عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 31 مارس 2011

ماذا يعمل يحيى الجمل؟

ماذا يعمل يحيى الجمل؟



صــلاح الامــام | 27-03-2011 00:06

حاجة غلط .. نغمة نشاز .. نقطة سوداء .. قل ما تشاء عن وجود يحيي الجمل فى صدارة المشهد المصرى الآن، قل ما تره مناسبا وأنت تصف صورة يحيى الجمل فى المشهد السياسى الراهن، فوجوده بكل المقاييس والمعايير، ومن أى منظور، وبأى ميزان، أشبه بكارثة تهدد إعادة بناء مصر ، فى لحظة حرجة تحتاج لرجال يصنعون التاريخ، لا لرجال صنعتهم صالونات وصالات، وشكلت أفكارهم نظريات وأفكار مستوردة، وتتحكم فى قراراتهم اعتبارات خاصة.

يحيى الجمل خرج من العمل العام منذ أكثر من 40 سنة، وطوال هذه السنوات الطويلة، عاش حياته كأستاذ قانون، ويمارس الكتابة كنوع من التسالى، وقبل الثورة بأيام قرأت له مقالا طويلا عن أغنية أم كلثوم "قصة الأمس"، ويبدو أنه لم يتزحزح عن هذا الأمس، وعلى مدى حياته التى جاوزت ثمانية عقود، حيث ولد فى عهد الملك فؤاد، وعاش عهد فاروق، ثم عصور عبدالناصر والسادات ومبارك، لا يذكر أحد له موقفا حاسما، فهو من أنصار إمساك العصا من المنتصف، متلون، إذا الريح مالت مال حيث تميل.

الشىء الوحيد الذى ثبت عليه الجمل، رغبته في أن يعيش النموذج الغربى المنفتح، ويضايقه النصوص التى تحرم الخمور والاختلاط اللامنضبط بين الجنسين، وقد يكون زار كل بلاد الدنيا، إلا الحرمين حاجا أو معتمرا.

قبل خروج الديكتاتور السابق من منصبه مخلوعا مهانا على يد شعب مصر، جاء المخلوع بأحمد شفيق رئيسا للحكومة، ومعه يحيى الجمل نائبا له باعتبار أن أحمد شفيق ليس له أى دراية بالعمل السياسى، ولعلمه بأن الجمل رجل مطيع جدا، ولأنه أكثر منه عداءً للتيارات الإسلامية، ولأنه رجل له قلب أخضر، يحقق له انسجاما كبيرا مع الهانم، حيث كان عضوا فى مؤسسات وهيئات كثيرة ترأسها الهانم.

وكان أكبر خطأ ارتكبه عصام شرف ـ ولا يوجد بين البشر من هو كامل منزه عن الخطايا ـ هو موافقته على بقاء يحيى الجمل فى موقعه، وقد يكون ذلك بدافع الحرج، حيث ظهر الجمل فى عدد من الفضائيات يوم تكليف الدكتور شرف بتشكيل الوزارة، ظهر ينظم قصائد شعر فيه، وكان يرمى بتلميحات مكشوفة ولسان حاله يرجوه أن يبقيه فى منصبه الذى وصله وهو فى هذا العمر، وهو ما قد حدث، حيث أبقاه الدكتور شرف فى منصبه الذى وضعه فيه الرئيس المخلوع.

كان الجمل فى وضع عجيب، فهو تعدى الثمانين من العمر، ويعرف مثلما يعرف كل العالم، أن هذه المرحلة من العمر لا يمكن أن يكون صاحبها مناسبا لشغل أى منصب قيادى، فما بالك والمنصب هنا نائب رئيس الحكومة المصرية، وهو بالتأكيد كان يقرأ كم الانتقادات التى توجه للرئيس المخلوع لإصراره على مواصلة الحكم وهو فى هذه السن، وحتى لا يكون منظر الجمل ملفتا ومحل انتقاد، ارتكب الرجل خطيئة كبرى للتستر على وضعيته، فلكى لا يكون هو الوحيد الذى بلغ من العمر عتيا، عمد إلى استقدام وزراء من نفس المرحلة العمرية.

جاء الجمل بعدة وزراء من خارج سفينة الحياة، مثل المستشار محمد عبدالعزيز الجندى الذى خرج من الخدمة منذ أكثر من 20 سنة، ونبيل العربى، ومنصور عيسوى، ومع تقديرى واحترامى لهم، إلا أن مصر ليست خالية من الكفاءات حتى يأتى لنا الجمل العجوز حاملا فوق ظهره بأشخاص أدوا دورهم فى الحياة، وخرجوا منذ سنوات طويلة، فهل لا يوجد بمصر من كان يصلح وزيرا للعدل غير الجندى ذي السادسة والثمانين عاما؟، وكذا الداخلية، حيث جىء برجل خرج من الخدمة منذ 16 سنة، وأصبح حتى من الناحية الصحية لا يناسب هذا المنصب، فهل خلت الداخلية ـ وهى تضم آلاف الشرفاء ـ من رجل يصلح وزيرا لها، وكذا وزير الخارجية الذى سلم أوراقه منذ سنوات للحياة.

ومن مصائب الجمل أيضا إصراره على تعيين أيمن فريد أبو حديد وزيرا للزراعة، بعدما أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء أنه اعتذر، وتلك صيغة مهذبة تقال للوزراء الغير مرغوب فيهم، لكن بعد 24 ساعة تم إعادة تكليف أبو حديد وزيرا للزراعة، بسبب تدخل الجمل وإعلانه ذلك بنفسه، وأبو حديد هو تلميذ يوسف والى النجيب، وشريكه فى كل جرائمه، وكل موظفى وزارة الزراعة يعرفون تجاوزاته ومخالفاته حينما كان رئيسا لمركز البحوث الزراعية، والكل يعرف حجم الفساد المالى والإدارى بالمعامل التابعة له، وكل من بالمركز يعلمون لماذا يبقى على رئيسة مركز صحة الحيوان بما عليها من مؤاخذات ، ولما اعتصم العاملون بالمعمل الذى ترأسه مطالبين بتغييرها، قالت (م . م ) بالصوت العالى: مايقدرش الوزير يقرب منى وهو عارف ليه، مشيرة إلى الأموال الضخمة التى أتت للمعمل عام 2006 مع بداية ظهور انفلونزا الطيور، ولا يعرف أحد غير أبو حديد أين ذهبت، وكذا رئيسة معمل المتبقيات (س . ج) التى تدير المعمل هى وشلتها كأنه عزبة خاصة، والجهاز المركزى للمحاسبات قدم عدة تقارير عن الفساد المالى بهذا المركز، والسبب يعرفه كل العاملين بالمعمل، وكل الوزارة تعرف تجاوزات أبو حديد، حتى أن موظفى الوزارة اعتصموا لعدة أيام أمام بابها ومنعوه من الدخول، لكن الجمل حمله فوق ظهره، ودلف به من الشباك إلى كرسى وزارة تعتبرها الدول المتقدمة أهم وزارة، فهى الوزارة المسئولة عن توفير الطعام للشعب، وتمكن أبو حديد من كرسى الوزارة بحماية الجمل.

وقد يتذكر القراء، أن الجمل وهو فى وزارة أحمد شفيق، أسند إليه مهام رئيس المجلس الأعلى للصحافة، وكان صحفيو المؤسسات الصحفية الحكومية تسيطر عليهم حالة من الغضب الشديد، بسبب تدنى مستوى رؤسائها فى نفاق النظام السابق، وقيامهم بحملة تضليل قبيحة فى بداية الثورة، وطالب هؤلاء الصحفيون الشرفاء بإقالة رؤساء الصحف القومية كلهم، ووعد يحيى الجمل بذلك، لكن أحد هؤلاء وهو عبدالله كمال رئيس تحرير روز اليوسف، وهو أكثر رؤساء التحرير كراهية على المستوى الشعبى، أعلن عبدالله كمال بكل بأنه لن يغادر مكانه، وقبل أن نفيق من دهشتنا وذهولنا من هذا التحدي، نشر كمال مقالا ألمح فيه لمساحات الأراضى التى حصل عليها الجمل بأسماء أولاده، خلال العهد الفاسد، وبعدها اغلق الجمل ملف تغيير القيادات الصحفية.

ودعونا من كل ماسبق، فالمهم هنا ما الذى يفعله الجمل من خلال منصبه؟، هل هو فعلا نائب رئيس حكومة ثورية تقود مصر فى مرحلة حرجة وخطيرة؟ الرجل لا يفعل أى شىء سوى الظهور المتواصل فى جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وحتى المشمومة أيضا، لا يترك أى نافذة إعلامية إلا ونجده يطل منها على المصريين، فهل هذا رجل لديه عمل؟ أم أنه رجل "فاضى" لا شغلة له؟ ماذا يعمل هذا الرجل بالضبط؟ فلو أن موظفا فى أى جهة حكومية درجة ثانية، لن تجد عنده وقتا كالذى عند يحيى الجمل، الرجل مقيم بصفة دائمة بمدينة الانتاج الإعلامى، يتنقل بين استديوهات كل القنوات فى برامج التوك شو، والتوك من غير شو، فهل هذا رجل يدير حكومة انتقالية فى مرحلة ثورية لبلد بحجم مصر؟.

يحيى الجمل ذهب مساء الأربعاء الماضى (23 مارس) لحضور ندوة أمام ما يعرف باسم "الليونز والروتارى" وهى مؤسسات ماسونية مشبوهة تابعة للصهيونية العالمية، وكانت الهانم زوجة الرئيس المخلوع هى الرئيس الشرفى لهذه النوادى، ذهب الجمل وهو نائب رئيس حكومة مصر، ليتحدث أمام مجموعة من سيدات الروتارى والليونز، وهم مجموعة من الرجال والسيدات المترفين، الذين يعانون من فراغ، بمعنى أنهم "ناس فاضية"، ذهب الجمل عندهم وقضى سهرته معهم فى الباخرة النيلية الفاخرة "الباشا"، فى وجود عدد من رجال وسيدات الأعمال، وكلهم لهم مصالح لدى الحكومة، فالتفوا حوله، والرجل كان سعيدا لأن غالبية الحضور من السيدات، حتى أنه حرص على التقاط الصور معهن وهو يتأبطهن، وكأنه عبدالحليم حافظ، هل هذا يليق برجل دولة؟؟، يذهب للسهر مع رجال الأعمال الذين لهم مصالح ومطالب لدى الحكومة، ويضع نفسه فى مجال شبهات لا يمكن تبرأته منها؟!.

يحى الجمل، وهو الرجل الثانى فى الحكومة كان يحرض الناس على التصويت بـ "لا"، ولا يعلم أن موقعه يحتم عليه أن يكون محايدا، لأنه هنا يمارس ضغوطا على أفراد الشعب من خلال موقعه،.. فإذا كان له وجهة نظر فليترك موقعه، ويفعل مايشاء، لكنه يفعل مايشاء بما يتعارض مع موقعه كمسئول كبير فى الحكومة، ولو كان بيده الأمر كان قام بتزوير الاستفتاء ليحقق النتيجة التى يريدها، كما كان يفعل النظام السابق.

من زمرة الجمل، شخص اسمه ابراهيم عيسى، ظهر ضمن درنات المجتمع فى العهد البائد، خصصت له قناة الجزيرة برنامجا يحمل اسمه، وإذا كان الزميل الكاتب القدير جمال سلطان وصف برنامجه بـ "المصطبة"، فأنا أختلف معه كثيرا، لأن المصطبة جزء من تراثنا، وكانت فى الماضى قبل ظهور الكهرباء وتعدد جهات اللهو، كانت أشبه ببرلمان صغير، يجتمع فيه الأهل والجيران، يتدارسون دين الله أولا، وما قد يطرأ من مشاكل تخص أحدهم، لكن عيسى يدير صالونا لا يمت للمصطبة بأية علاقة، فهو أشبه بمقهى درجة رابعة، وإلا فليفسر لى أحد لماذا انزعج عيسى ومن معه من رواد قهوته من ذكر اسم الله الرحمن الرحيم على لسان رئيس اللجنة المشرفة على الإستفتاء، وهو يتلو نتيجته؟؟ ما الخطأ الجسيم الذى ارتكبه الرجل لكى يطلق عليه عيسى هذا الكم من الانتقادات والإهانات؟ ولماذا كان عيسى يروج لمسرحية ظهور العذراء فوق كنائس مصر، ونحن نعلم تماما أنها نتاج أفعالهم العبثية، ولو أن أحدا انتقد هذا يهب عليه عيسى ومن على شاكلته، متهما إياه باضطهاد شركاء الوطن، وهو أيضا الذى سخر جريدته التى طرد منها، سخرها للهجوم على رموز الدين الإسلامى، بكتابات قد يتحرج اليهود فى نشر شيئ منها.

أناشد المجلس العسكرى، وهم الذين صنعوا لمصر مجدا سيخلده التاريخ، حينما انحازوا مع الشعب ضد النظام، وكانوا يد الشعب القوية التى نفذت جميع رغباته، أناشدهم أن يبعدوا الجمل من الموقع الذى أوجده فيه النظام السابق، على الأقل ليعطوا له فرصة للتفرغ للفضائيات وسيدات الروتارى والليونز.

salahelemam@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق