عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 24 يناير 2011

أنا قروسطي.. ونص

أنا قروسطي.. ونص



عبد السلام البسيوني | 24-01-2011 00:31

نعم.. بكل اعتزاز أقر وأعترف أنا الموقع أعلاه – بل وأفخر - بأنني قروسطي ابن قروسطي، وأظن - وبعض الظن يقين - أن من ليس قروسطيًّا فهو بعيد عن العقل والرشاد، وربما كان منحرفًا عن سواء السبيل!

هل أنت قروسطي مثلي إذن قارئي العزيز؟ أرجو وأتمنى وأتوسل إليك - إن لم تكن - أن تكون؛ ضمانًا للسلامة، واجتنابًا للندامة!

لا يخفى على حضرتك بالتأكيد سيدي القارئ أن كلمة (قروسطي) منحوتة من لفظتي القرون الوسطى، لتشير إلى من عاشوا في هذا الزمن، أو إلى فكر هذه المساحة من التاريخ! وهي لفظة تطلق في العادة للتقبيح، والتهجين، ووسم المتصف بها بالتخلف، والظلامية، والجهل، والرجعية، وعداوة الحضارة وكل شيء جميل. وتطلق في العادة على الإسلاميين الذين ينادون بالحق والعدل، والحجاب والعفاف، والأخلاق والسلوك، بعد التوحيد والشرع! وآخر من استخدمها السيد الكبير والوزير السيادي أحمد أبو الغيط الذي وصف التيارات الإسلامية بأنها تريد أن تعيد مصر للعصور الوسطى، أثناء زيارته لابن علي دكتاتور تونس، عدو الإسلام والمسلمين! كما كتبت المصريون في صفحتها الأولى قبل أسبوعين ( 04-01-2011 )!

وليت مصر والأمة تعود لها!

ليت العالم الإسلامي يعود إلى مثل أمجاد عصوره القديمة، فقد كنا فيها العالم الأول، وكعبة الحضارة، وسادة الدنيا، وسدنة العلوم والفنون والآداب، وكانت أوربا المظلمة الظالمة كلها ترزح تحت وطآت قاتلات، وتنغمس في تخلف أسوأ كثيرًا مما تعيش أشد دول العالم تخلفًا في هذه الأيام! حيث أصيبت حضارة غربي أوروبا بالانحطاط مدة ألف سنة.. عشرة قرون كاملة – قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم وحتى القرن الخامس عشر الميلادي - ولم يتبق من حضارة الرومان القدامى سوى ما كان في قلة قليلة من مدارس الأديرة والكاتدرائيات والبلاط والقصور الملكية. أما العلوم التي نقلت عن اليونانيين فكانت قد اندثرت تقريبًا. وكان الذين تلقوا علمًا فئة قليلة من الناس، كما ضاع الكثير من المهارات الفنية والتقنية القديمة، وأمسى العلماء في جهلهم، يتقبلون الحكايات الشعبية والشائعات على أنها حقائق، وفيها انتشرت الأوبئة، وتغولت الكنيسة، وتأله النبلاء، وسادت العبودية، وانتشر القمع، وقامت محارق للعلماء، وقووِم التجريب، وانتصبت مذابح جماعية للمسلمين خصوصًا في نهايات دولة الأندلس، ولم يكن هناك طب ولا علم ولا فكر، ولا رؤية، ولا حضارة، ولا كرامة، ولا قيمة إلا للنبلاء والكهان!

من ينكرون تاريخ الإسلام، ويعبدون أوربا من دون الله يلغون منجزات المسلمين الحضارية – بأشكالها كلها – ويرون أن العالم كله كان ظلامًا، فلم تقم حضارة مسلمة في الحجاز ومصر، ولا العراق والشام، ولا الأندلس وشمال أفريقية، ولا الصين والهند، ولا فارس وتركيا.. فكل ذلك لاغٍ مهدر منكر.. علشان عيون الخواجات، الذين نقلوا لمرضانا النخبويين (الحداسيين) هذا المرض، ولا يزالون يحملونه بين أحنائهم حتى يومنا هذا!

هل تعرف بن كنجزلي؟

السير بن كنجزلي ممثل بريطاني أصلع – داير ما يدور - ومن مواليد 1943، مثل أفلامًا عالمية كثيرة، وحصل على جائزة الأوسكار 1982 كأفضل ممثل عن دوره في فيلم غاندي، كما حصل بنفس الدور على جائزة جولدن جلوب 1983 وجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون 1982. وحصل من ملكة بريطانيا على لقب سير، وهو لقب شرفي يناله من أنجزوا لبريطانيا إنجازات مميزة في المجالات المختلفة!

هذا الإنجليزي قدم فيلمًا قصيرًا ينتشر على اليوتيوب يصحح مفهوم القروسطية، رافضًا مقولة معالي الوزير أبو الغيط، من خلال مجموعة من التلاميذ في مدرسة ثانوية (بينهم فتاة محجبة) دخلوا مكتبة بعد أن قسمتهم معلمتهم إلى ثلاث مجموعات، تتناول كل منها حقبة من التاريخ تستعرض فيها الإنجازات والعطاءات البشرية الإبداعية، للإغريق، والرومان، والقروسطية..

ووقعت حقبة القرون الوسطى على مجموعة من التلاميذ لتكون لهم خيبةَ أمل، وصدمةً واستهم مدرِّستهم عند وقوعها عليهم، ذاكرة لهم أنهم لن يجدوا شيئا ذا بال في هذه الحقبة المظلمة السوداء (الثقب الأسود في التاريخ) التي عقمت فيها أوربا ودول العالم عن أن تفعل شيئًا ذا بال، وكانت فترة دمار وحروب، وخنق للعقل، وقتل للعلماء، ووأد للإبداع البشري!.

ومتبرمين غير مبالين دخل الطلاب المكتبة ليقابلوا شخصًا غامضًا، أمامه جهاز ميكانيكي قديم، ليؤكد لهم من البداية أنه لا توجد بالتاريخ حقبة بهذا الاسم المثير للشفقة، لافتًا عقولهم أنهم يجترون معلومات غير صحيحة، ثم أخذهم هذا الشخص الجاد الصارم إلى عالم (العصور الذهبية) من خلال كتاب سحري، انفتحت صفحاته عن علماء واختراعات وإنجازات هائلة للمسلمين، من إسبانيا للصين، أثرت على العالم الحديث، على يد علماء مثل الجزري، وابن الهيثم، وعباس بن فرناس، وأبي القاسم الزهراوي، ومريم الأسطرلابية، ناهيك عن علماء الأندلس والعالم الإسلامي الآخرين!

في هذه العصور المظلمة ظهرت العلوم التي بنت عليها أوربا حضارتها المعاصرة (كما قال كنجسلي) وبرزت أسماء لا تزال مرسومة على جدران الكنائس والرسوم الفنية، يعرفها كل متابع للفنون والحضارة.. وظهر علماء مؤسسون، موسوعيو الثقافة، شموليو النظرة!

أولئك آبائي:

ومن هؤلاء - في الفلسفة - ابن سينا وابن باجه وابن رشد وابن القف والإدريسي وابن التلميذ وابن صقلاب وابن النفيس والبغدادي وابن الخطيب وابن الهيثم وابن حزم والغزالي وكثيرون غيرهم..

وفي علوم الاجتماع والسياسة وأصول الحكم: برز ابن خلدون وابن باجه وابن الخطيب وابن زهر.. وظهر الجغرافيون الرحالة: الإدريسي والإصطخري والبتاني والحموي وابن بطوطة وابن جبير وابن خرداذبة وياقوت الحموي والقزويني واليعقوبي والمرزوقي وأحمد بن فضلان والحسن بن أحمد المهلبي ..

وفي علوم الطب والصيدلة ظهر ابن أبي أصيبعة وابن ربَّن الطبري وابن الصوري وأبو الحكم الدمشقي وابن الرحبي وابن العطار وأبو عثمان الدمشقي وابن البطريق وابن رشد وابن القس وأبو الفرج اليبرودي وابن بطلان وأبو الفضل الحارثي وابن البيطار وابن السراج وابن كشكاريا وأبو القاسم الزهراوي وابن التلميذ وابن سعد وابن ماسويه وأبو النصر التكريتي وابن توما وابن المجوسي والإدريسي وابن الجزار وابن سمجون وابن المقشر وابن جزلة وابن السمح وابن ملكا والبيروني وابن جلجل وابن مندويه وثابت بن قرة وابن الخطيب وابن الصباغ وابن مهند وأبو بكر الرازيوابن الخوام وابن صغير وابن النفيس وابن الخياط وابن الصلاح وابن الهيثم وموفق الدين عبد اللطيف البغدادي وغيرهم كثير..

ومن الرياضيين ظهر ابن باجه وابن الصفار وأبو الحسن بن العطار والبتاني وابن البرغوث وابن عراق وأبو الرشيد الرازي والبغدادي وابن البناء وابن اللجائي وأبو سهل الكوهي والبوزجاني وابن الخوام وابن المجدي وأبو الفضل الحارثي والبيروني وابن الخياط وابن مسعود وأبو القاسم الإنطاكي وثابت بن قرة وابن السمح وابن الهائم وأبو كامل الحاسب والخوارزمي وابن سمعون وابن الهيثم وأبو معشر البلخي والطوسي وابن سينا وأبو بكر بن أبي عيسى ومحمد بن السراج والمجريطي وابن الشاطر وأبو جعفر الخازن وعمر الخيام وابن حمزة المغربي وغيرهم كثير!

وفي الهندسة ابن البناء وابن المجدي وأبو القاسم الإنطاكي والبيروني وابن الخياط وابن الهيثم وأبو كامل الحاسب وثابت بن قرة وابن سفر وأبو بكر بن أبي عيسى وأبو معشر البلخي والخوارزمي وابن الصفار وأبو سهل القوهي والمجريطي وابن الصلاح وأبو الفضل الحارثي والبوزجاني.. وغيرهم كثير!

ومن الفلكيين سند بن علي وابن باجه وابن عراق وأبو الفضل الحارثي والبيروني وابن البرغوث وابن اللجائي وأبو كامل الحاسب وثابت بن قرة وابن البناء وابن المجدي وأبو معشر البلخي والخازن وابن الخياط وابن مسعود وأبو النصر التكريتي والخوارزمي وابن سمعون وأبو بكر بن أبي عيسى والإدريسي والطوسي وابن سينا وأبو جعفر الخازن والبتاني والقزويني وابن الشاطر والبغدادي والمجريطي وابن الصفار وأبو علي الخياط والبوزجاني والفرغاني والأخوة الثلاثة بنو موسى عبد الرحمن الصوفي وأبو سهل القوهي والبطروجي والزرقالي وغيرهم كثير.

ومن الزراعيين ابن البيطار وابن سيده وابن العوام وأبو الخير الإشبيلي وابن الخطيب وابن سينا وابن مهند والإدريسي وابن الرومية وابن الصوري وابن وحشية والدينوري وابن السراج وغيرهم كثير!

ومن علماء الحيل (الميكانيكا) ابن الرزاز والجزري والأخوة الثلاثة بنو موسى!

ومن الكيميائيين خالد بن يزيد بن معاوية وجابر بن حيان والطغرائي والجلدكي وأبو المنصور الموفق وغيرهم كثير!

ناهيك عن علوم اللغة والمنطق والفقه والتفسير والحديث وسائر علوم الشريعة!

ولم تبدأ أوربا في الإفاقة، ولملمة ما تناثر منها إلا بعد القرن الخامس عشر الميلادي، مع بدايات فترات التنوير والحداثة فيها!

فهل لا تزال هذه المساحة الزمنية مظلمة كما قال سيدنا أبو الغيط؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق