عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 23 ديسمبر 2010

ماذا يريد البابا من مصر ولمصر ؟

ماذا يريد البابا من مصر ولمصر ؟



هانى صلاح الدين | 23-12-2010 00:53

على مدار تاريخنا حرص كل المصريين بمختلف معتقداتهم وثقافتهم ، على وحدة النسيج الوطنى الذى ميز هذا الشعب عن شعوب العالم ، ففى الوقت الذى كانت الفتنة الطائفية ، تضرب بجذورها فى بلد مثل لبنان، ويمزق التعصب الأعمى أوصال الوطن الواحد هناك ، وأشعل التعصب الطائفي نيران الحرب لسنوات عدة ،كانت مصر تضرب أروع الأمثال فى وحدة شعبها ،وفى الوقت الذى شهدت بلدان أوربا كلها تفرقة عنصرية ، واضطهادا دينيا للمسلمين ظهرت بوضوح فى حربا فاجرة على مسلمى البوسنة والهرسك ، كان المسلمين والمسيحيين فى مصر نموذجا مضيئا للوحدة الصف و الاندماج التام بين قطبى الوطن .

لكن ما طرأ على الكنيسة المصرية فى الآونة الأخيرة من علو صوت المتشددين ، واستغلال الأحداث السياسية لكسب المزيد من الأهداف المخطط لها حتى لو تضاربت مع مصلحة الوطن ، يجعل كل مصرى يعشق هذا البلد مصاب بالدهشة ، ويمتلكه الخوف على مستقبل وطننا .

فقد أصبح واضحا للجميع ان الكنيسة المصرية ، وعلى رأسها البابا شنودة بدئوا ينزلقوا للطائفية البغيضة ويحاولوا الاصطدام بمؤسسات المجتمع ، ليفرضوا واقعا سياسيا وطائفيا سيزج بالوطن فى نيران الفتنة التى لن ترحم مسيحيا أو مسلما .

فبين الحين والأخر نجد بعض المسيحيين يفتعلون قضايا تتضارب مع صريح القانون والدستور ، ولعل على خير دليل على ذلك أحداث العمرانية الأخيرة ، التى حاول من خلالها بعض المتعصبين تحدى القانون والإطاحة بالمؤسسية المدنية للدولة ، ففى الوقت الذى نرفض فيه جميعا تجاوزات رجال الشرطة بل ونتصدى لها بكل قوى من خلال الوسائل القانونية لتى اقرها الدستور والقانون ، نرفض أيضا ان يكسر بعض المتشددين هيبة هذا الجهاز من خلال اعتداءات سافرة علي رجاله ، ولقد وضح للجميع ان مظاهرات المتشددين الأقباط فى أعقاب أحدياث العمرانية ، كان مخطط لها بليل ، وتم الحشد لها من مختلف المحافظات ، وكان من الطبيعى ان يتم التعامل بشكل قانونى وحاسم مع المتلاعبين بأمن الوطن ، من المتطرفين والمتشددين .

وكنت اظن ان البابا شنودة سيكون له دورا حاسما فى مواجهة هؤلاء المتعصبين ، لكن خرج علينا الرجل ليشير لأنه سيعتكف بوادى النطرون ، مرسلا برسالة ضمنية من خلال رجال كنيسته، بان المرحلة القادمة ستشهد مزيد من التصعيد، فى حالة عدم الإفراج عن متطرفى أحداث العمرانية ،ولولا ضغوط الدولة على البابا من اجل حضور خطاب الرئيس بمجلس الشعب ماخرج الرجل من معتكفة وبسبب ضعف الوضع القائم للنظام الحاكم وجدنا الإفراج عن المتورطين فى أحداث العمرانية يتواصل ، يالرغم من تورط بعضهم الواضح فى مخالفة القانون .

وهذا الأسلوب تعود عليه البابا فكلما حدثت مشكلة للأقباط أو للكنيسة، أو يصدر أحكام قضائية ترفضه الكنيسة كحكم السماح للأقباط بالطلاق او الزواج الثانى ، يقرر البابا الاعتكاف ويذهب إلى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، حيث وصل عدد الاعتكافات الرسمية له منذ أن تولى الكرسى خلال 39 عاماً، 7 اعتكافات .



كما ظهر بوضوح أيضا موقف البابا شنودة الرخو تجاه التصريحات المستفزة للأنبا بيشوى حول القرءان والإسلام ، و التى جرحت مشاعر كل المسلمين ، كما حاول البابا أيضا من خلال إلغاء الاحتفال بعيد جلوسه ال39 إرسال رسالة غضب للنظام للمطالبة بمزيد من الامتيازات ، ولعل تعين 7 من الأقباط بمجلس الشعب ، كانت استجابة سريعة من قبل النظام لتهدأ الأوضاع داخل الكنيسة .

ولكن يبقى الآن سؤال يطرح نفسة بقوة ماذا يريد البابا من مصر ولمصر؟ ، فالتاريخ الآن يعيد نفسه فأجواء الصدام بين البابا والسادات تعيد نفسها الأن ، وقد ساعدت هذه الأجواء على ظهور المتطرفين والطائفين والمتشددين داخل الكنائس المصرية ، وأصبحوا يمارسوا دورا خطيرا يعرض الوطن لمخاطر كبيرة ، وهنا علينا ان نذكر البابا شنودة بروح المحبة التى نادت بها الكنيسة ، وتعاليم المسيحية التى قالت لهم حبوا أعدائكم ، فما بالكم بإخوانكم من المسلمين أشقاءكم وشركاء الوطن ، فلابد من العودة للعقل وقيم التسامح ، مع التأكيد على تضامننا الكامل مع حقوق المواطنة لإخواننا الأقباط ، ولكن ما نرفضه ان يتحول بعض رجال الكنيسة لمخالب لقوى خارجية تريد تمزيق جسد الوطن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق