عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 20 فبراير 2012

تكتيك البريصة

تكتيك البريصة


عبد السلام البسيونى
10-02-2012 15:40



حينما تقع البريصة (الوزغة) في مأزق، وتخشى الهلاك، فإنها تفصل ذيلها عن جسمها، ليظل يتحرك بعنف مدة كافية ينشغل فيها المطارد عن الطريدة، التى تنجو برأسها، وتدعه مرتبكًا، مشغولاً بالذيل الذي لا قيمة له كبيرة!



هل استخدم نظام مبارك هذا التكتيك لينجو برأسه، وسلّم للشعب الذيول، أو كباش الفداء، والمصيبة هى المصيبة، على حالها لم تتحلحل!؟



أتظن مثلى أن مبارك وزبانيته يديرون الأزمة، ويحركون (بلطجيتهم) وملياراتهم، وترساناتهم من أجهزة وقبضايات الإرهاب الرسمى للإجهاز على الثورة، وإنهائها بأقل خسائر تصيبهم، ليسلموا هم، وتسلم غنائمهم!؟



كيف (نيموا) الأمن، وسقوه (حاجة صفرة) فى بورسعيد، ليتوافد البلطجية، والمجرمون الخطرون إلى المدينة، ومعهم أسلحتهم من أنابيب الغاز، وصفائح الزيت، والسلاح الأبيض، ليثيروا الذعر، ويقلبوا أمن بورسعيد خوفًا مُعديًا، ينتقل بسرعة الشر إلى القاهرة والمدن المصرية، لتمتلئ بالصادقين البسطاء، والكاذبين المسلحين، والوطنيين العفويين والبلطجية المدربين!؟



وكيف يكون بيننا قتلة محترفون يسفر تكتيكهم عن مقتل بضعة وسبعين رجلاً، وإصابة مئات؟ ثم ليلد المئات مئات أكثر فى القاهرة والمدن الأخرى، وينسخ القتلى قتلى، ويخلف الذعر ذعرًا، وينتَج الانفلات مزيدًا من الفوضى والانفلات!؟



كيف يفكر هؤلاء (المسلمون) إن كانوا مسلمين حقًّا؟ هل يؤمنون بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين؟ هل يؤمنون بالجزاء والحساب والجنة والنار؟ وأن جبار السماء سبحانه لن يرحم جبارى الأرض لعنهم الله؟



هل سمعوا أن الآدمى – كل آدمى؛ مهما كان حاله - خلق مكرمًا؛ فلا يساء إليه، ولا يعتدى عليه، كما قال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم)!؟



هل يعلمون أن عباد الرحمن الصادقين: (... لا يدعون مع الله إلهًا آخر، وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ........ ومن يفعل ذلك يلق أثامًا؛ يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا)!؟



هل يعلمون أن من المستحيل على مؤمن حقًّ أن يقتل مؤمنًا إلا غير قاصد: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً)!؟



هل مر ببالهم أن نفس المؤمن تساوي الدنيا كلها: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من قتل رجل مسلم)!؟



هل علموا أن الله تعالى حرم دم المسلم وماله وعرضه!؟ ألم يعلموا أنه صلى الله عليه وسلم قال في أول ميثاق لحقوق الإنسان في التاريخ، أمام جمهرة المسلمين المكلفين يومئذٍ:(..... فإن الله تبارك وتعالى قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ كل ذلك يجيبونه: نعم، قال: (ويحكم أو ويلكم، لا ترجعُن بعدى كفارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض)!



ألم يعلموا أن دم المؤمن أهم من الكعبة؟ ألم يقرأوا ما جاء فى مسلم: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا. المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره. التقوى ههنا.... بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام. دمه وماله وعرضه!



ألم يسمعوا إلى حديث ابن عمر رضى الله عنه حين نظر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أطيبك، وما أطيب ريحك؟ ما أعظمك وما أعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك؛ ماله ودمه!؟



ألم يعرفوا أن دم الآدمى معصوم محترم لا يجوز أن يهدر – ولو بخدش - إلا لسبب شرعى كبير، كما في الصحيحين: لا يحل دم امرئ مسلم،إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزانى، والمفارق لدينه التارك للجماعة!؟



ألم يعلموا أن المسلميْن إذا تقاتلا دخلا النار؟ ألم يرو مسلم في صحيحه: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول فى النار، فقيل: يا رسول الله! هذا القاتل؛ فما بال المقتول؟ قال: إنه قد أراد قتل صاحبه!؟



ألم يعلموا أنه يحرم على الإنسان أن يقتل نفسه فضلاً عن غيره؟! ألم يرو مسلم فى صحيحه مرفوعًا: ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشىء فى الدنيا عذب به يوم القيامة!؟/ من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بسم فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا!؟



ألم يخافوا زمن الهرج الذي يقتل الناس فيه بعضهم بعضًا فوضى وهرجًا وقلة عقل!؟ ألم يقل صلى الله عليه وسلم كما فى صحيح مسلم: إن بين يدى الساعة الهرج: القتل، قتل الأمة بعضها بعضًا، حتى إن الرجل يلقاه أخوه فيقتله، ينتزع عقول أهل ذلك الزمان ويخلف لها هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شىء وليسوا على شىء والذى نفسى بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم، لا يدرى القاتل فيما قَتل، ولا المقتول فيم قُتل؟!



ألم يقل صلى الله عليه وسلم فى الهرج: .... تلك أيام الهرج حيث لا يأمن الرجل جليسه! ....فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال تكف لسانك ويدك، وتكون حلسًا من أحلاس بيتك، وفى حديث آخر: اكسر سيفك، والزم بيتك، وكن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل!؟



هل هؤلاء مصريون حقًّا؟ هل هم وطنيون؟



لعنة الله على المال الذي يشعل بلدًا، وعلى الكرسي الذي يقتل ويجرح بسببه مئات وألوفٍ.



لعنة الله على العمالة التى تجعل الرجل يبيع وطنه، ويخون أهله، ويغدر بدينه..



لعنة الله على كل بلطجي، قاسي القلب، مشتاق للتعذيب، والتفرعن..

ألا لعنة الله على الظالمين..

اللهم اهدهم.. أو اهدمهم.. وآتهم ضعفين من العذاب، والعنهم لعنًا كبيرًا!


aalbasuni@hotmail.com





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق