عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الاثنين، 6 يونيو 2011

بشار الضبع وحزب الشبيحة

بشار الضبع وحزب الشبيحة



عبد السلام البسيوني | 06-06-2011 01:33

لا أزال أذكر لقطات من فيلم العسكري الأزرق الذي عرض في السبعينيات، وجسد بشاعات اقترفها الجنود الأمريكيون في فيتنام، حيث كانوا يقطعون بسونكي البندقية أثداء النساء - بعد اغتصابهن - ويبقرون به بطون الحوامل، ويذبحون به الرجال، ويمطرون القرى بالنابالم، في مشاهد شديدة الفظاعة، خالية من أية مشاعر إنسانية أو حيوانية، صادرة عن أناس مجرمين ساديين، منحرفين نفسيًّا وبشريًّا، يتشدقون – إفكًا وزورًا - برعايتهم حقوق الإنسان، وحمايتهم الحريات، وسدانتهم للديمقراطيات!

ولا تزال ذاكرتي اللاهبة تذكر صورًا لأطفال بوسنيين اقتلعت – بالسونكي – عيونهم، على أيدي العنصريين الصرب، الذين قادتهم الكنسية الأرثوذكية هناك، في حرب تطهير عرقي مجرمة دامية، بجانب المقابر الجماعية لألوف من الرجال العزل والأولاد، أهالت البلدوزرات عليهم أكوام التراب، بعد أن استكثروا عليهم رصاصات رحمة تخفف عنهم الموت الرهيب..

ولا أعتقد أن ذاكرتي ستنسى يومًا صورة سيد شهداء ثورة سورية الطفل حمزة الخطيب ذي الثلاثة عشر ربيعًا، صاحب الوجه البشوش البريء، من الجيزة/ درعا، الذي عذب عذابًا أليمًا، وقطعت محاشمه، وكسرت عنقه، وأطلقت عليه ثلاث رصاصات، وفعل به أشاوس نظام بشار الضبع ما لم يفعل الصرب والأمريكان.

وبلغ من فجورهم أن أرغموا أباه وعمه أن يقولا إن فخامة الضبع استقبلهما، وعاملهما أحسن معاملة، وإن الولد لم يعذب، ولم يحصل له شيء، بل مات هكذا، مع أن اليوتيوب فضح سعارهم ودمويتهم بجلاجل، ونشر أطرافًا كثيرًا من فجور الأمن البعثي الرجيم!

لكن الفارق الأبرز بين سفاحي بشار الضبع، وسفاحي كرازيديتش الصربي، وليندون جونسون الأميركي، أن الأخيريْن زعما أنهما يقاتلان عدوًّا، أما جنود الضبع فيقتلون بأيديهم أبناءهم وإخوانهم وعشيرتهم، ويلعقون دماء أبناء عمومتهم، وينتهكون أعراض حريمهم، بمنتهى الخساسة والدناءة التي لا يقع فيها إلا الضبع؛ أخس الحيوان طرًّا.

ولأن هذا الجنس من الضباع – بجانب وحشيته وخساسته - بارع في لعبة التلفيق والفبركة وصناعة التهم، فهم يستخدمون عدة أوراق لتمرير شنائعهم وفظائعهم:

= = فقد بدؤوا يلعبون على الورقة الطائفية، في بلد فيه ثلاث وستون طائفة وعرقية وديانة، يمكن أن يشعل كل منها حريقًا يبقى عقودًا لا ينطفئ، ولا يسعد به إلا كل متصهين، وعدو للأمة ودينها! فإنك لو طالبت بحقك هناك فستكون طائفيًّا، ولو قلت: لا فأنت طائفي، ولو اعترضت على قتل حمزة الصغير فأنت طائفي، ولو شكوت أحدًا فأنت طائفي، ولو سألت عن سجين انقطعت أخباره من ثلاثين سنة فأنت طائفي، ولو خرجت للشارع فأنت طائفي، ولو سعلت أو عطست فأنت طائفي! مع أن الطائفة النصيرية تحرس إسرائيل من عقود، وتجوع سوريا العلقم من عقود، وتقمع الحريات من عقود، وتزحم السجون بالمعذبين من عقود، وتذل الشرفاء والمثقفين والأحرار من عقود، و(تشفط) خيرات سوريا من عقود، ولا يجرؤ (زلمة) أن يقول إن هذا هو قمة الطائفية الحقيرة!

واستخدم الأسد الدعم الطائفي من خلال الاستعانة بالرافضة الفاشيين من إيران، ولبنان، في قمع التظاهرات، حتى داخل لبنان ذاته، وهم ذاتهم الذين يقلقون الأمور في البحرين والساحل الشرقي السعودي، ومواطن أخرى أرجو ألا يكون منها مصر، بعد أن استنبت فيها نظام مبارك الرفض وأولاد الرفضة، ومكن لهم، بتمويل واسع من الملالي!

= = وتمامًا كمبارك المخلوع، وصدام المصروع، والقذافي الآفل، وسالح الراحل، وبن هباب الذابل استخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – ورقة الحزب الواحد ذي السلطان المطلق، والقداسة التي لا تمس، فأي إشارة سلبية إلى حزب البعث تعد خيانة عظمي، ويفرضون الآن المادة الثامنة من الدستور السوري التي تمكِّن البعث من أعناق البلاد، وتلغي ما سواه، على أنها تابو لا يجوز انتهاكه، وإلا فستكون سورية حرائق ومذابح، مع أن السوريين لم يشهدوا في ظل هذا الحزب الإرهابي سوي الجوع، والسجون، وقبضة المخابرات الرهيبة، حتى إن الأخ لا يأمن أخاه، والابن لا يأمن أباه، والصديق لا يعرف صديقه، سمعتها والله من أفواه سوريين عقلاء شرفاء كثيرييييييييين جدًّا!

= = ولم يزل الضبع – بعد أبيه – وزبانيته يحمون مصالح وحدود إسرائيل منذ 67؛ فلم تظهر له دبابة على الجولان، بل ظهرت – فقط – في درعا، وحمص، وحلب، والمدن السورية الأخرى لسحق المواطنين تحت جنازيرها كما رأينا في اليو تيوب! وصرح الجهبذ رامي مخلوف بأن إسرائيل لن تستقر إذا سقط الضبع، والبعث الإرهابي!

= = وتزلفًا للصهاينة والأمريكان أسقط الأسد نفسه ورقة التوت التي كان يستر بها عورته المغلظة، حين أعلن في تطور سياسي لافت – كما قالت يديعوت أحرونوت، ونقلته الجزيرة نت - أن بشارًا أعلن عبر رسائل بعثها إلى الإدارة الأميركية عن استعداده لاستئناف محادثات السلام مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أميركية قولها إن الأسد قال في هذه الرسائل إن 98% - لاحظ: 98% - من المواضيع المختلف عليها بين سوريا وإسرائيل تم الاتفاق عليها، ولتسقط الممانعة المزعومة، وشعارات الصمود والتصدي، والقناع البعثي السمج القبيح!

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – فزاعة القاعدة والسلفيين والإخوان (الإسلام) لتخويف الدنيا، رغم أنهم (دافنينه سوا) فهم الذين صنعوا الأكذوبة، ولفقوها مع (حبايبهم) الذين طالما اعتبروهم رجالهم وحماة مصالحهم، خصوصًا من وصف منهم بـ(الدول المعتدلة الصديقة) عارفها حضرتك؟

= = ووظف بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – سيطرتهم التكنولوجية، فقعطوا الاتصالات، والإنترنت، والكهرباء، والماء، والخبز، والوقود، والرواتب، وضربوا تناكر المياه لئلا يشرب الناس، وأغلقوا المخابز والمحال لئلا يأكل الناس، وخيروهم صراحة بين الجوع والعطش والظلام والرَّوع، وبين الذلة والهوان السرمديين و... البعث وآل الضبع!

= = ووظف بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – مشايخ السلطة والزور، والدعاة الحزبيين العور، الذين ربوهم على أعينهم، وكسروا عيونهم بالعطايا، والهبات، والتلميع، ليتحدثوا عن لزوم البيعة الشرعية، وحرمة الخروج على الحاكم (أمير الطائفيين) وتخويف الناس من قول لا، وقمعهم بالفتاوى عن المطالبة بحريتهم وحقوقهم! ألم تر إلى مفتيه الذي أقسم أن حافظًا هو مجدد الدين في القرن العشرين، وشاعره الذي أقسم أن بشارًا هو الخليفة السادس في الراشدين؟!

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – الشبيحة من الجنود والمخابرات والحرس الخاص؛ لإحداث أكبر قدر من الدمار، وإراقة أكبر كمية من الدماء، ونشر أكثر ما يستطيعون من الرَّوع، والذعر، والإرهاب البعثي العلوي الضبعي! شبيحة البطش، وشبيحة الأقلام، وشبيحة الفتاوى!

= = واستخدم بشار الضبع وزبانيته – ولا يزالون – الإعلام المزور الذي يتحدث عن الشعب السوري المنتفض من أجل كرامته وحريته وسلامته على أنه مجموعة خونة عملاء جبناء طائفيين سلفيين رافضين للشرعية متآمرين على الوطن السعيد، والعهد البعثي المجيد، كارهين للتقدم والحضارة والرغد الذي يوفره الضبع وأسرته وحاشيته!

واستخدموا الأفاكين (أقصد الفنانين) الذين ناصروا الأسد صراحة، أو تقنعوا أمام الشعب بكلمة ناعمة كذوب، وهم ينحنون لتقبيل حذاء النظام: نجدت أنزور، ودريد لحام، وجمال سليمان، ونقيبة الفنانين فاديا خطاب، وأيمن زيدان، وسلاف فواخرجى، ووائل رمضان، وفراس ابراهيم، وسلمى المصري، وسوزان نجم الدين، وباسل خياط، وسامو زين، وصفاء سلطان، وباسل خياط، ورشيد عساف، وعباس النوري، وملحم زين، ووفاء موصللي، وسحر فوزي، وروعة ياسين، ووائل شرف، ومصطفى الخاني، وعبد المنعم عمايري، وجورج وسوف، وديانا جبور، وشكران مرتجى، وزهير رمضان، ولورا أبو أسعد، ونسرين الحكيم، وعمر حجو، ونقيب الصحافيين إلياس مراد وشاركهم اللبناني جورج قرداحي ونجوى كرم، ومي حريري!

وكالعادة: تقف الجامعة العربية الشامخة حامية الحمى لتتفرج، وتفرك إسرائيل يدها ابتهاجًا، وتوازن أوربا، وتنافق أمريكا، ويُقمع الشعب، وتستمر المذابح، ولا ينتهي الكذب!

فهل قدر على الأمة أن تمر بهذه المذابح كلها، بأيدي حكامها جلاديها وجيشها مدمرها!؟

هل قدر عليها أن تسودها الضباع والخنازير البرية أو تجتاحها؟

حسبنا الله ونعم الوكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل!

________________

برغم أنفه وعاره رحل/ على جناح العار والشنار/ تزفه لعائن الصغار والكبار/ تحوطه الدماء والجثث/ ويقشعر من جنونه الخبَث!/ ويحمل الحقائب المليئة/ بالرَّوع والنحيب والوجل/ والوهم والخواء والعبث!

برغم أنفه رحل/ يجر عاره وخيبتَهْ/ ويجرع الأنين والوجع/ على قفاه صفعةٌ/ وراية على استه بغدْرتِـهْ/ وسيرتِه/ تلك الفَضوح الخائبة/ يفر من كنائن العجائز/ المرسِلات للسهام الصائبة/ المرسَلات بالأنين والجؤار/ وتشتكي لربها/ سطو الذئاب الكاسرة/ بالليل والنهار/ برغم أنفه رحل/ يفر من صحوة الرجال والهمم/ يفر من ذوي الإباء والشمم/ فالشعب ما ركع/ والشعب ما جزع/ وما ثنت من عزمه المجازر الغشوم/ ولا عتو العصبة الظلوم!

أجل.. أجل/ لقد رحل/ عقبى لكم إخواننا/ عقبى لكم أحبابنا/ ذاك الربيع قادمًا بزهرهِ.. وعطره/ وبالحياة والأمل.. لقد رحل.. برغم أنفه رحل.. ع/ ب



albasuni@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق