عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 15 مايو 2011

ملاحظات خطيرة فى حادث امبابة

ملاحظات خطيرة فى حادث امبابة



صــلاح الامــام | 15-05-2011 01:24

قضية عبير التى بسببها انفجرت أحداث امبابة يوم السبت الموافق 7 مايو الماضى، كشفت النقاب عن عدة حقائق لا تقبل الجدل، وأكدت بشكل يقينى ما طرحناه سابقا على سبيل الاستنتاج، وأستطيع أن أقول هنا أن ماحدث فى امبابة هو فعل متعمد مع سبق الإصرار، وهذه هى حيثيات ما أدعيه:

ـ جاء صوت عبير فى فضائية التحرير، من خلال برنامج "فى الميدان" مع محمود سعد، لمدة عشر دقائق، ونطقت بالحق، وقالت ما كان يجب أن يتوقف أمامه المحاور، الذى بذل قصارى جهده فى أن يدير دفة الحوار معها فى اتجاه أنها لم تكن حبيسة، ولم تتعرض لأى ضغوط من الكنيسة لكى تعود إلى مسيحيتها، وتغاضى عن أخطر عبارة قالتها، وهى أنها لم تتصل باى أحد، وأنها كانت فى غرفة ليس شباك او بلكونة، وأن المبنى الذى كانت به من ثمانى طوابق، تتحرك فيه دون أن ترى الشارع.

لقد قلت فى مقالى السابق بأننى أشك فى أن تكون عبير هى التى اتصلت بزوجها، وطالبت بأن يتم تتبع رقم الهاتف الذى اتصل بالمدعو ياسين، وهاهى عبير تؤكد صدق ما قلته وكتبته، فهى لم تتصل به لأنها كما قالت كانت محبوسة، لكن راهبة أتت إليها وقالت لها أخرجى وأتركى المكان احنا بُرءاء من دمك (بحسب تعبير عبير فى مكالمتها محمود سعد).

إذن أدلة الجريمة أضحت واضحة تماما، فهناك صوت نسائى تابع للكنيسة اتصل بياسين، وادعت أنها عبير، وطلبت منه أن يحضر فورا لأخذها لأنها ستنقل لأحد الأديرة فى مكان بعيد عن القاهرة، وأعطته العنوان.

الخطة الشيطانية قضت بأن يتم استفزاز ياسين واستنفاره ليحضر مع عدد من أصدقائه إلى كنيسة مارمينا، فى الوقت الذى تم فيه إخراج عبير، حتى إذا ما حضر ياسين ومجموعته، يتم استفزازهم، ويحدث صدام، ثم يسمحموا ـ بشكل استثنائى ـ للمسئولين بتفتيش الكنيسة، وبالطبع تكون عبير قد خرجت منها، فيثبت بشكل دامغ كذب ادعاء هؤلاء، وبالتالى تكون كل مطالبهم وادعاءاتهم بوجود أسيرات فى الكنائس والأديرة من قبيل الإفتراءات.

واقتضت الخطة الشيطانية تصعيد الصدام، فتم تجهيز زجاجات المولوتوف، والحجارة، وإعطاء الأوامر بإطلاق الرصاص ليزداد الموقف اشتعالا فى هذا التوقيت لأسباب كثيرة.



باقى الأسباب والمبررات الأخرى من قبيل الإبتزاز، فظهرت قائمة مطالب جديدة خارجة على كل منطق، وأعلن أحد المتحدثين باسم الكنيسة ضرورة وجود ضابط مسيحى فى المجلس العسكرى، وتحدث الملياردير الطائفى الشهير فى قناته بقصائد غزلية فى جهاز أمن الدولة المنحل، وقال لو كان مازال قائما ما كان حدث هذا، دون أن ترده المذيعة بحقيقة أن هذه الحوادث تكررت كثيرا خلال وجود هذا الجهاز الملعون، وبرر الملياردير ضرورة أن يحمل المسيحيون سلاحا ليدافعوا عن انفسهم (!!) وأنهى كلامه مهددا: مش ها نسكت أكتر من كدا على هدم وخرق كنائسنا، والعجيب بل والمثير للأعصاب أن مجلس الوزراء وافق على كثير من مطالبهم فى اجتماعه يوم الأربعاء 11 مايو، وقدم تنازلات رهيبة تجاوزت التنازلات التى كان يقدمها النظام البائد، لأن مجلس الوزراء يهيمن عليه الجمل وشلته، ومازال جعبته فيها المزيد والمزيد.

وقام الباشمهندس المهجرى الشهير بـ "بلبل ابن أم بلبل"، الذى يحمل الجنسية الأمريكية، وينتمى للحزب الجمهورى الأمريكى، بقيادة مظاهرة أمام السفارة الأمريكية، مطالبا بالتدخل الدولى "العسكرى" فى مصر لحماية المسيحيين (!!)، وقال من طرائف ماقال: احنا مش 12 مليون، احنا أكتر من 15 مليون، وكأن هناك اتفاق على أنهم 12 مليون، بحيث يكون الجدل حول عددهم محصورا بين رقمى 12 و 15 مليو (!!)، أى 20% من سكان مصر، رغم أنهم يعلمون تمام العلم أنهم أقل من 4 مليون، وفى تناقص دائم لكثرة المتحولين منهم إلى أديان أخرى.

وأُرسلت عدة مجموعات لإثارة شغب وفوضى فى عدة مناطق، فاتجهت إحداها إلى موقف سيارات عبدالمنعم رياض تهاجم الناس بالطوب والحجارة، وأخرى صعدت كوبرى أكتوبر وقطعت الطريق، وثالثة أمام دار القضاء العالى، ورابعة فى شارع الجلاء، ثم اتحدت هذه الشراذم على كورنيش النيل أمام مبنى التليفزيون، قاطعين الطريق الرئيسى بالعاصمة، وشرعوا فى اقتحام المبنى أكثر من مرة، وقذفوا واجهته بالحجارة، وأرسلت لهم الكنيسة الخيام والبطاطين والأطعمة وكافة وسائل الإعاشة، ووصلتهم فى زمن قياسى اليافطات والميكروفونات والدى جيهات، ومئات الصلبان واللوحات، وأعلنوا اعتصامهم فى منطقة حيوية للغاية بقلب العاصمة.

ـ أخطر شىء فى القضية هو تناول الإعلام لها، فكل شىء فى مصر تغير إلا الإعلام المصرى الخاضع لسيطرة اليساريين والعلمانيين، الذين يكنون للإسلام كراهية أشفق عليهم منها، فقد يحترقون ذاتيا من شدة هذه الكراهية، التى زرعها الله بداخلهم غضبا منه عليهم، وهم بجانب كراهيتهم لكل ما هو إسلامى، يتسمون بجهل مطبق، يستشهدون بأقوال أعلام ورموز غير مسلمة، ولا تجرى على ألسنتهم أى من آيات الذكر الحكيم، أو أحاديث خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم كحجج وبراهين، أو حتى أقوال وأفعال عظماء الأمة الإسلامية، فمرجعياتهم أقرب للكفر من الإيمان، وينطق الشيطان على ألسنتهم بالباطل، ويزينه لهم، ويجد كلامهم استحسانا عند نظرائهم من أولياء الشيطان، وقد يكون الكلام هنا يمثل بالنسبة لهم هراءً وعبثا، وينعت كاتبه بالجهل والظلامية، ويكون مادة للسخرية والإستهزاء، فقد يقول قائل منهم: شايف أخينا دا اللى لسه بيكتب عن الشيطان .. هو لسه فيه عقول بالظلامية دى، وهؤلاء سيكفينهم الله.

كانت تحليلات وتفسيرات وشروحات نجوم الفضائيات كلها تصب فى نقطة واحدة، وهو أن المسيحيين مضطهدون بحق، وأن التيارات السلفية باتت خطرا يهدد استقرار المجتمع، وأن المسيحيين كلهم وبلا استثناء ملائكة، ومستحيل ـ ولو على سبيل الفرض الخاطىء ـ مستحيل أن يكون هناك مسيحى متعصب، أو يحمل ضغينة للإسلام، فلم يشر أحد ولو من بعيد لاستخدامهم المولوتوف، وإطلاقهم الرصاص، بل كل المصائب كان مصدرها الطرف المسلم، لأنه ـ طبقا لتحليلاتهم العبقرية ـ جاهل ومتعصب، ولا يفهم الدين جيدا، ويكره الطرف الآخر!!.

وقد عجبت لدرجة الذهول، حين وجدت شخصا فى إحدى الفضائيات، يتكلم عن بلاغ تقدم به للنائب العام ضد الدكتور حسام أبو البخارى، وضد (ع.ل) لتورطهم فى أحداث امبابة، هكذا قال، ذكر اسم الدكتور حسام، وأشار إلى الآخر بحروف اسمه فقط، لأنه مسيحى ويجب عدم التشهير به، رغم أن هذا الشخص المدعو "عادل لبيب" هو مسيحى متطرف، وعضو ناشطا فى الحزب الوطنى، وسبق ورشح نفسه لمجلس الشعب ورسب بجدارة، ويعمل لصالح رجال الحزب الوطنى المحبوسين الآن على ذمة معركة الجمل، ومع ذلك بلغ من أدب وأخلاقيات الرجل صاحب البلاغ ألا يشير إليه صراحة، فهو "مسيحى"، أى الأصل فيه البراءة والطهارة والنقاء، لكن الآخر الطبيب المسلم، هو ابن ...... ، ولا يهم أن نتهمه بما شئنا، فلن يجد له مدافعا فى الفضائيات، وإذا ظهر هذا المدافع عنه، فلن يتمكن من الكلام، لأنه سيجد أمام لسانه مائة لسان، تنطق بالباطل، وتنضح بالقاذورات.

ـ كانت ثالثة الأثافى، هو تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان (مجلس يحى الجمل)، الذى يضم بعض رموز غلاة التطرف المسيحى ممن يسمون بأقباط المهجر وعددا من رموز اليسار وفلول الحزب الوطنى، وكلهم بالإجماع ممن لديهم حساسية خاصة تجاه كل ما هو إسلامى، إذ ذهبت لجنة وقالت بأن السلفيين هم الذين أحرقوا الكنيسة، وأحرقوها بمواد غير متداولة، لأن النار اشتعلت فيها بسرعة، فلقد ظهر أن أعضاء لجنة حقوق الإنسان التى ذهبت لتقصى الحقائق، ظهر أنهم خبراء فى الحرب الكيماوية، وعلماء فى فيزياء السطوح والإنبعاث الحرارى، ويستحقوا جائزة الجمل العالمية على أبحاثهم العبقرية فى علم تفسير الحرائق، هم قاموا بعمل خبراء المعمل الجنائى، وأعلنوا أن النار التى اشتعلت فى كنيسة العذراء سببها إلقاء مواد "غير متداولة" أدت إلى إشعال الحريق بسرعة، ورغم أن كمية من البنزين تشعل النار وبسرعة أيضا حتى لو ألقيت فوق الماء، لكن هؤلاء علماء فى تخصصهم ولا اعتراض، فتخصصهم هو كشف كيفية وقوع الحريق، وليس سبب الفتنة التى وقعت، وتقريبا كانوا يشيرون إلى أن السلفيين أحرقوا الكنيسة بمواد خاصة، أعدتها معاملهم الخاصة التابعة لقسم الحرب الكيماوية، المتفرع من قسم حرب النجوم، المنبثق من قسم حرب البطاطا !!.

لجنة المجلس القومى لحقوق الإنسان، لم تر أى تجاوز أو أى درجة من الخطأ تورط فيها مسيحى واحد، بل السلفيون الذين هم مسلمون، فجأة طقت فى أدمغتهم أن يقوموا بغارة سريعة ومباغتة ضد المسيحيين، الذين لم يكونوا على علم بأنهم متواجدون فى امبابة منذ وجدت، وقامت قوات الإنتشار السريع لديهم بالإشتراك مع فصائل من المظليين، مدعمين بوحدة مدفعية خفيفة، تحت غطاء جوى وصاروخى، وفى لحظة نفذوا عمليتهم التى لم يعرفوا اسمها الكودى حتى الآن، وقد يكون هذه هى نقطة القصور الوحيدة فى تقرير مجلسنا القومى لحقوق الأقباط، عجزوا عن معرفة الإسم الكودى للعملية العسكرية المباغتة التى شنها السلفيون ضد المسيحيين فى امبابة، بدون أى سبب.

لو سلمنا بصحة تقرير هذا المجلس، وبصحة تحليلات وشطحات وخيالات ضيوف الفضائيات، وهو أن المسيحيين كانوا فى كنائسهم يتعبدون، وفى منازلهم ينامون، وفى حماماتهم يستحمون، وفجأة بلا أى سبب هجم عليهم السلفيون وحدث ما بكت لأجله العيون، والقتلى والمصابون من المسلمين سقطوا بما يسمى النيران الصديقة، فلماذا نضيع الوقت فى التحليلات والمناقشات؟ يجب فورا القبض على الملايين من المنتمين للتيار السلفى، وهم يشكلون السواد الأعظم من المسلمين فى كل أنحاء العالم، لماذا لا نقوم بحرب إبادة ضدهم ونخلص العالم من شرورهم؟.

فى ضوء ما يحدث الآن، من الإعلام، ومن المجالس والجمعيات والمراكز المشبوهة ذات الصوت العالى، ليس هناك سوى هذا الحل، وهو إبادة السلفيين، ولأن أعدادهم بالملايين ولن نجد من يزيد عليهم ليتمكن من قتلهم وإبادتهم، فالمفروض أن نطلب منهم أن يقتلوا أنفسهم، ونوفر لكل فرد منهم موس حلاقة ينحر به نفسه، لتبقى مصر خالصة فقط لأصحابها الأصليين، وهم الأقباط الملائكة المنزهين عن كل خطأ وعيب.

بعض المرشحين للرئاسة يتسابقون للذهاب إلى ماسبيرو، يوقعون فى دفتر تشريفات عصابة قطع الطريق، يلقون بالنقوط طمعا فى أصواتهم التى لا تذكر، ولا يعلمون أنهم بذلك كتبوا بأيديهم نهايتهم عند الشعب، الشعب المسلم الذى بدأ يضجر من تدليل الأقلية المسيحية، وتمييزها فى كل شىء، ثم يدعون أنهم مضطهدون.

الأمل الوحيد الذى يعطينى قليل من التفاؤل، هو أن بطرس الناسك المصرى يعيش أيامه الأخيرة، وبموته وخروجه من الدنيا، ستعود مصر للمصريين، دون فرق بين مسلم ومسيحى.

ومازال للحديث شجون كثيرة.



salahelemam@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق