عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 19 مايو 2011

الديكتاتور

الديكتاتور



عبد السلام البسيوني | 19-05-2011 00:57

تحدث علماء السياسة في مواصفات الدكتاتور، فذكروا منها أنه مولع جدًّا بجمع كل السلطات في يده، فيكون هو الرئيس، فلا أحد فوقه ولا أحد تحته (بدون رئيس وزراء في الغالب، كما عاش مبارك ثلاثة عقود دون رئيس وزراء) وهو الرئيس الأعلى للقوات المسلحة، وهو المسؤول المباشر عن لأمور المالية الثقيلة، التي يصل بعضها إليه مباشرة دون المرور على أي شخص آخر في الدولة، لتكون لمصاريفه الخاصة، ومصاريف العائلة الكريمة، مهما بلغت من ألوف الملايين! (يعني هايقطّع نفسه؟ واللا هايصرف عالناس مثلاً)؟

وحين يتكلم يتكلم بصفة المانح، الواهب، الرازق، الذي يطعم الناس، كما نظر في حضور بعض المشايخ، ثم فكر وقدر، ثم نظر، ثم عبس وبسر، فقال: (أنا طلعة كل شمس عندي 80 مليون بأكَّلهم) فصرخ الشيخ الغزالي رحمه الله في قداسته: هو انت ربنا واللا إيه؟ انت اللي بتأكلهم برضه؟ انت ولا حاجة! بتعطيش الجيم على طريقة الشيخ رحمه الله!

ومنها أن للرئيس دائمًا حزبًا ملهمًا وحيدًا لا شريك له (الممثل الشرعي والوحيد للحرية والديمقراطية والاستنارة والخوف على البلد) فثم حزب ملاكي لمبارك (الوطني الديمقراطي) ولابن علي (التجمع الدستوري الديمقراطي)! ولسالح (المؤتمر الشعبي العام) ولصدام (حزب البعث) ولفشار (برضه حزب البعث) ولـ... وكلها أحزاب معصومة، والبقية إما مقهورة، محظورة، لا تملك مقرًّا ولا جريدة، ولا نافذة لإذاعة أو تلفاز، وإما أحزاب (لابسة مزيكة) كهؤلاء الذين يكونون في فرقة درجة رابعة، يتظاهرون بأنهم يعزفون، وهم في الواقع إنما يحركون شفاههم فقط ، والعزف بلاي باك لشريط مشروخ!

= = ومن خصائص الديكتاتور أيضًا قمع حرية التعبير، وقصف الأقلام، وقطع الأيدي، والقتل والتصفية لمن يصنفون كخصوم، حتى داخل المساجد، والتلفيق واصطناع الأحداث للإيقاع بين طوائف الشعب الغافل، أو المغلوب على أمره! وكم صُفي في بلادنا زعماء إصلاح، وصحفيون، وكتاب، ومعارضون، من حسن البنا وهاشم الرفاعي، حتى آخر شهيد في ثورة 25 يناير عليهم الرحمة والرضوان أجمعين!

= = ومن خصائصه: مناصرة الأنظمة الفاشية، وحمايتها، كما تحمي دول الطوق العربية الباسلة الدولة الصهيونية، وتمنع حتى النملة أن تنفذ من حدودها إلى الصديق الصهيوني المشترك! وكما تحمي باكستان وأفغانستان أميركا على حساب قومها، وكما يحمي علاقمة بغداد الاستعمار الجاثم فوقها، ويطالبون ببقائه!

= = ومن خصائصه أن الدكتاتور (طويل العمر) يبقى مدى الحياة (لا دواء له، كالسرطان الشر بره وبعيد) حتى يستأصل باغتيال، أو يموت بعد أن يَقتل صاحبَه! وقد بقى (المجاهد الأكبر) بورقيبة حتى عمي وصم وخرف، وهو المجاهد الأكبر برضه!

= = ومن القواسم المشتركة بين الدكتاتوريين أن أحدهم عبقريّ منذ يكون في اللفة، مؤهل للحكم وهو ابن حاجة وعشرين سنة، يدير بأصبعه البنصر دولة من عشرات الملايين، ويلاعب الساسة العالميين، ويمثل حضارته وتاريخه، وهو معدوم الثقافة، لا يكاد يقرأ أو يكتب، معدوم المروءة في كثير من الأحيان، وربما أصدر كتبًا خضراء وسوداء وحمراء، يتجمع حولها الذباب، ليبينوا جوانب العبقرية فيها، ومكامن التفرد السياسي والحضاري، بإبداع عبقري غير مسبوق؛ حتى إن عبد الناصر كتب قصة فذة لا نظير لها، فتسابق القصاصون المصريون في تكملتها، لتصير رواية من نحو سبعمائة صفحة! وحتى إن الكتاب الأخضر له مركز دراسات خاصة به، وبه يعمل حملة دكتوراهات، وطبالون من أندر أجناس الحيوان التي تتأبى على الانقراض!

= = ومهما كان سيادته صغير السن فهو دائمًا الأجدر، فيقدم على أنه الوريث الشرعي، والخليفة النهضوي، والمنقذ من الغرق، والمخرج من الأزمات! كما فعل ناصر مع العقير الذي صار رئيسًا وهو ابن سبع وعشرين سنة بس! حكم بعدها 42 سنة (بأي قانون وأي منهج، وأي عقل لا أدري)! ومع وفاة والده في يونيو 2000 رُفع طبيب العيون بشار الأسد ابن الرابعة والثلاثين وكم شهرًا، إلى رتبة فريق،http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF - cite_note-1#cite_note-1 بمرسوم بعثي، ليكون قائد الجيش، وعدلت فقرة من الدستور تختص بالعمر لتضمن انتخابه، ثم عينه الرئيس المؤقت عبد الحليم الخدام قائدًا للجيش والقوات المسلحة في اليوم التالي! شفتم العبقرية!؟ وأما عبد الناصر فقد كان (بكباشي/ مقدم) ثم في 14 نوفمبر 1954 اعتقل رئيسه ورئيس الدولة محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله،لينفرد بالسلطة. وأما رويعي الغنم علي صالح الذي يشيع اليمنيون العارفون أنه كان (شاويش) فقد ارتقى فجأة ليصير القائد الأعلى للقوات المسلحة، بعد أن صار رئيس الجمهورية!

= = وكل رؤساء الحقبة (الثورية) كانوا صغار السن: القذافي 27 سنة ولا يزال يبلطج ويسحق/ عبد الناصر 34 سنة وحكم حتى مات/ بشار أسد 35 سنة ولا يزال جاثمًا/ علي صالح 36 سنة وحكم من 30 سنة/ ونميري 39 سنة حتى خلع/ والأسد 40 سنة وحكم مع الأسد الصغير 40 سنة/ وابن علي 41 سنة وحكم 24 سنة، ومع المجرم الأكبر بورقيبة 54 سنة/ صدام حسين 42 سنة وحكم 24 سنة حتى أسقط.. وهكذا.. كلهم كانوا أقل من السن القانونية لتولي الرئاسة.. لكنهم بطبيعة الحال عباقرة، وتتجلى عبقريتهم الفذة في الحال المتردية للبلاد والعباد اليوم!

= = وربما طوعت للعبقري القادم الدساتير – حتى لا تضيع على الأمة فرصة تاريخية نادرة - كما طوعت لبشار وجمال، لكن الأكيد أن أهله جميعًا عباقرة مثله، ابتداء من السيدة الحرم المصون، التي تتحول إلى سرطان يقبض على مقاليد ما تقدر عليه، ثم الأبناء، والأصهار، والأعمام والأخوال، والأصدقاء، لتتحول الدولة إلى عزبة كبيرة، يعيش عليها مجموعة من عبيد الإحسان! وانظر في أقارب وأبناء وبنات وأصهار وأحباب مبارك والأسد وصالح وبن علي وصدام تجد مصداق ما أقول!

= = وقد أشرت في مقالات ماضية إلى أنهم يتفقون جميعًا على حرب الإسلام وقمع المتدينين، وتشويه صورتهم، ويكونون ضعافًا جدًّا أمام المسيحية واليهودية – وحتى البهائية والقاديانية والإلحاد وعبادة الشيطان – يفسحون لرموزها، ويمكنون لها، ويدللون أصحابها، على حساب دينهم الذي إليه ينتمون، بل لو أظهروا الغضب مرة لبادروا إلى الاعتذار، والتوسعة، كما فعلوا مع عبدة الشيطان في مصر.. من أولاد النخبة – دستور يا حراس البتاع – هل تذكرونهم؟!

= = وهم يتعاملون مع (الأعدقاء) بوجه إعلامي كذوب، فهو عدو، وهم مناضلون، ويعلنون التعبئة العامة، والطوارئ، في حين أنهم في الليل يلعبون عشرة طاولة مع قادته الأحبة! ولا يترددون في تسليم البلاد له، وتقبيل رأسه ليرضى..

= = وهم أساتذة في (الحضن والبوس) لهذا العدو.. آه لو رأيتم كيف كان عباس ومبارك والآخرين يحضنون الناعمة (ليفني) والحسناء (كوندوليسا) والرشيقة أولبرايت، بجانب نتنياهو ومائير وشامير وسائر الخنازير!

فإذا جئت سيدي لتتأمل حال البلد في ظل حكم هؤلاء الميامين المحاريس فالنتيجة صفر: برطعة إسرائيل في المنطقة/ تضييع الهوية/ إخراج أجيال تائهة مسلوبة الأمل والهمة/ حاجة البلد لبنى تحتية وبرامج وخطط صبور لتعويض ما فات، تلال الديون والهموم، استشراء الفساد وتكاثر الأفاعي! وحاجات كثيييييييييرة سيادتك بها أعلم!

-----------

قال نزار:

أيها الناس: أنا أملككم كما أملك خيلي وعبيدي/ وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصري!

فاسجدوا لي في قيامي واسجدوا لي في قعودي/ أولم أعثر عليكم ذات يوم

بين أوراق جدودي؟

حاذروا أن تقرؤوا أي كتاب فأنا أقرأ عنكم!/ حاذروا أن تكتبوا أي خطاب فأنا أكتب عنكم!/ حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر فإني بنواياكم عليم!

حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذني فهذا عندنا إثم عظيم/ والزموا الصمت، إذا كلمتكم؛ فكلامي هو قرآن كريم!

albasuni@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق