عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأربعاء، 5 يناير 2011

عندما يتحدث البابا عن "القلة المندسة" !!

عندما يتحدث البابا عن "القلة المندسة" !!

جمال سلطان | 05-01-2011 00:14

استعار البابا شنودة أمس لغة وزارة الداخلية ، وتقمص شخصية النبوي إسماعيل وهو يتحدث عن "القلة المندسة" في المظاهرات الإجرامية التي حشدها قساوسة من مئات المتطرفين الأقباط وارتكبوا فيها من البذاءات والجرائم ما كان يستدعي إحالتهم بموجبها إلى المحاكمة ، وليس أقلها الاعتداء الهمجي على فضيلة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف وبعض علماء الإسلام الذين ذهبوا لكي يقدموا واجب العزاء في ضحايا العمل الإجرامي الذي وقع في الاسكندرية ، وقبلها الاعتداء العنيف على مفيد شهاب ممثل رئيس الجمهورية ومحافظ الاسكندرية .

تخفى البابا شنودة وراء الشعار الأمني "القلة المندسة" لكي يفلت من الاستحقاق الأخلاقي والوطني الذي يلزمه بالإدانة الصريحة والحاسمة لتلك الجرائم ومن ارتكبها ، كما تهرب البابا من الالتزام الأخلاقي والوطني بتقديم واجب الاعتذار لضيوفه الذين أهانهم المتطرفون بقيادة القساوسة ، وعلى رأسهم فضيلة شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ، مثير للدهشة جدا أن يتحدث البابا في حوار طويل عريض عن الذين "خرجوا عن النص" دون أن يتخلى عن كبره وعناده الذي صور له أنه يقلل من مكانته تقديمه "فضيلة" الاعتذار لمن أهانهم أتباعه على باب كاتدرائيته ، وهو سلوك غير مسؤول بالمرة .

من الواضح أن تقريرا بما حدث على باب الكاتدرائية ، وما حدث في قداس الضحايا بالاسكندرية قد رفع إلى القيادة السياسية ، ومن الواضح أن التقارير نبهت إلى خطورة ما حدث وأن ردات الفعل المقابلة لو انفلتت فإن البلاد ستدخل في طور آخر مختلف للغاية ، ومن المؤكد أن اتصالات جرت من القيادة السياسية بالبابا وحذرته من مغبة التمادي في هذا "الدلال الطائفي" المستهتر ، وعلى إثر ذلك تم الترتيب العاجل للقاء البابا مع التليفزيون الرسمي لكي يعتذر ويوصل التحذير إلى "الكهنة الصغار" الذين يتلاعبون بعقول البسطاء والعامة من الأقباط ، ولكن البابا ـ كعادته ـ راوغ في الكلام وألقى بالاتهام على مجهولين ، سماهم "القلة المندسة" ونفي أنهم من الأقباط ، وقال ما نصه : (إن المظاهرات التي شهدت خروجاً عن النص ليست من الأقباط إطلاقاً‏،‏ فهناك الكثيرون من الذين ركبوا الموجة وهم بعيدون كل البعد عن المشكلة واشتركوا في الهتافات المسيحية وكان أسلوبهم بعيداً تماماً عن القيم‏) ثم عاد وقال : (بعضهم استخدم العنف وهو ليس أسلوبنا‏،‏ فمن المؤكد أن هناك عناصر اندست وتكلمت باسم الأقباط وهم بعيدون عن الأقباط) .

أي نص هذا الذي خرجت عنه المظاهرات القبطية ، لقد خرجوا على القانون وعلى الدستور وعلى أبجديات رابطة المواطنة ، ومن هم الذين تكلموا باسم الأقباط وهم بعيدون عن الأقباط ، ما هذه اللغة المراوغة والهروبية ، وهل اللحظة الحرجة التي يمر بها الوطن تتحمل مثل هذه المراوغات ، لماذا لا يكون البابا واضحا في كلامه ، وإلا فلا داعي لكي يطل علينا من تليفزيون الدولة الرسمي .

أرجو أن يقارن العقلاء بين اللغة الواضحة والحاسمة التي تكلم بها علماء الإسلام ودعاته ومثقفوه تجاه حادث كنيسة القديسين ، والإدانات الصريحة والبراءة الكاملة ، وبين تلك اللغة المراوغة التي يتحدث بها الرمز الديني الأكبر للأقباط ، والتي استنكف فيها أن يدين ذلك الاعتداء الأثيم على الرمز الديني الأكبر للمسلمين في مصر ، شيخ الأزهر ، وكأنها واقعة عادية ولا تستدعي أن يتذكرها البابا أو أن يتوقف عندها ، بل إن معظم إيحاءات البابا كانت تذهب إلى التقليل من خطورة "العنف" الذي تعرض له الوزير مفيد شهاب والاعتداء البدني عليه ومحاولة قتله لولا أن تم تهريبه هو ومن معه من برلمانيين وقيادات حزبية قبل الفتك بهم .

إذا كنا نريد المصارحة ، وتحديد موطن الداء ، ومفجر التوترات الطائفية في مصر ، فعلينا أن نعترف بأن "الخروج على النص" لم يكن من "القلة المندسة" ، وإنما من القيادات الدينية الذين أدانهم قضاء مصر قبل عقود في أحكام تاريخية معروفة ، وحدد سجلهم الطائفي الذي مثل "خروجا على القانون" وتحريضا على الفتنة واستعداءا للخارج على الوطن ، أما هذه الهوجة الإعلامية المنافقة التي تتبارى فيها صحف الارتزاق والطائفية وقنوات البيزنس ، فإنها لا تثمر سوى تحويل مكنونات الغضب والكراهية من طرف لشحنها في طرف آخر ، لا أكثر .

almesryoongamal@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق