عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 7 فبراير 2011

يوم الغضب و دكاكين حقوق الانسان

اتفق العديد من أبناء الشعب المصرى على جعل يوم 25 يناير 2011 ، انتفاضة ضد الظلم والطغيان والفساد والاستبداد الذى انتشر منذ ثلاثين سنة وحتى الآن فى شتى أرجاء البلاد .. اتفق المصريون على إسقاط النظام الذى أفقرهم وأمرضهم وجوّعهم وجعلهم " مسخرة " فى جميع أنحاء العالم .. اتفقوا على أن يقولوا للظالم : أنت ظالم .. أن يقولوا للفاسد : أنت فاسد .. أن يرفضوا الدجل الذى يعتمد عليه النظام فى إدارة البلاد .. أن يخرسوا شيوخ العبودية والذل المفسدون فى الأرض ، الذين يخترعون دينا جديدا يفتى بعدم الخروج على الحاكم الظالم وإن جلد ظهرك وسلب مالك ، بحجة أنه ولى أمر ..

كانت مطالب الشعب واضحة تناقلتها وكالات الأنباء : الشعب يريد إسقاط النظام .. لا يريد تغيير حكومة أحمد نظيف .. لا يريد تعديلا وزاريا يتم فيه إقالة وزير التضامن والإبقاء على فلتة زمانه " فاروق حسنى " وزير الثقافة والطائفى العنصرى سبّاب الدين " يوسف بطرس غالى " وزير المالية الذى أذل الناس وحاربهم فى أرزاقهم .. لا يريدون تخفيض الأسعار .. لا يريدون زيادة مساحة حرية الصراخ فى الصحف والفضائيات .. بل كان الهتاف المزلزل الموحد هو : الشعب يريد إسقاط النظام .. لابد من نظام جديد يقوم على شئون المصريين وليس على شئون رجال الأعمال ونواب القروض وسكان المنتجعات الأسطورية والقرى السياحية ..

الشعب المصري يريد الحرية .. تداول السلطة .. منع التوريث والتمديد ( الرئيس مبارك 83 عاما ) .. منع انهيار المجتمع الذى به 9 مليونا مصابون بفيروس سى و 8 مليونا يسكنون المقابر بجوار الموتى و 30 مليونا يسكنون فى المناطق العشوائية المحرومة من أبسط مقومات الحياة و 14 مليونا عاطلون عن العمل ..

الشعب المصري يُريد نظاما جديدا لا يتحرش بالإسلام ويُضيق عليه ويغلق المساجد ويمنع الاعتكاف فى رمضان ويجعل من الكنيسة دولة مستقلة .. الشعب المصرى لا يُريد برلمانا مزوّرا يتواجد به بعض أرباب السوابق والبلطجية من الانتهازيين والمنتفعين الذى لا يعبرون عن الشعب ..

الشعب المصرى فاض به الكيل فى ظل حزب يُدعى " الوطنى " أصاب الحياة بالشلل والجمود لمدة 30 سنة ، واحتكر الثروة والسلطة والإعلام وكل شئ .. الشعب المصرى يريد حرية حقيقية .. يريد حكومة تعبر عنه ولا تبيع الغاز للكيان الصهيونى .. ولا تتآمر ضد الأمة الإسلامية ..

باختصار .. الشعب يريد إسقاط النظام .. يريد استعادة الكرامة والعزة والمجد ..

كان اللافت للنظر فى ظل هذه الأجواء غير المسبوقة فى مصر ، هو موقف الكنيسة الأرثوذكسية الذى يرفض مظاهرات الغضب ، وحشد الأساقفة والكهنة وإعلان النفير العام للسيطرة على ما يسمونه " شعب الكنيسة " ! وأقيمت القداسات " الاستثنائية " يوم الثلاثاء 25 يناير وحث النصارى على الذهاب لمنازلهم فور انتهاء القداسات ، وأعلن الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة أنه يرفض " الأعمال التى تهدد بلدنا والتى لا تعرف عنها شيئا " ! وأكد القمص صليب متى ساويرس ، أن المظاهرات " تريد زعزعة بلدنا مصر " ! ودعا جميع النصارى إلى عدم المشاركة فى هذا " العمل التخريبى " ! ( اليوم السابع 25 يناير 2011 ) .

وموقف الكنيسة المرقصية يدل على انتهازية رخيصة جدا ، ويؤكد أنها تسعى إلى الحفاظ على مصالحها وحقوقها غير المشروعة التى يوفرها لها النظام .. فالكنيسة تعلم تمام العلم أنه تم تعطيل القانون والدستور من أجل سواد عيون شنودة ، وأن النظام جعل من الكنيسة دولة فوق الدولة .. دولة تتحكم فى 4 ملايين شخص تطلق عليهم " شعب الكنيسة " ! ولذلك فزوال النظام يعنى تفعيل القانون والدستور ، وأنه لا مجال للبلطجة الكنسية وخطف من يعتنق الإسلام وبناء الكنائس فى كل مكان وزمان بطريقة فوضوية ..

الغريب أن الكنيسة المرقصية حذرت النصارى من " أعمال التخريب والهدم " ( المصرى اليوم 23 / 1 / 2011م ) وهى ذات الكنيسة التى طالما مارست التخريب والهدم بشحن الأتوبيسات الغفيرة من الصعيد والوجه البحرى للتظاهر والتخريب من أجل خطف امرأة اعتنقت الإسلام أو من أجل الاعتراض على تطبيق القانون فى مسألة حق " الزواج الثانى " للمطلقين من الأرثوذكس .. الكنيسة التى تتحدث عن التخريب والهدم هى التى شحنت النصارى من سوهاج وأسيوط للذهاب إلى العمرانية للاشتباك مع الأمن وضرب الضباط والجنود بقنابل المولوتوف حتى تُبنى كنيسة فى الشارع بدون ترخيص .. الكنيسة التى تتحدث عن التخريب والهدم هى التى أمرت رهبان " أبوفانا " للخروج بالرشاشات الآلية للتصارع مع الناس وقتل أحدهم ، ليستولوا على مئات الأفدنة ، وضمها للدير .. الكنيسة التى تتحدث عن التخريب والهدم هى التى حركت المظاهرات التى أعقبت تفجيرات كنيسة القديسين فى الأول من يناير .. لتخرج القطعان الهائجة من " كتائب الأنبا بيشوى الاستشهادية " بالسنج والسيوف لضرب الناس والمحجبات والمنتقبات فى منشأة ناصر وشبرا وأسيوط .

الأغرب من ذلك أن فضائيات ساويرس التى كانت تشجع مظاهرات النصارى عقبت تفجيرات القديسين ، وكانت تهيج النصارى وتحرض على المزيد من التظاهرات لمدة أسبوع وظلت هذه الفضائيات تبث إعلانا يحرض صراحة على التخريب والهدم بعنوان " إغضب ولا تخطئ " ! رغم أن المظاهرات إرهابية إجرامية .. نفس هذه الفضائيات هى التى تردح الآن وتطالب الشعب بعدم الخروج فى المظاهرات والحذر من " القلة المندسة " و " الجماعات المحظورة " و " أنصار الفوضى الخلاقة " !

المضحك فى مهزلة الكنيسة والفضائيات التابعة لها ، هو ما تناقلته وكالات الأنباء عقب عظة شنودة يوم الأربعاء 26 / 1 .. فخرجت غالبية هذه الوكالات بعنوان " البابا شنودة يطالب المواطنين بالهدوء بعد احتجاجات بمدن مصرية " ! بينما نشرت صحف أخرى الخبر بعنوان " البابا شنودة يطالب المصريين بالهدوء " !

والسؤال : ما هى قيمة شنودة حتى يدعو المصريين إلى الهدوء ؟؟ ما هو منصب شنودة بالنسبة لـ 80 مليون مسلم مصرى ؟؟ هل يظن سيادته أنهم من " شعب الكنيسة " ؟!

شنودة لا يفعل ما يفعله اعتباطا .. بل هو يدرك خطورة الوضع .. ويعلم أن حكاية " دولة الكنيسة " ستنتهى إن جاء نظام لا يفرق بين المواطنين ، وأن القانون سيتم تفعيله .. وأن عصر الخروج على الشرعية وإرادة الأغلبية سيولى إلى غير رجعة ..

لقد أثبت شنودة انتهازيته الرخيصة التى تجعله لا يرى فى مصر سوى " شعب الكنيسة " بينما لا علاقة له بالغالبية الساحقة من أبناء هذا الشعب الذين يقاومون الظلم والاضطهاد والفساد والاستبداد .. لا علاقة له بالغضب النبيل الذى يستهدف إعادة حقوق الشعب ، بينما يحرض هو على الغضب الطائفى العنصرى الذى يهدف للتخريب والتدمير وطلب الوصاية الدولية على مصر .

إن اختطاف شنودة للنصارى من شركاء هذا الوطن لن يدوم طويلا .. فنسبة كبيرة منهم صارت ترفض أكاذيبه وتحريضه الرخيص ضد المسلمين ، وصاروا يعلمون أنهم لا حياة كريمة لهم إلا بالالتحام مع المسلمين للتوحد ضد نظام فاسد ..

يبقى الإشارة إلى المنظمات النصرانية التى تدعى الدفاع عن " حقوق الإنسان " ، حيث خرست جميع هذه المنظمات ولم تشارك فى أية تظاهرة ولم تدافع عن المعتقلين فى انتفاضة 25 يناير ، كما خرس محامو الفتنة من أزلام وعبدة شنودة الذين لا يتظاهرون إلا من أجل حذف المادة الثانية من الدستور المصرى التى تنص أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع والدعوة لقوانين عنصرية وحرية الاتجار بالبشر وبيع الأطفال والتبنى ، والدعوة لإلغاء خانة الديانة من بطاقات الهوية وجوازات السفر وتقنين بناء كنائس فى أى مكان بمصر بالمخالفة للواقع والمعطيات .. مما يؤكد أن هذه المنظمات والقائمين عليها طائفية عنصرية لا تعمل إلا مصلحة " دولة الكنيسة " دون مراعاة لأى قيم أو أخلاق .

والنصر لمصر والشعب الحر بمشيئة الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق