عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 5 مايو 2011

أوبامة بن لادغ يقتل أسامة بن لادن

أوبامة بن لادغ يقتل أسامة بن لادن



عبد السلام البسيوني | 05-05-2011 01:42

قال أوباما إنه قُتل، رغم صدور تشكيكات كثيرة مبررة، ورغم أن مايكل ليدين - من المحافظين الجدد، وممن تمتعوا بعلاقات وثيقة مع إدارة بوش الجنيور - كتب قبل خمس سنين: وفقًا لإيرانيين موثوق بهم، فإن أسامة بن لادن توفي منتصف ديسمبر، إثر الفشل الكلوي، ودفن في إيران، حيث أمضى هناك معظم وقته، منذ تدمير تنظيم القاعدة في أفغانستان!

لكم تمنى كثيرون مقتله، بقدر ما تمنى كثيرون حياته؛ باعتباره رمزًا لرفض الغطرسة والهيمنة والجبروت الأمريكي العنصري البغيض! ويبدو أن مقتل الشيخ أسامة رحمه الله كان أحدَّ وأسدَّ سهم في جعبة السيد أوبامة بن لادغ، الشهير بباراك أوباما، فادخره لوقت مناسب، عسى أن يصيب به هدفًا في اللحظات القاتلة، يؤهله لاقتحام ماراثون انتخابات الرئاسة، ويلمِّع به صورته، ويرفع به اسمه بين الناخبين الذين بدأ يفقد بينهم بريقه، وكاريزماه التي أثر بها فيهم؛ كعادة الرؤساء قبله!

ولأهل السياسة ألاعيب وحيل وموازنات يحسنون استثمارها، وتوظيفها لمصالحهم، بغض النظر عن القيم الإنسانية، والمبادئ الدولية، وحقوق البتاع الذي يستبيحون ذبح الملايين منه، وهم يزعمون أنهم يحمون حقوقه، ويرسِّخون مبادئه! فقد أعلنوا الحرب على أفغانستان لإخفاء شيء، وعلى العراق لإخفاء شيء، وأعلن أوباما قتل الشيخ أسامة لإخفاء شيء كبييييييير بلا شك!

ولي هنا أسئلة عديدة تؤرق مضجعي، أتمنى أن أجد من يجيبني عنها، أو ينفيها من رأسي لأستريح!

== هل كانت أميركا التي أجلبت على العالم الإسلامي بخيلها ورجِلها – أقصد بتقنيتها، ومخابراتها، وعملائها، وإعلامها – عاجزة فعلاً عن الإمساك بهذا الرجل النحيل الهادئ؟!

لقد سمعت من علجٍ باكستاني من المسؤولين العسكريين الكبار (البيادات) أن ابن لادن شوهد مرات في كابول، وفي تورابورا، وفي وزيرستان، وفي كراتشي.. شوهد مرارًا، وكان يعيش في بيت كبير وسط مراكز عسكرية باكستانية هامة منذ 2008؛ ومع هذا لم يمسك به الأميركان، أو يعرفوا مكانه؟ طيب ازاي!؟

ولقد قابله صحفيون عديدون: روبرت فِسك الصحفي الكبير قابله/ بيتر بارجين محلل الشؤون الأمنية في سي إن إن قابله/ تيسير علوني صحفي الجزيرة قابله/ مراسل العربية في باكستان بكر عطياني قابله/ عبد الباري عطوان بتاع القدس اللندنية قابله/ وآخرون كثيرون قابلوه.. فكيف لم يقابله المخبرون الأمريكان والبريطان والموسادان، الذين يملكون من نوادر التقنية ما إن مفاتحه لتنوء بعقول العصبة أولي القوة من البارعين في التقنية وأعمال الجاسوسية؟! وكيف لم يمسكه عباقرة مخابرات الباكستان، وأهل التحالف؟!

== هل تبذل دولة كبرى ما بذلت، وتنفق ما أنفقت، وتعمل ما عملت لمطاردة شخص واحد نحيل هادئ بسيط، حتى لو كان شمشون الجبار، أو فريد شوقي!؟ أمعقول هذا أم إنه كان فزاعة لتنفيذ سيناريوهات الإجهاز على أفغانستان الأسيرة وتزفيفها!؟

هل كان فزاعة لاجتياح باكستان والمنطقة، وإقامة حوائط صد، وموجات مد، وقواعد لا تعد أمام الأعداء الكبار لأميركا: الصين وروسيا وكوريا الشمالية!؟

أم كان فزاعة لإرعاب المنطقة العربية (اللي بتعملها على نفسها من غير سبب) واتخاذ ذلك وسيلة لقمع الإسلام، وإعلان حرب صليبية غير مباشرة صرح بها – ولم تكن فلتة لسان – الإرهابي الكبير جورج ووكر (جِنيَرْ) بوش، ابن الإرهابي الكبير جورج هربرت ووكر (سِنْيَر) بوش، ابن .... ابن الإرهابي الأكبر جورج هربرت ووكر (إلْدر) بوش، وكلهم أعضاء في جماعة الجمجمة والعظام الإرهابية الشيطانية!

== وهل أنهت الثورات المجيدة دور هذه الفزاعة، بعد سقوط جدران برلين العربية (التي تجسدت في حكام طغاة، بترساناتهم الأمنية القمعية المجرمة) فآثر الأخ أوبامة بن لادغ أن يغير التكتيك، ويستحدث آليات جديدة لإبقاء القبضة الأمريكية على البلاد الإسلامية، بعد أن انكشفت عورات عبيده، وافتضح أمره في دعمهم وتثبيت كراسيهم!؟

== هل نتوقع آليات جديدة سالبة للإرادة، سارقة للهوية، سافحة لإمكانات الأمة، قاتلة لمستقبل الأجيال!؟ وما دور الحكومات والمثقفين والمبدعين والدعاة في قراءة المرحلة القادمة وإشكالاتها، وفي استحداث آليات لمواجهتها وإجهاضها؟!

== هل في إلقاء جثمان الشيخ أسامة في البحر احترام للعرب والمسلمين، الذين يزيدون عن مليار ونصف (من الأصفار) في نظر الأمريكان؟! هل تم على الطريقة الإسلامية كما قالوا؟ وكيف يكون ذلك؟ وهل هم حريصون فعلا على الشعائر والمشاعر الإسلامية لهذه الدرجة؟ ألم يدفن مئات وألوف المسلمين في مقابر جماعية على الطريقة الصربية والروسية والأممية دون أن يفكروا في طريقة إسلامية أو هبابية؟

وهل يحافظ على أحاسيس المسلمين الذين رقصوا بعد سماع خبر موته في الميادين،كما رقصوا يوم مات صدام رحمه الله (ذات عيد أضحى) كما رقصوا يوم قتل حسن البنا رحمه الله؟ ما شاء الله على مراعاة المشاعر الإسلامية!

== اتضح أن تفجيرات كنيسة القديسين وتفجيرات الأزهر والأقصر وغيرها من تدبير بتوع الأمن الأشاوس، لإبقاء حالة الطورئ، ونزح الأموال دون أن (يكح) أحد، وإفزاع الأمة من الإسلام، وإرساء أحوال جديدة في البلد، تسهل نهبها، واحتجان خيراتها؛ لصالح نخبة من الجشعين الذين ليس في صدورهم قلوب، وليس في نفوسهم آدمية..

فهل تفجيرات 11 سبتمبر والسفارات الأمريكية في بيروت، ونيروبي بكينيا، ودار السلام في تنزانيا، وتفجير الخبر في السعودية تمت بأيد وتخطيط وسيناريو أميركي، ثم حُمِّلَها عرب وإسلاميون؛ لتنفيذ مشيئة المتأله الأمريكي!؟

== هل ستكشف الأيام القريبة عن القتلة الحقيقيين للألوف الثلاثة الذين دفنوا تحت أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، أم سيبقى السر في بطن السي آي إيه، والخزائن السرية للسياسة الأمريكية؟!

== هل ستبقى القاعدة (بعبع) تخوف به الحكومات الناس، لتسوغ فشلها، وتستر خيبتها، وخيانتها، وتآمرها على شعوبها؟ أم ستخترع لنا (قواعد) وفزاعات جديدة؟!

== هل كشف خبر اغتيال ابن لادن رحمه الله – إن كان قد استشهد هذه الأيام فعلا – عن نسبة عالية مع التعاطف الشعبي معه ومع اتجاهه، تجعله رمزًا قابلاً للتلميع في قابل الأيام، وهل سنشهد في المستقبل اعتذارات رسمية عن تخلي الأمة عنه، وتسليمهم إياه؟

== كم عدد الذين ترحموا على الشيخ أسامة، أو ذرفوا دموعًا لاستشهاده؟ هل يمكن قياس نسبة المتعاطفين؟ وهل ستعمل ملفات أمنية للذين يتحدثون هذه الأيام عن أسامة بن لادن، وتدرس اتجاهاتهم، ويصنفون قاعديين إرهابيين مطلوبين!؟ أنا ما قلتش حاجة!؟

== الصحفيون والحزبيون واللادينيون والطائفيون الذين ينفذون الأجندة المعادية للإسلام، ويؤججون النار ضد الإسلام والإسلاميين، في مصر وسوريا وليبيا واليمن وغيرها: ألم يفكروا فيم سيقولون لربهم يوم القيامة؛ يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون؟! ما أظنهم فكروا، وما أظنهم يريدون على الأقل الآن.. قبل أن يريهم الله عقبى أكاذيبهم في الدنيا قبل الآخرة!

== وسؤال خارج السياق: أين عمر سليمان، وفاروق حسني، وعاطف عبيد، وأبو الغيط، ومحمود وجدي، وأحمد شفيق، وحسن عبد الرحمن!؟ هل هم أبرياء؟ أم فوق المساءلة؟ أم محميون بشكل ما؛ فلا يمكن الوصول إليهم!؟

--------------

يقول نزار قباني في قصيدته (في حارتنا ديك):

في حارتنا.. ديك سادي سفاح/ ينتف ريش دجاج الحارة كل صباح/ ينقرهن يطاردهن يضاجعهن/ ويهجرهن.. ولا يتذكر أسماء الصيصان!

في حارتنا ديك يصرخ عند الفجر كشمشون الجبار/ يطلق لحيته الحمراء ويقمعنا ليلاًَ ونهارًا/ يخطب فينا ..ينشد فينا ..يزني فينا/ فهو الواحد وهو الخالدُ وهو المقتدر الجبار!

في حارتنا ..ثمة ديك عدواني، فاشيستي، نازيُّ الأفكار/ سرق السلطة بالدبابة/ ألقى القبض على الحرية والأحرار/ ألغى وطنًا / ألغى شعبًا/ ألغى لغةً/ ألغى أحداث التاريخ وألغى ميلاد الأطفالِ وألغى أسماء الأزهار!

في حارتنا ..ديك يلبس في العيد القومي لباس الجنرالات / يأكل جنسًا ..يشرب جنسًا ..

يسكر جنسًا/ يركب سفنًا من أجسادٍ يهزم جيشًا من حلمات/ في حارتنا ديك من أصل عربي فتح الكون بآلاف الزوجات!

في حارتنا ...ثمة ديك أمي يرأس إحدى الميليشيات / لم يتعلم إلا الغزو.. وإلا الفتك وإلا زرع حشيش الكيف وتزوير العملات/ كان يبيع ثياب أبيه، ويرهن خاتمه الزوجي

ويسرق حتى أسنان الأموات!

في حارتنا ..ديك . كل مواهبه أن يطلق نار مسدسه الحربي على رأس الكلمات!

في حارتنا ..ديك عصبي مجنون ٌ يخطب يومًا كالحجاج ،ويمشي زهوًا كالمأمون ..ويصرخ من مئذنة الجامع: يا سبحاني.. يا سبحاني! فأنا الدولة، والقانون!

كيف سيأتي الغيث إلينا؟ كيف سينمو القمح؟ وكيف يفيض علينا الخير وتغمرنا البركة؟

هذا وطن لا يحكمه دين الله ،ولكن تحكمه الديكة!

في بلدتنا يذهب ديكٌ يأتي ديكٌ والطغيان هو الطغيان/ يسقط حكم لينين/ يهجم حكم أمريكيٌّ/ والمسحوق هو الإنسان!





حين يمر الديك بسوق القرية مزهوًّا، منفوش الريش/ وعلى كتفيه تضيء نياشين التحرير/

يصرخ كل دجاج القرية في إعجاب: يا سيدنا الديك/ يا مولانا الديك/ يا جنرال الجنس ويا فحل الميدان/ أنت حبيب ملايين النسوان/ هل تحتاج إلى جارية/ هل تحتاج إلى خادمة؟/ هل تحتاج إلى تدليك؟!

حين الحاكم سمع القصة / أصدر أمرًا للسياف بذبح الديك/ قال بصوت الغاضب: كيف تجرأ ديك من أولاد الحارة/ أن ينتزع السلطة مني/ كيف تجرأ هذا الديك؟ وأنا الواحد دون شريك؟

albasuni@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق