عون الرحمن

قصة كاميليا شحاتة

شرح كتاب العبادات

ما هكذا تورد الابل يا جمعة!!!؟

الجمعة، 29 أبريل 2011

رسالة إلى الدكتور عصام شرف

رسالة إلى الدكتور عصام شرف



السيد الدكتور/ عصام شرف..... رئيس وزراء مصر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أرجو أن تصلك الرسالة وأنت على خير حال وأن تقرأها دون أن تتعلل بضيق الوقت.

التمست لك اللأعذار في كل تصرفاتك ظناً منّي بحسن طويتك وسلامة سريرتك ولولا ثقة لا يبررها إلا ما وصلنا من الأخبار عن تواضعك وطلبك للمشورة والتحري قبل اتخاذ أي قرار- لولا ذلك ما كنت كلفت نفسي مشقة دباجة هذه الرسالة والتي أرجو الله عز وجل أن تنتهي رحلتها بين يديك وأمام ناظريك.

ثم أما بعد......

وصلنا من الأنباء استعانتك بمن يدعون نفسهم ائتلاف شباب ثورة الخامس و العشرين من يناير، وبلغنا كما بلغ مصر أنباء أحداث قنا وما ترتب عليها، وقرأت غير مصدق نبأ تصريحك باستعداد شنودة بابا الكنيسة الارثوذكسية بسفره الى اثيوبيا لمحاولة التأثير على كنيسة الحبشة، وإليك ما أنصحك به لعلّه يكون فيه الفائدة لك وللبلاد، ولعلّه يكون أمانة أبلغها لك فتكون منجاة لي من ذنب كتم العلم، وعلّها تكون حجة عليك اعتق منها عنقي والقيها في عنقك، وهكذا سولت لي نفسي.



أما أمر ائتلاف شباب الثورة، فأنت تعلم وأنا أعلم أن الثورة لم تكن فقط من الشباب ولو أردت الـتأكد فعليك الرجوع الى عشرات الفيديوهات التي صورت في ميادين مصر وعليك أن تراجع احصائيات أعمار القتلى على أيدي الشرطة لتعرف هل هم منتمون الى الشباب أم الى غيرهم. كما أن كلمة شباب الثورة هي كلمة فضفاضة لا معنى لها، كأنك تلزم من يشير عليك برأي أو ينضم الى ائتلافهم أن يكون أصغر من سن معينة أو أن يكون قد أمضى عدداً محدداً من الليالي في ميدان التحرير قبل أن يصبح صاحب رأي أو مشورة.

و قد رأيت في هذا الشباب عندما رأيتهم، من السطحية و الركاكة وقلة الخبرة ما يخيفني بأن يلقى أمر الوطن في أيدي هؤلاء، فهم لا يمثلون الا انفسهم، حتى لو ادعوا أنهم يمثلون تيارات سياسية مختلفة، فكل تيارات مصر السياسية هي تيارات كارتونية لا صوت لها الا على شاشات التلفزة أو على صفحات جرائد كتابها أكثر من قراءها.

يا سيد عصام الثورة ليست فقط الشباب، يا سيد عصام الثورة لم تكن فقط في ميدان التحرير، يا سيادة رئيس الوزراء الاعلام ليس هو رأي الشعب بل هو رأي فئة استولت على الاعلام مذ عقود، يا سيادة رئيس الوزراء مصر ليست برنامج العاشرة مساءاً ولا برنامج مصر النهارده ولا المحور و لا أون تي في. يا سيادة رئيس الوزراء إن كان هؤلاء هم سدنتك وبطانتك ومستشاريك فبئس العشير......

تحرّ ثم تحرّ ثم تحرّ من تطلب منه المشورة.....

أما عن أحداث قنا فالعجب كل العجب من بطء قرارك وعدم استجابتك لصوت الشارع ناسياً أو متناسياً أنك في مكانك هذا بناءاً على صوت الشارع.

تعال أخبرك بحقيقة لا أعلم ان كنت تعلمها أم لا، لقد كان عدد المتظاهرين في ميدان التحرير يوم جمعة الغضب لا يزيد عن المائة والثمانين ألفاً – وهو عدد ضخم أن يتجمع في ميدان- و للتأكد من صحة هذا الرقم عليك سؤال أي من أعضاء المجلس العسكري لأنهم كانوا يقومون بتصوير المتظاهرين بالطيران وحصر عددهم. مائة وثمانون الفاً هم من خرجوا الى ميدان التحرير من أصل ستة عشرة مليوناً هم تعداد القاهرة.

ألا يستحق خمسة و ثلاثون ألفاً عندما يتجمعوا للتظاهر في محافظة لا يتجاوز تعدادها بضع مئات من الالاف- الا يستحقون ان يستمع رئيس وزراء مصر الى مطالبهم، بدلاً من اتهامهم بالتطرف واتهام السلفيين بانهم هم الذين قادوهم وكأنهم يقودون تمرد...

وهب أن السلفيين قد قادوا هذه الجموع، هل كلما دعا السلفيون الى امر نظرت له الحكومة باستعلاء كأنهم من ابناء وطن آخر..

لقد أمرتم بالافراج عن القس المسيحي المزور وهو المسجون في قضية جنائية بحكم القانون، القانون الذي قمنا بالثورة من أجل تطبيقه على كل المصريين دون تمييز، أمرتم بالافراج عنه عندما تظاهر ألفين و اعتصموا أمام ماسبيرو جلّهم من مربيي الخنازير والزبالين الذين أمرهم قسسهم بقطع طريق الاوتوستراد و الاعتصام امام ماسبيرو حتى تلبوا لهم مطالبهم عن يدٍ وانتم صاغرون، وقد كان.

و عندما يتظاهر عشرات الآلاف لتغيير محافظ، تصاب الحكومة بالحساسية فقط لأن المحافظ نصراني، ولأن الله أراد أن يظهر الحق، فقد انسحب السلفيون من مظاهرات قنا، بل وانضم اليهم اقباط، و يبدو أن حكومتنا لا تقتنع الا بتظاهرات الاقباط، فقمتم على الفور بتجميد عمله ثلاثة أشهر.

ألن تتوقف حكومتنا عن انتهاج ما انتهجته حكومات الفساد السابقة من محاباة الاقباط على حساب المسلمين...

لقد كان سلفكم يتعسف في معاملة المسلمين و يتجبر ثم يتساهل مع الاقباط عسى أن يكونوا له عند التوريث ظهيراً، فلماذا تكرر أنت ما فعله سلفك وأنت على حد ظني لست في حاجة الى ان تغبن طائفة حقها لتصل إلى مراد ما؟

أأ أما ثالثة الأثافي فهي نبأ تصريحك باستعداد شنودة بابا الكنيسة الارثوذكسية بسفره الى اثيوبيا لمحاولة التأثير على كنيسة الحبشة، و لا أدري من الذي فقد عقله فأشار عليك بهذا؟

منذ متى يا سيادة رئيس الوزراء يتوسط رجل دين لا يمثل أكثر من اربعة بالمائة من سكان الوطن في قضية مصيرية؟ ومع من، مع رجل دين لا يمثل الا ثلاثون بالمائة من وطنه (لعلم سيادتكم المسلمون هم الاغلبية في اثيوبيا و لكن الغلبة و الحكم و المناصب الرفيعة للنصارى)

بأي منطق يتولى شنودة في هذه الأيام بالذات ووسط حساسية ما تمر به البلاد ملفاً بهذا الخطر و هو ملف يمكن تأجيله حتى تضع الانتخابات اوزارها.

ألم تقرأ سيادتك حيثيات حكم المحكمة الصادر عام 1981 ضد المدعو"نظير جيد" الشهير بشنودة، و وصفه اياه بمثير الفتنة الطائفية؟ الم يخبرك بهذا الحكم نائبك ، الفقيه القانوني، رجل كل العصور؟ والذي أعجب من وجوده في مكانه حتى الآن في موقعه رغم زلاته التي لا تنتهي وتصريحاته المستفزة وحواره الوطني الذي فشل و شبهات انتمائه للنظام القديم قلباً و قالباً، مثله مثل مصطفى الفقي الذي أنعمتم عليه بترشيحه لأمانة جامعة الدول العربية وهو صاحب انتخابات مزورة شهير ومواقف مشبوهة مفضوحة مع النظام السابق. منذ متى يا سيد عصامنتياؤني

أظن والظن يكذب صاحبه أنك على علم بمأساة كاميليا و أخواتها، و مذبحة سلوى وأبنائها، ومذبحة أبي قرقاص. ولكنّي على يقين من علمك بمذبحة أذن أيمن القواد ومأساة هزيلة مفتعلة عن هدم كنيسة في حادث مجهول الأخبار وقد بناها المسلمون بأيديهم.

يا سيادة رئيس الوزراء العدالة ليس فيها أنصاف حلول، و الحق واضح أبلج لمن أراد أن يراه، وخفي مدلج لمن تجاهله وغض الطرف عنه....

أطلت عليك ولو أردت أن أحدثك بمكنون نفسي لدبجت صفحات وصفحات

أوصيك و نفسي بتقوى الله، و إياك إياك وسوء الظن بي فليس لي عندك من نعمة تجزى ولا منصب له أسعى، ولست أنت ممن أتزلف لهم علّني أنال ما أتمنى.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

دكتور/ يوسف عبد الغفار يوسف

القاهرة 26ابريل 2011-04-26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق