طرشوبي | 14-11-2010 00:02

كان التنديد الدولي و العربي بالهجوم علي كنسية سيدة النجاة ببغداد و اسع النطاق بحيث اصدرت معظم حكومات الإتحاد الأوربي و معها حكومات العالم الإسلامي بيانات شجب و إدانه .

و لن نختلف كثرا حول هذه العملية و عدم جوازها من الناحية الشرعية فقد نص الشارع الحنيف علي عدم التعرض لأهل الكتاب بالآذي و لكن السؤال الذي أطرحه أنا الآن ؟ لماذا لا تعامل المساجد من قبل المجتمع الدولي مثل الكنائس , فإعتداء واحد علي إحدي الكنائس يؤدي إلي قيام عاصفة من الإحتاجاجات لا حصر لها تشمل العالم كله , و تصدر بيانات الشجب و الإستنكار و تسود العالم حالة من الحزن و الهلع علي القتلي و الجرح من سكان الكنسية و تبدأ الدول في عرض مساعدتها كما حدث مع جرحي كنسية سيدة النجاة من قبل فرنسا و الأردن .

لن نلوم المجتمع الدولي و العربي منه إذا تصدي لمخططات القتل و الترويع بإسم الدين , و لن أكون أبدأ في خندق واحد مع من يرفع السلاح في وجه أتباع السيد المسيح , و لكن ألوم حكومات الدول التي لا تتعامل مع مساجد الله بنفس المنطق من الهلع و الحزن و التديدات .

المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج الأبله أمام هدم المساجد و إحراقها , يقف المجتمع الدولي الغير نزيهة و هو يري عشرات المساجد في فلسطين يتم الإعتداء عليها من قبل المستوطنين و بإسم الدين أيضاً و لا تجد كلمة شجب واحدة بل إن المساجد التي تم حرقها و هدمها في البوسنة و كوسفا كانت تحت بصر و أشراف المجتمع الدولي و الأوربي منه خاصة و كانت بعض الدول الأوربية التي أصدرت بيانات ضخمة في حادثة سيدة النجاة هي إحدي ممولي الصرب لقتل و ذبح المسلمين و هدم مساجدهم .

إن الوقفة التي رايناها بالشموع أمام السفارة العراقية في القاهرة لم نري مثلها عندما قامت قوات الإحتلال الأمريكي بتفجير مساجد داخل العراق أو عندما تم إعتداء علي مساجد داخل بغداد نفسها .

وكان من بين ما قام به المحتل ففي الفلوجة : قصف المساجد والمآذن، والتعدي على روادها وأهلها، بل تعدى الأمر إلى قتل من يلجأ إليها ويستأمن فيها؛ ولعل كثيراً من أبناء أمة المليار والربع رأت بأم عينها ذلك المشهد الفظيع الذي قام من خلاله أحد جنود الاحتلال الأمريكي بقتل أحد المواطنين الآمنين العزَّل بعدما لجأ إلى أحد المساجد على اعتبار أنه مكان مستأمن في كل الديانات السماوية, ولا تزال آثار القصف والدمار والخراب واضحة على هذه المساجد المباركة .

ومساجد بغداد هي الأخرى انتُهكت حرماتها وديست قدسيتها؛ فهذا مسجد الإمـام أبي حنيفـة النعمـان في الأعظمية ـ وهو أكبر مساجد السنَّة في العراق ـ تعرض للقصف والهجوم عليه مرات عديدة؛ ولعل المرةالأخيرة من عمليات المداهمة والتفتيش نالت القسط الأكبر من الهمجية والعدوان؛ فقد اقتُحِم المسجد من قِبَل قوات الجيش العراقي الجديد يوم جمعةٍ، وقُتل في المسجد بعض المصلين، واعتُقل العشرات منهم بأسلوب همجي مشين .

و في غرب العاصمة بغداد، مما يسمى بالمناطق الساخنة، وتحديداً بمركز محافظة الأنبار «مدينة الرمادي» كنموذج لمدن أخرى قام الاحتلال بالعبث بمساجدها؛ فإننا نلحظ مشاهد عجيبة وغريبة؛ فقد انتُهكت حرمات المساجد في هذه المدينة مرات عديدة، واعتُقل عدد كبير من روادها وأئمتها وخطبائها، وفي ليلة واحدةٍ تم الهجوم علي ما يقرب من عشرة مساجد، وصاحب ذلك تفجير للأبواب وتكسير للزجاج، وتخريب لما بداخل المساجد .

وفي تقرير إعلامي أعده «مركز البلاغ الإسلامي في العراق» ذكر فيه المساجد التي أنتهكت حرماتها في مدينة الرمادي خلال مداهمة منظمة ليلة وهي:

1 - جامع الدولة الكبير، وهو الذي يضم مقر هيئة علماء المسلمين فرع الرمادي , 2 - جامع عبد الله بن أم مكتوم؛ حيث كسرت الأبواب بإلقاء المتفجرات . 3 - جامع محمد عارف 4 - جامع الصديقة عائشة (الحاج دهر)، وقد تميز انتهاك هذا المسجد زيادة على تكسير الأبواب: بالعبث بالمصاحف الشريفة ورميها على الأرض. 5 - جامع الشيخ عبد الجليل، الواقع على الشارع العام في الرمادي.6 - جامع القاضي، الواقع في وسط مدينة الرمادي من جهة الشرق.7 - جامع بديع السماوات والأرض، الذي يقع في منطقة الملعب.

8 - جامع عباد الرحمن، الواقع في حي الشرطة.

وحجة هذه القوات المحتلة حسب ما جاء على لسان المكتب الإعلامي الخاص بها: أنَّ هذه المساجد تأوي عناصر الإرهاب، وأن الإرهابيين يلجؤون إليها عندما يشنون هجماتهم ضد قوات الاحتلال.

إننا أمام مجتمع دولي يقف موقف ضعيف أما كل عمل ضد الإسلام و المسلمين . و قوي و تظهر شجاعته و كلماته و أمواله لو استهداف هذا العمل اليهود أو المسيحيين .أن المسلم الذي خرج ليدين حادث كنسية النجاة هو فرض ديني يجب عليه و هو التصدي لأعمال غير شرعية أولاً و الثاني أنها لاتصب في مصلحة الإسلام و المسلمين , و لكن علي الطرف الآخر هل يتذكر المجتمع العالمي مأسي المسلمين في السنوات الأخيرة .

هل سمعنا من المجتمع الدولي الذي يقف بكل إعلامه و سطوته وراء هجوم كنسية النجاة .

كنا نتمني أن يقف العالم معنا عندما هــدم المسجد البابري التاريخي الشهير في الهند عام 1992م

و لكن لم نسمع لهم صوتاً , كنا نريد أن يدين العالم ما تفعلة إسرائيل في المساجد الفلسطينية و هي علي سبيل المثال لا الحصر :مسجد الزيب – قضاء عكا – ( أخزيف) أصبح مخزن للأدوات الزراعية لمتنـزه- أخزيف. مسجد عين الزيتون – قضاء صفد – أصبح حظيرة للأبقار. المسجد الأحمر – صفد – حول إلى ملتقى للفنانين. مسجد السوق – صفد- حول إلى معرض تماثيل وصور. مسجد القلعة – صفد – محول الى مكاتب لبلدية صفد. مسجد الخالصة – ( كريات شمونة ) محول الى متحف بلدي. مسجد عين حوض – قضاء حيقا- محول الى مطعم وخمارة. المسجد القديم في قيساريا – ساحل حيفا – محول الى مكتب لمهندسي شركة التطوير. المسجد الجديد في قيساريا – ساحل حيفا- محول الى مطعم وخمارة.. مسجد السكسك –يافا- الطابق الأرضي محول الى مصنع بلاستيك اما الطابق العلوي فهو محول الى مقهى للعب القمار وبيع الخمور. مسجد مجدل عسقلان محول إلى متحف وجزء منه محول الى مطعم وخمارة. مسجد المالحة – القدس – اقتطع احد اليهود جزءا منه لبيته, ويستعمل سقف المسجد لإحياء السهرات الليلة للجيران. المسجد الكبير – بئر السبع – مهمل وكان قد حول في السابق الى متحف. المسجد الصغير – بئر السبع – محول الى دكان لشخص يهودي.

أم المساجد التي هدمت فعلي سبيل المثال : مسجد ام الفرج – قضاء عكا- ( بن عامي ) هدم في تاريخ 4/12/1997 , مسجد وادي الحوارث – قضاء طولكرم – (قرب الخضيرة) هدم في 3/2/2000م , مسجد صرفند – هدم في عام 2000 , مسجد السويقة – صفد – هدم المسجد وبقيت المئذنة , مسجد اجزم – ساحل حيفا- مغلق من قبل دائرة أراضي إسرائيل ويمنع الاقتراب منه والمخالف يهدد بالسجن , مسجد عين كارم – مهمل ويستعمل وكرا لمتعاطي المخدرات وأعمال الرذيلة.

ماذا فعل المجتمع العربي الذي بلغت صيحاته عنان السماء أما هذه المساجد , و أين هذا المجتمع الدولي في مجازر المسلمين التي حدثت في العقود الأخيرة و التي عندما نتذكرها تعود بنا إلي عصور من الحروب الهمجية و البربرية التي عاش فيها العالم سنوات طويلة .

إن إن مذابح الأمة الإسلامية ومآسيها في العصر الحديث تحتاج إلى مجلـــدات لإحصائها والحديث

عنها و لكننا لا ننسي مأساة البوسنة والهرسك قتل عشرات الألوف قتلا وذبحـــا ، وتم اغتصـاب عشــرات الآلاف من النساء بما فيهن صغيـرات السن(أقيمت معسكــرات للاغتصاب الجماعي وأصبح آلاف المسلمات سبايا للجنود الصرب وأحيانا يقدمــن للترفيه عن جنود القوات الدولية!!), وذبــــح الأطفال ويتموا ، وشرد الشعب البوسنوي، وتم حرق وهدم المساجد , وحــرق 1000 طفل في أحد الجوامع في سراييفو . وفيها حدثت المذبحة الرهيبة التي حدثت للمدنيين عند سقوط مدينة سريبرينيتشـا في 11 يوليو/1995م عندما دخلها الصرب مع أنها كانت وقتها منطقة آمنة تحت حماية الأمم المتحـــدة!!! فشرد أهل هذه المدينة بأجمعهم بعد المجزرة الرهيبة التي حصلت لهم حيث والتي نتج عنها آلاف القتلى( وصل القتلــــى إلى 20 ألف حسب بعض الإحصائيات) وخرج أهل المدينة بما فيهم الأطفـــال والعجـــزة والنســـاء وهم في فزع عظيم يهيمـــون في الشعاب والغابات باتجاه مدينة توزلا.

هل ينسي العالم مأساة كوسوفا حيث ذبح الآلاف وشرد مئات الألوف وتم ذبــح أطفال أمـــام أعين آبائهم ودمرت قرى بأكملها بالحرق أو بغيره واغتصبــت فيها المسلمات.

لماذ لا ينظر العالم إلي مأساة المسلمين في الصين الشيوعية .حورب الإسلام في الصين الشيوعية منذ عام 1954 وشمل ذلك تعطيل المساجد وقتل وسجن العلماء وتقسيم تركستان الشرقية وتهجــــير المسلمين و مازال مسلسل القتل و التعذيب مستمر تحت بصر و سمع المجتمع الدولي .

و هل فقد العالم ذكراته حين تجاهل مأساة الشيشان و تم قتل عشرات الآلاف, و تشريد لمئات الألوف تدمير مدن وقرى بأكملهـــا براجمـــات الصواريخ , حرق المنازل ,أنهار من الدماء, تقطيــــع وصلــب الأحيــاء , ضرب الطوابير المهاجرة بالطائرات والرشاشات المدفعية ,قتل للأطفال والنساء والمسنين ,اغتصاب النساء , ذبــح وحـرق أطفــال داخل روضة , قصف حافلة مليئة بالأطفال والنساء بصواريخ من طائرات مروحية , عدا التعذيب الرهيب , و ارتكاب الفاحشة بالأسرى نساءً ورجالاً. قصف سوق يعج بالمدنيين ,4000 شيشاني قتلوا في قرية في يوم واحد, واستخدم الروس أسلحة الدمار الشامل المحرمة دوليا .

و لماذ نسي العالم ما لاقاه إخواننا الفلسطينيون من مذابح وتعذيب وهـــــدم للمنازل وتشريد شعب بأكمله. ومن ذلك :

- مذبحة الشيخ ودير ياسين والطنطوره (2000 قتيل) واللد ونحالين وكفر قاسم وقبية ورفح وخان يونس .ومحى اليهود قرية ناصر الدين من الوجود فأحرقوا بيوتها وقتلوا سكانها.

- إحراق المسجد الأقصى عام 1969م.

- مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا عام 1982م (3500 قتيــــــل).

- مذبحة المسجد الأقصى عام 1990م 150 قتيلاً من المصليـن في ساحــة الحرم القدسي الشريف.

- مذبحة المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994م عندما اقدم مستوطن يهودي تحت تغطية من الجيش الإسرائيلي على فتح النيران على الساجديـــن الصائميــن فقتل 29 مسلما في شهر رمضـان المعظــم .

- قتل 70 فلسطينيا عام 1996م بعد أن فتح الجنود الإسرائيليون النيران لقمع الغضب الجماهيري الذي اندلع بعد افتتاح نفق تحت المسجد الأقصى. و ما حدث في حرب غزة لا يحتاج إلي تذكير و مازال مسلسل القتل و العربدة مستمر تحت سمع و بصر المجتمع الذي انتفض لحادثة سيدة النجاة .

و قبل أن أنهي مقالي جاءني هذا الخبر بقيام السلطات الإسرائيلية بهدم مسجد الصحوة في مدينة راهط في صحراء النقب بذريعة البناء غير المرخص.

و أني أتسال ماذا سوف يكون رد العالم , الذي ملاْ الدنيا صياحاً و ضجيجاً علي حادث الكنسية , أليست الكنسية دارا للعبادة و المسجد أيضاً . أم أن الكنسية لها من يدافع عنها و المسجد لا ؟, أم أن حرمات الله تراعي في مكان و في مكان أخر لا .

إنني لن أؤيد ابدا أن يعتدي علي كنسية أو دور عبادة , و هذا أمر ننطلق فيه من نواهي شرعية , و إذا كانت مجموعة خرجت عن هذا الحكم الشرعي فلا يجب أن ننطلق في احكامنا علي كل المسلمين , الأمر الآخر و هو ما وجب البحث فيه من قبل المنظمات و الحكومات لماذا وصل الحال بهذه المجموعات أن تفعل ما فعلت ؟

أهو الظلم الدولي ؟ أم أنه بسبب الحملات المسيسة من قبل الحكومات و المنظمات علي الإسلام ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق