عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 16 يونيو 2011

استراحة مع مفقود

استراحة مع مفقود



محمد موافي | 16-06-2011 01:25

... إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل,و لأن اللؤم دنس أثواب أعراض كثيرين,ولا أبرئ نفس إن النفس يحلو في نفسها اللؤم أحيانا,فما رأيكم دام فضلكم ومات كمدا عدوكم,وانفجر غيظا منتقدكم,و دام بستره ظلكم,أن نبتعد بضع كلمات عن واقع مصر بين التسفيه والتصنيف والتجريح والتخوين واللؤم,ونسترجع معا بعضا من تراثنا الثمين مما كتبه غير بني ديننا,فإن كنوزا تركها القوم,واليهود لهم إسهام رائع في تاريخ الأدب العربي,وأشهرهم صاحب البيت مفتتح المقال,إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه فكل رداء يرتديه جميل/وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها/فليس له إلى حسن الثناء سبيل/تعيرنا أنا قليل عديدنا/فقلت لها إن الكرام قليل/وما ضرنا أنا قليل وجارنا/عزيز وجار الأكثرين ذليل.



الله الله يا سمؤال وهو من يهود خيبر قبل الإسلام وقصيدته اللامية مذكورة في عشرات الكتب القديمة وربما المئات من الجديدة ,كديوان الحماسة لأبي تمام,وصبح الأعشى للقلقشندي والبيان والتبين وغيرها ,بل في كتب السيرة المشهورة,وكان المسلمون يتمثلون بأبياته ويضرب العرب به رمزا للوفاء,ويحكون أن امرئ القيس سيد شعراء زمانه عجز عن الثأر لمقتل أبيه وذهب باتجاه الشام عله يجد عونا ونصرة, وقبل الرحلة ذهب للسمؤال وترك لديه أدرعه الثمينة وأهل بيته كأمانة ,وما إن انصرف حتى طوق بعض أعداء امرئ القيس بيت السمؤال وقال له: سأغادر الحصن بمجرد تسليمي أدراع امرئ القيس وأهله، فرفض السمؤال ذلك رفضا قاطعا، وقال : لا أخفر ذمتي ولا أخون أمانتي، فظل الملك محاصرا الحصن حتى مل، وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السمؤال من رحلة صيد وفي طريقه إلى الحصن قبض عليه الملك ونادى على السمؤال : هذا ابنك معي فإما أن تسلمني مالديك أو أقتله ! ومع ذلك رفض السمؤال تسليم الأمانة فذبح ابنه أمام الحصن., فقال السمؤال:وفيت بأدرع الكندي إنني/إذا ما خان أقوام وفيت//...



و بعد سنة وبعد وفاة امرؤ القيس جاء إلى السمؤال ورثة صاحب الأمانة فأداها لهم وأنشد –وهي أيضا منسوبة لغيره- وإنا لقومٌ لا نرى القتلَ سبةً /إذا ما رأته عامرٌ وسلولُ/يقرِّب حبُ الموتِ آجالنا لها وتكرهه آجالهم فتطولُ/إذا سيدٌ منا خلا قام سيدٌ /قؤولٌ لما قال الكرام فعولُ//وصار مثلا في الأمانة حتى قيل"أوفي من السمؤال".



وهل شرقت بكم وغربت وأطلت واستطلت وعرجت فما أصبت,فقط أحببت أن أستريح معكم وأشارككم بعضا من أشياء أسافر فيها كلما اختلط الحابل بالنابل والشريف باللص الظريف,والبطل بصحاب الباطل والزلل,و قد أهداني أبي رحمه الله جملة لمن لا ينطق عن الهوى,ولمن كلامه تقاسيم بذات طوى,وخلاصتها: إذا التبس الكل في الكل"فليسعك بيتك,ولتبك على خطيئتك"ومعها أرتشف عطرا من كتب صفراء ورثتها فاشترتني.

mmowafi@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق