عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 26 فبراير 2012

لا و74 لا لرجوع الدورى

لا و74 لا لرجوع الدورى


محمد موافى   |  25-02-2012 13:37

لو متعب أنت فاحرس مرماك, وسأسدد أنا الكرة, أو سأقف أنا حارس مرمى, وعليه فأمامك فرصة من ذهب لإحراز خمسة أهداف من أصل ثلاث كرات تسددها, فحارس المرمى (شوربة), أما لو أنت مثلى متعب بدماء المصريين فى مذبحة بورسعيد., فاعلم أن كل من ينادى بعودة الدورى المصرى واستئنافه, هو بارد الدم أو من كوكب آخر, ومكانه الأصلى الجبلاية. وأصابت رأسى الصاعقة, وعرقلنى بمنطقة الجزاء قرار الكابتن أنور صالح، المدير التنفيذى لاتحاد الكرة, بعودة الدورى منتصف الشهر القادم, وبدون جمهور, وهذا ما أكده صالح فى خطاب مرسل إلى شركة فودافون باعتبارها الراعى الرسمى لبطولة الدورى الممتاز.

والدورى المصرى توقف أو ألغى تسع مرات ليس فى مرة منها قتيل واحد فما بالنا بأكثر من ألف بين قتيل وجريح فى مباراة. ففى عام 1972 احتسب (الديبة) حكم لقاء القمة ركلة جزاء لصالح الزمالك وضد الأهلى وحارسه مروان كنفانى, فغضبت جماهير الأحمر, وأثارت الشغب, فانسحب الأهلى, وكان الزمالك على مرمى تسع ياردات من مرمى اللقب, فقرر اتحاد الكرة إلغاء المسابقة, مع أن المشكلة لم تتعد شغب بعض الجماهير, ولم تسجل فيها حادثة قتل واحدة, ويا سبحان الله, فكأن الله أراد ألا ينشغل الناس بالكرة وأن يركزوا الجهود من أجل ملحمة العبور عام ثلاثة وسبعين.

وفى عام تسعين قرر الجنرال الكابتن محمود الجوهرى صاحب قرار العبور إلى المونديال إلغاء الدورى, ولم يجرؤ واحد من ساكنى الجبلاية أن يقول له (لا) واحتشدت مصر كلها من أجل المنعطف التاريخى وذهبنا لإيطاليا, وقلنا إن عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو مع أن باليرمو لم يأسف لخروجنا المؤسف من الدور الأول. وطبعا لم تسجل حالة قتل واحدة اللهم إلا قصة عن مواطن مغربى مات بالسكتة القلبية فى الرباط حزنًا على خروج الفراعنة.

وبعد كل الأسباب التافهة التى ألغت الدورى المصرى تسعة مواسم, يأتينا ساكنو الجبلاية ليقنعونا بأن أسر الضحايا ستفرحهم لفتات بركات ملك الحركات, وآهات شيكابالا ملك التصويبات.

يا جماعة الخير والله حرام وعيب, والفولة ظهرت وبانت والموضوع كله هو خسارة المعلنين, وكوارث مالية لقنوات التحريض الرياضية, ومذيعى الجهل الكروى, وخراب بيت الأندية التى أنفقت مئات الملايين فى شراء لاعبين, وانكشاف ظهر رجال غسيل الأموال ممن يتبرعون بأرقام خرافية لدعم الأندية.

أعتقد بأن دولة محترمة قامت فيها ثورة من أجل الكرامة الإنسانية, لا يمكن أن تتعدى على كرامة ألف ومائتى أسرة مصرية فقدت ضحية أو استقبلت مصابًا فى مباراة كرة قدم. بل ألف باء كرامة هو احترام أنفسنا, وألف باء حياء هو تجنب الحديث مطلقًا عن عودة دورى ملوث بالدم.

mmowafi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق