عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

السبت، 21 يناير 2012

أخيرًا يا أزهر؟ أخيرًا يا طيب!؟

أخيرًا يا أزهر؟ أخيرًا يا طيب!؟
عبد السلام البسيوني

عقود عدة مرت بى وحلقى مر، يغص بعلقمه، ويشرق بصابه!

طوالها والله كنت يائسًا، كسير النفس وأنا أرى الأزهر فى ضعف واستخذاء كاسرين، ورأس الكنيسة بحريةٍ يلقى أوامره، مهددًا (أكبر راس) فى مصر، فيستجيب لأوامره، ويُقضى الأمرُ فى غياب تيم، الذين لا يُستأمرون شهودًا أو غيابًا، وتُبرم تحت عيونهم اتفاقات العار الفائحة، وصفقات اللصوصية الفاضحة، وتُلقى الأوامر ليرد ممثلو (أكبر مرجعية سنية فى العالم) للحكومة: تحت أمرك يا فندم! حتى لو استباحت هذه الحكومة الحرام، ولو فتحت الأبواب لسبابى الدين والإسماعيلية البهرة والشيعة والبهائيين واليهود، أو احتفلت مع الصهيونى مصبوغ الكفين بدم المصريين والفلسطينيين بولى يهوه الصالح الحاخام أبى حصيرة (!) فى قلب دلتا مصر!

كم كنت يائسًا والله، وكم كانت نفسى كسيرة وآمالى حسيرة وأنا أرى الإسلام ورموزه يشوَّهون ويهانون باسم الفن والإبداع، والأزهرى والمتدين يقدمان فى صورة زرية غبية، يجترئ عليهما جهلةٌ منبتو الصلة بعقيدة الأمة وثقافتها ودينها، ليضربوهما بـوقاحاتهم فى مقتل!

كم كنت يائسًا والله، وكم كانت نفسى منكسرة حين كان رموز الأزهر يجارون الحكومة فى منهجها الأثيم الذى تتبناه لتجفيف المنابع، وتفريخ أعجاز نخل منقعر، من الضعاف الذين برَّحت بهم زمانة الجهل بالعلم الشرعى، والعِنة اللغوية الفاضحة، وعقم الرؤية الحضارية، والواقعية، والمجتمعية، والدعوية، ثم (يكملون جميلهم) بإلغاء الكتب التقليدية، واختصار سنى الدراسة، ويضعون المناهج (على كيف فضيلته) ولو استطاع وضع اسمه على مناهج الرياضيات والعلوم واللغات، ليفرخ الأزهر أزهريًّا عييًّا، لا يحفظ جزءًا من القرآن الكريم، ولا عشرة أحاديث صحاح، ويهرب جهده من حقل الدعوة، واعتلاء المنبر، والقيام بواجب البلاغ!

وكم رأيت أساتذة يحملون لقب (أ.د.) يصلحون على الأكثر للتدريس فى معهد إعدادى، رغم أننى أذكر أساتذة فى معاهد إعدادية كانوا أقوى من أساتذة يحملون (أ.د.)!

ورأيت أزهريين يعانون الحصر والعى حين يلقون درسًا فى مسجد، وينقطعون فى محاضرة، ويدغدغون فى أفضل الأحوال مشاعر العامة بأحاديث واهية، وأفكار عجيبة باسم ترقيق القلوب واجتذاب الناس، ليعطوا المتربصين بالإسلام شواهد لا تنتهى، لا عن ضعفهم وعجزهم، بل عن عجز الإسلام، أو - على الأقل - المرجعية السنية عن امتلاك القلوب!

كم كنت يائسًا والله، وكم كانت نفسى منكسرة حين أرى (أولاد الرفضة) يتجاسرون على سب كرام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم جهرة، وحين أرى حاخامات اليهود يتطاولون، و(بعض) رجال الكنيسة الأقوى فى مصر (يشوطون) لا يبالون بإنكار منكر، أو احتجاج محتج!

كم كنت يائسًا والله، وكم كانت نفسى مهيضة فى السبعينيات الماضية حين رأيت الشباب المصرى التائه يفتش عن مرجعية يفىء إلى ظلها فلا يثق بالأزهريين، فيبحث عن مرجعية هنا وهناك، أو يصير هو مرجعية نفسه، ليظهر نبات خبيث نكد، ثماره الغلو والعنف والجهامة.. وحين زرَع الأمن فى بلدنا تيارات بعدد شعر الرأس، بعضها تاه فى بحار الخرافة، وبعضها خبط فى ظلمات العنف، وبعضها ترك التدين كله، وبعضها كوّن بثورًا دميمة فى وجه مصر، التى ارتفعت فيها أسماء علماء من السعودية والمغرب والعراق والشام، واختفى أثر علماء البلد؛ إلا من كان منتميًا لعمل إسلامى، ونشاط فى غير الأزهر!

كم كنت يائسًا والله، وكم كانت نفسى منكسرة، وكم فزعت وغضبت حين رصدت موقف الأزهر أول الثورة، وصمته المريب، ثم نطقه المحبِط المغضِب المَعيب، حتى غضبت وتكلمت بكثير من الوجع عنه أثناء الثورة..

ثم إذا بعناوين وتصريحات يومية تقريبًا تتسلل إلى عينى، وبالتدريج: شيخ الأزهر لشباب الثورة: التاريخ سيكتب أنكم أنقذتم مصر أو سلمتموها للفوضى/ شيخ الأزهر يهاجم القرآنيين ويدافع عن السنة النبوية/ الأزهر يستنكر تبول جنود أمريكيين على جثث أفغان/ مرشحو الرئاسة يؤيدون مبادرة الأزهر لتسليم السلطة للمدنيين/ بدء مؤتمر مشيخة الأزهر لاستعادة روح يناير/ الطيب يبحث ترتيبات إنشاء قناة فضائية تحمل اسم الأزهر/ الأزهر يعلن استعداده لرعاية المصالحة الصومالية/ وفد من علماء كردستان العراق يزور جامعة الأزهر/ كليات الأزهر العلمية "مسخ" لا تخرج داعية ولا طبيبًا/ شيخ الأزهر يحذر من مخططات أجنبية لضرب مصر/ الأزهر يدعو لانتخاب الأقدر على خدمة البلاد/ الطيب: لن نسمح باصطناع نزعات التشيع لتغطية الأهداف الطائفية والتوسعات الإقليمية، ونقيب الأشراف يتبرأ من الشيعة المنتسبين للنقابة/ الأزهر يعد وثيقة حاكمة جديدة حول الحقوق والحريات فى العالم العربي/ شيخ الأزهر يجرى اتصالات مكثفة بقيادات العسكرى لإنهاء الأزمة ويطالب بوقف العنف فورًا ضد المتظاهرين/ مسيرة من أئمة وشيوخ الأزهر تصنع درعًا بشريًّا بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من وزارة الداخلية/ شيخ الأزهر يحذر من مخططات تهويد القدس واستمرار الاستيطان/ الأزهر يعد وثيقة للدفاع عن القدس/ اتصالات مكثفة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف لمواجهة التنصير فى المناطق الفقيرة/ استمرارًا للتوتر منذ دعوته لحماية دولية للأقباط: شيخ الأزهر يرفض تهنئة بابا الفاتيكان بعيد الأضحى/ شيخ الأزهر: من غير المعقول تطبيق قانون موحد! ولا يجوز أن يكون إمام كل مسجد كنيسة حتى نقول إن هناك مساواة بين المسلمين والأقباط/ شيخ الأزهر خلال استقباله نائب رئيس الوزراء البريطاني: نرفض المساعدات المشروطة من أى طرف كان، ومصر لا تعرف الصدام الطائفى!

معقول؟ هل صار الأزهر يتكلم فى كل القضايا؟ رفض مساعدات، ومواجهة تنصير، وتحذير من تهويد القدس، ووقف العنف ضد المتظاهرين؟ هل هذا الأزهر الذى عرفته!؟

معقول؟ نرفض تشييع مصر، ونرعى المصالحة الصومالية، مبادرة حضارية لدعم حرية العبادة، والتعبير والبحث العلمى والفن، ورفض لسلوك الأمريكان، وثيقة حول مستقبل مصر، وواحد من شيوخ الأزهر يهاجم مناهجه؟ هل هذا الأزهر!؟

هل أنا فى حلم، أم إن (تحت القبة شيخ) والأمور ستتغير، والقلعة تستعيد شموخها وتأثيرها ومهابتها وأصالتها وميراثها التليد!؟

يا رب لا تجعله سحابًا جهامًا، ولا سيفًا كهامًا، ولا سرابًا خادعًا، وانفخ فيه من روحك، وأعد لشيوخه وخريجيه العلم والخير والبركة والأثر والشموخ والمهابة.

اللهم واجعل أساتذته – وأساتذة التعليم المصرى كله - سمانًا لا عن ورم، كبارًا لا عن ادعاء، منيرين لا عن تشبع بما لم يعطوا!

اللهم وفقهم لمزج الدين بالعلم، والعلم بالسلوك، والسلوك باليقظة، واليقظة بالسماحة، والسماحة بالحزم، والحزم بالموازنة وطُهر البصيرة!

اللهم ووفقه ليقود – بحق – مصر فى هذه المرحلة الحرجة التى تموج بالفتن، والمؤامرات، وارتفاع رءوس الأعداء، واستقواء المنافقين بالخارج، وانتفاش البلطجية واللصوص والهجامين، وحرص كثيرين ألا ترفع مصر رأسها، ولا تستعيد دورها، وألا يسوسها دينها، ولا يعز أهلها!

اللهم واجعله شيخًا لكل المصريين لا لفريق واحد، أو منهج فرد.

اللهم ونجها من الخرافة والخرافيين، والعنف والعنيفين، والتربص والمتربصين، والتآمر والمتآمرين، واقدر لها اللهم أمر رشد، واجعل يومها خيرًا من أمسها، وغدها خيرًا من يومها.. وبركاتك يا طيب!

aalbasuni@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق