عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الجمعة، 22 أبريل 2011

حرية القناوية بين الدولة المدنية والحل الإسلامي

حرية القناوية بين الدولة المدنية والحل الإسلامي


ليس أعجب من ذلك الإعلام الكسول الذي مازال يعتبر انتفاضة شعب وجماهير قنا على محافظهم الجديد لسبب طائفي محض؛ فحتى هؤلاء إن لم يكن لهم مراسلين هناك، كان يمكنهم متابعة المقاطع الحية لمظاهرات القناوية على شبكة الانترنت، وهم يرددون لا سلفية ولا إخوان، بجانب مقطع منشور اليوم على شبكة المرصد الإسلامي، ولكن يبدوا أنهم لا يملكون إلا طريقة واحدة في الكتابة والحديث الإعلامي، يريدون جنازة طائفية ثم لا يملوا من اللطم.

فليس أعجب من هؤلاء سوى موقف أولئك دعاة الدولة المدنية فإن بعضهم لاذ بالصمت وكأن شعب قنا ليس له حقوق في اختيار محافظه تستحق أن تؤيد وتناصر، والبعض الآخر حين تحدث، تحدث بالإنكار عليهم وطالب بفرض الأمر عليهم حفاظا على هيبة الدولة، بل حين ترددت أنباء عن استقالة المحافظ من منصبه إذا بأحدهم يبدي تخوفهم حيث أن السلفيين سيعتبرون هذا انتصار وسيسمونها غزوة قنا، ألم أقل أنهم كسالى ولا تحمل رؤوسهم سوى تردد واحد؛ ولا تدور ألسنتهم إلا على موجة واحدة. فإني أشك لو أن أحدهم ذهب لبلد كل أهلها مسيحيين أو كل أهلها مسلمين، فإنه لن يستطيع أن يجد شيء يتكلم عنه.

بل حتى لو كان الأمر طائفي محض فإن أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من أهل قنا من المسلمين وبالتالي هم على حسب تلك النظرة يرفضون المحافظ، ووفقا لرؤية مبشري المدنية والحداثة أما كان ينبغي عليهم أن يذهبوا لأولئك ليقنعوهم بقبول المحافظ، لا أن يصمتوا أو يطلبوا بفرضه عليهم فرضا، فما الفرق بين أولئك الديموقراطيين المدنيين المتحضرين والنظام البائد الذي كان يدعي أيضا نفس دعاويهم من الديموقراطية والمدنية، والمحافظة على عنصري الأمة.

البعض منهم يطالب الإسلاميين بضمانات للحرية، في حين أنهم يتعاملون مع الناس من منظور استعلائي، وهذه المواقف توضح ذلك، وفي المقابل تحرك سلفيين وإخوان وذهبوا إلى هناك وحاولوا إقناع الجماهير وحين فشلوا انحازوا لمطالب الجماهير، فأي الفريقين أقرب وللحرية وأعدل؟.

عموما الرؤية الإسلامية قد حلت تلك الإشكالية ولم تسع لتقيد حرية رعاياها؛ بحجة هيبة الدولة. لأن هيبة الدولة الحقيقية في الاستجابة لمطالب شعبها.

فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين (رئيس الدولة الإسلامية) كان من عادته إذا اشتكي إليه أهل بلد من وليها يعزله، حتى وإن لم تكن عليه شائبة، ولكنها الاستجابة للمطالب الجماهيرية، رأفة ورحمة برعيته، على الرغم من قدرته على العناد والكبر، ولكنه حاشاه هذا.

روي البخاري وغيره عن جابر بن سمرة قال : شكا أهل الكوفة سعدا (وسعد هذا هو ابن أبي وقاص أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهو الذي جمع له النبي صلي الله عليه وسلم أبوية، فقال صلى الله عليه وسلم له : ارم فداك أبي وأمي، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وأسلم وهو ابن تسعة عشرة عاما، وكان سابع سبعة في الإسلام، بل هو الذي بنى مدينة الكوفة، ولذا يقال: كوف الكوفة) المقصد أن شخص بكل هذه الصفات كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولاه الكوفة. فشكاه أهلها، فماذا كان؟

يقول جابر : فشكاه أهلها إلى عمرة فعزله واستعمل غيره. وعزله عمر بعض أن قام بتحقيق الشكوى، بل وتبين له كذبها، أو كما يقال اليوم كيدية.

حتى أنهم ذكروا أنه لا يحسن يصلي. وتنبه لهذه رجل كان سابع من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو أحد المبشرين بالجنة لا يحسن يصلي!!! أيعقل هذا؟!!

ولكن عمر رضي الله عنه أرسل اليه فقال: يا أبا إسحاق (وهي كنية سعد) إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي ؟ قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الاولين وأخف في الأخريين . قال (أي عمر) : ذاك الظن بك يا أبا إسحاق .

ولكن عمر رضي الله عنه لم يكتفي بذلك؛ يقول جابر : فأرسل (أي عمر) معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفه ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس؛ فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة، قال أما إذ نشدتنا : فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية .

قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث، اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن . وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبيرمفتون أصابتني دعوة سعد .

قال عبد الملك (أحد رواة الحديث) فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن.

وإن أردت أن تعرف كم كان هذا الوالي (المحافظ) عادلا فتأمل دعائه؛ فقد اشترط في الدعاء أن يكون الرجل كاذبا قام رياءاً وسمعة.

ومع كل هذا عزله، وقال : إنى لم أعزله عن عجز و لا خيانة، ثم جعله أحد الستة الذين فيهم الشورى.

أريدك عزيزي القارئ أن ترى موقف عمر رضي الله عنه في زمنه وتقيمه بمعطيات عصره حيث لا اعتصمات، ولا إعلام ولا علمانيين وجماعات ضغط ولا... ولا...

فحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل إناء بالذي فيه ينضح.

نعم

ملكنا فكان العفو منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح

ختاما : ياليت الدكتور شرف يعتني باختيار بطانته، فما من وال ولا أمير إلا له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وبطانة لا تألوه خبالا ، فمن وقي شرها فقد وقي ، وهو للذي يغلب منهما .


فبطانة الدكتور شرف تحتاج لتطهير، وأولهم اليساري المتطرف نائب السابق لحزب التجمع ذلك الجمل، فلا يوجد ملف قد تولاه أو وضع يده فيه إلا وأنتج فسادا وشقاقا، فهو يقود انقلب على الثورة ومكتسباتها. فهو الذي كان يقول أن بقاء مبارك ضرورة دستورية. فهو لا يألوك خبالا؛ فاحذره فقد نجح في تسريب بعض من زمرته إلى أماكن القرار، ويسعي في تسريب الباقي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق