عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الخميس، 16 يونيو 2011

أيتام مبارك!

أيتام مبارك!

محمود سلطان | 16-06-2011 01:16

قد يعتقد البعض بأن هذا الهياج المتشح بوشاح "الدستور أولا".. هو من قبيل "الخلاف الوطني".. نشأ أصلا لمصلحة وطنية.. والظن كما ورد في الأثر"أكذب الحديث".. فمراجعة أسماء غالبية من يشاغبون اليوم من أجل هذا "الأفيه" المستفز فعلا، يحيلنا تلقائيا إلى التشكيك في نواياهم .
أنا ـ على المستوى الشخصي ـ لا يمكن أن أصدق من شقوا الجيوب ولطموا الخدود حزنا على "مبارك".. ولو أقسموا على كل الكتب السماوية، بأنهم باتوا "ثورجية" أكثر من "ثورجية" 25 يناير وشهدائهم الأبرار.
لم يكن غريبا أن أجد في صدارة المشهد الداعي إلى "الدستور أولا"، ذات الأسماء التي طالبت الناس بالانصراف من ميدان التحرير إلى بيوتهم، لأن الرئيس بات شيخ مشايخ "الطرق الاصلاحية" في العالم.
أحدهم ويطلق عليه اسم "الفقيه الدستوري".. طالب الثوار بأن يكون عندهم "شوية دم" ويحافظوا على "كرامة الرئيس".. قالها عندما اختير قبيل "خلع" المخلوع، ضمن "شلة" وضع دستور مبارك عشية الاطاحة بنظامه!
بعد سقوط مبارك.. شكلت لجنة جديدة لوضع الدستور المؤقت، استبعدت "الفقية" بتاع مبارك.. ومنذ ذلك الحين، وهو لا ينام ليلته إلا بعد أن يكيل الشتائم للجنة وضع الدستور ولرئيسها المستشار طارق البشري.
الطريف.. أن هذا "الفقيه".. هو الذي وضع دستور السادات "المفصل" على مقاس مزاج "الهوانم".. والذي "خلد" الرئيس .. أي رئيس لمصر، على العرش، وأنه لا يجوز خلعه إلا بـ"طلقة كلاشينكوف" أو بزيارة خاطفة من "ملك الموت".
اليوم ـ هذا "الفقيه" الذي وضع دستورا لصنع الطواغيت ـ بات ضيفا على كل سهرات "السواريه" الفضائية، وبشكل يومي في كل قعدة تستهدف "الشرشحة" للإعلان الدستوري المؤقت وللشعب المصري الذي قال "نعم" من أجل "قيراط" أو "قيراطين" بصحبة "الحور العين" في الجنة!
الخناقة ـ اليوم ـ ليست نضالا من أجل "دولة ديمقراطية" وإنما من أجل "كيان هلامي" مؤسس على "اللصوصية السياسية".. شوية لصوص يريدون "نشل" الشعب و"تقليبه" وتعليق "حافظة ثورته" المكتظة بمستقبل واعد ومبهج ومشع ومصدر إلهام للعالم الثالث كله.
لم يبق إلا ثلاثة أشهر، ثم تعلن "دولة اللصوصية" عن وفاتها.. فالانتخابات في سبتمبر القادم، وسيكون لمصر لأول مرة برلمان منتخب ودستور جديد ـ بعدها ـ ستضعه نخبة تستقي شرعيتها من الشعب وليس من المال الطائفي والتطبيعي أو المسروق من البنوك والملطوط بأراضي الدولة المنهوبة.. سيكون لمصر لأول مرة رئيس منتخب .. ورأي عام أكبر وأقوى منه ومن حكومته.. ستصبح مصر "حاجة تانية".. دولة ديمقراطية يتوق إليها المحبون للحرية والعدل والشفافية والقانون.. ويخشاها "اللصوص" وكل من تربى على حجر مبارك وفساده وتزويره.
هذه هي المشكلة مع نخبة اعتادت على أن مصالحها لا يمكن أن تتحقق عبر صناديق الاقتراع وإنما في الظلام.. بعيدا عن عيون الناس وعن أصوات الناخبين.. إنهم فعلا أيتام مبارك.
almesryoonmahomd@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق