عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 13 فبراير 2012

الكاتب الإسباني إميليو ألمازان بعد إسلامي شعرت بمعنى الحرية وقيمة الحياة

الكاتب الإسباني إميليو ألمازان بعد إسلامي شعرت بمعنى الحرية وقيمة الحياة

ينحدر الروائي والشاعر الإسباني "إميليو باييستيروس ألمازان" من مدينة غرناطة ويعيش بها اليوم، ويعمل أستاذاً ويتابع نشاطاته الأدبية والثقافية بعد أن اعتنق الإسلام قبل ثلاث سنوات.



أسس مجلة أدبية أطلق عليها اسم "الحسيمة" نسبة إلى مدينة الحسيمة المغربية القريبة من الحدود الإسبانية بمشاركة عدد من المثقفين الإسبان، وأصدر خلال مسيرته الأدبية العشرات من الكتب والروايات والمسرحيات والأعمال الشعرية، آخرها رواية "البركة" التي صدرت عام 2005م، وتعكس التوجه الفكري الجديد للكاتب بعد إسلامه.



التقته (مجلة المجتمع) بإسبانيا، وتناول في حواره أسباب اعتناقه الإسلام وتأثيره على أدبه، وموقف النخبة الغربية من إسلامه، وموقع الإسلام في إسبانيا اليوم.



وبدأ باييستيروس حديثه بالتأكيد على مفارقة، كثيراً ما يتناساها المهتمون بالشأن الإسلامي في إسبانيا، وهي أن الإسبان استطاعوا نسيان جراح الحرب الأهلية التي دارت عام 1936م، لكنهم لم يتجاوزوا ماضي القرون الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، رغم أن تلك الفترة شهدت مذابح ضد المسلمين وأحرقت فيها بيوت وقرى بكاملها لمحو آثار المسلمين. وإلى نص الحوار:



كيف جاء تحولك من المسيحية إلى الإسلام وفي أي ظروف؟



منذ ما يزيد على عشر سنوات كان من بين طلبتي فتاة من عائلة إسبانية مسلمة، وكانت والدتها تكتب الشعر مثلي، وهذا ما جعلنا نتواصل فيما بيننا ونتبادل القصائد والأفكار حول عدد من القضايا من بينها مثلاً وضعية المرأة في الإسلام. وكانت امرأة ذات شخصية قوية وتبرمج لحياتها جيداً، لكن العائلة اختفت بعد ذلك ولم أعد أتلقى خبراً عنها، وبعد سنوات وعقب نشري إحدى رواياتي اتصلت بي تلك المرأة واستأنفنا الحوار فيما بيننا، وعندما طلبت مني أن أفكر في إمكانية تحولي إلى الإسلام سيطرت علي تلك الفكرة، وبفضل الله أعلنت إسلامي قبل ثلاث سنوات.



كيف عشت هذا التحول في البداية، وكيف تعاملت معه أسرتك ومحيطك الخاص؟



لقد عشت هذا التحول كنوع من الثراء الروحي، وأصبحت حياتي أكثر اطمئناناً وانسجاماً، وبدأت أشعر بالحرية أكثر وبمعنى الحياة، بالرغم من أن الكثيرين من حولي لم يستسيغوا هذا التحول، بل أحدث لي ذلك في البداية نوعاً من العزلة والتهميش في محيطي. أما أسرتي الصغيرة وأبنائي فقد أطلعتهم على الموضوع، رغم أنهم ظلوا غير مقتنعين بالإسلام، أما والداي وإخوتي فقد استغربوا للأمر ولكنهم وافقوا على ذلك.



ككاتب وشاعر ومثقف، كيف أثر عليك هذا التحول؟ وهل انعكس ذلك على مستوى إبداعاتك الأدبية؟



هذا ما أقوم به اليوم، فروايتي الأخيرة تجري أحداثها في إسبانيا في القرن السادس عشر الميلادي، وأبطالها أشخاص من مسلمي إسبانيا يعيشون مغتربين في المغرب بعد هروبهم من شبه الجزيرة الأيبيرية من أجل الحفاظ على دينهم الإسلامي، هرباً من تعرضهم للإكراه لكي يتحولوا إلى المسيحية، بعد أن عاشوا كمسلمين بشكل سري. وقد نشرت مجموعة شعرية جديدة تستلهم قصة "ليلى والمجنون" مع نوع من الاستيحاء الصوفي، كما كتبت عدة مقالات ودراسات في عدد من المجلات والصحف الإسبانية والبرازيلية حول الأدب وعلاقته بالتصوف.



روايتك الأخيرة الصادرة في العام الماضي تحمل عنوان "البركة"؟ لماذا هذا العنوان؟ وهل له إيحاء خاص لديك؟



كلمة البركة، بالإضافة إلى كونها كلمة جميلة، توحي لي بمعاني الخير والمحبة التي يعامل بها الله سبحانه وتعالى عباده، كما توحي لي بالنماء والسعادة.



ككاتب وشاعر.. هل ساهم الإسلام في تغيير نظرتك للعالم عما كان عليه الأمر قبل إسلامك؟



لقد كان هدفي دائماً هو النضال من أجل عالم أفضل، ورؤيتي للرأسمالية المعاصرة كانت دائماً نقدية، لكنني كنت أحمل نظرة عدمية كانت تؤدي بي بقوة إلى التشاؤم والفراغ الوجودي، على الرغم من طبيعتي المتفائلة، لكنني الآن متفائل جداً، وأصبحت نظرتي للأمور أكثر توازناً، فمن قبل كانت أبسط الأشياء تسبب لي الغثيان والقلق، أما اليوم فأشعر بالسعادة تجاه نفسي وتجاه العالم، لأنني موقن بالله وبالطريق التي اختارها لي، وأواصل اليوم معركتي من أجل عالم أفضل ومختلف، ولكن انطلاقاً من الثقة في الحياة والمحبة كطاقة مهمة في الحياة.



بدأت دراسة اللغة العربية بعد إسلامك، كيف تبدو لك هذه اللغة الآن؟



إنها لغة جميلة جداً وما تزال تملك طهارتها الأصلية، رغم التحولات التي طرأت عليها في التخاطب اليومي والتغيرات الصوتية التي طرأت عليها. فاللغة العربية ظلت طيلة ثمانية قرون اللغة الأولى في بلدي إسبانيا، إضافة إلى ذلك فهي لغة حية وديناميكية، مبنية على قواعد فعلية وصوتية، وهي قادرة على التعبير بكلمات قليلة جداً عن المعاني التي تكون أحياناً متناقضة ومتضادة، تجعلك تشعر بقوتها الطبيعية بدل الابتعاد عنها.



ما أهم القراءات التي بلورت رؤيتكم للدين الإسلامي؟



لقد قرأت الكثير، وبطبيعة الحال قرأت القرآن الكريم مترجماً إلى الإسبانية، وقرأت الغزالي وكتاب "الحكم" لابن عطاء الله، وكتب الشيخ عبدالقادر وقصائد جلال الدين الرومي، بالإضافة لبعض الكتب عن واقع الإسلام والمسلمين ومشكلات العالم العربي، وكتباً حول سيرة النبي {، كما قرأت بعض الكتب مثل "سرفانثس والإسلام" لأنطونيو ميدينا، وقصصاً من الحكمة الصوفية، وبحوثاً حول التصوف ل "ليو شايا" و"كاتي مونداروو" و"إدريس شاه"…إلخ.



كيف تفسر ظاهرة تحول النخبة الغربية إلى الإسلام؟



لقد دخلت حضارة الغرب اليوم في مرحلة الانحطاط، رغم ما يُزعم من مدنية وعلمانية، إلا أنه ما زال يؤمن ببعض الديانات التي تؤمن بآلهة هجينة وتقاليد روحانية فارغة. آلهة الغرب اليوم هي المال والاستهلاك والسلطة، والغربيون أصبحوا يؤمنون بحضارة السوق المقدسة والوجبات السريعة والمؤسسات والجامعات، وأصبحت هناك طقوس جديدة مثل صراعات الموضات والشهرة والعمل والإنتاج اللاإنساني والتكنولوجيا وطب التجميل الذي يغير خلق الله.



أما شباب الغرب فهو عرضة للضياع يوماً بعد يوم، بسبب المخدرات والانحرافات الأخلاقية الشاذة والجنس الحيواني الخالي من المعنى وعبادة الجسد والخمر، ويوماً بعد يوم تتزايد معدلات الانتحار في صفوف الغربيين بسبب فقدان القيم الإيجابية، أما سوق العمل فقد صار أكثر صعوبة، والعامل لم يعد يملك الاختيار أمام عقدة الشغل التي توضع له.



أما القيم العائلية فقد اندثرت وأصبحت الأسر خاوية وغير مستقرة، وبات الغربيون يعانون العزلة وفراغ المعنى في حياتهم والقلق والاكتئاب، ويستعينون على ذلك بالمشاركة في الحفلات والسهرات الماجنة دون طائل؛ لأنه في النهاية يعود إلى عزلته فيشعر بالتحطم النفسي الداخلي، فهذه الحفلات هي نوع من العذاب.



ومع فشل الشيوعية كبديل للرأسمالية في الغرب، بدأ الغربيون يدركون حقيقة الإسلام، وأنه ليس بالياً تجاوزه الزمن كما كانوا يرددون بالرغم من أن بعض الدول العربية والإسلامية تعطي الانطباع بأن الإسلام غير صالح من خلال ممارساتها.



فاليوم أصبح الإسلام هو البديل الاجتماعي والروحي الذي يمثل المستقبل ويمكنه إنقاذ العالم من الانتحار الذي تسير نحوه الحضارة الغربية اليوم.



كيف ترى واقع الإسلام في إسبانيا اليوم؟



يتقدم رويداً رويداً، بسبب تزايد أعداد المهاجرين ذوي الأصول الإسلامية، كما يتزايد عدد الإسبان الذين يدخلون الإسلام، غير أن الإسلام لا يزال يمثل الأقلية في إسبانيا، وهناك شريحة واسعة من الإسبان تنظر إليه حتى اليوم بنوع من الخوف، وتربط بينه وبين القرون الماضية وإحراق الكتب والمنع، ومن المثير هنا أن الإسبان استطاعوا نسيان جراح الحرب الأهلية عام 1936م، ولم يتجاوزوا ماضي القرون الخامس عشر والسادس عشر والسابع عشر، خاصة إذا علمنا أن تلك الفترة شهدت مذابح ضد المسلمين وأحرقت فيها بيوتاً وقرى بكاملها لمحو آثار المسلمين.









المصدر: مجلة المجتمع – العدد 1714 – تاريخ 12/08/2006









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق