عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الأربعاء، 29 يونيو 2011

فك طلاسم الثورة المضادة( 2 ـ 3 )

فك طلاسم الثورة المضادة( 2 ـ 3 )



صــلاح الامــام | 29-06-2011 01:54

فى الجزء الأول من مقالى هذا عرضت لنموذج واحد لنجوم وإبطال هذه الأيام، وهى لمن لم يقرأه فتاة جمعت فى وقت واحد بين الجهل وانعدام التعليم والقباحة وسوء الخلق، استقطبتها منظمات دولية فى عدة بلدان غربية، ثم عادت إلى مصر فى شكل جديد، على نمط السيدة العجوز بطلة مسرحية ؟الزيارة" للكاتب السويسرى فريدرش دورينمات.

ولم أكن أتصور أن رد فعل القراء سيكون بهذا الحجم، فقد جاءتنى مئات الرسائل عبر بريدى الإلكترونى، ومئات المكالمات عبر هاتفى، وأؤكد للجميع أننى لو ذكرتها لن يعرفها أحد، فهى ليست مشهورة، وتلك خطورتها، فهى تعمل فى الخفاء، ولو أصبحت مشهورة ستفقد فعاليتها، لكنها فى الخفاء تمارس دورها الذى تدربت عليه، وهو دعم الدعوات التى يجاهر بها (زملاؤها) من نجوم الفضائيات والإعلام الممول، والذين يقيمون بصفة دائمة فى استديوهات خمس فضائيات مصرية يملكها رجال أعمال عهد الفساد البائد، ولن أقول رجال أعمال مصر، ويقبضون نهاية كل "بؤين" كلام رزما من أوراق البنكنوت.

الفتاة التى أعنيها لها موقع على الانترنت، ولها صفحات على مواقع الفيس بوك وتويتر، ولها مؤيدون يطالبون بترشيحها رئيسا للجمهورية (اشمعنى هى يعنى)، ولولا أن سنها دون الأربعين كانت عملتها، لكنى عرضت لقصتها الحقيقية كمدخل للولوج إلى قلب القضية الأساسية، وهى أن هناك نشاطا تديره أيدى أجنبية مشبوهة بالفعل، ويمارس فى وضح النهار للسيطرة على فصيل كبير من أبناء هذا الشعب، ويتم دعوتهم إلى بلدان العالم الأول بما فيها من سحر وإبهار، ويجلسون فى قاعات، يتشربون ثقافات تبدو فى ظاهرها صحية، لكنها مشربة بالسم الزعاف، ثم يأخذون العطايا من مال وهدايا، ويعودون إلى مصر مقتنعين بأن من استضافهم وأجزل لهم العطايا صديق يخاف على بلدهم، ويحب شعبهم، ولا يدركون أنهم باتوا جزءً من مخطط شيطانى هدفه الأول إسقاط مصر بعدما سقط نظامها.

نشر موقع اليوم السابع فى 6 أغسطس 2009 خبرا عن قيام مؤسسة فريدوم هاوس الأمريكية بتدريب شباب مصرى على الثورة، جاء فيه أن 15 شابا مصريا تلقوا تدريبات على تفكيك النظام، وذلك ضمن برنامج متكامل للتدريب النظرى عن «استراتيجيات الكفاح السلمى»، تحت إشراف الناشط شريف منصور (نجل الدكتور أحمد صبحى منصور، والساعد الأيمن لسعد الدين ابراهيم)، والناشطة سارة أحمد فؤاد، فى منتجع (باليتش) فى صربيا، ضمن برنامج أعد خصيصا لجيل جديد من نشطاء العالم الثالث، ليتمكنوا- حسب البرنامج الذى تموله مؤسسة فريدوم هاوس بالتعاون مع بعض المنظمات المحلية - من خلق جيل جديد لدعاة الديمقراطية، إلى النضال السلمى ضد السلطة.

بعد سقوط نظام حسنى مبارك بالفعل، أعلنت مؤسسات متخصصة فى الإدارة الامريكية حالة الطوارىء القصوى، فلابد من تغيير اتجاه هذه الثورة الفريدة من نوعها، والعمل على أن تكون نقمة على الشعب المصرى، وبدلا من أن تواصل مسيرتها التصحيحية فى البناء الديمقراطى الصحيح، والإصلاح الإقتصادى والإجتماعى، لابد من إغراقها فى قضايا فرعية تثير خلافا بين كل التيارات السياسية فى مصر، لخلق حالة من الفوضى، قد تنتهى بمصر لأن تكون صورة مكررة للعراق.

نتذكر هنا تصريح الرئيس الأمريكى باراك أوباما في 5 مارس حين قال إن "القوى التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل"

وفى سبيل ذلك، قامت المؤسسات الدولية بمضاعفة تمويلها لمنظمات المجتمع المدني المصرية، ليصل جحم التمويل الي200 مليون دولار، وذلك بعد أن قرر الاتحاد الاوروبي وهيئة المعونة الامريكية ضخ مبالغ مالية كبيرة لهذه المنظمات في الفترة المقبلة، وبدأت هذه المؤسسات في اعلان تمويلها لمشروعات كافة الحركات السياسية فى مصر، رغم أنها حركات غير مشهرة، وليس لها أى إطار رسمى.

ونشرت جريدة الأهرام في عدد الجمعة 25 مارس أن واشنطن تعرض المساعدة على الأحزاب المصرية، وقالت إن مسئولا عسكريا أمريكيا رفيعا أكد أن الولايات المتحدة ستعرض في هدوء على مصر مساعدتها على التحرك نحو الانتخابات‏، وأشار إلى أن منظمات أمريكية تساعد الأحزاب السياسية الناشئة في مصر على تنظيم نفسها‏.

ثم دخلت مؤسسة فورد الشهيرة إلى وسط الساحة، ومعروف عنها أن لها باعا طويلا وواسعا في تمويل العديد من المؤسسات الأهلية والحكومية في مصر، ومن آخر نشاطاتها تأسيس فرع للمركز الدولي للعدالة الانتقالية في مصر، وسبق لها تأسيس فرع مماثل في العراق بعد احتلاله عام 2003م، كما أنها أسست فرعا جديدا لها في تونس بعد الثورة.

هذا النشاط المحموم من قبل هذه المؤسسات، ذات الخبرات المتفوقة فى مجال إثارة الفتن والقلائل وسط الشعوب الإسلامية والعربية، اتفقت على إشاعة نوع من الفوضى فى مصر، تبدأ مرحلتها الأولى بانقسام حاد حول قضايا محلية يبدو فى ظاهرة فكريا، لكنه قابل لأن يتحول إلى صراع مادى، من خلال خروج انصار كل رأى إلى الشارع، فيتصدى له انصار الطرف الآخر، ثم تتصدى السلطات للطرفين .. وهكذا.

وكانت قضية الدستور أولا هى أكثر القضايا سخونة، التى تفتق عنها ذهن هذه المؤسسات المشبوهة، التى تدفع بسخاء لكل من يتبنى وجهة نظرها، وكان التمويل فى السابق له عدة شروط، لكن بعد الثورة فخزائنهم باتت مفتوحة لكل من يمد يده، ولا من شرط فى المرحلة الحالية سوى أن تطالب بتأجيل الانتخابات البرلمانية، فمصلحتهم أن تبقى مصر هكذا تعانى من فراغ دستورى ومؤسسى، حيث يكون المناخ مهيأ لمزيد من الفوضى والإضطرابات، أملا فى تكرار النموذج العراقى بها.

لقد اتفقت كل التيارات "النخبوية" فى مصر بعد نجاح الثورة فى إسقاط النظام، على عدة مطالب ليس لها من هدف سوى إشاعة الفوضى فى عموم مصر، كمرحلة تمهيدية لتقسيمها، وهو الهدف الاستراتيجى للقوى الدولية التى تعادى الإسلام ودوله ومؤسساته ورموزه من المفكرين والدعاة الحقيقيين، ومن يسمون بالقوى السياسية حاليا فى مصر، وهم المنتمون للتيارات اليسارية والعلمانية والليبرالية والطائفية، من خلال أحزاب ورقية أو جمعيات وائتلافات واتحادات ومراكز أصبحت فوق الحصر، هؤلاء جميعا يعملون وفق أجندات مشبوهة، هدفها الرئيسى أن تبقى مصر هكذا، دولة بلا مؤسسات، ومع طول المدة تتحول بعض الإئتلافات أو التيارات إلى ما يشبه تيارات انفصالية، وقد تتشكل ميليشيات تابعة لبعضهم، وتشتعل بينهم الحروب.

إن أى مجموعة من الشباب المستخدمين للانترنت والفيس بوك، بات من السهل أن تنسج علاقات بينهم وبين تلك المنظمات، بشكل مباشر أو عن طريق وسيط بالداخل، وأصبح التآمر على مصر يعد الثورة هو الشغل الشاغل للقوى الغربية التى تتزعمها أمريكا واسرائيل، وكل يوم يولد ائتلافات فى كل حى وفى كل شارع، فى كل جامعة وفى كل كلية، فى كل مقهى وفى كل بار، وكلهم يسكبون الزيت فى شوارع مصر، انتظارا للحظة يحلمون بها، وهى اندلاع الشرارة التى تشعل كل هذا وتأخذ مصرنا إلى الهاوية، وهو تصور قد يبدو تشاؤميا، لكن فى هذا الزمن كل شىء أضحى ممكنا، فى ظل وجود آلة إعلامية رهيبة تروج لأفكارهم، وتتبنى وجهات نظرهم وتدافع عنها باستماتة.

وانتظرونا فى المقال القادم حيث نعرض نماذج حقيقية لهؤلاء ...

وتبقى كلمة:

امرأة تتبوأ منصبا قضائيا رفيعا، صحيح أنها تبوأته بطريق غير قانونى، بتوصية من السيدة الفاضلة ناشرة الفساد فى المجتمع المصرى، لكنها مازالت فى منصبها، ولايجوز قانونا ولا عرفا ولا منطقيا أن تشارك فى أى نشاط عام بحكم منصبها، لكنها مازالت ضيفا دائما فى الفضائيات المشبوهة، وسط ما يسمون بالنخب، وآخر جرائمها مشاركتها ـ مع عدد من الصبية ـ فى صياغة ما يقال عنه "دستور الثورة"، وأرى أنها قانونا يجب أن تعزل فورا من منصبها، ويصدر اعتذارا رسميا للشعب من الجهة التى تنتمى إليها عن ممارساتها تلك، لأنها نزلت بها من مكانتها الرفيعة، واضرت بها وبتاريخا إضرارا بالغا.

salahelemam@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق