عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 1 مايو 2011

ما هو أعظم من كامليا

ما هو أعظم من كامليا
نعم الأمر أكبر من قضية كامليا وإخوانها المعتقلين، على الرغم من قيمة وأهمية قضيتهم حتى لو كانت المسألة محصورة في إنسان واحد فقط. فالإنسان له قيمة من حيث كونه إنسان، وسبق أن كتبت في هذا الصدد مقالا بعنوان (هل تصحح مأساة كاميليا مسار أمة) ردا على من يرددون أن كامليا شخص لن يزيد ولن ينقص، تقليلا لشأن الأمر ومطالبة بإهماله.



فتكرار الحوادث وتتابعها (تصفية جسدية خطف اعتقال) ، ثم إصرار على تجاهل الرأي العام إنما هي رسائل من الكنيسة لأتباعها وللمسلمين مفادها : أن من يتحول منكم للإسلام لن يفلت من قبضتنا فإما السجن لدينا، وإما القتل حتى وإن طال بك الزمن، وهذا هو ما حدث مع سلوى عادل، التي أسلمت من سبع سنوات مضت.

وهي رسالة للمسلمين أيضا : من يقدم يد العون لأي مسلم جديد سيصيبه الشرر بقدر ما؛ فإن كنت تبغي السلامة فلا شأن لك بهؤلاء.

فسبق أن قام رامي خلة بقتل زوج أخته بالأميرية وأصاب أخته وطفلتهما الرضيعة. وفي شبرا الخيمة اختطاف بعض النصارى زوج أختهم وعذبوه عددة ساعات ثم قتلوه . وقامت كتيبة أخرى باختطاف ياسمين فوزي من منطقة الطلبية بالهرم، ومن قبلها حاول كهنة كنيسة سمعان الخراز اختطاف دميانة مكرم وانقذها جيرانها من بين أيديهم، ثم لما ذهبت لزيارة أهل زوجها بالفيوم عاودوا الكرة مرة أخرى هناك في الفيوم. واختطاف إيليا نبيل من المطرية بعد أن أشهر إسلامه بثلاثة أيام، وهناك العشرات من الحالات الأخرى، ترى فيها القتل من أجل الهلاك، ولكن استعرضنا بعضها فقط حتى يعلم من لا يعلم.

قد يمكن القبول أن بعض هذه الحوادث حالة غضب فردي من الممكن أن تعتري أي شخص فيقوم بجرمه بغض النظر عن دينه؛ فالجريمة سلوك إنساني دائما ما يحاول الجاني إيجاد مبرر أخلاقي له، وكل يبحث وفق معتقده وثقافته .

لكن الذي يمنع ذلك هو أن الكنيسة تبث منذ سنوات عديدة مناخ من الكراهية بين أتباعها ضد المسلمين.

فالكاهن مرقص عزيز يصرح بأن المسيحي الذي ينتقل من المسيحية إلى الإسلام يرتكب جريمة خيانة عظمى ويجب أن يقتل، مرقص عزيز هذا يقول بأنه خارج مصر في مهمة رعوية بناء على طلب شنودة، وإنه لن يعود لمصر إلا بأمر منه. فهل هذه هي المهمة الرعوية، وأنت في الخارج قل ما نريد تلقينه لأتباعنا ولا نستطيع أن نقوله نحن هنا، المهمة توفير الغطاء الديني والمبرر الأخلاقي للجرائم، ومن ثم يمنحهم بمثل هذه الفتوى التعاطف المجتمعي من ذويهم وشيعتهم، ليتحولوا إلى أبطالا يحتذى بهم بدلا من أن يكونوا مجرمين تستنكر أفعالهم.

يؤكد هذا أنه ما من حادثة تقع إلا والكنيسة تلوذ بالصمت، فهي في الحقيقة تود لو أنها أصدرت بيانات التأييد والمناصرة ولكنها لا تقوى فتسكت حتى لا تسحب منهم هذا الرصيد الروحي الدافع على ارتكب تلك الجرائم التي تحبها، وإلا فلما لم تخرج الكنيسة لتستنكر حادثة قتل سلوى عادل وابنها، وهي حادثة طائفية بامتياز، فما ذنب الطفل ابن السنوات الخمس أو الست، ماذا جنت يداه؟.

هل تؤمن الكنيسة بالقتل من أجل الهلاك؛ كما تنسب لكتابها المقدس، تأمل (القتل من أجل الهلاك)، (الشيخ، والشاب، والعذراء، والطفل، والنساء، اقتلوا للهلاك

نعم هذه الحوادث تشجعها القيادة الكنيسة. فهي اقترفت بعضا منها.

أتذكرون منذ أكثر من ثلاث سنوات محاضرة الأنبا توماس أمام معهد هيدسون الأمريكي؛ هناك تفوه القس بقريب مما ألقاه علينا بيشوي العام الماضي : " أن المسلمين ضيوف " مع بعض التفصيلات التي لم يذكرها بيشوي، حينها تحدثت الصحف وطالبت الأنبا شنودة بالاعتذار، لم يعتذر، وكتبت في حينها مقالا بعنوان : (التيار الانقلابي في الكنيسة المصرية) وذكرت فيه أنه لن يعتذر وأن أفضل شيء سيقدمه هو الصمت لأن ما قاله الأنبا إنما يمثل حالة فكرية لدى الكثير من أقطاب الكنيسة وهم يرددونه باستمرار، وقد كان ولم يعتذر، وقلت : بماذا يعتذر ، أيقول لأتباعه ما كنا نعلمه لكم طوال سنوات لم يكن صحيحا؟!!

وما فعل حين اشتد عليه الضغط بسبب مقولة بيشوي؟ اعتذر اعتذارا مائعا باهتا، ثم ما لبس أن نفاه وقال: أنا لم أعتذر. أما تذكرون تلك الوقائع.

إذا فالكنيسة مشاركة بالتحريض على تلك الجرائم وتفخيخ الوطن ببث مناخ الكراهية لدى اتباعها، هذا على وجه العموم، أما على وجه الخصوص فإن ثبت ما يتردد من أن الأشقاء الثلاثة قتلوا أختهم سلوى عادل بتحريض من أب اعترافهم، أو بإيعاز من كاهن آخر فالمصيبة أكبر، فأي محاولات لسترضائهم لن تجدي، حتى ولو خرج المسلمون في مظاهرات يقولون لهم اقتلوا كامليا وإخوانها، وحاشا المسلمين أن يفعلوا ذلك.

الكنيسة لن تسلم المحتجزين لديها طواعية، لأن المسألة بالنسبة لها مجد شخصي؛ وليست مصلحة دينية، وهي تسعى لفرض الفتنة على الوطن، يوم الجلسة الأولى لنظر قضية كامليا شحاته قام النصارى بقطع طريق الأتوستراد وإلقاء قنابل الملوتوف على المارة بالطرق، قبل الجلسة الثانية أشاعوا أن السلفيين يهددون النصارى والنساء بإلقاء ماء النار على وجوههم وبالقيام بعمليات خطف، وفي توقيت الجلسة الثالثة وقعت حادثة أبي قرقاص وأطلقوا النار وقتل أربعة من المسلمين وأصيب آخرون، هل هذه الحوادث وتزامنها في التوقيت مصادفة؛ ربما.

إن قضية كامليا حين تفجرت ومع توالي تداعيتها أضحت رمزا لمرحلة، ولاستعادة هيبة دولة مفقودة، ولتصحيح أوضاع مغلوطة، فهي لحظة فارقة في المشروع السياسي للدولة المصرية أو دولة الكنسية.

أما قضية كامليا ذاتها فلها بعد عاطفي ديني متعلق بالشرف من حيث كونها امرأة، وليتخيل من هو حريص على أمن المجتمع بمسلميه ومسيحيه، وليتخيل معي أيضا النصارى من أصحاب الرأي والفكر، لو خرجت هذه القضية من دائرة اهتمام العقلاء، وذهبت للعامة والغوغاء، ماذا سيكون الأمر؟، فإن لم تسعى قيادة الكنيسة بجد لحل الأمر فإنما هي ترقص بالمجتمع على حافة الهوية، فهي التي صنعت الأزمة . وقد سبق وقدمت حلول منطقية ولم تسمع لنداء العقل. وعرض في هذه الزاوية حلا بعنوان الخروج الآمن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق