عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأربعاء، 30 مارس 2011

وكأنك يا ليل نهار

وكأنك يا ليل نهار



محمد موافي | 30-03-2011 00:50

... لي أن أعارض تمكن التيار الإسلامي ,وللتيار الإسلامي الحق في الحياة, ولا أقرأ الغيب ,أو أضرب الودع,ولم يسبق لي أن صدقت عرافا ,ولم أهتم يوما بحظك اليوم,بل لا أعلم أين أذهب هذا المساء,فقط أجيد الجلوس إلى شخص أناني يعشق ذاته ويكرر كلماته ومواقفه,ويؤكد لي مرارا أن ما سجله أمس سيكتبه اليوم وغدا,والتاريخ هو صديقي الذي أكذب توقعاته,وأفاجأ أنني صدقته من شدة التكذيب,ووعدتك ألا أعود وعدت وألا أكرر نفسي وكررت,وعدت بأشياء في عرف المستحيل,وصدقني المستحيل,وأنكرني قومي,وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر,وفي مقالي بين يديك ,وبك أهتم ,لا أهدف كغيري إلى تخويفك من فزاعة الإخوان أو السلفيين أو ذلك التيار,وأن مصر في خطر,وأن الحدود وقطع الآذان وماء النار بالمرصاد,وإنما أرصد ما قد يكرره التاريخ ذلك القديم المستعاد,والتاريخ منتج أفلام توثيقية مكررة من سير العباد.

واليوم الأمور على ما يرام بين الحاكم الجديد-ولو مؤقتا- لمصر و بين الإسلاميين,وغدا إن لم يحسن ذلك التيار التعامل فيما تبقى من اليوم,فليستمتع برائعة نزار وصوت عبد الحليم:لو أني أعرف خاتمتي ما كنت بدأت,و قرأت لصديقي العزيز ياسر بن عبد العزيز بالمصري اليوم أن صحفيا سودانيا نبهه إلى انتفاضة عام خمسة وثمانية بالسودان و أن:«تحالفاً خبيثاً نشأ على الفور بين العسكر والإسلاميين، فأطاح بالحكومة المنتخبة انتخاباً ديمقراطياً، وحكم السودان لأكثر من ٢٠ عاماً، وقاده إلى الضعف والفقر والتمزق والانفصال.."ثم يشير الكاتب إلى ما تناقلته الصحف عن محمد البلتاجى قوله إن "الجماعة لن تبقى طول الدهر لا تسعى إلى الحكم والرئاسة... وعن سعد الحسينى قوله إنه لا يوجد مانع من استخدام شعار الإسلام هو الحل فى الانتخابات، وعن عبدالمنعم أبوالفتوح تفكيره فى الترشح للرئاسة، وعن الشيخ محمد حسان تأكيده أن المسلمين هم الذين سيحمون أهل الذمة من الأقباط وسيحمون دور عبادتهم وأموالهم ونساءهم وبناتهم"....ويختم :"كنا حلمنا، وحلم معنا العالم، بثورة تأخذنا إلى حيث وصلت إيطاليا، لا إلى حيث وصل السودان"



ومن ياسر إلى الجزائر قبل أكثر من عشرين عاما,لما حصدت جبهة الإنقاذ الإسلامية الانتخابات ,في أكبر غزوة صناديق-على رأي الشيخ يعقوب- عرفها التاريخ,وتهيأت الجماعة الجزائرية للحكم,وإذا بانقلاب عسكري ,وكأنك يا ليل نهار,وخير اللهم اجعله خيرا,ضاعت غزوة الصناديق,وحدث الصدام الدموي و انتهى الحلم وكان زبدا فساح عند الصباح.,والخاسر الأكبر في الحالتين هو الدولتان السودان والجزائر لا غيرهما.



وفي مصر مهد الإخوان وساعدوا وبشروا بانتهاء الملكية و حدوث ثورة يوليو بالليل ,وما إن تنفس الصبح حتى كان الضباط الأحرار يحوطون قصر عابدين ويجبرون الملك فاروق على الرحيل,وأنكر المناضل صديقه وانقلب السحر على الساحر ,ولم يدم طويلا شهر العسل ,والعسل والشهد و البسبوسة رآها العسكر في الكرسي وانقلبوا على الإخوان- الذين أرادوا الحكم رغم نفيهم المستمر - وعلى كل معارض تهيأ لهم أنه يهدد أو يطمح إلى الحكم.

ويقول القرضاوي في مذكراته:" إنه لم تطل فترة الصلح بين الإخوان والثورة؛ فسرعان ما تحول الصفاء إلى كدر، والصحو إلى غيم، وكان لذلك أسباب شتى؛ وبدأت الحكومة منذ ذلك الحين في تطبيق سياسة هجومية ذات شعبتين: الأولى: إطلاق حملة صحفية ضخمة مستمرة ضد الهضيبي "وعصابته" وسياستهم. والثانية: تشديد الأمن وفرض رقابة شديدة تصل أحيانا إلى حد الاستفزاز على النشاط القليل الذي ظل الإخوان يمارسونه...وفي يوم 28 أغسطس نشرت الصحف بالخط العريض تقارير من وزارة الداخلية عن هجوم قام به الإخوان المسلمون على "البوليس والشعب" عقب صلاة الجمعة في مسجد الروضة، وفي 10 سبتمبر ذكرت الصحف حادثا مشابها وقع في مسجد الإخوان في طنطا فقالت عنه: اعتداء الإخوان المسلمين على الجمهور، "وأن معركة قامت بالمسجد" حيث استعمل فيها الخطيب سكينا ضد معارضيه"



ومع الاعتذار لابن عروس فكيد الإعلام يشبه الكي/من مكرهم عدت هارب/يتلفحوا بالحنش حي/ويتبرقعوا بالعقارب/وأرى صديقي التاريخ ينذر وتسجل الصحافة والإعلام عناوين:السلفيون يقطعون أذن مسيحي بقنا ويقيمون الحد,,والشيخ الطيب يطيب خاطر المواطن مقطوع الأذن..والشيخ يعقوب يتغنى بغزوة الصناديق..السلفيون في مظاهرة للإفراج عن كاميليا شحاتة....جماعة سلفية تهدد بإلقاء ماء النار على وجه كل متبرجة...عمرو خالد لا يستبعد الترشح للرئاسة....شباب الإخوان يطالبون عبد المنعم أبو الفتوح بالترشح للرئاسة...وحنانينك فمصر بين يديك,ولو فك قيد كاميليا مسألة مشروعة, فهناك أذن مقطوعة,والكذب على الكيف.



ولكن الحق يقال: هناك مشاهد مغايرة, ربما لم يسجل مثلها التاريخ القريب,فالخامس والعشرون من يناير ثورة شعب وليس مجرد انقلاب,,والشيخ محمد حسان وبعض رموز ذلك التيار يقدمون تحركا حكيما مختلفا عما حدث قبل اثنين وخمسين..وهناك موقف واعي جدا ومحترم من المجلس الأعلى العسكري.

وبالتالي فالإسلاميون مطالبون بنفي كل ما يخيف الناس والحكومة,وإدراك أن مصر ليست بعيدة عن الدين حتى تكره على الرجوع إليه,وأن كل التحركات بهذا الاتجاه ستقابل بمنتهى الحساسية والتحفز,وأن حكيما قال ذات مرة:احذر أحلامك فقد تحمل حتفك,وأحلام القيادي عبد المنعم أبو الفتوح و المذيع عمرو خالد قد تكون كوابيس لهما ولمصر كلها,و إذا رأيت نيوب الليث بارزة ..فلا تظنن أن الليث يبتسمُ

mmowafi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق