عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 4 نوفمبر 2010

القمني بلبوصا

القمني بلبوصا


ثروت الخرباوي


كنت أظن أن تعبير " سأقلع ملابسي وأقف بلبوصا " لا يستخدمه إلا فتوات الحارات إذا أعيتهم الحيل وأرادوا إسكات خصومهم حينئذ يستخدم " البلطجي " القراري هذا التهديد لكي يستدير من لديه حياء ناظرا إلى جهة أخرى أو منصرفا عن المكان ليُبعد عينه ونفسه عن رؤية هذا " البلبوص " ، أما البلبوص الذي أعنيه فهو سيد القمني الذي كرمته الدولة حينا من الدهر وأعطته جائزتها التقديرية في العلوم الاجتماعية في العام البائس الفائت !! وقد كنت أظن حتى وقت قريب أن العالم المثقف المبدع له سمته ووقاره ، لايستخدم إلا ألفاظ المثقفين ولا يتحدث إلا بهدوء العلماء ، لذلك صكت أذني عبارة نابية خرجت من القمني منذ أشهر قليلة بعد أن أقيمت ضده دعاوى قضائية بطلب سحب الجائزة منه لعدم استحقاقه إياها حينئذ أرغى وأزبد وتحامق وهدد وقال : ( لو سحبوا الجائزة مني سأقلع بلبوصا وأقف عاريا في ميدان التحرير ) !! ... ولأن البلبوص المنتظر هو من منحته وزارة الثقافة جائزة مرموقة ذات " شنة ورنة " لذلك لك أن تتصور مدى الحرج الذي وقع فيه من منح هذا الرجل تلك الجائزة ومدى خيبة أملهم فيه ــ إن كانوا يعرفون الحرج ــ إذ كان البعض يعده ليكون أحد من يشار لهم بالتنوير المفترى عليه .

صدمة البلبوص هذه دفعت المفكر الكبير الدكتور إبراهيم عوض إلى أن يكتب مقالة جامعة مانعة تحت عنوان " القمني بلبوصا " والحق يقال أن الدكتور عوض استطاع بعلمه وفكره تعرية أفكار القمني ـ إن كانت له أفكار جدلا ـ وظهر لنا بجلاء أن القمني صاحب الجائزة ما هو إلا فقاعة من هواء تبددت وتلاشت ،، وبعد ما كتبه الدكتور عوض كتب الباحث المتميز منصور أبو شافعي فاضحا انتحالات القمني وسرقاته الفكرية وعدم أمانته في النقل وفساد منظومته الفكرية .

يا الله !! هذا رجل سرق ما كتبه من مستشرقين مثل القس " زويمر " و"إدوار مونتيه" واقتبس من سابقين عليه مثل الكاتبة المهرطقة " أفكار السقاف " ونقل عن ابن كثير نقلا مشوها ليوحي للقارىء بصحة ما يقول ، فإذا ناقشناه في فساد أفكاره قال بلا حياء : " هذا هو تاريخ الإسلام وأنا أنقل من ابن كثير " وزعم أن القرآن الكريم مسروق من شعر أميه بن أبي الصلت ونسب دراسة لباحث عراقي مات منذ سنوات هو " جواد علي " زعم فيها أن هذه الهرطقة هي وفقا لبحث كتبه "جواد علي" مع إن جواد علي قال في بحثه المفصل عكس هذا تماما .. وفوق هذا ادعى القمني كذبا في كتاباته أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة رضي الله عنها تم بالحيلة وبمؤامرة ترتب عليها ان تم إسكار والد السيدة خديجة ليفقد وعيه ويوافق على الزواج مع أن الرواية التي نقل عنها ذكرت أن والد السيدة خديجة مات قبل حرب الفجار أي قبل زواج الرسول صلى الله عليه وسلم بعشر سنوات تقريبا ، ولكن أمانة القمني رفضت نقل مسألة موت والد السيدة خديجة قبل الزواج بآماد .

كان ما نطق به هذا "البلبوص" عاريا من الصحة لا يستره إلا الباطل لذلك كان لا يستحق إلا أن نطأه بالأقلام ، لذلك فقد كتب العلماء والكُتّاب ما يكشف النقاب عن ذلك الجهل العمدي الذي نطقه البلبوص ويعرّيه .

وفي كل ما تمت كتابته لم يستطع القمني فتح فمه أو الرد والتعقيب أو كتابة كلمة واحدة يوحد بها ربه يدافع بها عن أفكاره ـ إن كان يصح لنا أن نطلق عليها أفكار ـ ولكنه سكت سكوت الصم والبكم .. والحقيقة أنه سكت لأنه لم يكتب شيئا من الأساس ولكن هذه الكلمات كتبت على لسانه وألقاها من ألقاها في روعه وانتحل لها إسم القمني ، وهذا الكلام على مسئوليتي الشخصية ، فلا القمني يعرف الكتابة ودروبها أصلا كما أنه لا يحمل فكرا اللهم إلا ذلك الفكر الذي هو قرين المرض إذ يقول المصري البسيط في قريته عن فلان المريض إنه : عنده شوية فكر .. ربنا يشفيه ." والشفاء هنا دعاء يعود حتما على المريض وعلى القمني في آن واحد " .

ومع زحمة الأعمال والأشغال والخطير من الأحداث نسيت عبارة " القمني بلبوصا " وتناسيت هرطقاته إلى أن حتم القضاء والقدر أن ألتقي بغتة بالقمني ــ ولقاء القمني يشبه إلى حد ما اصطدامك بأتوبيس أهلكه الزمن من أوتوبيسات هيئة النقل العام ــ حيث انعقدت مناظرة بيننا في إحدى القنوات الفضائية منذ ثلاثة أسابيع ، آنذاك عادت إلى ذهني عبارة "البلبوص" وتداعياتها فأيقنت أن أذني سيصيبها أصوات الطبل البلدي الأجوف ، ولكن إذا لم يكن من المناظرة بد فمن العار أن تهتم بأذنك .

أصدقكم القول أنني لم أكن أتوقع أن يعترف القمني بأنه لم يحصل على الدكتوراه !! لم يدر في خلدي انه سيعترف بأن الجامعة التي قال أنه حصل على الدكتوراه منها هي جامعة وهمية ولكن هذا هو الذي حدث فبعد أن اعدت تقديم الأدلة التي نشرتها صحيفة "المصريون" عن تلك الدكتوراه المزورة لم يكن عنده إلا أن قال وفقا لقاموسه اللغوي الفريد " إذا كانت الجامعة بتبيع بامية أو بتبيع دكتوراه أنا مالي " ووفقا لمقولته فإن القمني يكون قد حصل على " بامية " اطلق عليها في مصر دكتوراه وظل " يتقمع " بها علينا سنوات وسنوات ، بل وبمقتضى هذه البامية حصل القمني على جائزة الدولة التقديرية !! .

ولأن الغوغائية والشوشرة لها رجالها .. ولأن البلبوص لا يتقن إلا " التطجين ورفع الصوت " أخذ صاحب "طاجن البامية" يرفع عقيرته وينفخ أوداجه ويرغي ويزبد لمنع أي حوار بشأن افكاره .. على اعتبار أنه صاحب فكر ، ولكن كانت الطامة الكبرى حينما واجهته بالتقرير العلمي الصادر من أكبر هيئة علمية دينية رسمية في مصر هي مجمع البحوث العلمية .. هذا التقرير الذي قدمه محامي شيخ الأزهر في قضية سحب الجائزة منه ... وقتها زاد انفعال القمني وخرجت ألفاظه تتطاير يمينا ويسارا حتى أن كل من في الاستديو حاولوا الاحتماء من قاموسه اللغوي الفريد خلف أي ساتر في الأستديو .. وياساتر على ما قال .. فقد هاجم الأزهر بعصبية وانقض على تلك الجامعة العريقة متهما كل شيوخ الأزهر بالنفاق والرجعية والجهل .. ثم انفرد بالشيخ الجليل الذي كتب التقريرالعلمي عن مؤلفات البلبوص وقال أنه شيخ " الغائط " !! ويالفجاجة الكلمة وثقلها وتدني معانيها .. وبعد اعتراضي على تلك الكلمات غير المسئولة التي تدل على أن هذا الرجل لا يفكر قبل أن يتكلم وليس في إمكانه أن يفكر بعد أن يتكلم برر كلمته بأن هذا الشيخ الجليل كتب في " المصور " من قبل أنه يقرأ أربعين ألف كتاب في الشهر وأن مجلات بعينها تنفق الملايين لمهاجمته هو شخصيا ـ أي مهاجمة القمني ـ ولأنني من قراء المصور بانتظام عدت إلى ما زعمه " ملك التزوير " فوجدته قد زور كلمات الرجل فلم أتعجب ولم تأخذني الدهشة فهذا هو شأن رجل يزور على ابن كثير فهل يعجزه أن يزوّر على أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ؟

وبعد الحلقة وقبل أن ننصرف من الاستديو إذا بالقمني يُخرج من فمه قاموسا خاصا به على شكل نافورة من الشتائم وجهها لي ولكل من كتب ضده الأمر الذي جعل المذيعة المسكينة تهب مسرعة قبل أن يصيبها رذاذ السباب .

قد يكون القمني متوافقا مع نفسه وشخصيته حينما يهرطق ويزور ويكذب وينتحل رسائل دكتوراه مزورة .. قد يكون متوافقا مع نفسه وشخصيته حينما يستخدم قاموسا خاصا له به ألفاظ من عينة " بلبوص " و " الغائط " و " البامية " وغيرها .. فهذا رجل يدل على نفسه وقد تذكرت من خلاله عبارة رائعة قالها طه حسين حين قال عن أحدهم ذات يوم " هذا رجل رضي بجهله ورضي جهله عنه " ولكنني لا أظن أن المجلس الأعلى للثقافة كان متوافقا مع نفسه حينما منح هذا الرجل جائزة الدولة التقديرية وحجبها عن آخرين يستحقونها .. ياللعار الذي سيصاحب الدكتور والوزير السابق والمعارض الحالي يحيى الجمل ورفاقه من أعضاء لجنة التحكيم بسبب هذه الجائزة ،هذا عار لا يمحوه إلا الاستحمام في نهر مقدس بعيد عن هذا البلبوص





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق