عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

السبت، 21 يناير 2012

ماذا سيعمل هؤلاء لو استقرت مصر؟

ماذا سيعمل هؤلاء لو استقرت مصر؟
صــلاح الإمــام


ثمة سؤال بديهى غاب عن الكثيرين، وهو: ماذا سيعمل النشطاء والحقوقيون والغالبية العظمى من الإعلاميين فى الفضائيات التى ظهرت بعد الثورة وعدد من التى كانت موجودة قبل الثورة؟ .. وماذا سيعمل أعضاء الائتلافات التى باتت فوق الحصر إذا حل الاستقرار والهدوء فى مصر؟.

أعضاء هذه الحركات والمراكز والجمعيات والائتلافات يعملون الآن فى الشوارع والميادين، يصنعون الأحداث، ومنتجهم الوحيد هو إثارة القلاقل والمشاكل مع السلطة الحاكمة، المقر الرئيسى لعملهم هو "الشارع" أثناء النهار، واستديوهات الفضائيات فى فترة المساء والسهرة، فهم تارة يطالبون بتعويضات للمصابين والشهداء، فإذا دُفعت يطالبون بالقصاص، وإذا قدم المتهمون للمحاكمة لا يعترفون لا بأسلوب المحاكمة ولا بقرارات المحكمة، فإذا تم الاستجابة لهم يتجهون إلى مربع آخر ويثيرون مشكلة جديدة، فإذا سدت أمامهم كل الطرق لا يجدون من مشكلة سوى المطالبة بتسليم الحكم لسلطة مدنية منتخبة، فإذا صدمتهم الحقيقة بأن تسليم السلطة يسير طبقا للجدول المتفق عليه يهتفون: "يسقط حكم العسكر"، فإذا أهملهم الإعلام لساعات دون أن يتكلم عنهم يعمدون إلى اختلاق صدام مع الجيش أو الشرطة، وتدور معركة حامية الوطيس، يسقط فيها ضحايا كثيرون بين قتيل وجريح، وينطلق رصاص من مسدسات كاتمة للصوت محمولة فى طيات ملابس بعض المتظاهرين، وفى هذه الحالة يعود هؤلاء إلى بضاعتهم الرائجة التى يسوقها الإعلام، فنرى نفس الوجوه الكالحة القبيحة تشتم وتفترى وتنتقد دون أن يقدر أحدهم على طرح برنامج متكامل لحل ما يراه مشكلة كارثية!!.

كان نجاح انتخابات مجلس الشعب بهذه الصورة التى أبهرت العالم أمرا مقلقا لمن لا يريدون الخير لهذه البلد، الذين ينفقون المليارات على صناعة الفوضى تمهيدا لتقسيمها وإزالتها من على الخريطة ككيان موحد قديم قدم الزمن، هؤلاء يدفعون بسخاء على عملائهم فى مقابل أن تستمر حالة الفوضى فى تصاعد مستمر، وما يتقاضاه العملاء مرهون ببقاء واستمرار الفوضى، فإذا استقرت الأمور فى مصر، ماذا سيكون عمل هؤلاء؟؟ لن تأتيهم الأموال والمساعدات، ولن تدعوهم الفضائيات، وسيتحولون بين ليلة وضحاها إلى مجرد نكرات، بل قد تلاحقهم يد العدالة لمحاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم فى حق هذا البلد تصل إلى حد الخيانة العظمى.

الحقوقيون كانت بضاعتهم الوحيدة قبل الثورة هى إثارة الفتن الطائفية، فاذا تشاجر مواطن مع بائع جرجير فى سوق الخضار وتصادف أن يكون أحدهما مسلمًا والآخر مسيحيًا، يهب هؤلاء الأشاوس فى الفضائيات (العميلة) ينشرون دعاواهم الكاذبة عن وجود تمييز، وعن ما صدعونا به من تعسف الدولة فى بناء الكنائس رغم أن الحقائق التى تكشفت بعد الثورة دحضت كل هذه الدعاوى، واتضح أن أكثر من 3000 كنيسة بنيت فى عهد مبارك والغالبية العظمى منها بدون أية تصاريح، ومع ذلك كان هؤلاء الحقوقيون يصرون على أن هناك تمييزا بين هذا وذاك، من خلال إعلام عميل ومشبوه شريك لهم فى هذه المخططات باعتبار أنه يقتسم معهم التمويلات الأجنبية، وبعد الثورة دخل الساحة من تسموا بالنشطاء والثوار، وبجانبهم وقف الحقوقيون الممولون من الغرب الاستعمارى البغيض، ومن فوقهم شكل الإعلام مظلة تكفل لهم الحماية الكاملة، بحيث يقلبون الدنيا ضجيجا إذا طالت يد العدالة أحدهم لمساءلته طبقا للقانون، والنتيجة أن تمادى هؤلاء حتى توحشوا، وظنوا أن ما يقومون به من اعتصامات تتعطل فيها المصالح وتشل فيها حركة المرور، تصوروا أن هذه الأمور حقًا مكتسباً لهم، فيظهر تجار حقوق الإنسان فى الفضائيات ينثرون العبارات البليغة الرنانة وكأنهم فى ساحات المحاكم يدافعون بشدة عن هؤلاء، ويكيلون عبارات الإطراء والتعظيم لهم، ثم يرسلون الفاتورة إلى من يمدهم بالمال فى بلاد الطاغوت.

لو استقرت مصر لن يجد الذين هم فى التحرير عملا يرتزقون منه، وستهجرهم كاميرات الفضائيات، ولذلك فهم ناقمون على مسيرة نقل السلطة التى تتم بشكل أكثر من رائع، وبداخلهم حالة حقد وغل قد تدفعهم لارتكاب أفعال جنونية، فكيف وهم اليوم يعيشون فى ترف ورخاء، ولهم حيثية وكينونة، وباتوا نجوما، ويتكلمون الكلمة فتتناقلها كل وسائل الإعلام داخل وخارج مصر .. كيف فى لحظة يفقدون كل هذا ويعودون إلى حالتهم الأولى يقتسمون تدخين سيجارة، ويقتسمون كوب الشاى على قهوة المعلم حُكشة وغيرها!! ..

من أجل ذلك لن يقبل هؤلاء بخيار العودة بسهولة، وقد لا يكون ثمة طريق لعودتهم إلى جحورهم إلا على أجسادهم .. ولمصر رب يحميها، ثم لمصر شعب عظيم يرفض أن تخترق مصر إلا على جثامينه أيضًا.

salahelemam@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق