عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأحد، 29 مايو 2011

ميدان التحرير يتحدث

ميدان التحرير يتحدث
على أي وجه أحببت أن ترى المشهد في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضية؛ فلن يقدم لك إلا إجابة واحدة : إجراء الانتخابات في موعدها المقرر ضرورة حتمية ؛ إن لم يكن التبكير بها هن الأولى.

لو رأيت الصورة كما حكت بعض وكالات الأنباء أنه في حدود الخمسين أو الأربعين ألفا أو حتى أحببت أن تصل به لرأي البعض أنهم بلغوا المائة وخمسين ألفا أو حتى المائتين؛ فهو أيضا تواجد ضئيل لا يتجوز بأي حال من الأحوال عدد مشاهدي مباراة كرة قدم.

فمعنى هذا أن هؤلاء الرافضين للمسار الذي وافقت عليه أغلبية الشعب في استفتاء التاسع عشر من مارس أقلية من بعد أقلية فلاينبغي الاستماع إليها أو الالتفات لها؛ بالقدر الذي تعرقل في مسار أغلبية الأمة.

وما حدث أول أمس في التحرير هو استفتاء آخر يؤكد رغبة الشعب التي تقررت في مارس. فضلا عن أن المتواجدون بالأمس بالميدان لم يكونوا متحدي المطالب متوافقون عليها. فهذا يعني أن مطلب تأجيل الانتخابات والسعي لتلفيق شيء سيسمونه بالدستور ليس مطلب جميع من كان بالميدان.

كما لو تمت مقارنة تلك الأعداد التي جاءت أول أمس مع أعداد جمعة الغضب في الثامن والعشرين من يناير، مع الأخذ في الحسبان انتفاء الموانع التي كانت في الأولى بالنسبة لجمعة السابع والعشرين من مايو لبان لك مدى الضعف الذي كان عليه الميدان تجاه مطلب الالتفاف على رغبة الأغلبية الشعبية. ففي الأولى كان هناك الأمن المركزي وقوات الشرطة والقنابل المسيلة للدموع الرصاص الحي و... و....، وأول أمس كان حق التظاهر مكفول ، ومع هذا حضرت في الأولى الملاين ، وفي الثانية حضر عشرات الآلاف.

ولو سايرنا البعض الذي وقع له خداع بصري ورأى أنهم بلغوا المليون أو تجاوزوه، هذا بالإضافة لاعتبار مظاهرات الآحاد في أمكان أخرى من مصر، كأن يتظاهر مائتين في ناحية، ثلاث مائة في ناحية أخرى أمر معتبر.

فحسنا لتكن تلك مظاهرات حاشدة؛ فإذن هذا دليل على قدرة الخائفين من الانتخابات على الحشد والتأثير في الجمهور؛ فلما الخوف من الانتخابات، أنتم إذن تستطيعون أن تكسبوا هذه الانتخابات رغم أنف من تكرهون من التيارات الإسلامية، فهذه فرصتكم لاكتساح الساحة فهيا لا تتركوا الفرصة تفلت من بين أيديكم فاغتنموها.

كفوا عن الشكوى أبدؤا في العمل فالشارع استجاب لكم هيا اعرضوا برامجكم، حدثوا الناس كيف ستبنون مصر ما خططكم، بخلاف تلك الثرثرة الفارغة. انقلوا حشودكم من الميدان إلى الصندوق ومن ثم إلى البرلمان. فقد نجحتم وحققتم المعجزة على حسب وصف عبد الحليم قنديل. فلا تدعوا النصر ينتظركم طويلا.

وبدلا من البحث عن مجلس رئاسي توافقي، اعدوا قائمة توافقية منكم للانتخابات البرلمانية، وحشودكم هذه صفوها في الانتخابات. إلا إن كانت هذه مجرد حشود إعلامية فارغة، نسمع ضجيجا ولا نرى طحينا.

حقيقة لقد خسر من يسمون بالليبراليين كثيرا، وظهروا أنهم أقل وزنا بكثير مما كان ينظر لهم، ولكنهم مازالوا ظاهرة إعلامية ضخمة جدا جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق