عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الجمعة، 29 أبريل 2011

مقتل سلوى عادل وسقوط الاقنعة

مقتل سلوى عادل وسقوط الاقنعة



محمد بن سعد الأزهري

مشرف موقع فضيلة الشيخ ابي اسحاق الحويني

!



سلوي عادل



كانت يوما ما علي دين النصاري



ولكن رزقها الله البصيرة ، فرأت النور أمام عينها



ولامس الإيمان بالله الواحد القهار شغاف قلبها



فلم تتردد عن إعلان بداية حياتها الحقيقية



إعلان الشهادة



أشهد أن لا إله إلا الله



وأشهد أن محمد رسول الله



ومن ساعتها وهي في قلب حياة جديدة



لا تعرف الهرطقة ولا الخرافات



لا تعرف الأقانيم ولا صكوك الغفران



لم تسمع بعد هذا الإعلان لنشيد الإنشاد



وما فيه من ألفاظ يندي لها الجبين



انتقلت سلوي إلي مكان جديد



لكي تبدأ حياتها الحقيقية



حياة فيها الطمأنينة والسكينة والخشوع



حياة تتمتع فيها بالركوع والسجود



فلأول مرة تعرف معني البكاء من القلب



البكاء علي سنوات مرت وهي حيري



تعيش بين طلاسم لا تستطيع أن تجد لها حلا



وإذا سألت عن هذه الطلاسم يوماً قيل لها :



العيب في إيمانك فإنه لم يتخلل قلبكِ بعد ؟؟



وهي تقول في نفسها :



إنه لم يدفعني إلي تلك التساؤلات إلا إيماني ؟



إلي أن شفاني الله يوماً من وساوسي



وطويت صحيفة ذكره من قلبي



وأخيراً قد خلوت من الهم



وشعرت بأنني اليوم أعلي قدراً وأنزه شأناً



لأنني آمنت بالله الواحد الأحد



ليس له والد ولا ولد







هكذا شعرت تلك الزهرة البريئة سلوي



وبهذا يشعر كل من كان في الظلام الدامس



عندما يري الأضواء الباهرة



تزوجت هذه المولودة الجديدة



وأنجبت أطفالا صغاراً



لتكوِّن أسرة مسلمة



وتشعر أنها في حلم جميل



وقد لاح علي وجنتيها أريحية السرور



متهللة الوجه ، مشرقة الجبين



فرق عظيم بين ماضيها وحاضرها



عاشت حياة الطفولة بين صليب وصليب



صليب فوق الصدر



وآخر مطبوع علي اليد



وثالث فوق السرير



ورابع علي المنضدة



وخامس علي باب الحجرة



وسادس وسابع وثامن ......... الخ



فأصبح هذا الصليب قرين !



وكأن الايمان لن يثبُت إلا بذاك !



والآن قد أنجبت سلوي أطفالا



لا يعرفون هذا الصليب



بل لا يعرفون إلا كتاتيب المساجد



لن يسمعوا أبداً نشيد الإنشاد



بل يسمعون كلمات الرحمن



قل هو الله أحد



الله الصمد



لم يلد ولم يولد



ولم يكن له كفواً أحد



لن يعبؤا بأصوات الأجراس



فصوت الآذان يخترق القلوب قبل الأسماع



وطالما مست كلمات الآذان شغاف قلب سلوي



فترجع بذاكرتها إلي الوراء



وكيف أنها كانت محرومة من هذه المعاني



وكلما نظرت إلي صغارها وكيف نجاهم ربها



من ظلمات التعميد وهرطقة الآب !!



تقول بلسان حالها : اللهم لك الحمد



ولكن لم يظل هذا الحال طويلاً



فلقد كانت خطة الموت تُرسم



والأيدي الآثمة تستعد



فالقلوب التي لا تعرف إلا الشرك



لا تعرف التسامح



فتسللت عصابة الموت



في ظلام الليل الحالك



إلي بيتها الصغير



لا ليتسامحوا معها



فلقد أمطروها بوابل الزيف منذ زمن بعيد



التسامح والمحبة والعفو !!!



كانت تسبح في نومها



بقلب مطمئن عامر بذكر ربها



إلي أن فوجئت بما يوقظها فزعاً



سيوف وخناجر تلمع أمام عينيها



ووجوه عابسة تعرفها منذ زمن بعيد



فلقد كانوا أولاد بطن واحدة



ثم غزت خناجرهم جسد هذه الزهرة الطاهرة



سلوي !



وطفلها بجوارها



عمره خمس سنوات



لم يرحموا توسلاته ولا نداءاته



لماذا تقتلون أمي ؟



فأسكتوه للأبد



وتوالت الطعنات



كل طعنة أشدُّ من أختها



طعنة خسيس النفس



سافل الطبع



تجري عصارة اللؤم في دمه



فاعتُقل لسانها



واصطكت أسنانها



وخذلتها قدماها فلم تستطع المقاومة



حتي خرت إلي الأرض



ثم شخُصت ببصرها إلي السماء



فتذكَّرت زيف التسامح والمحبة



التي كانوا يتشدقون بها في كنائسهم



تذكَّرت زيف الباطل



وبدأت أنفاسها تتلاحق



وهي تحمد ربها أنها قُتلت بيد كافر



وهي تحمد ربها أنها قُتلت وهي علي الاسلام



ثم خفت صوتها



وسكنت جوارحها



وشخُصت عيناها



وصعدت روحها إلي مولاها



وصعدت معها روح ولدها



فهؤلاء لم يرحموا أحداً



صعدت روحها



تشكي إليه ظلم الظالمين



والصمت المريب الذي لحق بالمسلمين وغير المسلمين



إلا من رحم الله



ومنذ هذه اللحظة



ودمها النازف ينسكب من قلوبنا



أتذكرها وهي متلطخة بدمها



ومتوشحة بأكفانها



مسجَّاة علي سريرها







بأي ذنب قُتلت ؟؟



أين من ينصرها ؟



أين دعاة حقوق الإنسان ؟



أين الإعلام الهادف ؟



أين البرامج التي انتفضت لقطع أذن ؟



أين البرامج التي ثارت من أجل غزوة وهمية ؟



أين البرامج التي هاجت من أجل الموتى ؟



أين المصري اليوم والشروق ؟



أين العاشرة مساءاً والقاهرة اليوم ؟



أين دعاة الليبرالية والحرية ؟



أين الذين صدعونا بحرية العقيدة ؟



أين منظمات المجتمع المدني ؟



أين نقابة الصحفيين والمحامين ؟



أين مفتي مصر وشيخ أزهرها ؟



أين المجلس العسكري ؟



أين رئيس الوزراء ؟



أين يحي الجمل الذي قال عن كبيرهم :



علاقتي بقداسة البابا شنودة الثالث قديمة وعميقة،



قد لا يصدق كثيرون أنني وأنا المسلم أجد راحة كثيرة



عندما أجلس إليه،



وأشكو إليه بعض همي،



وأطلب منه الدعوات



وأحس أن كلماته ودعواته تتسرب إلى قلبي في يسر عجيب !!



ألا تسأله كيف تسللت خناجر الحقد



إلي قلب سلوي عادل في يسر عجيب ؟؟



هلَّا شكوت إليه همَّ هذه الأسرة المسكينة



وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد



حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم جميعاً



ولكن أذكركم :



كما سقط مبارك وحاشيته ذليلا صاغراً



سيسقط شنودة والجمل وساويرس



سيسقط الجلاد وحمودة وعيسي



سيسقط أديب ومني وخرسا



ستسقط كل الأقنعة



أقنعة الزيف والبهتان



أقنعة الإعلام المحايد !



أقنعة الإعلام الهادف !



أقنعة الحرية والمساواة !



وإن غداً لناظره قريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق