عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الثلاثاء، 12 يوليو 2011

من للأبرياء سوى رب السماء ؟!

من للأبرياء سوى رب السماء ؟!
أصعب شيء في الدنيا أن تكن مظلوماً وتعلم بظلمك ويعلم الناس أنك مظلوم ومع ذلك لا تستطع أن تتكلم ولا أن تدافع عن نفسك ، ثم تجد نفسك أمام قوات الأمن التي تحاصرك من كل جانب ثم تقيد حريتك وتحاكم على تهمة لا ناقة لك فيها ولا جمل يلقى بك خلف أسوار السجون لمدة لا يعلمها إلا الله ، كنا في أشد الاستغراب والتعجب حينما قرأنا قرار الإحالة الذي أعدته نيابة أمن الدولة العليا للعرض على محكمة أمن الدولة العليا بقائمة اتهام تشمل 48 متهماً وتصدر قائمة الاتهام المتهم الأول الشاب ياسين وهو ذلك الشاب الذي ساعد عبير في إسلامها وحينما علم بمكانها أخبر الناس بمكان احتجازها في مبنى خدمات مجاور لكنيسة إمبابة ، والمتهم الثاني الشيخ أبو يحى الذي يعتبر الشاهد الرئيسي في قضية كاميليا شحاتة بل هو الذي فجر القضية للرأي العام وهو الذي أثبت إسلامها رغم تعرضه للتعذيب من قبل أمن الدولة على يد العميد أشرف قادوس الشهير بوائل نور في مقر أمن الدولة بجابر بن حيان بالدقي وبعدها في مقر الجهاز بمدينة نصر تحت إشراف اللواء حسن عبد الرحمن رئيس الجهاز المحبوس حالياً بتهمة قتل المتظاهرين واللواء عمر سليمان المدير السابق لجهاز المخابرات ، العجيب أن أبو يحي كان في المنصورة وقت حدوث الحادث وكل ما فعله هو اتصاله بالشرطة العسكرية من هاتفه والإبلاغ بوجود عبير محتجزة داخل كنيسة إمبابة ، والمتهم الثالث هو خالد حربي الذي كان في الإسكندرية وقت الحادث أصلاً وليس له أي علاقة بالواقعة وجريمته كلها أنه مدير المرصد الإسلامي لمقاومة التنصير وهو الصرح الذي يقف كالشوكة في حلق الكنيسة ، وقامت الكنيسة في العامين الماضيين بتقديم عشرات الشكاوي ضده لأمن الدولة أيام النظام البائد وتعرض حربي للاعتقال تارةً وللاستدعاء تارات أخرى ، وكان أشدها قسوة على خالد حربي هو اعتقاله لمدة ستة شهور كاملة في عام 2007 دون محاكمة بسبب شكوى القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير ضده لأمن الدولة بدعوى أنه أذاع تسجيل كان قد سجله معه في معرض الكتاب ، ومع ذلك ظل حربي صامداً محتسباً كل السنوات التي ضاعت من عمره في المعتقلات لله سبحاته وتعالى وهو بعيداً عن والديه وعن زوجته وعن أطفاله ، لم تكن حالة خالد حربي حالة فريدة في الصمود فحسب ، بل هي حالة فريدة في الصبر والرضا بقضاء الله تبارك وتعالى .

العجيب أن لائحة الاتهام قالت أن المتهمين الأول والثاني والثالث قاموا بتحريض الناس على اقتحام الكنيسة وتكدير الأمن والسلم الإجتماعي وبث الفتنة الطائقية بين أبناء المجتمع الواحد ، وأنهم قاموا بالتحريض على حرق كنيسة الوحدة ، ثم تأتي لائحة الاتهام لتقول أن الشخص النصراني "عادل لبيب" الذي كان يطلق النار من بندقيته الآلية بصحبة بعض من أقاربه وقتل 18 شخص وأصاب أكثر من مائتي شخص يأتي في المركز التاسع في قائمة المتهمين ، وهذا الرجل بالمناسبة ظل حتى بعد الساعة الواحدة صباحاً يطلق النيران بكثافة وبعشوائية دون توقف حتى أن الناس كانت تتقرب توقفه عن إطلاق النار ولم يتوقف لأنه كان يمتلك ترسانة من الذخيرة ، ورفض الجيش اقتحام المكان والقبض عليه إلا بعد أن نفذت ذخيرته الحية التي كان يطلقها على الناس ، والأعجب من كل ذلك أن الكاهن الذي احتجز عبير في الكنيسة ، والخادمة التي احتجزت عبير والتي أشرفت عليها أثناء حبسها خارج نطاق قائمة الاتهام من الأصل ..

مفارقات في منتهى العجب الكاهن الذي اختطف عبير واحتجزها داخل الكنيسة ، والخادمة التي كانت مشرفة على حراستها طوال فترة احتجازها تمهيداّ لترحيلها لأحد الأديرة لم توجه لهم النيابة أي اتهام مع أنهم هم الجناة الحقيقين ، وهم السبب الرئيسي في تلك المجرزة التي حدثت ، والمجرم عادل لبيب الذي أطلق آلاف الأعيرة النارية من بنادق آلية كانت بحوزته من الساعة التاسعة مساءً حتى بعد الواحدة فجراً دون توقف ، ولم يتم توقيفه من قبل الجيش إلا بعد نفاد ذخيرته يوضع في المركز الحادي عشر في قائمة الاتهام .

أثناء نظر جلسة القضية بمحكمة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة يوم الأحد الماضي ، فصلت قوات الأمن بين المسلمين والنصارى المتهمين في القضية حتى لا يحدث احتكاك بينهم ، وحينما قرر القاضي تأجيل القضية لجلسة الرابع من سبتمبر اشتد صراخ النساء لأن ذويهم لن يقضوا معهم لا رمضان ولا عيد هذا العام ، وما أقساها على النفس أن يكون الإنسان داخل محيط أهله جغرافياً ولكنه بعيد عنهم تماماً لا يشاطرهم فرح ولا ترح ، فصول القصة لم تنته بعد ومع أني واثق بإذن الله من براءة أبو يحي وخالد وغيرهم ممن أخذ غدراً في هذه القضية إلا أني حزين على تلك الأيام التي تضيع من الأبرياء داخل السجون لا يملكون إلا الدعاء لرب السماء ونحن معهم بأن يفك الله كربهم وهمهم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق