عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 31 مارس 2011

لو بينهم إبراهيم سعدة!

لو بينهم إبراهيم سعدة!



محمد موافي | 31-03-2011 00:50

الحر على الأبواب ,وشارع الصحافة ملتهب وكانت مصر على موعد مع دورة تشريعية جديدة ,بعد انتخابات برلمانية مزورة سلفا , وكان المماليك في مكاتب رؤساء التحرير بالأخبار والجمهورية والأهرام و روزاليوسف وغيرهم على موعد مع مذبحة يتقاسم إطلاق الرصاص بها صفوت الشريف بدعوى منصبه وزكريا عزمي بحكم نفوذه وجمال مبارك بمقتضى الحال,لكن إبراهيم سعدة يا سادة يا كرام، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة أخبار اليوم باغتنا جميعا بتقديم استقالته من منصبه، وصدق أو لا تصدق كانت تلك سابقة هي الأولي ولم ينصرف إبراهيم سعدة في سكينة وهدوء بل قلب الطاولة وأثار الجدل ,وأجبر مخالفيه على مشاركته العزاء و مشاطرته الأحزان.. حينها قرر سعدة أن يكون الأمر بيده لا بيد صفوت أو زكريا عزمي أو حتى جمال مبارك,رافضا مبدأ خيل الحكومة التي تقتل بالرصاص البارد حينما تشيخ,و قرر الرحيل عن مملكة أخبار اليوم ,فبقى إبراهيم سعدة كاتبا له جمهور من القراء يتفقون معه أو عليه,لكنه ظل صاحب أسلوب متميز في الكتابة .,وكان لو أراد أن ينتقل و يرأس تحرير صحيفة أخرى ويحتفظ بعموده في الأخبار .., أو أن يسعى بما تبقى له من علاقات إلى تقديم برنامج تلفزيوني على شاكلة زملاء له كثر, ,ولا يمنعنك اختلافي الشديد أو اختلافك العتيد مع سعدة من أن تحترمه وتسجل له بموسوعة جينس المصرية أنه أول رئيس تحرير لصحيفة حكومية مصرية يقدم استقالته,حتى لو رددت على القول بأن سعدة علم أن الإقالة على الطريق. ففي النهاية لما ساموه خسفا ولوحوا له بإقالة ذليلة قال: لا.,وقال (لا) عالية في مقال مؤثر قرأته مصر وتناقلته الصحف,وبه أزعم أن إبراهيم سعد آخر الرجال المستقيلين,وبالتالي فهو أحد الرجال المحترمين وكم اختلفت مع إبراهيم سعدة,وكم ضقت بمقالات كثيرة له,لكني اعتبرته وقتها وأكرر رجلا محترما, ورحل وحل بدلا منه وعوضا عنه وعن أقرانه: ممتاز القط,وأسامة سرايا وكرم جبر وعبد الله كمال,ومحمد علي إبراهيم,و غيرهم .وانتظمت الزفة, وظلت الجوقة تردد :توريث أيا توريث

ويحكون أن ثورة قامت في الخامس والعشرين من يناير سنة إحدى عشرة وألفين للميلاد ,وأسقطت نظاما كاملا بأركانه وزبانيته وجلاديه وندابيه وإعلامييه(قل مذيعا ولا تقل محاورا مفيدا), وكان واضحا أنه لا مكان لهؤلاء وغيرهم من القيادات المعنية بتوجيه الرأي العام.

لكنا لم نجد رجلا يقول :هو إبراهيم سعدة أحسن مني أو يصرخ :بيدي لا بيد يحيى الجمل, أو بأحذية الثوار, وظلوا على كراسيهم صامدين غير مطمئنين ولا مكترثين ,حتى آخر أمل,وكلهم قامت على باب مكاتبهم المظاهرات وانتقلت لمجلس الوزراء,ولم يتحركوا,معلنين أن جلدهم سميك وفهمهم بطيء,وأنهم لحم جمل غث على رأس جبل وعر,لا هو سهل فينزلون منه,ولا اللحم سمين حتى يغري الثوار باصطياده أو الإصرار على مطاردته.

وما رأيكم ؟ دام فضلكم وطال عمركم,وغار كمدا عدوكم : لو ذهبنا بعيدا , قبل ألف وأربعمائة سنة تقريبا والمثل مختلف جدا ,وتخيلوا رواية مختلفة عن تلك التي تعرفونها ..فلما حضرت خالد بن الوليد رضي الله عنه الوفاة ولم يكن في غبار معركة,بكى وقال:اليوم أموت على فراشي كما تموت الإبل,فلا نامت أعين سرايا وكمال وجبر,ممن أقسموا أن الطريق واحدة من الكرسي إلى القبر,وتلقى كرم جبر من رئيسه كلمات فنام عليها أن اثبت أمام عبد الحليم قنديل,ولك جنة الحزب الوطني وبعدها أصبح كرم يسافر مع زملاء كفاحه مصاحبين للرئيس مبارك علي طائرته ,وفاتتهم جميعا رحلة الطيران الأخيرة إلى شرم الشيخ,وكلهم وفي مقدمتهم عبد الله كمال العضو المعين في مجلس الشورى من نظام طلع لنا لسانه يومها قد اعتقدوا أن المرحلة القادمة بحاجة لعبقريات أمثاله من ذوات القواعد العريضة الملآنة,ولا يدر أن الشحم غير الورم,وليس كل سمين مكينا ,كما ليس كل برص سحلية حرباء,كما ليس كل مدع أنه مسنود سيصدقه سانده,بل سيبيعه وسيلمه تسليم أهالي عند أول كمين للثوار,فمصر تغيرت أبجدياتها أو هي عادت لأصيل أبجدياتها,و قد قامت الدنيا ولم تقعد ولم يفهم أولئك أنه لا خير فيمن لا حياء له,ولا خير فينا إن لم نقل لكم :ارحلوا ولا أحمر يجري في شرايينكم إن لم تقلدوا إبراهيم سعدة,فاذهبوا قبل ألا تذهبوا و اجروا قبل أن تدفعكم الأقدام الغاضبة فلستم بأجدع من صاحب الضربة الجوية والمليارات ال(مستخبية).

وما إن انتهيت من المقال حتى جاء الخبر بتغيير رؤساء تحرير الصحف الحكومية,وبالتالي لم يكن بينهم رجل واحد يقول:أنا إبراهيم سعدة

mmowafi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق